ذات العيون الساحرة

الورده الحمره`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-06-30ضع على الرف
  • 120.4K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الاول

في أحدي الأماكن التي توحي بالرقي و التحضر توحي بثقافه أهلها نجد من يجلس في ذلك المكان عبارة عن مجموعات من الشباب فهناك من يضع السماعات في أذنه و هناك من يتمايل علي انغام الموسيقي و هناك من يتناول طعامه و تلاحظ في أحدي الأركان مجموعة من الشباب صوت ضحكتهم يملئ الأركان و أحدهما يتحدث قائلاً: حد يصدق يا شباب أن فاضل أيام و نخلص أمتحاناتنا و نرجع بلدنا تاني .
فأجابه أخر: يا عم لازم تعكر مزاجنا لازم تفكرني أن مش حشوف المناظر ده بعد أيام .
فهمس له شخص : خف علشان عمار حيولع فينا .
فنظر في اتجاه ما أشار فوجد وجه أحدهما مصبغ باللون الأحمر و ينظر لهم بغيظ و يقول: يعني زعلانين أوي أنكم راجعين بلدكم تاني .
فأجاب أحدهما: لا ده أنا فرحان أني راجع بلدي و لأهلي و لحبيبتي ده لولا البعثة ده كنت اتجوزتها بس ياسين شكله مضايق و كان يتحدث و هو يشير إلي شخص.
فرد ذلك الشخص عليه : مين ده إلي زعلان ده انا من كتر السعادة حبات هنا بقية الأيام مش مروح و أنت يا أستاذ مروان مش زعلان ده انت مكنتش عايز الامتحانات تيجي أصلا .
نظر لهم عمار بيأس منهم: يا بني لازم نرجع لبلدنا نفيدهم بعلمنا و كفاية غربة نرجع بقي لأرضنا و لأهلنا إلي مستنين اليوم إلي نرجع فيه بشهادتنا .
فأجابه ياسين بخجل: و الله عندك حق ده أمي منتظرة اليوم إلي ارجع فيه بفارغ الصبر و تذكر ما دار مع أخته أثناء ما كان يهاتفهم .
ياسين: عاملة أيه يا حبيبتي أنت و اخواتك و ماما و بابا .
ياسمين: بخير كلنا بخير بس حنبقي أحسن لما ترجع في وسطنا ده ماما كل يوم تدعي ربنا بأنها متموتش قبل ما تشوفك وحشتها قوي حتي بابا لازم ينام و صورتك في حضنه .
ياسين بحزن: خلاص هانت حخلص الامتحانات و نرجع علي طول .
ياسمين: بجد يعني مش حتفضل لغايه ما تظهر النتيجة .
ياسين: لا حننزل و لما تنزل نبقي نرجع تاني نخلص ورقنا و ننزل علي طول علشان نشوف حياتنا في بلدنا و كمان وحشني جو رمضان و العيد و اللمه .
ياسمين: أن شاء الله ترجع بالسلامه يا حبيبي و خلي بالك مش حقول ليهم لغاية ما تفاجأهم أنت بنفسك .
أفاق علي صوت مروان قائلاً: خير يا استاذ سرحت في ايه حضرتك .
ياسين: سرحت في بلدي و ناسها و اتوحشت رمضان و العيد و الجو هناك .
مروان: يعني كل واحد فيكم عايز يرجع الا أنا .
اجابه عمار بسخرية: كل ده علشان متشفش خطيبتك .
مروان بتهكم: ما أنا مطلبتهاش و نفسي كنت اختار شريكة حياتي بنفسي مش عادات و تقاليد تحكمني .
فرد عليه : خلاص انت اتعلمت و راجع بالشهادة يعني بقي مفروض العرف و العادات ده نخلص منها يا مين يمسكني قوانين الاعراف اعدلها بنفسي و أخلي كل واحد يختار إلانسانه إلي اختارها قلبه .
مروان بسخرية: يعني أنت مش عارف العادات إذا كنت من نفس البلد بتاعتنا و عاداتنا واحدة و الا يطلع بره العرف يعتبره مات و ملهوش حاجه خالص .
نظر لهم ياسين قائلاً: الحمد لله أنا بقي من أهل بحري يعني اختار إلي عايزها و مش بتغصب علي حد الحمد لله في نعمه .
نظر له الاثنان بغل فأكمل قائلا: بس برضه زعلان عليكم قوي عموما لما تحبوا تغيروا جو تبقوا تيجوا عندي و كمان أنتم متعلمين يعني مش حتفضلوا مكانكم علي طول لازم حتنزلوا بحري و مصر يعني مش حتفضلوا هناك علي طول .
مروان: تصدق صح و كده يبقي برضه نشم هواء أول ما نتخنق نهرب عليك علي طول ما برضه لازم نعمل بعلامنا.
نظر لهم عمار و علي وجه ابتسامه السخرية قائلاً: يبقي متعرفش العادات عندنا دول زمانهم بيفكروا يعملوا أيه معانا لما نرجع علشان منفكرش نفلت منهم دول مكنش بيدوروا لينا علي عرايس و نرجع يجوزونا علي طول .
بينما كان القصر يستعد لدخول الشهر الكريم و كان روائحه تعطر المكان فالنساء سعيدة بقرب الشهر و الاطفال سعداء بالفوانيس و البنات تقم بتجهيز المكان لاستقبال هذا الشهر .
بينما يجلس الرجال و يتوسطهم كبيرهم الذي يبدو عليه الوقار و يهابه الجميع قائلاً: أبنك ميتي سيعاود لينا يا ولدي .
فأجابه: قريب يا بوي يخلص امتحاناته و يعود علي طول .
الكبير: يبقي لازم و حتما أمه تدور ليه علي عروسة زين قبل ما بنت تلوف عليه و هو دماغه متفتحه و متعلم يعني يقدر يسبنا و يكمل طريقه لوحده .
رد عليه همام بغضب: مش حيحصل و لو حصل يبقي و لا هو ولدي و لا اعرفه .
الكبير: يا ولدي أنا بوعيك أما ولدك راجل زين و عمره ما يعمل حاجه غلط عمار كيف السبع .
رد أحدهما عليه قائلاً: طب يا بوي بدال ما ندور بره ما يشوف من جوه العيلة و يبقي مننا فينا .
الكبير بحدة: لا أمه تدور علي عروسة سوء من جو أو بره العيلة المهم تكون زينة .
فأجابه ابنه بخزي: مش قصدي يا بوي بس بقول بدال ابن خوي ما يجيب عروسة من بره تبقي مننا.
الكبير: عتمان و أنا قولت مرت أخوك تنقي إلي هي عايزاه هي أدري بذوق أبنها .
قاطعهم دخول أحدي الخدم بالمشروبات بينما كانت تتنصت لهم من خلف الزجاج و هي تمسحه و عندما علمت بيما ينتويه جدها قررت أن تخبر امها كي تفوز هي به .
بينما كانت الحريم تجهز الاكل فهم يحضرون الطعام و يقومون الخدم بتقديمه بينما كانوا يحضرون الطعام و الابتسامه تعلو وجوههم قاطع حديثهم صوت أحدهما قائلة: مش حنفضوها سيرة عاد ما تخلصوا الوكل بدل الحديت الكتير إلي مش جايب همه .
نظروا لها و هم غير قادرين علي الحديث معها فهي كثيرا ما تفتعل المشاكل و لكن قطع حديثها  صوت امرأة قد تقدم العمر بها و لكن مازالت ذات عقل راجح : فيه أيه عاد يا ثناء ما تسيبي مرتات أخواتك براحتهم و لا أنت تحبي تشوفيهم متنكدين .
فأجابته: أنا يا ماه ده انا بحبهم بس خايفه ميخلصوش الوكل و الرجال يزعقوا .
فردت عليها: لا متخافيش مرتات أخواتك عارفين أه إلي ليهم و إيه إلي عليهم عاد بس ياريت تهملينا أنت علشان نخلص الوكل .
تركتهم و هي مشتعلة من الغضب لأن أمها قد نصفت زوجات إخوتها عليها و لكن أقسمت بأن لن تتركهم يفوزون فكيف يعيشون في سعادة و هي حياتها مليء بالتعاسة فلقد رزقها الله بزوج لا يعرف معني الرحمه و في نهاية المطاف تركها و مشي خلف أحدي الغوازي و تركها هي و ابنتها فلولا وجود أبيها لأصبحت تمد يدها كي تأخذ قوت يومها .
بينما كانت تسير في أحدي الشوارع و تتمتع بالمناظر الطبيعية فهي عاشقة للطبيعة و الحريه و لكن تتسم بالعند و الكبرياء فلقد جاءت إلي تلك البلد مع صديقاتها كي تكمل دراستها و ها هي أوشكت دراستها علي الانتهاء بينما كانت تمر  أعجبت بأحدي الكافيهات التي تطل علي منظر خلاب من مناظر الطبيعة و جلست علي أحدي الطاولات و طلبت فنجان من القهوة و أمسكت بيدها أحدي الكتب المحبب إلي قلبها و وضعت سماعة الأذن فأصبحت في عالم خاص بها حتي تأتي أحدي صديقاتها و بالفعل لم يمر الوقت كثير حتي جاءت صديقتها التي عندما وجدتها فابتسمت و هي تنزع سماعة الأذن و قالت: طبعاً مش حتسمعيني لو اتكلمت من هنا للصبح .
فردت عليها بهدوء: ما حضرتك اتاخرتي عليا فقولت انشغل بحاجة لغاية لما تيجي .
فاجابتها: يا فريدة ده أنت علي طول مشغولة تسيبي كتاب تمسكي كتاب تاني و مش بتخلصي و لا عندك وقت فاضي .
فردت عليها بغيظ: يا ساتر و أنا بقول اليوم بيجري زي الصاروخ طلع من الحسد و العين .
نظرت لها بمكر: أنا بحسد ده حتي كان نفسي لون عيني يبقي زي لون عينك يا سلام إلي يشوفها يسرح فيها و كأنك قاعدة في وسط شجر و جناين اوعدني يا رب بجد نفس العيون .
فريدة بغيظ: أه عيني يا ساتر يا رب ارحمي ده النهاردة الخميس الساعة خمسة و فاضل خمس دقائق و أخلص القهوة شوفي عايزة أيه و بسرعة يا ريم بلاش تفكير كتير هي حاجة واحدة إلي ححاسب عليها .
ريم بنفاذ صبر: يا ساتر علي البخل خلاص يا ستي فنجان قهوة و قطعة كيك أه تصبيره لغاية ما نروح و نشوف ست جنه عامله أكل أيه النهاردة .
ضحكت فريدة عليها و قالت: كنت سمعتها حتعمل لحمة و مكرونة .
ردت عليها باستنكار: مكرونه و ماله بدال الواحد حيلاقي حاجة يأكلها مش مهم مكرونه مكرونه .
بينما كانت ريم في السوبر ماركت لكي تجلب بعض احتياجات المنزل و كانت مركزه في كل شيء تريده و لكن وجدت من ينصدم بها من الخلف قائلاً: I am sorry.
هزت راسها بغيظ قائلة بالعربية: سوري أنا عارفه الشغل ده كويسة شباب تافه .
نظر لها الشاب بتعجب قائلاً: لا حضرتك مش تافه و لا كنت قاصد أصلاً و أنا اعتزرت ليكي ليه بقي لسانك يطول .
نظرت له جنه باستغراب: هو أنت مصري .
فتبسم لها و هو رأسه : أيوه يعني حتتكلمي انجليزي حفهم عربي ده مصر ام الدنيا .
ردت عليه بحرج: أسف يا حضرت مش قصدي بس علي طول بقابل ناس ما يعلم بيهم الا ربنا .
نظر لها و تبسم قائلاً: ياسين اسمي ياسين و عادي محصلش حاجه .
نظرت له بأمتنان و أكملت شراء احتياجاتها .
بينما أستقلت الباص كي تصل للبيت التي تقطن به كي تحضر الطعام علي وجه السرعة .
بينما كان الجميع حول المائدة يتوسطها رجل و امراه في العقد الرابع و شاب و فتاة في مقبل العشرينات من العمر فتحدث الرجل قائلاً: ألفت شوفي بنت راجعة أمتي .
فردت عليه: قريب خلاص هانت حتخلص الامتحانات و ترجع علي طول .
نظر لها : مش عارف كانت دماغي فين لما سمحت ليها تسافر بلد غريبه منعرفش فيها حد.
ردت عليه : خير يا عادل فريدة احنا مربينها زين و أه السنين عدت و حترجع لينا و تبقي وسطيني بس مالك من ساعة ما رجعت و أنت متغير خير .
نظر لهم بتوتر و قال: أصل اتنقلت لفرع الشركة في الصعيد و اجلت السفر كام يوم لغاية لما بنتك نعرف حتيجي امتي و كمان ولادك يعرفوا ينقلوا كلياتهم هما كمان .
نظر له الفتاة و الشاب و لكن لم يقدر أحد علي مناقشته ففريدة الوحيده هي من كانت قادرة علي الوقوف أمامه و لكن قطعت كلامه الفت عندما قالت: يعني حننقل حياتنا للصعيد و حنقدر نتاقلم علي العيشة هناك .
نظر لها بغيظ: ألفت الست مطرح ما جوزها يروح تروح وراه خلاص الكلام خلص و كمان أنا كان نفسي اعيش هناك من زمان في بيت ابوي بدال ما هو مقفول .
نظرت له ألفت و الدموع متحجرة في عينيها قائلة: من ساعة ما عمك اتصل بيك و أنا كنت متاكده انك ناوي علي حاجة بس أه مكنتش عرفاها بس أه كل حاجة بانت و ظهرت بس اللي أوله شرط آخره نور أنا لو روحت هناك أنا أو ولادي ملناش علاقة بعوايدهم يعني أنا حقعد في بيتي مش حروح لحد الا زيارة غير كده موعدكش خالص .
نظر لها بعند قائلاً: قصدك أيه يعني حتكسري كلامي و عاداتنا عاد أه كنت خائف من اليوم ده و من الوقت ده خصوصاً و شكل كلام عمي كان صح لما قال خد حد من حدانا هنا و بلاش تاخد من بر العيلة بس شكل مرايا الحب عامية زي ما بيقولوا.
نظرت له بزهول قائلة: يا سلام بعد ٢٥ سنه جواز لسه فاكر أن مراية الحب عامية بعد ما جبت الواد و البنت افتكرت أن كلام عمك صح بجد أنا كنت متأكدة أن اتصال عمك و تغيرك في حاجة جامدة وراها و اصرارك أننا نروح الصعيد بياكد الشكوك ده كلها بس احب اقولك الا ولادي أنا أعمل المستحيل و الا حد من ولادي ينكسر فاهم .
ترك لها المكان و غادر و هو يفكر أحقاً ما سوف يفعله سوف يكون ظلم لأبنائه أحقاً زوجته تقول الحقيقة فلقد كانوا يعيشون حياة يسودها الحب و التفاهم حتي جاءه ذاك الاتصال ليقلب أحوال منزله رأساً علي عقبه فماذا سوف يحدث لو رجعت ابنته فهو علي علم بعنادها و إصرارها علي ما تريده فلن تنخضع لعادات ليس علي هواها و لذلك فإنه وجد أن القادم سوف يكون كالبركان الذي أوشك علي الانفجار و لذلك فقرر أن ينهي جميع الأمور قبل ما أن تأتي ابنته حتي تسلم بالأمر الواقع بالفعل .
بينما انتهوا في ذلك القصر من اعداد الطعام و صعدت كل واحدة منهم لغرفتها كي تبدل ملابسها و تعود مرة أخري كي تتناول طعامها .
بينما صعدت إلي غرفته امها كي تخبرها بما سمعت من خلف الزجاج فوجدت والدتها تتمشي في الغرفة و هي تحدث نفسها فقطعت كلامها قائلة: أماه شوفتي اخر الاخبار .
نظرت لابنتها قائلة: خير يا آخرة صبري يا حظي المهبب.
فردت عليها بتافف: سمعت جدي بيقول أن عمار واد خالي حيعود و مرات خالي حتشوف ليه عروسة زينة من حدانا حتي خالي عتمان قال يشوف عروسة مننا بس جدي قال له لا مرات خالي تنقي لولدها إلي يريحها .
نظرت لها بتفكير: خلاص يا نضري سيبي الموضوع ده ليا واد خالك ليكي و مش حيكون لحد غيرك خديها مني كلمه عاد .
أه إلي حيقابل الشباب و البنات لما يرجعوا .
هل ألفت و عادل ترجع بينهم العلاقة و له حتسوء .
رد فعل فريدة لما ارجع حيكون أيه .
حنعرف كل ده الفصل القادم .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي