وهم1

جنى موسى بيطار`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-05-31ضع على الرف
  • 64.4K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

2

وهم


الجميع يركض بخوف و كل شخص ينادي مجموعته ، الحقائب و الكتب ملقاة على الأرض و الأوراق تتطاير في الهواء دون اي اهتمام و كأن كل نفس تريد انقاذ نفسها دون أن تأبه لأحد آخر

شعرت بالدوار و قلبي بدأ يرتجف خوفاً ، الجميع يمضي

و أعماقي تنادي أمي ، يداي ترتجف

أشعر و كأنني عشت هذا سابقاً لكن أين؟ أنا لا أدرك !

ثم صوت من بعيد ينادي لي ثم و اذ بأحد يلمس يدي التفت قليلاً و إذ بشمس

شمس : ميرا انضمي لمجموعتنا

ميرا : ماذا هناك لم الجميع خائف هكذا

شمس: ليس خوف و إنما تمثيل في حال وجود زلزال ما فهذا هو التصرف السليم أي علينا الخروج للحرم الجامعي و من ثم الخروج من الجامعة بشكل مباشر

ميرا : اوه لقد فكرت بأن شيء ما حدث

شمس : لا كل هذا لأجلك فقط

ميرا : لم أفهم

شمس : ههه أمزح يا عزيزتي

ميرا : إذاً أين أمير

شمس : يساعد المنفذين في التدريب على السلامة في حال وجود أي حادثة او ازمة

ميرا : جميل

شمس : نعم فأمير مدرب جيد في هذه الأمور لقد خضع لدورات تعليمة و أخذ شهادات معتمدة على ذلك

ميرا : جيد يبدو أنه طموح جدا

شمس : نعم هو كذلك

ثم ذهبنا بعد انتهاء التدريبات الى صف الموسيقى

كان صفاً واسعاً فخماً أساسه خشبي اللون و آلات الموسيقى تترنح في كل مكان بتناسق و ترتيب البيانو في مكانها الخاص، الجيتار و العود بمكانهما الخاص و منصة كبيرة و عالية في أدناها مدرج جميل و هادئ

كان ذلك الصف مصدر راحة و هدوء و جمال حيث نقشت رسمة لطاووس متناسق الألوان في واجهة الصف

من الجيد أن  ضمن تخصصنا يوجد كهذه الانشطة الترفيهية  و من الجميل بالذكر أنني من محبّي الموسيقى ، فأنا أعزف بيانو و جيتار و بجدارة ايضاً .

فالموسيقى كفيلة بشعور الراحة و الاطمئنان و خاصةً إن كانت موسيقة هادئة

كنا مستمتعين جداً حيث كنت مع شمس و أمير و الجميل بالذكر أن أمير عازف بيانو مميز جداً

شمس : علماني العزففف ، أريد تعلم العزف علمانييييي

ميرا و أمير : حسناً حسناً لكن يكفي صراخ

شمس و ميرا و أمير : ههههههههه

أمير : حسناً سأعزف مقطوعة عزيزة على قلبي جداً هي مقطوعتي الخاصة

ميرا : جميل هيا لنسمع

بدأ أمير بالعزف

شعرت بتلك المقطوعة بكل حواسي و كأنها ليست بجديدة علي ، لا على العكس و كأنّ تلك المقطوعة كانت معي منذ زمن بعيد

وكأنني أسمعها بعد مرور العديد من السنوات لا أدري ربما لأنها جميلة و مؤثرة جداً .

لقد أحببتُها جدا !


ميرا : أريد أن أجرب عزفها

أمير : حسناً

بدأتُ بعزف تلك المقطوعة دون أي توتر أو أي تدريب
أوه هل لهذه الدرجة أصبحت عازفة و خبيرة بالموسيقة او ربما لشدة اعجابي بتلك المقطوعة


أمير : جميل لقد عزفتها ببراعة

ميرا : شكرا هذا من لطفك

شمس : لم تعلماااانييييي

أمير : حسنا سنبدأ بتعليمك في كل عطلة من الاسبوع

ميرا : اريد طالبة مجدة يا شمس عليكِ التفوق

أمير و شمس : هههههه

شمس : اذاً لنذهب الى صفنا

ميرا : نعم لنذهب

أمير: هيا

في حين دخولنا للصف كان الجميع يتفق على رحلة تخييم فأتوا ليتحدثوا معنا عن ذلك

أحمد : مرحباً انا احمد يا اصدقاء

أمير : سررت بمعرفتك ، أنا أمير و هذه ميرا و هذه شمس

شمس : سررنا بمعرفتك

ميرا : اهلا بك

أحمد : و انا ايضاً سررتُ بمعرفتكم نحن نتفق على رحلة تخييم مع معلمينا و معلماتنا و ذلك قبل انتهاء فصل الصيف و بالتالي نتعرف على بعضنا أكثر ما رأيكم

أمير  بدا و كأنه مرتعب من فكرة التخييم

شمس : حسناً سنفكر

ميرا : فكرة جيدة أنا أوافق

أمير : حقاً ؟

ميرا : نعم فكرة جميلة

أمير : إذاً و أنا أوافق

شمس : أمير هل أنتَ متأكد؟

أمير : نعم لا مشكلة

شمس : حسناً

لا أدري لم كل ذلك التررد الذي بدا منهما لكن من الجيد أنهم وافقوا على فكرة التخييم

اوه سأستمتع كثيرا و سأكتب أيضاً و لن أنام حتى  


أنا سعيدةةة بكل هذا

عُدتُ للمنزل و أخبرت والداي عن فكرة التخييم و لقد رحبا بالفكرة بعد اقناعي لهما شعرتُ بنفس تردد أمير و شمس لكن ربما لأنهم يقلقون علي كثيراً المهم أنهم وافقوا على ذلك ، أحب و الدي و أحب التفاهم الدائم بيننا

ستكون رحلة التخييم بعد ثلاثة أيام من اليوم
 
عَمر : جمييييل و رحلة تخييم أيضاً ، ألا يجب أن تدعيني لهذه الرحلة ، ألستُ أخيكِ المفضل و الوحيد

ميرا : يالك من مراوغ حسناً يمكنك المجيء تبقى مع أمير و باقي الشبّان فنحن سنخيم مع معلماتنا و أنتم مع معلمينا

عَمر : جميل لكنني ربما سألغي الفكرة لمَ لا يوجد فتيات في مخيمنا أيضا

ميرا : يالك من مخادع

_أميييييي تعالي و انظري لطفلك المدلل

عَمر : أمزح أمزح سآتي و أتعرف على الجامعة و أجواء طلَبَتِها أكثر فأنا مقبل إليكِ العام القادم يا عزيزتي

ميرا : حسناً إذاً لنبدأ بتحضيرات الطعام و المشروبات و الملابس سنبقى يومان فقط

عَمر : حسناً إذاً

في اليوم التالي ذهبت للجامعة و رافقت شمس و أمير بالذهاب ،

فاليوم علينا تقديم البحث الذي عملنا عليه

في طريقنا وجدنا هرة صغيرة جداً كانت ناصعة البياض و كانت تملك عينان زرقاوتان ، و كأنها تائهة، كانت مختبئة خلف شجرة موجودة في الطريق

لم يطاوعني قلبي فأردتُ أخذها معي و قررت أن أصطحبها لمنزلي

ربما ستكون صديقة عزيزة لي فأنا أحب الهرر و باقي الحيوانات الأليفة

ما ان بدأت بحملها حتى أتت مجموعتها كانت هرتان صغيرتان و والدتهما على الأرجح ، كانوا أيضاً ذا لون أبيض يشبهونها كثيرا

فبدأت بالمواء حتى أنزلتها و ركضت لهم

أمير : أمر جميل هاقد اجتمعت بذويها

ميرا : نعم هاقد اجتمعت بعائلتها ، العائلة أمر مهم في حياة الجميع

أمير : نعم ، صحيح

شمس : هيااا لقد تأخرنا

بعد وصولنا للجامعة دخلنا الى القاعة و سلّمنا على الأصدقاء ثم جلسنا في مقاعدنا ننتظر بدء المحاضرة

و إذ ببعض الشبّان يتعاركون لا أدري لماذا لكنّ صوتهم وصل للإدارة حيث أتى مدير الجامعة و المسؤولين و عاقبوا الصف كامل


كان العقاب عبارة عن مساعدة في تنظيم الجامعة لمدة اسبوع كامل بما في ذلك من تنظيف و مساعدة و مناوبة

لا أعلم ربما أنا مجنونة قليلاً فلقد سُعدتُ بذلك العقاب كثيراً ، و طلب المدير أن نصنع مجلة الاسبوع بشكل تعاوني و ذلك لنعتاد على بعضنا البعض بشكل أفضل

أمير : اوه ما هذا كل ذلك بسبب أولئك الأذكياء

شمس : لقد علقنا

ميرا : ماذا بكم إنه عقاب جميل

أمير : ميرا اصمتي لازلت تحبين العقاب كما كنتِ سابقاً

ميرا : ماذا ، لم أفهم

أمير : أقصد كأنكِ تحبين العقاب و تُعجَبين به أيضاً

ميرا : نعم فانه عقاب جميل سيجعلنا نعتاد اكثر على الجامعة و باقي الاصدقاء

أمير : صحيح

لا أدري ماذا كان يقصد أو ربما أخطأ في الكلام لن أعير هذا اهتمام .

بعد قليل حان وقت استراحة الغداء ، فاتفقنا أن نذهب لمطعم قريب من الجامعة، أمير و انا أردنا أن نأكل البيتزا أما شمس فكان لها رأي مختلف فلقد أصرّت على تناول ثلاث وجبات ، نعم فشمس تحب تناول الطعام أيضاً و بكثرة

كنا نتجادل طوال الطريق عن الطعام و كثرة تناوله

شمس تأكل كثيرا و يزداد وزنها بشكل دائم أما انا فأيضاً اتناول الطعام بكثرة لكن وزني لايزدا  و هذا الأمر من أجمل الأمور بي ، فأنا آكل و لا يزداد وزني كم أنني محظوظة ههه

و عندما وصلنا جلسنا و تناولنا طعامنا و من ثم تناولنا الحلوة و العصير و جلسنا قليلاً و بدأنا بتبادل الاحاديث

أردت التعرف أكثر على أمير و شمس لكنهم بمجرّد فتحي للحديث ، قالو بأنهم تأخروا ثم عدنا للجامعة بعد انتهاء فترة الغداء

قال لنا أمير أثناء عودتنا للجامعة أن صديق ما ينتظره و أن هذا الصديق سيلتحق بجامعتنا و سيكون معنا قريباً

و عندما وصلنا أراد أمير أن يلتقيه لوحده و قال أنه سيذهب لخارج الجامعة معه و لن يكمل الدوام لليوم
و أثناء لحاقه بذلك الشاب رأيته من بعيد بدا لي مألوف جداً لكنني ربما مخطئة لأنني لم أره عن قريب ابدا لكنه كان طويل القامة و يرتدي زي رسمي،  ثم ذهبا للخارج معاً

و هنا دخلنا للقاعة أنا و شمس بدت شمس و كأنها مرهقة من كثرة تناول الطعام فلقد نامت في المحاضرة و لم تعير اهتماماً أبداً

تفاجئتُ بذلك لكنها فعلاً كانت مرهقة فلقد تناولت الكثير من الطعام.

و في وقت الانصراف عاد أمير للجامعة لكي يوصلنا
فلقد اعتاد على ذلك

حقاً إنني احترمه كثيراً هو بمثابة أخ لي

في مكان آخر :

ظلام دامس و مجهولان

_ ماذا تقصد هل يعقل ذلك؟

_نعم لقد رأيته بأم عيني و لا يمكنني تكذيب ذلك!

_علينا الانتقال من هنا سريعا!

_نعم لكن للانتقال يجيب علينا الانتظار حتى انتهاء هذا الفصل و من ثم سنذهب من هنا إلى أن يحين وقت العودة لنصل لمطلبنا

_و هو كذلك

في منزل ميرا :

ميرا : أمي لقد أتيت

هلى : لقد تأخرتِ اليوم ، هيا تعالي فالطعام جاهز يا عزيزتي

عَمر : اليوم "يوم طعامي المفضل"

جوري : لا تفرح كثيراً فهذا طعامي المفضل أيضاً

ميرا : أين والدي لا أراه

هلى : لديه عمل طارئ لذلك ذهب سريعاً
تناولو الطعام انتم فوالدكم سيتناول طعامه في الخارج

ميرا : حسناً أمي

تناولتُ طعامي ثم قررت بأن أنتعش قليلاً فدخلت الحمام لأنتعش و وضعت أغنيتي المفضلة ، من طفولتي و أنا معتادة على سماع الموسيقى أثناء أخذ الحمام ، أحب كثيراً سماع الموسيقى مع قطرات الماء و فقاعات الصابون و رائحة المعطر ، كل تلك التفاصيل تأخذ قلبي و أنا بها متيمة ، أشعر بالراحة بفعل ذلك.

ثم ذهبت لغرفتي و فتحتُ حاسوبي المحمول ، دخلت الى حسابي في فيس بوك فوجدتُ طلب صداقة من حساب مجهول ،

نعيش الآن في أحدث العصور و مع ذلك لازال البعض يقوم بصنع حسابات على المواقع الاجتماعية باسم مجهول !


قبلتُ طلب الصداقة لأنني شعرتُ بالغموض بعضاً من الشيء

بعد ذلك بدأتُ بكتابة مذكراتي لليوم حيث كتبت كل ما حدث معي بكامل الحذافير ، عن الجامعة و عن شمس و أمير و ذلك الفتى المألوف الذي رأيته من بعيد و عن كل ما حدث

ثم اتّصلت بابنة خالتي التي تسكن في باريس ، نعم فعائلة أمي تسكن في باريس ، جدتي وىجدي ، خالاتي و أخوالي ، الجميع هناك

أحب أن أُدردش مع ابنة خالتي سهى بشكل يومي حيثُ تقص علي من أحداث تحدث معها هناك في باريس و أنا أيضاً أُشاركها كل ما يحدث معي من مواقف و أحداث و كأنها مذكراتي اليومية ، فنحن مقربين جداً

أعتبرها كأخت لي ، فاستشيرها دائما و هي كذلك .


بعد انتهائي من الدردشة مع سهى و كتابة مذكراتي ، خلدتُ للنوم ثم استيقظتُ كالعادة بسبب كابوسي المتكرر بشكل دائم

ذهبت للمطبخ و أعددتُ كوباً من الحليب و الكاكاو ثم شربته و عدتُ للنوم مرة أخرى

في الصباح :

ميرا : أمي لقد انتهيتُ من تناول طعامي سأذهب للجامعة الآن

هلى: حسناً لا تتأخري

ميرا : كما تعلمين غداً هو يوم التخييم فربما أتأخر قليلاً لأننا بعد الدوام سنتفق على التجهيزات يا أمي

هلى : حسناً إذاً سأتصل بك لأطمئن

ميرا : حسناً أمي ، أحبك

هلى : و أنا أيضاً يا حلوتي

التقيتُ بشمس و أمير كالعادة و ذهبنا معاً للجامعة و في الطريق شربنا القهوة كي لا نتأخر على الجامعة،

ثم دخلنا للقاعة و إذ بطالب جديد يدخل القاعة و يتقدم ليجلس بجانبي ، نظرتُ له و بتمعن فأدركت أنه الشاب نفسه ، صديق أمير ذلك الشاب المألوف

ثم قال لي :

_ماذا بك تنظرين بهذه الطرقة؟

_عفوا!

_تنظرين و كأني أخذت شيء ما يخصك!

_ماذا تقصد؟

_لا شيء

_نعم لقد نظرت لأنك تبدو مألوفاً لي نوعاً ما و لأنك جلست بجانبي دون أخذ اذني

_اوه حقاً تريدين أن آخذ اذنك و المقعد فارغ!

_إنه فارغ لكنه بجانبي

_بحقك نحن لسنا بالابتدائية يا هذه

_لي اسم يا هذا

_و انا ايضاً لي اسم ، اسمي سعد

_اسمي ميرا

_جميل!

ذلك المتباهي طويل القامة كم انه مستفز لكنه و سيم نوعاً ما ، يملك شعراً بني و لديه عينان خضراوتان و لديه شامة في عنقه .

اوه لا كيف لاحظتُ كل ذلك ؟

ربما بسبب استفزازه الشديد لي!

في استراحة الغداء كنا انا و شمس ننتظر أمير إلا أنه أتى مع ذلك المستفز ، نزلا من درج الحرم الجامعي و تقدما الينا

أمير : هيا لنذهب

شمس : حسناً

سعد : لم تعرفني على صديقاتك

أمير : هذه ميرا و هذه شمس

ثمّ نظرَ الينا و قال:

_يارفاق هذا سعد ، صديقي منذ الطفولة كنا معاً في السراء و الضراء و في جميع الأحيان ، كان في باريس و عاد قبل شهرين

ميرا : تشرفنا بمعرفتك ايها المُستَ...

سعد : ماذا

ميرا : ههه لا شيء هيا يا أمير لنذهب لقد تأخرنا

(حاولت التهرب لا أدري كيف كنت سأقول له عمداً و أمامه بأنه مستفز أتمنى أن لا يعير هذا الامر أي اهتمام)

عند وصولنا للمطعم أتى النادل و سألنا عن الاطباق التي نرغب في تناولها قلت همبرغر لكن هناك صوت اخر صدر مع صوتي قائلاً همبرغر ، نعم انه المستفز لقد قلنا "همبرغر" معاً !

سعد : جميل أذواقنا متشابهة

ميرا : ههه صدفة لا أكثر من المستحيل ان تتشابه أزواقنا

سعد: ربما!

أمير : و انا اريد بيتزا

شمس : أريد نودلز و بيتزا و همبرغر

(ضحكنا جميعاً)

شمس : ماذا بكم أنا جائعةةة

أمير : حسناً حسناً كما شئتِ

شمس: جيد أيها اللطيف


دائماً ما أشعر أن هناك رابط جميل بين شمس و أمير لا أدري ربما معجبان ببعضهما البعض  أو ربما بينهما علاقة حب منذ الطفولة ، فأمير يقدر شمس و يستمع لها و يفهمها و هي كذلك ، إنهما لائقان ببعضهما البعض


بعد انتهاء الدوام اجتمعنا في القاعة و أتى الدكتور المسؤول عن صفنا كي نتفق على التحضيرات

اتفقنا على جميع التحضيرات، أيضاً ستكون نقطة الذهاب من الجامعة ، و سنذهب على شكل مجموعات، كل مجموعة على حدى مع مسؤول و مدرب خاص بكل فريق

من الجيد أن اخي عَمر سيأتي معي لقد تكلمت في هذا الموضوع مع المسؤول و قبل بقدومه ، و سيكون معي بنفس الفريق أيضاً ، و لقد قسّم المسؤولين الخيام أيضاً لمجموعات حيث كل خيمة تتسع لثلاثة أشخاص

و الجميل بالذكر أنني مع شمس في نفس الخيمة أما أخي عَمر فسيكون مع أمير و سعد
عُدتُ للمنزل و إذ بأبي و الجميع ينتظراني على مائدة الطعام

ميرا : مرحباً ، لقد أتيت

كرم : اهلا عزيزتي هيا اجهزي و تعالي لنتناول الطعام معاً

ميرا : انتم ابدأو لن أتأخر

هلى و كرم : حسناً

بعد دقائق عديدة:

ميرا : هاقد انتهيت ، انا جائعةة

هلى : لقد طهوتُ الحساء المفضّل لكِ

ميرا : قبلاتي لكِ ، احبك يا امييي

جوري : اذاً غداً هو يوم التخييم و سأرتاح من عَمر لثلاثة ايام ، أليس كذلك؟

ميرا : ههه نعم صحيح

عَمر : انا من سييتمتع من دونك يا جوري

ميرا : حسناً بعد الانتهاء ، قم بتوظيب أشيائك

عمر : انا مستعد وكل شيء جاهز أصلاً هههه

ميرا : جيد ، كم انا متحمسة

عَمر : ليس أكثر مني

ميرا : سلمت يداكِ أمي لقد شبعت

هلى : بالهناء و العافية

كرم : بالعافية يا حلوتي

ميرا : سأقوم بتجهيزاتي من أجل الغد ثم سأخلد
للنوم ، تصبحون على خير

هلى و كرم : و انتي بخير

عَمر وجوري : و انتي بخير ميرا

جهزتُ كل شيء و وظبت كل أشيائي التي سأحتاج لها في هذه الرحلة ثمّ حاولتُ أن أنام لكنني تذكرت أنه علي كتابة مذكراتي فهي كواجب بالنسبة لي

نهضتُ و بدأتُ بالكتابة ، فما كانت أول كلمة كتبتها سوى مستفز ، لا أدري كيف خطر على بالي لأبدأ به ، ربما لأنه شخص جديد نوعاً ما في حياتي
أكملتُ الكتابة ثم خلدتُ للنوم.

في الصباح الباكر :

استيقظنا انا و عَمر
و من ثمّ أقمت لباسي الذي اخترته لهذه الرحلة التخييمية ،

اخترت بنطال واسع ذا لون بيج ومعه معطف قصير بنفس اللون و له حزام جميل ناعم و تركت المعطف دون اغلاق و ارتديت قميص أسود اللون واسع بعضاً من الشيء ذا أكمام فضفاضة جميلة تحت المعطف و قمت بعمل ضفيرة جميلة لشعري و وضعت قبعة بيج اللون و ارتديتُ حذاء أسود اللون سبور و وضعتُ عطر الياسمين الفواح ، نعم فأنا لا استخدم سوى عطر الياسمين و ذلك لأنه يذكرني دائماً برائحة دمشق و أزقتها


و ذهبنا ننتظر شمس و أمير و سعد ،
كانت شمس ترتدي فستان قصير ذا لون أحمر و عليه بعض الزهور الناعمة بيضاء اللون طويل الأكمام و تركت شعرها الطويل بشكل منسدل و أخذت بغصلة من شعرها لللخلف و وضعت لها مشبك شعر على شكل زهرة اقحوان ناعمة و ارتدت حذاء ابيض سبور
كانت تبدو جميلة جداً

أما عَمر أخي فلقد ارتدى قميص ابيض يعلوه جاكيت جينز فاتح اللون و بنطال جينز ايضاً بنفس لون الجاكيت بالإضافة لقبعة بيضاء و حذاء أبيض اللون


الأبيض يليق كثيراً لعَمر لأنه حنطي اللون و ليس هو فقط بل كل عائلتي حنطية اللون ما عدايي ، يقال أنني أشبه عمتي المتوفاة و فعلاً لدي صورة لها انا أشبهها كثيرا ، رحمها الله

أما سعد و أمير فلقد ارتديا نفس بعضهما ، ارتدا بيجامات مريحة جداً ذا لون أسود ، واسعة و لها قبعة و لها أكمام مزمومة أيضاً البيجامة كانت واسعة و مزمومة عند الأقدام و ارتدوا ساعات سوداء و أحذية بيضاء سبور

عندما رأيتهم تمنيت لو ارتديت بيجاما فهي مريحة أكثر لكن زيي أيضاً جميل و مريح و يليق بي


يا الااااهي عدتُ للمراوغة هههه


بعد قدومهم ذهبنا الى نقطة التجمع الا و هي الجامعة كما اتفقنا سابقاً

عند وصولنا ركبنا الحافلة الطلابية الخاصة بمجموعتنا مع باقي الأصدقاء و المسؤولين و المدربين، ثمّ انطلقنا بعد ربع ساعة

كان الطريق ممتع جداً، مناظر جميلة و خلابة ،
فتحت النافذة التي بقربي و إذ بنسمات الهواء الخفيفة تلاطم و جهي و كأنّ تلك النسمات ترسم ملامحي و أشجار الصنوبر العالية كانت تملئ الطريق و في المقدمة يوجد تلال تشبه الاهرامات أما السماء فكان زراقها هادئ و جميل و ممتلئ بالغيوم البيضاء، و سرب الطيور كان يتمايل في السماء فكان يرسم تارة قلب و تارة اخرى كلمة " الله"
كان يزين السماء بشكل مبهر للغاية


و وضع بعض الأصدقاء أغاني رحلية جميلة و ممتعة ، الجميع يشارك بسعادة بالغناء و الترديد مع الاغنية و بعض الشبان قاموا بالرّقص و الدبكة الشعبية و من ثمّ أغاني أجنبية جميلة

لقد شعرت بسعادة و مرح لم أشعر هكذا سابقاً ، لقد سُعِدتُ جداً بكل ذلك

عَمر و أمير و سعد جلسا أمامنا أنا و شمس، كنا نتشارك رقائق البطاطا و العصير ثمّ جاء وقت استراحة الطريق ، فتوقفت الحافلة و نزلنا

وجدنا أشجار توت بري فذهبنا انا و شمس وبدأنا بتناوله و بعدها عَمر و أمير و سعد لحقوا بنا ، جمعنا الكثير من التوت البري حيث كان شهي جداً و لذيذ المذاق و طازج

بعد انتهاء الاستراحة صعدنا للحافة و تبدلت مقاعدنا فكان سعد يجلس على مقعد و المقعد الذي بجانبه كان فارغ فقمت بنفس فعله و جلست دون أخذ اذنه ثم بدأ بنظرة الغرابة

ميرا : ماذا بك لماذا تنظر هكذا

سعد : ههه لا شيء ، لكنكِ فعلتِ نفس فعلتي أَي جلستي بنفس طريقتي السابقة

ميرا : نعم لقد تعلمت منك

ثمّ صمتاً طويلاً..

سعد : اذاً اخبريني عنك ماهي أكثر الهوايات المحببة لديكِ

ميرا : الكتابة و انت

سعد : جمع أصداف البحر

لا أدري لم تلك الجملة زرعت بي مشاعر غريبة لم أكن اشعر بها سابقاً ، ماهذا بحق السماء قال جمع أصداف البحر قال

ميرا : و هل هذه هواية

سعد : هواية طبعاً كنت أجمع أصداف البحر أنا و صديقتي منذ الطفولة و كنا نرسم بها أيضاً و من ثم نعيدها للبحر خوفاً من ...

ميرا : خوفاً من ماذا

سعد : اوه انظري لهناك

ميرا : ووهل تحاول تشتيت انتباهي و تركيزي ، خوفاً من ماذا؟ اكمل.

سعد : هه لا طبعاً لكن ذلك سري أنا و صديقتي

ميرا : هممم جميل

سعد : نعم !

ميرا : و أين هي صديقتك

سعد : لم تتعرف علي!

ميرا : و كيف ذلك

سعد :  لا أعلم

ميرا : همم

سعد : لكنني أشتاق لها

ميرا : أتمنى أن تلقاها يوماً ما

سعد : شكراً

بدا عليه الحزن على صديقته تلك ، إنه غامض جداً ، و لا أدرك مالذي مرّ به و لا عن حاله لكن أمره غريب جداً !


بعد وصولنا لمكان التخييم بدأ المسؤولين و الشبان بوضع الخيام و نصبها بشكل جيد و مثالي ، كان الجميع يتعاون

أحسستُ بروح الفريق التعاوني فالجميع يساند الجميع كانوا سعداء جداً و روح الشباب كانت تظهر بشكل براق في عيون الجميع

كم أحب ذلك فأنا احب روح التعاون و العمل يد بيد و المساندة و المساعدة و تقديم العون للجميع لقد كان الجميع يبدو بشكل مثالي

و كان المكان ذو منظر جميل و خلاب يملؤه الخَضار ففي كل مكان هناك اشجار و خاصة أشجار "زهر الليل" حيث تتفتح الزهور ليلاً و تفوح رائحتها الجميلة أيضاً ليلاً و هناك ضفة نهر بالقرب من مكان التخييم أيضاً ،
و يالِ جمال صوت مياه النهر الجارية و نسمات الهواء مع صخب الجميع و حماسهم

و الشيء الأجمل الذي لفت انتباهي بشكل مبهر هو انعكاس القمر على النهر حيث بدا و كأن هناك قمران
الأول في السماء و الآخر على الأرض في الماء تزينه الأشجار و الزهور

حقاً إنه مكان رائع لا مثيل له!

حل منتصف الليل و انتهى الجميع من العمل و حان وقت النوم ، إلا أن رأي الآخرين كان مختلف فلقد عزم الجميع على السهر طوال الليل دون علم المسؤولين

جلسنا انا و شمس نتشارك رقائق البطاطا و العصير  بالإضافة الى التوت البري الذي جمعناه سابقا

اما سعد و عَمر و أمير كانو معاً يتشاركون أطراف الحديث

أمير : إذاً عيد ميلاد ميرا اقترب ؟

عَمر : نعم هذا صحيح

سعد : لا بد أن شمس لا تدري بهذا

أمير : يمكننا التحضير نحن

عَمر : و هو كذلك

أمير : ماذا تحب ميرا في العادة

عَمر : الكتابة لا تحب سوى الكتابة

سعد : هناك اشياء اخرى فهي تحب...

عَمر : ماذا تحب ؟ أكمل!

سعد : لا أدري كنتُ احاول التذاكي بعضاً من الشيء ههه

أمير : حسناً إذاً نتفق غداً


و إذ بصوت شمس من الخارج يعلو بين الهدوء العائم ..



يتبع...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي