الفصل الثالث و الخمسون

جلس مكانه على قهوة المعلم جمال المواجهة لبيت عائشه حيث أصرت  هى و والدها على أخذ وتين معهم لعندهم ينظر للشرفه ربما خرجت و ارتوى قلبه العاشق برؤياها يتذكر حديث والدته أمس

عوده بالزمن للخلف

هب من مقعده يردد بصوت عالي: ايه ؟ يعنى ايه ؟ يعنى روحتوا هناك و ما حصلش اى حاجه؟ امال كنتى رايحه ليه يا أمى.

أحتدت ملامحها و اتسعت عيناها من فعلته تردد: أنت بتعلى صوتك عليا يا واد.. و عشان مين عشان البت دى.

صمت يبتلع رمقه يستدرك حاله ثم بدأ يتحدث بحذر: لا ابدا يا أمى مش القصد أنا بس استغربت انكوا روحتوا و جيتوا كده من غير لا سلام و لا كلام.

شملته بنظره من عيناها ابنها و تفهم عليه جيد جداً.

حالته أكثر من سيئه و يهيم عشقا بتلك الفتاه ، ثورته كانت حقيقية و نابعه من داخله هو فقط الان يحاول تدارك الموقف لانه عاود التفكير سريعاً و بشكل أكثر من جيد.

يعلم أنه بحاجه اليها كى يتم له مراده فصمت مرغماً و اظهر رضاه و رضوخه.
و ما فعله الآن لم يفعل شيئ بداخلها سوى أن زاد من نقمها و كرهها لتلك الفتاه المسماه وتين ف هى و من الآن قبل ما تدخل لبيتهم و صنعت كل هذا فما سيكون الحال لو حدث و انضمت لاسرتهم.

صمتت و قد اخذها شرودها تفكر فى هذه النقطة ترغب فى هدم كل شيء من بدايته تشعر بها خطر على علاقتها ي أبنها و الذى لا تستطيع الاستغناء عنه.

هو لديها بكفه و باقى العالم بكفه أخرى.. لكنها أجفلت منتبهه على صوت ابنها سامح يجلس بجوارها مرددا بلهفه واضحه : ها يا أم سامح قوليلى.. هى كانت عامله ايه؟
عاودت النظر له بنزق يهتز فكها العلوى و هى تردد: زى القرده يا اخويا.

صمتت تشيح بوجهها عنه و عقلها كله يفكر في القادم و ما التصرف الصحيح الذى يتوجب عليها فعله فى هذه القصه.

لهفة ابنها عليها غير طبيعيه و غير مبشره بالخير مطلقا تود رفض كل شيء من بدايته.

لكنها أيضاً موقنه إن ابنها لن يصمت مطلقاً و هو يراها تفعل ذلك و ربما قد يصل به الأمر للتمرد عليها او هجرانها او قد يذهب لخطبة تلك الفتاه و يستطيع اخذ موافقتها و يتزوجها فقد اصبحت بلا اهل أو كبير تعود اليه و قد تستطيع لا بل هى على يقين تام بأن هذه الفتاه قادره على السيطرة على أبنها بمجرد نظره رضا منها .
فتلك هى حالته و هى لم ترضى عنه بعد و لم توافق على زواجه منها فما الحال لو وافقت بالتأكيد ستستحوذ على سامح كله لها و ربما لن يعود إليها ثانيه و لن تستطيع السيطرة عليه كما هى حالها معه الآن فهو دوما محتاج لها .

طوال ما هو بحاجة اليها ف لن يستطيع الابتعاد عنها و لا عن امدادها له بالاموال.

عاد من شروده على صوت الشرفه يفتح فانتفض قلبه بفرحه و لوع مشتاق لكن كل ذلك خمد و ذهب أدراج الرياح و هو يرى عائشه هى من كانت تفتح الشرفه كى تدخل الشمس لشقتهم .

زم شفتيه بضيق و عبس وجهه بقنوط مالبس ان تهللت أساريره و هو يرى وجهها الجميل زاد نوره رغم حزنه بعدما تسلطت عليه أشعة الشمس فزادت جمالها جمال و إشراق و حلاوه.

ظل على هيامه بها لا يدرى بكم الوقت الذي مر عليه و هو على وضعه هذا يكاد يجزم إنه لم يكن ليتحرك من مكانه او ينتبه لأى شخص لو ظلت هكذا فهو لم ينتبه لمرور الوقت او ينتبه لجلوسه بالحاره على القهوه إلا بعدما تحركت مع عائشه مختفيه بالداخل مجددا هى و حزنها.

انتبه على نفسه و على تلك الحالة التي وصل لها بعشق وتين .

لذا وقف منتفضا و قد اتخذ القرار و انتهى الأمر سيفعل أى شىء حتى تصبح وتين له حتى أنه قد يستغل كل ظروفها التى جدت على حياتها كى يستفد بها لصالحه و يطوعها له .

نظر بعدما وقف للشرفه التى كانت تطل منها يبسم إبتسامة شيطانيه مهووسه قبلما يغادر كى ينفذ أول خطوه فى طريق الوصول إليها... إلى وتينه.

_________ سوما العربي __________


عند فوقيه و زاهر
كان مازال واقفاً يستمع بصدمه لتطفل زوجته على حياة الجيران بطريقه غريبه و مريبه أيضاً ، فلم تكن تلك الخصله بها ، أو لنقل بطريقة أدق أنها لم تكن بتلك الدرجه أبدا فقد وصل بها التتطفل لدرجة إنزعاج جارتهم منى منها و سحبت شقيقتها معها تحاول الإعتذار منهم مردده: عن إذنك يا ست فوقيه ، عن إذنكم يا جماعه هاخد أختى تستريح جوا .

اماء لها كل من زاهر و عزة بتفهم و حرج لها و عليها بينما قوقيه رددت سريعاً : مش تستنى بس لما نرحب بالبينه و نواسيها.

نظرت لها منى بضيق ثم قالت بإمتعاض شديد: تعيشى يا اختى كلك واجب، طول عمرك بنت أصول يا ست فوقيه.

لكنها أصرت على موقفها و سحبت شقيقتها الحزينه معها للداخل تغلق الباب قبلها تقول بابتسامة عريضة مجامله : عنئذنكم.

أغلقت الباب فى وجههم ما داموا لا يعرفون للزوق او احترام خصوصية الغير طريق .

مما أشعر زاهر بالضيق و الغضب ، يشعر بالإشتعال من تصرفات زوجته التى وضعتهم بهكذا موقف .

لذا صرخ بها و هى مازالت تقف تنظر لباب شقة منى المغلق بضيف ، مرددا بأمى ناهى غاضب: اتفضلى على شقتك.

انتفضت مستغربه من صوته الغاضب العالى من شدة الغضب الذى لم يصل لمعدله هذا بعمره ف نظرت له مستغربه تقول : فى إيه يا سى زاهر.

صرخ بها متوعدا يردد بحنق شديد : و كمان مش عارفه فى ايه.. اتفضلى معايا و أنا أقولك يا ست هانم.

سحبها للداخل يغلق عليهم الباب فوقفت تتحدث بقوه و كأنها على حق : فى إيه يا زاهر و بتعلى صوتك عليا كده ليه؟

انتفضت عروقه يصرخ بها: إنتى ازاى و لا امتى بقيتى كده ؟! من أمتى و أنتى بقيتى متطفله و حشريه بالطريقه دى لدرجة تخلى الست تنفر منك و تقفل الباب فى وشك... مركزه مع الناس لييه ، الأولى و الأحق يا ست هانم هو إنك تركزى فى بيتك و ولادك.

صرخت به فوقيه بعناد أشد: ولادى؟! مالهم ولادى ما كل واحد فيهم ما شاء الله عليه كبر خلاص هما لسه صغيرين و لا عايزين الرضعه و لا يغيروا مثلا.

زاهر : العيال زى ما جسمهم بيكبر كمان بتكبر مشاكلهم و لا بلاش .

صمت يزيد غيظه و يتكئ على كل حرف أكثر عن قصد : و لا لو شايفه ان ولادك كبرو يا ست هانم اهتمى بجوزك .. جوزك الى جاب أخره و أنتى مهتمه بتفاهات و تفاصيل غيرك...

أتسعت عيناه بصدمه تراه و هو يتحرك ناحية باب الشقه مره جديده يفتحه و يقول بغضب قبلما يغادر : أنا خارج أحسن بدل ما ارتكب جريمه لو قعدت

قال
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي