لقاء فى سوق الرقيق Hakim salah `بقلم

عرض

إكتمل التحديث وقعت الأعمال الأصلية Hakim salah

7عشرة ألف كلمة| 0المجموعة الكاملة| 1.506ألف نقرة

تقلبات الدهر وفجاءات القدر لم ينج منها إلا القليل , وكم من أناس حالت الأقدار بينهم وبين ما يشتهون , وكم من أناس غدر بهم الزمان , فانقلبت حياتهم من نعيم العيش إلى ضيقه وشدته , ومن عز الملك إلى ذل العبودية , ومن بهجة النهار إلى عبوس الليل , وكم من أناس ذهبت أنفسهم حسرات على ما ألم بهم من النوازل والنكبات , فمنهم من أكمل حياته كئيبا
ذليلا منغمسا فى مرارة العيش , ومنهم من لم يتحمل ذلك فمات على إثر ذلك , فكيف بمن رضع الرفاهية وتنفس المناعم مع كل هواء دخل صدره , فالصعب له مذلل , والبعيد منه قريب , والمستحيل سهل المنال عنده , لا يتمنى شئ إلا ناله ولا يخطر بباله شئ إلا احتازه , ولا تتوق نفسه إلى طعام أو شراب إلا أتته طائعة راغمة , قد كان يقطف من أطايب الحياة ومناعمها
ومباهجها قطفا , فكيف به تنقلب حياته من العزة إلى الذلة , ومن الكرامة إلى المهانة , فكان ذلك له فى نفسه بالغ الأثر , فالرجال يولدون من رحم الشدائد وتصنعهم الأيام الصعاب , فكان على صغر سنه تقطر الحكمة على لسانه , وتسرى القوة فى عضلاته , وتسكن الشجاعة قلبه , ففرقت العبودية بينه وبين أحب الناس إليه , وحال المكر والخيانة بينه وبين محبوبته , لكن الله عز وجل كان له فى ذلك حكم , فجمع شمل
المتشتتين , ورأب صدع المتمزقين , فالتئم الجمع واندملت الجروح وتلاقى الأحبة بعد
طول غياب , وعاشا فى تبات ونبات .

حاول القراءة مجانا اضافة إلى رف الكتب اضافة إلى المفضلة