عودة شهرزاد

في أحد القصور العملاقة الذي طالما سمعنا عنه في حواديت ألف لية وليلة حيث يقيم شهريار ذلك الملك الجبار الذي فقد مئات النساء حياتها باشارة من يده إلى أن جاءت شهرزاد من أقصى البلاد, الوحيدة التي نجت من سيف الجلاد, لتبدأ ألف ليلة وليلة بحكاوي مثيرة تسيطر بها على عقله قبل الفؤاد, ثم عاشا سويا يترعرع الحب في أحضانهما إلى أن كثرت فروعه وكثفت أوراقه وألقت بظلالها عليهما وعلى جميع من حولهما.

وقد ظنت شهر زاد بأن دورها كراوية قد انتهى ليبدأ دورها كحبيبة وعاشقة لشهريار الزمان وهذا بالفعل ما حدث إلى أن جاءت تلك الليلة حيث عم القلق والاضطراب كل من بالقصر وكل الحرس والخدم يذهبون ويجيئون في جميع أنحاء المكان بغير هدى وقد انتابهم الفزع.

فقالت احدى الجواري لرفيقتيها وهن يسرعن في ذلك الممر الطويل ويبدو عليهن التوتر: ماذا أصاب شهريار هذه الليلة؟ فلم نره على تلك الحال منذ فترة طويلة.

الثانية مؤيدة: نعم. معكِ حق. فمنذ أن حضرت شهرزاد إلى القصر, وقد تبدل كثيرا فأصبح لطيفا وحسن المعشر, ولكنه الليلة يبدو لي وكأنه قد عاد إلى عهده القديم.

الثالثة بفزع: أتعتقدين بأنه قد مل شهرزاد ويريد التخلص منها كسابقاتها؟

الثانية: لا أعلم ولكنني لا أستبعد ذلك على الإطلاق.

فنهرتهما الأولى وهي تقول باستنكار: لا تقولا ذلك. فشهريار لا يمكنه أن يستغنى عن شهرزاد أبدا. فلقد أصبحا مرتبطين ببعضهما برباط قوي ألا وهو رباط الحب.

فعادت الثانية من جديد تقول والشك يخامرها: ولكن يهيأ لي بعض الوقت بأن ما كان يمنع شهريار عن الفتك بشهرزاد هي تلك الحكاوي التي كانت تقصها عليه طوال ألف ليلة وليلة, وها هي الأن توقفت عن ذلك منذ فترة وعاد شهريار لعصبيته من جديد.

الأولى وقد بدأت تقتنع بما قالته رفيقتها ولكنها تخشى الاعتراف بذلك: وما الذي جعله يبقي على حياتها طوال تلك الفترة سوى أنه قد أحبها بصدق ولا يستطيع أن يرى سيف الجلاد ملطخا بدمائها؟

الثالثة وقد بدأت المخاوف تتسلل إلى عقلها: دعكما من تلك الأفكار السخيفة ولنسرع الآن بحثا عن شهرزاد, فإذا لم نجدها في غضون دقائق معدودات فسوف يبطش شهريار بالجميع.

فقالت الأولى وهي تحث الخطى داعية رفيقتيها إلى الاقتداء بها: معكِ حق. فهيا بنا.

*********************************

أما في مخدع شهريار فقد كانت الأجواء مشتعلة بلهيب الغضب الذي أطل من عيونه وقد بدا واضحا في صوته القوي وهو يصيح بالموجودين من حراس وخدم الذين قد دب الرعب في أوصالهم: ما معنى كلامكم هذا؟ كيف لم تعثروا على شهرزاد؟

أحد الواقفين وقد كانت هيئته تدل على أنه ربما يكون قائد الحرس, قال بتردد: لقد بحثنا عنها في جميع أنحاء القصر يا مولاي, ولكننا لم نجد أي أثر ممكن أن يدلنا على مكان تواجدها في هذه اللحظة.

وقد حدث ما كان يخشاه الشاب فقد ازداد غضب شهريار وهو يصيح بأعلى صوته: هراء! أتريد أن تخبرني مثلا بأن الأرض قد انشقت وابتلعتها؟ فلقد أكد الجميع بأن لا أحد قد رآها تغادر القصر إذن فإنها حتما لا تزال بالداخل, ولكن يبدو لي بأنكم تتخاذلون عن آداء عملكم.

ثم خفض صوته فجأه وهو يصر على أسنانه ويقول بلهجة خطرة متوعدا: و إن لم أجد شهرزاد أمامي في أقل من الساعة فسأعاقبكم جميعا عقابا سوف يشهده التاريخ.

بدأت الأسنان تصطك والأجساد ترتعش من جراء وعيد شهريار وكل منهم يدعو أن تظهر شهرزاد في الحال كي تعفيهم من عقابه الشديد, وقد كان الحظ يقف في صفهم في تلك اللحظة حيث سمعوا صوتا عذبا يأتيهم من الخلف وهو يقول بدلال: لقد أبلغوني بأنك تبحث عني يا مولاي؟ فما الخطب يا ترى؟

وأفسح لها الجميع لتقترب شهرزاد من الملك الذي قد لانت ملامحه كثيرا فور سماعه لصوتها ورؤيته لها وهي تتبختر في ثيابها الأنيقة بكامل زينتها وتتقدم نحوه.

وكالنجوم التي تستحي من التواجد في حضور الشمس, هكذا فعل الحاضرون فقد انسحبوا جميعا تاركين شهرزاد الشمس المضيئة في حياة شهريار وحدها معه, فسألها شهريار بنظرات لائمة ممزوجة بالحب: أين كنتِ يا شهرزاد؟

فأجابت شهرزاد بدلال وهي تقرب تلك الوردة الحمراء الزاهية من أنفها لتشتم رائحتها العطرة والابتسامة تعلو وجهها وهي تقول بمكر: وأين تظنني كنت يا مولاي؟

فقال شهريار وقد ضجر من مراوغتها: فقط أجيبيني يا شهرزاد, هل خرجتِ من القصر؟

فقالت شهرزاد وهي لا تزال ترواغه: وهل لشهرزاد أن تغادر القصر دون إذن مولاها وحبيبها شهريار؟

شهريار: ولكن الجنود قد بحثوا عنكِ في كل مكان ولم يعثروا لكِ على أثر.

شهرزاد وقد اتسعت ابتسامتها: ما زالت هناك أماكن في قصر مولاي لا يعلمها أحد سوى شهرزاد.

شهريار باستنكار: هذا ليس جوابا يا شهرزاد.

بدا أن شهرزاد غير راغبة في الرد على سؤاله, فقررت تغيير الموضوع وسألته باهتمام وهي تتأمل ملامح وجهه المشدودة من إثر غضبه: يبدو أن أحدهم قد عكر مزاج مولاي الحبيب, فهل لي بسؤاله عن السبب؟

شهريار بتأفف: لا أعلم يا شهرزاد. حقا لا أعلم. ولكنني فقط أشعر بالملل.

ثم تهالك بجسده على الأريكة خلفه وقد بدا عليه الضيق الشديد ورقت شهرزاد لحاله فجلست بجواره ووضعت يدها بحنان على كتفه وقالت له بغنج في محاولة منها للتخفيف عنه: وهل يمكن للملل أن يتسلل إلى قلب شهريار وفي داخله شهرزاد حبيبته؟

فنظر إليها شهريار لائما: أنتِ السبب يا شهرزاد.

تعجبت شهرزاد من رده وسألته: أنا! هل يمكن لشهرزاد أن تكون سببا في عذاب حبيبها؟

شهريار موضحا: نعم! فقد اعتدت أن أنام على صوتك العذب وهو يحكي لي أجمل القصص, ولكنكِ فجأة توقفتِ عن تلك العادة, ولا أعلم ما السبب؟

ابتلعت شهرزاد ريقها بصعوبة وهي تحاول أن تبحث عن سبب جيد يمكنها أن تقدمه لشهريار ثم قالت بمكر: مولاي العزيز, شهرزاد لا تريد أن تضيع مزيدا من الوقت في الحكاوي, فهي لا تريد الآن سوى أن تنعم بالقرب من مولاها والتأمل في ملامحه التي لا تريد أن تغيب عن ناظريها ولو للحظة واحدة.

شهريار بخبث حيث لم تنطلِ عليه حيلتها: يمكنكِ أن تفعلي ذلك و أنتِ تروين لي احدى القصص, فلنبدأ الآن.

يبدو أن لا مفر أمامها سوى الاعتراف بالحقيقة لشهريار, فقالت مغلوبة على أمرها: لا يمكنني يا مولاي, فلقد نفذ ما لدي من حواديت.

رفع شهريار حاجبه في غير تصديق: يبدو لي أنكِ ترواغين يا شهرزاد.

شهرزاد وقد برقت عيناها من فرط الدهشة: ولماذا أفعل ذلك يا مولاي؟

شهريار معللا: ربما تكونين قد مللتِ رفقتي وتسليتي.

شهرزاد معترضة بقوة: هذا غير صحيح, فأنا لا أتمنى من هذه الحياة سوى أن أقضي بقية عمري بجوارك.

شهريار متحديا: إذن فلتثبتي ذلك الآن, وتبدأي تسردين لي احدى القصص التي قد اشتقت لها كثيرا.

فقالت شهرزاد وقد بدأت تشعر بالعجز: ولكنني بالفعل يا مولاي لا أتذكر أي قصة أخرى.

فنهض شهريار غاضبا وهو يقول بصوت عاصف: يبدو لي أنكِ لا زلتِ تصرين على عنادك.

ثم صرخ بصوته الجهور: مسرور!

وفي الحال حضر مسرور وهو ينحني أمام الملك ويقول: أمر مولاي مطاع

وقد كان مسرور ذو بشرة سمراء ضخم البنيان مما جعل الدم يهرب من وجه شهرزاد وهي تنظر إليه برعب وخاصة عندما وقعت عيناها على ذلك السيف الحاد الذي يمسكة بيده و يلمع نصله في ضوء الحجرة بشكل براق يزيده رهبة, فألقت شهرزاد نظرة استنجاد نحو شهريار عله يكذب ما تراه عيناها وخطر على بالها ولكنها وجدت ملامحه جامدة, وفيها إصرار رهيب على ما ينوي فعله, وحاولت أن تفكر سريعا في مخرج لتلك الأزمة فهي حقا لا يمكنها أن تتذكر أي رواية أخرى يمكنها بها أن ترضي شهريار إلى أن سمعته يقول: مسرور! أريدك أن............

وقاطعته شهرزاد على الفور وهي تنهض بمحاذاته وتتشبث بذراعه لتقول محاولة أن تغتصب ابتسامة ودودة على شفتيها: أرى أنك لا تريد أن تعرف ما الذي حدث مع الفارس أدهم حسين والجميلة ساندرا؟

فنظر شهريار إليها بشك, أما هي فاستطردت تقول وكأنها لا تبالي بما يحدث حولها محاولة أن تداري مشاعر الخوف التي قد سيطرت عليها: ألا تريد سماع قصتهما يا مولاي؟

وجدته يبتسم ابتسامة انتصار غضت الطرف عنها وقد ارتاحت كثيرا حينما رأته يشير إلى مسرور بيده لينسحب ذلك الأخير وهو ينحني احتراما لملكه, ثم اضجع شهريار على تلك الأريكة المريحة التي بالحجرة, و مد يده لشهرزاد التي قد تنفست الصعداء عندما رأت مسرور يغادر المكان, ثم امتثلت لأمر سيدها ووضعت كفها بين أصابعه, حيث أرشدها إلى المكان المحبب لكليهما على السجادة بجوار الأريكة التي يجلس عليها شهريار والتي لم تكن تعلو عن الأرض سوى بضعة سنتيمترات قليلة, فلقد أحبت شهرزاد ذلك المكان كثيرا حيث كان سببا في تقربها من شهريار, أما هو فكان سبب تفضيله لذلك المكان لأنه كان علامة على بدء قصة جديدة من قصص شهرزاد التي ظلت ترويها عليه طوال ألف لية ولية متواصلة.

افتتح شهريار الحديث ليستحث شهرزاد على البدء في سرد أحداث تلك الرواية: أخبريني إذان يا شهرزاد, ما قصة ذلك الفارس مع تلك الفتاة؟

لم يكن لدى شهرزاد ردا على سؤاله حيث أنها قد اخترعت تلك الأكذوبة فقط لتخلص رقبتها من تحت سيف الجلاد, ولكن لا مفر الأن, فيجب أن تتصرف سريعا, لذا قررت الارتجال, فلأول مرة تسرد شهرزاد رواية من تأليفها وبدأت تقول بصوتها الدافىء الحنون الذي كان يعشقه شهريار: بلغني أيها الملك السعيد, ذو الرأي الرشيد, أنه كان في زمان غير الزمان ومكان مختلف عن المكان..........

*****************************

كانت الجارية سندس تلهث من كثرة الجري حيث أن عمرها كان يناهز الخمسين عاما وجسمها ممتلىء وقد غطى الشعر الأبيض رأسها , وتهرع ناحية حجرة العرش وعندما أرادت أن تدخلها, استوقفها الجنود بالخارج, وقال لها أحدهما: ممنوع.

فصاحت فيه سندس وهي تحاول أن تلتقط أنفاسها بصعوبة: ابعد عن طريقي بسرعة, انا عاوزة اقابل جلالة الملك في موضوع مهم.

ولكنه لم يتنحَ عن مكانه وقال لها بثبات: الملك مش فاضي, عدي عليه بعدين.

بدت سندس أشد إصرارا على مقابلة الملك: بقولك موضوع مهم, انت ما بتفهمش.

أما الجندي فكان أشد عنادا منها: الملك مشغول مع وزير الدولة, وأمرنا اننا ما نسمحش لأي حد انه يدخل عليهم مهما كان هو مين ومهما كان السبب اللي جاي عشانه.

علمت سندس بداخلها أنها لن تستطيع أن تجعل هذا الجندي يغير موقف لذا فقد لجأت لطريقة جديدة حيث صاحت بأعلى صوتها وهي تنادي: يا جلالة الملك, أرجوك أنا عاوزة أقابلك حالا في موضوع خطير.

حاول الحراس أن يجبروها على الصمت بشتى الطرق حتى لا يصل صوتها إلى الملك فيوقع عليهم أشد أنواع العقاب , ولكن قد حدث ما كانوا يخشونه فقد خرج إليهم شابا في الثلاثين من عمره ذو ملامح جامدة وثياب أنيقة لا يرتديها سوى أصحاب النفوذ وقد كان كذلك بالفعل فهو الأمير فريد وزير الملك توفيق حاكم مملكة اللؤلؤة وهو في الوقت ذاته يكون ابن أخيه, وكانت نظرات الغضب تطل من عيني فريد وهو يصرخ فيهم: فيه ايه؟ مش الملك قالكم اننا مش عاوزين ازعاج؟

فقالت سندس وقد بدأت الدموع تنهمر من مقلتيها وهي تحاول التخلص من أيدي الحراس الذين كانوا يحاولون ابعادها عن المكان: الحقنا يا سمو الأمير.

بدا على ذلك الشاب الاهتمام الشديد حين رأى سندس على تلك الحال فسألها: سندس! فيه ايه؟

وعندما وجد أن المرأة لا تقوى على الحديث أشار بيده إلى الحراس فتركوها, ثم وضع يده خلف ظهرها وهو يدفعها أمامه إلى داخل القاعة برفق ويقول: تعالي ادخلي يا سندس.

وفور أن رأها الملك توفيق الذي كان يجلس على كرسي العرش بكل عظمة, سألها باهتمام بالغ: ايه اللي حصل يا سندس؟ وايه اللي جابك هنا السعادي؟

فقالت سندس بصوت متحشرج وهي تمسح دموعها بظهر كفها: الأميرة ساندرا يا مولاي.

الملك بلهفة: بنتي! مالها؟

سندس: مش لاقيينها.

وهنا تحدث فريد بدهشة وهو يحاول أن يستوعب ذلك الأمر جيدا: يعني ايه مش لاقيينها؟ هتبقا راحت فين يعني؟

سندس وقد احمرت عيناها من كثرة البكاء: كنا قاعدين سوا في الجنينة وفجأة طلبت مني اجيبلها تشرب ومسافة ما روحت أجيب المية رجعت ما لقيتهاش.

فريد: طب ما يمكن تكون رجعت جناحها تاني.

سندس: احنا ما سيبناش اي حتة في القصر الا لما دورنا عليها فيها.

وفور سماعه لهذا الكلام انتفض توفيق وهو ينهض من على كرسيه ويتقدم نحوهما: دوروا عليها تاني وتالت لحد ما تلاقوها.

فقال له فريد وهو يحاول أن يمتص غضبه: اهدى انت بس يا عمي, هي أكيد جوة القصر بس هما اللي ما دوروش كويس, انا هروح بنفسي اشوف الأميرة راحت فين؟

توفيق وهو يفرك يديه من شدة القلق: انا كل اللي خايف منه انها تكون خرجت برة القصر زي ما عملتها قبل كدة.

فريد: عشان كدة انا هبعت كمان فرقة من الحرس يدوروا عليها في المناطق اللي حوالين القصر, وهبعت كمان لخبير الآثار لانه ممكن يدلنا على مكان الاميرة بشكل أسرع, وانتي تعالي معايا يا سندس وريني انتي سبتي الاميرة فين بالظبط؟

وبالفعل استعدت سندس لتذهب في إثر فريد كما أمرها, ولكن قبل أن يخطوا خطوة واحدة متجهين خارج القاعة, اندفع أحد الحراس إلى الداخل وهو في حالة شديدة من الذعر والقلق ويقول حتى دون أن يلقي التحية على الملك: إلحقنا يا جلالة الملك, الأميرة ساندرا اتخطفت.

وما ان سمع كل من فريد وسندس ذلك الخبر حتى استحوذ عليهما الصمت وقد اتسعت عيناهما في ذهول, أما توفيق صرخ فيه غاضبا: انت بتقول ايه يا مجنون انت؟ هي مين دي اللي اتخطفت؟

فقدم الجندي رسالة مطوية ناحيته وهو يقول: احنا لقينا الرسالة دي متثبتة بسهم في شجرة بالجنينة.

خطفها توفيق على الفور من يده وفضها بسرعة ليقرأ ما بها بصوت عال حيث لم تحتوِ سوى على كلمتين فقط: جماعة النمور السوداء.

ما بين الخوف و الفزع والدعاء اختلطت مشاعر الحاضرين حيث كانت جماعة النمور السوداء مشهورة بأعمال السرقة و الخطف والنهب والتخريب, رجال لا تعرف الرحمة طريقا لقلوبهم, يقف أعظم الملوك أمامهم عاجزا, فكيف للأميرة ساندرا تلك الفتاة الجميلة التي لا تزال في مقتبل عمرها أن تتصرف مع تلك الوحوش الذين يتنكرون في ثياب آدمية. وكيف للملك توفيق أن ينجدها من بين براثن هؤلاء؟!

**********************************

كان شهريار قد استلقى بجسده كاملا على الأريكة في وضعية النوم وهو يستمع إلى شهرزاد وحينما بلغت هذا الحد سألها بلهفة: وماذا حدث بعد ذلك يا شهرزاد؟ وكيف تصرف الملك توفيق في هذا الأمر؟ وهل بالفعل سينجح في انقاذها من هؤلاء الذين يلقبون أنفسهم باسم النمور السوداء؟

فابتسمت شهرزاد رغم ارهاقها لأنها قد استطاعت أن تستحوذ على اهتمام شهريار واستعدت لتجيب على أسئلته, ولكنها توقفت فجأة حينما سمعت صوت الديك يصيح: كوكو كووووك كووووووووووووووووووووووك.

فقالت له شهرزاد بابتسامة ماكرة: وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي