الفصل الاول ١

بلدنا اسمها " قصر المرناو " وطول عمري بسمع الاسم ومستغربه وسألت كتير جدي ليه بلدنا اسمها كدا ومين المرناو ؟ ولكن لم أكن أحصل على إجابة مقنعة وكان أحيانا كثيرة يراوغني بالكلام .
ومرت سنوات وأنا أعيش مع أبي وأمي ولكني لم أكن أشأ أن أسألهم هم الآخرين لأني عندما سألتهم وأنا صغير ثار أبي غضبا ، وتوعدني بأني إن سألت أو فكرت في هذا الشيء مرة أخرة سوف يعاقبني . وعندما وصلت للمرحلة الثانوية وكانت أجازة آخر العام ، كنت ألعب مع زملائي وكان جدي يسكن الطابق الأرضي وحده ونحن بالأعلى . وكثيرا ما كنت أقضي الوقت مع جدي ولكن كانت لديه حجرة مغلقة تماما ، لم يرضى أن أدخلها نهائيا . جئت من الشارع فوجدت باب شقة جدي مفتوحا بعض الشيء ، فدخلت وأخذت أنادي عليه لأسأله لماذا يترك بابه مفتوحا ولكني لم أجده ، ففكرت أنه نسي إحكام إغلاق الباب ونسي النور مفتوحا أيضا . وبينما أسير في الطرقة كي أطفئ النور لمحت الحجرة التي كانت مغلقة مفتوحة . تعجبت من ذلك أيضا لماذا يترك الحجرة مفتوحة ولكن الفضول انتابني ، وزاد جدا فدخلتها فإذا بها صورا معلقة لطفل في التتسعة من عمره وملابس مطبقة ومرصوصة في أحد أركان الحجرة ، ومكتب وفي الحائط مكتبة صغيرة للكتب فجلست على المكتب وبدأت أستطلع الأشياء الموجودة ، فإذا مذكرات جدي موضوعة على المكتب فتبسمت وقلت : يبدو أن جدي يحب كتابة مذكراته ولا يريد أحدا أن يقرأها .
أمسكت بالمذكرات كي أضعها في درج المكتب ولكن بينما أحملها سقطت من يدي على الأرض فانحنيت كي أجلبها ، ولكني لمحت صفحة مكتوب بها " اليوم الثاني على فقدان ياسين ابن ولدي محمود ولم نستطع العثور عليه منذ أن دخل الكهف الذي يقول الناس عنه أنه يؤدي إلى قصر المرناو " ذُهلت وبينما أنا كذلك دخل علي جدي ، وقال : هذا ماكنت أخاف منه .
سألت جدي : لماذا قلت لي أن أخي مات وأخفيت عني أنه دخل الكهف . وكلما سألتك عن قصر المرناو راوغتني وأبي غضب علي وأنا صغير بسبب ذلك .
جلس جدي وتنهد وقال : لم أشأ أن أخبرك وكذلك الجميع لأن أخاك الأكبر دخله وهو صغير بينما كان يلعب مع الأولاد بجوار الجبل ودخل واختبأ في كهف كان الناس يقولون أن يؤدي إلى قصر المرناو حيث أن هذا القصر لم يره أحد ويُقال أن الجبل قد سقط عليه ودُفن تحت الرمال وهذا الكهف يؤدي إليه . ولكن لا أحد قد دخله قبل ذلك .
وقمت بحفظ ملابس أخيك وصوره هنا على أمل رجوعه الذي طال . وكنت انت وقتها ابن أربع سنين فقولنا أنه مات ولم يشأ أحد أن يخبرك .
خرجت وأنا عيناي تمتلئ بالدموع . وصعدت بالأعلى ودخلت حجرتي وكانت أمي في المطبخ فنادت علي أنها ستجهز الغداء بعد قليل . جلست وبدأت أفكر فيما عرفته و هذا الكهف الذي يؤدي لقصر المرناو . فجمعت معلومات كثيرة عن القصر وكتبتها وكتبت كل تفاصيل المكان الذي تم بناء القصر فيه .وعزمت على دخول الكهف وحدي بالليل .....

استيقظت فوجدت نفسي في حجرة ممدا على سرير ، ففتحت عيني ببطء وتأملت المكان حولي فوجدت الدكتور جايك يبتسم لي ويقول : لقد كدت تكون وحشا لولا أن رأيتك قبل أن نبدأ عملية الحقن لتغيير أنسجة الجسم ومنح العظام قوة هائلة من الأشعة ، ولأني أعرفك وأعرف أنه سيكون لك مستقبل جيد فأمرت بحملك للخارج والاكتفاء بالاثنين الآخرين فقط .
ابتسمت وقلت له : وحشا ؟! كيف وأنا أكره الظ*لم أو الاض*طهاد ولا أحب إيذاء أحد !!
قال وهو يرتشف كوب القهوة : لن تكون أنت وقتها بل ستتحول فعلا لوحش حقيقي يقتل ويدمر ويتحمل جسده مختلف الظروف الجوية ، سيكون كل ما عليك هو التدمير فقط وتنفيذ الأوامر .
ونحن نحاول الوصول للجندي الخارق من مدة وتم أمرنا بتكثيف عمليات التحويل لذلك الجندي فهو وسيلة نجاحنا في الحرب لأننا نقاتل في أكثر من جبهة وفي أكثر من مناخ والجندي الخارق هو سلاحنا الذي سينتصر .بدأت أتلعثم في الكلام وقلت بنبرات خافتة : هل البشر مجال للتجارب واللعب بعقولهم وتشريسهم ؟!
التفت الدكتور جايك وقال : نحن مأمورون ومن يخالف يُقتل ، ونحن الآن نطيع الأوامر وهذا هو العلم ونحن الجنس الألماني الذي يجب أن يعيش كما وضحت الحكومة ، لذلك نجري التجارب على المذنبين وأبناء الشعوب الأخرى من رعايانا وغيرهم من الأسرى . وعندما لم يكن لدينا أحد من الأسرى أو المذنبين نأخذ من الجنود الضعاف حتى الألمان لأن الضعيف لا مكان له بيننا ، ولا تتعجب فالتجارب على أشياء أخرى كثيرة كالحيوانات وإنتاج أمراض جديدة وكثير من الأشياء السرية بل شديدة السرية التي تحدث هنا ولا أحبك أن تشغل بالك بها أو تتأثر لأنك ستكون منذ اليوم مساعدا لي ، وهذا ضمان مؤقت لحياتك مادمنا نعمل وننجح لأننا إن فشلنا سنموت جميعا . وبدأت أعمل معه لشهور ولم يُسمح لي كذلك بالدخول إلى تلك الأماكن المخصصة للتجارب وكان عملي مقتصر على مساعدة الدكتور جايك فقط في معمله الخاص وكتابة تقاريره التي يحتاجها ويرسلها ، وقد رأيت تقارير خطيرة وأشياء عديدة تشيب لها رأس الغلمان ، فقد ذُهلت من الأشياء التي توصلوا لها ومرفق مع المذكرات بعض التقارير التي سلمها لي الدكتور كي أقوم بنسخها وإرسالها .
وفي يوم من الأيام وجدت الدكتور ياتي مسرعا ويقول : لقد نجحنا ونجح الفريق في بحوثه وسننتصر .
طلب مني أن أكتب رسالة إلى مقر الفوهلر نفسه بأن يبدأوا في إرسال كتائب حراسة مشددة تقود ألف شخص مُنتقين بعناية لإجراء تحويلهم للجنود الخارقين ، وكذلك نجحنا في إنتاج أمراض عديدة من شأنها الفتك بالعدو ، وصنعنا أسلحة أحدث وأفضل بكثير من التي معنا فهي فتاكة شديدة الدمار .
وبالفعل كتبت كل ما قاله على الألة الكاتبة وأرسلته وقال : على الجميع الاستعداد لأننا سنبدأ في الغد وبدأت النهاية ترتسم أمامي وأتخيل المشهد المؤلم الذي سيتحول إليه العالم بأثره .
وبينما الجميع نائمون إذ دوت صافرات الإنذار وقام الدكتور مفزوعا ونظر من النافذة وقال: غير معقول ليس هذا الجيش الألماني وبدأ الطلقات تدوي في كل مكان ويقتلون كل من يقاوم .
فقال الدكتور لي : اجمع معي كل الأبحاث ووضعها في صندوق وفتح بابا مخفيا أسفل البلاط ووضع الورق به وتركيبات كثيرة .
وقال لي:
إن مت فحافظ على علمي ولا تعطه إلا للألمان إن تمت هزيمتنا وذلك كي ينتصروا ، وأخشى ما أخشاه أن يصل الروس للنسخ المخبأة من الأبحاث المجمعة في خزانة المنطقة ، وفجأة دخل علينا عدة جنود طلبوا الاستسلام ولكن الدكتور حاول المقاومة فتمت إصابته ومات ، ورفعت يدي وكنت لا أرتدي سوى ملابس عادية لا تدل على أني جندي أو حتى طبيب ألماني ، فحملوني للخارج وتم إرسالي للسجن وتم إعلان مقتل الفوهلر وهزيمة ألمانيا وبعد سنوات من البقاء هناك تم تحويل القرية بأكملها لمزار ولكني علمت أن الاتحاد السوفيتي حصل على كل الأبحاث التي كانت بالمكان وبدأت تظهر أشياء عندهم غريبة ك ظهور كائن الياتي
الذي شاهده قرابة الستة آلاف شخص في روسيا ويسكن جبل الموتى حاليا وهو عبارة عن وحش كبير الحجم .
تمت ....
Mahmoud houda#
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي