شيطان ميريام أبو عبدالله `بقلم

عرض

جارِ التحديث الأعمال الأصلية أبو عبدالله

3.558ألف كلمة| 0المجموعة الكاملة| 86اجمالي النقرات

لمْ يكنْ أحمد يتوقع أنْ تتغير حياته بين غمضة عين و انتياهتها. ما كان يدري أنّ القدر يُخبئ له لقاء سيكون سبباً في صلح تأخر سنوات بين عقله و قلبه بعد قطيعة دامتْ طويلاً كان السبب فيها شخصيته التي تجعل الحب أولاً و آخرا. فالحب ليس تصريحاً أجوف باللسان أو حتى مشاعر ليس لها رصيدٌ في الواقع. الحب حياة.
أحمد الذي كان شخصاً مميزاً منذ طفولته، يتلقى صدمة كاسرةً في حبِّ حياته، " مي " تلك الطفلة الجميلة التي ترافقه صباه كلّه أثناء المراحل المختلفة من الدراسة. يراها أجمل الفتيات و أكثرهن حسناً و ذكاءً. ينمو حبها مع نمو قلبه، يعشقها عشق الرجل للمرأة و هو لم يعد بعد ابن السبع سنين. لم يصارحها بحبه إلا بعد أن أصبحا في الجامعة. بادلته الحب، و عاشا معاً سنوات الجامعة عاشقَيْن يحلمان أن يسعدا بزواجهما. يتقدم إليها ليخطبها فيتلقى أولى الصدمات حين قررتْ أمها عدم زواجهما لأنه غير مناسب لها. رغم حبها له، لم تستطع " مي " أن تقاوم من أجله و استسلمتْ لرغبة أمها و أوامرها. لم تكن تلك آخر صدمة يتلقاها أحمد، بل ظل يستقبل طعناتٍ غادرةً من المحيطين به فيعلم أنه شخص مختلف عن الواقع فيقرر أن يحيا فيه بجسده دون قلبه الذي كان سبباً في الكثير من معاناته، ظلّ عقله يسيطر على قلبه و مشاعره، حتى ذلك اليوم الذي ذهب فيه لاستلام العمل أستاذا لمادة الفيزياء في مدرسة خاصة بحي الدقي، فالتقى بميريام تلك الفتاة الجميلة الرقيقة المنفتحة على العالم و التي تعمل أستاذة لمادة الساينس في نفس المدرسة. مرّتْ ميريام بأزماتٍ عديدة بدأتْ بفقدانها والدها الرقيق العطوف الذي كان يملأ حياتها فقد كان الأب و الأخ الذي لم يأتي إلى الدنيا فهي وحيدة أبيها و أمها اللذين من صعيد مصر إلا أنّ أباها كان أكثر عطفا و حنوّاً عليها. فقدتْ أباها في بداية المرحلة الجامعية، ففقدتْ اتزانها و فقدتْ الكثير بعده. و من ضمن ما فقدته، الثقة في جميع البشر إلا ثقتها في شريف حبيبها الشهم الذي تعشقه. التقتْ ميريام بشريف مصادفة حين كانت تعمل في مجال الدعاية لإحدى شركات الأدوية، و كانت على وشك الاصطدام بصاحب أحد الصيدليات الذين يطلقون لحاهم ليخفوا وراءها قذاراتهم فينقذها شريف و يوبخ ذلك الصيدلي و تبدأ علاقته بميريام من تلك اللحظة، و تعيش معه كزوجٍ و زوجة و تتمنى أنْ تتزوجه و هو لا يمانع، إلا أن كَوْن ميريام مسيحية و هو مسلم يقف حائلاً أمام إتمام زواجهما. ترفض أمها ذلك الزواج بل و تلك العلاقة رفضاً تاماً. هي لا تحب شريف فقط لمجرد أنه مسلم، ثم إن التقاليد الاجتماعية ترفض أن تتزوج بنتٌ مسيحية من آخر ليس على دينها. لا تدري ميريام ماذا تفعل إزاء رغبة بعض أقاربها في الزواج منها، و ضغْط أمها عليها، و انسحاب بساط العمر من تحت قدميها. تقف حائرة وسْط كل ذلك، تحتاج إلى أبيها فلا تجده، و إلى أخيها الذي لم يأتي إلى الدنيا، و إلى صديق وفيّ و لكن أين تجده بين أناس مثل الذئاب. لم تكن هي الأخرى تدري أن أول أيام العام الجديد سيأخذها إلى أملٍ جديد و حياة جديدة.

حاول القراءة مجانا اضافة إلى رف الكتب اضافة إلى المفضلة