المشرده ٤

بس انا بقي عوزاكي توافقيني علي طلبي ...
انتي هتقعدي معيا هنا في البيت انا مش هسيبك تضيعي
انا ربنا مرزقنيش بنات وانتي شايفه البيت فاضي عليا
انا وعمك الحج اهو
فنتي تقعدي معنا والعماره دي كلها عمارتنا علفكره ...
يعني البيت كله بيتك ..
وتاخدي بحسي وتساعديني وتونسيني ..
بدل ما انا قاعده لوحدي ..
وتاخدي بالك مني انا برضو تعبانه وصاحبه عيا
وبقالي فتره كدا بنسي كتير ..
وعمك الحاج ابو علاء اديكي شيفاه عامل ازاي..
وراجل طيب اوي وبتقي الله متقلقيش علي نفسك معنا ..

احنا يابنتي لو سبناكي للشارع بجمالك دا يبقي احنا كفرنا بالنعمه الي ربنا بعتهالنا ....


ها قولتي ايه !!

لتسكت ليلي وتنظر في عين السيده منال وهي شارده في فكره ... تقول .. لنفسها

لا تعلم السيده منال انني اكبر نقمه ستحل علي بيتها
تلك المراه لا تعلم انني ساخرب لها وعليها كل شيئ
لا تعلم السيده منال انني النقمه الابديه .. وان وجودي هنا
هو مبتغاي .. وان الطريق تمهدت امامي للدخول الي ذلك
البيت بسلاسه شديده بسبب قلبها العطوف الرحيم ..
لقد اوتني تلك السيده وعالجتني واطعمتني والبستني واسكنتني مسكنا ومنحتني عطفها والان تريد ان تمنحني
عطفها للابد
اي قدر هذا يصعب عليا ما اريد ..
هل ساكون الان ظالمه !!
هل ساتحول من المظاليم الي الظلمه ...
لا اعلم لكن خطواتي الي خطوتها وكل هذا التعب لن اتراجع عنه ابدا ..
ساكمل طريقي وساظل مع السيده منال هنا في بيتها لن اتركها ابدا ولن افرط في حقهن .. لن ادع ذلك الظالم يفلت هكذا بفعلته وكان شيئا لم يكن ... لن ادع القدر يسخر مني ويقف ضاحكا علي بهذا الشكل ...

ساكمل ما قد بداته ... وما اتيت لاجله ..


حاضر انا هفضل معاكم ..
يعني موافقه تفضلي معنا !!

ايوا موافقه ...

من النهارده بقي قوليلي يا ماما منال ..
وانا هعتبرك زي بنتي بالظبط ...


اعرفك بقي يا ستي علي عيلتي ..
وبتجيبلها البوم صور من الدولاب ..
دا علاء ابني .... متجوز ... وعايش هو ومراته في شقه كدا جنب شغله .. وبيجولنا كل فتره يقضو معنا يوم جمعه ..

بس يا حبيبي متجوز بقاله سبع سنين ولسه ربنا مازنش انه
يخلف اولاد والمشكله عند مراته ونفسي اجوزه عليها واحده
عشان نفسي اشوف عوضه وخلفه ..


بتبص ساره لصوره علاء الي بيكون شاب وشيم وشيك جدا وواضح انه متعلم ومثقف .. وبيكون علاء مهندس مشهور ومعروف اصلا وبتقولها السيده منال كدا وانه شاطر جدا جدا في شغله

وبتجيب السيده منال صوره تانيه ..
اما دا بقي حبيب قلبي ونور عيني المدلع بتاعي دا
الي خد الدلع كله ...
دا الدكتور احمد ابني .. دكتور نفسي
اول لما ليلي بتشوف صوره احمد بيبان علي ملامحها الغضب والحزن والاستياء وكانها بتكرهه كره كبير جدا ..

ووشها بيكشر ...
اي يا ليلي هو احمد مش عاجبك ولا اي ...
بتفوق ليلي للحظات وبتفتكر انها محتاحه تتحكم في انفعالتها شويه ..
لا لا دا جميل خالص .. انا بس مرهقه شويه ..

كملي حضرتك ...
احمد ابني بقي مسافر امريكا بياخد دكتوراه تاني من هناك بعد ما اخدها من هنا كمان ...
بس خلاص قرب يخلصها هو مسافر بقاله ١١ شهر اهو مش فاضله غير شهر واحد ويرجع ..


بتفرح ليلي ان احمد اقترب معاد رجوعه ..
ربنا يرجعه ليكي بالسلامه يا طنط يارب..

احمد بقي مش خاطب ولا متجوز ولا حتي مرتبط بحد مركز في دراسته وبس ونفسي افرح بيه ..


لتتنهد ليلي وتقول لنفسها ....
والي زي دا هيحتاج يرتبط او يتجوز ليه ... وتتحسر علي
ما قد اصابهن ..


ربنا يفرحك بيه يارب يا طنط ..

لا بقي يا ليلي احنا قولنا اي !!
طنط دي بلاشها خالص ..
من هنا ورايح اسمي ماما منال ... اتفقنا ...

اتفقنا يا ماما .... لتنظر لها المرأه بعينين تدمعان ...
وتمسك بخديها ...
الله طالعه منك جميله اوي اوي يا ليلي .. انا عشت جول عمرى بحلم اجيب بنت ولو نص جمالك وحلاوه صوتك ..
ورقتك دي ..
انتي كان اصلك بنت عز وذوات كدا يا ليلي ...

ربنا يخليكي يا ماما دنا ش فت كل الغلب الي ممكن تتخيليه او متتخيليهوش .

وبتسيبها الست منال عشان تنام وترتاح لو عاوزه .


يالله ...
يالها من سيده مسكينه ... تعطي عطاءاً سخيا وتحب بصدق من قلبها وتعطف بكل جود واحسان ونيتها طيبه لا تريد ان تاذي ولا تؤذي ... كيف لي ان اوجع قلب هذه المرأه .. ياله من عطف جميل في توقيت مرير ..
ما افعل بنفسي وانا برفقه تلك السيده الحنونه ...
ما افعل بابنها ذلك الخبيث الملعون ... وهي تحبه كل هذا الحب .. وتأمنني علي بيتها ونفسها كل هذا الامان ..
لم اتوقع ان اكون يوما شخصا يخون الخبز والملح ..فانا حقا
اقدس الخبر والملح بالمعني الحرفي .. لا اوجع من اكلت معه خبزا ... لانني انا من تعرف معني الخبز ومعني ان تحرم منه ..

انني اقف علي حافه شديده الصعوبه والخطوره ...
اما ان اصبح خبيثه ينبع الشر مني ولا اكترث لاحد ..
واما ان ابقي مظلومه كما انا وانسي ما قدى حدث او
ارتكبه هذا المجرم ...
ليس ليس شيئا اقوله الان ..
لكنني في صراعٍ يأكلني ...
كل ما في الان ينتفض ..
الان حصلت علي هذا العطف والحب والحنان والماكل والملبس والمسكن ايضا وكل منهم مثالي للحد الذي لم اكن احلم به يوما ...
الان وفي هذا البيت ومع تلك المرأه بالتحديد التي سيتحتم عليا طعنها بخنجر في اعز ما لديها ..
الان وانا اقدس الحب والعطف والرحمه اطعن من قدمهم لي ..
ياله من قدر ويالها من ايام تصنع بنا ما يفعله الخريف باوراق الشجر ..
هكذا انا والحزن اعتدنا علي ان نكون اصدقاء مقربين
وهكذا انا والحظ اعتدنا علي ان نصبح الد اعداء ..
يارب ... يارب انه ذلك الضمير بي ...
ماذا افعل. ....
انسي ما عانيته وما عانته اخواتي ..
ام اكمل هذا الطريق ......
انها الكوميديا الساخره في حياتي ... التي تضحكني كلما اردت البكاء ..
الضحك الهستيري ... ذلك الذي يقول انني لست موجوده
علي وجه الارض ...
اشبه صرصارا يدوسه احدهم دون ان يشعر به قد دهس تحت قدمه ليمد خطوته ولا يشعر احد اخر بما حدث وتكتمل الحياه ويمر الجميع مرارا وتكرار ومرات ومرات من فوقي مره اخرى ولا يشعر احد بفارق حتي لا يبقي لهذا الصرصار اثر ...حتي لا يبقي لي اثر ..

انا التي لن ينصفها احد ...
ان لم انصف نفسي .. ان لم اخطف العدل منهم.. ان لم اخطف حقي ... ان لم اقاتل من اجل هدفي فاحق بي ان اسحق
لانني لا احب الاستسلام بسهوله ... سأحاول هذه المره ..
ولن ايأس او استسلم ابدا ... ساقااوم ذلك الشعور
ومن اخطأ يدفع تمن هذا الخطأ .. ولكن ....

لا اصمتي لا يوجد ولكن ... يتحدث صوت الشر بداخلها ليغطي علي جانب الخيررر
اصمتي ولا تتحدثي ... من اخطأ يجب ان يلقي جزاءه ..

عندك حق الي غلط لازم يتعاقب .. ليلي تحدث النفس الشريره بداخلها ..
التي ترودها للانتقام وتحثها عليه وتوجهها له .


تلقي ليلي بنفسها علي السرير وهي مرهقه من كثره التفكير الشديد .

لتذهب في نوم عميق .. لاول مره هي تشعر بنفسها
انها تنام علي سرير جميل هاديئ وعليه مرتبه جميله
وطريه لا توجعها ولا تجعلها تشعر وكان هناك شوك يدخل جسدها ..

اما عن الست مناال فبتخرج لجوزها .. وبتقوله انها اقنعت البنت تفضل قاعده معاهم ... وبتقوله انه ليه نظره .
وبتحمد ربنا سبحانه وتعالي انه ااخيرا لقيت حد بقعد معاها ويسليها في وحدتها ...
خصوصا ان ليلي جميله اوي وانها هتتشرف بيها قدام اي حد


وبيفرح جوزها وبيوافقها الراي في انها جميله جدا جدا .
وان دا هو كان موقعه من البدايه .. لانه عارف ان الي زي
ليلي كدا بيكون اتبهدل اوي واتعرض لمشاكل وازمات كتيره جدا جدا .. فمن الطبيعي يكون دا شكلها .


انا هقول انها بنت ابن عمي يعني انا عمتها وجت تقعد معيا هنا عشان ابن عمي اتوفي ...
وهقول لمرات ابنك وابنك ذات نفسه كدا ..
عشان ميحسسوش البنت بحاجه .. وهما لا عمرهم سافىو البلد ولا عررفو ولاد عمي اصلا ..

دا عارفين اخوالهم بالعافيه ..
عشان مرات ابنك العقربه الحربايه دي متقعد تضايق فيها لو عرفت انها غلبانه ويتيمه وملهاش حد انا عرفاها غياره وفظيعه ..

طيب خلاص الي تشوفيه وهتعملي اي ف احمد ....
















"



__________
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي