الفصل الثالث
كان الليل قد ألقي بظلاله عندما عاد سيد العرف لمنزله من جديد بعد حديثه الطويل مع المعلم صفوت وعندما وصل كانت زوجته إلهام قد عادت فهي كانت في زياره لبيت أهلها ,
سيد العرف : انتي جيتي يا إلهام ,
الهام : ايوه يا سيد جيت من شويه وياريتني ما جيت .
سيد العرف : ليه بس كده , دا انا حتي ما طقتش أقعد في البيت دقيقه ونتي مش فيه .
إلهام : ما هو باين بأماره اني جيت ملقتش لقمه معموله , ولما اكلم مقصوفه الرقبه أحلام ترد عليا قال ايه تقولي كنتي كلي في دار أبوكي , ليه مليش راجل يأكلني ويشربني .
سيد العرف : اما بنت .....ولا يهمك يا روح الروح اعملي لنا لقمتين بأيدك الحلوه دي وتعالي عشان عاوزاك في حاجه , إلا بالحق فين اللي يتخفوا ؟؟
إلهام : دخلوا يتهمدوا ف أوضتهم , اكل ومرعي وقله صنعه ...امتا نرتاح من همهم .
سيد العرف : قريب أوووي , ومش هنرتاح وبس لا دا احنا هناكل لقمه نضيفه كمان .
إلهام : قصدك ايه يا سيد ؟؟
سيد العرف : هاتيلنا بس لقمه وتعالي ورايا وانا هفهمك كل حاجه .
أعدت إلهام سريعا عشاء لها ولزوجها سيد العرف وكان البيض وبعض الجبن ومعه لاوزام أخري ودخلت بهم مسرعه لغرفتهم...
إلهام : ها يا سيد ايه العباره .
سيد العرف : سيبيني بس اكل لقمه وانا هحكيلك بعدها .
إلهام : ما تحكي بقا يا راجل هو انا هجر منك الكلمتين ,
سيد العرف : عارفه طبعا المعلم صفوت ,
إلهام : قلي عارفه مش ده صاحب القهوه اللي ع راس الشارع وكمان عنده الفرن الألفرنجه والبيت اللي التلت أدوار .
سيد العرف : دا انتي جايبه تاريخ حياته ,
إلهام : ما كل الناحيه عارفه انه راجل مبسوط والنسوان ملهمش سيره إلا العز اللي مراته فيه دا الدهب في إيديها الاتنين يمين وشمال , بس لزمته ايه سيرته هو انت هتشتغل معاه .
سيد العرف : لا يا اختي مش هشتغل معاه انا هناسبه , المعلم صفوت عاوز يتجوز البت سمر وهيديني عشر تلاف جنيه .
إلهاام : بقا بنتك هتعيش عيشه زي الفل كده محظوظه بصحيح , راجل مقتدر بصحيح , بس بنتك لسه مجابتش ال 18 ,لسه هتقعد معانا لما تكمل ال 18 يكون المعلم صفوت لاف علي جوازه غيرها ودا ألف واحده تتمناه .
سيد العرف : لا ما هو احنا هنكتب ورقتين عند المحامي ولما البت تم ال 18 نبقا نكتب الكتاب ,
إلهام : عين العقل خليها تغور عقبال مقصوفه الرقبه أحلام , وامتا بقا هنقبض ؟؟
سيد العرف : هنقبض ؟؟ انا اللي هقبض مش احنا ؟
إلهام بدلال : وانا وانت أيه مش واحد , وبعدين ما انا شايل همهم معاك وأكتر كمان شوف بقالنا يجي سبع سنين مع بعض شلتهم وشيلت همهم دلوقتي هتركن ع الرف وميبقاش ليا عوزه .
سيد : لا عاش ولا كان , صبرك عليا بس هقبض من هنا وأشتريلك حته دهب تزين أيديكي دي ,
إلهام : أهو كله كلام مدهون بسمنه هيطلع عليه النهار يسيح وميبقاش ليه وجود .
سيد العرف : انا من أمتا كدبت عليكي في حاجه . وبعدين كلها للخميس الجاي هنكتب الورقتين والبت تروح مع المعلم صفوت ونقبض القرشين ونعيش لنا يومين سوا بدل الهم ده اللي إحنا فيه .
أستمعت إلهام لكلمات زوجها بسعاده وفرح كبير فلقد أسعد ذكر المال قلبها , لم تكن الوحيده التي أستمعت لكلمات سيد العرف ولكن كان هناك أخر أستمع أيضا , فقد كانت أحلام التي كانت تتنصت علي غرفه ابيها من الخارج وعلمت بما اتفق به ابيها مع المعلم صفوت .
غادرت مسرعه من أمام باب الغرفه لغرفتها هي وسمر التي كانت ممده تتألم من كل جسمها بس الضربات التي تلقتها من أبيها وبالأخص علي ظهرها عندما حاولت حمايه أحلام , كانت أحلام هي الأخري قد نالت نصيبها ولكنها مشاكسه لا تستلم لألم او تعب ,
سمر : يلا بقا يا احلام خشي نامي ورانا شغل الصبح بدري .
أحلام بإبتسامه : شغل ايه بس يا محظوظه دا انتي جايلك بيضه دهب .
سمر : بيضه دهب ايه ؟؟ انتي دماغك جرالها حاجه من العلقه اللي كلتيها ولا ايه ؟؟
أحلام : لا يا اختي ان شا الله مرات ابوكي الحربايه ,
سمر وقد اعتدلت وقامت بهدوء من استلقائها : اومال مالك ؟
أحلام : عارفه المعلم صفوت صاحب القهوه ,
سمر : اه الراجل الغتيت ده , دا في الطالعه والنازله يستخف دمه معرفش علي ايه .
أحلام بضحك : اهو الراجل الغتيت ده هيبقا جوزك يوم الخميس الجاي , وهيتقفل عليكم باب واحد .
سمر وقد أنتفضت : انتي بتقولي ايه ؟ وجبتي الكلام ده منين ؟
أحلام : ابوكي الي كان بيقول لمراته وانا سمعتهم , دا حتي هيدي ابوكي عشر تلاف جنيه بعد ما يتجوزك .
سمر : يا مصيبتي السوده ....
أحلام : مصيبه ايه يا بت دا انا لو منك أفرح اني هخلص من ابوكي ومراته , دا راجل جيبه مليان ومش هيخيلكي محتاجه حاجه , بدل الذل اللي شايفينه هنا .
سمر: انت كل اللي بتفكري فيه الفلوس , انتي ايه اللي فهمك , تمن الفلوس دي هيبقا سعادتي وحياتي هيبقا شبابي اللي هيروح في حضن واحد مبيطيقهوش ولا عاوز اشوف وشه .
أحلام : ما تبقيش تبصي في وشه أبقي بصي في أفاه ي اختي , المهم تنامي بطنك شبعانه وجسمك متغطي .
سمر : لو عاوزاه أووي كده روحي أتجوزيه , انا بحب ممدوح ومش هتجوز غيره .
أحلام : بلا نيله أفقر مننا وعاوز اللي يصرف عليه , وأذا كان علي جوازي مين قلك اني هدور ع الحب , يوم ما اختار هختار أغني حد أعرفه
سمر: الفلوس عمرها ما هتعمل سعاده
أحلام بنظره شك : يبقا ساعتها هبقا أحزن بس يبقا معايا تمن العشا عشان كده هختار اللي يعوضني عن اللي شفته ,هختار اللي عنده لقمه نضيفه أنا أتحرمت كتير وأدينا أهو بايتين من غير عشا يعني لولا الللقمتين اللي كلناهم قبل ما نرجع مكتيش هتنامي وغير وانتي بتتلوي من الجوع أديكي دلوقتي بتتلوي من وجع الضرب بس ,
يا تري ايه اللي يسعد الإنسان الحب ولا الفلوس , كان فيه مره واحد أدعي أنه حكيم زمانه قال الحب والمال رفاهيات في الحياه مميزات إضافيه ينعم بها الإنسان، ليس لها قيمه ، بينما قال أخر الحب وحده لا يشبع البطن الجائعه ولا المال وحده يطعم النفس الباهته ,
بس فيه حاجه مهمه أن كل واحد علي الأقل محتاج الحد الأدني من الأتنين عشان يقدر يعيش.
سواء اتفقنا أو اختلفنا علي أن مين الأكثر أهميه بين الحب والمال المؤكد أن أي إنسان بحاجة للحد الأدني من اللأتنين في حياته عشان يقدر يعيش في الدنيا دي ,
صحينا الصبح وأكاد أجزم أن أحنا الأتنين عيونا مشفتش النوم طول الليل , سمر كانت قلقانه وخايفه من اللي داخل عليها في المستقبل وأنا كنت قلقانه علي قلقها ده . لبسنا عباياتنا السمره وخرجنا أحنا الأتنين من البيت كنا قبل الفجر كالعاده عشان نلحق الورديه زي كل يوم .
كان يوم شاق وطويل زي بقيه أيام حياتنا واللي زاد من صعوبته علي سمر أن ممدوح مجاش إنما واحد تاني اللي جه بداله لأن أمه كانت تعبانه .
رجعنا أخر اليوم وكان أبويا مستنينا عشان ياخد أجره اليوم كعادته .
سيد العرف : اليوميه قلت كده ليه عن كل يوم .
سمر : أصل إحنا في نهايه الموسم والمحصول قل عشان كده شو اليوميات بتاعت الكل .
سيد : وانا مالي المحصول قل و لا اتزفت أنتوا مش شغالين يومكوا يبقا تقبضوا زي الناس .
أحلام : كلها يومين وموسم الطماطم يفتح وترجع اليوميه لعادتها .
سيد : وماله بردوه بس سمر مش هتروح تاني معاكي كفايه عليها كده .
سمر بترقب وحيره : ليه كده بس يابا , انا عملت حاجه .
سيد : وانتي تستجري تعملي حاجه من ورايا دا انا كنت كسرت رقبتك انتي وهي .
إلهام : طبعا يا سيد الناس ثم جلست بجانبه بعدما وضعت الشاي أمامه , أفرحي با بت يا سمر دا أنتي هتبضلك بيضه دهب , هتتهني وتستتي في بيت عمرك ما كنتي تحلمي بيه , المعلم صفوت طلب أيدك من أبوكي , وابوكي وافق ويوم الخميس هتباتي في بيته .
سمر : بس أنا يستحيل أتجوزه ,دا بنته من سني كانت بتلعب معايا في الضارع , يجي اليوم اللي أتجوز فيه أبوها , لا يابا بلاش حرام عليك .
سيد العرف بغضب : حرمه عليكي عيشتك أنا خلاص أديت كلمه للمعلم صفوت ومحدش ليه كلمه بعدي , ايه عاوزيني اكسر كلمته معاه .
سمر بصراخ : لا أنا يستحيل أتجوزه حتي لو هموت .
سيد العرف وهو ينهال عليها بالضرب: يبقا تموتي أحسن ,عشان تبقي تعرفي ترفعي صوتك عليا بعد كده
كانت إلهام جالسه تراقب المشهد كعاده كل يوم لم تقترب ولم تحاول التفرقه بين سيد الغاضب وسمر المكسوره الذليلة بينما أحلام حاولت بكل ما أوتيت من قوه ووقفت بجسدها النحيل تدافع عن أختها وتتلقي بعض الضربات بدلا منها لعل الألم ينقسم عليهم فيخف قليلا .
بعد أن دخلا غرفتهما
سمر وهي تسند أختها إلي الفراش : أدخلتي ليه بس هو انتي مستحمله ؟
أحلام بإبتسامه هزيله متعبه : بعوضك شويه عن الضرب اللي أختيها بسبببي كل يوم , خليكي فاكراها ليا .
سمر : انتي فيكي حيل تهزري دلوقتي .
أحلام : حتي الضحكه هتتحرم علينا مش كفايه اللي بيجرلنا كل يوم .
سمر : متقلقيش كل حاجه هتنتهي , بكره هكلم ممدوح وأخليه يجي يخطبني وساعتها هحاول أساعدك انتي كمان
أحلام بضحك وتوجع : ام انتي هبله بصحيح وعامله فيه انك الكبيره اللي عارفة كل حاجه , انتي مفكره ان ممدوح بتاعك ده بتاع جواز ولا انه هيعبرك حتي .
سمر : متقوليش كده يا أحلام ممدوح بيحبني ويستحيل يسبني , أكيد هيساعدني انا متأكده من كده .
أحلام : عشم إبليس في الجنه , انا وانتي والزمن طويل أبقي قابليني , نامي يا اختي .
ليله أخري يكون الألم رفيق الفتاتان طوال الليل حتي غلبهم النعاس ونامت كلا منهما محتضنه الأخري
في الصباح قامت سمر سريعا وبحذر ارتدت ملابسها كي تخرج مع أختها أحلام إلي العمل دون أن يشعر بهما أبيهم سيد العرف كانت تتأمل أن تجد ممدوح هذا اليوم كي يخلصها من تلك الزيجه وبالفعل وجدته حاضرا امام السياره .
ممدوح بإبتسامه : صباح الخير علي ست الحسن , موجها لسمر الحديث بينما أحلام صعدت إلي السياره وكانا أول الواصلين هي وأختها .
ممدوح وكان قد لاحظ الحزن الواضح علي سمر : مالك ايه اللي جرا .
سمر : ألحقني يا ممدوح , أبويا هيجوزني لواحد أده , أنت عارف أني عاوزك انت .
ممدوح بصدمه : انا اه بحبك , بس أبوكي يستحيل يرضي بيا أبوكي عاوز واحد جيبه مليان مش زيي.
سمر : حاول معاه , وانا مش هطلب منك جنيه واحد كفايه أبقي معاك وفي بيتك .
ممدوح : انتي ليه مش عايزه تفهمي , أنا حتي مش مكفي نفسي هشيل هم واحده ازاي وكمان انا ايه اللي يزنقني علي المر ده مش كفايه أمي وأخواتي اللي متعلقين في رقبتي مش عارف أخلص منهم .
سمر : وكلامك ليا والفلوس اللي بقالك سنه بتسحبهم مني دا أنا حرمت الجنيه علي نفسي وأديتهولك .
ممدوح : أدينا بنتسلي وانا قايلك اني مش حمل جواز , عاوزه ترفضي العريس اللي جايلك ده بمزاجك , عاوزه تكملي الجوازه وبردوه نفضل سوا وابقي جنبك انا معنديش مانع .
سمر بحده وعنف : أخرس انا غلطانه أني صدقت واحد زيك إياك ترفع عينك فيا تاني او لسانك يخاطب لساني
ممدوح : بشوقك بردوه يا حلو .
ثم تركته وصعدت إلي سطح السياره لتجد أحلام جالسه
أحلام : مش قلتلك دا مش راجل حتي انك تعتمدي عليه .
سمر: يوه أسكتي يا أحلام مش عاوزه أسمع كلمه كفايه اللي أنا فيه .
أحلام : هو كده الحق بيزعل
سمر بغضب : والله لو ما سكتي هسيبك وأرجع تاني , أخرسي خالص خلينا نعدي اليوم ده علي خير , أنا العفاريت بتتنطط قدامي .
أحلام : ماشي يا أختي خليكي بعفاريتك أنا هسكت خالص .
مر اليوم سريعا علي سمر التي لم تأمل ان ينتهي وذلك حتي لا تعود إلي البيت من جديد وتلتقي بأبيها الذي من المؤكد سيبلغها بإتمام زواجها من المعلم صفوت .
وما حسبته كان صحيحا فبمجرد ما عادوا إلي المنزل حتي وجه أبيها الحديث إليها .
سيد : طلعتي ليه النهارده رحتي الشغل , , انا مش قلتلك متروحيش تاني .
سمر بإنكسار : كنت ببلغ المعلم دسوقي أني مش هجي تاني عشان لو ليا فلوس نهايه الموسم يبقا يبعتها مع أحلام بعد كده .
سيد العرف: أه , إذا كان كده ماشي بس يكون في علمك مافيش خروج تاني من البيت لحد يوم الخميس أم تروحي بيت جوزك .
إلهام : هبقا أخدها بكره عشان أشترلها هدمه جديده تروح بيها بيت جوزها .
سيد العرف: وليه المصاريف دي هو انا مش هستريح من همهم ده.
إلهام : معلش يا سي سيد بس ده لازم وبعد كده يبقا جوزها يشيل همها ومتتطلبش مننا حاجه تاني كفايه اللي صرفناه ولسه هنصرفه .
كانت كلماتهم كالسهام التي تخترق سمر ألا يكفيها ما تعنيه من ألم ومن مراره تلك الجوازه اللعينه .
كانت سمر وأحلام تلسان بغرفتهم معا كانت سمر حزينه جدا وصامته وكانت أحلام تتأفف بغضب وتزفر بضيق من حاله الصمت والكأبه تلك التي أصابت أختها .
أحلام : أنا نفسي أعرف انتي زعلانه كده ليه , ده المفروض انا اللي أحزن أني هفضل في وش أبوكي ومراته العقربه دي , قال أيه المصاريف اللي صرفوها علينا با حسره مش حال كل حاجه عارفينها , فرفشي كده وانبسطي دا انتي هتعيشي وتاكلي اللي نفسك فيه .
سمر : أفرح علي ايه بس ي أحلام , انتي من كل عقلم مصدقه انها جوزاه دي جنازة , ده موتي يا أحلام .
أحلام : أعوذ بالله ايه اللي انتي بتقوليه ده .
سمر : هي دي الحقيقه , انتي بس اللي لسه صغيره ومش فاهمه حاجه , المعلم صفوت أشتراني بفلوسه , وأبوكي باعني يعني مكفيهوش الحرمان والذل اللي عيششاناه طول السنين دي , كملها بإتفاقه مع المعلم صفوت .
أحلام بحزن وشفقه علي أختها الكبري : ما يمكن يكون المعلم صفوت كويس ويعيشك سعيده وكل اللي تكوني خايفه منه أوهام ملهاش أساس .
سمر بإبتسامه ممزوجه بالألم : تصدقي ضحكتيني يا أحلام , راجل كويس , هو فيه راجل عدي الأربعين يبص لعيله مكملتش 16 سنه من سن بناته ويبقي كويس دا ولحد حقير عاوز يعيش يومين علي حسابي أنا , علي حساب جسمي وروحي وحياتي , أنا كان نفسي أعيش زي بقيه البنات يا أحلام , لما شفت القسوه والظلم من أبويا قلت يمكن الحياه تعوضني وأكون فرحانه في جوازي وسعيده بس زي ما انتي شايفه كده طلعت من ذل وإهانه لكسره نفس ووجع وسواء هنا أو هناك مش هقدر أفتح بقي ولا أشتكي .
أحلام : بقلك ايه ؟ ما تيجي نهرب من هنا ؟
سمر وقد لفتت الكلمات انتباهها : بتقولي ايه , نهرب بس نروح فين ؟ وازاي ؟ حتي لو هربنا هنعيش إزاي لوحدينا .
أحلام : نروح في أي حته يعني إحنا لينا مين هنا , وإذا كان علي العيشه نشتغل ونصرف علي نفسنا ما أحنا كده كده اللي بنجيب القرش هنا وأبوكي بياخده ليه ولمراته يعني بنتعب ونشقي وغيرنا اللي بياخد , علي ايه ده كله , ما نتعب ونشقي بس يبقا لينا .
سمر بخوف : لا مستحيل , هنا مهما كان لينا أب وبنرجع أخر اليوم لبيتنا ووسط ناسنا , أنا يستحيل أعمل كده وأنتي إياكي تفكري تعملي كده .
أحلام : بدام كده ما أسمعش منك أي أعتراض علي جوازتك دي بدام عجباكي العيشه هنا.
سمر بتردد: أهو ضل راجل بقا وأمري لله .
خوف سمر منعها من المجازفه والهرب من عائلتها ولكن أحلام كانت الفكره تشغل رأسها لطالما حلمت بالهروب من تلك الحياه التي تحياها .
سيد العرف : انتي جيتي يا إلهام ,
الهام : ايوه يا سيد جيت من شويه وياريتني ما جيت .
سيد العرف : ليه بس كده , دا انا حتي ما طقتش أقعد في البيت دقيقه ونتي مش فيه .
إلهام : ما هو باين بأماره اني جيت ملقتش لقمه معموله , ولما اكلم مقصوفه الرقبه أحلام ترد عليا قال ايه تقولي كنتي كلي في دار أبوكي , ليه مليش راجل يأكلني ويشربني .
سيد العرف : اما بنت .....ولا يهمك يا روح الروح اعملي لنا لقمتين بأيدك الحلوه دي وتعالي عشان عاوزاك في حاجه , إلا بالحق فين اللي يتخفوا ؟؟
إلهام : دخلوا يتهمدوا ف أوضتهم , اكل ومرعي وقله صنعه ...امتا نرتاح من همهم .
سيد العرف : قريب أوووي , ومش هنرتاح وبس لا دا احنا هناكل لقمه نضيفه كمان .
إلهام : قصدك ايه يا سيد ؟؟
سيد العرف : هاتيلنا بس لقمه وتعالي ورايا وانا هفهمك كل حاجه .
أعدت إلهام سريعا عشاء لها ولزوجها سيد العرف وكان البيض وبعض الجبن ومعه لاوزام أخري ودخلت بهم مسرعه لغرفتهم...
إلهام : ها يا سيد ايه العباره .
سيد العرف : سيبيني بس اكل لقمه وانا هحكيلك بعدها .
إلهام : ما تحكي بقا يا راجل هو انا هجر منك الكلمتين ,
سيد العرف : عارفه طبعا المعلم صفوت ,
إلهام : قلي عارفه مش ده صاحب القهوه اللي ع راس الشارع وكمان عنده الفرن الألفرنجه والبيت اللي التلت أدوار .
سيد العرف : دا انتي جايبه تاريخ حياته ,
إلهام : ما كل الناحيه عارفه انه راجل مبسوط والنسوان ملهمش سيره إلا العز اللي مراته فيه دا الدهب في إيديها الاتنين يمين وشمال , بس لزمته ايه سيرته هو انت هتشتغل معاه .
سيد العرف : لا يا اختي مش هشتغل معاه انا هناسبه , المعلم صفوت عاوز يتجوز البت سمر وهيديني عشر تلاف جنيه .
إلهاام : بقا بنتك هتعيش عيشه زي الفل كده محظوظه بصحيح , راجل مقتدر بصحيح , بس بنتك لسه مجابتش ال 18 ,لسه هتقعد معانا لما تكمل ال 18 يكون المعلم صفوت لاف علي جوازه غيرها ودا ألف واحده تتمناه .
سيد العرف : لا ما هو احنا هنكتب ورقتين عند المحامي ولما البت تم ال 18 نبقا نكتب الكتاب ,
إلهام : عين العقل خليها تغور عقبال مقصوفه الرقبه أحلام , وامتا بقا هنقبض ؟؟
سيد العرف : هنقبض ؟؟ انا اللي هقبض مش احنا ؟
إلهام بدلال : وانا وانت أيه مش واحد , وبعدين ما انا شايل همهم معاك وأكتر كمان شوف بقالنا يجي سبع سنين مع بعض شلتهم وشيلت همهم دلوقتي هتركن ع الرف وميبقاش ليا عوزه .
سيد : لا عاش ولا كان , صبرك عليا بس هقبض من هنا وأشتريلك حته دهب تزين أيديكي دي ,
إلهام : أهو كله كلام مدهون بسمنه هيطلع عليه النهار يسيح وميبقاش ليه وجود .
سيد العرف : انا من أمتا كدبت عليكي في حاجه . وبعدين كلها للخميس الجاي هنكتب الورقتين والبت تروح مع المعلم صفوت ونقبض القرشين ونعيش لنا يومين سوا بدل الهم ده اللي إحنا فيه .
أستمعت إلهام لكلمات زوجها بسعاده وفرح كبير فلقد أسعد ذكر المال قلبها , لم تكن الوحيده التي أستمعت لكلمات سيد العرف ولكن كان هناك أخر أستمع أيضا , فقد كانت أحلام التي كانت تتنصت علي غرفه ابيها من الخارج وعلمت بما اتفق به ابيها مع المعلم صفوت .
غادرت مسرعه من أمام باب الغرفه لغرفتها هي وسمر التي كانت ممده تتألم من كل جسمها بس الضربات التي تلقتها من أبيها وبالأخص علي ظهرها عندما حاولت حمايه أحلام , كانت أحلام هي الأخري قد نالت نصيبها ولكنها مشاكسه لا تستلم لألم او تعب ,
سمر : يلا بقا يا احلام خشي نامي ورانا شغل الصبح بدري .
أحلام بإبتسامه : شغل ايه بس يا محظوظه دا انتي جايلك بيضه دهب .
سمر : بيضه دهب ايه ؟؟ انتي دماغك جرالها حاجه من العلقه اللي كلتيها ولا ايه ؟؟
أحلام : لا يا اختي ان شا الله مرات ابوكي الحربايه ,
سمر وقد اعتدلت وقامت بهدوء من استلقائها : اومال مالك ؟
أحلام : عارفه المعلم صفوت صاحب القهوه ,
سمر : اه الراجل الغتيت ده , دا في الطالعه والنازله يستخف دمه معرفش علي ايه .
أحلام بضحك : اهو الراجل الغتيت ده هيبقا جوزك يوم الخميس الجاي , وهيتقفل عليكم باب واحد .
سمر وقد أنتفضت : انتي بتقولي ايه ؟ وجبتي الكلام ده منين ؟
أحلام : ابوكي الي كان بيقول لمراته وانا سمعتهم , دا حتي هيدي ابوكي عشر تلاف جنيه بعد ما يتجوزك .
سمر : يا مصيبتي السوده ....
أحلام : مصيبه ايه يا بت دا انا لو منك أفرح اني هخلص من ابوكي ومراته , دا راجل جيبه مليان ومش هيخيلكي محتاجه حاجه , بدل الذل اللي شايفينه هنا .
سمر: انت كل اللي بتفكري فيه الفلوس , انتي ايه اللي فهمك , تمن الفلوس دي هيبقا سعادتي وحياتي هيبقا شبابي اللي هيروح في حضن واحد مبيطيقهوش ولا عاوز اشوف وشه .
أحلام : ما تبقيش تبصي في وشه أبقي بصي في أفاه ي اختي , المهم تنامي بطنك شبعانه وجسمك متغطي .
سمر : لو عاوزاه أووي كده روحي أتجوزيه , انا بحب ممدوح ومش هتجوز غيره .
أحلام : بلا نيله أفقر مننا وعاوز اللي يصرف عليه , وأذا كان علي جوازي مين قلك اني هدور ع الحب , يوم ما اختار هختار أغني حد أعرفه
سمر: الفلوس عمرها ما هتعمل سعاده
أحلام بنظره شك : يبقا ساعتها هبقا أحزن بس يبقا معايا تمن العشا عشان كده هختار اللي يعوضني عن اللي شفته ,هختار اللي عنده لقمه نضيفه أنا أتحرمت كتير وأدينا أهو بايتين من غير عشا يعني لولا الللقمتين اللي كلناهم قبل ما نرجع مكتيش هتنامي وغير وانتي بتتلوي من الجوع أديكي دلوقتي بتتلوي من وجع الضرب بس ,
يا تري ايه اللي يسعد الإنسان الحب ولا الفلوس , كان فيه مره واحد أدعي أنه حكيم زمانه قال الحب والمال رفاهيات في الحياه مميزات إضافيه ينعم بها الإنسان، ليس لها قيمه ، بينما قال أخر الحب وحده لا يشبع البطن الجائعه ولا المال وحده يطعم النفس الباهته ,
بس فيه حاجه مهمه أن كل واحد علي الأقل محتاج الحد الأدني من الأتنين عشان يقدر يعيش.
سواء اتفقنا أو اختلفنا علي أن مين الأكثر أهميه بين الحب والمال المؤكد أن أي إنسان بحاجة للحد الأدني من اللأتنين في حياته عشان يقدر يعيش في الدنيا دي ,
صحينا الصبح وأكاد أجزم أن أحنا الأتنين عيونا مشفتش النوم طول الليل , سمر كانت قلقانه وخايفه من اللي داخل عليها في المستقبل وأنا كنت قلقانه علي قلقها ده . لبسنا عباياتنا السمره وخرجنا أحنا الأتنين من البيت كنا قبل الفجر كالعاده عشان نلحق الورديه زي كل يوم .
كان يوم شاق وطويل زي بقيه أيام حياتنا واللي زاد من صعوبته علي سمر أن ممدوح مجاش إنما واحد تاني اللي جه بداله لأن أمه كانت تعبانه .
رجعنا أخر اليوم وكان أبويا مستنينا عشان ياخد أجره اليوم كعادته .
سيد العرف : اليوميه قلت كده ليه عن كل يوم .
سمر : أصل إحنا في نهايه الموسم والمحصول قل عشان كده شو اليوميات بتاعت الكل .
سيد : وانا مالي المحصول قل و لا اتزفت أنتوا مش شغالين يومكوا يبقا تقبضوا زي الناس .
أحلام : كلها يومين وموسم الطماطم يفتح وترجع اليوميه لعادتها .
سيد : وماله بردوه بس سمر مش هتروح تاني معاكي كفايه عليها كده .
سمر بترقب وحيره : ليه كده بس يابا , انا عملت حاجه .
سيد : وانتي تستجري تعملي حاجه من ورايا دا انا كنت كسرت رقبتك انتي وهي .
إلهام : طبعا يا سيد الناس ثم جلست بجانبه بعدما وضعت الشاي أمامه , أفرحي با بت يا سمر دا أنتي هتبضلك بيضه دهب , هتتهني وتستتي في بيت عمرك ما كنتي تحلمي بيه , المعلم صفوت طلب أيدك من أبوكي , وابوكي وافق ويوم الخميس هتباتي في بيته .
سمر : بس أنا يستحيل أتجوزه ,دا بنته من سني كانت بتلعب معايا في الضارع , يجي اليوم اللي أتجوز فيه أبوها , لا يابا بلاش حرام عليك .
سيد العرف بغضب : حرمه عليكي عيشتك أنا خلاص أديت كلمه للمعلم صفوت ومحدش ليه كلمه بعدي , ايه عاوزيني اكسر كلمته معاه .
سمر بصراخ : لا أنا يستحيل أتجوزه حتي لو هموت .
سيد العرف وهو ينهال عليها بالضرب: يبقا تموتي أحسن ,عشان تبقي تعرفي ترفعي صوتك عليا بعد كده
كانت إلهام جالسه تراقب المشهد كعاده كل يوم لم تقترب ولم تحاول التفرقه بين سيد الغاضب وسمر المكسوره الذليلة بينما أحلام حاولت بكل ما أوتيت من قوه ووقفت بجسدها النحيل تدافع عن أختها وتتلقي بعض الضربات بدلا منها لعل الألم ينقسم عليهم فيخف قليلا .
بعد أن دخلا غرفتهما
سمر وهي تسند أختها إلي الفراش : أدخلتي ليه بس هو انتي مستحمله ؟
أحلام بإبتسامه هزيله متعبه : بعوضك شويه عن الضرب اللي أختيها بسبببي كل يوم , خليكي فاكراها ليا .
سمر : انتي فيكي حيل تهزري دلوقتي .
أحلام : حتي الضحكه هتتحرم علينا مش كفايه اللي بيجرلنا كل يوم .
سمر : متقلقيش كل حاجه هتنتهي , بكره هكلم ممدوح وأخليه يجي يخطبني وساعتها هحاول أساعدك انتي كمان
أحلام بضحك وتوجع : ام انتي هبله بصحيح وعامله فيه انك الكبيره اللي عارفة كل حاجه , انتي مفكره ان ممدوح بتاعك ده بتاع جواز ولا انه هيعبرك حتي .
سمر : متقوليش كده يا أحلام ممدوح بيحبني ويستحيل يسبني , أكيد هيساعدني انا متأكده من كده .
أحلام : عشم إبليس في الجنه , انا وانتي والزمن طويل أبقي قابليني , نامي يا اختي .
ليله أخري يكون الألم رفيق الفتاتان طوال الليل حتي غلبهم النعاس ونامت كلا منهما محتضنه الأخري
في الصباح قامت سمر سريعا وبحذر ارتدت ملابسها كي تخرج مع أختها أحلام إلي العمل دون أن يشعر بهما أبيهم سيد العرف كانت تتأمل أن تجد ممدوح هذا اليوم كي يخلصها من تلك الزيجه وبالفعل وجدته حاضرا امام السياره .
ممدوح بإبتسامه : صباح الخير علي ست الحسن , موجها لسمر الحديث بينما أحلام صعدت إلي السياره وكانا أول الواصلين هي وأختها .
ممدوح وكان قد لاحظ الحزن الواضح علي سمر : مالك ايه اللي جرا .
سمر : ألحقني يا ممدوح , أبويا هيجوزني لواحد أده , أنت عارف أني عاوزك انت .
ممدوح بصدمه : انا اه بحبك , بس أبوكي يستحيل يرضي بيا أبوكي عاوز واحد جيبه مليان مش زيي.
سمر : حاول معاه , وانا مش هطلب منك جنيه واحد كفايه أبقي معاك وفي بيتك .
ممدوح : انتي ليه مش عايزه تفهمي , أنا حتي مش مكفي نفسي هشيل هم واحده ازاي وكمان انا ايه اللي يزنقني علي المر ده مش كفايه أمي وأخواتي اللي متعلقين في رقبتي مش عارف أخلص منهم .
سمر : وكلامك ليا والفلوس اللي بقالك سنه بتسحبهم مني دا أنا حرمت الجنيه علي نفسي وأديتهولك .
ممدوح : أدينا بنتسلي وانا قايلك اني مش حمل جواز , عاوزه ترفضي العريس اللي جايلك ده بمزاجك , عاوزه تكملي الجوازه وبردوه نفضل سوا وابقي جنبك انا معنديش مانع .
سمر بحده وعنف : أخرس انا غلطانه أني صدقت واحد زيك إياك ترفع عينك فيا تاني او لسانك يخاطب لساني
ممدوح : بشوقك بردوه يا حلو .
ثم تركته وصعدت إلي سطح السياره لتجد أحلام جالسه
أحلام : مش قلتلك دا مش راجل حتي انك تعتمدي عليه .
سمر: يوه أسكتي يا أحلام مش عاوزه أسمع كلمه كفايه اللي أنا فيه .
أحلام : هو كده الحق بيزعل
سمر بغضب : والله لو ما سكتي هسيبك وأرجع تاني , أخرسي خالص خلينا نعدي اليوم ده علي خير , أنا العفاريت بتتنطط قدامي .
أحلام : ماشي يا أختي خليكي بعفاريتك أنا هسكت خالص .
مر اليوم سريعا علي سمر التي لم تأمل ان ينتهي وذلك حتي لا تعود إلي البيت من جديد وتلتقي بأبيها الذي من المؤكد سيبلغها بإتمام زواجها من المعلم صفوت .
وما حسبته كان صحيحا فبمجرد ما عادوا إلي المنزل حتي وجه أبيها الحديث إليها .
سيد : طلعتي ليه النهارده رحتي الشغل , , انا مش قلتلك متروحيش تاني .
سمر بإنكسار : كنت ببلغ المعلم دسوقي أني مش هجي تاني عشان لو ليا فلوس نهايه الموسم يبقا يبعتها مع أحلام بعد كده .
سيد العرف: أه , إذا كان كده ماشي بس يكون في علمك مافيش خروج تاني من البيت لحد يوم الخميس أم تروحي بيت جوزك .
إلهام : هبقا أخدها بكره عشان أشترلها هدمه جديده تروح بيها بيت جوزها .
سيد العرف: وليه المصاريف دي هو انا مش هستريح من همهم ده.
إلهام : معلش يا سي سيد بس ده لازم وبعد كده يبقا جوزها يشيل همها ومتتطلبش مننا حاجه تاني كفايه اللي صرفناه ولسه هنصرفه .
كانت كلماتهم كالسهام التي تخترق سمر ألا يكفيها ما تعنيه من ألم ومن مراره تلك الجوازه اللعينه .
كانت سمر وأحلام تلسان بغرفتهم معا كانت سمر حزينه جدا وصامته وكانت أحلام تتأفف بغضب وتزفر بضيق من حاله الصمت والكأبه تلك التي أصابت أختها .
أحلام : أنا نفسي أعرف انتي زعلانه كده ليه , ده المفروض انا اللي أحزن أني هفضل في وش أبوكي ومراته العقربه دي , قال أيه المصاريف اللي صرفوها علينا با حسره مش حال كل حاجه عارفينها , فرفشي كده وانبسطي دا انتي هتعيشي وتاكلي اللي نفسك فيه .
سمر : أفرح علي ايه بس ي أحلام , انتي من كل عقلم مصدقه انها جوزاه دي جنازة , ده موتي يا أحلام .
أحلام : أعوذ بالله ايه اللي انتي بتقوليه ده .
سمر : هي دي الحقيقه , انتي بس اللي لسه صغيره ومش فاهمه حاجه , المعلم صفوت أشتراني بفلوسه , وأبوكي باعني يعني مكفيهوش الحرمان والذل اللي عيششاناه طول السنين دي , كملها بإتفاقه مع المعلم صفوت .
أحلام بحزن وشفقه علي أختها الكبري : ما يمكن يكون المعلم صفوت كويس ويعيشك سعيده وكل اللي تكوني خايفه منه أوهام ملهاش أساس .
سمر بإبتسامه ممزوجه بالألم : تصدقي ضحكتيني يا أحلام , راجل كويس , هو فيه راجل عدي الأربعين يبص لعيله مكملتش 16 سنه من سن بناته ويبقي كويس دا ولحد حقير عاوز يعيش يومين علي حسابي أنا , علي حساب جسمي وروحي وحياتي , أنا كان نفسي أعيش زي بقيه البنات يا أحلام , لما شفت القسوه والظلم من أبويا قلت يمكن الحياه تعوضني وأكون فرحانه في جوازي وسعيده بس زي ما انتي شايفه كده طلعت من ذل وإهانه لكسره نفس ووجع وسواء هنا أو هناك مش هقدر أفتح بقي ولا أشتكي .
أحلام : بقلك ايه ؟ ما تيجي نهرب من هنا ؟
سمر وقد لفتت الكلمات انتباهها : بتقولي ايه , نهرب بس نروح فين ؟ وازاي ؟ حتي لو هربنا هنعيش إزاي لوحدينا .
أحلام : نروح في أي حته يعني إحنا لينا مين هنا , وإذا كان علي العيشه نشتغل ونصرف علي نفسنا ما أحنا كده كده اللي بنجيب القرش هنا وأبوكي بياخده ليه ولمراته يعني بنتعب ونشقي وغيرنا اللي بياخد , علي ايه ده كله , ما نتعب ونشقي بس يبقا لينا .
سمر بخوف : لا مستحيل , هنا مهما كان لينا أب وبنرجع أخر اليوم لبيتنا ووسط ناسنا , أنا يستحيل أعمل كده وأنتي إياكي تفكري تعملي كده .
أحلام : بدام كده ما أسمعش منك أي أعتراض علي جوازتك دي بدام عجباكي العيشه هنا.
سمر بتردد: أهو ضل راجل بقا وأمري لله .
خوف سمر منعها من المجازفه والهرب من عائلتها ولكن أحلام كانت الفكره تشغل رأسها لطالما حلمت بالهروب من تلك الحياه التي تحياها .