المُشرده ٥

احمد اصلا كدا كدا مش هيهتم ...
والي هقوله عليه هيصدقه هو احمد عارف حد هيصدق طبيعي ..

بس احمد با ام علاء لو ضغط عليكي ف الكلام هتعترفيله بالحقيقه كلها انا عارفك كويس اووي ..

والله لا لا انت بيتهيالك بس انا مش هقول غير قول واحد وبس
. .. وان ليلي تبقي بنت ابن عمي وجت تقعد هنا معيا بعد ما ابوها مات .. اشمعنا ..
عشان انا الوحيده الي معنديش حد يرعاني ولا ياخد باله مني ..
وكان نفسي طول عمرى في بنات ففضلت اتحايل عليها لحد ما رضيت تيجي معيا ..


والله هو كلام معقول بس فهمي ليلي كدا ..
منا هفهمها وهحكيلها كل دا عشان تبقي فاهمه وعارفه تتصرف
امال يعني انا هسيبها علي عماها كدا ..

لا بس البت حلوووه وهاديه وكانها بنتي ..


فعلا دا حقيقي فيها شبه منك وانتي صغيره ..

لا لا هي حلوه اه بس مش في حلاوتي مش لدرجه تشبهها بيا يا ابو علاء لاء ..
وبيضحك الزوجين مع بعض وبينتهي كلامهم هنا ..



وبيخلص اليوم وبيبدا يوم جديد ..
في المستشفي ...
الدكتور ايهاب .. قاعد بيفكر في ليلي بدون مبرر .

اليوم فات عادي امبارح ولكن صوره ليلي وشكلها بيجي قدام عينه
وتفكيره كمان فيها وفي قصتها بيتحول فجاه عشان يكون قدام عينه ...
وكانه كل ما يحاول يهرب من التفكير في موضوع ليلي دا يرجع من تاني يبدا يفكر فيه ..
والتفكير ياخده ليها ..
وللاسف بيكون الطبيب محاط بالكثيرر والكثيرر من النساء والمعجبات
لكنه الان تفكيىه عالق في ليلي ..

ففكر فيما يفعل ..
وقرر انه سيطمئن عليها من خلال اتصال هاتفي ولكن
للحظه الاخيره قرر انه لن يفعل وسيكتفي بان يذهب بعد يوم اخر ليطمئن ... عليها ..
ولكن ماذا لو غادرت الفتاه منزلهم ولم تعود له مره اخرى !!
ماذا سيحدث حينها ..
ولكن لماذا انا مهتم بامر مثل هذا ..
ان ذهبت او مكثت وما يعنيني في ذهابها او بقائها
وما يربطني بها في الاساس ..

لا شيي ابدا ..
ثم فجاه يخرج هاتفه ليرن علي هاتف منزل الست منال ..

لترد ليلي بنفسها ..
ويعرفها هو من همس صوتها في الهاتف ..
اانسه ليلي !!
ايوا يا دكتور ايهاب انا ليلي ..

اي دا عرفتي ازاي انه انا !!

لان مفيش حد يعرف بوجودي هنا غيرك ولا باسمي كمان ..

ايوا دا صح فعلا ..
طيب عامله اي دلوقتي
!
طمنيني عليكي الحاله مستقره !!

ايوا الحمدلله انا كويسه جدا ومفيش فيا اي حاجه دلوقتي

طيب الحمدلله كويس خالص ..

وبتقوله ليلي انها مش هتمشي من البيتوعند الست منال ..
لانها ملهاش ماوي ولا مكان تاني تروحله ..
غير الشارع ..
ياريت يا دكتور ايهاب دا يفضل سر بنا
لان الست منال هتعرفني علي عيلتها اني بنت ابن عمها من مكان بعيد ..
فممكن الموضوع دا يفضل بنا رجاءا يعني لو سمحت .


اكيد ان شاء الله هيفضل بنا ومش هتكلم فيه مع حد ..


لتقاطع كلامه ليلي ، ولا حتي مع احمد ..

حاضر ولا حتي مع احمد ..

وبيقفل الطبيب الهاتف مع ليلي وهو مطمئن وساكن ..
وكانها صوتها مهدأ للاعصاب ..
ووجودها في مكان قريب منه يعرفها محفز او منشط له ..
شعر للتو للسعاده والاطمئنان رغم شعوره بالقلق
والحيره قبل ان يتحدث معها علي الهاتف مباشرةً

وهكذا تذهب ليلي للسيده منال..
مين كان علي التليفون يا ليلي


دا الدكتور ايهاب يا ماما منال كان بيطمن عليا ...

الدكتور ايهاب دا محترم اوي يا ليلي ..
كل الناس بتحبه ..
وبيساعد ناس كتير اوي وبيعمل خير كتير ربنا يوفقه يارب ..
كان زميل احمد ابني وهما اصحاب اوي اوي لسه ..
فبتفهم ليلي من الست منال انه صاحب احمد
يعني اكيد زيه هو كمان وشبه صاحبه ...

بس بترد علي الست منال وبتقولها ..
انه فعلا شكله كدا طيب اوي ومحترم وشاطر كمان ..



اه دا غير انه قمور اوي وحليوه وكل البنات بتجرى وراه ..

وهنا بتسكت ليلي ومش بتعلق ..
لان ليلي مبتكنش شايفه حد حلو اصلا ولا حاابه اي راجل ..
وبيكون عندها عقده كبيره من الرجاله بس مبتحبش تبينها او تظهرها اصلا ..


تمر الايام وليلي بجانب الست منال ترعها وتاخذ بيدها في كل صغيره وكبيره ..
وليس هذا فقط .
بل الست منال ايضا ترعي ليلي وتحتويها وتقدم لها الحب والحنان والامومه ...

ها هي ليلي تجلس تقرأ الجريده لهذا الرجل العجوز
وتحضر له القهوه التي اصبح يفضل مذاقها وطعمها من يد تلك الفتاه الرائعه .


احبها الرجل في تلك الايام القليله وكانها ابنته واكثر ..
ولما لا فليلي قلبها محب وتعمل بصدق ومحبه
وكل ما يخرج منها او من يدها فهو مصنوع بحب شديد وكبير ..
ففاقد الشيئ احيانا يكون ادرى شخص بالحرمان منه ويعطيه بشده لاجل معرفته جيدا بهذا الشعور .....


اما الست منال فلا تذهب الي اي مكان او مناسبه الا واخذت ليلي معها
والبستها اجمل الثياب وتباهت بها وعرفتها علي جميع الاصدقاء وعلي جميع جيرانها انها قريبتها وان الست منال هي عمه ليلي ...

ولم يري احد ليلي الا وقد اثني علي جمالها ورقتها وعذوبتها
وهذا يعزز من ثقه ليلي بنفسها ...
فانها المره الاولي التي حظت بها ليلي بالتقدير والاحترام
من الناس .. فالجميع يثني عليها خيرا
ويتحدث عن جمالها واناقتها ..
تلك الثياب التي حددت ل ليلي الاحترام وقلته
اكتسبت ليلي احترام الناس وثنائهم من ثياب غاليه
ومظهر مرتب وانيق ..
ولم تكسب يوما حبا او عطفا او احتراما ولا تعاطفا بثياب باليه وجوع ياكلها ...

مما جعلها تكره تلك الثياب وتكره نفسها ..
تسخط علي ليلي الجديده وتحن الي ليلي القديمه المظلومه
تشعر انها بها اثنتان
وكل منهما تكره الاخرى وهي في صراع مستمر بينهما
صراع لا خلاص له الا بقتل احدي اليلتان .


تعلمت ليلي طهو الطعام وترتيب الاشياء من الست منال
واكتسبت منها بعض المهارات في طهو الطعام واعداد المائده ...
وتعلمت منها الكثير من الامور في تلك الايام ..
ومرت ايام اخرى ..
وتعلقت الست منال تعلق روحي وشديد بليلي
حيث تصحبها معها الي كل مكان ..
وتحكي ليلي كل مساء قصه للست منال ..
او تقرا لها كل مساء في روايه تحبها ..
لان منال مثقه ومحبه للقراءه ..
كذلك زوج الست منال يحب الفتاه وتعلق بها جدا
واصبحت ليلي بالنسبه لهم جزء من العيله ..


يعرف علاء ان لديهم قريبه تجلس مع والده ووالدته بالمنزل
وشعر بارتياح لاجل ذلك .. واخبر زوجته ان هذا امر مريح جدا بالنسبه اليه ... لان مايريده هو ان يشعر بالاطمئنان عليهم وان يكون معهم شخص يرعاهم ..
وحينما سالته زوجته من تلك الفتاه ...
اخبرها انها فتاه من البلد يقصد علاء من الريف ..
فلم تعطي زوجته اهتمام ..
ولكنها اكتفت ب . ااامممممم
وتخيلت هي وتخيل هوو انها مجرد فتاه فلاحه وريفيه
فتخيلو لها شكلا غير حقيقتها تماما ..



واخبر علاء زوجته انهم سوف يذهبو للاطمئنان علي والده ووالدته قريبا ومن الممكن ان يكون هذا يوم الجمعه

اما دكتور ايهاب فهو يري ليلي احيانا من وقت لاخر
حينما يذهب اليهم ..
وتشعر ليلي ان ايهاب يريد التقرب منها
ولكنها تبعده او تبتعد عنه ..
فيشعر ان ليلي لا تريد التقرب منه او انه لا يعجبه
وهذا يزيد من ذلك الشعور بداخل ايهاب
هذا الشعور الذي لا ينتهي منه ولا يعلم كيف يترجمه
وما حقيقه هذا الشعورر.


لكن ادهم في يوم يتصل بليلي ويطلب منها ان يلتقي بها خارج المنزل ..

ويخشي ان ترفض ليلي
لكن ليلي بتوافق وبكل سرور علي خروجها معاه وبتكون
مرحبه جدا ..
ودا بيبسط دكتور ايهاب جدا ..


وبتروح ليلي وبتقول للست منال انها هتنزل تقابل الدكتور ايهاب برا ..
وبتوافق الست منال علي انها تخرج تقابله وبتطلب منها
تاخد بالها من نفسها ومتتاخرش .

وبتنزل ليلي تقابل الدكتور ايهاب وبياخدها وبيروحو
يقعدو في كافيه ..
وبتفضل ليلي ساكته تماما مش بتقول ولا كلمه

اي يا ليلي هتفضلي ساكته !

هتكلم في اي !

ينظر اليها ايهاب بابتسامه ... بس انتي جميله اوي النهارده

لتبتسم ليلي ابتسامه هادئه وتشكره ..

ينظر ايهاب اليها وهو مفتون بها وغارق في ذلك الاطمئنان
الذي يشعر به حينما يراها
وتلك الراحه التي يشعر بها وهو ناظر اليها ..


تشعر ليلي ان الرجل الذي يجلس امامها ليس كا صديقه احمد
بل مختلف تماما خلوق لحد كبير
لا يمكن ان يكون مثله ... ولا تنسي له ليلي ما فعله معها
وانه انقذ حياتها من الموت ومنحها بدايه رائعه كما يبدو للجميع ان هذه هي الروعه ...


ليعرض عليها ايهاب عرضا ..

ليلي هو احنا ممكن نكون صحاب .. !!
يسالها ايهاب وهو يخشي ردها ..



لتنظر ليلي اليه نظره مباشره
قائله انها تتمني لو ان صديقها يكون ذلك الرجل الذي انقذ حياتها ، ، ، فليس تجمل من هذا الموقف ومن انقاذ حياتها
من اثبات يثبت انه صديق رائع ..

ليرد ايهاب ... يعني انتي موافقه ..

ايوا موافقه اكيد ... دا شرف ليا يا دكتور ..

طيب ممكن تقوليلي ايهاب بس بقي من غير دكتور ..

اكيد ممكن حاضر .

وبيشربو حاجه مع بعض .. ونظرات ايهاب تكون جميعها
مليئه بالاعجاب ..
وليلي تتفادها وكانها لا تراها ولا تشعر به .. لتظل علاقتهم
فقط في اطار الصداقه ..
لان هذا هو ما تريده ليلي الان ..

تضع ليلي يدها علي مقدمه شعرها لتقوم بتسويه وابعاده عن عينيها ..
شعرها الطويل الكثيف الذي يفتن به كل من رأها
وعينيها العسليتان التي تلمع دائما ولكنها مليئه بالحزن والالم

لكن ايهاب لا يكترث لشكلها الخارجي فقط .. وانماوهو منجذب لتلك الطاقه التي تخرج منها لتملأه بالراحه والهدوء والسكينه ..


طب يا ليلي مش بتفكرى تعملي حاجه بدل قعدتك دي ..

اعمل حاجه زي اي يعني ..







______________
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي