3
كانت شمس تصرخ :
لاااا..لاااا...لاااا... ساعدونييي
من كان نائم استيقظ و من كان هادئ ارتجف من حدة صوتها فنهض الجميع خارجين نحو الصوت الآتي
كانت ميرا ملقاة على الأرض ، غائبة عن الوعي و لا تستفيق و شمس تنادي الجميع و تطلب منهم اسعاف ميرا
ركض أمير نحو ميرا حالاً و لحق به سعد أما عَمر لقد كان خائفاً من التقدم فقد كان مرتبك جداً و خائف على شقيقته
بدأ أمير ينادي باسمها في أذنها حتى تستفيق فعندما لم يجد نفع من ذلك رشّ عليها القليل من المياه و كل ذلك لم ينفع ، أتوا المسؤولين و المسعف فحملوها و أدخلوها لخيمتها
المسعف و أمير في الخيمة مع ميرا
المسعف : لا عليكم هذا بسبب صدمة ما ، سأعطيها مهدئ و ستستفيق صباحاً
أمير : ما سبب هذا؟ لمَ يحدث هذا معها دائماً؟
المسعف : هل دائما تصاب هكذا؟
أمير : نعم منذ صغرها
المسعف : ربما هناك صدمة مؤثرة حدثت في حياتها و لا زالت تتأثر في كل شيء تلحظه مشابه لها ، لكن كيف تعرف كل ذلك!
أمير : و هو يربت على كتف المسعف، لا عليك ، قصة طويلة
المسعف : أتمنى لها الشفاء العاجل
أمير : شكراً لك
بقي أمير لوحده مع ميرا
أمير : يا لحسرة ما حدث يا عزيزتي ميرا ، كيف لكِ أن تنسين كل ما مضى و مع ذلك لازلتِ تتأثرين بكل ما مضى ، كيف لكِ أن تنسين من انا؟ بعد كل هذه المدة نعود لنلتقي يا عزيزتي كما كنا سابقاَ!
انا ....
ثم دخل عَمر فلجأ أمير للصمت
عَمر : يالها من مسكينة، عجباً ماذا حدث ياترى
أمير : ميرا شقيقتك ألا تعلم ما حدث لها ، يقول المسعف أنه ربما يحصل معها هذا بشكل متكرر
عَمر : لا أدري ، لم ألحظ هذا أبداً بالرغم من أننا أشقاء مقربون جداً
أمير (بصوت خافت) : عجباً! ، أشقاء و مقربون يا هذا
عَمر : هل قلتَ شيئا ما يا أمير؟
أمير : لا لكنني شعرت بالنعاس بعضاً من الشيء لنذهب و نُدخل شمس لتبقى مع ميرا بعد أن نهدّئ شمس قليلاً فلقد كانت خائفة جداً!
عَمر : نعم لنذهب
كانت شمس غارقة بدموعها خوفاً على ميرا حتى أتى أمير و أعطاها منديل
ثم فتح زراعيه فحضنها قائلاً:
لا تخافي انتهى انتهى
شمس : بدت و كأنها تتذكر يا أمير ثم اصبحت ترجف و تهتز حتى وقعت على الأرض ، لقد ذكرتني حالتها بكل ما مضى
أمير : انا و انتي تغلبنا على هذه الحقيقة و هي ستتغلب و تتحداها أيضاً ، لا تقلقي!
شمس: نعم يوما ما يا أمير!
أمير : هل تناولتِ طعامك ؟
شمس : نعم و انت؟
أمير : لم اتناول الطعام بعد
شمس : سأطعمك انا
أمير : لا اذهبي لميرا
شمس : سعد طلب أن يبقى بجانبها للصباح و انا وافقت على ذلك
أمير : و ان استيقظت و رأته بجانبها؟
شمس : سيذهب قبل استيقاظها
أمير : حسناً ، لنمشي قليلاً قرب النهر
شمس : لا أولاً ستأكل ، هيااا و انا جائعة
أمير : ههه حسناً حسناً
شمس : أحبك
أمير : و انا أحبك يا شمسي
في خيمة ميرا :
بدأ سعد بعزف مقطوعة من الموسيقى على الجيتار و بدأ يغني لها اغنية من تأليفه و هو يختلس النظر اليها :
قمري يا قمري
اضيئي ظلامي
و ابعدي همومي
و عودي عودي
إليّ عودي...
حلّ الصباح و استفاقت ميرا و كانت شمس بجانبها بعد أن رحل سعد
عندما قامت ميرا حضنتها شمس قائلة:
_لقد خفنا عليكِ كثيراً
ميرا : أعتذر فلم اخبركم سابقاً أنّ هذا يحدث معي بشكل دائم
شمس : لا عليكِ ارتاحي قليلاً
ميرا : لحظة هل أنتي من عزفتي و قمتي بالغناء ؟
شمس : لم افهم ! عن اي موسيقى تتحدثين
ميرا : لا ادري لقد سمعت عزف و غناء احدهم
شمس : لا ربما حلمت بها
ميرا : لا أعلم
شمس : هاا إذاً أخبريني ، هل زارك فارس أحلامك في الحلم
ميرا : ههه ليس من هذا القبيل يا شمس
شمس : إذاً لم احمرّ وجهك خجلاً
ميرا : لا انظري لازلت بيضاء هه
شمس : ههه ، إذا مجموعتنا بانتظارك هيا لنتناول الافطار
ميرا : حسناً
ذهبا ميرا و شمش نحو مكان مائدة طعام مجموعتهم كانت في الجهة اليمنى بين الأشجار الخضراء و الزهور الحمراء و كان هناك فراشات ملونة بكثرة ، كانت مائدة الطعام خشبية مزينة أعمدتها بغصون و أوراق خضراء و غطائها كان ذا لون وردي فاتح
ميرا : ارجوحةةة ! ، من وضعها ؟
عَمر : سعد من وضعها و زينها بأصداف البحر لقد عمل عليها صباحاً و زينها بالزهور و الاوراق الخضراء، و كذلك مائدة الطعام بالإضافة الى أنه هو من أعد الإفطار
ميرا بصوت خافت : أيعقلُ ذلك ؟ هذا من صنع المستفز ؟ ربما انا في حلم
سعد مبتسماً : هل قلتِ شيئاً يا ميرا؟
ميرا : ههه لا شيء قلت هذا جميل شكرا لك
سعد : و من قال اني صنعتها من اجلك؟
ميرا : و من قال بأنني أفكر بهذه الطريقة لقد ظننت أنك صنعتها من اجل الجميع
سعد : نعم من أجل الجميع
ميرا : اذاً من اجلي ايضاً ههه
سعد : مغرورة
ميرا : صدقت ، هيا و انت من سيساعدني بالجلوس بها و الاستمتاع بها
سعد : و من قال هذا
ميرا : انا!
سعد : حسناً
اقترب سعد و أَجلس ميرا على الأرجوحة و بدأ بدفع الارجوحة
كانت ضحكات ميرا ترتفع اكثر و اكثر لشدة فرحها و من ثم وضع لها تاج من الزهور و الاوراق الخضراء على رأسها
نظرت اليه بشكل مفاجئ و ابتسمت و قالت شكراً
سعد : ليس لكِ فقط صنعت لجميع الفتيات
ميرا : لا استبعد ذلك !
سعد : ماذا تظنينني؟
ميرا : مراهق يحب جميع الفتيات ههه
سعد : مغرورة
ميرا : و أحب غروري هذا!
ثمّ دفع الأرجوحة دفعة عالية فارتعبت ميرا و امسكت بيد سعد و شدت عليها
ميرا : لا احب كل هذا، اكره المرتفعااات يا هذا !
سعد : اعلم فهذا عقابك لأنك قلتِ لي بأنني مراهق
ميرا : حسنا حسنا اتراجع عن كلامي هذا لا تحزن
سعد : و من قال بأنني حزين ؟
ميرا : عيناك!
سرح سعد بعينان ميرا قليلاً و إذ بميرا تقول :
_هلو يا هذا الى اين ذهب عقلك ، استفيق
سعد : كوني طيبة قليلاً !
ميرا : حسناً حسناً
سعد : هيا الجميع اتى ، حان وقت الافطار
ميرا : حسناً اذاً
ذهبوا نحو مائدة الطعام و إذ بميرا تتفاجئ بكل الأطعمة و الاطباق
ميرا : يا الاهي فول سوداني و سجق ايضاً و ماذا هناك ، لاااا انه حسائي المفضل
عَمر : نعم ألم أقل لكِ ان سعد حضّر كل هذا
ميرا : لا يعقل
سعد : و لماذا
ميرا : لا اعلم لكن شكرا
سعد : اعددته للجمييع
ميرا : و لي
سعد : نعم و لك انتِ فقط و بالذات
ميرا : ماذا
سعد : لا تصدقي امزح فقط
ميرا : اعلم!
سعد : انتِ...
ميرا : ماذا؟ أكمل أكمل
سعد : لا شيء!
ميرا مع نفسها : ترى كيف يفكر بي ربما أخطأتُ في الكلام و في حقه ، عجباً ماذا يظنني ؟ بماذا يفكر و بأي طريقة ياترى !، حائرة جداً و متوترة أيضاً و مرتعبة من أن يأخذ فكرة خطأ عني !
سعد : الى اين ذهبتِ بالتفكير هيا ابدأي بتناول طعامك
أومئت ميرا رأسها قائلة : لا شيء انا هنا ، حسناً
انتهى الجميع من تناول طعامه و ذهب الجميع ليجهز و يوظب و يرتب الخيام
كانت جميع الخيام متشابهة بيضاء اللون و صغار تتسع لاثنان او ثلاثة فقط و لقد احضر جميع الطلاب
لحافات للنوم خاصة بالرحلات بالإضافة لمصابيح من أجل الضوء بالإضافات لخزائن ملابس قماشية ايضاً خاصة بالرحلات، و المسؤولين أحضروا ثلاجات سفرية من أجل الطعام و الشراب
بعد انتهاء الجميع من توظيب الخيام أخذ كل مسئول مجموعته للتنزه في الغابة و تعريفهم على النباتات السامة و الغير سامة
المسؤول : هذه نبتة جوهرة الغابة و هي نادرة جدا
كما ترون يا أصدقاء فإنها نبتة داخلية ذات أوراق خضراء على شكل أسهم و عروقها غامقة اللون و هي فعلاً من النباتات المميزة
و أكمل المسؤول بالتنزه مع الطلاب حتى وصلوا لمغارة كانت في نهاية الغابة ، كانت تلك المغارة كبيرة جداً و كأنها منذ مئات أو آلاف السنين و بقربها أشجار ضخمة جداً و كأنها أشجار منذ العصور القديمة
و يحيط بتلك المغارة شجرة أشواك ممتدة في كل نواحيها ما عدا ناحية الممر
بدأ المسؤول قائلاً :
_هذه مغارة قديمة جداً و يقال أنها تحتوي على آثار عظيمة ، و يقال أنه لم يدخل أحد هذه المغارة من قبل و ذلك بسبب الرعب الذي يتحدثون به عنها، يقول بعض الناس أنها مجرد خرافات و أنها ليست بمخيفة و لكن الجدير بالكلام أن هناك من يقول بأن هذه المغارة كانت تستخدم كمخبأ ممتاز في الحروب قديماً و في مرة من المرات وضعت ام طفلها في هذه المغارة ثم رحلت و منذ ذلك الحين تخرج اشاعات كثيرة عن ذلك الطفل ، فمنهم من قال انه مات و عظامه تحولت لرماد و لم يظهر له أي أثر و منهم من يقول أن ذلك الطفل رعاه رجل حكيم في هذه المغارة ثم مات الرجل الحكيم و ذلك الطفل رحل بعيداً و الله أعلم
لم يدخل أحد المغارة أبداً فأكملوا المشي إلا ميرا فلقد دفعها الفضول لتدخل و ترى ماذا بها و أرادت التصوير داخل تلك المغارة
وقفت ميرا على عتبة تلك المغارة و هي محتارة
_ادخل ام لا ؟
وجدت زهرة متعددة الوريقات و بدأت تثير خلف خطوات حظها
_سأدخل لن أدخل سأدخل لن أدخل سأدخل
ميرا : سأدخل لن تكون بحجم رعب كابوسي المتكرر بشكل دائم
و بدأت تخطو و تقترب خطوة خطوة
لاحظ سعد عدم وجود ميرا معهم في المجموعة
سعد : تلك الفضولية!!
ثم لحق بها و عندما وصل اليها وجدها تتقدم نحو الممر فذهب راكضاً اليها مانعاً لها دخول تلك المغارة
ميرا : ماذا بك اترك يدي
سعد : لن أتركها
ميرا : أريد الدخول ما شأنك يا هذا
سعد : هذا من شأني هيا لنعود
بدأت ميرا تتأفف و تنفث غضبها بغصن الزهرة الذي بقي بحوزتها بعد ان انهت وريقات الزهرة في اختيارها دخول المغارة
سعد : حسناً ندخل معاً
ميرا بسعادة : حقاً
سعد : نعم
ميرا بسعادة : هيا اذاً
سعد : لا زلتِ طفلة يا هذه
ميرا : و ليكن
دخلت ميرا برفقة سعد مقدمة المغارة كانت مظلمة جداً فأخذ سعد المصباح ليشعله و يضيء به طريقهما
أما ميرا فلوهلة خافت من الظلام فسارت بقرب سعد خوفاً من أن تضيع و تفقد سعد في تلك المغارة
ميرا : أشعر بالبرد هنا
سعد : نعم فهذه مغارة صخرية حيث تكون بها درجة الحرارة منخفضة جداً
ميرا : فهمت
سعد : خذي معطفي
ميرا : لا اريده
سعد : حسناً
ميرا : حسناً ! و هل هكذا يقال يا هذا
سعد : هناك أمران
ميرا : ما هما
سعد : الأول أنني أملك اسم يا ميرااا
ميرا : و الثاني
سعد : أنتِ لم تقبلي معطفي فكيف اجبرك على اخذه
ميرا : اعطني اياه
سعد : خذي
ميرا : شكرا
سعد : اوه يا الاهي الانسة ميرا تقول شكرا
ميرا : انت لا تعرفني كيف تحكم علي بهذه السرعة!
سعد : كما حكمتِ علي في المرة السابقة
ميرا : متى
سعد : حكمتِ علي بأنني مستفز!
ميرا : كيف علمت ؟
سعد : ما شأنك
أثناء حديث ميرا و سعد سمعوا صوت من داخل المغارة فقرروا التقدم نحو الأمام أكثر
كلما اقتربوا زاد الصوت كان الصوت عميق جداً الا انه بعيد
اقتربا اكثر و يا لجمال ما رأوه!
لقد كان شلال جاري في وسط المغارة ممتد الى بوابة المغارة الخلفية
اقتربا و نظرا أكثر فوجدا الشلال يمتد حتى وادٍ ضخم في أسفل الغابة حيث كان ذالك الوادي ممتلئ بأشجار الكرز و كان زهره جميل جداً وردي اللون كان زاهياً جداً مجمل و مزين للوادي
ميرا : ياله من منظر جميل لنلتقط بعض من الصور
اخذ سعد الكامير و بدأ يلتقط صور لميرا و من ثم اقترب من ميرا و تصورا سيلفي
ميرا : انظر كم تبدو هذه الصورة جميلة فخلفنا كل هذا الجمال و الزهاء
و من ثم سمعا صوت المدرب و المسئول يناديان :
_سعد وميرا اخرجا حالاً
ميرا : هيا لنخرج انهم يبحثون عنا
سعد : حسناً لنذهب اذاً
خرجا ميرا و سعد و روى سعد ما رأوه في تلك المغارة فدخل الجميع و أخذوا يلتقطون الصور لبعضهم
في ذلك الوقت أخرجت ميرا دفترها و بدأت بكتابة ما رأت و وضعت التاريخ و الساعة التي التقطت فيها الصور مع سعد
بعد أن خرج الجميع أتى المسؤول قائلاً :
أمر جميل أن ميرا و سعد اكتشفوا ما في داخل المغارة لكن مع ذلك و بسبب ذهابهم دون إذنٍ أو علم فإني أعلن عن عقاب لهما ألا و هو اعداد الغداء للجميع ، ستجِدون كل ما تحتاجونه في خيمة الطعام
بينما نحن نرتاح ستُعدّون الطعام يا أعزائي
سعد : لا مشكلة انا اجيد طهي الطعام و بجدارة أيضاً
ميرا : اوه لا اعترف انني احب أن انال عقاب لكن ليس عقاب طهي الطعام ،لا أجيد طهي الطعام فانا لا اجيد سوى اعداد الحساء
سعد : لا مشكلة ، يمكنني ان اعلمك
ميرا : حسنا اذاً اتفقنا
بينما يسيرون نحو خيمة الطعام قالت ميرا :
_أعتذر لقد نلت العقاب بسببي ، لم تكن تريد الدخول !
سعد : لا عليكِ فلقد استمتعت
ميرا بسعادة : جميل إذاً
و عندما وصلا الى خيمة الطعام دخلا فوجدا المؤونة و الطعام في خزائن قماشية في الجهة اليمنى من الخيمة و أما الجهة الأخرى فقد كان هناك ثلاجات سفرية و مصفوفة على جدار الخيمة من الجهة اليسرى
و في الوسط كانت هناك طاولة خشبية كبيرة و عليها غاز سفري و شعلة لإشعال الغاز و كانت اوعية الطعام مصفوفة و مرتبة بطريقة تليق بمكان الطاولة
فتح سعد الثلاجة السفرية قائلاً :
_لنرى ما هو الطبق الذي يمكننا اعداده بحسب وجود المكونات
ميرا : واو يوجد نودلز ما رأيك
سعد بطريقة ساخرة : و هل هذه ستكفي الجميع ؟
ميرا (ضاحكة): لا ، لكن ستكفيني فقط
سعد : انظري يوجد هنا فطر و ذرة ما رأيك أن نصنع حساء الفطر
ميرا : حقاً ، انا احب حساء الفطر كثيراً
سعد : اعلم
ميرا : و كيف تعلم
سعد : ههه انتِ قلتِ صباحاً في وقت الفطور
ميرا : هااا نعم نعم تذكرت
سعد : جيد
ميرا : اذاً ماذا علي أن افعل؟
سعد : ستقطعين الفطر
ميرا : حسناً
بدأت ميرا بالتقطيع بكل قوة و كأنها تمسك بفأس لا بسكين!
سعد : لا لا ما هذا
ميرا : ماذا بك انا اقطع الفطر كما طلبت مني
سعد : و هكذا يتم تقطيع الفطر؟
ميرا : لم تخبرني بالطريقة يا هذا
سعد : اقسم ان لي اسم يا هذه
ميرا : حسنا فهمت هيا علمني
بدأ سعد بتقطيع الفطر أمام ميرا حتى تتعلم بشكل جيد و كانت ميرا تنظر الي سعد بكامل انتباهها
ميرا : حسناً يكفي يكفي اريد تقطيع الباقي
سعد : حسناً يمكنك البدء
بدأت ميرا بتقطيع الفطر واحدة تلو الواحدة حتى نظرت لسعد قائلةً
_ كيف اصبح تقطيعي
سعد : مقبول!
ميرا : كم انك فظ و مستفز
سعد : و انا اشعر هكذا حيالك
ميرا : جميل ، اذاً شعور متبادل
سعد : بالظبط
ميرا : لقد انتهيت ماذا علي أن افعل الآن
سعد : لا شيء
ميرا : ماذا ، لا ااا ، انا اريد ان اطهي معك الطعام
سعد : حسناً ضعي الذرة على الغاز
ميرا : حسناً
و هكذا تعاونا و سعد علم ميرا طريقة صنع حساء الفطر
سعد : و هكذا يكون جاهز للتقديم
ميرا : لذيييذ ، رائحته جميلة جداً
سعد : هيا لنذهب و نقدم الطعام
ميرا : حسناً
كان الجميع ينتظر الطعام على المائدة فتقدمت ميرا لتوزيع الاطباق على المائدة و أقبل سعد ليسكب الحساء في الأواني الخشبية ثم بدأت ميرا بتوزيع و ترتيب الملاعق على الطاولة و أتى سعد ليضع المناديل حيث وضع بقرب كل وعاء خشبي منديل
و بعد ذلك تقدمت ميرا و سعد ليأخذا الاذن بتناول الطعام مع الجميع فقبل المسؤول و جلسوا على المائدة ليباشروا بتناول الطعام
المسؤول : لذيذ، هل أنت من صنعت هذا الحساء يا سعد
سعد : لا يا سيدي لقد صنعناه معاً انا و ميرا
المسؤول : احسنتم صنعاً
ميرا و سعد : شكراً
بعد انتهاء الجميع من الطعام ذهب كل شخص لينظف وعائه و الاشياء التي استخدموها أثناء تناول الطعام و بعد ذلك تَساعد الجميع في تنظيف و توظيب مائدة الطعام
ثم حان وقت الاستراحة للجميع حيث ذهب كل شخص لخيمته ليأخذ قيلولة
فذهبت ميرا برفقة شمس لخيمتهما و حاولت أن تأخذ قيلولتها لكنهما فتحوا أحاديث طويلة
ميرا : ما رايك أن نختار ملابس لحفلة اليوم ؟
شمس : فكرة ممتازة يا ميرا
ميرا : أود أن ارتدي لون خمري ما رأيك
شمس : جميل جداً اما انا فأريد ارتداء اللون الرمادي
ميرا : لديّ فستان خمري جميل جداً أود ارتدائه
شمس : أرني هذا الفستان لأرى الحزاء المناسب معه من أجلك
ميرا : لحظة سأخرجه من الحقيبة
شمس : حسناً
وبعد لحظات أتت ميرا بالفستان كي تراه شمس ، كان فستان خمري قماشه مخملي قصير أي يصل للركبة و كلوش بطريقة جميلة و له أكمام متدنية من تحت الأكتاف و واسعة عند الكفوف و له عقدة مخملية من الخلف كبيرة الحجم
كان ثوب جميل جداً و يمتاز ببساطته ويتناسب مع الحفلات البسيطة
شمس : رااائع للغاية ما رأيك بالحذاء الخمري المخملي ذا العقدة الناعمة
ميرا : واااو و كأنه فصّل من أجل ثوبي هذا
شمس : هكذا رايي أيضاً
ميرا : حسناً اذاً حان دورك
شمس أحضرت ثوبها ، كان طقم تنورة و سترة ، ذا لون رمادي غامق ، كانت التنورة كلوش قصيرة و تعلوها طبقة تلو الطبقة و السترة كانت ذا أكمام من طبقات أيضاً
أيضاً كان طقم مخملي فاخر و من خلف السترة كانت هناك عقدة ناعمة مخملية أيضاً و أيضاً حزام مخملي على التنورة و الحذاء كان بنفس اللون و مخملي أيضاً ذا كعب عالي
ميرا : جميييل جداً ، ستبدين كالأميرة
شمس : شكراً لكِ و انتِ ايضاً
ميرا : هيا لننام و من ثم نفكر بتسريحات الشعر ، سأحاول جاهدة من أجل ان انام
شمس : حسناً اذاً ، قيلولة سعيدة
ميرا : و لكِ أيضاً
أغمضت ميرا عينيها و من ثم بدأت تتذكر كيف أغميَ عليها قائلة : هو السبب!!
ثمّ أكملت بالتذكر..
يتبع...
لاااا..لاااا...لاااا... ساعدونييي
من كان نائم استيقظ و من كان هادئ ارتجف من حدة صوتها فنهض الجميع خارجين نحو الصوت الآتي
كانت ميرا ملقاة على الأرض ، غائبة عن الوعي و لا تستفيق و شمس تنادي الجميع و تطلب منهم اسعاف ميرا
ركض أمير نحو ميرا حالاً و لحق به سعد أما عَمر لقد كان خائفاً من التقدم فقد كان مرتبك جداً و خائف على شقيقته
بدأ أمير ينادي باسمها في أذنها حتى تستفيق فعندما لم يجد نفع من ذلك رشّ عليها القليل من المياه و كل ذلك لم ينفع ، أتوا المسؤولين و المسعف فحملوها و أدخلوها لخيمتها
المسعف و أمير في الخيمة مع ميرا
المسعف : لا عليكم هذا بسبب صدمة ما ، سأعطيها مهدئ و ستستفيق صباحاً
أمير : ما سبب هذا؟ لمَ يحدث هذا معها دائماً؟
المسعف : هل دائما تصاب هكذا؟
أمير : نعم منذ صغرها
المسعف : ربما هناك صدمة مؤثرة حدثت في حياتها و لا زالت تتأثر في كل شيء تلحظه مشابه لها ، لكن كيف تعرف كل ذلك!
أمير : و هو يربت على كتف المسعف، لا عليك ، قصة طويلة
المسعف : أتمنى لها الشفاء العاجل
أمير : شكراً لك
بقي أمير لوحده مع ميرا
أمير : يا لحسرة ما حدث يا عزيزتي ميرا ، كيف لكِ أن تنسين كل ما مضى و مع ذلك لازلتِ تتأثرين بكل ما مضى ، كيف لكِ أن تنسين من انا؟ بعد كل هذه المدة نعود لنلتقي يا عزيزتي كما كنا سابقاَ!
انا ....
ثم دخل عَمر فلجأ أمير للصمت
عَمر : يالها من مسكينة، عجباً ماذا حدث ياترى
أمير : ميرا شقيقتك ألا تعلم ما حدث لها ، يقول المسعف أنه ربما يحصل معها هذا بشكل متكرر
عَمر : لا أدري ، لم ألحظ هذا أبداً بالرغم من أننا أشقاء مقربون جداً
أمير (بصوت خافت) : عجباً! ، أشقاء و مقربون يا هذا
عَمر : هل قلتَ شيئا ما يا أمير؟
أمير : لا لكنني شعرت بالنعاس بعضاً من الشيء لنذهب و نُدخل شمس لتبقى مع ميرا بعد أن نهدّئ شمس قليلاً فلقد كانت خائفة جداً!
عَمر : نعم لنذهب
كانت شمس غارقة بدموعها خوفاً على ميرا حتى أتى أمير و أعطاها منديل
ثم فتح زراعيه فحضنها قائلاً:
لا تخافي انتهى انتهى
شمس : بدت و كأنها تتذكر يا أمير ثم اصبحت ترجف و تهتز حتى وقعت على الأرض ، لقد ذكرتني حالتها بكل ما مضى
أمير : انا و انتي تغلبنا على هذه الحقيقة و هي ستتغلب و تتحداها أيضاً ، لا تقلقي!
شمس: نعم يوما ما يا أمير!
أمير : هل تناولتِ طعامك ؟
شمس : نعم و انت؟
أمير : لم اتناول الطعام بعد
شمس : سأطعمك انا
أمير : لا اذهبي لميرا
شمس : سعد طلب أن يبقى بجانبها للصباح و انا وافقت على ذلك
أمير : و ان استيقظت و رأته بجانبها؟
شمس : سيذهب قبل استيقاظها
أمير : حسناً ، لنمشي قليلاً قرب النهر
شمس : لا أولاً ستأكل ، هيااا و انا جائعة
أمير : ههه حسناً حسناً
شمس : أحبك
أمير : و انا أحبك يا شمسي
في خيمة ميرا :
بدأ سعد بعزف مقطوعة من الموسيقى على الجيتار و بدأ يغني لها اغنية من تأليفه و هو يختلس النظر اليها :
قمري يا قمري
اضيئي ظلامي
و ابعدي همومي
و عودي عودي
إليّ عودي...
حلّ الصباح و استفاقت ميرا و كانت شمس بجانبها بعد أن رحل سعد
عندما قامت ميرا حضنتها شمس قائلة:
_لقد خفنا عليكِ كثيراً
ميرا : أعتذر فلم اخبركم سابقاً أنّ هذا يحدث معي بشكل دائم
شمس : لا عليكِ ارتاحي قليلاً
ميرا : لحظة هل أنتي من عزفتي و قمتي بالغناء ؟
شمس : لم افهم ! عن اي موسيقى تتحدثين
ميرا : لا ادري لقد سمعت عزف و غناء احدهم
شمس : لا ربما حلمت بها
ميرا : لا أعلم
شمس : هاا إذاً أخبريني ، هل زارك فارس أحلامك في الحلم
ميرا : ههه ليس من هذا القبيل يا شمس
شمس : إذاً لم احمرّ وجهك خجلاً
ميرا : لا انظري لازلت بيضاء هه
شمس : ههه ، إذا مجموعتنا بانتظارك هيا لنتناول الافطار
ميرا : حسناً
ذهبا ميرا و شمش نحو مكان مائدة طعام مجموعتهم كانت في الجهة اليمنى بين الأشجار الخضراء و الزهور الحمراء و كان هناك فراشات ملونة بكثرة ، كانت مائدة الطعام خشبية مزينة أعمدتها بغصون و أوراق خضراء و غطائها كان ذا لون وردي فاتح
ميرا : ارجوحةةة ! ، من وضعها ؟
عَمر : سعد من وضعها و زينها بأصداف البحر لقد عمل عليها صباحاً و زينها بالزهور و الاوراق الخضراء، و كذلك مائدة الطعام بالإضافة الى أنه هو من أعد الإفطار
ميرا بصوت خافت : أيعقلُ ذلك ؟ هذا من صنع المستفز ؟ ربما انا في حلم
سعد مبتسماً : هل قلتِ شيئاً يا ميرا؟
ميرا : ههه لا شيء قلت هذا جميل شكرا لك
سعد : و من قال اني صنعتها من اجلك؟
ميرا : و من قال بأنني أفكر بهذه الطريقة لقد ظننت أنك صنعتها من اجل الجميع
سعد : نعم من أجل الجميع
ميرا : اذاً من اجلي ايضاً ههه
سعد : مغرورة
ميرا : صدقت ، هيا و انت من سيساعدني بالجلوس بها و الاستمتاع بها
سعد : و من قال هذا
ميرا : انا!
سعد : حسناً
اقترب سعد و أَجلس ميرا على الأرجوحة و بدأ بدفع الارجوحة
كانت ضحكات ميرا ترتفع اكثر و اكثر لشدة فرحها و من ثم وضع لها تاج من الزهور و الاوراق الخضراء على رأسها
نظرت اليه بشكل مفاجئ و ابتسمت و قالت شكراً
سعد : ليس لكِ فقط صنعت لجميع الفتيات
ميرا : لا استبعد ذلك !
سعد : ماذا تظنينني؟
ميرا : مراهق يحب جميع الفتيات ههه
سعد : مغرورة
ميرا : و أحب غروري هذا!
ثمّ دفع الأرجوحة دفعة عالية فارتعبت ميرا و امسكت بيد سعد و شدت عليها
ميرا : لا احب كل هذا، اكره المرتفعااات يا هذا !
سعد : اعلم فهذا عقابك لأنك قلتِ لي بأنني مراهق
ميرا : حسنا حسنا اتراجع عن كلامي هذا لا تحزن
سعد : و من قال بأنني حزين ؟
ميرا : عيناك!
سرح سعد بعينان ميرا قليلاً و إذ بميرا تقول :
_هلو يا هذا الى اين ذهب عقلك ، استفيق
سعد : كوني طيبة قليلاً !
ميرا : حسناً حسناً
سعد : هيا الجميع اتى ، حان وقت الافطار
ميرا : حسناً اذاً
ذهبوا نحو مائدة الطعام و إذ بميرا تتفاجئ بكل الأطعمة و الاطباق
ميرا : يا الاهي فول سوداني و سجق ايضاً و ماذا هناك ، لاااا انه حسائي المفضل
عَمر : نعم ألم أقل لكِ ان سعد حضّر كل هذا
ميرا : لا يعقل
سعد : و لماذا
ميرا : لا اعلم لكن شكرا
سعد : اعددته للجمييع
ميرا : و لي
سعد : نعم و لك انتِ فقط و بالذات
ميرا : ماذا
سعد : لا تصدقي امزح فقط
ميرا : اعلم!
سعد : انتِ...
ميرا : ماذا؟ أكمل أكمل
سعد : لا شيء!
ميرا مع نفسها : ترى كيف يفكر بي ربما أخطأتُ في الكلام و في حقه ، عجباً ماذا يظنني ؟ بماذا يفكر و بأي طريقة ياترى !، حائرة جداً و متوترة أيضاً و مرتعبة من أن يأخذ فكرة خطأ عني !
سعد : الى اين ذهبتِ بالتفكير هيا ابدأي بتناول طعامك
أومئت ميرا رأسها قائلة : لا شيء انا هنا ، حسناً
انتهى الجميع من تناول طعامه و ذهب الجميع ليجهز و يوظب و يرتب الخيام
كانت جميع الخيام متشابهة بيضاء اللون و صغار تتسع لاثنان او ثلاثة فقط و لقد احضر جميع الطلاب
لحافات للنوم خاصة بالرحلات بالإضافة لمصابيح من أجل الضوء بالإضافات لخزائن ملابس قماشية ايضاً خاصة بالرحلات، و المسؤولين أحضروا ثلاجات سفرية من أجل الطعام و الشراب
بعد انتهاء الجميع من توظيب الخيام أخذ كل مسئول مجموعته للتنزه في الغابة و تعريفهم على النباتات السامة و الغير سامة
المسؤول : هذه نبتة جوهرة الغابة و هي نادرة جدا
كما ترون يا أصدقاء فإنها نبتة داخلية ذات أوراق خضراء على شكل أسهم و عروقها غامقة اللون و هي فعلاً من النباتات المميزة
و أكمل المسؤول بالتنزه مع الطلاب حتى وصلوا لمغارة كانت في نهاية الغابة ، كانت تلك المغارة كبيرة جداً و كأنها منذ مئات أو آلاف السنين و بقربها أشجار ضخمة جداً و كأنها أشجار منذ العصور القديمة
و يحيط بتلك المغارة شجرة أشواك ممتدة في كل نواحيها ما عدا ناحية الممر
بدأ المسؤول قائلاً :
_هذه مغارة قديمة جداً و يقال أنها تحتوي على آثار عظيمة ، و يقال أنه لم يدخل أحد هذه المغارة من قبل و ذلك بسبب الرعب الذي يتحدثون به عنها، يقول بعض الناس أنها مجرد خرافات و أنها ليست بمخيفة و لكن الجدير بالكلام أن هناك من يقول بأن هذه المغارة كانت تستخدم كمخبأ ممتاز في الحروب قديماً و في مرة من المرات وضعت ام طفلها في هذه المغارة ثم رحلت و منذ ذلك الحين تخرج اشاعات كثيرة عن ذلك الطفل ، فمنهم من قال انه مات و عظامه تحولت لرماد و لم يظهر له أي أثر و منهم من يقول أن ذلك الطفل رعاه رجل حكيم في هذه المغارة ثم مات الرجل الحكيم و ذلك الطفل رحل بعيداً و الله أعلم
لم يدخل أحد المغارة أبداً فأكملوا المشي إلا ميرا فلقد دفعها الفضول لتدخل و ترى ماذا بها و أرادت التصوير داخل تلك المغارة
وقفت ميرا على عتبة تلك المغارة و هي محتارة
_ادخل ام لا ؟
وجدت زهرة متعددة الوريقات و بدأت تثير خلف خطوات حظها
_سأدخل لن أدخل سأدخل لن أدخل سأدخل
ميرا : سأدخل لن تكون بحجم رعب كابوسي المتكرر بشكل دائم
و بدأت تخطو و تقترب خطوة خطوة
لاحظ سعد عدم وجود ميرا معهم في المجموعة
سعد : تلك الفضولية!!
ثم لحق بها و عندما وصل اليها وجدها تتقدم نحو الممر فذهب راكضاً اليها مانعاً لها دخول تلك المغارة
ميرا : ماذا بك اترك يدي
سعد : لن أتركها
ميرا : أريد الدخول ما شأنك يا هذا
سعد : هذا من شأني هيا لنعود
بدأت ميرا تتأفف و تنفث غضبها بغصن الزهرة الذي بقي بحوزتها بعد ان انهت وريقات الزهرة في اختيارها دخول المغارة
سعد : حسناً ندخل معاً
ميرا بسعادة : حقاً
سعد : نعم
ميرا بسعادة : هيا اذاً
سعد : لا زلتِ طفلة يا هذه
ميرا : و ليكن
دخلت ميرا برفقة سعد مقدمة المغارة كانت مظلمة جداً فأخذ سعد المصباح ليشعله و يضيء به طريقهما
أما ميرا فلوهلة خافت من الظلام فسارت بقرب سعد خوفاً من أن تضيع و تفقد سعد في تلك المغارة
ميرا : أشعر بالبرد هنا
سعد : نعم فهذه مغارة صخرية حيث تكون بها درجة الحرارة منخفضة جداً
ميرا : فهمت
سعد : خذي معطفي
ميرا : لا اريده
سعد : حسناً
ميرا : حسناً ! و هل هكذا يقال يا هذا
سعد : هناك أمران
ميرا : ما هما
سعد : الأول أنني أملك اسم يا ميرااا
ميرا : و الثاني
سعد : أنتِ لم تقبلي معطفي فكيف اجبرك على اخذه
ميرا : اعطني اياه
سعد : خذي
ميرا : شكرا
سعد : اوه يا الاهي الانسة ميرا تقول شكرا
ميرا : انت لا تعرفني كيف تحكم علي بهذه السرعة!
سعد : كما حكمتِ علي في المرة السابقة
ميرا : متى
سعد : حكمتِ علي بأنني مستفز!
ميرا : كيف علمت ؟
سعد : ما شأنك
أثناء حديث ميرا و سعد سمعوا صوت من داخل المغارة فقرروا التقدم نحو الأمام أكثر
كلما اقتربوا زاد الصوت كان الصوت عميق جداً الا انه بعيد
اقتربا اكثر و يا لجمال ما رأوه!
لقد كان شلال جاري في وسط المغارة ممتد الى بوابة المغارة الخلفية
اقتربا و نظرا أكثر فوجدا الشلال يمتد حتى وادٍ ضخم في أسفل الغابة حيث كان ذالك الوادي ممتلئ بأشجار الكرز و كان زهره جميل جداً وردي اللون كان زاهياً جداً مجمل و مزين للوادي
ميرا : ياله من منظر جميل لنلتقط بعض من الصور
اخذ سعد الكامير و بدأ يلتقط صور لميرا و من ثم اقترب من ميرا و تصورا سيلفي
ميرا : انظر كم تبدو هذه الصورة جميلة فخلفنا كل هذا الجمال و الزهاء
و من ثم سمعا صوت المدرب و المسئول يناديان :
_سعد وميرا اخرجا حالاً
ميرا : هيا لنخرج انهم يبحثون عنا
سعد : حسناً لنذهب اذاً
خرجا ميرا و سعد و روى سعد ما رأوه في تلك المغارة فدخل الجميع و أخذوا يلتقطون الصور لبعضهم
في ذلك الوقت أخرجت ميرا دفترها و بدأت بكتابة ما رأت و وضعت التاريخ و الساعة التي التقطت فيها الصور مع سعد
بعد أن خرج الجميع أتى المسؤول قائلاً :
أمر جميل أن ميرا و سعد اكتشفوا ما في داخل المغارة لكن مع ذلك و بسبب ذهابهم دون إذنٍ أو علم فإني أعلن عن عقاب لهما ألا و هو اعداد الغداء للجميع ، ستجِدون كل ما تحتاجونه في خيمة الطعام
بينما نحن نرتاح ستُعدّون الطعام يا أعزائي
سعد : لا مشكلة انا اجيد طهي الطعام و بجدارة أيضاً
ميرا : اوه لا اعترف انني احب أن انال عقاب لكن ليس عقاب طهي الطعام ،لا أجيد طهي الطعام فانا لا اجيد سوى اعداد الحساء
سعد : لا مشكلة ، يمكنني ان اعلمك
ميرا : حسنا اذاً اتفقنا
بينما يسيرون نحو خيمة الطعام قالت ميرا :
_أعتذر لقد نلت العقاب بسببي ، لم تكن تريد الدخول !
سعد : لا عليكِ فلقد استمتعت
ميرا بسعادة : جميل إذاً
و عندما وصلا الى خيمة الطعام دخلا فوجدا المؤونة و الطعام في خزائن قماشية في الجهة اليمنى من الخيمة و أما الجهة الأخرى فقد كان هناك ثلاجات سفرية و مصفوفة على جدار الخيمة من الجهة اليسرى
و في الوسط كانت هناك طاولة خشبية كبيرة و عليها غاز سفري و شعلة لإشعال الغاز و كانت اوعية الطعام مصفوفة و مرتبة بطريقة تليق بمكان الطاولة
فتح سعد الثلاجة السفرية قائلاً :
_لنرى ما هو الطبق الذي يمكننا اعداده بحسب وجود المكونات
ميرا : واو يوجد نودلز ما رأيك
سعد بطريقة ساخرة : و هل هذه ستكفي الجميع ؟
ميرا (ضاحكة): لا ، لكن ستكفيني فقط
سعد : انظري يوجد هنا فطر و ذرة ما رأيك أن نصنع حساء الفطر
ميرا : حقاً ، انا احب حساء الفطر كثيراً
سعد : اعلم
ميرا : و كيف تعلم
سعد : ههه انتِ قلتِ صباحاً في وقت الفطور
ميرا : هااا نعم نعم تذكرت
سعد : جيد
ميرا : اذاً ماذا علي أن افعل؟
سعد : ستقطعين الفطر
ميرا : حسناً
بدأت ميرا بالتقطيع بكل قوة و كأنها تمسك بفأس لا بسكين!
سعد : لا لا ما هذا
ميرا : ماذا بك انا اقطع الفطر كما طلبت مني
سعد : و هكذا يتم تقطيع الفطر؟
ميرا : لم تخبرني بالطريقة يا هذا
سعد : اقسم ان لي اسم يا هذه
ميرا : حسنا فهمت هيا علمني
بدأ سعد بتقطيع الفطر أمام ميرا حتى تتعلم بشكل جيد و كانت ميرا تنظر الي سعد بكامل انتباهها
ميرا : حسناً يكفي يكفي اريد تقطيع الباقي
سعد : حسناً يمكنك البدء
بدأت ميرا بتقطيع الفطر واحدة تلو الواحدة حتى نظرت لسعد قائلةً
_ كيف اصبح تقطيعي
سعد : مقبول!
ميرا : كم انك فظ و مستفز
سعد : و انا اشعر هكذا حيالك
ميرا : جميل ، اذاً شعور متبادل
سعد : بالظبط
ميرا : لقد انتهيت ماذا علي أن افعل الآن
سعد : لا شيء
ميرا : ماذا ، لا ااا ، انا اريد ان اطهي معك الطعام
سعد : حسناً ضعي الذرة على الغاز
ميرا : حسناً
و هكذا تعاونا و سعد علم ميرا طريقة صنع حساء الفطر
سعد : و هكذا يكون جاهز للتقديم
ميرا : لذيييذ ، رائحته جميلة جداً
سعد : هيا لنذهب و نقدم الطعام
ميرا : حسناً
كان الجميع ينتظر الطعام على المائدة فتقدمت ميرا لتوزيع الاطباق على المائدة و أقبل سعد ليسكب الحساء في الأواني الخشبية ثم بدأت ميرا بتوزيع و ترتيب الملاعق على الطاولة و أتى سعد ليضع المناديل حيث وضع بقرب كل وعاء خشبي منديل
و بعد ذلك تقدمت ميرا و سعد ليأخذا الاذن بتناول الطعام مع الجميع فقبل المسؤول و جلسوا على المائدة ليباشروا بتناول الطعام
المسؤول : لذيذ، هل أنت من صنعت هذا الحساء يا سعد
سعد : لا يا سيدي لقد صنعناه معاً انا و ميرا
المسؤول : احسنتم صنعاً
ميرا و سعد : شكراً
بعد انتهاء الجميع من الطعام ذهب كل شخص لينظف وعائه و الاشياء التي استخدموها أثناء تناول الطعام و بعد ذلك تَساعد الجميع في تنظيف و توظيب مائدة الطعام
ثم حان وقت الاستراحة للجميع حيث ذهب كل شخص لخيمته ليأخذ قيلولة
فذهبت ميرا برفقة شمس لخيمتهما و حاولت أن تأخذ قيلولتها لكنهما فتحوا أحاديث طويلة
ميرا : ما رايك أن نختار ملابس لحفلة اليوم ؟
شمس : فكرة ممتازة يا ميرا
ميرا : أود أن ارتدي لون خمري ما رأيك
شمس : جميل جداً اما انا فأريد ارتداء اللون الرمادي
ميرا : لديّ فستان خمري جميل جداً أود ارتدائه
شمس : أرني هذا الفستان لأرى الحزاء المناسب معه من أجلك
ميرا : لحظة سأخرجه من الحقيبة
شمس : حسناً
وبعد لحظات أتت ميرا بالفستان كي تراه شمس ، كان فستان خمري قماشه مخملي قصير أي يصل للركبة و كلوش بطريقة جميلة و له أكمام متدنية من تحت الأكتاف و واسعة عند الكفوف و له عقدة مخملية من الخلف كبيرة الحجم
كان ثوب جميل جداً و يمتاز ببساطته ويتناسب مع الحفلات البسيطة
شمس : رااائع للغاية ما رأيك بالحذاء الخمري المخملي ذا العقدة الناعمة
ميرا : واااو و كأنه فصّل من أجل ثوبي هذا
شمس : هكذا رايي أيضاً
ميرا : حسناً اذاً حان دورك
شمس أحضرت ثوبها ، كان طقم تنورة و سترة ، ذا لون رمادي غامق ، كانت التنورة كلوش قصيرة و تعلوها طبقة تلو الطبقة و السترة كانت ذا أكمام من طبقات أيضاً
أيضاً كان طقم مخملي فاخر و من خلف السترة كانت هناك عقدة ناعمة مخملية أيضاً و أيضاً حزام مخملي على التنورة و الحذاء كان بنفس اللون و مخملي أيضاً ذا كعب عالي
ميرا : جميييل جداً ، ستبدين كالأميرة
شمس : شكراً لكِ و انتِ ايضاً
ميرا : هيا لننام و من ثم نفكر بتسريحات الشعر ، سأحاول جاهدة من أجل ان انام
شمس : حسناً اذاً ، قيلولة سعيدة
ميرا : و لكِ أيضاً
أغمضت ميرا عينيها و من ثم بدأت تتذكر كيف أغميَ عليها قائلة : هو السبب!!
ثمّ أكملت بالتذكر..
يتبع...