1
الفصل الأول
وهم
لعلّ كل ما حدث كان مجرّد وهم ، وهمٌ مقيّد تائه بعيد عن عالمي و الواقع ،أدركت ذلك مأخراً بعد فوات الأوان حيث الآن عالقة في الوسط بكامل شتاتي هكذا بقيت تائهة دون زاد و لا استعداد لكنني لا زلت أؤمن بالله و أعلم بأن وجود أحبائي سيبعث بيَ الأمل من جديد..
انا فتاة عشرينية اسمي ميرا بيضاء ذات عينان خضراوتان و شعر بني لطالما مُلِئتُ بالحياة تسعدني كل الألوان و أكثرهم تأثيراً على قلبي لون السماء
في سعادتي و حزني في وجودي و شتاتي و في كل لحظاتي أبقى متمعنة في السماء لأسرح في عرضة الغيوم البيضاء ، لا أدري لكنني أشعر براحة لا مثيل لها و كأنني كُلّي هناك أنا و أحلامي و لحظاتي..
حظيت بعائلة محبة عطوفة عائلة دافئة تميل للصفح و التفاهم فوالدي متفهمان جداً لدي أخ و أخت هما بسمة عائلتنا و سعادتها جوري و عَمر.
جوري بلغت الخامس عشر من العمر أما عَمر فهو في الثامنة عشر من العُمر غالباً ما أتفق مع اخوتي كثيراً ربما لأننا معتادين على بعضنا البعض فنحن دائما معاً في السعادة و الحزن في ربيع الحياة و خريفها دائما معاً.
ونسيت أن أخبركم بأنني متقلبة المزاج و عائلتي تناديني بالقارورة و ذلك بسبب حساسيتي المفرطة إلا أنني أحب تلك العاطفة بي لأنها تبعث بي الحياة فتراني تأثرت بكل شيء ، أتأثر و أشعر بأبسط الأشياء و كل ذلك يجعلني أشعر بالانتماء لكل ما أنا عليه و كل ما سأكون عليه يوماً!
لطالما أحببت الخيول و خاصة الخيول البيضاء فهي ذات جمال و فروسية و ليس بغريب لأنني أميل للعصر القديم كثيراً فتراني دائماً أتحثث التراث و أتجول في المتاحف أعشق كل ما هو قديم أما عشقي الآخر فهو القهوة ذات الرائحة الذكية الخالية من السكر ، دائما ما تذكرني بالصدق فالقهوة تملك العديد من الوجوه إلا أنها تبقى كما أحببتها دائما نفس اللذة و تزداد لذة أكثر فأكثر
دائما ما استيقظ باكرا قبل ذهابي للجامعة فقط من أجل القهوة و مجلة الصباح
من الجيد أنني دخلت في كلية الآداب (قسم اللغة العربية) فأنا مولعة بالمطالعة و متابعة آخر أخبار الأدب حيث بدأت بالكتابة عندما كنت في الحادية عشر من العمر فقد رأى والدي الموهبة بي أولاً ، كان يلاحظ كل شيء يخصني و لا يزال. دائماً ما يشجعني و يدعمني في جميع الأوقات.
كنت في صغري أحب قسم التعبير كثيراً في مادة اللغة العربية حيث كنتُ من عشاق كتابة المواضيع التعبيرية و النصوص و المقالات ،عندما لاحظ أبي ذلك أعطاني متسع من الوقت فقط لكي أكتب
كان يقول لي دائماً "أفرغي كل ما بداخلك بالكتابة".
و كان يأخذنا جميعاً لأماكن هادئة ذات مناظر رائعة فقط ليحسن مخيلتي في الكتابة فلقد كنت أميل للخيال دائماً
تلك الأماكن لازالت محفورة في قلبي كيف و لا و تلك دمشق؟
دمشق العاصمة التي وُلدتُ و ترعرعتُ بها هي ليست مجرد عاصمة هي قصور عظيمة من الياسمين الفواح هي أرض الأحلام حيث الفروسية والشهامة دمشق هي الأم الأولى و ماذا عن تلك العراقة منذ القدم و حتى الآن لازالت و ستبقى سيدة البلاد و كيف لأزقتها العتيقة و رائحة البن و الياسمين فيها دمشق حلم الجميع و ستبقى ، لم أُجرح أو أُكسر بها يوماً
ليتني لم أخطو تلك الخطوة يوماً!
لأعود لذكرى أول يوم لي في الجامعة تلك الجامعة التي لطالما كانت ذكرى خالدة في قلبي لكل ما مررت به من فرح أو أسى لازلت أتأثر في كل مرة أذكر بها تلك اللحظات و الحوادث و كأن شريط الماضي يَعبُر بشكل متواصل أمام ناظري دون توقف.
و كأن كل ما مضى يتكرر مجدداً ، نفس الشعور
نفس الصمت نفس العبور كل ذلك مضى إلا أنني عندما أتذكر كل تلك اللحظات و انا على يقين بأن كل ذلك مضى لكن رغم هذا أتأثر كانت تلك الأيام كالفصول المتغيرة لكنها مضت و لن تعود يوماً
لطالما كنت أمضي وقتي بالكتابة أفرغ كل ما بداخلي بها حتى الآن كم من الجميل أن يبقى الانسان كما هو رغم كل ما يحدث و كل ما يمر في حياته منذ صغري اتخذت من الكتابة صديقاً وفياً لي في جميع لحظات حياتي و بالمقابل كانت علاقاتي مع زملائي في جميع فصول حياتي كانت مجرد علاقات رسمية دون التشبث بأي أحد.
فقد كنت متشبثة بالكتابة دائماً ، منذ صغري و أنا أملك دفاتر يوميات لكل عام من حياتي لطالما شاركتُ أصغر تفاصيل حياتي مع تلك الدفاتر كنت أدون أبسط الأشياء و أبسط الأحداث كنت أدون جميع التفاصيل بشمولها و كمالتها و لذلك لم أعتد أصدقاء من البشر يوماً سوى إخوتي و عندما كبرت قليلاً وضعت حاجز بيننا لا أدرك كيف وضعته إلا أنه مجرد واجب للخصوصية فكل إنسان لديه مناخ خاص به و لذلك عليه الحصول على بعض الخصوصية من أجله
دخلت من بوابة الجامعة كانت بوابة ضخمة جدا وكأنها تراث قديم ذا عظمة رؤيتي له أشعرتني بالسعادة تأثرت بتلك البوابة كثير و من كان يدري بأنها ستكون الذكرى الأصعب في حياتي..
عبرتها و في قلبي حماس و ريبة و خوف كنت غير معتادة على ذالك الشعور الرهيب أدخل الجامعة أخيراً والتخصص الأحب لقلبي لكنني أهاب البدايات أخافها بشدة قبل دخولي للحرم الداخلي للجامعة دعوت الله من قلبي أن تكون البداية جميلة و تكون فصول حياتي و لحظاتي في تلك الجامعة جميلة لحد يسعدني ،
ثم دخلت الكثير من الضجة والكثير من الطلبة كل مجموعة تتشارك الحديث فيما بينها.
لأول مرة أشعر بالخوف و الوحدة شعرت و كأن قلبي يرتجف ثم ذهبتُ للمقهى المجاور فلقد ذهبت باكراً دون تناول اي شيء و كل ذلك بسبب حماسي للجامعة و ليومي الأول طلبت حلوى و قهوة في حين جلوسي بذلك المقهى رأيت من بعيد فتاة تلوّح لي قادمة باتجاهي كانت فتاة ناعمة جميلة الملامح كانت سمراء و تملك عينان عسليتان و شعر خرنوبي اللون
مجهول : مرحباً ميرا أراكِ حصلتِ على القبول الجامعي أهنئك
استغربت كثيراً و بقيت صامتةً لوهلة ثم ابتسمت
و قلتُ لها : سلمتِ
قالت : ربما لم تتعرفي علي يا عزيزتي؟
قلت لها : لا أعلم لكن وجهك مألوف نوعاً ما ، اوه أعتذر ربما ذاكرتي ضعفت من هذا التوتر
قالت : أنا شمس كنتُ معكِ في الثانوية
قلت لها : لقد تذكرتك ، اوه أكرر اعتذاري ، كيف الحال
شمس : بخير و أنتِ من الجيد أنكِ معي هنا فكنت أشعر بالغرابة نوعاً ما
ميرا : بخير أيضا إذاً ربما نحن في نفس القاعة أيضاً
شمس : نعم في نفس القاعة لقد اتطلعت قبل قليل على الأسماء
ميرا : إذاً لنتعرف على صفنا الدراسي الجديد
شمس : حسناً لنذهب
ذهبنا للقاعة كانت تضج بالأصوات و الأجواء
الجميع يتحادثون و يتشاركون تفاصيلهم اليومية مع بعضهم لا أنكر أنني بعد رؤيتهم تمنيت أن أحظى بأصدقاء كثيرون مفعمون بالحياة أصدقاء يشاركوك كل التفاصيل أصدقاء حقيقيون لأول مرة أرغب بصديق حقيقي يفهمني و يشعر بي و يشاركني كل التفاصيل
دخلنا لنحجز مقعداً لي و لشمس فيبدو أننا الغرباء الوحيدون ثم جلسنا و أصبحنا نتبادل أطراف الحديث
حيث بدأت قائلة:
_منزلك قريب جداً من منزلي
ميرا : اوه حقاً ، جميل
شمس : نعم و لذلك يمكننا الذهاب معاً و العودة معاً دائماً
ميرا :سُعِدتُ بذلك .
شعرت أخيراً باجاباتي المختصرة و برودي فلملمت اطراف الحديث و بدأت من جديد
ميرا: إذاً لنتعرف أكثر ، فكما تعلمين انا قليلة الاختلاط بالآخرين نوعاً ما ، لذلك كيف اخترتِ هذا التخصص و ما هي الدوافع لاختيارك هذا التخصص؟
شمس : منذ كنتُ صغيرة كنتُ محبة جدا للأدب فتارةً أحفظ شعر و كنت أكتبُ تارةً أخرى بالإضافة إلى أنني أحب أن أكون مشهورة يوماً ما ،أعلم أن ذلك أمر جنوني قليلاً إلا أنني طموحة جداً و دائما ما أتخيل حلمي بأني من أفضل الكتاب المشاهير ، وأنتِ؟
ميرا : أمر جميل ، أبي اكتشف موهبتي في الكتابة من صغري و معلمتي كانت تثني عليّ كثيراً في حصص التعبير ، لطالما أفرغت كل ما بداخلي في الكتابة والتأليف و لذلك أطمح لأن أوسع قدراتي بشكل أكبر في هذا المجال
أثناء تبادلنا للحديث دخل الدكتور ليبدأ بالمحاضرة الأولى تحمست كثيراً في تلك اللحظة و بدأتُ حالاً بتدوين التاريخ و الساعة و الدقيقة و الثانية في دفتري كيف لا أدون و هاقد بدأت و انا في كامل استعدادي أتسائل كيف ستكون النهاية
يخطئ الانسان دائما بتفكيره الدائم في النهاية
لماذا نبحث عن النهايات دون عيش الحاضر لمَاذا نفكر بالغد دون عيش اليوم بتفاصيله
من يعلم ربما تنتهي الحياة قبل مجيء الغد لذلك علينا عيش اليوم بلحظاته و تفاصيله كلها دون استثناء
بدأ الدكتور بالتعريف عن نفسه و من ثم بدأ بإعطاء مقدمة المنهاج كان هادئ جداً يبدو كبير في السن نوعاً ما لا أدري و كأن السلام اجتمع في ملامحه بعد انتهاء المحاضرة خرجنا أنا و شمس قليلاً لا أدري لوهلة شعرت بأن شمس غامضة جداً
دوماً ما تبدو خائفة لكنها اجتماعية جداً لا أدري ربما كان شعوري خاطئ هذه المرة..
ذهبنا وشربنا عصير
و فجأة قالت شمس : عليّ الذهاب للمنزل لن أكمل اليوم في الجامعة
تفاجئت كثيراً وازداد شكي بها لكنني من جديد أُضخم الأمر داخل عقلي و أبالغ في تفكيري
ثم قلت :
_ حسناً إذاً نلتقي غداً ان شاء الله
لا أدري شعرت بالغرابة قليلاً و حزنت بعضاً من الشيء لأنني سأكمل لوحدي و سأجلس لوحدي ربما أنا شديدة التعلق فأنا متعلقة بعائلتي كثيراً لا يمكنني الابتعاد عنهم و لا أتخيل فكرة الابتعاد عنهم أبداً
في حين جلوسي و تفكيري بالغرابة التي أظهرتها شمس قررت التوقف عن التفكير و العودة للقاعة ما لبثت أن أمشي حتى أتى طفل ربما يكون طفل صاحب المقهى الذي في الحرم الجامعي أو ربما قريبه لأن صاحب ذلك المقهى مسن نعم ربما قريبه أعطاني الورقة و فرَّ راكضاً
فتحت الورقة لكن لم يُكتب بها أي شيء
اوه يا الاهي غرابة مرة أخرى لمَاذا أشعر بالغرابة كثيراً في هذا اليوم لا عليّ ربما بسبب حماسي و توتري في أول يوم لي في الجامعة لم أُعِر اهتمام لتلك الورقة و أكملت مسيري نحو القاعة ثم جلست في المقعد الخاص بي و إذ بمجموعة من الفتيات يأتين لوهلة شعرت بالتفاجئ قليلاً
و إذ بدأت فتاة في الكلام قائلة :
مرحباً أنا سندس جئنا للتعرف على زملائنا في هذه القاعة و هذه سيدرا و هذه ملاذ أما تلك فهي قمر و تلك ابتسام و توأمها بسمة
ميرا : أهلاً و انا ميرا تشرفت بمعرفتكم إذاً كيف الحال يا أصدقاء
صوت بداخلي متفاجئ جداً و كأنني اعتاد بعضاً من الشيء على أصدقاء من البشر بعيداً عن دفتري و كتاباتي
تحادثنا قليلاً إلا أن بسمة توأم ابتسام جذبت انتباهي قليلاً فهي ساكنة نوعاً ما لا تتكلم و الأهم من ذلك أنها تبدو مألوفة نوعاً ما لا أدري ربما تصادفت بها في أحد الطرق
و أخيراً تلقيتُ مكالمة هاتفية من أمي كم اشتقت لها لم أغيب عنها سوى ساعات إلا أنني اشتقتُ لها كثيرا اشتقت لمحادثتها و الضحك معها و مشاركتها في إعداد الطعام اشتقت لها كثيراً
ميرا : أهلاً أمي كيف حالك
أم ميرا (هلى) : ماذا به صوتك ؟
ميرا : اوه ماذا به ، هاا ربما تأثرت بمكالمتك لماذا تأخرتِ في مكالمتي ؟
هلى : كنتُ مشغولة بعضاً من الشيء
ميرا : اتنشغلي عن فتاتك الجميلة بسبب أعمال غير مهمة ألا تشتاقين اليّ أبداً ؟
هلى : اوه ميرا ماذا بك لم تغيبي سوى ساعتين
ميرا : ههه أمي لا أدري اشتقت لكي
و للمنزل ، حسناً سأغلق أتى الدكتور أراكِ لاحقاً أمي
هلى : انتبهِ لنفسك ميرا
بعد انتهاء دوامي في الجامعة ذهبت منهكة إلى المنزل
حين وصولي :
_واااو ما هذه الرائحة إنه طعامي المفضل يا سادة
البيتزاااا نعم إنها البيتزا أمي كم هي لطيفة لقد أعدت وجبتي المفضلة لتشعرني بالتميز من جديد أحبك امي احبك كثيراً
أخذت حمام ساخن و ذهبت لمائدة الطعام نعم الجميع ينتظرني هناك لمشاركتهم أول يوم لي كم يسعدني اهتمامهم بي الدائم و تشجيعهم لي الذي لا ينتهي
عَمر : اهلاً اهلاً بطالبة العلم بالكاتبة المشهورة ببطلة الدرامة بشديدة الحساسية
جوري : أحبك ميرا كثيرا كثيرا
ميرا : ما المناسبة
جوري : هل تسمحين لي بارتداء وشاحك السماوي
عزيزتي الجميلة فلدي نزهة مع الأصدقاء
أبي (كرم) : صمتاً يا أولاد دعو ميرا تتناول طعامها براحة لا تزعجوها
عمر وجوري : مدللة أبيها
هلى : يكفي لنبدأ الطعام
ميرا : سأتناول طعامي لأنني جائعة كثيراً ثم سألقنكما درساً
أحب تصرفاتهم الشقية و أحب جو عائلتي كثيراً أتمنى أن لا أُحرم منهم أبداً
تناولت طعامي ثم ذاكرتُ قليلاً ثمّ ذهبت للجلوس مع العائلة
ميرا : لقد انتهيت من مراجعة دروسي و حل واجباتي من أول يوم أخذنا الكثير من الواجبات يبدو أنه منهاج ضخم و قيم جداً
كرم : أحسنتِ عزيزتي لا يصعب عليكي شيء فأنتي مثابرة بالتوفيق
ميرا : شكراً لك يا أبي أحبك
كرم : و انا احبك يا عزيزتي
هلى : إذاً كيف مضى يومك
ميرا : جميل وفيه بعض الغرابة أيضاً لا أدري
لا أدري لمَ والداي شعرا بالخوف لم أفهم ذلك أو ربما أنا ابالغ بعضاً من الشيء لكنهما نظرا لبعضهما نظرة تملؤها الغرابة
اوه لااا غرابة من جديد لا أحتمل هذا
كرم : و كيف شعرتِ بذلك
ميرا : لا أدري ربما لأنه أول يوم لي لا أكثر
كرم : ارحتني ! هيا اذهبي للنوم غداً لديكِ دوام أيضاً
ميرا : و هو كذلك قبلاتي لكما تصبحان على خير
هلى: و انتي بخير عزيزتي
كرم : و انتي بخير حلوتي
صراخ يملئ المكان أحد ما يقتحم منزلي انا اختبئ خائفة جداً بكاء و عويل أين النور لم كل هذا الظلم و الظلام ابتعدوا عني اتركوني ما شئنكم بي ابتعدوااا
قامت خائفة من فراشها ثم قالت :
اوه لا كان ذلك حلم مريع ماذا يحدث بي اوه من الجيد أنه حلم و ليس واقع خفت كثيراً خفقات قلبي بدت سريعة جداً لا أعلم لماذا أرى دائماً كوابيس
نعم كوابيس دائمة متى ستتركني و شأني تلك الكوابيس من صغري و هي ترافقني كنت أفر راكضة لأبي و أمي لكنني كبرت استحي كثيراً أن أذهب اليهم الآن و لا أستطيع اخبارهم بكل تلك الكوابيس الآن فكانوا كثيرين القلق بشأن كل تلك الكوابيس لا أريد أن يقلقوا علي بعد الآن فأنا راشدة بما يكفي لأحتمل و أعلم أن كل تلك الكوابيس ستنتهي يوماً ما نعم يوماً ما
أصعب ما يمر به الإنسان هو الجهد النفسي رغم كل عراكه الداخلي يبتسم ابتسامة مصطنعة فقط ليظهر لأحبائه بأنه بخير فقط كي لا يُثير قلقهم عليه
العراك النفسي من أشد الأمراض خطراً
عراك طويل الأمد لا ينتهي بل يزداد دائما ذلك العراك لن يجابهه أحد سوى الإيجابية الدائمة رغم كل شيء
الإيجابية القوية كفيلة أن تقف كدرع حامي مواسي و مشجع في آن واحد و ستبقى الحرب قائمة الى أن تنتصر الايجابية على ذلك العراك..
صباح جديد و أمل جديد و فطور لذيذ يا الاهي كم أحب تناول الطعام ذا الرائحة الذكية و العصير الطازج ببساطة كل شيء تعدّه أمي يفوق اللذة بحدود كثيرة
تناولتُ فطوري و شربت قهوتي ثم ذهبت للجامعة إنه يومي الثاني سعيدة بذلك في أول محاضرة شاركتُ كثيراً و الفضل في ذلك لاجتهادي و مراجعتي الدائمة
اوه يا الاهي أنا لا أمدح نفسي الا قليلاً و ليكن فأنا أحب نفسي
و يقال بأن الانسان اذا لم يحب و يمدح نفسه لا يحبه أو يمدحه الآخرين
يا الاهي كم أنا مراوغة ، الجدير بالذكر أنني ارتديت اليوم اللون الوردي الفاتح أحبه فهو لون زاهي يشعرني بالإيجابية دوماً.
فلقد ارتديت افرول جينز و تحته تيشيرت وردي فاتح أما شعري فلقد رفعته و وضعت نظارات شمسية شفافة و حذاء وردي فاتح سبور أشعر و كأنني في مرحلة الابتدائية ههه
اوه صحيح لم أرى شمس بالطريق كما وعدتني أمس و عندما دخلت القاعة لم أجدها ربما ذهبت للمقهى ذهبت و إذ بها فعلا هناك
تبدو جميلة لقد ارتدت معطف أسود كامل الأكمام وقصير قليلاً مع بنطال جينز جميل فاتح اللون بعض الشي وتركت شعرها منسدل
ميرا : مرحباً كيف الحال
شمس : اهلاً بخير ، و انتي لقد انتظرتك و لم اجدك
ميرا : بخير ايضاً لم أركِ بالطريق أو ربما تذهبين بوقت باكر
شمس : نعم فأحب هواء الصباح الباكر الذي يختلط مع عبق الياسمين أشعر و كأنني في كوكب آخر بعيد عن كل..
ثم توقفت مجدداً أشعرتني بالتفاجئ و الغرابة
ميرا : أكملي
شمس : نسيت ههه لا عليكِ كيف كانت المحاضرة الأولى لم أدخل
ميرا : اوه صحيح الم تأتي باكراً لمَ لم تدخلي
شمس: لقد انشغلت هنا و تأخرت عن المحاضرة الأولى فخفت أن أدخل و ينزعج الدكتور من تأخري ويتهمني بالاهمال لذلك
ميرا : حسناً فهمت لكن كان من الواجب أن لا تضيعي المحاضرة كان من الممكن أن تعتذري و تدخلي القاعة
شمس : حسناً إذاً في المرة القادمة سأفعل كما نصحتني شكرا ميرا
ميرا : لا شكر على واجب
شمس : لنذهب للقاعة
ميرا : حسناً
في الاستراحة أتت شمس لتعرفني على شاب إنه قريبها اسمه أمير لا أعلم يبدو مألوف لي جداً لديه عينان خضراوتان و شعر بني فاتح طويل القامة يبدوا أنه مثقف أيضاً يدرس في نفس كليتنا لكن في القاعة المجاورة
شمس : حسناً لأعرفكما على بعضكما هذه ميرا صديقتي هنا و هذا أمير قريبي من العائلة.
ميرا : مرحباً أمير تشرفت بمعرفتك
أمير : مرحباً ميرا و انا أيضاً بالأكثر عز..
اوه لا كان سيقول عزيزتي أم انني فهمت خطأ و لماذا يبدو متأثر كثيراً و كأن هناك دموع ستفر من عينيه أشعر و كأنه مألوف لكن أين لا أذكر و لا أتمكن من التذكر
أمير : سأنتقل قريباً لقاعتكم فلم أعتد على قاعتي بعد
ميرا : اهلاً بك سيكون من الجيد فقد أصبحنا ثلاثة
شمس : نعم يا أصدقاء لنذهب فأنا جائعة كثيرااا
أمير و ميرا معا : و أناااا
استمتعتُ كثيراً برفقة شمس و أمير حيث بدونا و كأننا متقاربي الأفكار و كأننا نعرف بعضنا منذ زمن بعيد تناولنا الطعام معا و تشاركنا الاحاديث و تعرفنا أكثر و أمضينا وقت رائع بقيت محاضرة واحدة و أعود للمنزل
مهما تناولت الطعام في الخارج أبقى جائعة وكل ذلك بسبب اعتيادي على طعام أمي فما من طعام بعد طعامها
في المحاضرة الأخيرة لم يأتي الدكتور المسؤول عن المادة لكنه أرسل برقية تنص بأن علينا تشكيل مجموعات و القيام ببحث حول تاريخ الأدب العريق كيف نشأ و بدأ و كيف تطور إلى يومنا هذا
سُعِدت بذلك كثيراً فلقد اخترتُ مجموعتي حالاً طبعاً شمس و أمير
أعلم أن أمير لم ينتقل بعد لكنه سينتقل فلا وجود لأي مشكلة
فتواعدنا أن نلتقي في مقهى في المدينة بعد رفضهما المجيء لمنزلي
لقد رفضا و بشدة لا أدري ما هو السبب لكن ربما يخجلان قليلاً و خاصة أن اليوم حتى تعرفنا عن كثب
ثم ذهبنا للخارج جلسنا تحت ظل شجرة كبيرة جداً و كأن عمرها يتجاوز مئات السنين و بدأنا بتخطيط كيفية البدأ بالموضوع حيث و ضعنا مخطط كامل من مقدمة و عرض و خاتمة أحببت التنسيق فأمير ماهر جداً بالتنسيق و ترتيب الأحداث حيث يملك زوق رفيع في اختياره أعجبني كل ذلك التناسق
إذاً سنلتقي غداً بما أن الغد يوم عطلة فدوامنا ثلاث أيام في الاسبوع
سعيدة بوجود زملاء .
يرافقوني ربما نتطور لنصبح أصدقاء أيضاً
و هكذا انتهى يومي الجميل كيف لا يكون جميل و انا بجمالي جعلته جميل.
يالي من مراوغة حتى على نفسي أتراوغ و من قال بأن المراوغة ليست بأمر جميل لعلي أسعد نفسي بنفسي عبر المراوغة
ذهبت للمنزل منهكة جداً ، أخذت حمام منعش و دافئ ثم تناولت طعامي و خلدتُ للنوم فقد كان يوم سعيد لكنه شاق
استيقظت في الثانية بعد رؤيتي للكابوس ذاته ،
نفس الكابوس يتردد لي دائما دون علمي لماذا لا أدري
من سأسأل لأفهم كل ما يحدث معي في صغري كنت أسأل و الداي فدائماً ما يجاوبوني بمجرد كابوس وسينتهي
كنت أشعر بأمان معهما كم اتمنى لو بقيت طفلة
لاننا عندما نكبر نضع حواجز دون إدراكنا لتلك الحواجز التي و ضعناها بأنفسنا و بأيدينا فترانا نسأل ما السبب
لماذا تغيرنا ؟
إلا أنها فطرة في كل إنسان
وضع الحواجز و الاعتياد عليها كل ذلك فطرة قدرنا الله على فعلها دون الإدراك و لو شبهنا تلك الفطرة بالعضلات اللا إرادية نجد بأن هناك شبه بليغ حيث تلك العضلات تتحرك دون إرادتها و نحن أيضاً نضع تلك الحواجز من دون إرادة أو ادراك لكن هذه الفطرة صحيحة فالراشد يحتاج لمساحته الخاصة بشكل دائم.
استيقظت صباحاً كالعادة على رائحة طهو أمي اللذيذ تناولت طعامي و ذهبت للقاء أمير و شمس ذهبت للمقهى فكانا بانتظاري كما اتفقنا
أمير : أهلاً لمَ تأخرتي
ميرا : لقد تأخرت بسبب المرور فاليوم عطلة و الازدحام شديد
شمس : لاعليك اجلسي نشرب القهوة و نبدأ
ميرا : حسناً
شربنا القهوة و تناولنا بان كيك ثم بدأنا بكتابة الواجب أنهينا كل شيء بمثالية عالية و انتهينا باكراً و لذلك أرادا أمير و شمس أن يذهبا لمتحف قديم لم أكن أعلم به أبداً و لم أذهب إليه سابقاً فوافقت و ذهبت معهما
كان متحف صغير و قديم جداً شعرت و كأن فصول حياتي الأولى كانت هنا لقد تأثرت بذلك المتحف كثيراً وأمير بدأ بتعريفي على كل جزء من ذلك المتحف مالفت انتباهي هو بحيرة صغيرة بالوسط و تمثال لزهرة الياسمين بقربها كان تلك البحيرة و التمثال جميلين ومبهرين أيضاً التقطتُ الكثير من الصور هناك أحببت ذلك المتحف رغم أنه صغير الا أنه يحتوي محبينه بشكل عريق وجميل ومؤثر أيضاً
ثم تجولنا بأحياء شعبية كثيرة واخذنا صور جميلة جداً .
تعثرت وكنت سأقع فأنقذني أمير
ميرا : شكراً
أمير : هذا واجبي فأنتي أُ..
ميرا : ماذا
أمير : لا لا شيء كنت أقول فأنتي كأختي
ميرا : و أعز محظوظة بوجودك انت و شمس شكراً لكما على هذا اليوم الجميل
و هكذا انتهى يومنا عدتُ للمنزل و تناولت طعامي ثم خلدتُ للنوم من أجل الغد فلدي دوام في الجامعة
في الصباح :
استيقظت متأخرة جداً فذهبتُ حالاً للجامعة دون توظيب شعري أو تطبيق ألوان ملابسي ربما ارتديت أصفر ووردي من الجيد أنني لم أذهب بملابس النوم أيضاً.
بما أنني متأخرة سأذهب للمقهى و سأدخل في المحاضرة الثانية لأن المحاضرة الأولى على وشك الانتهاء وإذ بالجميع يركضون بسرعة للخارج جميع من في الجامعة حتى المشرفين و الإداريين الجميع يركض و كأن شيء ما يحدث الجميع خائف
اوه لا ماذا يحدث؟
وهم
لعلّ كل ما حدث كان مجرّد وهم ، وهمٌ مقيّد تائه بعيد عن عالمي و الواقع ،أدركت ذلك مأخراً بعد فوات الأوان حيث الآن عالقة في الوسط بكامل شتاتي هكذا بقيت تائهة دون زاد و لا استعداد لكنني لا زلت أؤمن بالله و أعلم بأن وجود أحبائي سيبعث بيَ الأمل من جديد..
انا فتاة عشرينية اسمي ميرا بيضاء ذات عينان خضراوتان و شعر بني لطالما مُلِئتُ بالحياة تسعدني كل الألوان و أكثرهم تأثيراً على قلبي لون السماء
في سعادتي و حزني في وجودي و شتاتي و في كل لحظاتي أبقى متمعنة في السماء لأسرح في عرضة الغيوم البيضاء ، لا أدري لكنني أشعر براحة لا مثيل لها و كأنني كُلّي هناك أنا و أحلامي و لحظاتي..
حظيت بعائلة محبة عطوفة عائلة دافئة تميل للصفح و التفاهم فوالدي متفهمان جداً لدي أخ و أخت هما بسمة عائلتنا و سعادتها جوري و عَمر.
جوري بلغت الخامس عشر من العمر أما عَمر فهو في الثامنة عشر من العُمر غالباً ما أتفق مع اخوتي كثيراً ربما لأننا معتادين على بعضنا البعض فنحن دائما معاً في السعادة و الحزن في ربيع الحياة و خريفها دائما معاً.
ونسيت أن أخبركم بأنني متقلبة المزاج و عائلتي تناديني بالقارورة و ذلك بسبب حساسيتي المفرطة إلا أنني أحب تلك العاطفة بي لأنها تبعث بي الحياة فتراني تأثرت بكل شيء ، أتأثر و أشعر بأبسط الأشياء و كل ذلك يجعلني أشعر بالانتماء لكل ما أنا عليه و كل ما سأكون عليه يوماً!
لطالما أحببت الخيول و خاصة الخيول البيضاء فهي ذات جمال و فروسية و ليس بغريب لأنني أميل للعصر القديم كثيراً فتراني دائماً أتحثث التراث و أتجول في المتاحف أعشق كل ما هو قديم أما عشقي الآخر فهو القهوة ذات الرائحة الذكية الخالية من السكر ، دائما ما تذكرني بالصدق فالقهوة تملك العديد من الوجوه إلا أنها تبقى كما أحببتها دائما نفس اللذة و تزداد لذة أكثر فأكثر
دائما ما استيقظ باكرا قبل ذهابي للجامعة فقط من أجل القهوة و مجلة الصباح
من الجيد أنني دخلت في كلية الآداب (قسم اللغة العربية) فأنا مولعة بالمطالعة و متابعة آخر أخبار الأدب حيث بدأت بالكتابة عندما كنت في الحادية عشر من العمر فقد رأى والدي الموهبة بي أولاً ، كان يلاحظ كل شيء يخصني و لا يزال. دائماً ما يشجعني و يدعمني في جميع الأوقات.
كنت في صغري أحب قسم التعبير كثيراً في مادة اللغة العربية حيث كنتُ من عشاق كتابة المواضيع التعبيرية و النصوص و المقالات ،عندما لاحظ أبي ذلك أعطاني متسع من الوقت فقط لكي أكتب
كان يقول لي دائماً "أفرغي كل ما بداخلك بالكتابة".
و كان يأخذنا جميعاً لأماكن هادئة ذات مناظر رائعة فقط ليحسن مخيلتي في الكتابة فلقد كنت أميل للخيال دائماً
تلك الأماكن لازالت محفورة في قلبي كيف و لا و تلك دمشق؟
دمشق العاصمة التي وُلدتُ و ترعرعتُ بها هي ليست مجرد عاصمة هي قصور عظيمة من الياسمين الفواح هي أرض الأحلام حيث الفروسية والشهامة دمشق هي الأم الأولى و ماذا عن تلك العراقة منذ القدم و حتى الآن لازالت و ستبقى سيدة البلاد و كيف لأزقتها العتيقة و رائحة البن و الياسمين فيها دمشق حلم الجميع و ستبقى ، لم أُجرح أو أُكسر بها يوماً
ليتني لم أخطو تلك الخطوة يوماً!
لأعود لذكرى أول يوم لي في الجامعة تلك الجامعة التي لطالما كانت ذكرى خالدة في قلبي لكل ما مررت به من فرح أو أسى لازلت أتأثر في كل مرة أذكر بها تلك اللحظات و الحوادث و كأن شريط الماضي يَعبُر بشكل متواصل أمام ناظري دون توقف.
و كأن كل ما مضى يتكرر مجدداً ، نفس الشعور
نفس الصمت نفس العبور كل ذلك مضى إلا أنني عندما أتذكر كل تلك اللحظات و انا على يقين بأن كل ذلك مضى لكن رغم هذا أتأثر كانت تلك الأيام كالفصول المتغيرة لكنها مضت و لن تعود يوماً
لطالما كنت أمضي وقتي بالكتابة أفرغ كل ما بداخلي بها حتى الآن كم من الجميل أن يبقى الانسان كما هو رغم كل ما يحدث و كل ما يمر في حياته منذ صغري اتخذت من الكتابة صديقاً وفياً لي في جميع لحظات حياتي و بالمقابل كانت علاقاتي مع زملائي في جميع فصول حياتي كانت مجرد علاقات رسمية دون التشبث بأي أحد.
فقد كنت متشبثة بالكتابة دائماً ، منذ صغري و أنا أملك دفاتر يوميات لكل عام من حياتي لطالما شاركتُ أصغر تفاصيل حياتي مع تلك الدفاتر كنت أدون أبسط الأشياء و أبسط الأحداث كنت أدون جميع التفاصيل بشمولها و كمالتها و لذلك لم أعتد أصدقاء من البشر يوماً سوى إخوتي و عندما كبرت قليلاً وضعت حاجز بيننا لا أدرك كيف وضعته إلا أنه مجرد واجب للخصوصية فكل إنسان لديه مناخ خاص به و لذلك عليه الحصول على بعض الخصوصية من أجله
دخلت من بوابة الجامعة كانت بوابة ضخمة جدا وكأنها تراث قديم ذا عظمة رؤيتي له أشعرتني بالسعادة تأثرت بتلك البوابة كثير و من كان يدري بأنها ستكون الذكرى الأصعب في حياتي..
عبرتها و في قلبي حماس و ريبة و خوف كنت غير معتادة على ذالك الشعور الرهيب أدخل الجامعة أخيراً والتخصص الأحب لقلبي لكنني أهاب البدايات أخافها بشدة قبل دخولي للحرم الداخلي للجامعة دعوت الله من قلبي أن تكون البداية جميلة و تكون فصول حياتي و لحظاتي في تلك الجامعة جميلة لحد يسعدني ،
ثم دخلت الكثير من الضجة والكثير من الطلبة كل مجموعة تتشارك الحديث فيما بينها.
لأول مرة أشعر بالخوف و الوحدة شعرت و كأن قلبي يرتجف ثم ذهبتُ للمقهى المجاور فلقد ذهبت باكراً دون تناول اي شيء و كل ذلك بسبب حماسي للجامعة و ليومي الأول طلبت حلوى و قهوة في حين جلوسي بذلك المقهى رأيت من بعيد فتاة تلوّح لي قادمة باتجاهي كانت فتاة ناعمة جميلة الملامح كانت سمراء و تملك عينان عسليتان و شعر خرنوبي اللون
مجهول : مرحباً ميرا أراكِ حصلتِ على القبول الجامعي أهنئك
استغربت كثيراً و بقيت صامتةً لوهلة ثم ابتسمت
و قلتُ لها : سلمتِ
قالت : ربما لم تتعرفي علي يا عزيزتي؟
قلت لها : لا أعلم لكن وجهك مألوف نوعاً ما ، اوه أعتذر ربما ذاكرتي ضعفت من هذا التوتر
قالت : أنا شمس كنتُ معكِ في الثانوية
قلت لها : لقد تذكرتك ، اوه أكرر اعتذاري ، كيف الحال
شمس : بخير و أنتِ من الجيد أنكِ معي هنا فكنت أشعر بالغرابة نوعاً ما
ميرا : بخير أيضا إذاً ربما نحن في نفس القاعة أيضاً
شمس : نعم في نفس القاعة لقد اتطلعت قبل قليل على الأسماء
ميرا : إذاً لنتعرف على صفنا الدراسي الجديد
شمس : حسناً لنذهب
ذهبنا للقاعة كانت تضج بالأصوات و الأجواء
الجميع يتحادثون و يتشاركون تفاصيلهم اليومية مع بعضهم لا أنكر أنني بعد رؤيتهم تمنيت أن أحظى بأصدقاء كثيرون مفعمون بالحياة أصدقاء يشاركوك كل التفاصيل أصدقاء حقيقيون لأول مرة أرغب بصديق حقيقي يفهمني و يشعر بي و يشاركني كل التفاصيل
دخلنا لنحجز مقعداً لي و لشمس فيبدو أننا الغرباء الوحيدون ثم جلسنا و أصبحنا نتبادل أطراف الحديث
حيث بدأت قائلة:
_منزلك قريب جداً من منزلي
ميرا : اوه حقاً ، جميل
شمس : نعم و لذلك يمكننا الذهاب معاً و العودة معاً دائماً
ميرا :سُعِدتُ بذلك .
شعرت أخيراً باجاباتي المختصرة و برودي فلملمت اطراف الحديث و بدأت من جديد
ميرا: إذاً لنتعرف أكثر ، فكما تعلمين انا قليلة الاختلاط بالآخرين نوعاً ما ، لذلك كيف اخترتِ هذا التخصص و ما هي الدوافع لاختيارك هذا التخصص؟
شمس : منذ كنتُ صغيرة كنتُ محبة جدا للأدب فتارةً أحفظ شعر و كنت أكتبُ تارةً أخرى بالإضافة إلى أنني أحب أن أكون مشهورة يوماً ما ،أعلم أن ذلك أمر جنوني قليلاً إلا أنني طموحة جداً و دائما ما أتخيل حلمي بأني من أفضل الكتاب المشاهير ، وأنتِ؟
ميرا : أمر جميل ، أبي اكتشف موهبتي في الكتابة من صغري و معلمتي كانت تثني عليّ كثيراً في حصص التعبير ، لطالما أفرغت كل ما بداخلي في الكتابة والتأليف و لذلك أطمح لأن أوسع قدراتي بشكل أكبر في هذا المجال
أثناء تبادلنا للحديث دخل الدكتور ليبدأ بالمحاضرة الأولى تحمست كثيراً في تلك اللحظة و بدأتُ حالاً بتدوين التاريخ و الساعة و الدقيقة و الثانية في دفتري كيف لا أدون و هاقد بدأت و انا في كامل استعدادي أتسائل كيف ستكون النهاية
يخطئ الانسان دائما بتفكيره الدائم في النهاية
لماذا نبحث عن النهايات دون عيش الحاضر لمَاذا نفكر بالغد دون عيش اليوم بتفاصيله
من يعلم ربما تنتهي الحياة قبل مجيء الغد لذلك علينا عيش اليوم بلحظاته و تفاصيله كلها دون استثناء
بدأ الدكتور بالتعريف عن نفسه و من ثم بدأ بإعطاء مقدمة المنهاج كان هادئ جداً يبدو كبير في السن نوعاً ما لا أدري و كأن السلام اجتمع في ملامحه بعد انتهاء المحاضرة خرجنا أنا و شمس قليلاً لا أدري لوهلة شعرت بأن شمس غامضة جداً
دوماً ما تبدو خائفة لكنها اجتماعية جداً لا أدري ربما كان شعوري خاطئ هذه المرة..
ذهبنا وشربنا عصير
و فجأة قالت شمس : عليّ الذهاب للمنزل لن أكمل اليوم في الجامعة
تفاجئت كثيراً وازداد شكي بها لكنني من جديد أُضخم الأمر داخل عقلي و أبالغ في تفكيري
ثم قلت :
_ حسناً إذاً نلتقي غداً ان شاء الله
لا أدري شعرت بالغرابة قليلاً و حزنت بعضاً من الشيء لأنني سأكمل لوحدي و سأجلس لوحدي ربما أنا شديدة التعلق فأنا متعلقة بعائلتي كثيراً لا يمكنني الابتعاد عنهم و لا أتخيل فكرة الابتعاد عنهم أبداً
في حين جلوسي و تفكيري بالغرابة التي أظهرتها شمس قررت التوقف عن التفكير و العودة للقاعة ما لبثت أن أمشي حتى أتى طفل ربما يكون طفل صاحب المقهى الذي في الحرم الجامعي أو ربما قريبه لأن صاحب ذلك المقهى مسن نعم ربما قريبه أعطاني الورقة و فرَّ راكضاً
فتحت الورقة لكن لم يُكتب بها أي شيء
اوه يا الاهي غرابة مرة أخرى لمَاذا أشعر بالغرابة كثيراً في هذا اليوم لا عليّ ربما بسبب حماسي و توتري في أول يوم لي في الجامعة لم أُعِر اهتمام لتلك الورقة و أكملت مسيري نحو القاعة ثم جلست في المقعد الخاص بي و إذ بمجموعة من الفتيات يأتين لوهلة شعرت بالتفاجئ قليلاً
و إذ بدأت فتاة في الكلام قائلة :
مرحباً أنا سندس جئنا للتعرف على زملائنا في هذه القاعة و هذه سيدرا و هذه ملاذ أما تلك فهي قمر و تلك ابتسام و توأمها بسمة
ميرا : أهلاً و انا ميرا تشرفت بمعرفتكم إذاً كيف الحال يا أصدقاء
صوت بداخلي متفاجئ جداً و كأنني اعتاد بعضاً من الشيء على أصدقاء من البشر بعيداً عن دفتري و كتاباتي
تحادثنا قليلاً إلا أن بسمة توأم ابتسام جذبت انتباهي قليلاً فهي ساكنة نوعاً ما لا تتكلم و الأهم من ذلك أنها تبدو مألوفة نوعاً ما لا أدري ربما تصادفت بها في أحد الطرق
و أخيراً تلقيتُ مكالمة هاتفية من أمي كم اشتقت لها لم أغيب عنها سوى ساعات إلا أنني اشتقتُ لها كثيرا اشتقت لمحادثتها و الضحك معها و مشاركتها في إعداد الطعام اشتقت لها كثيراً
ميرا : أهلاً أمي كيف حالك
أم ميرا (هلى) : ماذا به صوتك ؟
ميرا : اوه ماذا به ، هاا ربما تأثرت بمكالمتك لماذا تأخرتِ في مكالمتي ؟
هلى : كنتُ مشغولة بعضاً من الشيء
ميرا : اتنشغلي عن فتاتك الجميلة بسبب أعمال غير مهمة ألا تشتاقين اليّ أبداً ؟
هلى : اوه ميرا ماذا بك لم تغيبي سوى ساعتين
ميرا : ههه أمي لا أدري اشتقت لكي
و للمنزل ، حسناً سأغلق أتى الدكتور أراكِ لاحقاً أمي
هلى : انتبهِ لنفسك ميرا
بعد انتهاء دوامي في الجامعة ذهبت منهكة إلى المنزل
حين وصولي :
_واااو ما هذه الرائحة إنه طعامي المفضل يا سادة
البيتزاااا نعم إنها البيتزا أمي كم هي لطيفة لقد أعدت وجبتي المفضلة لتشعرني بالتميز من جديد أحبك امي احبك كثيراً
أخذت حمام ساخن و ذهبت لمائدة الطعام نعم الجميع ينتظرني هناك لمشاركتهم أول يوم لي كم يسعدني اهتمامهم بي الدائم و تشجيعهم لي الذي لا ينتهي
عَمر : اهلاً اهلاً بطالبة العلم بالكاتبة المشهورة ببطلة الدرامة بشديدة الحساسية
جوري : أحبك ميرا كثيرا كثيرا
ميرا : ما المناسبة
جوري : هل تسمحين لي بارتداء وشاحك السماوي
عزيزتي الجميلة فلدي نزهة مع الأصدقاء
أبي (كرم) : صمتاً يا أولاد دعو ميرا تتناول طعامها براحة لا تزعجوها
عمر وجوري : مدللة أبيها
هلى : يكفي لنبدأ الطعام
ميرا : سأتناول طعامي لأنني جائعة كثيراً ثم سألقنكما درساً
أحب تصرفاتهم الشقية و أحب جو عائلتي كثيراً أتمنى أن لا أُحرم منهم أبداً
تناولت طعامي ثم ذاكرتُ قليلاً ثمّ ذهبت للجلوس مع العائلة
ميرا : لقد انتهيت من مراجعة دروسي و حل واجباتي من أول يوم أخذنا الكثير من الواجبات يبدو أنه منهاج ضخم و قيم جداً
كرم : أحسنتِ عزيزتي لا يصعب عليكي شيء فأنتي مثابرة بالتوفيق
ميرا : شكراً لك يا أبي أحبك
كرم : و انا احبك يا عزيزتي
هلى : إذاً كيف مضى يومك
ميرا : جميل وفيه بعض الغرابة أيضاً لا أدري
لا أدري لمَ والداي شعرا بالخوف لم أفهم ذلك أو ربما أنا ابالغ بعضاً من الشيء لكنهما نظرا لبعضهما نظرة تملؤها الغرابة
اوه لااا غرابة من جديد لا أحتمل هذا
كرم : و كيف شعرتِ بذلك
ميرا : لا أدري ربما لأنه أول يوم لي لا أكثر
كرم : ارحتني ! هيا اذهبي للنوم غداً لديكِ دوام أيضاً
ميرا : و هو كذلك قبلاتي لكما تصبحان على خير
هلى: و انتي بخير عزيزتي
كرم : و انتي بخير حلوتي
صراخ يملئ المكان أحد ما يقتحم منزلي انا اختبئ خائفة جداً بكاء و عويل أين النور لم كل هذا الظلم و الظلام ابتعدوا عني اتركوني ما شئنكم بي ابتعدوااا
قامت خائفة من فراشها ثم قالت :
اوه لا كان ذلك حلم مريع ماذا يحدث بي اوه من الجيد أنه حلم و ليس واقع خفت كثيراً خفقات قلبي بدت سريعة جداً لا أعلم لماذا أرى دائماً كوابيس
نعم كوابيس دائمة متى ستتركني و شأني تلك الكوابيس من صغري و هي ترافقني كنت أفر راكضة لأبي و أمي لكنني كبرت استحي كثيراً أن أذهب اليهم الآن و لا أستطيع اخبارهم بكل تلك الكوابيس الآن فكانوا كثيرين القلق بشأن كل تلك الكوابيس لا أريد أن يقلقوا علي بعد الآن فأنا راشدة بما يكفي لأحتمل و أعلم أن كل تلك الكوابيس ستنتهي يوماً ما نعم يوماً ما
أصعب ما يمر به الإنسان هو الجهد النفسي رغم كل عراكه الداخلي يبتسم ابتسامة مصطنعة فقط ليظهر لأحبائه بأنه بخير فقط كي لا يُثير قلقهم عليه
العراك النفسي من أشد الأمراض خطراً
عراك طويل الأمد لا ينتهي بل يزداد دائما ذلك العراك لن يجابهه أحد سوى الإيجابية الدائمة رغم كل شيء
الإيجابية القوية كفيلة أن تقف كدرع حامي مواسي و مشجع في آن واحد و ستبقى الحرب قائمة الى أن تنتصر الايجابية على ذلك العراك..
صباح جديد و أمل جديد و فطور لذيذ يا الاهي كم أحب تناول الطعام ذا الرائحة الذكية و العصير الطازج ببساطة كل شيء تعدّه أمي يفوق اللذة بحدود كثيرة
تناولتُ فطوري و شربت قهوتي ثم ذهبت للجامعة إنه يومي الثاني سعيدة بذلك في أول محاضرة شاركتُ كثيراً و الفضل في ذلك لاجتهادي و مراجعتي الدائمة
اوه يا الاهي أنا لا أمدح نفسي الا قليلاً و ليكن فأنا أحب نفسي
و يقال بأن الانسان اذا لم يحب و يمدح نفسه لا يحبه أو يمدحه الآخرين
يا الاهي كم أنا مراوغة ، الجدير بالذكر أنني ارتديت اليوم اللون الوردي الفاتح أحبه فهو لون زاهي يشعرني بالإيجابية دوماً.
فلقد ارتديت افرول جينز و تحته تيشيرت وردي فاتح أما شعري فلقد رفعته و وضعت نظارات شمسية شفافة و حذاء وردي فاتح سبور أشعر و كأنني في مرحلة الابتدائية ههه
اوه صحيح لم أرى شمس بالطريق كما وعدتني أمس و عندما دخلت القاعة لم أجدها ربما ذهبت للمقهى ذهبت و إذ بها فعلا هناك
تبدو جميلة لقد ارتدت معطف أسود كامل الأكمام وقصير قليلاً مع بنطال جينز جميل فاتح اللون بعض الشي وتركت شعرها منسدل
ميرا : مرحباً كيف الحال
شمس : اهلاً بخير ، و انتي لقد انتظرتك و لم اجدك
ميرا : بخير ايضاً لم أركِ بالطريق أو ربما تذهبين بوقت باكر
شمس : نعم فأحب هواء الصباح الباكر الذي يختلط مع عبق الياسمين أشعر و كأنني في كوكب آخر بعيد عن كل..
ثم توقفت مجدداً أشعرتني بالتفاجئ و الغرابة
ميرا : أكملي
شمس : نسيت ههه لا عليكِ كيف كانت المحاضرة الأولى لم أدخل
ميرا : اوه صحيح الم تأتي باكراً لمَ لم تدخلي
شمس: لقد انشغلت هنا و تأخرت عن المحاضرة الأولى فخفت أن أدخل و ينزعج الدكتور من تأخري ويتهمني بالاهمال لذلك
ميرا : حسناً فهمت لكن كان من الواجب أن لا تضيعي المحاضرة كان من الممكن أن تعتذري و تدخلي القاعة
شمس : حسناً إذاً في المرة القادمة سأفعل كما نصحتني شكرا ميرا
ميرا : لا شكر على واجب
شمس : لنذهب للقاعة
ميرا : حسناً
في الاستراحة أتت شمس لتعرفني على شاب إنه قريبها اسمه أمير لا أعلم يبدو مألوف لي جداً لديه عينان خضراوتان و شعر بني فاتح طويل القامة يبدوا أنه مثقف أيضاً يدرس في نفس كليتنا لكن في القاعة المجاورة
شمس : حسناً لأعرفكما على بعضكما هذه ميرا صديقتي هنا و هذا أمير قريبي من العائلة.
ميرا : مرحباً أمير تشرفت بمعرفتك
أمير : مرحباً ميرا و انا أيضاً بالأكثر عز..
اوه لا كان سيقول عزيزتي أم انني فهمت خطأ و لماذا يبدو متأثر كثيراً و كأن هناك دموع ستفر من عينيه أشعر و كأنه مألوف لكن أين لا أذكر و لا أتمكن من التذكر
أمير : سأنتقل قريباً لقاعتكم فلم أعتد على قاعتي بعد
ميرا : اهلاً بك سيكون من الجيد فقد أصبحنا ثلاثة
شمس : نعم يا أصدقاء لنذهب فأنا جائعة كثيرااا
أمير و ميرا معا : و أناااا
استمتعتُ كثيراً برفقة شمس و أمير حيث بدونا و كأننا متقاربي الأفكار و كأننا نعرف بعضنا منذ زمن بعيد تناولنا الطعام معا و تشاركنا الاحاديث و تعرفنا أكثر و أمضينا وقت رائع بقيت محاضرة واحدة و أعود للمنزل
مهما تناولت الطعام في الخارج أبقى جائعة وكل ذلك بسبب اعتيادي على طعام أمي فما من طعام بعد طعامها
في المحاضرة الأخيرة لم يأتي الدكتور المسؤول عن المادة لكنه أرسل برقية تنص بأن علينا تشكيل مجموعات و القيام ببحث حول تاريخ الأدب العريق كيف نشأ و بدأ و كيف تطور إلى يومنا هذا
سُعِدت بذلك كثيراً فلقد اخترتُ مجموعتي حالاً طبعاً شمس و أمير
أعلم أن أمير لم ينتقل بعد لكنه سينتقل فلا وجود لأي مشكلة
فتواعدنا أن نلتقي في مقهى في المدينة بعد رفضهما المجيء لمنزلي
لقد رفضا و بشدة لا أدري ما هو السبب لكن ربما يخجلان قليلاً و خاصة أن اليوم حتى تعرفنا عن كثب
ثم ذهبنا للخارج جلسنا تحت ظل شجرة كبيرة جداً و كأن عمرها يتجاوز مئات السنين و بدأنا بتخطيط كيفية البدأ بالموضوع حيث و ضعنا مخطط كامل من مقدمة و عرض و خاتمة أحببت التنسيق فأمير ماهر جداً بالتنسيق و ترتيب الأحداث حيث يملك زوق رفيع في اختياره أعجبني كل ذلك التناسق
إذاً سنلتقي غداً بما أن الغد يوم عطلة فدوامنا ثلاث أيام في الاسبوع
سعيدة بوجود زملاء .
يرافقوني ربما نتطور لنصبح أصدقاء أيضاً
و هكذا انتهى يومي الجميل كيف لا يكون جميل و انا بجمالي جعلته جميل.
يالي من مراوغة حتى على نفسي أتراوغ و من قال بأن المراوغة ليست بأمر جميل لعلي أسعد نفسي بنفسي عبر المراوغة
ذهبت للمنزل منهكة جداً ، أخذت حمام منعش و دافئ ثم تناولت طعامي و خلدتُ للنوم فقد كان يوم سعيد لكنه شاق
استيقظت في الثانية بعد رؤيتي للكابوس ذاته ،
نفس الكابوس يتردد لي دائما دون علمي لماذا لا أدري
من سأسأل لأفهم كل ما يحدث معي في صغري كنت أسأل و الداي فدائماً ما يجاوبوني بمجرد كابوس وسينتهي
كنت أشعر بأمان معهما كم اتمنى لو بقيت طفلة
لاننا عندما نكبر نضع حواجز دون إدراكنا لتلك الحواجز التي و ضعناها بأنفسنا و بأيدينا فترانا نسأل ما السبب
لماذا تغيرنا ؟
إلا أنها فطرة في كل إنسان
وضع الحواجز و الاعتياد عليها كل ذلك فطرة قدرنا الله على فعلها دون الإدراك و لو شبهنا تلك الفطرة بالعضلات اللا إرادية نجد بأن هناك شبه بليغ حيث تلك العضلات تتحرك دون إرادتها و نحن أيضاً نضع تلك الحواجز من دون إرادة أو ادراك لكن هذه الفطرة صحيحة فالراشد يحتاج لمساحته الخاصة بشكل دائم.
استيقظت صباحاً كالعادة على رائحة طهو أمي اللذيذ تناولت طعامي و ذهبت للقاء أمير و شمس ذهبت للمقهى فكانا بانتظاري كما اتفقنا
أمير : أهلاً لمَ تأخرتي
ميرا : لقد تأخرت بسبب المرور فاليوم عطلة و الازدحام شديد
شمس : لاعليك اجلسي نشرب القهوة و نبدأ
ميرا : حسناً
شربنا القهوة و تناولنا بان كيك ثم بدأنا بكتابة الواجب أنهينا كل شيء بمثالية عالية و انتهينا باكراً و لذلك أرادا أمير و شمس أن يذهبا لمتحف قديم لم أكن أعلم به أبداً و لم أذهب إليه سابقاً فوافقت و ذهبت معهما
كان متحف صغير و قديم جداً شعرت و كأن فصول حياتي الأولى كانت هنا لقد تأثرت بذلك المتحف كثيراً وأمير بدأ بتعريفي على كل جزء من ذلك المتحف مالفت انتباهي هو بحيرة صغيرة بالوسط و تمثال لزهرة الياسمين بقربها كان تلك البحيرة و التمثال جميلين ومبهرين أيضاً التقطتُ الكثير من الصور هناك أحببت ذلك المتحف رغم أنه صغير الا أنه يحتوي محبينه بشكل عريق وجميل ومؤثر أيضاً
ثم تجولنا بأحياء شعبية كثيرة واخذنا صور جميلة جداً .
تعثرت وكنت سأقع فأنقذني أمير
ميرا : شكراً
أمير : هذا واجبي فأنتي أُ..
ميرا : ماذا
أمير : لا لا شيء كنت أقول فأنتي كأختي
ميرا : و أعز محظوظة بوجودك انت و شمس شكراً لكما على هذا اليوم الجميل
و هكذا انتهى يومنا عدتُ للمنزل و تناولت طعامي ثم خلدتُ للنوم من أجل الغد فلدي دوام في الجامعة
في الصباح :
استيقظت متأخرة جداً فذهبتُ حالاً للجامعة دون توظيب شعري أو تطبيق ألوان ملابسي ربما ارتديت أصفر ووردي من الجيد أنني لم أذهب بملابس النوم أيضاً.
بما أنني متأخرة سأذهب للمقهى و سأدخل في المحاضرة الثانية لأن المحاضرة الأولى على وشك الانتهاء وإذ بالجميع يركضون بسرعة للخارج جميع من في الجامعة حتى المشرفين و الإداريين الجميع يركض و كأن شيء ما يحدث الجميع خائف
اوه لا ماذا يحدث؟