الفصل الثالث
" محتاجه حاجه ياست فايزه "
" سلامتك يا باشا بس عايزه اقولك اني شوفتكم امبارح "
تجمد ياسين مما قالت وخصوصا انها تحدث دون تعابير محدده علي وجهها
لتعاود القول بينما تتنهد قائلا
" متقلقش انا مش هقول ليحيي بيه ده بس علشان شوفت النظرة اللي في عينيك ليها وكانت نفس النظره اللي كانت علي وش يحيي بيه للمرحومه ليلي هانم فانا بقولك دلوقتي لو فعلاً بتحبها خاليك جنبها متسبهاش ورده من وقت ما حطت رجلها في البلد دي وهي في خطر "
عقده تشكلت علي حاجباي ياسين ليقول
" ازاي "
" العيله دي مش زاي ماهو باين دول طماعين عايزين كل حاجه ليهم عايزين يعملوا مع ورده زاي ما عملوا مع المرحومه أمها
هيموتوها يا ياسين باشا يحيي بيه ميعرفش الكلام ده لكن كل اللي هقوله هو اللي حصل فعلا "
قاطعها ياسين قائلا بإقتضاب
" يبقي نكمل كلام في اوضتي مينفعش حد يسمعه "
أومأت فايزه
ليذهبا الي غرفه ياسين
جلس ياسين علي الأريكة بينما جلست فايزه علي الكرسي أمامه تكمل من حيث توقفت
" الست ليلي الله يرحمها ويحيي بيه اول ما تجوزوا عاشوا في البيت ده لكن الموضوع مكنش حلو بعد الجواز زاي ما كان المفروض يحصل ناديه لعبت بعقل مني أخت يحيي بيه وأقنعتها ان المرحومه اتجوزت يحيي بيه علشان فلوسه من وقتها خدت من الاتنين اهانه كبيره كل ده قدام عيني وليلي هانم منعتني أقول حاجه ليحيي بيه
وفي مره عرف يحيي بيه باللي بيحصل فخدنا وعشنا في القاهره
ومن وقتها كل حاجه اتحسنت وخصوصا بعد ما عرفنا ان ليلي هانم حامل في ورده "
توقفت فايزه تمسح دموعها التي سالت بينما تتذكر ما حدث لسيدتها ورفيقه دربها أخذت انفاسها لتكمل
" لكن في عز حمل الست ليلي جم البيت متهمنها في شرفها وضربوها حاولت كتير امنعهم لكن لا انا ولا الهانم نجينا من اديهم
ومن كتر الضرب وقتها كانت هتسقط ورده "
شد ياسين علي قبضه يده حتي كادت تبيض ليقول
" وإزاي ده يحصل يحيي بيه كان فين وإزاي بيتعامل معاهم عادي بعد اللي عملوه "
" مكنش بإيده واحده اخته والتانيه مرات اخوه بعدها منع دخولهم البيت خالص والحمدلله قامت الست ليلي بالسلامه وجابت ورده علي الدنيا بس وقتها كنت عارفه ان الموضوع مش هيخلص كده
ناديه مكنتش عايزه وريث ليحيي بيه اصلا وبعد ما اتولدت ورده ده بوظ كل اللي عملته علشان تسقطها بس لما عرفت ان ليلي هانم مش هتعرف تخلف تاني خطط تقتلها وتقتل ورده لكن برضوا محاولتها فشلت لأني مكنتش بسيب ورده والهانم لوحدهم أبداً وبعد ما ورده كبرت وكملت الخمس سنين كانت الهانم خرجت من البيت مخصوص علشان تجيب هديه ورده بنفسها لكن للأسف اليوم ده الهانم خرجت ومرجعتش وفي العزا سمعت ناديه بتكلم فؤاد جوزها ومجدي جوز مني وان خطتهم نجحت وليلي ماتت ومبقاش غير ورده ، والحمدلله من وقتها يحيي بيه مخلاش ورده تخرج من البيت
رغم ان الموضوع مأثر علي نفسيتها لكن ده فعلا الأحسن ليها "
تنهد ياسين بقوه ليقول
" وانتي ليه متكلمتيش ليه مبلغتيش عنهم "
" وقتها كانوا هيقتلوني انا كمان وكانوا ممكن يقتلوا ورده كمان "
وقف ياسين بغضب يعتمر داخله وظل يسير في الغرفه ذهاباً وإياباً
يحاول التفكير بشئ ما
ليقول
" كده ممكن يحاولوا يقتلوها تاني لازم تسيب البلد دي فوراً لازم تمشي "
نظرت فايزه ليديها وقالت بصوت منخفض خوفاً من رده فعله
" المشكلة لو مقتلوهاش وجوزوها لأبن ناديه غصب "
توقف ياسين عن التحرك حالما سمع كلامتها وتجمد الدم في عروقه
جاعله خلايا عقله في حاله هيجان واستنفار
ليقول ما جعل فايزه ترفع رأسها بصدمه
" يبقي هتجوزها قبل ما يفكروا بس يبصولها "
لتنظر له فايزه بصدمه ليعاود القول
" ايوا مينفعش تبقي لغيري هي هتبقي مراتي ده الحل الوحيد كده كده كنت هتجوزها يبقي دلوقتي قبل بعدين "
كان يتحدث بشرود وكأنه مهووس ما يتحدث
لترد فايزه بما خطر في بالها عندما تحدث
" وهل هيوافق يحيي بيه "
" لازم يوافق وانا هسيب الموضوع ده ليكي انا هتقدم واطلب اديها رسمي انهارده بعد الغدا وانتي بقي اقنعيه ، انا بحب ورده ومستحيل اخلي حد يقربلها او حتي يبصلها "
" أوعدك هحاول "
خرجت فايزه من غرفه ياسين
لتجد ان كلاً من ناديه ومني رحلوا
ذهبت الي يحيي في مكتبه طارقه الباب
امرها يحيي بالدخول لتقول
" محتاج اي حاجه يا بيه "
" لا يا فايزه شكراً بس عايزك تعرفي ان اخويا فؤاد ومني وعيالهم هيكونوا عندنا علي العشا "
" طبعاً يا بيه وماله وورده هتحضر ولا هتبقي في اوضتها "
" ايوا خاليها تعرف عليتها الواحد مش ضامن عمره "
تنهدت فايزه لتقول
" ماشي يا بيه انا هروح بقي علشان احضر الغدا "
اومأ يحيي
لتذهب فايزه داعيه داخلها ان تكون ورده من نصيب ياسين وتكون سالمه دائما فالشعور الذي بداخلها ينذر بالسوء والشئم
- في المساء -
تجمعت كامل الأسره علي الطاولة بما فيهم ياسين الجالس بجانب يحيي علي يمينه بينما ترأس يحيي الطاولة
وشقيقه فؤاد علي يساره بجانبه ابنه البكر حسن البالغ من العمر ٢٥ عام ثم مجدي ثم ابن مجدي البكر محمد البالغ ٢٤ عاماً
ثم تبع محمد اخوته وابناء خاله الأصغر عمرا
بينما بجانب ياسين ترك الكرسي فارغاً
ثم بعد ذلك جلست مني ثم ناديه ثم بناتهم
وضعت فايزه الطعام وقبل ان يباشروا الأكل قالت ناديه مقاطعه احاديث يحيي وياسين بخصوص العمل قائله
" امال فين الاموره ورده هي مش هتنزل ولا ايه ده حتي الصبح مشفناش وشها حلو "
وقبل ان يرد عليها يحيي كانت ورده تنزل الدرج
مرتديه فستان يصل لأسفل ركبتها ذا لون نبيتي جميل ابرز لون عينيها الفريد تاركه شعرها خلفها منسدلاً
وقفت بتوتر بجانب مقعد والدها ليمسك يحيي يديها قائلاً
" دول عيلتك يا حببتي "
قال ثم بدأ بتعريفها بهم جميعاً بينما هي تنظر لهم وتبتسم ابتسامه متوتره
بعدما انتهي من تعريفها بهم كانت علي وشك الجلوس علي المقعد الفارغ بجانب ياسين حتي قال مجدي بصدمه
" استني يا بنتي معقوله هتقعدي جنب راجل غريب قوم يا محمد اقعد هناك وتعالي هنا يا ورده "
رفع ياسين حاجبه بإستنكار ولم يتحدث لان يحيي تحدث بالفعل
" عيب يا مجدي اللي بتقوله ده ياسين ده ابني اقعدي يا ورده "
سمعت ورده كلام والدها جالسه بجانب ياسين
الذي بالكاد يسيطر علي نبضات قلبه لكي لا تفضحه
فلولا مشاركتها الغداء معه لأول مره لكان في عداد الموتي الان
اثناء تناول الطعام كان يحيي وياسين يتبادلون الحديث فيما بينهم حتي شاركهم حسن وفؤاد ثم محمد ومجدي
" صحيح يا حسن انت اتخرجت من جامعه ايه "
قال يحيي
ليرد حسن مبتسماً
" اتخرجت من كليه التجاره جامعه القاهرة "
اومأ يحيي مبتسماً يحي شطارته
ليعاود سؤال محمد ابن اخته وكان تخرج من كليه الحقوق
التفت ليسأل ياسين الذي تحمحم قائلاً
" اتخرجت من جامعه اكسفورد قسم إداره الأعمال "
ابتسم يحيي واثني علي كفاءه ياسين الذي ابتسم من مديحه
وأثناء ذاك ظهر صوت ناديه من العدم قائلا
" الدنيا دلوقتي بقت ماشيه بالوسطه "
علم ياسين ان الكلمه موجه له ليقول
" بجد مكنتش اعرف اصل دراستي كانت منحه للأسف "
تجمدت ناديه اول ما رد عليها لتنزل أنظارها الي صحنها بصمت دون التفوه بحرف
ابتسم يحيي بجانبيه دون ملاحظه احد
بعد العشاء كان الجميع جالساً في غرفه الجلوس يتناولون التحليه ويشربون الشاي
" قومي يا ورده وخدي بنات عمك وعمتك وفرجيهم اوضتك "
قالت ناديه
لتنظر ورد لها بتوتر ثم تنظر لوالدها الذي قال مخفف توتر وحيدته
" خاليهم هنا يا ناديه "
" الله ما تسيب البنات يقعدوا مع بعضهم يا اخويا علشان يعرفوا بعض كده وكمان ورده تعرف ويقربوا من بعض "
قالت ناديه بإعتراض عما قاله يحيي
ليتنهد الاخر سامحاً لهند ابنه نادبه وفؤاد تأخذ ورده مع باقي بنات عمها وعمتها
في غرفه ورده
" صحيح فعلا يا ورده انتي مخرجتيش من بيتك اللي في القاهره خالص "
قالت شاديه ابنه مني والتي في ذات سن ورده
لتقول ورده بينما تنظر الي يديها
" اه علشان بابا بيخاف عليا "
" يا عيني مشفتيش الاهرامات ولا النيل ولا روحتي إسكندرية "
قالت هند
لتومئ ورده وزادت نسبه التوتر لديها
حتي أصبحت تحرك قدميها بغير راحه
" مش عارفه عمي خايف عليكي من ايه يعني ده حتي انتي مش حلوه اوي يعني ولا حد هيبصلك "
قالت سهير أخت هند التوأم
لتقول شاديه معترضه
" عيب يا سهير الكلام اللي بتقوليه ده "
" خلاص يا اختي انا هروح اقعدوا إنتوا اتمسحوا فيها "
قالت سهير وهي تنظر الي ورده بنظره مستصغره
لتقول شاديه بعد خروجها
" متزعليش منها هي بس غيرانه منك ده انتي حتي زاي فلقه القمر "
" لا عادي مزعلتش انا هروح اجيب ميه واجي "
قالت ورده بينما استحل العبوس شفتيها بينما هناك بعض قطرات الدموع في عينيها
خرجت ورده من الغرفه بتجاه موقعها المميز الذي اعجبها منذ رأت المكان
بينما عند ياسين
كان يقف في الباحه الخلفية للمنزل بينما يستنشق سيجاره بينما يفكر فيما فعل اليوم حتي قاطع صوت ما أفكاره قائله
" علي فكره التدخين مضر بالصحة "
ابتسم ياسين فور سماعه لصوتها المأنب ليقول
" بجد خلاص ياستي أدي السيجارة أهي "
قال رامياً السيجارة أرضاً داهساً عليها بقدميه
لاحظ اثار الدموع الذي حاولت اخفاء اثارها منذ رؤيته في مكانها المفضل
ورفع يده دون شعور منه واضعاً إياها علي خدها ماسحاً دموعها العالقة جفلت هي من حركته المفاجئه ورسم التوتر علي محياها من قرب الاخر والذي جعل شعوراً غريباً يستحل معدتها
ونبضاً غريباً يتربع قلبها حتي خافت ان يسمعه
فقال الاخر بنبره قلقه مريحه لمسامع الاخري
" كنتي بتعيطي ليه "
مسحت الاخري دموعها تأخذ خطوه للوراء وقالت
" عادي مافيش حاجه "
عاود هو اقتراب الخطوه وقال
" قولي كنتي بتعيطي ليه يا ورده "
نظر لها نظره مصره عملت من خلالها انه سيلح حتي يعرف فقالت
" سهير بنت عمي شكلها محبتنيش وقعدت تقول عليا مش حلوه وان محدش هيبصلي بس عادي يعني انا مزعلتش منها "
وضع ياسين نظره مستنكره علي وجه وقال
" فكريني كده سهير دي كانت عامله ازاي "
نظرت له الاخري بتعجب وقالت
" اللي كانت لابسه فستان اسود "
نظر لها بتفاجئ قائلاً
" دي بتقول عليكي انتي مش حلوه ، ده اول ما شوفتها فكرتها عبده السواق "
ضحكت ورده بقوه علي ما قال ليعاود القول
" ده حتي اتخضيت لما عرف انها بنت عمك قولت اكيد عبده السواق ابن عمك وانا معرفش علشان يطلعوا الخلفه دي للناس كده "
كانت ورده تستمر بالضحك بقوه لتقول بينما تحاول التقات انفاسها
" بس عيب دي خلقه ربنا "
" هو مقولناش حاجه علي خلقه ربنا بس دي تقولك انتي مش حلوه دي حتي تبص في المرايه "
ابتسمت ورده علي حديثه كونها احلي من سهير ومازال ذالك النبض يضرب داخلها جعلها تحب الشعور الحالي الذي يراودها
ليعاود القول ممازحاً
" بس متأكده عبده السواق مش اخوها "
ضحكت علي مزاحه لتقول مجاريه إياها
" اول ما اخش هسأل بابا علي طول "
ضحك ياسين معها لتعاود القول
" شكراً بجد علشان ضحكتني يا ياسين "
" في الخدمة دايما "
قال مبتسما لتستأذن هي داخله الي المنزل
وفور دخولها وضع الأخر يده علي قلبه قائلاً
" يا خبر ابيض انشف كده في ايه كل ده علشان قالت اسمي "
تنهد مبتسما متذكراً ضحكتها ليعاود تذكر سبب نزول دموعها فيقول
" جعفر بيتكلم ده الواحد مبقاش عايش بقي "
دخل هو الاخري للمنزل ليجد فايزه قابلته وكان الضيوف ذهبوا بالفعل
" ابدأ جهز نفسك يا جميل "
قالت مبتسمه بفرح
لينظر لها الاخر بعدم تصديق ليقول
" بجد يعني خلاص وافق "
" لسه مافيش كلمه أكيده غير بموافقه ورده لكن هو موافق عليك بالعشره "
تحرك في مكانه بسعاده لا يستطيع التصديق وقال
" يسلم فمك ياست فايزه أهي دي الاخيار ولا بلاش "
ضحكت فايزه لتقول
" ومتقلقش حتي ورده ان شاء الله هتوافق وانا بكره هكلمها في الموضوع وأشوف رأيها ويحيي بيه بقي يقولك البشارة "
اومأ ياسين مبتسما بسعاده لم يعيشها منذ فتره طويله وعقله نساها
ليذهب لغرفته مفكراً في ما قاله لوالدها صباحاً بعد الغداء
عوده بالزمن للوراء قليلاً
بعد الغداء
كان كلاً من ياسين ويحيي جالسين ينهون بعض أوراق العمل لديهم
في مكتب يحيي
كان ياسين ينظر ليحيي ثم ينظر الي الأوراق في يده يجد صعوبه في فتح المواضيع معه
هو لم يكن يوما متوترا كما الان يحاول اختيار الكلمات التي سيقولها بحكمه
هو متأكد ان عقد صفقه مع الوزير اسهل من فتح الحديث مع يحيي الان
لاحظ يحيي نظراته المترددة في بدأ حديث
ليقول بينما يخلع نظارته
" في مشكال في الأوراق يا ابني "
تحمحم ياسين ليقول
" لا أبداً كنت عايز افتح معاك موضوع كده "
" اتفضل يا ابني "
" انا قولت لحضرتك قبل كده اني نفسي ألاقي بنت الحلال اللي تناسبني وانا طبعاً مش هلاقي احسن او انسب من بنت حضرتك
تكون زوجه ليا "
نظر له يحيي بصدمه ليقول
" والله انت فجأتني يا ابني ده يبقي شرف ليا انك تكون جوز بنتي بس انت مشفتش ورده غير مره وحده وكانت علي الغدا "
" مش محتاج اشوفها علشان اعرف انها هتكون مميزه كتير عن غيرها "
" والله يابني هاخد رأيها وارد عليك "
بعد خروج ياسين من المكتب استدعي يحيي فايزه
وقال لها بدهشه وصدمه لم تفارقه بعد
" مش هتصدقي يا فايزه مين طلب أيد ورده "
مثلت فايزه انها لا تعرف لتقول
" يألف نهار ابيض ورده اتقدملها عريس مين يا بيه "
ليقول الاخر بإبتسامه غير مصدقه
" ياسين تخيلي ياسين جيه وطلب اديها مني "
" يألف نهار ابيض وميت فل وعشره بسم الله ما شاء الله عليه طول بعرض ده هيبقوا هو وورده لايقين علي بعض اوي "
عبس يحيي فجأة ليقول
" بس ورده لسه صغيره اوي علي الجواز والمواضيع دي وبعدين
مش هيهون عليا أسلمها لحد تاني وأبعدها عني وكمان ياسين كبير اوي عليها لا لا انا مقدرش ابعدها عني "
انهي كلامه معارضاً فكره الزواج جميعها فهي غاليته الوحيدة
نظرت له فايزه بعدم تصديق قائله
" صغيره ايه بس يا يحيي بيه دي اللي اصغر منها معاه عيال وكمان ياسين باشا مش صغير ده في عز شبابه والف واحده تتمناه وبعدين ده بقي قدر كل بنت يا يحيي بيه انت ربتها وكبرتها وهيجي اللي يخدها ويشيل مسؤليتها ويحطها في عنيه "
" انا عارف يا فايزه ان ده قدر ونصيب مكتوب بس قلبي مش مطاوعني ابعدها عني وهي لسه بفته بيضه متعرفش تعيش مع العالم اللي بري "
لترد فايزه بإبتسامه مطمئنه
" ياسين باشا هيعرف عنها كل حاجه وهيشلها في عنيه انا متأكده وبعدين متقلقش ده الباب في الباب يعني اعتبرها عندك علي طول ،
مش نفسك تشيل عيالها كده في أيدك وتهشكهم وتلعب معاهم "
فقال يحيي مبتسما يتخيل ذاته يلعب مع احفاده والابتسامه تملئ وجهه
" ومين قال مش نفسي والله اللي فيه الخير يقدمه ربنا عايزك بكره تفتحي معاها الكلام وتعرفي ردها ايه علشان متتكسفش مني "
" طبعاً طبعاً ، وردها ان شاء الله هيكون كل خير "
قالت والابتسامه تزين وجهها فمن ربتها وسهرت علي راحتها كبرت و أصبحت عروس يتقدم اوسم الرجال للزواج منها
صباح اليوم التالي
كانت كلاً من ورده وفايزة يحضرون الإفطار بينما يتبادلون أطراف الحديث عن المكان والعائلة وما الي ذلك
حتي قالت فايزه فجأة
" بس شوفتي امبارح سهير وشاديه مشلوش عينهم من علي ياسين باشا ده حتي هند المخطوبة وعلي وش جواز كانت عينها هتطلع لما شفته "
نظرت لها ورده بصمت لثواني ثم قالت
" بجد مخدش بالي "
" ده حتي ناديه خدت بالها تصدقي علشان كده قالت انكوا تطلعوا فوق بس الصراحة ياسين باشا يستاهل الف واحده تبصلوا ده حتي عرفت ان في بنات بهوات وبشاوات حاطين عينهم عليه اصل فعلا هيلاقوا فين طول بعرض وحلاوه ايه وجمال ايه ربنا يحميه لشبابه ويرزقوا ببنت الحلال يارب "
" اه ماشي يارب انا هروح الحمام وجايه علي طول "
قالت بحزن استغربته من ذاتها
لتقول فايزه بإبتسامه لم تعرف معناها من بان الحزن عليها
" ماشي متتأخريش علشان الأكل جهز "
ذهبت ورده لتقول فايزه بهمس تلوم ذاتها
" هو انا زودت العيار ولا ايه "
بينما عند ورده
دخلت غرفتها لترمي جسدها علي السرير قائله في ذاتها
" طبعاً الف واحده هتبصلوا واكيد هو شاف وعرف كتير واكيد احلي وأحسن مني "
ضربت رأسها بيدها قائله بهمس
" بتقولي ايه بس يا مجنونه انتي ايه جنبه اصلا وجنب اللي عرفهم "
تنهدت بحزن لتقف تهندم ملابسها امام المرأة وتاركه شعرها منسدلاً خلفها
نزلت للأسفل لتجد فايزه وضعت الطعام بالفعل
وكلاً من ياسين ويحيي جلسوا علي مائدة الطعام
أخذت نفس عميق لتجلس في مكانها مقابل لياسين
وبصمت بدأت تتناول الطعام بينما تستمع لحديث والدها وياسين عن العمل
لاحظ يحيي صمتها الغريب وتلك الملامح الحزينه التي تعلو وجهها
" في حاجه مضيقاكي يا ورده "
نظرت له ورده لتقول نافيه
" لا يا بابا أبداً "
اومأ يحيي ليعاود الحديث مع ياسين الذي كان ينظر لها بنظرات قلقه
انتهوا من تناول الطعام
لتذهب ورده سريعاً لغرفتها
تحت نظرات ياسين التي تتابعها
لحقت فايزه ورده لغرفتها بعد دقائق
لتجدها جالسه علي المقعد الذي بجانب النافذة
تنظر الي الخارج بصمت
نظرت لها فور دخولها وقالت
" في حاجه يا داده "
" كنت عايزه اكلمك في موضوع "
قالت مبتسمه لتومئ لها ورده
جلست فايزه علي المقعد الذي امامها وقالت مبتسمه
" تعرفي ياسين باشا طلب ايد واحده نعرفها انا وانتي كويس "
نظرت لها ورده بصدمه لتقول بينما عادت نظراتها للحزن والذي حاولت اخفاءه قدر المستطاع
" مين يا داده "
" اسمها ورده يحيي بنت يحيي بيه شريكه "
يتبع
" سلامتك يا باشا بس عايزه اقولك اني شوفتكم امبارح "
تجمد ياسين مما قالت وخصوصا انها تحدث دون تعابير محدده علي وجهها
لتعاود القول بينما تتنهد قائلا
" متقلقش انا مش هقول ليحيي بيه ده بس علشان شوفت النظرة اللي في عينيك ليها وكانت نفس النظره اللي كانت علي وش يحيي بيه للمرحومه ليلي هانم فانا بقولك دلوقتي لو فعلاً بتحبها خاليك جنبها متسبهاش ورده من وقت ما حطت رجلها في البلد دي وهي في خطر "
عقده تشكلت علي حاجباي ياسين ليقول
" ازاي "
" العيله دي مش زاي ماهو باين دول طماعين عايزين كل حاجه ليهم عايزين يعملوا مع ورده زاي ما عملوا مع المرحومه أمها
هيموتوها يا ياسين باشا يحيي بيه ميعرفش الكلام ده لكن كل اللي هقوله هو اللي حصل فعلا "
قاطعها ياسين قائلا بإقتضاب
" يبقي نكمل كلام في اوضتي مينفعش حد يسمعه "
أومأت فايزه
ليذهبا الي غرفه ياسين
جلس ياسين علي الأريكة بينما جلست فايزه علي الكرسي أمامه تكمل من حيث توقفت
" الست ليلي الله يرحمها ويحيي بيه اول ما تجوزوا عاشوا في البيت ده لكن الموضوع مكنش حلو بعد الجواز زاي ما كان المفروض يحصل ناديه لعبت بعقل مني أخت يحيي بيه وأقنعتها ان المرحومه اتجوزت يحيي بيه علشان فلوسه من وقتها خدت من الاتنين اهانه كبيره كل ده قدام عيني وليلي هانم منعتني أقول حاجه ليحيي بيه
وفي مره عرف يحيي بيه باللي بيحصل فخدنا وعشنا في القاهره
ومن وقتها كل حاجه اتحسنت وخصوصا بعد ما عرفنا ان ليلي هانم حامل في ورده "
توقفت فايزه تمسح دموعها التي سالت بينما تتذكر ما حدث لسيدتها ورفيقه دربها أخذت انفاسها لتكمل
" لكن في عز حمل الست ليلي جم البيت متهمنها في شرفها وضربوها حاولت كتير امنعهم لكن لا انا ولا الهانم نجينا من اديهم
ومن كتر الضرب وقتها كانت هتسقط ورده "
شد ياسين علي قبضه يده حتي كادت تبيض ليقول
" وإزاي ده يحصل يحيي بيه كان فين وإزاي بيتعامل معاهم عادي بعد اللي عملوه "
" مكنش بإيده واحده اخته والتانيه مرات اخوه بعدها منع دخولهم البيت خالص والحمدلله قامت الست ليلي بالسلامه وجابت ورده علي الدنيا بس وقتها كنت عارفه ان الموضوع مش هيخلص كده
ناديه مكنتش عايزه وريث ليحيي بيه اصلا وبعد ما اتولدت ورده ده بوظ كل اللي عملته علشان تسقطها بس لما عرفت ان ليلي هانم مش هتعرف تخلف تاني خطط تقتلها وتقتل ورده لكن برضوا محاولتها فشلت لأني مكنتش بسيب ورده والهانم لوحدهم أبداً وبعد ما ورده كبرت وكملت الخمس سنين كانت الهانم خرجت من البيت مخصوص علشان تجيب هديه ورده بنفسها لكن للأسف اليوم ده الهانم خرجت ومرجعتش وفي العزا سمعت ناديه بتكلم فؤاد جوزها ومجدي جوز مني وان خطتهم نجحت وليلي ماتت ومبقاش غير ورده ، والحمدلله من وقتها يحيي بيه مخلاش ورده تخرج من البيت
رغم ان الموضوع مأثر علي نفسيتها لكن ده فعلا الأحسن ليها "
تنهد ياسين بقوه ليقول
" وانتي ليه متكلمتيش ليه مبلغتيش عنهم "
" وقتها كانوا هيقتلوني انا كمان وكانوا ممكن يقتلوا ورده كمان "
وقف ياسين بغضب يعتمر داخله وظل يسير في الغرفه ذهاباً وإياباً
يحاول التفكير بشئ ما
ليقول
" كده ممكن يحاولوا يقتلوها تاني لازم تسيب البلد دي فوراً لازم تمشي "
نظرت فايزه ليديها وقالت بصوت منخفض خوفاً من رده فعله
" المشكلة لو مقتلوهاش وجوزوها لأبن ناديه غصب "
توقف ياسين عن التحرك حالما سمع كلامتها وتجمد الدم في عروقه
جاعله خلايا عقله في حاله هيجان واستنفار
ليقول ما جعل فايزه ترفع رأسها بصدمه
" يبقي هتجوزها قبل ما يفكروا بس يبصولها "
لتنظر له فايزه بصدمه ليعاود القول
" ايوا مينفعش تبقي لغيري هي هتبقي مراتي ده الحل الوحيد كده كده كنت هتجوزها يبقي دلوقتي قبل بعدين "
كان يتحدث بشرود وكأنه مهووس ما يتحدث
لترد فايزه بما خطر في بالها عندما تحدث
" وهل هيوافق يحيي بيه "
" لازم يوافق وانا هسيب الموضوع ده ليكي انا هتقدم واطلب اديها رسمي انهارده بعد الغدا وانتي بقي اقنعيه ، انا بحب ورده ومستحيل اخلي حد يقربلها او حتي يبصلها "
" أوعدك هحاول "
خرجت فايزه من غرفه ياسين
لتجد ان كلاً من ناديه ومني رحلوا
ذهبت الي يحيي في مكتبه طارقه الباب
امرها يحيي بالدخول لتقول
" محتاج اي حاجه يا بيه "
" لا يا فايزه شكراً بس عايزك تعرفي ان اخويا فؤاد ومني وعيالهم هيكونوا عندنا علي العشا "
" طبعاً يا بيه وماله وورده هتحضر ولا هتبقي في اوضتها "
" ايوا خاليها تعرف عليتها الواحد مش ضامن عمره "
تنهدت فايزه لتقول
" ماشي يا بيه انا هروح بقي علشان احضر الغدا "
اومأ يحيي
لتذهب فايزه داعيه داخلها ان تكون ورده من نصيب ياسين وتكون سالمه دائما فالشعور الذي بداخلها ينذر بالسوء والشئم
- في المساء -
تجمعت كامل الأسره علي الطاولة بما فيهم ياسين الجالس بجانب يحيي علي يمينه بينما ترأس يحيي الطاولة
وشقيقه فؤاد علي يساره بجانبه ابنه البكر حسن البالغ من العمر ٢٥ عام ثم مجدي ثم ابن مجدي البكر محمد البالغ ٢٤ عاماً
ثم تبع محمد اخوته وابناء خاله الأصغر عمرا
بينما بجانب ياسين ترك الكرسي فارغاً
ثم بعد ذلك جلست مني ثم ناديه ثم بناتهم
وضعت فايزه الطعام وقبل ان يباشروا الأكل قالت ناديه مقاطعه احاديث يحيي وياسين بخصوص العمل قائله
" امال فين الاموره ورده هي مش هتنزل ولا ايه ده حتي الصبح مشفناش وشها حلو "
وقبل ان يرد عليها يحيي كانت ورده تنزل الدرج
مرتديه فستان يصل لأسفل ركبتها ذا لون نبيتي جميل ابرز لون عينيها الفريد تاركه شعرها خلفها منسدلاً
وقفت بتوتر بجانب مقعد والدها ليمسك يحيي يديها قائلاً
" دول عيلتك يا حببتي "
قال ثم بدأ بتعريفها بهم جميعاً بينما هي تنظر لهم وتبتسم ابتسامه متوتره
بعدما انتهي من تعريفها بهم كانت علي وشك الجلوس علي المقعد الفارغ بجانب ياسين حتي قال مجدي بصدمه
" استني يا بنتي معقوله هتقعدي جنب راجل غريب قوم يا محمد اقعد هناك وتعالي هنا يا ورده "
رفع ياسين حاجبه بإستنكار ولم يتحدث لان يحيي تحدث بالفعل
" عيب يا مجدي اللي بتقوله ده ياسين ده ابني اقعدي يا ورده "
سمعت ورده كلام والدها جالسه بجانب ياسين
الذي بالكاد يسيطر علي نبضات قلبه لكي لا تفضحه
فلولا مشاركتها الغداء معه لأول مره لكان في عداد الموتي الان
اثناء تناول الطعام كان يحيي وياسين يتبادلون الحديث فيما بينهم حتي شاركهم حسن وفؤاد ثم محمد ومجدي
" صحيح يا حسن انت اتخرجت من جامعه ايه "
قال يحيي
ليرد حسن مبتسماً
" اتخرجت من كليه التجاره جامعه القاهرة "
اومأ يحيي مبتسماً يحي شطارته
ليعاود سؤال محمد ابن اخته وكان تخرج من كليه الحقوق
التفت ليسأل ياسين الذي تحمحم قائلاً
" اتخرجت من جامعه اكسفورد قسم إداره الأعمال "
ابتسم يحيي واثني علي كفاءه ياسين الذي ابتسم من مديحه
وأثناء ذاك ظهر صوت ناديه من العدم قائلا
" الدنيا دلوقتي بقت ماشيه بالوسطه "
علم ياسين ان الكلمه موجه له ليقول
" بجد مكنتش اعرف اصل دراستي كانت منحه للأسف "
تجمدت ناديه اول ما رد عليها لتنزل أنظارها الي صحنها بصمت دون التفوه بحرف
ابتسم يحيي بجانبيه دون ملاحظه احد
بعد العشاء كان الجميع جالساً في غرفه الجلوس يتناولون التحليه ويشربون الشاي
" قومي يا ورده وخدي بنات عمك وعمتك وفرجيهم اوضتك "
قالت ناديه
لتنظر ورد لها بتوتر ثم تنظر لوالدها الذي قال مخفف توتر وحيدته
" خاليهم هنا يا ناديه "
" الله ما تسيب البنات يقعدوا مع بعضهم يا اخويا علشان يعرفوا بعض كده وكمان ورده تعرف ويقربوا من بعض "
قالت ناديه بإعتراض عما قاله يحيي
ليتنهد الاخر سامحاً لهند ابنه نادبه وفؤاد تأخذ ورده مع باقي بنات عمها وعمتها
في غرفه ورده
" صحيح فعلا يا ورده انتي مخرجتيش من بيتك اللي في القاهره خالص "
قالت شاديه ابنه مني والتي في ذات سن ورده
لتقول ورده بينما تنظر الي يديها
" اه علشان بابا بيخاف عليا "
" يا عيني مشفتيش الاهرامات ولا النيل ولا روحتي إسكندرية "
قالت هند
لتومئ ورده وزادت نسبه التوتر لديها
حتي أصبحت تحرك قدميها بغير راحه
" مش عارفه عمي خايف عليكي من ايه يعني ده حتي انتي مش حلوه اوي يعني ولا حد هيبصلك "
قالت سهير أخت هند التوأم
لتقول شاديه معترضه
" عيب يا سهير الكلام اللي بتقوليه ده "
" خلاص يا اختي انا هروح اقعدوا إنتوا اتمسحوا فيها "
قالت سهير وهي تنظر الي ورده بنظره مستصغره
لتقول شاديه بعد خروجها
" متزعليش منها هي بس غيرانه منك ده انتي حتي زاي فلقه القمر "
" لا عادي مزعلتش انا هروح اجيب ميه واجي "
قالت ورده بينما استحل العبوس شفتيها بينما هناك بعض قطرات الدموع في عينيها
خرجت ورده من الغرفه بتجاه موقعها المميز الذي اعجبها منذ رأت المكان
بينما عند ياسين
كان يقف في الباحه الخلفية للمنزل بينما يستنشق سيجاره بينما يفكر فيما فعل اليوم حتي قاطع صوت ما أفكاره قائله
" علي فكره التدخين مضر بالصحة "
ابتسم ياسين فور سماعه لصوتها المأنب ليقول
" بجد خلاص ياستي أدي السيجارة أهي "
قال رامياً السيجارة أرضاً داهساً عليها بقدميه
لاحظ اثار الدموع الذي حاولت اخفاء اثارها منذ رؤيته في مكانها المفضل
ورفع يده دون شعور منه واضعاً إياها علي خدها ماسحاً دموعها العالقة جفلت هي من حركته المفاجئه ورسم التوتر علي محياها من قرب الاخر والذي جعل شعوراً غريباً يستحل معدتها
ونبضاً غريباً يتربع قلبها حتي خافت ان يسمعه
فقال الاخر بنبره قلقه مريحه لمسامع الاخري
" كنتي بتعيطي ليه "
مسحت الاخري دموعها تأخذ خطوه للوراء وقالت
" عادي مافيش حاجه "
عاود هو اقتراب الخطوه وقال
" قولي كنتي بتعيطي ليه يا ورده "
نظر لها نظره مصره عملت من خلالها انه سيلح حتي يعرف فقالت
" سهير بنت عمي شكلها محبتنيش وقعدت تقول عليا مش حلوه وان محدش هيبصلي بس عادي يعني انا مزعلتش منها "
وضع ياسين نظره مستنكره علي وجه وقال
" فكريني كده سهير دي كانت عامله ازاي "
نظرت له الاخري بتعجب وقالت
" اللي كانت لابسه فستان اسود "
نظر لها بتفاجئ قائلاً
" دي بتقول عليكي انتي مش حلوه ، ده اول ما شوفتها فكرتها عبده السواق "
ضحكت ورده بقوه علي ما قال ليعاود القول
" ده حتي اتخضيت لما عرف انها بنت عمك قولت اكيد عبده السواق ابن عمك وانا معرفش علشان يطلعوا الخلفه دي للناس كده "
كانت ورده تستمر بالضحك بقوه لتقول بينما تحاول التقات انفاسها
" بس عيب دي خلقه ربنا "
" هو مقولناش حاجه علي خلقه ربنا بس دي تقولك انتي مش حلوه دي حتي تبص في المرايه "
ابتسمت ورده علي حديثه كونها احلي من سهير ومازال ذالك النبض يضرب داخلها جعلها تحب الشعور الحالي الذي يراودها
ليعاود القول ممازحاً
" بس متأكده عبده السواق مش اخوها "
ضحكت علي مزاحه لتقول مجاريه إياها
" اول ما اخش هسأل بابا علي طول "
ضحك ياسين معها لتعاود القول
" شكراً بجد علشان ضحكتني يا ياسين "
" في الخدمة دايما "
قال مبتسما لتستأذن هي داخله الي المنزل
وفور دخولها وضع الأخر يده علي قلبه قائلاً
" يا خبر ابيض انشف كده في ايه كل ده علشان قالت اسمي "
تنهد مبتسما متذكراً ضحكتها ليعاود تذكر سبب نزول دموعها فيقول
" جعفر بيتكلم ده الواحد مبقاش عايش بقي "
دخل هو الاخري للمنزل ليجد فايزه قابلته وكان الضيوف ذهبوا بالفعل
" ابدأ جهز نفسك يا جميل "
قالت مبتسمه بفرح
لينظر لها الاخر بعدم تصديق ليقول
" بجد يعني خلاص وافق "
" لسه مافيش كلمه أكيده غير بموافقه ورده لكن هو موافق عليك بالعشره "
تحرك في مكانه بسعاده لا يستطيع التصديق وقال
" يسلم فمك ياست فايزه أهي دي الاخيار ولا بلاش "
ضحكت فايزه لتقول
" ومتقلقش حتي ورده ان شاء الله هتوافق وانا بكره هكلمها في الموضوع وأشوف رأيها ويحيي بيه بقي يقولك البشارة "
اومأ ياسين مبتسما بسعاده لم يعيشها منذ فتره طويله وعقله نساها
ليذهب لغرفته مفكراً في ما قاله لوالدها صباحاً بعد الغداء
عوده بالزمن للوراء قليلاً
بعد الغداء
كان كلاً من ياسين ويحيي جالسين ينهون بعض أوراق العمل لديهم
في مكتب يحيي
كان ياسين ينظر ليحيي ثم ينظر الي الأوراق في يده يجد صعوبه في فتح المواضيع معه
هو لم يكن يوما متوترا كما الان يحاول اختيار الكلمات التي سيقولها بحكمه
هو متأكد ان عقد صفقه مع الوزير اسهل من فتح الحديث مع يحيي الان
لاحظ يحيي نظراته المترددة في بدأ حديث
ليقول بينما يخلع نظارته
" في مشكال في الأوراق يا ابني "
تحمحم ياسين ليقول
" لا أبداً كنت عايز افتح معاك موضوع كده "
" اتفضل يا ابني "
" انا قولت لحضرتك قبل كده اني نفسي ألاقي بنت الحلال اللي تناسبني وانا طبعاً مش هلاقي احسن او انسب من بنت حضرتك
تكون زوجه ليا "
نظر له يحيي بصدمه ليقول
" والله انت فجأتني يا ابني ده يبقي شرف ليا انك تكون جوز بنتي بس انت مشفتش ورده غير مره وحده وكانت علي الغدا "
" مش محتاج اشوفها علشان اعرف انها هتكون مميزه كتير عن غيرها "
" والله يابني هاخد رأيها وارد عليك "
بعد خروج ياسين من المكتب استدعي يحيي فايزه
وقال لها بدهشه وصدمه لم تفارقه بعد
" مش هتصدقي يا فايزه مين طلب أيد ورده "
مثلت فايزه انها لا تعرف لتقول
" يألف نهار ابيض ورده اتقدملها عريس مين يا بيه "
ليقول الاخر بإبتسامه غير مصدقه
" ياسين تخيلي ياسين جيه وطلب اديها مني "
" يألف نهار ابيض وميت فل وعشره بسم الله ما شاء الله عليه طول بعرض ده هيبقوا هو وورده لايقين علي بعض اوي "
عبس يحيي فجأة ليقول
" بس ورده لسه صغيره اوي علي الجواز والمواضيع دي وبعدين
مش هيهون عليا أسلمها لحد تاني وأبعدها عني وكمان ياسين كبير اوي عليها لا لا انا مقدرش ابعدها عني "
انهي كلامه معارضاً فكره الزواج جميعها فهي غاليته الوحيدة
نظرت له فايزه بعدم تصديق قائله
" صغيره ايه بس يا يحيي بيه دي اللي اصغر منها معاه عيال وكمان ياسين باشا مش صغير ده في عز شبابه والف واحده تتمناه وبعدين ده بقي قدر كل بنت يا يحيي بيه انت ربتها وكبرتها وهيجي اللي يخدها ويشيل مسؤليتها ويحطها في عنيه "
" انا عارف يا فايزه ان ده قدر ونصيب مكتوب بس قلبي مش مطاوعني ابعدها عني وهي لسه بفته بيضه متعرفش تعيش مع العالم اللي بري "
لترد فايزه بإبتسامه مطمئنه
" ياسين باشا هيعرف عنها كل حاجه وهيشلها في عنيه انا متأكده وبعدين متقلقش ده الباب في الباب يعني اعتبرها عندك علي طول ،
مش نفسك تشيل عيالها كده في أيدك وتهشكهم وتلعب معاهم "
فقال يحيي مبتسما يتخيل ذاته يلعب مع احفاده والابتسامه تملئ وجهه
" ومين قال مش نفسي والله اللي فيه الخير يقدمه ربنا عايزك بكره تفتحي معاها الكلام وتعرفي ردها ايه علشان متتكسفش مني "
" طبعاً طبعاً ، وردها ان شاء الله هيكون كل خير "
قالت والابتسامه تزين وجهها فمن ربتها وسهرت علي راحتها كبرت و أصبحت عروس يتقدم اوسم الرجال للزواج منها
صباح اليوم التالي
كانت كلاً من ورده وفايزة يحضرون الإفطار بينما يتبادلون أطراف الحديث عن المكان والعائلة وما الي ذلك
حتي قالت فايزه فجأة
" بس شوفتي امبارح سهير وشاديه مشلوش عينهم من علي ياسين باشا ده حتي هند المخطوبة وعلي وش جواز كانت عينها هتطلع لما شفته "
نظرت لها ورده بصمت لثواني ثم قالت
" بجد مخدش بالي "
" ده حتي ناديه خدت بالها تصدقي علشان كده قالت انكوا تطلعوا فوق بس الصراحة ياسين باشا يستاهل الف واحده تبصلوا ده حتي عرفت ان في بنات بهوات وبشاوات حاطين عينهم عليه اصل فعلا هيلاقوا فين طول بعرض وحلاوه ايه وجمال ايه ربنا يحميه لشبابه ويرزقوا ببنت الحلال يارب "
" اه ماشي يارب انا هروح الحمام وجايه علي طول "
قالت بحزن استغربته من ذاتها
لتقول فايزه بإبتسامه لم تعرف معناها من بان الحزن عليها
" ماشي متتأخريش علشان الأكل جهز "
ذهبت ورده لتقول فايزه بهمس تلوم ذاتها
" هو انا زودت العيار ولا ايه "
بينما عند ورده
دخلت غرفتها لترمي جسدها علي السرير قائله في ذاتها
" طبعاً الف واحده هتبصلوا واكيد هو شاف وعرف كتير واكيد احلي وأحسن مني "
ضربت رأسها بيدها قائله بهمس
" بتقولي ايه بس يا مجنونه انتي ايه جنبه اصلا وجنب اللي عرفهم "
تنهدت بحزن لتقف تهندم ملابسها امام المرأة وتاركه شعرها منسدلاً خلفها
نزلت للأسفل لتجد فايزه وضعت الطعام بالفعل
وكلاً من ياسين ويحيي جلسوا علي مائدة الطعام
أخذت نفس عميق لتجلس في مكانها مقابل لياسين
وبصمت بدأت تتناول الطعام بينما تستمع لحديث والدها وياسين عن العمل
لاحظ يحيي صمتها الغريب وتلك الملامح الحزينه التي تعلو وجهها
" في حاجه مضيقاكي يا ورده "
نظرت له ورده لتقول نافيه
" لا يا بابا أبداً "
اومأ يحيي ليعاود الحديث مع ياسين الذي كان ينظر لها بنظرات قلقه
انتهوا من تناول الطعام
لتذهب ورده سريعاً لغرفتها
تحت نظرات ياسين التي تتابعها
لحقت فايزه ورده لغرفتها بعد دقائق
لتجدها جالسه علي المقعد الذي بجانب النافذة
تنظر الي الخارج بصمت
نظرت لها فور دخولها وقالت
" في حاجه يا داده "
" كنت عايزه اكلمك في موضوع "
قالت مبتسمه لتومئ لها ورده
جلست فايزه علي المقعد الذي امامها وقالت مبتسمه
" تعرفي ياسين باشا طلب ايد واحده نعرفها انا وانتي كويس "
نظرت لها ورده بصدمه لتقول بينما عادت نظراتها للحزن والذي حاولت اخفاءه قدر المستطاع
" مين يا داده "
" اسمها ورده يحيي بنت يحيي بيه شريكه "
يتبع