3

كانت شمس تصرخ :

لاااا..لاااا...لاااا... ساعدونييي

من كان نائم استيقظ و من كان هادئ ارتجف من حدة صوتها فنهض الجميع خارجين نحو الصوت الآتي

كانت ميرا ملقاة على الأرض ، غائبة عن الوعي و لا تستفيق و شمس تنادي الجميع و تطلب منهم اسعاف ميرا

ركض أمير نحو ميرا حالاً و لحق به سعد أما عَمر لقد كان خائفاً من التقدم فقد كان مرتبك جداً و خائف على شقيقته

بدأ أمير ينادي باسمها في أذنها حتى تستفيق فعندما لم يجد نفع من ذلك رشّ عليها القليل من المياه و كل ذلك لم ينفع ، أتوا المسؤولين و المسعف فحملوها و أدخلوها لخيمتها

المسعف و أمير في الخيمة مع ميرا

المسعف : لا عليكم هذا بسبب صدمة ما ، سأعطيها مهدئ و ستستفيق صباحاً

أمير : ما سبب هذا؟ لمَ يحدث هذا معها دائماً؟

المسعف : هل دائما تصاب هكذا؟

أمير : نعم منذ صغرها

المسعف : ربما هناك صدمة مؤثرة حدثت في حياتها و لا زالت تتأثر في كل شيء تلحظه مشابه لها ، لكن كيف تعرف كل ذلك!

أمير : و هو يربت على كتف المسعف، لا عليك ، قصة طويلة

المسعف : أتمنى لها الشفاء العاجل

أمير : شكراً لك

بقي أمير لوحده مع ميرا

أمير : يا لحسرة ما حدث يا عزيزتي ميرا ، كيف لكِ أن تنسين كل ما مضى و مع ذلك لازلتِ تتأثرين بكل ما مضى ، كيف لكِ أن تنسين من انا؟ بعد كل هذه المدة نعود لنلتقي يا عزيزتي كما كنا سابقاَ!
انا ....

ثم دخل عَمر فلجأ أمير للصمت

عَمر : يالها من مسكينة، عجباً ماذا حدث ياترى

أمير : ميرا شقيقتك ألا تعلم ما حدث لها ، يقول المسعف أنه ربما يحصل معها هذا بشكل متكرر

عَمر : لا أدري ، لم ألحظ هذا أبداً بالرغم من أننا أشقاء مقربون جداً

أمير (بصوت خافت) : عجباً! ، أشقاء و مقربون يا هذا

عَمر : هل قلتَ شيئا ما يا أمير؟

أمير : لا لكنني شعرت بالنعاس بعضاً من الشيء لنذهب و نُدخل شمس لتبقى مع ميرا بعد أن نهدّئ شمس قليلاً فلقد كانت خائفة جداً!

عَمر : نعم لنذهب

كانت شمس غارقة بدموعها خوفاً على ميرا حتى أتى أمير و أعطاها منديل
ثم فتح زراعيه فحضنها قائلاً:

لا تخافي انتهى انتهى

شمس : بدت و كأنها تتذكر يا أمير ثم اصبحت ترجف و تهتز حتى وقعت على الأرض ، لقد ذكرتني حالتها بكل ما مضى

أمير : انا و انتي تغلبنا على هذه الحقيقة و هي ستتغلب و تتحداها أيضاً ، لا تقلقي!

شمس: نعم يوما ما يا أمير!

أمير : هل تناولتِ طعامك ؟

شمس : نعم و انت؟

أمير : لم اتناول الطعام بعد

شمس : سأطعمك انا

أمير : لا اذهبي لميرا

شمس : سعد طلب أن يبقى بجانبها للصباح و انا وافقت على ذلك

أمير : و ان استيقظت و رأته بجانبها؟

شمس : سيذهب قبل استيقاظها

أمير : حسناً ، لنمشي قليلاً قرب النهر

شمس : لا أولاً ستأكل ، هيااا و انا جائعة

أمير : ههه حسناً حسناً

شمس : أحبك

أمير : و انا أحبك يا شمسي

في خيمة ميرا :

بدأ سعد بعزف مقطوعة من الموسيقى على الجيتار و بدأ يغني لها اغنية من تأليفه و هو يختلس النظر اليها :

قمري يا قمري
اضيئي ظلامي
و ابعدي همومي
و عودي عودي
إليّ عودي...

حلّ الصباح و استفاقت ميرا و كانت شمس بجانبها بعد أن رحل سعد

عندما قامت ميرا حضنتها شمس قائلة:

_لقد خفنا عليكِ كثيراً

ميرا : أعتذر فلم اخبركم سابقاً أنّ هذا يحدث معي بشكل دائم

شمس : لا عليكِ ارتاحي قليلاً

ميرا : لحظة هل أنتي من عزفتي و قمتي بالغناء ؟

شمس : لم افهم ! عن اي موسيقى تتحدثين

ميرا : لا ادري لقد سمعت عزف و غناء احدهم

شمس : لا ربما حلمت بها

ميرا : لا أعلم

شمس : هاا إذاً أخبريني ، هل زارك فارس أحلامك في الحلم

ميرا : ههه ليس من هذا القبيل يا شمس

شمس : إذاً لم احمرّ وجهك خجلاً

ميرا : لا انظري لازلت بيضاء هه

شمس : ههه ، إذا مجموعتنا بانتظارك هيا لنتناول الافطار

ميرا : حسناً

ذهبا ميرا و شمش نحو مكان مائدة طعام مجموعتهم كانت في الجهة اليمنى بين الأشجار الخضراء و الزهور الحمراء و كان هناك فراشات ملونة بكثرة ، كانت مائدة الطعام خشبية مزينة أعمدتها بغصون و أوراق خضراء و غطائها كان ذا لون وردي فاتح

ميرا : ارجوحةةة ! ، من وضعها ؟

عَمر : سعد من وضعها و زينها بأصداف البحر لقد عمل عليها صباحاً و زينها بالزهور و الاوراق الخضراء، و كذلك مائدة الطعام بالإضافة الى أنه هو من أعد الإفطار

ميرا بصوت خافت : أيعقلُ ذلك ؟ هذا من صنع المستفز ؟ ربما انا في حلم

سعد مبتسماً : هل قلتِ شيئاً يا ميرا؟

ميرا : ههه لا شيء قلت هذا جميل شكرا لك

سعد : و من قال اني صنعتها من اجلك؟

ميرا : و من قال بأنني أفكر بهذه الطريقة لقد ظننت أنك صنعتها من اجل الجميع

سعد : نعم من أجل الجميع

ميرا : اذاً من اجلي ايضاً ههه

سعد : مغرورة

ميرا : صدقت ، هيا و انت من سيساعدني بالجلوس بها و الاستمتاع بها

سعد : و من قال هذا

ميرا : انا!

سعد : حسناً

اقترب سعد و أَجلس ميرا على الأرجوحة و بدأ بدفع الارجوحة

كانت ضحكات ميرا ترتفع اكثر و اكثر لشدة فرحها و من ثم وضع لها تاج من الزهور و الاوراق الخضراء على رأسها

نظرت اليه بشكل مفاجئ و ابتسمت و قالت شكراً

سعد : ليس لكِ فقط صنعت لجميع الفتيات

ميرا : لا استبعد ذلك !

سعد : ماذا تظنينني؟

ميرا : مراهق يحب جميع الفتيات ههه

سعد : مغرورة

ميرا : و أحب غروري هذا!

ثمّ دفع الأرجوحة دفعة عالية فارتعبت ميرا و امسكت بيد سعد و شدت عليها

ميرا : لا احب كل هذا، اكره المرتفعااات يا هذا !

سعد : اعلم فهذا عقابك لأنك قلتِ لي بأنني مراهق

ميرا : حسنا حسنا اتراجع عن كلامي هذا لا تحزن

سعد : و من قال بأنني حزين ؟

ميرا : عيناك!

سرح سعد بعينان ميرا قليلاً و إذ بميرا تقول :

_هلو يا هذا الى اين ذهب عقلك ، استفيق

سعد : كوني طيبة قليلاً !

ميرا : حسناً حسناً

سعد : هيا الجميع اتى ، حان وقت الافطار

ميرا : حسناً اذاً

ذهبوا نحو مائدة الطعام و إذ بميرا تتفاجئ بكل الأطعمة و الاطباق

ميرا : يا الاهي فول سوداني و سجق ايضاً و ماذا هناك ، لاااا انه حسائي المفضل

عَمر : نعم ألم أقل لكِ ان سعد حضّر كل هذا

ميرا : لا يعقل

سعد : و لماذا

ميرا : لا اعلم لكن شكرا

سعد : اعددته للجمييع

ميرا : و لي

سعد : نعم و لك انتِ فقط و بالذات

ميرا : ماذا

سعد : لا تصدقي امزح فقط

ميرا : اعلم!

سعد : انتِ...

ميرا : ماذا؟  أكمل أكمل

سعد : لا شيء!

ميرا مع نفسها : ترى كيف يفكر بي ربما أخطأتُ في الكلام و في حقه ، عجباً ماذا يظنني ؟ بماذا يفكر و بأي طريقة ياترى !، حائرة جداً و متوترة أيضاً و مرتعبة من أن يأخذ فكرة خطأ عني !

سعد : الى اين ذهبتِ بالتفكير هيا ابدأي بتناول طعامك

أومئت ميرا رأسها قائلة : لا شيء انا هنا ، حسناً

انتهى الجميع من تناول طعامه و ذهب الجميع ليجهز و يوظب و يرتب الخيام

كانت جميع الخيام متشابهة بيضاء اللون و صغار تتسع لاثنان او ثلاثة فقط و لقد احضر جميع الطلاب
لحافات للنوم خاصة بالرحلات بالإضافة لمصابيح من أجل الضوء بالإضافات لخزائن ملابس قماشية ايضاً خاصة بالرحلات، و المسؤولين أحضروا ثلاجات سفرية من أجل الطعام و الشراب

بعد انتهاء الجميع من توظيب الخيام أخذ كل مسئول مجموعته للتنزه في الغابة و تعريفهم على النباتات السامة و الغير سامة

المسؤول : هذه نبتة جوهرة الغابة و هي نادرة جدا
كما ترون يا أصدقاء فإنها نبتة داخلية ذات أوراق خضراء على شكل أسهم و عروقها غامقة اللون و هي فعلاً من النباتات المميزة

و أكمل المسؤول بالتنزه مع الطلاب حتى وصلوا لمغارة كانت في نهاية الغابة ، كانت تلك المغارة كبيرة جداً و كأنها منذ مئات أو آلاف السنين و بقربها أشجار ضخمة جداً و كأنها أشجار منذ العصور القديمة
و يحيط بتلك المغارة شجرة أشواك ممتدة في كل نواحيها ما عدا ناحية الممر

بدأ المسؤول قائلاً :

_هذه مغارة قديمة جداً و يقال أنها تحتوي على آثار عظيمة ، و يقال أنه لم يدخل أحد هذه المغارة من قبل و ذلك بسبب الرعب الذي يتحدثون به عنها، يقول بعض الناس أنها مجرد خرافات و أنها ليست بمخيفة و لكن الجدير بالكلام أن هناك من يقول بأن هذه المغارة كانت تستخدم كمخبأ ممتاز في الحروب قديماً و في مرة من المرات وضعت ام طفلها في هذه المغارة ثم رحلت و منذ ذلك الحين تخرج اشاعات كثيرة عن ذلك الطفل ، فمنهم من قال انه مات و عظامه تحولت لرماد و لم يظهر له أي أثر و منهم من يقول أن ذلك الطفل رعاه رجل حكيم في هذه المغارة ثم مات الرجل الحكيم و ذلك الطفل رحل بعيداً و الله أعلم

لم يدخل أحد المغارة أبداً فأكملوا المشي إلا ميرا فلقد دفعها الفضول لتدخل و ترى ماذا بها و أرادت التصوير داخل تلك المغارة

وقفت ميرا على عتبة تلك المغارة و هي محتارة

_ادخل ام لا ؟

وجدت زهرة متعددة الوريقات و بدأت تثير خلف خطوات حظها

_سأدخل   لن أدخل   سأدخل  لن أدخل  سأدخل

ميرا : سأدخل لن تكون بحجم رعب كابوسي المتكرر بشكل دائم

و بدأت تخطو و تقترب خطوة خطوة

لاحظ سعد عدم وجود ميرا معهم في المجموعة

سعد : تلك الفضولية!!

ثم لحق بها و عندما وصل اليها وجدها تتقدم نحو الممر فذهب راكضاً اليها مانعاً لها دخول تلك المغارة

ميرا : ماذا بك اترك يدي

سعد : لن أتركها

ميرا : أريد الدخول ما شأنك يا هذا

سعد : هذا من شأني هيا لنعود

بدأت ميرا تتأفف و تنفث غضبها بغصن الزهرة الذي بقي بحوزتها بعد ان انهت وريقات الزهرة في اختيارها دخول المغارة

سعد : حسناً ندخل معاً

ميرا بسعادة : حقاً

سعد : نعم 

ميرا بسعادة : هيا اذاً

سعد : لا زلتِ طفلة يا هذه

ميرا : و ليكن

دخلت ميرا برفقة سعد مقدمة المغارة كانت مظلمة جداً فأخذ سعد المصباح ليشعله و يضيء به طريقهما
أما ميرا فلوهلة خافت من الظلام فسارت بقرب سعد خوفاً من أن تضيع و تفقد سعد في تلك المغارة

ميرا : أشعر بالبرد هنا

سعد : نعم فهذه مغارة صخرية حيث تكون بها درجة الحرارة منخفضة جداً

ميرا : فهمت

سعد : خذي معطفي

ميرا : لا اريده

سعد : حسناً

ميرا : حسناً ! و هل هكذا يقال يا هذا

سعد : هناك أمران

ميرا : ما هما

سعد : الأول أنني أملك اسم يا ميرااا

ميرا : و الثاني

سعد : أنتِ لم تقبلي معطفي فكيف اجبرك على اخذه

ميرا : اعطني اياه

سعد : خذي

ميرا : شكرا

سعد : اوه يا الاهي الانسة ميرا تقول شكرا

ميرا : انت لا تعرفني كيف تحكم علي بهذه السرعة!

سعد : كما حكمتِ علي في المرة السابقة

ميرا : متى

سعد : حكمتِ علي بأنني مستفز!

ميرا : كيف علمت ؟

سعد : ما شأنك

أثناء حديث ميرا و سعد سمعوا صوت من داخل المغارة فقرروا التقدم نحو الأمام أكثر

كلما اقتربوا زاد الصوت كان الصوت عميق جداً الا انه بعيد

اقتربا اكثر و يا لجمال ما رأوه!

لقد كان شلال جاري في وسط المغارة ممتد الى بوابة المغارة الخلفية

اقتربا و نظرا أكثر فوجدا الشلال يمتد حتى وادٍ ضخم في أسفل الغابة حيث كان ذالك الوادي ممتلئ بأشجار الكرز و كان زهره جميل جداً وردي اللون كان زاهياً جداً مجمل و مزين للوادي

ميرا : ياله من منظر جميل لنلتقط بعض من الصور

اخذ سعد الكامير و بدأ يلتقط صور لميرا و من ثم اقترب من ميرا و تصورا سيلفي

ميرا : انظر كم تبدو هذه الصورة جميلة فخلفنا كل هذا الجمال و الزهاء

و من ثم سمعا صوت المدرب و المسئول يناديان :

_سعد وميرا اخرجا حالاً

ميرا : هيا لنخرج انهم يبحثون عنا

سعد : حسناً لنذهب اذاً

خرجا ميرا و سعد و روى سعد ما رأوه في تلك المغارة فدخل الجميع و أخذوا يلتقطون الصور لبعضهم

في ذلك الوقت أخرجت ميرا دفترها و بدأت بكتابة ما رأت و وضعت التاريخ و الساعة التي التقطت فيها الصور مع سعد

بعد أن خرج الجميع أتى المسؤول قائلاً :

أمر جميل أن ميرا و سعد اكتشفوا ما في داخل المغارة لكن مع ذلك و بسبب ذهابهم دون إذنٍ أو علم فإني أعلن عن عقاب لهما ألا و هو اعداد الغداء للجميع ، ستجِدون كل ما تحتاجونه في خيمة الطعام
بينما نحن نرتاح ستُعدّون الطعام يا أعزائي

سعد : لا مشكلة انا اجيد طهي الطعام و بجدارة أيضاً

ميرا : اوه لا اعترف انني احب أن انال عقاب لكن ليس عقاب طهي الطعام ،لا أجيد طهي الطعام فانا لا اجيد سوى اعداد الحساء

سعد : لا مشكلة ، يمكنني ان اعلمك

ميرا : حسنا اذاً اتفقنا

بينما يسيرون نحو خيمة الطعام قالت ميرا :

_أعتذر لقد نلت العقاب بسببي ، لم تكن تريد الدخول !

سعد : لا عليكِ فلقد استمتعت

ميرا بسعادة : جميل إذاً

و عندما وصلا الى خيمة الطعام دخلا  فوجدا المؤونة و الطعام في خزائن قماشية في الجهة اليمنى من الخيمة و أما الجهة الأخرى فقد كان هناك ثلاجات سفرية و مصفوفة على جدار الخيمة من الجهة اليسرى
و في الوسط كانت هناك طاولة خشبية كبيرة و عليها غاز سفري و شعلة لإشعال الغاز و كانت اوعية الطعام مصفوفة و مرتبة بطريقة تليق بمكان الطاولة

فتح سعد الثلاجة السفرية قائلاً :

_لنرى ما هو الطبق الذي يمكننا اعداده بحسب وجود المكونات

ميرا : واو يوجد نودلز ما رأيك

سعد  بطريقة ساخرة : و هل هذه ستكفي الجميع ؟

ميرا (ضاحكة): لا ، لكن ستكفيني فقط

سعد : انظري يوجد هنا فطر و ذرة ما رأيك أن نصنع حساء الفطر

ميرا : حقاً ، انا احب حساء الفطر كثيراً

سعد : اعلم

ميرا : و كيف تعلم

سعد : ههه انتِ قلتِ صباحاً في وقت الفطور

ميرا : هااا نعم نعم تذكرت

سعد : جيد

ميرا : اذاً ماذا علي أن افعل؟

سعد : ستقطعين الفطر

ميرا : حسناً

بدأت ميرا بالتقطيع بكل قوة و كأنها تمسك بفأس لا بسكين!

سعد : لا لا ما هذا

ميرا : ماذا بك انا اقطع الفطر كما طلبت مني

سعد : و هكذا يتم تقطيع الفطر؟

ميرا : لم تخبرني بالطريقة يا هذا

سعد : اقسم ان لي اسم يا هذه

ميرا : حسنا فهمت هيا علمني

بدأ سعد بتقطيع الفطر أمام ميرا حتى تتعلم بشكل جيد و كانت ميرا تنظر الي سعد بكامل انتباهها

ميرا : حسناً يكفي يكفي اريد تقطيع الباقي

سعد : حسناً يمكنك البدء

بدأت ميرا بتقطيع الفطر واحدة تلو الواحدة حتى نظرت لسعد قائلةً

_ كيف اصبح تقطيعي

سعد : مقبول!

ميرا : كم انك فظ و مستفز

سعد : و انا اشعر هكذا حيالك

ميرا : جميل ، اذاً شعور متبادل

سعد : بالظبط

ميرا : لقد انتهيت ماذا علي أن افعل الآن

سعد : لا شيء

ميرا : ماذا ، لا ااا ، انا اريد ان اطهي معك الطعام

سعد : حسناً ضعي الذرة على الغاز

ميرا : حسناً

و هكذا تعاونا و سعد علم ميرا طريقة صنع حساء الفطر

سعد : و هكذا يكون جاهز للتقديم

ميرا : لذيييذ ، رائحته جميلة جداً

سعد : هيا لنذهب و نقدم الطعام

ميرا : حسناً

كان الجميع ينتظر الطعام على المائدة فتقدمت ميرا لتوزيع الاطباق على المائدة و أقبل سعد ليسكب الحساء في الأواني الخشبية ثم بدأت ميرا بتوزيع و ترتيب الملاعق على الطاولة و أتى سعد ليضع المناديل حيث وضع بقرب كل وعاء خشبي منديل
و بعد ذلك تقدمت ميرا و سعد ليأخذا الاذن بتناول الطعام مع الجميع فقبل المسؤول و جلسوا على المائدة ليباشروا بتناول الطعام

المسؤول : لذيذ، هل أنت من صنعت هذا الحساء يا سعد

سعد : لا يا سيدي لقد صنعناه معاً انا و ميرا

المسؤول : احسنتم صنعاً

ميرا و سعد : شكراً

بعد انتهاء الجميع من الطعام ذهب كل شخص لينظف وعائه و الاشياء التي استخدموها أثناء تناول الطعام و بعد ذلك تَساعد الجميع في تنظيف و توظيب مائدة الطعام

ثم حان وقت الاستراحة للجميع حيث ذهب كل شخص لخيمته ليأخذ قيلولة

فذهبت ميرا برفقة شمس لخيمتهما و حاولت أن تأخذ قيلولتها لكنهما فتحوا أحاديث طويلة

ميرا : ما رايك أن نختار ملابس لحفلة اليوم ؟

شمس : فكرة ممتازة يا ميرا

ميرا : أود أن ارتدي لون خمري ما رأيك

شمس : جميل جداً اما انا فأريد ارتداء اللون الرمادي

ميرا : لديّ فستان خمري جميل جداً أود ارتدائه

شمس : أرني هذا الفستان لأرى الحزاء المناسب معه من أجلك

ميرا : لحظة سأخرجه من الحقيبة

شمس : حسناً


وبعد لحظات أتت ميرا بالفستان كي تراه شمس ، كان فستان خمري قماشه مخملي قصير أي يصل للركبة و كلوش بطريقة جميلة و له أكمام متدنية من تحت الأكتاف و واسعة عند الكفوف و له عقدة مخملية من الخلف كبيرة الحجم
كان ثوب جميل جداً و يمتاز ببساطته ويتناسب مع الحفلات البسيطة

شمس : رااائع للغاية ما رأيك بالحذاء الخمري المخملي ذا العقدة الناعمة

ميرا : واااو و كأنه فصّل من أجل ثوبي هذا

شمس : هكذا رايي أيضاً

ميرا : حسناً اذاً حان دورك

شمس أحضرت ثوبها ، كان طقم تنورة و سترة ، ذا لون رمادي غامق ، كانت التنورة كلوش قصيرة و تعلوها طبقة تلو الطبقة و السترة كانت ذا أكمام من طبقات أيضاً

أيضاً كان طقم مخملي فاخر و من خلف السترة كانت هناك عقدة ناعمة مخملية أيضاً و أيضاً حزام مخملي على التنورة و الحذاء كان بنفس اللون و مخملي أيضاً ذا كعب عالي

ميرا : جميييل جداً ، ستبدين كالأميرة

شمس : شكراً لكِ و انتِ ايضاً

ميرا : هيا لننام و من ثم نفكر بتسريحات الشعر ، سأحاول جاهدة من أجل ان انام

شمس : حسناً اذاً ، قيلولة سعيدة

ميرا : و لكِ أيضاً



أغمضت ميرا عينيها و من ثم بدأت تتذكر كيف أغميَ عليها قائلة : هو السبب!!

ثمّ أكملت بالتذكر..


يتبع...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي