الفصل الثالث

بينما كانوا الجميع بالخارج سمعوا صوت صراخ خديجة فدخلوا ليعرفوا أيه السبب فوجدوا البنات كالذي أصابهم الذعر و نوارة زوجة عتمان و الحاجة فاطمة يمسكون خديجة و هي تتلوا و تقول: بطني سكاكين في بطني كنت خابرة أن الوكل فيه حاجة حطيتي فيه أيه يا مني .
نظرت لها ثناء: يعني حتحط فيه أيه عاد انت قصدك أيه اتجنيتي يعني جزات بنتي علشان عملت الحاجة و صممت انك تأكلي منها .
نظرت لها خديجة بغيظ: شوفي بنت حطت ايه في الوكل بطني بتتقطع يا ناس .
الحاجة فاطمة: بنت يا مني الوكل ده كان في ايه و ليه صممتي أن مرات خالك تاكل منه بس .
ردت فرحة بغضب: شكلها حطت سم يا جدتي ليه كده يا مفترية هي أمي الغلبانة عملت لكي أيه عاد .
بكت هنا و قالت: لازم ماما تروح المشفي و البنت ده تتحبس .
نظرت لهم ثريا و قالت: حبسه لما تتحبسي منك ليها هو كلكم علي بنتي ليه و ياريت تخرسي منك ليها لغاية ما نشوف المشوار ده عاد .
الحاجة فاطمه: بنت يا مني انطقي الوكل كان في ايه .
مني ببكاء: و الله ماكنش فيه حاجة أنا عملته زي كل مرة مش حطيت حاجة زيادة و كنت عايزة مرات خالي تأكله منه علشان اتقرب منها هنا قطعت ثناء حديث ابنتها البلهاء قائلة: علشان عارفه زين أن مرات خالها بتخاف عليها زي بناتها .
هنا نظر لهم الكبير الحاج درويش و قال: نفضها سيرة و نجيب دكتورة تكشف عليها و بالفعل حضرت الطبيبه التي خبرتهم أنها جاء لها نزله معوية نظراً لاكلها شيء ملوث و يلزم لها الراحة و أن تتناول طعام مسلوق حتي تشفي و بالفعل قرروا البنات مع الجده و نوارة مساعدة خديجة حتي تشفي .
بينما أخذت ثناء ابنتها للغرفه و قالت: الاكل ازاي اتلوث يا حظي المقندل .
نظرت لها مني بتوتر : أنت يا أماه حتصدقي كلام الحكيمة ده اكل أيه الملوث ده زي الفل حتي دوقي .
نظرت لها ثناء بشك : طب دوقي أنت يا نضري .
بحلقت عيناها و قالت: لا انا شبعانه و مش عايزة خلاص نركنه و نسيبه لصاحب نصيبه .
نظرت لها و قالت: بنت الاكل ده فيه أيه .
نظرت لها مني بتردد و قالت: حقول بس أحلفي مش حتيجي جنبي .
ابتسمت لها و هزت رأسها فأكملت: أصل اتلغبطت و بدال ما احط خميرة حطيت قبليها نقطه من الملين و الله مكنش قصدي كنت سرحانه في عمار .
ثناء: نقطه بس يا نضري .
هزت راسها بالنفي:  لا العلبه كلها .
هنا قامت ثناء عليها تضرب فيها و تقول: يعني كانت مرات خالك حتروح فيها بغبائك و كان كل إلي بخطط ليه حيضيع يا مري يا حظي المقندل أنت مخك تخين بقولك اتقربي منها مش اتخلصي منها أبعدي بقي عن وشي و تذكرت شيء فأكملت: و كنتي عايزاني ادوق صح عايزة تخلصي مني يا منى طب افوق ليكي بس و الحق أصلح إلي هببتيه .
خرجت والدتها و تركتها وحيدة تحدث نفسها فيما فعلت فكل جزائها أنها جاءت من أب مستهتر و أم لا يهمها غير نفسها حتي أصبح الجميع يكرهونها كما يكرهون أمها و لكن لا يظهرون ذلك بل يحاولون تجنبها .
بينما في سرايا علي طراز معماري عظيم يجلس كبيرهم غريب بيه و بجانبه أبنه الوحيد و بناته الاثنان و جو محيط من الفرح و الود فقال: أه يا ممدوح عامل ايه ابنك امتي حيعاود .
نظر له و قال: قريب يا بوي خلاص الامتحانات هانت و حيرجع .
فأجابه بود: أنا خطبت له حفيدة العتامنه بنت متعلمة و متنورة زيه .
نظر لوالده: ولاد عمنا و اكيد زينا في العادات يا زين ما اخترت يا بوي .
نظرت هدي ابنته قائلة: بس يا بوي اخاف لما يرجع يزعل أن بنتي حتتجوز بعد ما كانت مكتوبه ليه .
غريب: ما هو سافر و مينفعش حال البنت يقف إلي زيها عندها بدل العيل اتنين غير كده هي حتتجوزي حفيد درويش واد عمي واد جدع و يعرف كيف يشلها فوق الرأس .
دخلت عليهم فتاه ذات روح مرة و بشر تشع بالجمال و السحر  و قالت: جدو حبيبي كيفك علي الصبح .
نظر لها بحب: بخير يا حبيبت جدو تعالي اقعدي جاري .
ضحكت و ذهبت مسرعة و قالت: تحب اعملك حاجة من أيدي .
نظر لها و قال : لا يا حبيبتي أنت بس تقعدي جنبي بالدنيا و إلي فيها .
نظرت لها سلوي ابنته قائلة: نفسي أعرف يا بوي بتحب البنت ده عن بنات الدار كليتهم ليه حتي بتحبها اكتر من مروان خيها .
نظر لها بهدوء : ده وش الخير علينا كلياتنا لما جت جابت الخير معاها وقتها الأرض طرحت اكتر من كل سنه و المحصول اتباع بمبلغ كبير وقتها و أنا إلي سمتها لؤلؤة علشان هي حاجة نادرة و تفضل لؤلؤة في قلبي .
نظر لها ابيها بحب و قال: بس يا بوي أنت وقتها هادتها بالأرض ده و كتبتها باسمها و مازلت بتحبها .
فأجابهم: من عوايدنا هنا أن الواد يأخذ نصيب السبع بس الي ميعرفهوش زين و إلي اتفقت عليه أنا و درويش و عتمان ولاد عمي علشان طلعنا علي بنات في كل أسرة ما عدا درويش واد عمي كان هو الوحيد إلي ليه اخ الله يرحمه مات زمان و جاب عادل ابنه فاتفقنا الواد يبقي له نصيب السبع بأدبه و أخلاقه و علمه و أنه ميجيش علي حرمه أبداً و أن البنت زي الواد لو طلبت العلم لو فين تروح تاخده ما علي يدك حفيدة العتامنه بتكمل دراستها بره هي و بنت عادل يعني مفيش فرق عندنا بين البنت و الولد في العلام و لا في حاجة خالص فهمت يا ولدي .
نظر لها متفهمناً ثم قال: بس يا بوي لسه عادة النسب ده موجودة .
فأجابه: اه ده العادة الوحيدة إلي مينفعش فيها كلام لأن ده قانون أجدادنا بس أحنا منرميش بناتنا كده و خلاص لازم يكون إلي متقدم من جوه العيلة زين في أخلاقه و علامه و الا بلاها الجوازه يعني الي ياخدنا مننا لازم يحط بنتنا فوق رأسه يعملها ملكة متوجه غير كده البنت تفضل في دار ابوها معززة مكرمة مش وكلها هو إلي حينقصنا و له يزدنا .
نظرت له بناته بأمتنان فلقد صح كلام والدهما فهما يعاملان كملكتان متوجتان عند ازواجهما .
بينما قالت لؤلؤة: يعني ده وعد منك يا جدي لو جبت مجموع عالي و ادخل بيه كليه طب أسافر .
نظر لها مشاكساً: مين قال ده انت خصوصاً لا علشان مينفعش تروحي مكان بعيد عني لازم تبقي قريبة و لما تتجوزي حشرط علي جوزك أنك تسكني هنا قريب مني .
نظرت له بغضب واضح: يعني كل حاجة عادي و جت عند علامي و وقفت .
فعندما لاحظ حزنها الواضح ضحك و قال: انت تروحي كيف ما تعوزي يا جوهرتي الغالية بس ترجعي ليا بالشهادة الاول و بعد كده كل حاجة محلوله .
رجعت الضحكة تنور وجهها كأن الشمس اشرقت و قامت قبلت وجه جدها و قالت: ربنا يخليك ليا يا جدي و أن شاء الله حجيب درجات عالية و حدخل كلية الطب .
أبتسم لها الجميع فمثل ما قال الجد أن تلك الفتاة تملئ أي مكان تذهب إليه بالحب .
بينما كانت تسحر في جمال الطبيعة التي حولها فلقد سحرها ذلك المكان بجماله منذ أن وطئت قدميها فيه  و أمسكت قلمها و دونت ما يجول بخاطرها أن الحب مثل الفراشات التي تطير حولها لا أحد يستطيع أن يشعر به إلا عندما يدق قلبه و أن للحب أنواع مثلها كمثل الفراشات التي تختلف ألوانها من واحدةً لاخري كذلك درجات الحب من الجنون إلي العشق فلقد كانت الوان الفراشات تجذب انتبهه و لذلك أخذت بعض الصور معهم و كانت تشعر أنها مثلهم حرة طليقة بينما في عكس الاتجاه كان يتناول فنجان من القهوة و جاءت أحدي الفراشات تقف علي المنضدة التي أمامه و عندما جاء كي يلمسها طارت فنظر إليها فوجدها تطير وسط مجموعة من الفراشات التي تتعدد الوانها و أشكالها و لقد تخيل أن تلك الفراشات ما هي إلا اخواته البنات و بنت عمته و بنت عمه و تلك الفراشة التي كانت تقف علي منضدته ما هي إلا فتاة سوف تكن من نصيبه و نظر لها فوجدها يتغلب عليها اللون الاخضر فكم يعشق هذا اللون فتبسم و قام بالتقاط بعض الصور و عاود الجلوس كي يري أين يذهبون .
بينما كانت تسحر بهم جاءتها جنه من خلفها و قالت بصوت هادئ: مالك يا قمر سرحانه في أيه عاد و له علشان الفراشة الخضره إلي هناك شبهك في عيونك .
نظرت لها بابتسامة و قالت: تصدقي أنا أول حاجة حعملها قبل ما اعاود حشتري حبه عدسات بني و عسلي علشان احطهم في عيني أذا كان هنا مش خالصه منكم أمال لما اعاود مصر اه الي حيحصل .
نظرت لها جنه مشاكسة: نفسي أعرف جايبه العيون ده منين و لا أبوكي و لا امك بالعيون ده حتي أخواتك .
فاجابتها أنها تمتلك عيون جدها فهو كان ذات عيون خضراء من ينظر لها يجد الطيبه و الحب و أكملت جنه حديثها: اسكتي مش ريم كنت واقفه أنا و هي في البلكونه لقت الشاب إلي قابلها في السوبر ماركت راحت جايبه ميه الزرع و دلقها في دماغه و الواد يا عيني بقي يرطن بالعربي و الانجليزي و هي و لا كأني عملت حاجة حدفت عليه الحاجه و دخلت تجري كيف العيال .
ضحكت فريدة علي أفعال صديقتها فعلي الرغم من تسرعها و لكن تحمل قلباً أبيض ناصع البياض .
بينما كان يسير كي لا يتأخر علي عمار وجد من يسكب الماء من فوقه و لكن لم يري من فعلها فصعد مرة أخري كي يغير ملابسه فقابله ياسين و حدثه بما حدث قائلاً: أه يا سيدي نازل متأخر و مستعجل و حد دلق عليا ميه .
ضحك ياسين و قال: هما هنا عندهم العمايل ده كمان .
فكر مروان قليل ثم قال: لا ده اكيد المجنونه بتاعت السوبر ماركت طب و الله لولا حرام كنت طلعت خبطت علي فرد فرد في العمارة لغاية لما القيها بس حتروح مني فين عاد .
بينما كانت تجلس في المنزل لوحدها و كانت تشعر من الخوف بعد أن سكبت فوقه الماء فلقد ظنت أنه سوف يصعد لها كي يوبخها فلذلك ذهبت لغرفتها و قفلت علي نفسها الباب جيداً .
بينما كان عمار يسرح مع الفراشات وجد أن الفراشة ذات اللون الاخضر تطير و تقف علي كتف أحدي الفتيات و لكن نظراً لبعد المسافة لما يتحقق من ملامحها بس أشعة الشمس و لكن ما لفت انتباه أن عيناها ذات لون أخضر مثلها كمثل الفراشة فابتسم و شعر بقلبه ينبض و لكن قطع ابتسامته هو حضور مروان و اعتذاره عن الحضور و حكي له ماذا حدث و عندما لف كي يراها وجدها اختفت و وجد الفراشة قد عادت مع مجموعتها فلعن الحظ الذي سبب في عدم التمتع بذات العيون الساحرة.
بينما كانت تتحدث مع جنه و تخبرها بما تشعر بها وجدت أحدي الفراشات تقترب منها و لاحظت بأن تلك الفراشة تحمل نفس لون عيناها فاغتنمت جنه الفرصه و قامت بالتقاط بعض الصور لها ثم غادروا المكان بعد أن هاتفوا ريم و وجدوها لم ترد خوفاً أن يكن أصابها مكروه .
بينما كانت تنظف البيت لا تبالي بوجوده فيكفي كلما يتحدثون تنتهي المناقشة بمشكلة و هذا لم يعجب كريم و روان فكانوا يدعو من قلبهم عودة فريدة كي تحل تلك المعضلة فهم مازالوا صغار علي حل تلك المشاكل و لكن ما أثار حفيظتهم هو سماع صوت أبيهم ينادي عليهم كي يخبرهم بشيء هما و والدتهم فقال: حضروا نفسكم علي أخر الاسبوع حنسافر الصعيد خلاص بمجرد أن اختكم توصل تاني يوم علي طول حنسافر فجهزوا شنطكم و كل حاجة عايزنها عاد و الشقه ده حنسبها نبقي نيجي نصيف فيها .
نظرت له ألفت  بحسرة: خلاص قررت أنك تسافر  بقيت تقدر تأخذ القرار من غيري عمر ما اتوقع انك تعمل معايا كده .
فأجابها عادل: كنت زمان معايا في أي قرار أخده بس دلوقتي بتعاندي معايا و تقفي ضدي في كل حاجه زي بتفهميني أني مليش عازه في حياتك .
نظرت لها ألفت باستنكار: قطع لسان الي يقول كده من أمتي و أنا بقف ضدك بس في الأيام الأخيرة بتاخد قرارات لوحدك كأني مش موجوده و ده كانت عمرها ما تحصل .
نظر لها عادل فهو علي علم بأن بعد مكالمه عمه تغير كل شيء: صدقيني أحنا حنسافر و اليوم إلي ححس أنك مش مرتاحة أو حد من الولاد مش مرتاح حعاود علي طول من غير كلام أنا في الاول و الاخير أهم حاجه عندي راحتك .
نظرت له بأمتنان و قالت: طب ليه مريحتنيش من الاول و قولت ليا الكلام ده بدال ما افضل تعبانه و دماغي بتأخدني و تجيب يمين و شمال حاضر حجهز أنا و الولاد الشنط .
فرد عليها : و لو ناقص ليكم اي حاجه هدوم حاجه من مستلزماتكم خبريني علشان نشتروها معهما يكون أنتم في وشي و اي حاجه تنقصكم عيبه في حقي .
ردت ريم بأدب: بابا لو سمحت أنا عايزة هدوم كنت مستنيه فريدة علشان نشتري الهدوم سوي و كمان عايزة لاب توب علشان اقدر اتواصل مع صحابي .
نظر لها ابيها و قال: حاضر يا ست روان تؤمري .
و طلب منه كريم بعض الملابس هو الآخر و أن يشتري لها لاب توب و هاتف جديد نظرا لأن هاتفه قد انكسر و لم يخبره خوفا منه نظرا لأنه كان يري جو البيت المشحون .
وافقه علي الفور و نظر لالفت قائلا: و أنت يا حب العمر عايزة أيه .
نظرت له : مش عايزة حاجه يكفي وجودك جنبي .
فأجابها: ربنا يخليكي ليا بس حتشتري ليكي حبه عبايات و كمان هدايا لأهلنا هناك ولاد عمي و كمان ولاد عم أبوي .
نظرت له بابتسامه: اكيد يكفي لما روحت اخر ايام هناك كلمهم كانوا بيعملوا إلي يقدروا عليه علشان يكرموني و مرت عمك إلي صممت أن حريم الدار يعمل فطير ليا و رقاق و له الفراخ و البط إلي عطهوني .
رد عليها قائلاً: طول عمرهم أصل الواجب و الجدعنه .
بينما كان سارحاً وجد كأن أحدهما يهتف باسمه و لكنه أفاق و لم يجد أحد فعلم أنه كان يحلم .
عادل و أسرته لما يسافروا ايه الي حيحصل .
عمار امتي حيقابل فريدة.
حنفضل ريم تلعب لعبه القط و الفار مع عمار و هو حيعرف يوصل لها .
هل تفسير عمار للفراشة صحيح بأنها ستكون ملكه .
كل ده حنعرفه الفصل القادم
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي