المتعة القاتلة

. . . . . . دمار الحقيقة . . .
لقد تحولت المتعة الحقيقية في إقتناء القطع الاثرية ، إلي حقيقة مخيفة او شبح أصبح يطارد الجميع دون رحمة منه ، تحولت الحقائق الثابته ، إلي كابوس مخيف ، تخيم عليك غمامة من اليأس والظلام ، تتحول لعدو كبير لنفسك ، إلي ان تتحول إلي شخص مجهول الهوية . . . . . . . .
عودة للحقائق . . . . . . . . . . . .
مين إللي مشيت يا إبراهيم ، كفاية كده أنا تعبت مبأتش قادر خلاص . .
لاحظ إبراهيم شحوب وجه زياد الذي قال لهم بصوت مرتجف و هو ينظر إليهم بتردد :-
باين . . . باين أننا وقعنا في ورطة كبيرة قوي ومش سهل نطلع منها ، إحنا هنروح في داهية . . .
إرتفعت دقات قلب إبراهيم حتي أشبه بقرع طبول عالية ، ثم تندت حبات العرق علي جبينه ، قال وهو يقترب منهم ثم أشار نحو تلك البقعة التي شاهد المرأة وهي واقفة امامه ، متشكلة في هيأتها ثم إختفت أسفل الدخان المتشكل :-
والله ست غريبة كانت واقفة هنا ، أنا مش عارف ليه محدش شافها ، وقعدت تحذرنا من شئ مجهول أنا مفهمتش قصدها إيه ، كل إللي فهمته اننا لازم نلاقي حل ، بس لإيه مش عارف ايوة قالتلي لازم تتخلصوا منه ، زي مايكون في حاجة غريبة هنا .
إبتلع أحمد لعابه خوفا من حديث إبراهيم ،
عادو للداخل وجلسوا علي مقاعدهم وداخل راسهم مئات الأسئلة التي لم يجدو لها إجابة أبدا ، صراع بين أمور تحدث لم يجدو لها تفسيرا مقتنع .
إنتصب إبراهيم واقفا بصمت وقال لهم با قتضاب قاطعا الصمت وهو يوليهم ظهره :-
آنا ماشي مروح . . .
لم ينتظر إجابة أحدا منهم ، رؤسهم شاغرة بالكثير من الامور ، التي تزاحمت دون أن تترك لأحد منهم التفكير ، أمواج من الخوف يظل يهوي بهم من أفكار إلي أخري دون هوادة . .
رحل إبراهيم دون وداع ، يحمل علي كاهله أثقالا من الهموم ، شعور الخوف مسيطرا عليه ، ظل يتخبط في الطرقات بجسد خاوي ، لا يدري كيف وصل إلي البناية التي يقطن فيها ، إستقل المصعد نحو شقته في الطابق الثاني ساهما فيه ، وقد تبدلت ملامحه للضيق ، لكن قبل أن يصل به طابقه ، إنقطعت الكهرباء وعم الصمت المخيف ، لم يشعر به في الحال ، لكنه إنتبه بعدما أحس ان المصعد توقفت حركته ، لاحظ حين ذاك الظلام الدامس الذي حاوطه من كل جانب ، أخرج هاتفه وأنار مصباحه ثم وضع يده بخوف مزق أوصاله علي جميع الازرار ، في الجانب بتوتر بالغ ، تقهقر للخلف بعدما تملكه الرعب أخذ ينظر حوله بجنون وكانه أصيب بصاعقة ، طرق علي الباب بضيق وهستريا تملكت منه حتي كادت تطيح به ، هنا شعر بزفرات دافئة ترتطدم بوجهه ، تقلصت ملامحه للذعر الشديد ، وخفق قلبه بشدة بل شعر أنه سيتوقف من فرط وقعه العالي ، حاول الصراخ هذة المرة ، لكن شيئا ما كمم فمه ، ظل يلوح بيديه في الهواء في الظلام بعيون غائرة ، حاول وحاول دون فائدة حتي كاد يلفظ انفاسه الاخيرة ، هنا إكتملت دائرة الموت ، عندما سقط علي الارض بقدمان هزيلتان ، آحس بشئ ما يجثم علي صدره ، إرتخي جسده وبدأت الارض تميد به ، رفع يديه للمرة الاخيرة ، يناجي فيها أحد ينتشله مما يحدث له ، تباعا مع تهدل جسده ثم إنتابته إنتفاضة بعدها أغشي عليه..
لا يعلم كم المدة التي ظل فيها ممداا علي الارض ، إنتفض فزعا من صوت الطرقات المتلاحقة علي باب المصعد من الخارج ، والنداء علي من هو في الداخل ، جاهد في النهوض من علي الارض ، متكأ علي عمود بجانبه من الحديد ، وقف بتثاقل وهو يجاهد هذا الألم الذي كاد أن بفتك بعقله ، إنتبه إلي زر المصعد المدون عليه كلمة قف ) التي لها يتم تعطيل المصعد ، زفر في ضيق ، عدل من هندامه بحرج وهو ينظر حوله ، ثم ضعط علي الزر مرة أخري ، إهتز المصعد قليلا وبعد ثوان ، وقف في الطابق، فتح الباب و وجد آمامه رجلان وسيدة ينظرون له بقلق وتوتر ، إقترب منه جاره وضيق ما بين حاجبيه يطالعه بدهشة ، لاحظ إبراهيم ان جاره يتفحصه ، لذا إعتذر منهم بحرج علي الفور ، قاطعا عليهم أي طريق من الاسئلة عن ماحدث ، ولي منهم هاربا دون ان يلتفت خلفه ، كي لا يري نظرات الفضول والتتبع ، أخرج المفتاح في عجالة ، وولجه في فتحة الباب بتوتر حتي أنه ، عاند معه قليلا في ذلك الوقت ، و كأن العالم كله إتفق علي يرديه صريعا ، تحامل وظل يردد البسملة وبعض الآيات القرانية التي لا حق له في نطقها حتي إستجاب له و فتح الباب . . . .
ما إن فتحه ونظر امامه حتي أصيب جسده كله بماس، كهربي منن قدمه حتي راسه كله ، تجمد موضعه جاحظ العينين في خوف ، مع توتر بالغ جعله يفرك يديه عدة مرات ، إرتجف جسده ، إستدار يحرك رأسه للخلف وفي الجانبين ، وكأنه إرتكب جرما ما ، أطبق عينيه عدة مرات ، أغلق الباب ووقف ينظر مشدوها في صدمة صعقته ، دون أن يحرك ساكنا

أغلق الباب ووقف ينظر مشدوها للكرسي ، دون أن يحرك ساكنا.
إقترب منه إبتلع لعابه في توتر بالغ بخطوات مترقبة ، إزاح حبات العرق من علي وجهه عدة مرات متوجسا ، هنا وقف أمامه لا يفصله سوي عدة خطوات ، في تلك اللحظة إنقطعت الكهرباء وعم الصمت المخيف ، لكن هنا الكرسي أضيئ باللون الاحمر القاني ، في تلك اللحظة شاهد إمراة جالسة علي الكرسي ، ذات شعر طويل منسدل علي جانبي كتفها ، تضع قدما فوق الاخري ، رفعت راسها تطالع إبراهيم بأبتسامة جميلة تزين ثغرها ، ، إمرأة جميلة بيضاء الجسد ، ملامح هادئة عيون واسعة و أنف صغير ، و فم صغير ، حاول إبراهيم الهرب من ملامحها ، لكن قدماه لم تتحرك ، وكأن أحد ما يقيده من قدماه ، هنا سمع صوت ضحكات عالية تتصدح حوله ، لايدري من أين تأتي ، حيث ان المرأة امامه لا تفعل شيئا سوي الابتسام له ،
في تلك الاثناء ، حاول إستجماع شتات نفسه وحاول التركيز قليلا محاولا ان يخرج من هذا الموقف المخيف الذي لا يحسد عليه . . . . . . . . .
في أثناء ذلك توقفت الضحكات المحيطة حوله ، تبدل إلي صوت لشخص يتكلم ، لكن حديثه بلكنة غريبة ، رفع راسه ينظر حوله يتبين موضع الصوت ، هنا شاهد رجل يقف بعيدا ، ملامح وجهه مختلفة ، يرتدي ملابس مهلهلة ، بل تكاد تكون ممزقة هي ما ظهرت منه ، لم تكن كافية ب أن يتضح وجهه ، نظر له إبراهيم ثم إلي الضوء الاحمر الذي ينبعث من الكرسي ، فهذا الضوء يكاد يخفي ملامحمه ، لكن يده امامه تتحرك أشار لإبراهيم بكلتا يديه نحو بقعة ما ، تمعن فيها جيدا ، أكتشف أنه مكبل اليدين لا انه ينظر يشير نحو بقعة ما ، إنتاب إبراهيم الم في راسه جعله يتألم بشدة ، وضع يده علي رأسه ، حاول ان يعتدل ، في تلك الأثناء تحول الكرسي إلي باب كبير ، لونه أسود يخرج منه ضوء أحمر قاتم ، لكن هذا الضوء يشبه الدماء السائلة يحفه صوت صرخات عالية و استغاثات مدوية ، إقترب إبراهيم منه رغم الالم الذي يعصف به ، ما إن تقدم سمع صوت المراة تقول له بلكنة أجنبية إستطاع إأن يميزها تقول له :-
لا تذهب أرجوك انا هنا من أجلك ياعزيزي ، إنه الظلام تعرفه ، إنه الظلام الذي تبحث عنه منذ وقت طويل ، ها هو قد أتي إليك مرحبا لا ترحل ، فقط ردد هذه الكلمات كي نعبر سويا ، أيها الكاهن الكبير ، تقدست في السبع أرضين ، يا من جلبت الظلام ، وأحللت علينا بنور حضورك ، نحن هنا من أجلك ، من أجل التضحية الكبري ، ها أنا قد أتيت بين يديك ، لا اريد شيئا سوي ان اظل معك ، هيا رددها يا إبراهيم من أجل خلاصك من ليال ارهقتك ، هيا حرر ارواحهم الاي طمست بفعل الوجع الذي سيطر عليهم ، لا تدعهم يتألمون ، كلنا هنا من أجلك . . . نحن بانتظارك منذ زمن . . .
فجأة أضيئ المنزل ، عادت الكهرباء مرة أخري ، ما زال إبراهيم واقفا ، يشعر انه بعالم أخر ، وانه تم سحبه لا يدري ماذا يحدث ، فجاة تبدل كل شئ ، وإختفت المرأة ، والرجل ماعدا الكرسي المجهول ، لا يعرف كيف أتي إلي منزله ، جلس إبراهيم أريكة بجانبه ، بل هوي عليها ، يلتقط أنفاسه المتلاحقة التي بلكاد توقفت ، لم يدري أي شئ حوله ، و لماذا يلاحقه الالم ، إنتبه لخوفه الذي تملك منه ، إنتفض سريعا تجاه عرفته ، وقبل أن يتحرك ، فرك عينيه عدة مرات ، يتاكد ان مايراه ليس بخيال هيأ له ذلك ، لاحظ أنه لم يكن يخيل له ، وأن الكرسي مازال في شقته ، ترك تلك الافكار خلفه وركض نحو غرفته ، أغلق الباب خلفه جيدا بالمفتاح عدة مرات ، جلس علي فراشه ، و أمسك حاسوبه النقال وضغط عليه عدة مرات كي يفتحه ، ثم التقط هاتفه كي يطلب أحمد ، ضغط علي زر الاتصال ، إنتظر قليلا حتي أتاه صوته الناعس مجيبا :-
في إيه يابراهيم حد يطلب حد دلوقتي يابني ؟
تنحنح إبراهيم بحرج ، ونظر إلي هاتفه فقد إكتشف أن الساعة الثالثة صباحا ، أي أن ما حدث له منذ قليل لم تكن دقائق معدودة كما خيل له ، بل ساعات مرت عليه ، تنهد وقال مسرعا متداركا موقفه :-
معلش يا أحمد والله ما خدت بالي ، هبقي آحكيلك إللي حصلي هنا في الشقة واللي خلاني مخدتش بالي من الوقت ، ، بس إسمعني في عاوز اقوله ليك ، إللي لازم أقولهولك أن لما رجعت لقيت لقيت مصيبة هنا في البيت ، انا الكرسي هنا في الشقة . . !
ليساله أحمد بدهشة غير منتبه :-
كرسي إيه يا بني إللي عندك ؟
انت متصل تهزر يا براهيم !
زفر إبراهيم وهو يطالع شاشة حاسوبه و الهاتف علي أذنه موضحا :-
يابني الكرسي المهبب اللي اشتريناه من علي الموقع ، ركز معايا ربنا يخليك . . . ثم أكمل
إيه دا ينهار أسود
حوقل أحمد بضيق وقال :-
كرسي ايه اللي عندك ، ولا ايه اللي جابه دا ، يابني ركز
مالك ، أنت متصل تراظي فيا ولا إيه نظامك ، بقولك إيه أنا اللي بيحصل كتير علي والله . .
بتر ابراهيم حديثه في سرعة :-
واضح اننا م عندناش وقت فعلا!!
إسمع كويس يا احمد ، في حاجة بتحصل مش مفهومة خالص ، وملهاش تفسير ، اولا
الكرسي إللي زياد جابه من الموقع ، أنا جيت لقيته هنا في شقتي موجود
ومحطوط في نص الصالة كمان
أراد أحمد أن يتكلم لكن إبراهيم لم يعطه وقتا له ليردف سريعا :-
باين الكرسي دا فيه سر ، إحنا مدورناش علي الكرسي دا ولا عرفنا عنه حاجة خالص ، تقريبا الكام كلمة اللي لقيناهم في الموقع دا كدب ، ملوش اساس من الصحة ، الهباب دا تقريبا فيه حاجة كبيرة ، وبدليل اللي بيحصل معانا ، كمان شوف ، وأنا بدور أهو ولقيت مصيبة كبيرة
رد عليه أحمد مستفسرا :-
مصيبة إيه اللي لقيتها ! ! ؟ ؟
صمت ابراهيم دون ان يجيبه ، فهو ينظر بتركيز في حاسوبه النقال ثوبدء بالقراءة بصوت عال :-
انا بالصدفة قولت ادور عن الكرسي دا علي النت ، لعل وعسي نلاقي حاجة مش عارفينها عنه تدلنا علي الطريق الصح ، او علي الاقل نشوف احتا رايحين فين بالظبط ، إسمع كده أنا قدامي صورة زي بتاعة الكرسي بالظبط ، فيه اختلافات بسيطة ، يمكن يكون في حل هنا نرتاح ، ولقيت تحته مانشت طويل قوي ، والمانشت دا تقريبا من 15 سنة اتعمل ليه إعادة نشر علي موقع أجنبي بيقول تحته ، ان تم العثور علي كرسي مختلف قصده علي اللي عندنا ، دا في فيلا عام ١٣٠٠ يعني من زمان قوي
والكرسي دا كان موجود ، في فيلا لكونتيسة وإختفت فجأة بدون مبرر ، كانت جميلة جدا ، إختفت في ظروف غامضة ، ولما إستجبوا إللي في القصر كلهم قالوا أنها قعدت فترة تحلم بكوابيس غير مبررة ، لانها كانت بصحة جيدة ، ، وكانت بتصرخ بشدة من الالم كمان ، ولما حضر الاطباء محدش إكتشف سبب للعلة او موضعها كمان ، ومن ضمن اللي قالته الخادمة ، بتاعتها قالت أنها في مرة حكت ليعا عن واحد شكله بشع و مخيف كان بيزورها في الاوضة ، برغم ان مفيش حد بيدخل او بيخرج من القصر الا بعلمها ، والاكتر من كده أن في يوم لقت الكونتيسة إتغير مزاجها ، بقت مبسوطة علي غير عادتها خالص ، او رجعت لطبيعتها ،ولما سألتها قالتها أن زارها إمبارح وقعد معاها بهيئته التانية ، وكمان حصل بينا علاقة وكانت بتوصف إن جوزها إللي مات رجع شباب تآني ، وهيرج ليا تاني ،وفرجتها علي جرح عملهولها في رقبتها ، وقالت وقتها إن الجرح دا شكله غريب قوي وعلامته زي ماتكون رمز او رسمة غريبة ولونها أسود يعني كمان مش ازرق ، وكمان عليه طبقة غريبة كانت بتلمع . . .
نطق أحمد مسرعا بدهشة :-
أنت بتهزر . . . مش كده يا ابراهيم ! !
ضحك إبراهيم صحكة قصيرة بائسة خرجت منه حزينة :-
لا . متستعجلش أنت لسة مشوفتش حاجة خالص ، خد إللي جاي بقا واسمع مني
ثم اكمل إبراهيم حديثه :-
وبعدها بقا الخادمة بدأت تشكك في تصرفات الكونتيسة دي انها غير مفهومة ، وقالت أنها راحت لا القس في الكنيسة، وحكت ليه كل حاجة حصلت في البيت ، ، إستغرب البابا وقالها أنه قريب هيعمل زيارة للبيت ، طبعا فكرة ظهوره كانت هتعمل مشكلة كبيرة ، وفعلا معداش كام يوم إلا لما حضر ، كانت مقابلة الكونتيسة ليه بترحاب شديد ، لكن القس شعر أنه مخنوق جدا ، و تعب فجأة ، لدرجة انه استفرغ اللي في معدته ، والكارثة كان لونه اسود ، ولما حصل كده إعتذر وخد بعضه ومشي ، لدرجة أن حاجته إللي كان جايبها سابها ومن ضمنها زجاجة ماء ، اتكبت علي الارض جمب اللي استفرغه من معدته ، وبعد ماجري طلع من البيت وهو مزعور ، الكونتيسة ضحكت من قلبها وزي ما يكون حد بيزغزغها ، لدرجة انها قعدت وقت طويل جدا مش عارفة تسيطر علي نفسها ، حرفينا إبتدينا نخاف منها و من تصرفاتها ، وخاصة إن كان في الخادمة ماريانا ، في ليلة صحيت من النوم علي صوت المطر و البرق ، ولما فتحت عينها لقيت واحد شكله غريب قاعد جمبها علي السرير ، ولما البرق ضرب في الاوضة ظهر شكله و عيونه الحمرا اللي كانت عاملة زي النار و مخيفة ، و قتها قعدت تصرخ ، ولما اتفزعنا روحنالها الاوضة وحكت لينا إللي حصل لانه في الوقت دا إختفي ، الخبر وصل للكونتيسة ، ولما سألت عن الموضوع ، و عن اللي حصل ، بعتت جابتها و زعقتلها جامد قوي ، رغم انها ملهاش ذنب في حاجة ، والغريبة ان بعد ما مارينا مشيت من عندها ، كان شكلها متغير ، وساكته ، وتحس ساعتها انها زي ماتكون انضربت ، وبعد يومين بالظبط اتاخرت عن موعد صحيانها ، روحت أشوفها لقيتها ميتة في الاوضة بتاعتها جسمها كله أزرق ومليان بقع سوداء ،، وعيونها كانت مفتوحة ، وبعيدة عن بعضها ، غير ان في بعض الحروف السودة كانت محفورة في جسمها ، والكنيسة و قتها قالت أنها ماتت من الصدمة ، بعد ماجسدها رفض الانصياع للشيطان ، كلام تحسه فوق العقل . .
و لما إندفنت زعلنا عليها كلنا ، بعدها بأيام كنا بنسمع صوت ضحكتها طالعة من الاوضة، الحاجة اللي كانت مشهورة بيها ، وهنا الكونتيسة أمرت أننا نولع في الاوضة دي ، و وفي حاجتها كلها كمان ، مش عاوزة ليها اثر ،. . . صمت إبراهيم قليلا يلتقط انفاسه ثم أستكمل موضحا :-
لعلمك أنا بترجملك الأجنبي إللي قدامي ، المقال مش عربي ، حتي الكلام جاي من جريدة مكتوبة زمان جدا ، يعني مقال متوارث جدا
صمت أحمد وقال :-
ايوة انا برضوا مش فاهم ايه دخل الكرسي ، باللي حصل للبنت دي ، او ب اللي حكته الست دي ! ؟
ووضحلي بقا ومتزلش في اهلنا . . .
ضحك إبراهيم علي كلمة صاحبه وأكمل :-
هقولك استني ، اشوف انا وصلت لحد فين ، أه بص بقا ، الخادمة بتقول إنها إبتدت تخاف من الكونتيسة قوي بعد ردود فعلها الغريبة دي ، واللي زود الموضوع دا كمان ، خاصة لما بقت تنام بالنهار كله و تصحي بليل تمشي بالليل في الضلمة ، وتروح تقعد علي الكرسي بس مبتعملش حاجة ، وأول ليلة بقا ،أن سمعت صوت خطوات ودا مش من العادة اصلا ، واما قومت عشان اشوف و أتأكد ، لقيت الكونتيسة قاعة علي الكرسي ، حاولت أكلمها عشان اسالها عاوزة حاجة ، او هي قاعدة لوحدها ليه ، إكتشفت انا ، صوتي مخرجش مني معرفتش انطق ، برغم إني سمعاها وهي بتتكلم مع حد بس مش عارفة مين ، ولا شايفة ، حتي الكلام كان بيوصلي علي فترات متقطعة ، يعني مكنش ظاهر اصلا ، تحس ان في حاجة بتحجز الصوت من مكانه . . . . . . . . . . . . . . .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي