الحلقهالثامنه

مهمه صحفيه
الحلقه الثامنه
فكرت فاتن وقالت بعد بعض التردد: اعتقد اننا نجرب الاول ونشوف .
وافقها الجميع اشار لهم عماد بالذهاب تحركوا بعيدا عنه ووقف كل فريق ليتعرف على بعضه، نظر فادى الى فاتن ومد يده قائلا: انا فادي فريد وانتِ
اومأت له برأسها ولم تمد يدها قائله ببعض الحرج: معلش مش بسلم على رجاله انا فاتن محسن .
ونظرت بعيدا ابتسم فادي بحرج وامسك ذقنه بيده قائلا: اسف مكنتش اعرف هو المقال بتاعك عن ايه؟
ابتسمت لتفهمه وتغيره الكلام ودخوله فى الامر مباشرة: عن حقوق المرأه ومقالك ؟
قطب جبينه متعجبا ونظر لها متفحصا وهو يقول فى عقله: يا دي الوقعه المهببه يعنى اندبندت ومن( independent woman) بقا وهتعملي صداع بالكلام بتاعهم ده، بس غريب شكلها مش زيهم لبسها مش زيهم ايه اللي ودها دي عند بتوع المراه المهم ما علينا اهي وقعه منيله وخلاص .
استاءت من نظرته ورمقته بنظره محذره: ما تحترم نفسك في ايه يا استاذ؟
شعر بالحرج الشديد وبدي عليه التفاجأ قائلا: اسف جدا انا سرحت بس شويه مقصدش حاجه .
زفرت عابسه: طب خلاص قولي بقا موضعك عن ايه؟
ابتلع ريقه وتوتر قائلا: هاه عن الدجل والشعوذه .
عوجت فاها ورفعت احد حاجبيها وقذفته بنظره مستهزءه: دجل وشعوذه وده كتبته ازى؟
عبس ونظر اليها غاضبا: ملوش لزوم التريقه كتبته وخلاص، عندك نسخه من مقالك تبعتيهالي عشان اقراه واشوف هنجمعهم ازى دول .
شعرت بالحرج: اه عندى ممكن تكتب اميلك عشان ابعتهولك لما اروح عشان على اللاب في البيت .
اومأ بالموافقه واخرج هاتف من جيبه وجهز رساله واشار لها قائلا: افتحى البلتوث عشان ابعتلك عليه .
زفرت واخرجت الهاتف من حقيبتها وارسل لها رقم هاتفه قائلا: ده رقم الوتس والتلجرام بتاعى ابعتي على اللى يعجبك فيهم، ولما تبعتى هبعتلك انا كمان المقال فى ملف بي دى اف .
نظرت اليه مستنكره: ومتبعتش ليه الاول ولا هي رخامه وخلاص؟
زفر غاضبا: لاء مش رخامه بس انت مبعتبش رقمك هبعت على ايه .
نظرت اليه بحرج: اسفه مختش بالى خلاص اول لما اروح هبعته لك عن اذنك .
فادي عابسا: اتفضلي بس ياريت تقرأيه بسرعه مش ناقصه عطله هي .
أومأت بالموافقه وذهبت دون تعقيب تحرك هو الاخر وعاد الى منزله، جلس بالصاله عابسا خرج حاتم من غرفته ورأه على حالته تلك فتنحنح كي لا يصبه بالفزع قائلا: ايه مالك قاعد كده ليه؟
تنبه الى وجوده ونظر اليه وزاد عبوس وجهه: اصل لسه راجع من الجريده .
عبس وجه حاتم فقد ظن انه لم يوفق اقترب منه وربت على كتفه قائلا: معلش متزعلش خيرها فغيرها ان شاء الله كفايا انك حولت و....
قاطعه فادي: انت فهمت ايه انا وصلت للمرحله الثانيه الحمد لله .
تعجب حاتم: امال لاوي بوظك وقاعد شايل الهم كده ليه؟
زفر فادي: اصلهم عاملين كل اثنين فريق عشان نربط مقالتنا مع بعض، وحظي المنيل وقعني فى بنت من الجماعه بتوع حقوق المرأه والحاجات دي اصل انا كنت ناقصها .
ابتسم حاتم: وهو ده اللي مزعلك يارجل حرام عليك خضتنى، فكرتك خسرت مدمت وصلت للمرحله دي يبقا مش مهم اي حاجه، ركز اهم حاجه فى اللى جاى عشان تفوز.
رمقه بنظره مستنكره: وهفوز ازى وهما عايزين موضوعين ملهمش علاقه بعض نربطهم نظام تعجيز يعني .
جلس حاتم فى المقعد الى جواره قائلا: ليه هو الموضوع بتاعها عن ايه؟
قوس فادي فمه: حقوق المرأه مش فاهم انا علاقة ده بالدجل والشعوذه .
زفر حاتم وامسك ذقنه قائلا: طب ما توريني المقال كده ونفكر سوى يمكن نلاقي حل؟
زمت فادي شفتيه: لسه مبعتتهوش وقالت لما تروح هتبعته .
قام حاتم واتجه نحو المطبخ: بقولك ايه سيبها على الله، وتعالى نعمل لقمه ناكلها على ما تبعت المقال، وبلاش تشيل الهم من بدري كده .
اومأ بالموافقه وقام معه وقفا يعدا معا الطعام، اتى رساله الى هاتف فادي فنظر به قائلا: اخيرا افتكرت الهانم وبعتت الرساله .
حاتم وهو يقلب الطعام على النار: طب كويس روح على الطربيزه افتحها على ما اغطى على الاكل واجيلك نشوفها على ما يستوي.
هز فادي راسه بالموافقه وجلس على الطوله وبدأ يقرأ الرساله بصوت عالي: السلام عليكم استاذ فادي انا فاتن وده مقالي، ابعت مقالك بسرعه عشان أقرأه ونشوف هندمجهم أزى مع بعض.
جلس حاتم على المقعد بجواره قائلا: طب ماهي بنت مؤدبه اهيه امال انت مكبر الموضوع ليه؟
ارسل فادي المقال لها دون اي كلام وفتح مقالها قائلا: أما نقرأ نشوف بقا كتبالنا ايه عن حقوق المرأة .
بدأ يقرأ بصوت ويسمعه حاتم وتغيرت ملامح العبوس التي على وجهيهم الي ابتسامه عريضه وسعاده بمحتوى المقال، انهى فادي المقال ولم ينطق بشفاه كلمه، اخذ حاتم نفس وزفره باعجاب: مقالها رائع ووضح قد ايه اللي حررو المرأه ظلموها وشيلوها عبئ فوق اعباءها واضح انها بنت متدينه كمان وانت ظلمتها يا استاذ.
هز فادي راسه مترددا: تمام مقال رائع وجميل بس ايه علاقة ده بمقالي بقا؟! وازى هنربطهم ببعض؟
فكر حاتم: لاء فى علاقه انت وهي قولتو ان سبب ده البعد عن الدين، واعتقد ان ده الرابط بين المقالين .
اخذ فادي نفس وزفره: تمام جميل بس بردو ازى هو ده اللى بفكر فيه دلوقتي .
ربت حاتم على كتفه واقفا: فكر براحتك انا هدخل اشوف حاجه وارجعلك .
نظر فادي الى الهاتف وبدأ يحرك المقال باصبعه لاعلي ولاسفل وهو يزفر ضجرا، فضغط على احد الرسومات التعبيريه دون قصد وتم ارساله لفاتن، وضع يده على راسه مصدوما كيف يفعل ذلك ماذا ستظن به الان، واذا بها ترد عليه برساله: الرابط بين مقالي ومقالك هو البعد عن الدين واعتقد اننا كده نقدر نحط نقط نمشي عليها فى المقال .
زفر زفره قويه وكانه يخرج ما بداخله من فزع، وابتلع ريقه وكتب لها: فعلا ده اللى انا كمان اتوصلت ليه بس مش عارف نبدأ منين ولا أزي .
قرأت فاتن الرساله وبدات تفكر فى الامر، واذا بصوت والدها ياتى من خلفها قائلا: بتعملي ايه يا بنتي؟
نظرت اليه قائله: بكلم زميلي فى الشغل عشان ننسق سوى المقال او التدبيسه اللي دبسوهالنا .
جز على اسنانه غضبا فكيف لها ان تحدث لرجل غريب، وضع يده اليسرى خلف ظهره وبدأ يفتحها ويغلقها كي يهدأ، وتنحنح قائلا: تدبيسة ايه مش فاهم؟
زفرت بعبوس: اصلهم فى الجريده قالوا ان المرحله الثانيه فى المسابقه ان كل اثنين يدمجوا مقالتهم مع بعض، وجه نصيبى ما واحد زميل وعلينا اننا نربط المقالين مع بعض، وعشان الوقت بعت له المقال وهو بعت مقاله، وقراته ولقيت ان الرابط بينهم هو نقطة الدين، بس لسه مش عارفين نربطهم ببعض ازى.
كلماتها هدأت غضبه فقد فهم ان تعمل معه ليس الا وفكر قائلا: طب ما تورينى مقاله يمكن اقدر اساعدك.
فرحت فاتن وقامت احضرت له مقعد من الخارج، ووضعته بجوار المكتب وفتحت له المقال، قرأه ونظر لها قائلا: اعتقد انكم لازم تبدأو من نقطه ان فى ناس بسبب الظلم بتلحأ للدجل والشعوذه، واغلبهم بيبقا الستات وده اكيد طبعا بسبب بعدهم عن الدين او فهمهم ليه غلط، ليا واحد صاحبي حكالى قصة بنت مراته قريبه جدا من المعنى ده .
تحمست قائله: ينفع اقابلها واتكلم معاه؟
ابتسم: اساله ولو وفق اخدك ونروح له، وهو كمان معالج بالقران وممكن يفدكم جدا فى المقال .
زاد حمسها: ياريت يابابا ولو ينفع بسرعه عشان منتأخرش .
اومأ بالموافقه وقام ليخرج قائلا: طب هروح اطلبه واجي ارد عليكِ .
تركها وخرج من شدت حماسها اخبرت فادي بكل ما قاله والدها، فرك فادي فى راسه وهو يفكر فى الامر، ابتسم حاتم ونكزه فى كتفه قائلا: بتفكر فى ايه فكره حلوه جدا وهتفدكم جدا .
عبس فادي: مش عارف ده ممكن يفيد فى موضوعي، عموما هاشوف كده ابوها هيقول ايه وعلى اساسه نتحرك .
اتت رساله قرأها واسترسل: بتقول ابوها اتفق معاه اننا نروحله بكره الصبح، وبعتت لى العنوان .
تعجب حاتم: وهتقبلها فين؟
زفر فادي: عند الراجل هناك .
اومأ حاتم: طب تمام كده انا هقوم اشوف اخبار الاكل ايه .
قام حاتم وجد الطعام قد نضج فنادى فادي ليساعده فى وضعه على الطاوله، وبعد أن تناولا الطعام دخل كل منهم غرفته، وفى اليوم التالى ذهب الى العنوان، وقف امام باب المنزل للحظات متردد ايصعد ام يبقى لكنه لا يعلم هل اتت ام لا، فكر ان يرسل لها رساله لكنه تراجع، أخذ قراره وصعد حتى وصل باب الشقه، اخذ نفس وزفره وتشجع ودق جرس الباب، لحظات وفتحت له سيده قائله: ايوه يا بني عايز حاجه؟
تنحنح وقال ببعض التردد: انا زميل فاتن اللى جاي عشان الموضوع الصحفي .
اومأت السيده: اه اهلا يا بنى اتفضل دي هي هنا بقالها شويه .
تنفس اخيرا فهو كان يرتعد من داخله دخل اشارت له على مكان غرفة الضيوف، دخل وجد فاتن بالداخل جلس بمقعد قريب من مقعدها ومال ناحيتها وهمس معاتبا: مش تبعتي رساله تعرفينى انك جيتى كنت خايف اطلع يكون العنوان غلط .
اومأت مع أبتسامه بارده دون كلام جلست السيده فى مقعد اماهم ونظرت لهم قائله: اهلا بيكم ممكن تدوني فكره كده عن الموضوع بتاعكم على ما الحاج عمر يجي .
ترددت فاتن للحظات وقالت: هو الحقيقه ان كل واحد فينا كاتب مقال بس الجريده طالبه مننا اننا نجمعهم مع بعض.
اومأت السيده قائله: وموضوعتكم عن ايه وليه عايزنكم تجمعوهم مع بعض؟
ابتسم فادي: موضوعي عن الدجل والشعوذه وتأثيرهم على المجتمع، وقد ايه ان بعد الناس عن الدين هو اللى وصلهم لكده.
فاتن: موضوعي عن المرأه وما تتعرض له من ضغوط وانهم بتحريرها حملوها فوق طاقتها .
تعجبت السيده: طب وايه الرابط بين الموضوعين دول؟
اتسعت ابتسامة فادي: الدين احنا الاثنين قولنا ان البعد عن الدين هو اللى وصلنا للحاله اللى بقينا عليها.
فكرت السيده: طب وهتربطوا بينهم وبين بعض ازي؟
ابتسمت فاتن: بابا قالي ان عمي الحاج زوج حضرتك، كان حكاله قصة حاله عنده وانها فيها شيئ ممكن يفدنا .
اخذت السيده نفس وزفرته واومأت قائله: ايوه دي قصة بنتى هي جايه بعد شويه ممكن هي تحكيها لكم، بس ممكن توضحيلى اكتر عن موضوعك عشان مفهمتش قوي .
اومأت فاتن بالموافقه وشرحت لها كل ما تحدثت عنه في مقالها، ابتسمت السيده قائله: جميل دى فكره ممتازه وجريئه انك تتكلمي عنها، بس جمع مقالتكم دي هيكون صعب، لانهم موضوعين ملهمش دعوه ببعض اصلا.
ابتسم فادي: ما هما حابين يختبروا ذكأنا ويشوفوا هنجمعهم ازي.
رمقتهم الاثنان بنظره داعمه: واعتقد انكم قادرين على ده .
دخل رجل كبير فى السن يبدو عليه الوقار والحكمه قائلا: السلام عليكم اهلا بيكم .
ابتسم الاثنان وردا عليه السلام جلس الى جوار زوجته ونظر الى فاتن قائلا: والدك حكالي عن مقالك وعجبنى جدا تفكيرك ( نظر الى فادي) وحكالي عن مقالك انت كمان وشايف انكم فعلا لو قدرتم تجمعوا بينهم هتعملوا مقال رائع .
ابتسمت فاتن بأمتنان: شكرا جدا لحضرتك .
ابتسم فادي هو الاخر: اتمنى اننا نكون عند حسن ظنك .
عمر بأبتسامه: بص يا ابنى انا والحاجه نوال من سنين واحنا بنعالج بالقرأن، وشوفتا حالات بسبب الظلم والقهر اللى بتتعرضله ممكن انها تلجأ للسحر، بس عمرها ما بتكسب ابدا وبتضيع فى الطريق ده، بس اكتر اللى بنشوفهم بيبقوا جهله، مش بس فى العلم لاء ده الجهل الاكبر فى دينهم.
فكرت فاتن: هل فى منهم لجأهم للسحر كان بسبب شغلهم مثلا او الضغط النفسي عليهم؟
ابتسم عمر: هو الحقيقه يا بنتى ان موضوعك ده بعيد تمامً عنا.
فكرت نوال وقالت: اه افتكرت حاجه فى واحده كانت جايه ومقتنعه أن جوزها معمله سحر، واحده زميلته هي اللى عملاه ولما اكدنالها ان مفيش سحر، بقت هتتجن وزعلت مني لما قولت لها انه ممكن يكون شغلك مخليكي مش فاضيه، والرجاله بتزهق فبيدور على واحده تانيه، تملا الفراغ اللى عنده، رفضت كلامي واتهمتني بالرجعيه والتخلف، وقالت انها هتروح لحد تاني يكون بيفهم عنا .
لمعت عيني فاتن بسعاده قائله: بالظبط هي رفضت تعترف ان شغلها هو السبب، ودورت على اى سبب تانى حتى لو سبب وهمي.
ابتسمت نوال وأومأت قائله: فعلا بس تعرفي افتكرت حاله كمان كانت نكته اصلا فاكرها يا حاج عمر؟
ونظرت اليه فابتسم هو الاخر واسترسل: ايوه ايوه افتكرته ده كان واحد مصمم ان مراته معمول لها عمل يشوفها راجل بذقن، لاء ومحدد اللى عمله العمل كمان.
ضحك الاثنان فاتن وفادي سأله قائلا: يعنى ازى؟
عمر وهو يضحك: الحكايه ان مراته بتشتغل مع رجاله، وعشان ست محترمه وملهاش فى المياصه، بقت مسترجله شويه واسلوبها فى الكلام بقا ناشف قوى، وعلى طول قاعده فى البيت وهي رابطه راسه بطريقه غريبه كده؛ فتحس انها بذقن فعلا، حسيت أن كل اللى محتاجه أننا نكلمها، فقولت له اني هجيب زوجتى هي اللى هتعالجها .
نظر اليه فادي بأهتمام: وأيه اللى حصل بعد كده؟
تنهدت نوال بحزن: روحت كلمتها واكتشفت انها ست مطحونه، الصبح فى شغلها وباليل بتذاكر لولادها ماهو المديات لا تسمح انهم يدفعوا ثمن دروس، وهو بيجي يقعد يتفرج على التلفزيون ملوش دعوه، ولما سألتها ايه الربطه الغربيه اللى على رأسك دي قالت رأسي هتضرب من الصداع فربطها، صعبت عليا وحسيت ان جوزها بيدور على أي شمعاه يعلق عليها تقصيره في حق ولاده ومراته.
عبس فادي ونظر الى فاتن وزفر قائلا: طب اللى زي دي مثال للى قولتيه، حطو عليها اعباء زياده على اللى عندها، ومعتقدش ان حالتها لها علاقه بالبعد عن الدين.
سكتت فاتن فهي لا تعرف ماذا تقول او بماذا تجيب

تحياتي / هدى مرسي ابوعوف
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي