الفصل الاربعه و سبعون

كان صالح إلى حد ما يوافق عطوة الرأى ينظر لنعمت و قد نمى بداخله الإصرار كى يعرف ماذا هناك و نعمت تقف امامه تنظر له بخوف و قلق مكشوف أمام أعين كل المتجمهرين.

ضيق عيناه و نظر لها بتمعن يحاول سبر اغوارها و هو يسأل: فى ايه يا نعمت... و ايه الحكايه بالظبط.

نعمت : و لا حكاية و لا حاجة يا سى صالح .. ما جراش حاجه يعنى

صالح: يعنى ايه ... خناقه فى نص الشارع و لميتى الناس كلها على مافيش و تقولى ماجراش حاجه.. دى حتى حاجه ما تدخلش عقل عيل صغير.

عطوه: أسم الله عليك يا استاذ صالح.

زاغت أعين نعمت تنظر للجمع المتجمهر حولها و أعين كل من عطوة و صالح متمركزه عليها بالإضافة إلى وجود علاء الذى ينظر لها بشك كبير.

حمحمت بصوتها و قالت: أأ... أحمم.. بصراحه كده أنا ما كنتش عايزه اتكلم عشان شكله قدام الناس لكن حيث كده بقا فأنا هقول.

كتف صالح ذراعيه حول صدره و نظر لها بشموخ يردد: قولى... سامعك.

نعمت: انا من يومين قابلت بنت صغيره و كانت تايهه من أهلها.

قاطعها عطوة يردد بصراخ: البت دى بتحور عشان هى مش عيله صغيره دى شابه حلوه و زى القمر.

بدأ علاء ينتبه و يربط الاحداث ببعض و يركز على الحديث ف على ما يبدو ان تلك الفتاه التى يتحدثون عنها هى نفسها ذات الفتاه التى رأها مع نعمت فى نفس التوقيت و حينما سأل نعمت عنها تهربت أيضاً عن سرد اى تفاصيل عنها

ضيق عيناه بتركيز شديد خصوصا و هو منتبه لصوت صالح يسأل: استنى انت يا معلم ماعلش خليها تكمل.

نظر لنعمت و قال: همممم.. كملى ... سامعك.

ارتبكت نعمت و هى تنظر بجانب عينها مره على علاء و مره على عطوة تشعر أنها فى ورطه كبيره و سبحان من سيخرجها منها على خير... تحاول جاهدة الكذب تدعو الله ان يوفقها فقد فعلت كل ذلك بهدف الخير لا أكثر.

حاولت استكمال الحديث و رددت: البت يا حبة عينى كانت مش من هنا و مش عارفه حاجه و لا معاها فلوس و أنا صعبت عليا ف أخدتها تاكل حاجه و شربتها عصير و بعدها وصلتها لاقرب موقف عشان تركب للبلد الى هى منها .. المعلم عطوه بقا من ساعة ما عينه وقعت عليها و هو مش على بعضه.. و كل شويه يوقفنى يسألنى عنها و انا ماعرفش عنها اى حاجه من ساعتها... حلفت له على المايه تجمد و بكل ايمانات المسلمين انى ما عرفش لكن هو مش مصدق.

هنا تدخل علاء بضيق فى صدره غزى داخله حينما شعر انه ربما فقد اى وسيله قد توصله بها مره أخرى ف سأل نعمت: يعنى انتى ما تعرفيش هى مين و لا منين و لا حتى إسمها ايه... اى حاجه توصلنا ليها؟!

التف صالح على الفور ينظر له بإستغراب شديد من مدى الاهتمام و اللهفه التى استشعرها فى سؤاله .

و لكن جاء رد نعمت البائس حين قالت: أبدا و الله يا سى علاء... بس أنا واديتها رقمى لو عرفت تكلمنى هبقى أقولك.

علاء بلهفه: طب حتى إسمها.. اكيد عرفتى إسمها.

مثلت نعمت التفكير و قالت: أااه.. اه .. أيه... إسمها أيه.. و اكتر من كده ما اعرفش و حياتك.

علاء : و منين... مش يتقولى ركبتيها من الموقف تبقى أكيد عارفه هى منين.

نعمت: هااا.. بنى سويف... من بنى سويف يا سى علاء.

جعد صالح مابين حاجبيه و نظر لصديقه ثم قال : و انت مهتم كده ليه يا علاء.

همس له علاء مرددا: هقولك بعدين.

حاول عطوه فهم كل ما يدور حوله و لما يهتم علاء هو الآخر لامر تلك الفتاه و سأل: هو عدم الا مؤاخذه الاستاذ علاء ماله .. و بيسأل ليه هو التانى.

رد عليه علاء بصوت خ غاضب: و انت مالك عدم الا مؤاخذه.. انت تلزم تمامك و حكمك يبقى على نفسك مش اكتر انا أسأل زى ما اسأل و اقول الى ييجى على كيفى و على هوايا... أمين يابا؟

نظر له عطوه بشر لكنه لا يستطيع الحديث او العناد مع علاء الجواهرجى و ردد: ماشى.. بشوقك.. بشوقك يا سى الاستاذ.

نظر صالح لعلاء ثم لعطوه و من بعدها أشاح وجهه بعدم رضا لكل ما حدث و نظر لنعمت و قال: خلاص روحى انتى يا نعمت على شغلك.

تحركت نعمت سريعا تلتقط أخيراً أنفاسها و ركضت سريعاً تختفى داخل معرض الحاج صالح.

بينما اخذ صالح يصرخ فى الجمع المتجمهر يردد: يالا فضناها... كل واحد يروح يشوف أشغاله..  يالاااا.

تحرك عطوه على مضض بأقدام ثقيله و هو ينظر بغل و غيظ ل علاء الذى يناظره بنفس الطريقة .

و صالح يقف يشاهد كل ما يحدث و بعدها سحب معه علاء و هو ينظر له بتركيز شديد و سأل: إيه الحكايه.

تنهد علاء و سأل هو الآخر: حكاية إيه؟

صالح: ولاا.. انت هتصيع عليا... بقولك ايه حكايتك و مالك و مال البت الى عطوه قالب عليها الدنيا دى؟

زفر علاء بضيق ثم قال: ما هى شكلها هى هى نفس البنت الى بقولك عليها.

اتسعت أعين صالح بصدمه و توقف عن السير بل و التف يقف مقابل علاء متسائلاً : يعنى ست الحسن و الجمال الى انت قالب دماغى عليها من إمبارح دى هى هى نفس البت الى شوفتها مع نعمت؟!

علاء بضيق: ايوه و شكل عطوة هو كمان عينه منها.. مش شايف قالب الدنيا عشانهاا ازاى؟

ضرب صالح كف بأخر و هو يردد بتعجب شديد: ليه يعنى... شكلها ايه دى الى قلبت كيانكوا كده؟!

زفر بعدم رضا ثم نظر لصديقه الممتعضه ملامحه و أشار له بيده مرددا: ايه هتفضل واقف هنا طول النهار؟!

إلتف له علاء يناظره بضيق مرددا: عايز منى إيه يا جدع ؟!

رد عليه صالح بجنون و ضيق : ما تروح يا أخى على محلك تشوف شغلك و أكل عيشك و لا هنقعد طول اليوم في سيرة السفيره عزيزه بتاعتكوا.

التهبت النار فى أعين علاء و نطق من بين أسنانه : بتاعتى انا بس يا صالح.. سامع؟

زم صالح شفتيه بإمتعاض و سأم ثم قال: ماشى يا سيدى.. ماعلش.. و براحه على نفسك و انت بتتكلم ها.

تنهد علاء و قال: ماشى يا عمنا ما قصدتش أعلى صوتى عليك بس الحوار ده مفور لى دمى .

صالح : طب إيه...هتتحرك و لا هتفضل واقف.

ظل علاء على وضعه صامت شارد الذهن فنظر له صابر بنفاذ صبر و قال : أنا جبت أخرى منك ياض انت... خليك واقف انا ماشى رايح شغلى.


تركه صالح و ذهب بعدما فاض به الصبر.

قبل ذلك بقليل... ركضت نعمت لداخل معرض الحاج شداد تخبر تمارا بما حدث معها .

و ما أن انهت حديثها حتى وجدت تمارا على شفا حفره من الانهيار يبدو ان حدثان سيأن فى وقت واحد كثير عليها... بداية ما حدث البارحه من مقابلتها مع ذلك الجلف قاسى القلب المدعو ب صالح

و الحدث الثاني هو ما تقصه عليها نعمت الان.


ارتمت على الكرسى البلاستيكي الوحيد من خلفها... ف ما شاء الله عليها... اينما حلت نمت و ترعرعت من حولها المشاكل و الخلافات كأنها مغناطيس يستقطبها

لم تكد تنهى حديثها حتى استمعت لصوت صراخ صالح فى العمال يشدد عليهم كى ينتبهوا للعمل أكثر و أكثر.


توقف بأعين متسعه و هو يتقابل معها عين لعين و نعمت تميل عليها تهمس فى أذنها كأنها كانت تخبرها شئ ما... يخبره حدثه انها هى....





__________ سوما العربي ____________


كان الغيظ و الظلام يقفزان من عيناه التى لت حياه بها و لا شفقه... يقترب منها مرددا بغل: و الله و طلع لك حس.. و بتعليه عليا يا بنت ال **" لأ و كمان بتهددينى.. طب انا بقا هقطع لك ايد و رجل و هدغدغ عضمك عضمه عضمه.. و هسيبك كمان مش هدويكى... عشان لا تبقى محصله موته براحه و لا عيشه براحه.

صرخت فيه برعب: لا لا .. حرام عليك.. انت بتعمل كده ليه.

لكنه لم يجيب عليها و إنما خلع عنه حزام بنطاله يرفعه بكل ما اوتى من قوه ثم يسقط به على جسدها الضعيف يخرج بها كل غيظه و غله بل و قلة حيلته التى عززها الشعور بالعجز و الدونيه.. يتذكر كيف طرد من بيت اخيه اليوم.

كانت هذه هى عادته.. حينما يتم إحراجه او يتعرض لأى موقف لا يحسن التصرف فيه او بالأحرى لا يملك إمكانية التصرف مع الرجال بالخارج و أحياناً أيضا يكن سيدات يفحمنه او يحرجنه و هو يكن غير قادر على التصرف لأنه لا يستطيع ف يعود على فوره لبيته يخرج كل غيظه و غله بما فُعل به بالخارج على زوجته و ابنته المساكين.. بالتوبيخ و السب و القذف .. كان يجد بتوبيخهن شعور مريح له جدا... يشعر برد الاعتبار و أنه قادر و غير عاجر و لا ينقصه شيء عن غيره من الرجال.

و الآن قد فرت منه ابنته و أصبحت زوجته وحدها هى من أمامه كى يخرج عليها كل عقده و شعوره بالقله و الضئاله.

لكن الآن الأمر ليس كذلك فقط بل هو يربيها كى يجعلها تخشى من فتح فمها فيه مره أخرى بعدما تجرات و قامت بتهديده أيضا.

ظلت تصرخ و تصرخ و هو ينهال عليها يبرحها ضربا حتى انقطع صوتها و تقطعت أحبالها الصوتيه و خرت أرضاً منهاره.. و هو يلهث بجوارها من شدة التعب و الاعياء من ضربه لها فما الحال بتلك التى تتلقى كل ذلك العنف.

وقعت على الأرض مسجاه لا تتحرك و هو لجوارها يبصق عليها مرددا: اتفو عليكى يا بنت ال""" يا """' عشان تبقى تعلى صوتك تانى على الراجل الى متاويكى فى بيته ... إلى الف غيرك تتمنى ضافره.

استمع لصوت فتح باب الشقه و دلف للداخل ابنه "جاسر" و هو يرتدى زيه العسكرى يحمل بيده حقيبته التى سقطت منه أرضاً و هو ينظر بهلع على والدته المسجاه أرضاً من شده ما تعرضت له من عنف.

و عاد بنظره لوالده يردد: إيه الى حصل.. مين عمل فى أمى كده؟!

احتدت عيناه و هو يرى حزام والده الجلد فى يده و صدر ابيه ينتفض صعودا و هبوطا يتنفس باضطراب.... و قال: أنت الى عملت فيها كده ؟!

الطريقه الوحشيه المخيفه التى تحدث بها جاسر جعلت فايز ينتفض للخلف برعب.. فهل كبر ابنه دون ان يلاحظ و اصبح رجل قوى الجسد يخشى منه ؟؟!


وقف جاسر ينظر بهلع لوالدته الملقاه أرضاً لا حول لها و لا قوه... القى حقيبته أرضا و ركض ناحيتها يردد بخوف و غضب: أمى.. امى.. مالك.. إيه الى حصل... أمى ... ردى عليا.. مين عمل فيكى كده ؟

لكنها لم تكن تستطيع الرد او حتى التنفس بشكل منتظم.

التف ينظر لوالده و الشر يتطاير من عيناه كألسنة اللهب .. كانت نظرته قويه شرسه مميته... جعلت الخوف يزحف لقلب فايز و ابتلع رمقه بصعوبه شديدة.

رمش بأهدابه مرات متتاليه من شدة توتره فصرخ فيه جاسر: ماترد يابا مين الى عمل فى امى كده ؟

انحدرت عيناه لجزام بنطال والده و الذى ما زال فايز يقبض عليه بيده .

حاول فايز استجماع قوته و شجاعته المحدوده و ردد بخوف مفضوح : أنا الى عملت فيها كده بنت المركوب دى
اتسعت أعين جاسر و وقف عن الأرض يقترب من والده بغضب شديد يردد: ايه.. انت..انت الى عملت كده... طب لييه

تركه يلتف عنه و ذهب ناحية أمه يحملها عن الأرض و هو يضرخ فى فايز: ماصعبتش عليك... تعمل فيها كده ليه يا مؤمن.. كلامنا لسه ما خلصش .. بس اتطمن على أمى الأول.

حملها إلى غرفتها و ذهب يتصل بأحد اصدقائه الأطباء فأتى إليه حتى البيت ليفحصها.

بعد عشرة دقائق انتهى صديقه الطبيب من الكشف عليها و نظر لجاسر بضيق و إنزعاج بين .

فقال جاسر : فى ايه يا صابر.

زم صابر شفتيه بضيق ثم ردد: مين الى عمل فيها كده يا جاسر.

اطبق جاسر جفناه بغضب و قلة حيله .. ف ماذا سيقول له ؟! هل سيخبره بأن والده هو من فعل تلك الجريمه بوالدته.

و أمام صمت جاسر تحدث صابر : الى حصل ده جريمه .. و الى عمل فيها كده لازم ما يتسكتش عليه.. دى جنحه و شروع فى قتل... و ياريته قتل عادى... ده تعذيب كان هيؤدى للقتل.

كور جاسر قبضة يده بغضب شديد يحاول كبح جماح غضبه و سخطه الشديد على والده ثم قال: خلاص يا صابر انا مقدر شعورك بس أنا هتصرف.

نظر له صابر يشعر أن الأمر خارج عن حدود سيطرته و انه قليل الحيله تجاهه ف استطاع بقليل من التفكير و ربط الأحداث ان يستنتج هوية مرتكب تلك الجريمه ... خوف ما فى قلبه نمى ناحية تلك الصغيره التى يعشقها سرا .. يسأل كيف تعيش فى هذه الاسره... ذلك الشعور القوى الناتج عن الخوف جعله يتهور و يسأل لأول مرة عنها حين قال لصديقه : أمال فين تمارا.. هى كويسه؟

نظر له جاسر بحده.. منذ متى و صابر يسأل عن شقيقته او له أى علاقه بها و لما يسأل عنها.

ارتبك صابر فردد سريعاً: انا بس قلقت لا يحصل فيها نفس ال...
زم شفتيه يحاول تجنب الحديث عن ما حدث مع والدته ... ف فهم عليه جاسر و هز رأسه متفهما ثم قال: مفهوم مفهوم يا صابر.

زم صابر شفتيه بضيق و امتعاض... لم يجيبه عن سؤاله و يطمئنه على حبيبته... بل اكتفى ببضع كلمات لا تسمن و لا تغنى من جوع.. زادت من قلقه و حيرته أكثر.

و على الجانب الآخر كان جاسر أيضا مشغول البال بأمر شقيقته و ماذا حدث معها.


حاول صابر ام يبدو عاديا و قام بقطع ورقه من الدفتر المصغر الذى يحمله فى يده و مدها ناحية جاسر يقول له بضيق حاول إخفائه مرددا : دى الروشته الى فيها كل الدوا الى الست الوالده هتحتاجها بإذن الله.

تناولها منه جاسر ينظر له بإمتنان شديد و قال: شكرا جدا يا صابر مش عارف اقولك ايه و ماكنتش حابب اتعبك معايا بس انت أول واحد دماغى راحت له أول ما حصل إلى حصل.

ابتسم له صابر ثم ربط على كتفه بدعم شديد و قال : ماتقولش كده إحنا اخوات و طول عمرنا عشرة عمر .

سكت قليلا يحاول انتقاء الكلمات بعناية هذه المره ثم قال بتردد: بس... بس خلى بالك من أهل بيتك و عينك تبقى عليهم عشان الى حصل ده ما يحصلش تانى.

انتبه جاسر لكلمات صديقه المبطنه التى احرجته ف هز رأسه ثم قال بثقه هو جدير بها: ما تخافش.. إلى حصل ده مش هيتكرر تانى اكيد أن شاء الله طول ما أنا موجود.

تنهد صابر أخيراً بارتياح مطمئن إلى حد ما على حبيبته الصغيره فى وجد صديقه القوى .. فهو جدير بذلك فعلياً .

ف أبتسم له و انصرف مغادرا بعدما تمنى لوالدة صديقه تمام الصحه و العافيه .

اغلق جاسر الباب خلف صديقه ثم سار بخطى متعبه ناحية غرفة والدته يتذكر كيف أخبره صابر بأنه حقنها بعقار مهدئ سيجعلها تنام فتره لا بأس بها كى يمر الوقت و لا تكن مستيقظه متألمه بسبب جروحها.

دثرها جيدا بالغطاء السميك و قبل جبهتها.. ثم خرج من الغرفه و اغلق عليها الباب.

و ذهب ناحية تلك الأريكه التى يجلس عليها ذلك المدعو بوالده.

ينظر له نظرات غاضبه قويه... و فايز والده.. من انجبه ورباه يجلس يشعر ببوادر خوف تنمو داخله من جاسر و هو يراه يتقدم منه بتلك الطريقة.


وقف جاسر بطوله المهيب و جسده العريض و الذى أصبح قوى البنيان بارز الصدر عريض الكتفين بسبب تمارين الصاعقه الشاقه.

ينظر على والده بضيق و غضب جم نمى معه لسنوات كان الصمت هو حليفه بها دوماً يذكر حاله انه والده و من المؤكد أنه يفعل كل ذلك كى يقوم شقيقته و يربيها و انه بالتأكيد أكثر الناس خوفاً عليها.

لكن و على ما يبدو ان كل ذلك لم يكن صحيحا مطلقاً..

يبدو أن وقت الحساب قد أن آوانه فنظر لوالده و سأل بصوت حاسم : ضربت أمى ليه؟ و فين أختى تمارا....

___________سوما العربي _________

أطفأ فؤاد الفيديو المسجل وقال مبتسما:غلط.. كل الى بيتقال عن الممثله دى صح وانا شاهد عليه...بس المذيعه دى جابتها لأنها غصب عنى وعنك واخد ترند عالى والمذيعه مهما كانت قويه وليها كلمه مسموعه فى برنامجها بس فى حاجات كتير فارضه نفسها على الكل... وده بقا الى بكملك فيه مافيش حاجه مطلقه، يعنى مش معنى ان مذيعه نزيهه اتكلمت حلو عن حد يبقى هو حلو ممكن اجبرت او حكمتها المصلحه والاغراءات او حتى الصداقه منعتها تتكلم فى أخطاء صديقتها الى لو غيرها عملها كانت علقت له المشانق.

كريمه :صح، عندك حق.... بس ده ايه علاقته بيك وبأنك كنت متجوز؟!وانك زوج سئ؟!

تنهد بالم يكمل :ماهى نفس الفكره ونفس القاعده... فى شخصيه مثلا أم واحده صاحبتك ممكن تكون ست شريره وحقوده وبتكره الخير للناس وكل جيرانها كارهنها بس تلاقى جوزها وولادها بيحبوها اووى ليييه؟

كريمه بفضول وانتباه:ايوه صح ليه؟!

فؤاد:ده لأنها زوجه كويسه اووى، اوى اوى اوى، وام هايله جدا وبتحب ولادها اكتر حاجه في الدنيا، بس على جانب تانى هى ماعرفتش تبقى جاره كويسه او صاحبه جدعه؛فهمتى حاجة؟!

كريمه ببعض التيه:تقريباً.

فؤاد :انا كمان... اخ حنين واحب اختى اوى! وبحبك انتى كمان زى ماتكونى بنتى انا، وصاحب صاحبى وجدع بس كزوج لأ؛ انانى شويه، سى السيد شويتين، عايز مراتى ليا وللبيت وبس رغم انى بشجع جدا على حرية المرأه! وعايز اختى تبقى كده وبشجعك تعملى الى يبسطك وطز فى الناس، بس فى نفس الوقت كنت بحاول امنع الست الى حبيتها واتجوزتها عن كده، مشكله فى التانيه وهى قررت انى ارجع صاحب ليها احسن بدل ما نخسر بعض خالص؛ هى حتى قالتهالى؛ قالت ياريتنا فضلنا صحاب بس، لأنك صاحب جدع وانا مش حابه اخسرك.

صمتت تنظر له بمشاعر مختلطه لا تعلم هل هى تعاطف او صدمه ام ماذا.

لكنه انتشلها من كل ذلك سريعاً يقول :المهم سيبك من كل ده؛ سيبك منى ومن قصصى وقوليلى ناويه على ايه؟

حاولت الخروج من تلك الحقائق ثم قالت بعزم :هكلم المخرج الى اسمه ايه ده واعمل الحاجه اللي بحبها والى يحصل يحصل انا مابقتش صغيره وعايزه اعيش العيشه الى انا اختارها مش المفروضه عليا.

سأل فؤاد بنفور :قصدك كمال جميل؟

كريمه :انت مش بطيقه مش كده؟

فؤاد بتقزز:بنى ادم لزج.

لكنه اكمل بجديه :بس ده مايمنعش انه مخرج شاطر وأد كلمته وفرصة الشغل معاه ب١٠٠فرصه مع حد تانى لأن كل اعماله ناجحه... مش مهم بقا هو شخص كويس ولا لأ زى مالسه قايله تانى قاعده مافيش حاجة مطلقه واحنا الى يهمنا منه شغله؛ صح ولا إيه؟

كريمه:صح... انا هكمله والحق اعمل الى انا عايزاه قبل ما ارجع البلد تانى.

فؤاد :بس لازم تواجهى ابوكى الأول بلاش تأجيل انتى مش بتعملى حاجة غلط.

لكنها خافت كتيرا من مجرد طرح فؤاد للفكره وتراجعت عنها قائله :لأ لأ مش وقته خلينى استغل تعبى وانى بعيده، مايمكن مانفعش اصلا فى الغنا.

نظر لها فؤاد بعدم رضا لكنه صمت وتركها تخوض التجربه فهى لم تعد صغيره.

لتهاتف كمال الذى حدثها بحفاوه غير عاديه وحدد لها معاد قريب جداً.

لتذهب له بمشاعر مختلطه مابين الشغف والخوف.

لكنها اتخذت الخطوه وذهبت.

لتسرق لب فؤاد بخجلها وعفويتها، عينه عليها لا يتسمع لصوتها الذى اذهل الجميع.

إنما هى، هى من فعلت به الافاعيل ولجوارها يشعر بأنه عاد صبى فى السابعة عشر يعشق زميلتها بالمدرسه وكل مايريده هو ان يسمك يدها مره او يوصل خطابه ملتهب الكلمات لها.

نسى زوجته الحنون واهتمامها به ونسى كل شئ وهو يقابل حب حياته الحقيقى.

وبعد ايام كثيره عزم على مقابلة فؤاد ربما يمهد معه الطريق لها قليلاً يجلس امامه بدون اى مقدمات قائلاً :انا عارف على فكره انك مش بتطيقنى يا فؤاد،وانا كمان على فكره.

ضحك فؤاد قائلا :شخص انانى ولزج بس حقانى ومالكش فى اللف والدوران ودى حاجة الصراحة تحسب لك... الواحد بردو يقول الى ليه والى عليه.

كمال :وانت صحيح رخم ودمك واقف بس الصراحه جدع وليك مواقف... عشان كده عصرت على نفسى ١٠٠لمونه وجيت اكلمك.

ضحك فؤاد مجددا يسأل :ده من باب لو ليك حاجه عند الكلب قوله يا سيدى؟

جاوب كمال بجديه وصدق :أيوه يا سيدى.

لم يتمالك فؤاد حاله وقهقه بقوه ليكمل كمال :من غير إزاى وليه؛ انا بحب كريمه بنت اختك.

فؤاد بلا مبالاه:ماشى يا سيدى، انا ولا كأنى سمعت حاجه.

كمال ببوادر غضب:نعم؟!
فؤاد بحده وقد اعتدل بجلسته:نعم الله عليك يا أخي، انت مش المفروض راجل متجوز ومخلف ومراتك ست كويسه انت ايه الى بتقوله ده بس؟!

كمال بحزن:ماقدرش انكر كل الى بتقوله يا فؤاد وفعلا نرمين ست هايله وانا عارف انها وقفت معايا كتير كمان، وبحب بناتى اوى اوى فوق ماتتخيل، بس بردو حبيت كريمه ودي مالهاش علاقه لا ببناتى ولا بعلاقتي بيهم.

كما قال فؤاد لا شئ مطلق ابدا، كمال أب جيد، جيد جداً ويحترم نرمين جدا؛

لكن الاحترام والامتنان لا يتساوا بالحب ابدا.

وهذا هو الوضع بالضبط كما شرح لها ليجلس امام كمال صامت محتار.

وفى اليوم التالى

كانت كريمه قد وصلت لمقر شركة الإنتاج المتكفله بمسلسلها الجديد إن صح التعبير.

وقفت أمام غرفة الاجتماعات تنتظر هى وباقى فريق العمل ان يسمح لهم بالدخول.

جلست لجوارها إحدى الفتيات تتحدث ببشاشه:إزيك... انتى إسمك ايه؟

ابتسمت لها كريمه وقالت:كريمه.

الفتاه:وانا سمر... شكلك جديدة، اصلى اول مره اشوفك.

كريمه :انتى شغاله هنا من زمان؟

سمر:ايوه... فى الإنتاج انا الى بشرف على شرا الديكورات واللبس والذى منه يعنى بس قوليلى انتى مخطوبه؟ اصلك لابسه دبله.

كريمه :ايوه.

سمر :نصيحه منى اقلعيها.. مشى امورك.. كر حاجة هنا ماشيه كده.

كريمه ببهوت:ليه هما مالهم مخطوبه ولا متجوزه ولا حتى مطلقه.

سمر بصدق :اسمعى منى انا ياما شوفت فى المجال ده، امشى مع التيار لحد ما رجلك تثبت جوا الوسط وبعدها ابقى دبى دبلتك دى فى عين التخين.

ظلت تنظر لها بصمت تفكر بحديثها الى ان قطع تفكيرها صوت باب غرفة الاجتماعات يفتح والسكرتيره تدعوهم كى يتفضلوا للداخل.

لتقف هى وبلا تفكير وجدت يدها تنزع خاتم خطبتها من اليد الأخرى وتدلف للداخل.

جلست وسط المجموعة والكل يتحدث؛ لكن كمال تركيزه معها ينظر لها بين الحين والآخر باعجاب شديد.

حتى انتبه الكل ولاحظوا نظراته تلك.

ليتحدث المنتج قائلاً :وايه اخبار مطربتنا الجديده؟

ضيق عينيه كأنه يتذكر متسائلا :كريمه مش كده؟

ليصحح له كمال بقوه:كريمان... بقا اسمها الفنى والجديد كريمان.

ليسأله المنتج بابتسامة متهكمه : وده مين بقا الى قرر كده؟؟

كمال بقوه :انا يا شاكر... انا الى سميتها أسمها الجديد.

شاكر باستهزاء:خلاص ياسيدي وماله.

كل منهما يحدث الاخر ويقررا وكأن الأمر خاص بهم وقد قرر كمال وانتهى.
كأنهما لا يتحدثا عن انسان من لحم ودم جالس امامهما بل وغيرا له اسمه الذى سمى به منذ خلق.

نظر لها شاكر وقال :طيب يا كريمان.. انتى لمدة شهر فى بروفات لأننا زودنا لك اغنيتين جوا المسلسل هيتغنوا لايف وده بتوصيه شديدة جدا من استاذ كمال مخرجنا الكبير، وانا بصراحه بوافق على اى حاجة يقولها لانى بثق فى اقترحاته وترشيحاته؛ فهمتك معانا تتدربى على اللحن والكلمات لأننا هنسافر العين السخنه للتصوير بعد ما نتجهز كل حاجه.

كانت تستمع لكل تلك القرارت الواحده خلف الأخرى لا تعلم كيف ستفعل كل ذلك وماذا ستصنع مع والدها وعز أيضا....


جلست على طرف الفراش تنظر للهاتف وهو يدق، عز لا يكف ابدا او يمل يوم من محاولة التحدث معها.

خالها لم يخبر احد لليوم أنها عاودت الحديث، لكن عز يوميا يتصل على أمل كبير ربما أحل الله عقدة لسانها.

اخذت نفس عميق وفتحت الهاتف صامته فيتردد بأذنها صوت عز الشغوف يقول وهو لا يصدق حاله، يتمنى لو أن حدثه صحيح، وقد شفيت حبيبته، فقال بلهفه :الو... الو... كريمه... انتى سمعانى؟

تسارعت أنفاسه وتبدد اى حزن شعر به وكأنه لم يمر بمجرد سماعه لصوتها يتردد من جديد به غصة بكاء يدل الى اى مدى تعشقه حبيبته واشتاقت له:وحشتنى ياعز.

كلمتها المجرده البسيطه جعلت قلبه وروحه تحلق لسابع سما.

يبدوا انها يقتلها الشوق كما هو وأكثر.

الأجمل من ان تحب شخص هو يقينك أن ذات الشخص يبادلك نفس احساسك ومشاعرك الصادقه.

دائما ماتجعله كريمه يشعر أنه اغنى واوسم الرجال من شدة عشقها وتمسكها به رغم ضيق الحال.

اخذ نفس عالى يحبسه داخل صدره ويخرجه على مهل كأنه لم يكن يتنفس لفتره.

جاوب باشتياق ولوع:ياقلب عز، ياروح عز، وحشت عز يا ولا.

ابتسمت بحب عليه وقالت :انت كمان وحشتنى اوى.

عز:رجعتى تتكلمى من امتى؟

لم يترك لها فرصه تفكر بكذبه جيده إنما بادر هو يقول سريعاً وكله يقين بذلك :اكيد النهاردة او امبارح باليل بالكتير، اكيد مش اكتر من كده والا كنتى هتكلمينى ساعتها صح؟

ابتسمت مجددا ولكن بألم من ثقته بها وما تفعله هى بالمقابل ولكنها غير قادره على فعل العكس فقالت:ايوه صح.

تنهد براحه يقول :رجعتى تتكلمى إزاى؟

جف حلقها، ترمش اهدابها بحركه لا اراديه ويتحرك بؤبؤ عينيها بكل اتجاه باحثا عن كذبه جيده.

بداية الخطيئه كذبه، وكل مصيبه كانت بدايتها كذبه صغيره.

والكذبه الصغيره يتبعها كذبه اكبر قليلاً كى لا تكشف الكذبه الأولى؛

ليعقبها بعد ذلك سيل من الكذب كله اكبر من سابقه حتى نصل لقمة الخطيئه والكارثه الكبرى.
ليصبح عندها كلمة '' لو ما'' بلا طعم او معنى فقد حدث ماحدث وانتهى وقت التمنى.

ابتلعت لعابها بصعوبه من حلقها الجاف تقول :خالو، احمم، خالو فؤاد، أأأ.. ال.. النار، احمم، النار وهو بيطبخ كانت هتمسك فيه، فأنا بقا، فانا خوفت واتفزعت قولت انبهه، اصله ماكنش واخد باله وقومت زعقت بعلو صوتى وقولت حااااااسب.

كانت تتحدث ملجلجه، تكذب وهى لا تجيد، متوترة تمثل بيدها كل انفعالاتها وكأنها تؤدى مشهد تمثيلي داخل عمل تليفزيونى.

حتى انها ادته بشكل سئ جدا ورديئ ويرجع الفضل فى مرور ما قالت لثقة عز بها.

فلولا ذلك كانت ستكشف بالتأكيد، عز يثق بها جدا؛
هو لم يكن مهتم لسماع الدافع لعودتها للحديث قدرما كان جل اهتمامه أنها قد شفيت والحمدالله.

لذا لم يهتم بتفاصيل التفاصيل إنما حمد الله كثيراً وهو يردد بصدق:الحمدلله!الف حمد والف شكر ليك يارب.

تنهد بصوت مسموع وعادت له روح الدعابه يقول بمكر :حمدلله على السلامه يا ولا.

حمدت الله كثيرا كون كذبتها قد مرت عليه، تتحدث بنفس عالى من توترها السابق مردده:الله يسلمك.

ابتسم بعشق يخبرها :تعرفى انى كنت هتجنن وانا شايفك كده وعارف انى السبب ومش قادر اعملك حاجه، كان نفسى اجيبلك حته من السما بأيدى ولا أنى اشوفك كده ابدا، صوتك عندى بالدنيا وما فيها والله يا كريمه.

اغمضت عينها تتنهد، سحر كلماته ومشاعره الصادقه تفعل بها الافاعيل.

لتجيب بصدق :انت وحشتنى اوى.

عز بلهفه :انتى كمان، إيه رأيك اجيلك النهاردة؟

اتعست عينها برعب، حينما عبرت عن اشتياقها له لم تتوقع ان يعرض هكذا عرض.

قالت بما شعرت  ولم تحسب حسبان لأى نواتج.

فتحدثت مرتبكه:تيجى؟! النهاردة؟!

عز:ايوه، انا هموت واشوفك.
كريمه :بعد الشر عليك.
عز:قلبى الى بيخاف عليا، بصى انا عندى شوية شغل مهمين هخلصهم واجيلك قولتى إيه؟

كانت تدعى وتبتهل أن لا يستطيع القدوم حتى تسجل اغنيتها.

هى لم تبدأ بمسيرتها  بعد حتى ينتهى الأمر هنا.

لديها تسجيل اولى اغنياتها اليوم بموعد مع كل الفرقه ولن تستطيع التأجيل، إنها البداية فقط.

قطع حديثه معها وهو يستمع لصوت احد الزبائن يناديه فقال لها سريعاً :طب هقفل انا حبيبتى عشان جه زبون عايز يغير زيت، ادعيلى اخلص النهاردة بدرى عشان اعرف اجيلك.. سلام.

كان يتحدث سريعاً واغلق معها وهى على الجانب الاخر تقف ممسكه الهاتف تقيض عليه بيدها وتغمض عينها تدعو الله ان يتأجل ميعاد قدومه يوم... يوم واحد فقط لتسجل بها اغنية ذلك المسلسل وبعدها......

جلست على طرف الفراش وقد توقف بها الزمن، لم تحسب لما بعد.

كأنها لاول مره تسأل... وماذا بعد؟

فلتفرض أنها قد اكملت تسجيل الاغنيه وبشكل رائع ايضا.
ماذا بعد...


__________ سوما العربي __________

نظرت والدته حولها تحاول فقط أن تستوعب فردد مجدى يؤكد لها ما تفكر به مبتسماً بتعب: حضرتك موقفانا على الباب اكتر من عشر دقايق لحد دلوقتي.

اخفضت رأسها بحرج و كذلك نسمه كانت تشعر بالخزى و أنها گ عادتها اتخذت خطوه غير مدروسه و متهوره ، تبعها و لن تشتريه ، لكن هذه المره الأمر أكبر و اضخم بل و أكثر تهورا،لقد عُقد قرانها منذ نصف ساعه تقريباً على شخص لا تعرفه و ها هى ستبيت اليوم ببيته ،تقف مُنحرجه امام والدته التى تنظر لها نظره تقلل منها كثيرا.

أغمضت عينها تبتلع و تتقبل تلك النظره فهى من اقدمت على كل ذلك بتهورها.

اغلق مجدى الباب يحاول رسم ابتسامه مطمئنة لها ،تتعجب داخلها و هى تراه يتحمل نتاج افعالها هى ،تنظر له منبهره رغماً عنها .

افترت شفتيها عن ابتسامه ممتنه إنمحت سريعاً فى ظل ذلك الجو المشحون بطاقات مختلفه ، لكنها بالتأكيد طاقات غير ايجابية بالمره.

تحرك يشير بيده اليمنى لها على صالون بيتهم المذهب كى تتقدم و تجلس معهم يزيل عنها مشكوراً بعض من حرجها.

سارت خلفه تنظر لاثاث البيت الامع دليل على نظافة و اعتناء منقطعى النظير ،الارضيه البيضاء تظهر ناصعة من تحت السجاده الحمراء ذات الشكل المستطيل.

لون الحائط بسن الفيل الدافئ و الستائر كأنها فُردت ببخار الماء .

كل شيء منظم و مرتب .

حمحمت بحرج و هى تشعر بزوج من العيون مسلط عليها ،شعرت بهم دون الحاجه لرفع عينها.

و مجدى يجلى صوته بعد نفس عميق يحاول شرح الامر.

لاكثر من عشرة دقائق و هو يحكى تلك القصه القصيره و الظروف التى جمعت بينهما، و أن ما حدث كان شئ و لا بالخيال لكنه لسوء الحظ و الظروف قد حدث.

طلت والدته تنظر له بصدمه مستغربه، تقريباً عقلها رافض الاستيعاب .

انتهى مجدى أخيراً من قص كل ما حدث و الدته تنظر له تحاول فهم تلك المصيبه..
ثم صرخت عاليا : يعنى انت دبست نفسك فى جوازه بسبب جنان و تصرفات واحده .. ده إسمه كلام يعنى يا ابنى... و إحنا مالنا... هى متهوره تتحمل نتيجة اخطائها انت مالك ... ده جواز مش لعبه

أتسعت أعين مجدى بشفقه و خوف على مشاعر نسمه التى وقفت منتفضه بحرج شديد تتمنى لو تنشق الأرض و تبتلعها و تحركت تحاول كبت دموعها تردد بصوت مخنوق : عندك حق يا طنط أنا أسفه.. أسفه...

فرت مغادره و مجدى سقط قلبه بلا اى مبرر بين قدميه و انتفض يحاول اللحاق بها يناديها
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي