2
وهم
الجميع يركض بخوف و كل شخص ينادي مجموعته ، الحقائب و الكتب ملقاة على الأرض و الأوراق تتطاير في الهواء دون اي اهتمام و كأن كل نفس تريد انقاذ نفسها دون أن تأبه لأحد آخر
شعرت بالدوار و قلبي بدأ يرتجف خوفاً ، الجميع يمضي
و أعماقي تنادي أمي ، يداي ترتجف
أشعر و كأنني عشت هذا سابقاً لكن أين؟ أنا لا أدرك !
ثم صوت من بعيد ينادي لي ثم و اذ بأحد يلمس يدي التفت قليلاً و إذ بشمس
شمس : ميرا انضمي لمجموعتنا
ميرا : ماذا هناك لم الجميع خائف هكذا
شمس: ليس خوف و إنما تمثيل في حال وجود زلزال ما فهذا هو التصرف السليم أي علينا الخروج للحرم الجامعي و من ثم الخروج من الجامعة بشكل مباشر
ميرا : اوه لقد فكرت بأن شيء ما حدث
شمس : لا كل هذا لأجلك فقط
ميرا : لم أفهم
شمس : ههه أمزح يا عزيزتي
ميرا : إذاً أين أمير
شمس : يساعد المنفذين في التدريب على السلامة في حال وجود أي حادثة او ازمة
ميرا : جميل
شمس : نعم فأمير مدرب جيد في هذه الأمور لقد خضع لدورات تعليمة و أخذ شهادات معتمدة على ذلك
ميرا : جيد يبدو أنه طموح جدا
شمس : نعم هو كذلك
ثم ذهبنا بعد انتهاء التدريبات الى صف الموسيقى
كان صفاً واسعاً فخماً أساسه خشبي اللون و آلات الموسيقى تترنح في كل مكان بتناسق و ترتيب البيانو في مكانها الخاص، الجيتار و العود بمكانهما الخاص و منصة كبيرة و عالية في أدناها مدرج جميل و هادئ
كان ذلك الصف مصدر راحة و هدوء و جمال حيث نقشت رسمة لطاووس متناسق الألوان في واجهة الصف
من الجيد أن ضمن تخصصنا يوجد كهذه الانشطة الترفيهية و من الجميل بالذكر أنني من محبّي الموسيقى ، فأنا أعزف بيانو و جيتار و بجدارة ايضاً .
فالموسيقى كفيلة بشعور الراحة و الاطمئنان و خاصةً إن كانت موسيقة هادئة
كنا مستمتعين جداً حيث كنت مع شمس و أمير و الجميل بالذكر أن أمير عازف بيانو مميز جداً
شمس : علماني العزففف ، أريد تعلم العزف علمانييييي
ميرا و أمير : حسناً حسناً لكن يكفي صراخ
شمس و ميرا و أمير : ههههههههه
أمير : حسناً سأعزف مقطوعة عزيزة على قلبي جداً هي مقطوعتي الخاصة
ميرا : جميل هيا لنسمع
بدأ أمير بالعزف
شعرت بتلك المقطوعة بكل حواسي و كأنها ليست بجديدة علي ، لا على العكس و كأنّ تلك المقطوعة كانت معي منذ زمن بعيد
وكأنني أسمعها بعد مرور العديد من السنوات لا أدري ربما لأنها جميلة و مؤثرة جداً .
لقد أحببتُها جدا !
ميرا : أريد أن أجرب عزفها
أمير : حسناً
بدأتُ بعزف تلك المقطوعة دون أي توتر أو أي تدريب
أوه هل لهذه الدرجة أصبحت عازفة و خبيرة بالموسيقة او ربما لشدة اعجابي بتلك المقطوعة
أمير : جميل لقد عزفتها ببراعة
ميرا : شكرا هذا من لطفك
شمس : لم تعلماااانييييي
أمير : حسنا سنبدأ بتعليمك في كل عطلة من الاسبوع
ميرا : اريد طالبة مجدة يا شمس عليكِ التفوق
أمير و شمس : هههههه
شمس : اذاً لنذهب الى صفنا
ميرا : نعم لنذهب
أمير: هيا
في حين دخولنا للصف كان الجميع يتفق على رحلة تخييم فأتوا ليتحدثوا معنا عن ذلك
أحمد : مرحباً انا احمد يا اصدقاء
أمير : سررت بمعرفتك ، أنا أمير و هذه ميرا و هذه شمس
شمس : سررنا بمعرفتك
ميرا : اهلا بك
أحمد : و انا ايضاً سررتُ بمعرفتكم نحن نتفق على رحلة تخييم مع معلمينا و معلماتنا و ذلك قبل انتهاء فصل الصيف و بالتالي نتعرف على بعضنا أكثر ما رأيكم
أمير بدا و كأنه مرتعب من فكرة التخييم
شمس : حسناً سنفكر
ميرا : فكرة جيدة أنا أوافق
أمير : حقاً ؟
ميرا : نعم فكرة جميلة
أمير : إذاً و أنا أوافق
شمس : أمير هل أنتَ متأكد؟
أمير : نعم لا مشكلة
شمس : حسناً
لا أدري لم كل ذلك التررد الذي بدا منهما لكن من الجيد أنهم وافقوا على فكرة التخييم
اوه سأستمتع كثيرا و سأكتب أيضاً و لن أنام حتى
أنا سعيدةةة بكل هذا
عُدتُ للمنزل و أخبرت والداي عن فكرة التخييم و لقد رحبا بالفكرة بعد اقناعي لهما شعرتُ بنفس تردد أمير و شمس لكن ربما لأنهم يقلقون علي كثيراً المهم أنهم وافقوا على ذلك ، أحب و الدي و أحب التفاهم الدائم بيننا
ستكون رحلة التخييم بعد ثلاثة أيام من اليوم
عَمر : جمييييل و رحلة تخييم أيضاً ، ألا يجب أن تدعيني لهذه الرحلة ، ألستُ أخيكِ المفضل و الوحيد
ميرا : يالك من مراوغ حسناً يمكنك المجيء تبقى مع أمير و باقي الشبّان فنحن سنخيم مع معلماتنا و أنتم مع معلمينا
عَمر : جميل لكنني ربما سألغي الفكرة لمَ لا يوجد فتيات في مخيمنا أيضا
ميرا : يالك من مخادع
_أميييييي تعالي و انظري لطفلك المدلل
عَمر : أمزح أمزح سآتي و أتعرف على الجامعة و أجواء طلَبَتِها أكثر فأنا مقبل إليكِ العام القادم يا عزيزتي
ميرا : حسناً إذاً لنبدأ بتحضيرات الطعام و المشروبات و الملابس سنبقى يومان فقط
عَمر : حسناً إذاً
في اليوم التالي ذهبت للجامعة و رافقت شمس و أمير بالذهاب ،
فاليوم علينا تقديم البحث الذي عملنا عليه
في طريقنا وجدنا هرة صغيرة جداً كانت ناصعة البياض و كانت تملك عينان زرقاوتان ، و كأنها تائهة، كانت مختبئة خلف شجرة موجودة في الطريق
لم يطاوعني قلبي فأردتُ أخذها معي و قررت أن أصطحبها لمنزلي
ربما ستكون صديقة عزيزة لي فأنا أحب الهرر و باقي الحيوانات الأليفة
ما ان بدأت بحملها حتى أتت مجموعتها كانت هرتان صغيرتان و والدتهما على الأرجح ، كانوا أيضاً ذا لون أبيض يشبهونها كثيرا
فبدأت بالمواء حتى أنزلتها و ركضت لهم
أمير : أمر جميل هاقد اجتمعت بذويها
ميرا : نعم هاقد اجتمعت بعائلتها ، العائلة أمر مهم في حياة الجميع
أمير : نعم ، صحيح
شمس : هيااا لقد تأخرنا
بعد وصولنا للجامعة دخلنا الى القاعة و سلّمنا على الأصدقاء ثم جلسنا في مقاعدنا ننتظر بدء المحاضرة
و إذ ببعض الشبّان يتعاركون لا أدري لماذا لكنّ صوتهم وصل للإدارة حيث أتى مدير الجامعة و المسؤولين و عاقبوا الصف كامل
كان العقاب عبارة عن مساعدة في تنظيم الجامعة لمدة اسبوع كامل بما في ذلك من تنظيف و مساعدة و مناوبة
لا أعلم ربما أنا مجنونة قليلاً فلقد سُعدتُ بذلك العقاب كثيراً ، و طلب المدير أن نصنع مجلة الاسبوع بشكل تعاوني و ذلك لنعتاد على بعضنا البعض بشكل أفضل
أمير : اوه ما هذا كل ذلك بسبب أولئك الأذكياء
شمس : لقد علقنا
ميرا : ماذا بكم إنه عقاب جميل
أمير : ميرا اصمتي لازلت تحبين العقاب كما كنتِ سابقاً
ميرا : ماذا ، لم أفهم
أمير : أقصد كأنكِ تحبين العقاب و تُعجَبين به أيضاً
ميرا : نعم فانه عقاب جميل سيجعلنا نعتاد اكثر على الجامعة و باقي الاصدقاء
أمير : صحيح
لا أدري ماذا كان يقصد أو ربما أخطأ في الكلام لن أعير هذا اهتمام .
بعد قليل حان وقت استراحة الغداء ، فاتفقنا أن نذهب لمطعم قريب من الجامعة، أمير و انا أردنا أن نأكل البيتزا أما شمس فكان لها رأي مختلف فلقد أصرّت على تناول ثلاث وجبات ، نعم فشمس تحب تناول الطعام أيضاً و بكثرة
كنا نتجادل طوال الطريق عن الطعام و كثرة تناوله
شمس تأكل كثيرا و يزداد وزنها بشكل دائم أما انا فأيضاً اتناول الطعام بكثرة لكن وزني لايزدا و هذا الأمر من أجمل الأمور بي ، فأنا آكل و لا يزداد وزني كم أنني محظوظة ههه
و عندما وصلنا جلسنا و تناولنا طعامنا و من ثم تناولنا الحلوة و العصير و جلسنا قليلاً و بدأنا بتبادل الاحاديث
أردت التعرف أكثر على أمير و شمس لكنهم بمجرّد فتحي للحديث ، قالو بأنهم تأخروا ثم عدنا للجامعة بعد انتهاء فترة الغداء
قال لنا أمير أثناء عودتنا للجامعة أن صديق ما ينتظره و أن هذا الصديق سيلتحق بجامعتنا و سيكون معنا قريباً
و عندما وصلنا أراد أمير أن يلتقيه لوحده و قال أنه سيذهب لخارج الجامعة معه و لن يكمل الدوام لليوم
و أثناء لحاقه بذلك الشاب رأيته من بعيد بدا لي مألوف جداً لكنني ربما مخطئة لأنني لم أره عن قريب ابدا لكنه كان طويل القامة و يرتدي زي رسمي، ثم ذهبا للخارج معاً
و هنا دخلنا للقاعة أنا و شمس بدت شمس و كأنها مرهقة من كثرة تناول الطعام فلقد نامت في المحاضرة و لم تعير اهتماماً أبداً
تفاجئتُ بذلك لكنها فعلاً كانت مرهقة فلقد تناولت الكثير من الطعام.
و في وقت الانصراف عاد أمير للجامعة لكي يوصلنا
فلقد اعتاد على ذلك
حقاً إنني احترمه كثيراً هو بمثابة أخ لي
في مكان آخر :
ظلام دامس و مجهولان
_ ماذا تقصد هل يعقل ذلك؟
_نعم لقد رأيته بأم عيني و لا يمكنني تكذيب ذلك!
_علينا الانتقال من هنا سريعا!
_نعم لكن للانتقال يجيب علينا الانتظار حتى انتهاء هذا الفصل و من ثم سنذهب من هنا إلى أن يحين وقت العودة لنصل لمطلبنا
_و هو كذلك
في منزل ميرا :
ميرا : أمي لقد أتيت
هلى : لقد تأخرتِ اليوم ، هيا تعالي فالطعام جاهز يا عزيزتي
عَمر : اليوم "يوم طعامي المفضل"
جوري : لا تفرح كثيراً فهذا طعامي المفضل أيضاً
ميرا : أين والدي لا أراه
هلى : لديه عمل طارئ لذلك ذهب سريعاً
تناولو الطعام انتم فوالدكم سيتناول طعامه في الخارج
ميرا : حسناً أمي
تناولتُ طعامي ثم قررت بأن أنتعش قليلاً فدخلت الحمام لأنتعش و وضعت أغنيتي المفضلة ، من طفولتي و أنا معتادة على سماع الموسيقى أثناء أخذ الحمام ، أحب كثيراً سماع الموسيقى مع قطرات الماء و فقاعات الصابون و رائحة المعطر ، كل تلك التفاصيل تأخذ قلبي و أنا بها متيمة ، أشعر بالراحة بفعل ذلك.
ثم ذهبت لغرفتي و فتحتُ حاسوبي المحمول ، دخلت الى حسابي في فيس بوك فوجدتُ طلب صداقة من حساب مجهول ،
نعيش الآن في أحدث العصور و مع ذلك لازال البعض يقوم بصنع حسابات على المواقع الاجتماعية باسم مجهول !
قبلتُ طلب الصداقة لأنني شعرتُ بالغموض بعضاً من الشيء
بعد ذلك بدأتُ بكتابة مذكراتي لليوم حيث كتبت كل ما حدث معي بكامل الحذافير ، عن الجامعة و عن شمس و أمير و ذلك الفتى المألوف الذي رأيته من بعيد و عن كل ما حدث
ثم اتّصلت بابنة خالتي التي تسكن في باريس ، نعم فعائلة أمي تسكن في باريس ، جدتي وىجدي ، خالاتي و أخوالي ، الجميع هناك
أحب أن أُدردش مع ابنة خالتي سهى بشكل يومي حيثُ تقص علي من أحداث تحدث معها هناك في باريس و أنا أيضاً أُشاركها كل ما يحدث معي من مواقف و أحداث و كأنها مذكراتي اليومية ، فنحن مقربين جداً
أعتبرها كأخت لي ، فاستشيرها دائما و هي كذلك .
بعد انتهائي من الدردشة مع سهى و كتابة مذكراتي ، خلدتُ للنوم ثم استيقظتُ كالعادة بسبب كابوسي المتكرر بشكل دائم
ذهبت للمطبخ و أعددتُ كوباً من الحليب و الكاكاو ثم شربته و عدتُ للنوم مرة أخرى
في الصباح :
ميرا : أمي لقد انتهيتُ من تناول طعامي سأذهب للجامعة الآن
هلى: حسناً لا تتأخري
ميرا : كما تعلمين غداً هو يوم التخييم فربما أتأخر قليلاً لأننا بعد الدوام سنتفق على التجهيزات يا أمي
هلى : حسناً إذاً سأتصل بك لأطمئن
ميرا : حسناً أمي ، أحبك
هلى : و أنا أيضاً يا حلوتي
التقيتُ بشمس و أمير كالعادة و ذهبنا معاً للجامعة و في الطريق شربنا القهوة كي لا نتأخر على الجامعة،
ثم دخلنا للقاعة و إذ بطالب جديد يدخل القاعة و يتقدم ليجلس بجانبي ، نظرتُ له و بتمعن فأدركت أنه الشاب نفسه ، صديق أمير ذلك الشاب المألوف
ثم قال لي :
_ماذا بك تنظرين بهذه الطرقة؟
_عفوا!
_تنظرين و كأني أخذت شيء ما يخصك!
_ماذا تقصد؟
_لا شيء
_نعم لقد نظرت لأنك تبدو مألوفاً لي نوعاً ما و لأنك جلست بجانبي دون أخذ اذني
_اوه حقاً تريدين أن آخذ اذنك و المقعد فارغ!
_إنه فارغ لكنه بجانبي
_بحقك نحن لسنا بالابتدائية يا هذه
_لي اسم يا هذا
_و انا ايضاً لي اسم ، اسمي سعد
_اسمي ميرا
_جميل!
ذلك المتباهي طويل القامة كم انه مستفز لكنه و سيم نوعاً ما ، يملك شعراً بني و لديه عينان خضراوتان و لديه شامة في عنقه .
اوه لا كيف لاحظتُ كل ذلك ؟
ربما بسبب استفزازه الشديد لي!
في استراحة الغداء كنا انا و شمس ننتظر أمير إلا أنه أتى مع ذلك المستفز ، نزلا من درج الحرم الجامعي و تقدما الينا
أمير : هيا لنذهب
شمس : حسناً
سعد : لم تعرفني على صديقاتك
أمير : هذه ميرا و هذه شمس
ثمّ نظرَ الينا و قال:
_يارفاق هذا سعد ، صديقي منذ الطفولة كنا معاً في السراء و الضراء و في جميع الأحيان ، كان في باريس و عاد قبل شهرين
ميرا : تشرفنا بمعرفتك ايها المُستَ...
سعد : ماذا
ميرا : ههه لا شيء هيا يا أمير لنذهب لقد تأخرنا
(حاولت التهرب لا أدري كيف كنت سأقول له عمداً و أمامه بأنه مستفز أتمنى أن لا يعير هذا الامر أي اهتمام)
عند وصولنا للمطعم أتى النادل و سألنا عن الاطباق التي نرغب في تناولها قلت همبرغر لكن هناك صوت اخر صدر مع صوتي قائلاً همبرغر ، نعم انه المستفز لقد قلنا "همبرغر" معاً !
سعد : جميل أذواقنا متشابهة
ميرا : ههه صدفة لا أكثر من المستحيل ان تتشابه أزواقنا
سعد: ربما!
أمير : و انا اريد بيتزا
شمس : أريد نودلز و بيتزا و همبرغر
(ضحكنا جميعاً)
شمس : ماذا بكم أنا جائعةةة
أمير : حسناً حسناً كما شئتِ
شمس: جيد أيها اللطيف
دائماً ما أشعر أن هناك رابط جميل بين شمس و أمير لا أدري ربما معجبان ببعضهما البعض أو ربما بينهما علاقة حب منذ الطفولة ، فأمير يقدر شمس و يستمع لها و يفهمها و هي كذلك ، إنهما لائقان ببعضهما البعض
بعد انتهاء الدوام اجتمعنا في القاعة و أتى الدكتور المسؤول عن صفنا كي نتفق على التحضيرات
اتفقنا على جميع التحضيرات، أيضاً ستكون نقطة الذهاب من الجامعة ، و سنذهب على شكل مجموعات، كل مجموعة على حدى مع مسؤول و مدرب خاص بكل فريق
من الجيد أن اخي عَمر سيأتي معي لقد تكلمت في هذا الموضوع مع المسؤول و قبل بقدومه ، و سيكون معي بنفس الفريق أيضاً ، و لقد قسّم المسؤولين الخيام أيضاً لمجموعات حيث كل خيمة تتسع لثلاثة أشخاص
و الجميل بالذكر أنني مع شمس في نفس الخيمة أما أخي عَمر فسيكون مع أمير و سعد
عُدتُ للمنزل و إذ بأبي و الجميع ينتظراني على مائدة الطعام
ميرا : مرحباً ، لقد أتيت
كرم : اهلا عزيزتي هيا اجهزي و تعالي لنتناول الطعام معاً
ميرا : انتم ابدأو لن أتأخر
هلى و كرم : حسناً
بعد دقائق عديدة:
ميرا : هاقد انتهيت ، انا جائعةة
هلى : لقد طهوتُ الحساء المفضّل لكِ
ميرا : قبلاتي لكِ ، احبك يا امييي
جوري : اذاً غداً هو يوم التخييم و سأرتاح من عَمر لثلاثة ايام ، أليس كذلك؟
ميرا : ههه نعم صحيح
عَمر : انا من سييتمتع من دونك يا جوري
ميرا : حسناً بعد الانتهاء ، قم بتوظيب أشيائك
عمر : انا مستعد وكل شيء جاهز أصلاً هههه
ميرا : جيد ، كم انا متحمسة
عَمر : ليس أكثر مني
ميرا : سلمت يداكِ أمي لقد شبعت
هلى : بالهناء و العافية
كرم : بالعافية يا حلوتي
ميرا : سأقوم بتجهيزاتي من أجل الغد ثم سأخلد
للنوم ، تصبحون على خير
هلى و كرم : و انتي بخير
عَمر وجوري : و انتي بخير ميرا
جهزتُ كل شيء و وظبت كل أشيائي التي سأحتاج لها في هذه الرحلة ثمّ حاولتُ أن أنام لكنني تذكرت أنه علي كتابة مذكراتي فهي كواجب بالنسبة لي
نهضتُ و بدأتُ بالكتابة ، فما كانت أول كلمة كتبتها سوى مستفز ، لا أدري كيف خطر على بالي لأبدأ به ، ربما لأنه شخص جديد نوعاً ما في حياتي
أكملتُ الكتابة ثم خلدتُ للنوم.
في الصباح الباكر :
استيقظنا انا و عَمر
و من ثمّ أقمت لباسي الذي اخترته لهذه الرحلة التخييمية ،
اخترت بنطال واسع ذا لون بيج ومعه معطف قصير بنفس اللون و له حزام جميل ناعم و تركت المعطف دون اغلاق و ارتديت قميص أسود اللون واسع بعضاً من الشيء ذا أكمام فضفاضة جميلة تحت المعطف و قمت بعمل ضفيرة جميلة لشعري و وضعت قبعة بيج اللون و ارتديتُ حذاء أسود اللون سبور و وضعتُ عطر الياسمين الفواح ، نعم فأنا لا استخدم سوى عطر الياسمين و ذلك لأنه يذكرني دائماً برائحة دمشق و أزقتها
و ذهبنا ننتظر شمس و أمير و سعد ،
كانت شمس ترتدي فستان قصير ذا لون أحمر و عليه بعض الزهور الناعمة بيضاء اللون طويل الأكمام و تركت شعرها الطويل بشكل منسدل و أخذت بغصلة من شعرها لللخلف و وضعت لها مشبك شعر على شكل زهرة اقحوان ناعمة و ارتدت حذاء ابيض سبور
كانت تبدو جميلة جداً
أما عَمر أخي فلقد ارتدى قميص ابيض يعلوه جاكيت جينز فاتح اللون و بنطال جينز ايضاً بنفس لون الجاكيت بالإضافة لقبعة بيضاء و حذاء أبيض اللون
الأبيض يليق كثيراً لعَمر لأنه حنطي اللون و ليس هو فقط بل كل عائلتي حنطية اللون ما عدايي ، يقال أنني أشبه عمتي المتوفاة و فعلاً لدي صورة لها انا أشبهها كثيرا ، رحمها الله
أما سعد و أمير فلقد ارتديا نفس بعضهما ، ارتدا بيجامات مريحة جداً ذا لون أسود ، واسعة و لها قبعة و لها أكمام مزمومة أيضاً البيجامة كانت واسعة و مزمومة عند الأقدام و ارتدوا ساعات سوداء و أحذية بيضاء سبور
عندما رأيتهم تمنيت لو ارتديت بيجاما فهي مريحة أكثر لكن زيي أيضاً جميل و مريح و يليق بي
يا الااااهي عدتُ للمراوغة هههه
بعد قدومهم ذهبنا الى نقطة التجمع الا و هي الجامعة كما اتفقنا سابقاً
عند وصولنا ركبنا الحافلة الطلابية الخاصة بمجموعتنا مع باقي الأصدقاء و المسؤولين و المدربين، ثمّ انطلقنا بعد ربع ساعة
كان الطريق ممتع جداً، مناظر جميلة و خلابة ،
فتحت النافذة التي بقربي و إذ بنسمات الهواء الخفيفة تلاطم و جهي و كأنّ تلك النسمات ترسم ملامحي و أشجار الصنوبر العالية كانت تملئ الطريق و في المقدمة يوجد تلال تشبه الاهرامات أما السماء فكان زراقها هادئ و جميل و ممتلئ بالغيوم البيضاء، و سرب الطيور كان يتمايل في السماء فكان يرسم تارة قلب و تارة اخرى كلمة " الله"
كان يزين السماء بشكل مبهر للغاية
و وضع بعض الأصدقاء أغاني رحلية جميلة و ممتعة ، الجميع يشارك بسعادة بالغناء و الترديد مع الاغنية و بعض الشبان قاموا بالرّقص و الدبكة الشعبية و من ثمّ أغاني أجنبية جميلة
لقد شعرت بسعادة و مرح لم أشعر هكذا سابقاً ، لقد سُعِدتُ جداً بكل ذلك
عَمر و أمير و سعد جلسا أمامنا أنا و شمس، كنا نتشارك رقائق البطاطا و العصير ثمّ جاء وقت استراحة الطريق ، فتوقفت الحافلة و نزلنا
وجدنا أشجار توت بري فذهبنا انا و شمس وبدأنا بتناوله و بعدها عَمر و أمير و سعد لحقوا بنا ، جمعنا الكثير من التوت البري حيث كان شهي جداً و لذيذ المذاق و طازج
بعد انتهاء الاستراحة صعدنا للحافة و تبدلت مقاعدنا فكان سعد يجلس على مقعد و المقعد الذي بجانبه كان فارغ فقمت بنفس فعله و جلست دون أخذ اذنه ثم بدأ بنظرة الغرابة
ميرا : ماذا بك لماذا تنظر هكذا
سعد : ههه لا شيء ، لكنكِ فعلتِ نفس فعلتي أَي جلستي بنفس طريقتي السابقة
ميرا : نعم لقد تعلمت منك
ثمّ صمتاً طويلاً..
سعد : اذاً اخبريني عنك ماهي أكثر الهوايات المحببة لديكِ
ميرا : الكتابة و انت
سعد : جمع أصداف البحر
لا أدري لم تلك الجملة زرعت بي مشاعر غريبة لم أكن اشعر بها سابقاً ، ماهذا بحق السماء قال جمع أصداف البحر قال
ميرا : و هل هذه هواية
سعد : هواية طبعاً كنت أجمع أصداف البحر أنا و صديقتي منذ الطفولة و كنا نرسم بها أيضاً و من ثم نعيدها للبحر خوفاً من ...
ميرا : خوفاً من ماذا
سعد : اوه انظري لهناك
ميرا : ووهل تحاول تشتيت انتباهي و تركيزي ، خوفاً من ماذا؟ اكمل.
سعد : هه لا طبعاً لكن ذلك سري أنا و صديقتي
ميرا : هممم جميل
سعد : نعم !
ميرا : و أين هي صديقتك
سعد : لم تتعرف علي!
ميرا : و كيف ذلك
سعد : لا أعلم
ميرا : همم
سعد : لكنني أشتاق لها
ميرا : أتمنى أن تلقاها يوماً ما
سعد : شكراً
بدا عليه الحزن على صديقته تلك ، إنه غامض جداً ، و لا أدرك مالذي مرّ به و لا عن حاله لكن أمره غريب جداً !
بعد وصولنا لمكان التخييم بدأ المسؤولين و الشبان بوضع الخيام و نصبها بشكل جيد و مثالي ، كان الجميع يتعاون
أحسستُ بروح الفريق التعاوني فالجميع يساند الجميع كانوا سعداء جداً و روح الشباب كانت تظهر بشكل براق في عيون الجميع
كم أحب ذلك فأنا احب روح التعاون و العمل يد بيد و المساندة و المساعدة و تقديم العون للجميع لقد كان الجميع يبدو بشكل مثالي
و كان المكان ذو منظر جميل و خلاب يملؤه الخَضار ففي كل مكان هناك اشجار و خاصة أشجار "زهر الليل" حيث تتفتح الزهور ليلاً و تفوح رائحتها الجميلة أيضاً ليلاً و هناك ضفة نهر بالقرب من مكان التخييم أيضاً ،
و يالِ جمال صوت مياه النهر الجارية و نسمات الهواء مع صخب الجميع و حماسهم
و الشيء الأجمل الذي لفت انتباهي بشكل مبهر هو انعكاس القمر على النهر حيث بدا و كأن هناك قمران
الأول في السماء و الآخر على الأرض في الماء تزينه الأشجار و الزهور
حقاً إنه مكان رائع لا مثيل له!
حل منتصف الليل و انتهى الجميع من العمل و حان وقت النوم ، إلا أن رأي الآخرين كان مختلف فلقد عزم الجميع على السهر طوال الليل دون علم المسؤولين
جلسنا انا و شمس نتشارك رقائق البطاطا و العصير بالإضافة الى التوت البري الذي جمعناه سابقا
اما سعد و عَمر و أمير كانو معاً يتشاركون أطراف الحديث
أمير : إذاً عيد ميلاد ميرا اقترب ؟
عَمر : نعم هذا صحيح
سعد : لا بد أن شمس لا تدري بهذا
أمير : يمكننا التحضير نحن
عَمر : و هو كذلك
أمير : ماذا تحب ميرا في العادة
عَمر : الكتابة لا تحب سوى الكتابة
سعد : هناك اشياء اخرى فهي تحب...
عَمر : ماذا تحب ؟ أكمل!
سعد : لا أدري كنتُ احاول التذاكي بعضاً من الشيء ههه
أمير : حسناً إذاً نتفق غداً
و إذ بصوت شمس من الخارج يعلو بين الهدوء العائم ..
يتبع...
الجميع يركض بخوف و كل شخص ينادي مجموعته ، الحقائب و الكتب ملقاة على الأرض و الأوراق تتطاير في الهواء دون اي اهتمام و كأن كل نفس تريد انقاذ نفسها دون أن تأبه لأحد آخر
شعرت بالدوار و قلبي بدأ يرتجف خوفاً ، الجميع يمضي
و أعماقي تنادي أمي ، يداي ترتجف
أشعر و كأنني عشت هذا سابقاً لكن أين؟ أنا لا أدرك !
ثم صوت من بعيد ينادي لي ثم و اذ بأحد يلمس يدي التفت قليلاً و إذ بشمس
شمس : ميرا انضمي لمجموعتنا
ميرا : ماذا هناك لم الجميع خائف هكذا
شمس: ليس خوف و إنما تمثيل في حال وجود زلزال ما فهذا هو التصرف السليم أي علينا الخروج للحرم الجامعي و من ثم الخروج من الجامعة بشكل مباشر
ميرا : اوه لقد فكرت بأن شيء ما حدث
شمس : لا كل هذا لأجلك فقط
ميرا : لم أفهم
شمس : ههه أمزح يا عزيزتي
ميرا : إذاً أين أمير
شمس : يساعد المنفذين في التدريب على السلامة في حال وجود أي حادثة او ازمة
ميرا : جميل
شمس : نعم فأمير مدرب جيد في هذه الأمور لقد خضع لدورات تعليمة و أخذ شهادات معتمدة على ذلك
ميرا : جيد يبدو أنه طموح جدا
شمس : نعم هو كذلك
ثم ذهبنا بعد انتهاء التدريبات الى صف الموسيقى
كان صفاً واسعاً فخماً أساسه خشبي اللون و آلات الموسيقى تترنح في كل مكان بتناسق و ترتيب البيانو في مكانها الخاص، الجيتار و العود بمكانهما الخاص و منصة كبيرة و عالية في أدناها مدرج جميل و هادئ
كان ذلك الصف مصدر راحة و هدوء و جمال حيث نقشت رسمة لطاووس متناسق الألوان في واجهة الصف
من الجيد أن ضمن تخصصنا يوجد كهذه الانشطة الترفيهية و من الجميل بالذكر أنني من محبّي الموسيقى ، فأنا أعزف بيانو و جيتار و بجدارة ايضاً .
فالموسيقى كفيلة بشعور الراحة و الاطمئنان و خاصةً إن كانت موسيقة هادئة
كنا مستمتعين جداً حيث كنت مع شمس و أمير و الجميل بالذكر أن أمير عازف بيانو مميز جداً
شمس : علماني العزففف ، أريد تعلم العزف علمانييييي
ميرا و أمير : حسناً حسناً لكن يكفي صراخ
شمس و ميرا و أمير : ههههههههه
أمير : حسناً سأعزف مقطوعة عزيزة على قلبي جداً هي مقطوعتي الخاصة
ميرا : جميل هيا لنسمع
بدأ أمير بالعزف
شعرت بتلك المقطوعة بكل حواسي و كأنها ليست بجديدة علي ، لا على العكس و كأنّ تلك المقطوعة كانت معي منذ زمن بعيد
وكأنني أسمعها بعد مرور العديد من السنوات لا أدري ربما لأنها جميلة و مؤثرة جداً .
لقد أحببتُها جدا !
ميرا : أريد أن أجرب عزفها
أمير : حسناً
بدأتُ بعزف تلك المقطوعة دون أي توتر أو أي تدريب
أوه هل لهذه الدرجة أصبحت عازفة و خبيرة بالموسيقة او ربما لشدة اعجابي بتلك المقطوعة
أمير : جميل لقد عزفتها ببراعة
ميرا : شكرا هذا من لطفك
شمس : لم تعلماااانييييي
أمير : حسنا سنبدأ بتعليمك في كل عطلة من الاسبوع
ميرا : اريد طالبة مجدة يا شمس عليكِ التفوق
أمير و شمس : هههههه
شمس : اذاً لنذهب الى صفنا
ميرا : نعم لنذهب
أمير: هيا
في حين دخولنا للصف كان الجميع يتفق على رحلة تخييم فأتوا ليتحدثوا معنا عن ذلك
أحمد : مرحباً انا احمد يا اصدقاء
أمير : سررت بمعرفتك ، أنا أمير و هذه ميرا و هذه شمس
شمس : سررنا بمعرفتك
ميرا : اهلا بك
أحمد : و انا ايضاً سررتُ بمعرفتكم نحن نتفق على رحلة تخييم مع معلمينا و معلماتنا و ذلك قبل انتهاء فصل الصيف و بالتالي نتعرف على بعضنا أكثر ما رأيكم
أمير بدا و كأنه مرتعب من فكرة التخييم
شمس : حسناً سنفكر
ميرا : فكرة جيدة أنا أوافق
أمير : حقاً ؟
ميرا : نعم فكرة جميلة
أمير : إذاً و أنا أوافق
شمس : أمير هل أنتَ متأكد؟
أمير : نعم لا مشكلة
شمس : حسناً
لا أدري لم كل ذلك التررد الذي بدا منهما لكن من الجيد أنهم وافقوا على فكرة التخييم
اوه سأستمتع كثيرا و سأكتب أيضاً و لن أنام حتى
أنا سعيدةةة بكل هذا
عُدتُ للمنزل و أخبرت والداي عن فكرة التخييم و لقد رحبا بالفكرة بعد اقناعي لهما شعرتُ بنفس تردد أمير و شمس لكن ربما لأنهم يقلقون علي كثيراً المهم أنهم وافقوا على ذلك ، أحب و الدي و أحب التفاهم الدائم بيننا
ستكون رحلة التخييم بعد ثلاثة أيام من اليوم
عَمر : جمييييل و رحلة تخييم أيضاً ، ألا يجب أن تدعيني لهذه الرحلة ، ألستُ أخيكِ المفضل و الوحيد
ميرا : يالك من مراوغ حسناً يمكنك المجيء تبقى مع أمير و باقي الشبّان فنحن سنخيم مع معلماتنا و أنتم مع معلمينا
عَمر : جميل لكنني ربما سألغي الفكرة لمَ لا يوجد فتيات في مخيمنا أيضا
ميرا : يالك من مخادع
_أميييييي تعالي و انظري لطفلك المدلل
عَمر : أمزح أمزح سآتي و أتعرف على الجامعة و أجواء طلَبَتِها أكثر فأنا مقبل إليكِ العام القادم يا عزيزتي
ميرا : حسناً إذاً لنبدأ بتحضيرات الطعام و المشروبات و الملابس سنبقى يومان فقط
عَمر : حسناً إذاً
في اليوم التالي ذهبت للجامعة و رافقت شمس و أمير بالذهاب ،
فاليوم علينا تقديم البحث الذي عملنا عليه
في طريقنا وجدنا هرة صغيرة جداً كانت ناصعة البياض و كانت تملك عينان زرقاوتان ، و كأنها تائهة، كانت مختبئة خلف شجرة موجودة في الطريق
لم يطاوعني قلبي فأردتُ أخذها معي و قررت أن أصطحبها لمنزلي
ربما ستكون صديقة عزيزة لي فأنا أحب الهرر و باقي الحيوانات الأليفة
ما ان بدأت بحملها حتى أتت مجموعتها كانت هرتان صغيرتان و والدتهما على الأرجح ، كانوا أيضاً ذا لون أبيض يشبهونها كثيرا
فبدأت بالمواء حتى أنزلتها و ركضت لهم
أمير : أمر جميل هاقد اجتمعت بذويها
ميرا : نعم هاقد اجتمعت بعائلتها ، العائلة أمر مهم في حياة الجميع
أمير : نعم ، صحيح
شمس : هيااا لقد تأخرنا
بعد وصولنا للجامعة دخلنا الى القاعة و سلّمنا على الأصدقاء ثم جلسنا في مقاعدنا ننتظر بدء المحاضرة
و إذ ببعض الشبّان يتعاركون لا أدري لماذا لكنّ صوتهم وصل للإدارة حيث أتى مدير الجامعة و المسؤولين و عاقبوا الصف كامل
كان العقاب عبارة عن مساعدة في تنظيم الجامعة لمدة اسبوع كامل بما في ذلك من تنظيف و مساعدة و مناوبة
لا أعلم ربما أنا مجنونة قليلاً فلقد سُعدتُ بذلك العقاب كثيراً ، و طلب المدير أن نصنع مجلة الاسبوع بشكل تعاوني و ذلك لنعتاد على بعضنا البعض بشكل أفضل
أمير : اوه ما هذا كل ذلك بسبب أولئك الأذكياء
شمس : لقد علقنا
ميرا : ماذا بكم إنه عقاب جميل
أمير : ميرا اصمتي لازلت تحبين العقاب كما كنتِ سابقاً
ميرا : ماذا ، لم أفهم
أمير : أقصد كأنكِ تحبين العقاب و تُعجَبين به أيضاً
ميرا : نعم فانه عقاب جميل سيجعلنا نعتاد اكثر على الجامعة و باقي الاصدقاء
أمير : صحيح
لا أدري ماذا كان يقصد أو ربما أخطأ في الكلام لن أعير هذا اهتمام .
بعد قليل حان وقت استراحة الغداء ، فاتفقنا أن نذهب لمطعم قريب من الجامعة، أمير و انا أردنا أن نأكل البيتزا أما شمس فكان لها رأي مختلف فلقد أصرّت على تناول ثلاث وجبات ، نعم فشمس تحب تناول الطعام أيضاً و بكثرة
كنا نتجادل طوال الطريق عن الطعام و كثرة تناوله
شمس تأكل كثيرا و يزداد وزنها بشكل دائم أما انا فأيضاً اتناول الطعام بكثرة لكن وزني لايزدا و هذا الأمر من أجمل الأمور بي ، فأنا آكل و لا يزداد وزني كم أنني محظوظة ههه
و عندما وصلنا جلسنا و تناولنا طعامنا و من ثم تناولنا الحلوة و العصير و جلسنا قليلاً و بدأنا بتبادل الاحاديث
أردت التعرف أكثر على أمير و شمس لكنهم بمجرّد فتحي للحديث ، قالو بأنهم تأخروا ثم عدنا للجامعة بعد انتهاء فترة الغداء
قال لنا أمير أثناء عودتنا للجامعة أن صديق ما ينتظره و أن هذا الصديق سيلتحق بجامعتنا و سيكون معنا قريباً
و عندما وصلنا أراد أمير أن يلتقيه لوحده و قال أنه سيذهب لخارج الجامعة معه و لن يكمل الدوام لليوم
و أثناء لحاقه بذلك الشاب رأيته من بعيد بدا لي مألوف جداً لكنني ربما مخطئة لأنني لم أره عن قريب ابدا لكنه كان طويل القامة و يرتدي زي رسمي، ثم ذهبا للخارج معاً
و هنا دخلنا للقاعة أنا و شمس بدت شمس و كأنها مرهقة من كثرة تناول الطعام فلقد نامت في المحاضرة و لم تعير اهتماماً أبداً
تفاجئتُ بذلك لكنها فعلاً كانت مرهقة فلقد تناولت الكثير من الطعام.
و في وقت الانصراف عاد أمير للجامعة لكي يوصلنا
فلقد اعتاد على ذلك
حقاً إنني احترمه كثيراً هو بمثابة أخ لي
في مكان آخر :
ظلام دامس و مجهولان
_ ماذا تقصد هل يعقل ذلك؟
_نعم لقد رأيته بأم عيني و لا يمكنني تكذيب ذلك!
_علينا الانتقال من هنا سريعا!
_نعم لكن للانتقال يجيب علينا الانتظار حتى انتهاء هذا الفصل و من ثم سنذهب من هنا إلى أن يحين وقت العودة لنصل لمطلبنا
_و هو كذلك
في منزل ميرا :
ميرا : أمي لقد أتيت
هلى : لقد تأخرتِ اليوم ، هيا تعالي فالطعام جاهز يا عزيزتي
عَمر : اليوم "يوم طعامي المفضل"
جوري : لا تفرح كثيراً فهذا طعامي المفضل أيضاً
ميرا : أين والدي لا أراه
هلى : لديه عمل طارئ لذلك ذهب سريعاً
تناولو الطعام انتم فوالدكم سيتناول طعامه في الخارج
ميرا : حسناً أمي
تناولتُ طعامي ثم قررت بأن أنتعش قليلاً فدخلت الحمام لأنتعش و وضعت أغنيتي المفضلة ، من طفولتي و أنا معتادة على سماع الموسيقى أثناء أخذ الحمام ، أحب كثيراً سماع الموسيقى مع قطرات الماء و فقاعات الصابون و رائحة المعطر ، كل تلك التفاصيل تأخذ قلبي و أنا بها متيمة ، أشعر بالراحة بفعل ذلك.
ثم ذهبت لغرفتي و فتحتُ حاسوبي المحمول ، دخلت الى حسابي في فيس بوك فوجدتُ طلب صداقة من حساب مجهول ،
نعيش الآن في أحدث العصور و مع ذلك لازال البعض يقوم بصنع حسابات على المواقع الاجتماعية باسم مجهول !
قبلتُ طلب الصداقة لأنني شعرتُ بالغموض بعضاً من الشيء
بعد ذلك بدأتُ بكتابة مذكراتي لليوم حيث كتبت كل ما حدث معي بكامل الحذافير ، عن الجامعة و عن شمس و أمير و ذلك الفتى المألوف الذي رأيته من بعيد و عن كل ما حدث
ثم اتّصلت بابنة خالتي التي تسكن في باريس ، نعم فعائلة أمي تسكن في باريس ، جدتي وىجدي ، خالاتي و أخوالي ، الجميع هناك
أحب أن أُدردش مع ابنة خالتي سهى بشكل يومي حيثُ تقص علي من أحداث تحدث معها هناك في باريس و أنا أيضاً أُشاركها كل ما يحدث معي من مواقف و أحداث و كأنها مذكراتي اليومية ، فنحن مقربين جداً
أعتبرها كأخت لي ، فاستشيرها دائما و هي كذلك .
بعد انتهائي من الدردشة مع سهى و كتابة مذكراتي ، خلدتُ للنوم ثم استيقظتُ كالعادة بسبب كابوسي المتكرر بشكل دائم
ذهبت للمطبخ و أعددتُ كوباً من الحليب و الكاكاو ثم شربته و عدتُ للنوم مرة أخرى
في الصباح :
ميرا : أمي لقد انتهيتُ من تناول طعامي سأذهب للجامعة الآن
هلى: حسناً لا تتأخري
ميرا : كما تعلمين غداً هو يوم التخييم فربما أتأخر قليلاً لأننا بعد الدوام سنتفق على التجهيزات يا أمي
هلى : حسناً إذاً سأتصل بك لأطمئن
ميرا : حسناً أمي ، أحبك
هلى : و أنا أيضاً يا حلوتي
التقيتُ بشمس و أمير كالعادة و ذهبنا معاً للجامعة و في الطريق شربنا القهوة كي لا نتأخر على الجامعة،
ثم دخلنا للقاعة و إذ بطالب جديد يدخل القاعة و يتقدم ليجلس بجانبي ، نظرتُ له و بتمعن فأدركت أنه الشاب نفسه ، صديق أمير ذلك الشاب المألوف
ثم قال لي :
_ماذا بك تنظرين بهذه الطرقة؟
_عفوا!
_تنظرين و كأني أخذت شيء ما يخصك!
_ماذا تقصد؟
_لا شيء
_نعم لقد نظرت لأنك تبدو مألوفاً لي نوعاً ما و لأنك جلست بجانبي دون أخذ اذني
_اوه حقاً تريدين أن آخذ اذنك و المقعد فارغ!
_إنه فارغ لكنه بجانبي
_بحقك نحن لسنا بالابتدائية يا هذه
_لي اسم يا هذا
_و انا ايضاً لي اسم ، اسمي سعد
_اسمي ميرا
_جميل!
ذلك المتباهي طويل القامة كم انه مستفز لكنه و سيم نوعاً ما ، يملك شعراً بني و لديه عينان خضراوتان و لديه شامة في عنقه .
اوه لا كيف لاحظتُ كل ذلك ؟
ربما بسبب استفزازه الشديد لي!
في استراحة الغداء كنا انا و شمس ننتظر أمير إلا أنه أتى مع ذلك المستفز ، نزلا من درج الحرم الجامعي و تقدما الينا
أمير : هيا لنذهب
شمس : حسناً
سعد : لم تعرفني على صديقاتك
أمير : هذه ميرا و هذه شمس
ثمّ نظرَ الينا و قال:
_يارفاق هذا سعد ، صديقي منذ الطفولة كنا معاً في السراء و الضراء و في جميع الأحيان ، كان في باريس و عاد قبل شهرين
ميرا : تشرفنا بمعرفتك ايها المُستَ...
سعد : ماذا
ميرا : ههه لا شيء هيا يا أمير لنذهب لقد تأخرنا
(حاولت التهرب لا أدري كيف كنت سأقول له عمداً و أمامه بأنه مستفز أتمنى أن لا يعير هذا الامر أي اهتمام)
عند وصولنا للمطعم أتى النادل و سألنا عن الاطباق التي نرغب في تناولها قلت همبرغر لكن هناك صوت اخر صدر مع صوتي قائلاً همبرغر ، نعم انه المستفز لقد قلنا "همبرغر" معاً !
سعد : جميل أذواقنا متشابهة
ميرا : ههه صدفة لا أكثر من المستحيل ان تتشابه أزواقنا
سعد: ربما!
أمير : و انا اريد بيتزا
شمس : أريد نودلز و بيتزا و همبرغر
(ضحكنا جميعاً)
شمس : ماذا بكم أنا جائعةةة
أمير : حسناً حسناً كما شئتِ
شمس: جيد أيها اللطيف
دائماً ما أشعر أن هناك رابط جميل بين شمس و أمير لا أدري ربما معجبان ببعضهما البعض أو ربما بينهما علاقة حب منذ الطفولة ، فأمير يقدر شمس و يستمع لها و يفهمها و هي كذلك ، إنهما لائقان ببعضهما البعض
بعد انتهاء الدوام اجتمعنا في القاعة و أتى الدكتور المسؤول عن صفنا كي نتفق على التحضيرات
اتفقنا على جميع التحضيرات، أيضاً ستكون نقطة الذهاب من الجامعة ، و سنذهب على شكل مجموعات، كل مجموعة على حدى مع مسؤول و مدرب خاص بكل فريق
من الجيد أن اخي عَمر سيأتي معي لقد تكلمت في هذا الموضوع مع المسؤول و قبل بقدومه ، و سيكون معي بنفس الفريق أيضاً ، و لقد قسّم المسؤولين الخيام أيضاً لمجموعات حيث كل خيمة تتسع لثلاثة أشخاص
و الجميل بالذكر أنني مع شمس في نفس الخيمة أما أخي عَمر فسيكون مع أمير و سعد
عُدتُ للمنزل و إذ بأبي و الجميع ينتظراني على مائدة الطعام
ميرا : مرحباً ، لقد أتيت
كرم : اهلا عزيزتي هيا اجهزي و تعالي لنتناول الطعام معاً
ميرا : انتم ابدأو لن أتأخر
هلى و كرم : حسناً
بعد دقائق عديدة:
ميرا : هاقد انتهيت ، انا جائعةة
هلى : لقد طهوتُ الحساء المفضّل لكِ
ميرا : قبلاتي لكِ ، احبك يا امييي
جوري : اذاً غداً هو يوم التخييم و سأرتاح من عَمر لثلاثة ايام ، أليس كذلك؟
ميرا : ههه نعم صحيح
عَمر : انا من سييتمتع من دونك يا جوري
ميرا : حسناً بعد الانتهاء ، قم بتوظيب أشيائك
عمر : انا مستعد وكل شيء جاهز أصلاً هههه
ميرا : جيد ، كم انا متحمسة
عَمر : ليس أكثر مني
ميرا : سلمت يداكِ أمي لقد شبعت
هلى : بالهناء و العافية
كرم : بالعافية يا حلوتي
ميرا : سأقوم بتجهيزاتي من أجل الغد ثم سأخلد
للنوم ، تصبحون على خير
هلى و كرم : و انتي بخير
عَمر وجوري : و انتي بخير ميرا
جهزتُ كل شيء و وظبت كل أشيائي التي سأحتاج لها في هذه الرحلة ثمّ حاولتُ أن أنام لكنني تذكرت أنه علي كتابة مذكراتي فهي كواجب بالنسبة لي
نهضتُ و بدأتُ بالكتابة ، فما كانت أول كلمة كتبتها سوى مستفز ، لا أدري كيف خطر على بالي لأبدأ به ، ربما لأنه شخص جديد نوعاً ما في حياتي
أكملتُ الكتابة ثم خلدتُ للنوم.
في الصباح الباكر :
استيقظنا انا و عَمر
و من ثمّ أقمت لباسي الذي اخترته لهذه الرحلة التخييمية ،
اخترت بنطال واسع ذا لون بيج ومعه معطف قصير بنفس اللون و له حزام جميل ناعم و تركت المعطف دون اغلاق و ارتديت قميص أسود اللون واسع بعضاً من الشيء ذا أكمام فضفاضة جميلة تحت المعطف و قمت بعمل ضفيرة جميلة لشعري و وضعت قبعة بيج اللون و ارتديتُ حذاء أسود اللون سبور و وضعتُ عطر الياسمين الفواح ، نعم فأنا لا استخدم سوى عطر الياسمين و ذلك لأنه يذكرني دائماً برائحة دمشق و أزقتها
و ذهبنا ننتظر شمس و أمير و سعد ،
كانت شمس ترتدي فستان قصير ذا لون أحمر و عليه بعض الزهور الناعمة بيضاء اللون طويل الأكمام و تركت شعرها الطويل بشكل منسدل و أخذت بغصلة من شعرها لللخلف و وضعت لها مشبك شعر على شكل زهرة اقحوان ناعمة و ارتدت حذاء ابيض سبور
كانت تبدو جميلة جداً
أما عَمر أخي فلقد ارتدى قميص ابيض يعلوه جاكيت جينز فاتح اللون و بنطال جينز ايضاً بنفس لون الجاكيت بالإضافة لقبعة بيضاء و حذاء أبيض اللون
الأبيض يليق كثيراً لعَمر لأنه حنطي اللون و ليس هو فقط بل كل عائلتي حنطية اللون ما عدايي ، يقال أنني أشبه عمتي المتوفاة و فعلاً لدي صورة لها انا أشبهها كثيرا ، رحمها الله
أما سعد و أمير فلقد ارتديا نفس بعضهما ، ارتدا بيجامات مريحة جداً ذا لون أسود ، واسعة و لها قبعة و لها أكمام مزمومة أيضاً البيجامة كانت واسعة و مزمومة عند الأقدام و ارتدوا ساعات سوداء و أحذية بيضاء سبور
عندما رأيتهم تمنيت لو ارتديت بيجاما فهي مريحة أكثر لكن زيي أيضاً جميل و مريح و يليق بي
يا الااااهي عدتُ للمراوغة هههه
بعد قدومهم ذهبنا الى نقطة التجمع الا و هي الجامعة كما اتفقنا سابقاً
عند وصولنا ركبنا الحافلة الطلابية الخاصة بمجموعتنا مع باقي الأصدقاء و المسؤولين و المدربين، ثمّ انطلقنا بعد ربع ساعة
كان الطريق ممتع جداً، مناظر جميلة و خلابة ،
فتحت النافذة التي بقربي و إذ بنسمات الهواء الخفيفة تلاطم و جهي و كأنّ تلك النسمات ترسم ملامحي و أشجار الصنوبر العالية كانت تملئ الطريق و في المقدمة يوجد تلال تشبه الاهرامات أما السماء فكان زراقها هادئ و جميل و ممتلئ بالغيوم البيضاء، و سرب الطيور كان يتمايل في السماء فكان يرسم تارة قلب و تارة اخرى كلمة " الله"
كان يزين السماء بشكل مبهر للغاية
و وضع بعض الأصدقاء أغاني رحلية جميلة و ممتعة ، الجميع يشارك بسعادة بالغناء و الترديد مع الاغنية و بعض الشبان قاموا بالرّقص و الدبكة الشعبية و من ثمّ أغاني أجنبية جميلة
لقد شعرت بسعادة و مرح لم أشعر هكذا سابقاً ، لقد سُعِدتُ جداً بكل ذلك
عَمر و أمير و سعد جلسا أمامنا أنا و شمس، كنا نتشارك رقائق البطاطا و العصير ثمّ جاء وقت استراحة الطريق ، فتوقفت الحافلة و نزلنا
وجدنا أشجار توت بري فذهبنا انا و شمس وبدأنا بتناوله و بعدها عَمر و أمير و سعد لحقوا بنا ، جمعنا الكثير من التوت البري حيث كان شهي جداً و لذيذ المذاق و طازج
بعد انتهاء الاستراحة صعدنا للحافة و تبدلت مقاعدنا فكان سعد يجلس على مقعد و المقعد الذي بجانبه كان فارغ فقمت بنفس فعله و جلست دون أخذ اذنه ثم بدأ بنظرة الغرابة
ميرا : ماذا بك لماذا تنظر هكذا
سعد : ههه لا شيء ، لكنكِ فعلتِ نفس فعلتي أَي جلستي بنفس طريقتي السابقة
ميرا : نعم لقد تعلمت منك
ثمّ صمتاً طويلاً..
سعد : اذاً اخبريني عنك ماهي أكثر الهوايات المحببة لديكِ
ميرا : الكتابة و انت
سعد : جمع أصداف البحر
لا أدري لم تلك الجملة زرعت بي مشاعر غريبة لم أكن اشعر بها سابقاً ، ماهذا بحق السماء قال جمع أصداف البحر قال
ميرا : و هل هذه هواية
سعد : هواية طبعاً كنت أجمع أصداف البحر أنا و صديقتي منذ الطفولة و كنا نرسم بها أيضاً و من ثم نعيدها للبحر خوفاً من ...
ميرا : خوفاً من ماذا
سعد : اوه انظري لهناك
ميرا : ووهل تحاول تشتيت انتباهي و تركيزي ، خوفاً من ماذا؟ اكمل.
سعد : هه لا طبعاً لكن ذلك سري أنا و صديقتي
ميرا : هممم جميل
سعد : نعم !
ميرا : و أين هي صديقتك
سعد : لم تتعرف علي!
ميرا : و كيف ذلك
سعد : لا أعلم
ميرا : همم
سعد : لكنني أشتاق لها
ميرا : أتمنى أن تلقاها يوماً ما
سعد : شكراً
بدا عليه الحزن على صديقته تلك ، إنه غامض جداً ، و لا أدرك مالذي مرّ به و لا عن حاله لكن أمره غريب جداً !
بعد وصولنا لمكان التخييم بدأ المسؤولين و الشبان بوضع الخيام و نصبها بشكل جيد و مثالي ، كان الجميع يتعاون
أحسستُ بروح الفريق التعاوني فالجميع يساند الجميع كانوا سعداء جداً و روح الشباب كانت تظهر بشكل براق في عيون الجميع
كم أحب ذلك فأنا احب روح التعاون و العمل يد بيد و المساندة و المساعدة و تقديم العون للجميع لقد كان الجميع يبدو بشكل مثالي
و كان المكان ذو منظر جميل و خلاب يملؤه الخَضار ففي كل مكان هناك اشجار و خاصة أشجار "زهر الليل" حيث تتفتح الزهور ليلاً و تفوح رائحتها الجميلة أيضاً ليلاً و هناك ضفة نهر بالقرب من مكان التخييم أيضاً ،
و يالِ جمال صوت مياه النهر الجارية و نسمات الهواء مع صخب الجميع و حماسهم
و الشيء الأجمل الذي لفت انتباهي بشكل مبهر هو انعكاس القمر على النهر حيث بدا و كأن هناك قمران
الأول في السماء و الآخر على الأرض في الماء تزينه الأشجار و الزهور
حقاً إنه مكان رائع لا مثيل له!
حل منتصف الليل و انتهى الجميع من العمل و حان وقت النوم ، إلا أن رأي الآخرين كان مختلف فلقد عزم الجميع على السهر طوال الليل دون علم المسؤولين
جلسنا انا و شمس نتشارك رقائق البطاطا و العصير بالإضافة الى التوت البري الذي جمعناه سابقا
اما سعد و عَمر و أمير كانو معاً يتشاركون أطراف الحديث
أمير : إذاً عيد ميلاد ميرا اقترب ؟
عَمر : نعم هذا صحيح
سعد : لا بد أن شمس لا تدري بهذا
أمير : يمكننا التحضير نحن
عَمر : و هو كذلك
أمير : ماذا تحب ميرا في العادة
عَمر : الكتابة لا تحب سوى الكتابة
سعد : هناك اشياء اخرى فهي تحب...
عَمر : ماذا تحب ؟ أكمل!
سعد : لا أدري كنتُ احاول التذاكي بعضاً من الشيء ههه
أمير : حسناً إذاً نتفق غداً
و إذ بصوت شمس من الخارج يعلو بين الهدوء العائم ..
يتبع...