الفصل الثاني
كانت حقا مفاجأة لممدوح ، عندما عاد فوجد أمه وأخته مع زوجته وأولاده في الصالة يشاهدون التلفاز وضحكاتهم وثرثرتهم تملأ الأجواء ، وما إن رآه إياد حتى ركض نحوه فحمله ممدوح وقبله قائلاً له:
حبيب بابا أنت سهران انهاردة يعني.
يوسف: أيوة سهران مع تيته وعمتو هو يصح أنام وأسيبهم.
فضحك الجميع على غلباوته وضحك ممدوح وهو يضمه بسعادة قا ئلا وهو يقبله :
_ لا طبعاً ميصحش راجل يا واد زي أبوك .
ابتسم للجميع قبل أن يحييهم:
_السلام عليكم..ايه المفاجأة الحلوة دي يا جماعة نورتو الدنيا والله.
أجابت والدته:
_الله يسلمك ياحبيبي الدنيا منورة بيك.
قبلها في وجنتيها فبادلته بقبلة على جبهته.
قبل أيضا أخته رودينا قائلا لها:
_ إزيك يا رودي عاملة ايه؟
أجابت رودي بهمس حزين:
_الحمد لله يا أبيه .
ابتلع غصته وحاول أن يبتلع حزنه على أخته ، جلس بجوارها محاوط كتفيها بذراعه وهو يهمس بأذنها في حنان:
_جدعة انك جيتي والله .
نظرت إلى فرح وقالت وهي تبتسم لها بامتنان :
_ فرح هي ال أصرت أني اجاي عشان أغير جو.
ابتسمت لها فرح بدورها و أرسلت لها قبلة في الهواء.
فقال ممدوح :
_ أيوة مراتي جدعة من يومها
قالت فرح مصتنعة الضيق موجهة حديثها إلى ممدوح :
_ايوة مراتك ال انت جيت ونسيتها ومسلمتش عليها اصلا.
قال ممدوح ببرود:
_ القلوب مسلمة يا حبيبتي.
فرح وهي تضيق عينيها بغيظ:
_والله.
ثم التفتت لحماتها وقالت بنبرة مشتكية:
_شايفة يا نينة رخامته.
قالت حماتها ضاحكة:
_ ده ممدوح بس بيعاكسك يافروحة لكن هو بيحبك قوي.
فرح متمتة:
_ايوة بيحبني قوي حبه مقطع بعضو.
ممدوح:
_ بتبرطمي بتقولي إيه؟
فرح:
_ مبقولش
ممدوح:
_ طب يلا قومي حضري العشا.
فرح متزمرة:
_ حاضر ادينى قايمة.
قامت وتوجهت إلى المطبخ وشرعت في إعداد الطعام ورصته على السفرة ونادت عليهم:
_يلا يا ممدوح الاكل جهز ..يلا يا نينة ..يلا يا رودي.
ممدوح :
_حاضر جايين اهو..يلا ياماما قومي.. يلا يا رودي.
رودي:
_لأ روحوا انتو أنا مليش نفس.
ممدوح وهو يجذبها من يدها:
_قومي يابت بلا ملكيش نفس احنا بقالنا فترة مكلناش مع بعض.
_والله يا أبيه مليش نفس وبعدين إحنا قاعدين معاكو وحناكل مع بعض كتير سبني على راحتي بقى.
ممدوح بضيق:
_ماشي يا رودي على راحتك يا حبيبتي.
_ممدوح عيالك ناموا مطرحهم روح نيمهم على سريرها
قالتها والدته وهي تنظر لأحفادها بحنان.
ممدوح:
_حاضر يا ماما.
وحمل يوسف اولا وذهب به إلى حجرته ووضعه على فراشه ومن بعده مكة.
ذهبت فرح إلى رودي لكي تعرف لماذا رفضت تناول العشاء:
_ ايه يارودي ما تيجي بقى اتعشي معانا وبطلي رخامة.
_لا مش قادرة يا فرح صدقيني، سبيني براحتي أنا حدخل الأوضة استريح شوية.
فرح على مضض :
_ طيب يا حبيبتي روحي وانا ححصلك نسهر مع بعض للصبح بس بعد ما اخوكي ينام.
رودي: تمام حستناكي.
انتهى ثلاثتهم من العشاء واستئذنت أميرة والدة ممدوح وذهبت لكي تنام، أما فرح فشرعت في لم الأطباق لكي تغسلهم، وكانت تغسلهم بهمة وسرعة حتى تذهب لرودى وتتسامر معها، فجأة شعرت بيدين تغزوان خصرها وانفاس تلفح أذنها وقبلات رقيقة تدغدغ رقبتها، سرت بقشعريرة في جسدها وبحركة تلقائية ضمت كتفها نحوه أذنها هامسة بفزع:
_ ممدوح خضتني.
_سلامتك من الخضة ياروحي..بقولك ايه متسيبي المواعين دي وتيجي.
فرح وهي تبحلق فيه وتزجره بعينيها: اجي فين يا اخي دلوقت ماما واختك يقولوا علينا إيه أنت اتجننت.
_ ماما وأختي زمانهم ناموا وبعدين إحنا حنروح أوضتنا وناخد راحتنا.
همس بها وهو يديرها إليه مقربها نحو صدره بحميمية.
همست لنفسها وهي ترى الشوق والرغبة يقفزان من عينيه فابتسم قلبها متشفيا قائلة:
_ يسلام عليك لما تبقى عايزني ولا بيهمك أمك ولا أختك ولا حد ابدا، بس ياحبيبي أنت متعرفش اني جايبهم مخصوص عشان يبقوا ساتر ليا احتمي بيه من رغبتك المجنونة ، واخليهم حجة عشان اعطشك زي الأول واستعيد بقى الرومانسية ال مش بشوفها منك غير بس لما تبقى عايزني.
صدم جبهته بجبهتها برفق قائلاً وقد أخرجها من شرودها :
_ايييه مش وقتو سرحان ابقي اسرح في اوضتنا براحتك ياجميل..
بهمسه هذا جعلها تنتبه من شرودها فهمست له وهي تداعب ذقنه :
_طيب يا حبيبي روح انت اسبقني وأنا ححصلك حالا اطمن بس عالعيال واجيلك بسرعة.
قبلة خفيفة على شفتيها ثم همس:
_ماشي ياروحي بس متتأخريش.
_لا يا حبيب قلبي مش حتأخر.
قالتها بنبرة خبيثة، مسحت يديها في خرقة المطبخ وراحت على حجرة الأولاد التي تنام فيها رودينا طرقتها أولا فأتاها صوتها تأذن لها بالدخول:
_اتفضلي يافرح.
فرح وهي تجلس بجوارها:
_ايه انتي لسة صاحية؟
رودي: مش جايني نوم
_طب ايه رأيك اروح أعمل اتنين نسكافيه حلوين كده ليا ولكي ونقعد نحكي ونقضي السهرة مع بعض.
اومئت رودي بالموافقة جعلت فرح تقبلها في وجنتيها بود وقالت قبل أن تنصرف:
_ حالا يا جميل يكون اتنين نسكافيه جاهزين لأحلى رودي في الدنيا.
ذهبت إلى المطبخ وشرعت في إعداد النسكافيه، ولما افتقدها ممدوح ذهب لها فراها وهي واقفة على البوتجاز فقال لها بغضب :
_ايه بتعملي ايه كل ده ؟
اصتنعت البراءة وهي تقول :
معلش يا حبيبي رحت اشوف العيال لقيت رودي صاحية وكانت عايزة نسكافيه فقلت اعمله لها واجيلك عالطول .
فزفر بغيظ هامسا :
_ياسلام
تابعت بخبث:
_ يعني يا ممدوح تلاقيها مكسوفة ولا حاجة وكمان هي مضايقة مفيهاش حاجة اعمله لها أنا.
_روح يا حبيبي وانا جاية وراك.
زفر بنفاد صبر وهمس وتحذير بأبهامه :
_ ماشي يا فرح عارفة لو اتأخرتي حتعرفي شغلك .
_ لا لا يا حبيبي مقدرش أتأخر أنا أقدر بردو.
وما إن أولاها ظهره حتى ابتسمت بخبث وشماتة ..انتهت من صنع ما تريد وعادت إلى رودي تتسامر معها وتحكيان حتى تضيع وقتا لعل ممدوح ييأس وينام وتكون بذلك قد أضاعت وقتا.. وبالفعل ظلت مع رودي حتى صارت الساعة الثالثة صباحاً مما جعل رودي تقول لها:
_ كفاية بقى كده سهر روحي لجوزك أحسن يضايق ولا حاجة.
_ ايه زهقتي مني.
رودي: لا والله بس كفاية. كده و روحي لممدوح أنا كمان عايزة انام.
_خلاص حسيبك بس عشان تنامي. .تصبحي على خير حبيبتي.
_وانتي من أهله.
******
عادت فرح إلى حجرتها وكانت تمشي بتؤدة تتمنى أن يكون ممدوح قد نام ، فتحت باب الحجرة بهدوء شديد فوجدته بالفعل قد نام ، نامت بجواره وهي تبتسم أنها سعيدة أن ضيعت عليه الليلة ، أغمضت عينيها وهي مسرورة تهمس لنفسها :
_ ولسة استنى عليا إن مدوختك زي الأول مبقاش أنا.
فزفرت براحة وحاولت أن تنام وإذ فجأة تجد من ينتشلها بذراعيه كأنها طفلة ..في ثواني وجدت جسدها يدار بسرعة وقوة نحو صدره ، ينظر لها نظرات جمعت بين الرغبة والأشتياق والعتاب على تأخيرها عنه هامسا :
_ هي دي الثواني بتاعتك.. تقعدي ساعتين عند رودي والعيال ومطنشاني .
_ ممدوح خضتني كنت فاكراك نايم .
ضمها إليه أكثر وأكثر وبعنف كأنه يعاقبها على تأخيرها قائلاً :
_ لأ مش نايم ومستنيكي بتعملي ايه كل ده عند العيال.
همست وهي تداعب وجهه كأنها تحايله حتى يقبل تبريرها له :
_ مفيش لقيت رودي صاحية قلت اقعد معاها شوية.
_تقعدي معاها هي وتسبيني أنا أتفلق هه
قال ذلك وهو يداعبها بلمساته المشتاقة، وبقبلاته الظمئة، وبأنفاسه الحارة التي كادت أن تحرق تماسكها، خطتها فشلت، كانت تود أن تعيده للصوم عن المشاعر كما كان سابقا في الإنفاق الذي كان بينهما، حتى تلبسه ثوب الرومانسية والحنية من جديد ، وإذ به يفشل مخططها يبدو أن اشتياقه لها كان أكبر من الملل الذي سببته له بفضل الأنتظار ، كان يهجم عليها بقبلات حميمية عنيفة وكانت هي تصده بيديها ورفض رقيق قائلة:
_ممدوح استنى بس حقولك حاجة.
هتف بضجر :
_ ايه في ايه تاني ..حاجة ايه دي ال عايزة تقوليها مش وقته .
وراح يتابع هجومه بكل ما أوتي من رغبة وهي تدفعه بعيدا عنها مرة أخرى صارخة :
_ اصبر بقى يا ممدوح وأوعى كده خنقتني .. أنا تعبانة انهاردة مش فيقالك وعايزة أنام الله.
ثم أولته ظهرها وتصنعت النوم وقلبها يرتجف بداخلها خشت ردة فعله دعت الله أن تمضي الليلة بسلام ..شعرت بيده وهو يلكمها في ظهرها لكمة خفيفة قائلاً بغيظ :
_نامي يا فرح ..نامي خلي النوم ينفعك.
شعرت بانفاسه عالية سريعة أثناء الولوج والخروج من صدره ، كأنه سوف يحرقها بها ولكنها تحاملت غضبه ، وبذلك تكون قد كسبت يوما صام فيه عنها صياما بالأكراه ولكن هل ستستطيع أن تحرمه كل ليلة منها بهذا الشكل .. هذا ما يشغل تفكيرها حالياً.
*******
استيقظت فرح وجدت ممدوح قد غادر مبكراً، استشفت أنه ذهب إلى عمله وهو غاضب .
_لا يهم..لما يرجع حصالحه
تلفظت بها في نفسها وقامت لتتفقد أولادها ، توجهت إلى الحجرة الأولاد طرقت بابها ، فوجئت برودينا مستيقظة بل إنها ترتدي ملابس الخروج فسألتها متعحبة :
_ رودي انتي خارجة ولا إيه؟!
_ أيوة رايحة النادي حاسة اني مخنوقة و عايزة اتمشى شوية .
_طب تحبي اجاي معاكي.
_لا يا فرح سوري أنا عايزة ابقى لوحدى.
_ماشي يا حبيبتي بس خلي بالك من نفسك
_حاضر ..أنا حمشي بقى ولما ماما تصحى ابقي قوليلها..اني رحت النادي
_حاضر حبيبتي.
ذهبت رودي إلى النادي ، وكانت تسير في نفس المكان الذي كانت تأتي فيه مع شهاب رغم عنها تذكرته مازالت صدمتها فيه تشل عقلها ، لقد خدعت فيه، وعرفته على حقيقته الكاذبة، علمت غشه وكذبه واستغلاله لها ، ومع ذلك لم تستطيع نسيانه ، لم تستطيع محو ذكراه ماذا تفعل لكي تنزعه من عقلها ، ألا يوجد حل، ألا يوجد علاج لحالتها ، وكأن عقلها يأبى إلا أن يعذبها بتلك الذكريات فقد أحضر لها على طبق من الحنين ذكرى يوم جميل :
-رودي ..رودينا..رودي
نادى شهاب على زوجته وكان يحمل معه بعض الأكياس..فتقدم عليه رودينا آتية من المطبخ وتقول بوجه سعيد لعودته:
-ايوة ياحبيبي أنا اهو..حمدالله على سلامتك
-الله يسلمك ياحياتي..حبيبتي بتعمل ايه؟
-بعملك العشى ياروحي.
-لأ ..قفلي على العشى ..أنا جايبلك عشى من برة.
-طب وليه التكاليف دي ياحبيبي..هو احنا كل يوم حناكل أكل جاهز.
ثم اقترب منها وبصوت مليئ بالحب والرومانسية :
-أنا مش عايز اتعبك ياحبيبة قلبي. .يلا بقى روحي ظبطي نفسك والبسي احلى قميص نوم عندك عالبال مااجهزلك العشى واعملك الشاي كمان.
- أنا مقدرش على الدلع ده كله.
-دلع إيه ده..هو أنت لسة شفتي حاجة.
ثم لف ذراعيه حول فخذيها وحملها وأخذ يدور بها ..فضحكت بسعادة وانبهار وهي كالفراشة التي تطير فوق اغصان الحب:
-شهاااب حدوخ نزلني.
ثم جعلها تنزلق بين يديه ويدها على كتفيه، عيناه ممتنتان لحبه الذي يغدقها عليها فتقول بحب وفرحة:
-أنا بحبك قوي ياشهاب.. لأن كل تصرف منك بيسعدني.
بادلها النظرات وطبع على شفتيها مزيدا من القبلات قبل ان يردف :
-وانا بموت فيكي ياحياتي..يلا بقى روحي جهزي نفسك..واستعدي لليلة ولا الف ليلة وليلة.
فانصرفت بعد أن شيعته بابتسامة خجولة
انسابت دموع غزيرة على وجنتيها تمسحها بيديها ، غير مصدقة ما حدث لها تحتاج إلى أحد يقنعها كيف حدث هذا؟
كيف سار كل هذا الحب أكذوبة ؟
كيف تحول إلى خدعة ستعاني منها بقية حياتها ، أخرجها من ذكرياتها صوت هاتفها أجابت عليه كانت والدتها تطلب منها أن تعود للبيت فلبت طلبها ركبت سيارتها عائدة إلى بيت أخيها ولم تنتبه إلى ذلك الشخص الذي كان يراقبها من بعيد.
ترى من يكون هذا الشخص؟
حبيب بابا أنت سهران انهاردة يعني.
يوسف: أيوة سهران مع تيته وعمتو هو يصح أنام وأسيبهم.
فضحك الجميع على غلباوته وضحك ممدوح وهو يضمه بسعادة قا ئلا وهو يقبله :
_ لا طبعاً ميصحش راجل يا واد زي أبوك .
ابتسم للجميع قبل أن يحييهم:
_السلام عليكم..ايه المفاجأة الحلوة دي يا جماعة نورتو الدنيا والله.
أجابت والدته:
_الله يسلمك ياحبيبي الدنيا منورة بيك.
قبلها في وجنتيها فبادلته بقبلة على جبهته.
قبل أيضا أخته رودينا قائلا لها:
_ إزيك يا رودي عاملة ايه؟
أجابت رودي بهمس حزين:
_الحمد لله يا أبيه .
ابتلع غصته وحاول أن يبتلع حزنه على أخته ، جلس بجوارها محاوط كتفيها بذراعه وهو يهمس بأذنها في حنان:
_جدعة انك جيتي والله .
نظرت إلى فرح وقالت وهي تبتسم لها بامتنان :
_ فرح هي ال أصرت أني اجاي عشان أغير جو.
ابتسمت لها فرح بدورها و أرسلت لها قبلة في الهواء.
فقال ممدوح :
_ أيوة مراتي جدعة من يومها
قالت فرح مصتنعة الضيق موجهة حديثها إلى ممدوح :
_ايوة مراتك ال انت جيت ونسيتها ومسلمتش عليها اصلا.
قال ممدوح ببرود:
_ القلوب مسلمة يا حبيبتي.
فرح وهي تضيق عينيها بغيظ:
_والله.
ثم التفتت لحماتها وقالت بنبرة مشتكية:
_شايفة يا نينة رخامته.
قالت حماتها ضاحكة:
_ ده ممدوح بس بيعاكسك يافروحة لكن هو بيحبك قوي.
فرح متمتة:
_ايوة بيحبني قوي حبه مقطع بعضو.
ممدوح:
_ بتبرطمي بتقولي إيه؟
فرح:
_ مبقولش
ممدوح:
_ طب يلا قومي حضري العشا.
فرح متزمرة:
_ حاضر ادينى قايمة.
قامت وتوجهت إلى المطبخ وشرعت في إعداد الطعام ورصته على السفرة ونادت عليهم:
_يلا يا ممدوح الاكل جهز ..يلا يا نينة ..يلا يا رودي.
ممدوح :
_حاضر جايين اهو..يلا ياماما قومي.. يلا يا رودي.
رودي:
_لأ روحوا انتو أنا مليش نفس.
ممدوح وهو يجذبها من يدها:
_قومي يابت بلا ملكيش نفس احنا بقالنا فترة مكلناش مع بعض.
_والله يا أبيه مليش نفس وبعدين إحنا قاعدين معاكو وحناكل مع بعض كتير سبني على راحتي بقى.
ممدوح بضيق:
_ماشي يا رودي على راحتك يا حبيبتي.
_ممدوح عيالك ناموا مطرحهم روح نيمهم على سريرها
قالتها والدته وهي تنظر لأحفادها بحنان.
ممدوح:
_حاضر يا ماما.
وحمل يوسف اولا وذهب به إلى حجرته ووضعه على فراشه ومن بعده مكة.
ذهبت فرح إلى رودي لكي تعرف لماذا رفضت تناول العشاء:
_ ايه يارودي ما تيجي بقى اتعشي معانا وبطلي رخامة.
_لا مش قادرة يا فرح صدقيني، سبيني براحتي أنا حدخل الأوضة استريح شوية.
فرح على مضض :
_ طيب يا حبيبتي روحي وانا ححصلك نسهر مع بعض للصبح بس بعد ما اخوكي ينام.
رودي: تمام حستناكي.
انتهى ثلاثتهم من العشاء واستئذنت أميرة والدة ممدوح وذهبت لكي تنام، أما فرح فشرعت في لم الأطباق لكي تغسلهم، وكانت تغسلهم بهمة وسرعة حتى تذهب لرودى وتتسامر معها، فجأة شعرت بيدين تغزوان خصرها وانفاس تلفح أذنها وقبلات رقيقة تدغدغ رقبتها، سرت بقشعريرة في جسدها وبحركة تلقائية ضمت كتفها نحوه أذنها هامسة بفزع:
_ ممدوح خضتني.
_سلامتك من الخضة ياروحي..بقولك ايه متسيبي المواعين دي وتيجي.
فرح وهي تبحلق فيه وتزجره بعينيها: اجي فين يا اخي دلوقت ماما واختك يقولوا علينا إيه أنت اتجننت.
_ ماما وأختي زمانهم ناموا وبعدين إحنا حنروح أوضتنا وناخد راحتنا.
همس بها وهو يديرها إليه مقربها نحو صدره بحميمية.
همست لنفسها وهي ترى الشوق والرغبة يقفزان من عينيه فابتسم قلبها متشفيا قائلة:
_ يسلام عليك لما تبقى عايزني ولا بيهمك أمك ولا أختك ولا حد ابدا، بس ياحبيبي أنت متعرفش اني جايبهم مخصوص عشان يبقوا ساتر ليا احتمي بيه من رغبتك المجنونة ، واخليهم حجة عشان اعطشك زي الأول واستعيد بقى الرومانسية ال مش بشوفها منك غير بس لما تبقى عايزني.
صدم جبهته بجبهتها برفق قائلاً وقد أخرجها من شرودها :
_ايييه مش وقتو سرحان ابقي اسرح في اوضتنا براحتك ياجميل..
بهمسه هذا جعلها تنتبه من شرودها فهمست له وهي تداعب ذقنه :
_طيب يا حبيبي روح انت اسبقني وأنا ححصلك حالا اطمن بس عالعيال واجيلك بسرعة.
قبلة خفيفة على شفتيها ثم همس:
_ماشي ياروحي بس متتأخريش.
_لا يا حبيب قلبي مش حتأخر.
قالتها بنبرة خبيثة، مسحت يديها في خرقة المطبخ وراحت على حجرة الأولاد التي تنام فيها رودينا طرقتها أولا فأتاها صوتها تأذن لها بالدخول:
_اتفضلي يافرح.
فرح وهي تجلس بجوارها:
_ايه انتي لسة صاحية؟
رودي: مش جايني نوم
_طب ايه رأيك اروح أعمل اتنين نسكافيه حلوين كده ليا ولكي ونقعد نحكي ونقضي السهرة مع بعض.
اومئت رودي بالموافقة جعلت فرح تقبلها في وجنتيها بود وقالت قبل أن تنصرف:
_ حالا يا جميل يكون اتنين نسكافيه جاهزين لأحلى رودي في الدنيا.
ذهبت إلى المطبخ وشرعت في إعداد النسكافيه، ولما افتقدها ممدوح ذهب لها فراها وهي واقفة على البوتجاز فقال لها بغضب :
_ايه بتعملي ايه كل ده ؟
اصتنعت البراءة وهي تقول :
معلش يا حبيبي رحت اشوف العيال لقيت رودي صاحية وكانت عايزة نسكافيه فقلت اعمله لها واجيلك عالطول .
فزفر بغيظ هامسا :
_ياسلام
تابعت بخبث:
_ يعني يا ممدوح تلاقيها مكسوفة ولا حاجة وكمان هي مضايقة مفيهاش حاجة اعمله لها أنا.
_روح يا حبيبي وانا جاية وراك.
زفر بنفاد صبر وهمس وتحذير بأبهامه :
_ ماشي يا فرح عارفة لو اتأخرتي حتعرفي شغلك .
_ لا لا يا حبيبي مقدرش أتأخر أنا أقدر بردو.
وما إن أولاها ظهره حتى ابتسمت بخبث وشماتة ..انتهت من صنع ما تريد وعادت إلى رودي تتسامر معها وتحكيان حتى تضيع وقتا لعل ممدوح ييأس وينام وتكون بذلك قد أضاعت وقتا.. وبالفعل ظلت مع رودي حتى صارت الساعة الثالثة صباحاً مما جعل رودي تقول لها:
_ كفاية بقى كده سهر روحي لجوزك أحسن يضايق ولا حاجة.
_ ايه زهقتي مني.
رودي: لا والله بس كفاية. كده و روحي لممدوح أنا كمان عايزة انام.
_خلاص حسيبك بس عشان تنامي. .تصبحي على خير حبيبتي.
_وانتي من أهله.
******
عادت فرح إلى حجرتها وكانت تمشي بتؤدة تتمنى أن يكون ممدوح قد نام ، فتحت باب الحجرة بهدوء شديد فوجدته بالفعل قد نام ، نامت بجواره وهي تبتسم أنها سعيدة أن ضيعت عليه الليلة ، أغمضت عينيها وهي مسرورة تهمس لنفسها :
_ ولسة استنى عليا إن مدوختك زي الأول مبقاش أنا.
فزفرت براحة وحاولت أن تنام وإذ فجأة تجد من ينتشلها بذراعيه كأنها طفلة ..في ثواني وجدت جسدها يدار بسرعة وقوة نحو صدره ، ينظر لها نظرات جمعت بين الرغبة والأشتياق والعتاب على تأخيرها عنه هامسا :
_ هي دي الثواني بتاعتك.. تقعدي ساعتين عند رودي والعيال ومطنشاني .
_ ممدوح خضتني كنت فاكراك نايم .
ضمها إليه أكثر وأكثر وبعنف كأنه يعاقبها على تأخيرها قائلاً :
_ لأ مش نايم ومستنيكي بتعملي ايه كل ده عند العيال.
همست وهي تداعب وجهه كأنها تحايله حتى يقبل تبريرها له :
_ مفيش لقيت رودي صاحية قلت اقعد معاها شوية.
_تقعدي معاها هي وتسبيني أنا أتفلق هه
قال ذلك وهو يداعبها بلمساته المشتاقة، وبقبلاته الظمئة، وبأنفاسه الحارة التي كادت أن تحرق تماسكها، خطتها فشلت، كانت تود أن تعيده للصوم عن المشاعر كما كان سابقا في الإنفاق الذي كان بينهما، حتى تلبسه ثوب الرومانسية والحنية من جديد ، وإذ به يفشل مخططها يبدو أن اشتياقه لها كان أكبر من الملل الذي سببته له بفضل الأنتظار ، كان يهجم عليها بقبلات حميمية عنيفة وكانت هي تصده بيديها ورفض رقيق قائلة:
_ممدوح استنى بس حقولك حاجة.
هتف بضجر :
_ ايه في ايه تاني ..حاجة ايه دي ال عايزة تقوليها مش وقته .
وراح يتابع هجومه بكل ما أوتي من رغبة وهي تدفعه بعيدا عنها مرة أخرى صارخة :
_ اصبر بقى يا ممدوح وأوعى كده خنقتني .. أنا تعبانة انهاردة مش فيقالك وعايزة أنام الله.
ثم أولته ظهرها وتصنعت النوم وقلبها يرتجف بداخلها خشت ردة فعله دعت الله أن تمضي الليلة بسلام ..شعرت بيده وهو يلكمها في ظهرها لكمة خفيفة قائلاً بغيظ :
_نامي يا فرح ..نامي خلي النوم ينفعك.
شعرت بانفاسه عالية سريعة أثناء الولوج والخروج من صدره ، كأنه سوف يحرقها بها ولكنها تحاملت غضبه ، وبذلك تكون قد كسبت يوما صام فيه عنها صياما بالأكراه ولكن هل ستستطيع أن تحرمه كل ليلة منها بهذا الشكل .. هذا ما يشغل تفكيرها حالياً.
*******
استيقظت فرح وجدت ممدوح قد غادر مبكراً، استشفت أنه ذهب إلى عمله وهو غاضب .
_لا يهم..لما يرجع حصالحه
تلفظت بها في نفسها وقامت لتتفقد أولادها ، توجهت إلى الحجرة الأولاد طرقت بابها ، فوجئت برودينا مستيقظة بل إنها ترتدي ملابس الخروج فسألتها متعحبة :
_ رودي انتي خارجة ولا إيه؟!
_ أيوة رايحة النادي حاسة اني مخنوقة و عايزة اتمشى شوية .
_طب تحبي اجاي معاكي.
_لا يا فرح سوري أنا عايزة ابقى لوحدى.
_ماشي يا حبيبتي بس خلي بالك من نفسك
_حاضر ..أنا حمشي بقى ولما ماما تصحى ابقي قوليلها..اني رحت النادي
_حاضر حبيبتي.
ذهبت رودي إلى النادي ، وكانت تسير في نفس المكان الذي كانت تأتي فيه مع شهاب رغم عنها تذكرته مازالت صدمتها فيه تشل عقلها ، لقد خدعت فيه، وعرفته على حقيقته الكاذبة، علمت غشه وكذبه واستغلاله لها ، ومع ذلك لم تستطيع نسيانه ، لم تستطيع محو ذكراه ماذا تفعل لكي تنزعه من عقلها ، ألا يوجد حل، ألا يوجد علاج لحالتها ، وكأن عقلها يأبى إلا أن يعذبها بتلك الذكريات فقد أحضر لها على طبق من الحنين ذكرى يوم جميل :
-رودي ..رودينا..رودي
نادى شهاب على زوجته وكان يحمل معه بعض الأكياس..فتقدم عليه رودينا آتية من المطبخ وتقول بوجه سعيد لعودته:
-ايوة ياحبيبي أنا اهو..حمدالله على سلامتك
-الله يسلمك ياحياتي..حبيبتي بتعمل ايه؟
-بعملك العشى ياروحي.
-لأ ..قفلي على العشى ..أنا جايبلك عشى من برة.
-طب وليه التكاليف دي ياحبيبي..هو احنا كل يوم حناكل أكل جاهز.
ثم اقترب منها وبصوت مليئ بالحب والرومانسية :
-أنا مش عايز اتعبك ياحبيبة قلبي. .يلا بقى روحي ظبطي نفسك والبسي احلى قميص نوم عندك عالبال مااجهزلك العشى واعملك الشاي كمان.
- أنا مقدرش على الدلع ده كله.
-دلع إيه ده..هو أنت لسة شفتي حاجة.
ثم لف ذراعيه حول فخذيها وحملها وأخذ يدور بها ..فضحكت بسعادة وانبهار وهي كالفراشة التي تطير فوق اغصان الحب:
-شهاااب حدوخ نزلني.
ثم جعلها تنزلق بين يديه ويدها على كتفيه، عيناه ممتنتان لحبه الذي يغدقها عليها فتقول بحب وفرحة:
-أنا بحبك قوي ياشهاب.. لأن كل تصرف منك بيسعدني.
بادلها النظرات وطبع على شفتيها مزيدا من القبلات قبل ان يردف :
-وانا بموت فيكي ياحياتي..يلا بقى روحي جهزي نفسك..واستعدي لليلة ولا الف ليلة وليلة.
فانصرفت بعد أن شيعته بابتسامة خجولة
انسابت دموع غزيرة على وجنتيها تمسحها بيديها ، غير مصدقة ما حدث لها تحتاج إلى أحد يقنعها كيف حدث هذا؟
كيف سار كل هذا الحب أكذوبة ؟
كيف تحول إلى خدعة ستعاني منها بقية حياتها ، أخرجها من ذكرياتها صوت هاتفها أجابت عليه كانت والدتها تطلب منها أن تعود للبيت فلبت طلبها ركبت سيارتها عائدة إلى بيت أخيها ولم تنتبه إلى ذلك الشخص الذي كان يراقبها من بعيد.
ترى من يكون هذا الشخص؟