الفصل الثاني
- مروان هيموت بسببك، حسبي الله و نعم الوكيل فيكي
رسالة نصية ارسلت لهاتفها الخامسه صباحا من هاتف اخته
حملت هاتفها سريعا لتترك فيلمها و حفلة المقرمشات خاصتها و تذهب لغرفة امها لتوقظها و هي تهتف بجزع
- ماما، مروان يا ماما
- ماله سي زفت
قالتها امها بتأفأف، لتضع هي الهاتف امام وجهها لتقرأ الرسالة
- ربنا يرحمه
قالتها امها و هي تعتدل في نومها مره ثانية، لتهتف هي بحنق
- بتقول هيموت و انتي هتنامي
لتهتف امها بلا مبالاه
- اعمل ايه يعني
- كلمي اي حد يسأل فيه ايه، و ايه معنى الرسالة دي
- بكره ان شاء الله
لتهم بالاعتراض لتقاطعها امها
- انتي و هو مبقيتوش مع بعض، و معنى اني اسأل حد في نص الليل على خطيب بنتي السابق يبقى انا مهتمة، و انا مش مهتمة
- على فكرة الساعه خمسة مش نص الليل
قالتها شبه باكية و هي تخرج من غرفة امها لتعتكف في غرفتها
__
كانت تنظر لدقات الساعة بلهفه و تدعوها التعجل لتستيقظ امها
حتى دقت الثامنة فلم تصبر و ذهبت لتطرق باب غرفة امها لتجد الباب ينفتح فجأه في وجهها لتصيح بصراخ خائف و هي ترجع للخلف و تضع يدها على قلبها ليخرج صوتها لاهثا
- ايه يا ماما خضتيني
- الف سلامه
اجابتها امها ببرود لتتخطاها و تدخل المطبخ
- صحيتي بدري يعني
لتجيبها بعصبية و هي تمسك بكوب الماء
- و هو انا عرفت انام من الخيله بتاعتك كل شويه رايحه، جايه
- قلقانة
- ليه ان شاء الله
قالتها امها بإمتعاض لتجيبها غرام
- مروان يا ماما
- انا مش هتصل بحد، لو فيه حاجه هتظهر من نفسها، و يلا حضري الفطار
لتهمهم غرام بكلمات مبهمه
لترد امها و هي تخرج من باب المطبخ
- سمعيني كده بتقولي ايه
- بقول حاااضر
______
اتت لمياء صديقتها قرب الظهر لتطرق على باب البيت و ترن الجرس في آن واحد بطريقة موسيقية
و صادف وقوفها خروج محسن من شقة حماته، فقد اتى لتوديع عروسه صباحا لانه سيسافر في المساء من اجل احدى صفقاته، لتتطلع عيناه في لمياء و قال بصوت خافت
- ايه الجمال ده
- بتقول حاجه يا محسن
اجاب محسن و مازالت نظراته تأكل لمياء
- مبقولش حاجه يا حبيبتي
و من ثم تطلع إليها ليسألها بخفوت
- مين دي
- عن اذنكوا يا ابتسام
كان هذا صوت غرام التي فتحت الباب لصديقتها فحدثتها من باب الذوق و من ثم اغلقت الباب
اومأت لها ابتسام برأسها و من ثم تطلعت لمحسن بنظرات نارية
- و انت مالك بيها يا محسن
ليمسك يدها بغته و هو يشدد من ضغطه على عظامها اللينه بينما يكز على اسنانه قائلا
- صوتك ميعلاش يا ابتسام، و اسأل زي ما احب يا عروسة مش لسه دافع يبقى من حقي كل حاجه
لتجيبه بنبره مقهورة
- و انا مقبلش بكده
ليجيبها بتهكم
- خلاص قولي لامك، و بعدين فيها ايه لما نتعرف على الجيران
و قال جملته الاخيره بخبث ليترك ذراعها بعدها و يودعها قائلا
- مع السلامه يا عروسة
فتحبس العروس دموعها لتغلق باب شقتهم سريعا دونما كلمة و تناظر امها التي تمسك بنقود محسن الشهرية التي تركها لهم كعادته لتشبع بها عيناها لتخطو للجلوس على الاريكه المقابله لها لتقول امها بسعادة طاغية
- شوفي الفلوس حلوة ازاي
- انا عايزة انزل اشتغل
- ليه يا بيضه
قالتها امها بتهكم لترد عليها بكبرياء زائف
- احنا مش هنستنى حسنة محسن كل شهر
- على اساس ان القروش اللي كنتي بتجيبيهم هتنفع لجهازك و اكل و شرب و كسوة احمدي ربنا انه سترك في البيت
- محسن مش ملزم بكده ده لسه خطيبي و ممكن نفسخ في اي وقت
لتولول امها و هي تضرب فخذيها بقوة
- تاني السيرة الزفت دي
و تحذرها بسببابتها
- بت انتي، انتي محتاجه ايه من الراجل غير انه يصرف عليكي و يسترك في بيته
فتجيبها و قد اغرورقت عيناها بالدموع لتكتم غصه اصابت حلقها
- عايزة احس اني انسانة، مش حيوانة ملهاش لازمه و لا شعور، عيزاه يحافظ على كرامتي، انتي لو شوفتيه من شويه بيبص للمياء و غرام ازاي هتعرفي
فتجيبها امها بعدم اكتراث
- مع الوقت هيتعدل و الرجاله كلهم كده، ضل راجل و لا ضل حيطه يا عين امك انتي ناسيه اللي حصل فينا لما ابوكي مات عشان ملناش ضهر
فتجيبها بشبه صراخ
- ليه منبقاش ضهر بعض انا و انتي
- مش عايزة كلام ملوش لازمه و قومي من وشي نضفي المطبخ مكان العريس
قالتها امها بغيظ واضح و هي تعبث في النقود امامها، لتتطلع فيها ابتسام بقهر و تستقيم بقله حيله و مع كل خطوة تخطوها كانت تنعت نفسها بالضعيفة
_______
- اتفضلي يا لولو
- يا بنتي دلعي اسمه لومي مش لولو دي
قالتها لمياء بغيظ لتهتف غرام
- خلاص متقوليش ليا رورو
- خلاص هسكت احسن، امسكي
لتعطيها بعدها لمياء لفه انيقة تحوي اسم متجر حلوياتها المفضل لتسألها غرام بتأثر
- عمرك ما نسيتي، انا بتخن بسببك على فكرة
و قبل ان ترد كانتا تستمعان لجلبه تأتي من الخارج و كان هذا صوت ابتسام و خطيبها لتتساءل لمياء عنهم فتجيبها غرام و هي تسحبها من كفها ليدخلا غرفتها
- ملناش دعوة بيهم، فكك منهم
و اثناء سيرهم في الرواق المؤدي للغرف دلفت داخل المطبخ لتلقي السلام على والده غرام
- وحشتيني يا زوزو
- و انتي كمان يا لومي
و من ثم قبلتها سريعا دون احتضان فلقد كانت زهرة تحشو الباذنجان فتطلعت فيها لمياء بحاجبين منعقدين
- فين ورق العنب
- اهو مستنيكي تيجي تساعدي فيه
فتطلعت لمياء في الطبق الجانبي الذي يحوي وريقات العنب لتهم بخلع حقيبتها
فأمسكتها غرام سريعا و هي تسحبها خارج المطبخ لتقول لامها
- خمس دقايق و هنيجي نساعد
و تركت المطبخ و هي تجر صديقتها دون انتظار رد لتدخلا معا لغرفة غرام
- خير يارب
قالتها لمياء بتوجس و هي تتطلع في الاخرى التي تفرك كفيها بعنف
- مروان عمل حادثة
لتشهق لمياء و هي تضع كفها على فمها لتكمل غرام
- مش كبيرة تقريبا، بس كان رايح مع صاحبه الغردقة يفك عن نفسه تقريبا بعد اللي حصل و في الطريق عملوها، نيڤين اللي هي صاحبته دي كلمتني و قالتلي انه عايز يشوفني عشان يعتذر
فتطلعت فيها لمياء بوجه جامد و اخذت تتحدث بعيدا عن وجع قلبها المؤازر لاخيها
- و انتي عايزة تسامحيه بعد كل ده و لو طلب ترجعوا هترجعي
لتجيبها بحيره
- لأ، بس غصب عني حاسه بالذنب عشان ده كله حصل بسببي
لتقف لمياء و تواجهها بصلابه كانت هي اساس علاقتهم في المواقف الحاسمه
- بلاش حجج فارغه انتي عايزة تتعلقي بأي حاجه عشان ترجعيله
لتتوقف غرام عن فرك يديها لتواجهها قائله
- لمياء لو سمحتي متقوليش كده، اه انا كنت مخنوقة و عيطت و زعلت اول ما عرفت بس لما هديت و فكرت دماغي مراحتش ابدا لحته الرجوع، انا سيبته عن اقتناع بس قلبي واجعني
و تترقرق الدموع في عينيها
- ده حب سنين ازاي همحيه بأستيكه بالسهولة دي
لتمسك لمياء بيدها و تلين نبرتها و هي تحادثها
- مقولتش تنسيه و الموضوع مش سهل، بس ممكن تبعدي عنه و عن اي حاجه تربطك بالمحيط بتاعه، تكوني صعبه عشان ميحاولش يقربلك و انتي مع الوقت هتنسي
- و انتي نسيتي
و خرجت منها عفوية دون ارادتها لتنقلب ملامح لمياء لتترك يدها و تهم بالخروج لتمسك بها غرام سريعا
- انا اسفه بجد، اسفه قولتها غصب عني
لتجيبها لمياء بنبره متحشرجه
- انا هروح اساعد طنط، تعالي ورايا، و اعملي اللي يريحك
و تركتها في غرفتها وحيدة، لتلعن غرام اندفاعها، فهذه الذكرى خط احمر لدى لمياء
______
- بفكر اشتغل
صفقت لمياء بحراره بعدما تركت ملعقتها على مائدة الطعام لتعقب قائله
- اهو ده الكلام المظبوط، و لا ايه رأيك يا طنط
- معنديش مانع، و اهو تعمل بلقمتها
قالتها امها بمناكفه لترد عليها غرام بثقة
- بكره تشوفي ده انا اللي هصرف على البيت ده و هشبرقكم
لتقول لمياء بسعادة و هي تباعد بين يدها
- ايوه عايزة اتعزم كتير
لتجيبها غرام بخبث
- بلاش انتي تتكلمي ده انتي كفايه عليكي الدروس
لتخمس الاخرى في وجهها بينما تهتف
- قل اعوذ برب الفلق، شايفه بنتك
قالتها لزهرة التي تراقبهم ضاحكه
- ما هي مبتجيش فاضية كل ما تجيلك
- يارب يطمر بس
قالتها لمياء بمرح لتجيب غرام بتفكير
- تفتكروا اشتغل فين اصلا انا لسه بفكر، صيدلية او شركة ادوية
- جربي الصيدليات الأول، تاخدي فكرة عن الادوية و كمان انتي كنتي بتنزلي تدريب أيام الجامعة و اكيد هيفرق معاكي
- بفكر في كده فعلا
و من ثم برقت في رأسها مجموعة صيدليات شهيرة و عزمت على الذهاب غدا إليها
_____
- انتي بتتكلمي بجد، هتشتغل؟
سألها كامل اثناء وقفتهم في المطبخ لتجيبه لمياء و هي تضع الفراولة المثلجة في الخلاط
- اه و الله يا كامل هو انا هكدب عليك يعني
- طب ليه مقولتلهاش على الصيدلية اللي بشتغل فيها
- عشان نلفت النظر يا ذكي، انا هسيبها شويه تفكر و تجرب في صيدلية تانيه و بعدين اقولها على بتاعتك يا دكتور
ليصدر بعدها صوت الخلاط الكهربائي
- طب و لما قابلتيها كانت عامله ايه
تصنعت عدم السماع لينتظر انتهاءها
- بقولك عامله ايه
- عادي كويسة و بتحاول تنسى، مع الوقت كل حاجه هتتصلح
و غمزته بشقاوة و هي تسكب العصير في احد الاكواب
- و الباقي عليك بقا يا بطل
- لا ده انتي شكلك اخدتي عليا جامد، عيب يا ماما انا الكبير
و اخذ منها الكوب ليرشف منه شرفه سريعه ليعقب و هو يخرج من المطبخ
- نفسي تظبطي العصير مره
لتجيبه بصوت عالي
- ابقى خليها تظبطهولك
ليناظرها بشر و يكمل طريقه لغرفته، بينما قلبها يتمنى له السعادة، تلك التي حُرمت هي منها
______
- متصلتش تاني يا نيڤين
- لأ يا مارو
قالتها نيڤين بخبث بينما كان جالسا على السرير و تردف نيڤين
- قلبها جامد اوي
قالتها و تطلعت لترى وجهه الجامد و عليه بعض آثار الحادث ليتحدث بصوت عالي
- تعالى يا مجدي يا مجدي
ليطرق الباب احد مساعديه و يهرول ليقف امامه سريعا
- نعم يا باشا
- صفي حساب المستشفي و يلا عايز اروح البيت
- امرك يا باشا
قالها مجدي بطاعه و خرج من الغرفه لتتطلع له نيڤين و هي تسأله
- غيرت رأيك ليه مش انت قولت هتقعد اسبوع عشان تطمن على نفسك لما الدكتور قالك ممكن تخرج
- انا قولت كده عشان يمكن غرام تيجي و احسسها بالذنب بس طالما مجتش اول يوم يبقى مش هتيجي
و ابتلع غصه احتبست في حلقه ليردف
- عشان شكلها المره دي قررت فعلا تفارق
- بس انا معاك
قالتها و هي تمسك بكفه لينفض هو يده من يدها بعنف
- نيڤين سيبيني لوحدي
- حاضر
و تلكأت و هي تضع محتوياتها داخل حقيبتها لتخرج و تغلق الباب خلفها ليغمض عيناه بينما ينعي خسارته عازما على استرجاعها
_____
- نعم يا دكتور كامل اتفضل
قالتها هيام لكامل الذي استقام من خلف مكتبه امامها
- لو سمحتي يا دكتورة ممكن تعلقي ورقة ان مطلوب دكتور للشيفت بتاع الصبح
- ليه يا دكتور ما انا و دكتورة سناء موجودين
قالتها هيام بإستفهام ليجيبها و هو يعبث في احد الاوراق
- سناء كلها كام يوم و هتمشي عشان تجهيزات فرحها و اكيد انتي لوحدك مش هتنفعي للصيدلية، و لو سمحتي علقي الورقة من غير اسئله كتير
- حاضر
قالتها و انصرفت سريعا من امامه لداخل الصيدلية، فلقد كانت غرفته تتخذ ركنا جانبيا
لتزفر بتأفأف و هي تخرج ورقة الاعلانات لتسألها سناء
- مالك فيه ايه
لتجيب بغيظ واضح
- الدكتور عايز حد تاني يجيي يشتغل
- طب و فيها ايه
سألتها سناء بعدم اكتراث لتجيبها هيام بإنفعال و هي تنظر له من خلف غرفته الزجاجية بينما يقلب في بعض الاوراق
- فيها ايه يعني ايه يا سناء، ما ممكن تيجي دكتورة حلوة و تاخده مثلا يعني وقتها هعمل ايه، ده انا نفسي في نظرة واحده
لتنصحها سناء بنصيحتها المعتاده
- خليكي تقيلة يا هبله الرجاله بتحب الستات التقيله
ليأتيهم صوته من داخل غرفته الزجاجية
- علقتي الورقة يا دكتورة
- حاضر حاضر
قالتها سريعا لتخطو بعصبية لتعلق تلك الورقة اللعينه
______
و بعد عده ساعات
كانت تدفع الباب الزجاجي للصيدلية ليقابلها الهواء البارد لينعش حواسها التي انصهرت من الحر
ناظرتها كل من سناء و هيام التي علمت عن ماذا تبحث، و لقد ضمت يديها في قبضتين بغضب مكتوم فلقد كانت فتاة ترتدي بلوزة محتشمة على بنطال واسع و حذاء رياضي، و لفه حجابها العصرية التي تبرز امتلاء وجنتيها و عيناها الخضراوان التي تشبهان اوراق الشجر في فصل الربيع و على ظهرها حقيبة صغيرة و بين يديها بعض الاوراق لتبدأ في الحديث بعدما تنحنحت
- السلام عليكم، انا جايه بخصوص الوظيفة
اتجهت إليها سناء بإبتسامة عريضة قائله
- طبعا اتفضلي
و اشارت لها لتتبعها لغرفته، و عندما دخلت للغرفة كان منكبا على احد الاوراق يطالعها بإهتمام و حالما قالت سناء
- يا دكتور، الانسه جايه بخصوص الوظيفة
رفع انظاره سريعا لتتقابل عيناهما لتهتف سريعا
- كامل
ليجيبها بقلب يرتجف تأثرا
- غرام
" نهاية الفصل الثاني"
رسالة نصية ارسلت لهاتفها الخامسه صباحا من هاتف اخته
حملت هاتفها سريعا لتترك فيلمها و حفلة المقرمشات خاصتها و تذهب لغرفة امها لتوقظها و هي تهتف بجزع
- ماما، مروان يا ماما
- ماله سي زفت
قالتها امها بتأفأف، لتضع هي الهاتف امام وجهها لتقرأ الرسالة
- ربنا يرحمه
قالتها امها و هي تعتدل في نومها مره ثانية، لتهتف هي بحنق
- بتقول هيموت و انتي هتنامي
لتهتف امها بلا مبالاه
- اعمل ايه يعني
- كلمي اي حد يسأل فيه ايه، و ايه معنى الرسالة دي
- بكره ان شاء الله
لتهم بالاعتراض لتقاطعها امها
- انتي و هو مبقيتوش مع بعض، و معنى اني اسأل حد في نص الليل على خطيب بنتي السابق يبقى انا مهتمة، و انا مش مهتمة
- على فكرة الساعه خمسة مش نص الليل
قالتها شبه باكية و هي تخرج من غرفة امها لتعتكف في غرفتها
__
كانت تنظر لدقات الساعة بلهفه و تدعوها التعجل لتستيقظ امها
حتى دقت الثامنة فلم تصبر و ذهبت لتطرق باب غرفة امها لتجد الباب ينفتح فجأه في وجهها لتصيح بصراخ خائف و هي ترجع للخلف و تضع يدها على قلبها ليخرج صوتها لاهثا
- ايه يا ماما خضتيني
- الف سلامه
اجابتها امها ببرود لتتخطاها و تدخل المطبخ
- صحيتي بدري يعني
لتجيبها بعصبية و هي تمسك بكوب الماء
- و هو انا عرفت انام من الخيله بتاعتك كل شويه رايحه، جايه
- قلقانة
- ليه ان شاء الله
قالتها امها بإمتعاض لتجيبها غرام
- مروان يا ماما
- انا مش هتصل بحد، لو فيه حاجه هتظهر من نفسها، و يلا حضري الفطار
لتهمهم غرام بكلمات مبهمه
لترد امها و هي تخرج من باب المطبخ
- سمعيني كده بتقولي ايه
- بقول حاااضر
______
اتت لمياء صديقتها قرب الظهر لتطرق على باب البيت و ترن الجرس في آن واحد بطريقة موسيقية
و صادف وقوفها خروج محسن من شقة حماته، فقد اتى لتوديع عروسه صباحا لانه سيسافر في المساء من اجل احدى صفقاته، لتتطلع عيناه في لمياء و قال بصوت خافت
- ايه الجمال ده
- بتقول حاجه يا محسن
اجاب محسن و مازالت نظراته تأكل لمياء
- مبقولش حاجه يا حبيبتي
و من ثم تطلع إليها ليسألها بخفوت
- مين دي
- عن اذنكوا يا ابتسام
كان هذا صوت غرام التي فتحت الباب لصديقتها فحدثتها من باب الذوق و من ثم اغلقت الباب
اومأت لها ابتسام برأسها و من ثم تطلعت لمحسن بنظرات نارية
- و انت مالك بيها يا محسن
ليمسك يدها بغته و هو يشدد من ضغطه على عظامها اللينه بينما يكز على اسنانه قائلا
- صوتك ميعلاش يا ابتسام، و اسأل زي ما احب يا عروسة مش لسه دافع يبقى من حقي كل حاجه
لتجيبه بنبره مقهورة
- و انا مقبلش بكده
ليجيبها بتهكم
- خلاص قولي لامك، و بعدين فيها ايه لما نتعرف على الجيران
و قال جملته الاخيره بخبث ليترك ذراعها بعدها و يودعها قائلا
- مع السلامه يا عروسة
فتحبس العروس دموعها لتغلق باب شقتهم سريعا دونما كلمة و تناظر امها التي تمسك بنقود محسن الشهرية التي تركها لهم كعادته لتشبع بها عيناها لتخطو للجلوس على الاريكه المقابله لها لتقول امها بسعادة طاغية
- شوفي الفلوس حلوة ازاي
- انا عايزة انزل اشتغل
- ليه يا بيضه
قالتها امها بتهكم لترد عليها بكبرياء زائف
- احنا مش هنستنى حسنة محسن كل شهر
- على اساس ان القروش اللي كنتي بتجيبيهم هتنفع لجهازك و اكل و شرب و كسوة احمدي ربنا انه سترك في البيت
- محسن مش ملزم بكده ده لسه خطيبي و ممكن نفسخ في اي وقت
لتولول امها و هي تضرب فخذيها بقوة
- تاني السيرة الزفت دي
و تحذرها بسببابتها
- بت انتي، انتي محتاجه ايه من الراجل غير انه يصرف عليكي و يسترك في بيته
فتجيبها و قد اغرورقت عيناها بالدموع لتكتم غصه اصابت حلقها
- عايزة احس اني انسانة، مش حيوانة ملهاش لازمه و لا شعور، عيزاه يحافظ على كرامتي، انتي لو شوفتيه من شويه بيبص للمياء و غرام ازاي هتعرفي
فتجيبها امها بعدم اكتراث
- مع الوقت هيتعدل و الرجاله كلهم كده، ضل راجل و لا ضل حيطه يا عين امك انتي ناسيه اللي حصل فينا لما ابوكي مات عشان ملناش ضهر
فتجيبها بشبه صراخ
- ليه منبقاش ضهر بعض انا و انتي
- مش عايزة كلام ملوش لازمه و قومي من وشي نضفي المطبخ مكان العريس
قالتها امها بغيظ واضح و هي تعبث في النقود امامها، لتتطلع فيها ابتسام بقهر و تستقيم بقله حيله و مع كل خطوة تخطوها كانت تنعت نفسها بالضعيفة
_______
- اتفضلي يا لولو
- يا بنتي دلعي اسمه لومي مش لولو دي
قالتها لمياء بغيظ لتهتف غرام
- خلاص متقوليش ليا رورو
- خلاص هسكت احسن، امسكي
لتعطيها بعدها لمياء لفه انيقة تحوي اسم متجر حلوياتها المفضل لتسألها غرام بتأثر
- عمرك ما نسيتي، انا بتخن بسببك على فكرة
و قبل ان ترد كانتا تستمعان لجلبه تأتي من الخارج و كان هذا صوت ابتسام و خطيبها لتتساءل لمياء عنهم فتجيبها غرام و هي تسحبها من كفها ليدخلا غرفتها
- ملناش دعوة بيهم، فكك منهم
و اثناء سيرهم في الرواق المؤدي للغرف دلفت داخل المطبخ لتلقي السلام على والده غرام
- وحشتيني يا زوزو
- و انتي كمان يا لومي
و من ثم قبلتها سريعا دون احتضان فلقد كانت زهرة تحشو الباذنجان فتطلعت فيها لمياء بحاجبين منعقدين
- فين ورق العنب
- اهو مستنيكي تيجي تساعدي فيه
فتطلعت لمياء في الطبق الجانبي الذي يحوي وريقات العنب لتهم بخلع حقيبتها
فأمسكتها غرام سريعا و هي تسحبها خارج المطبخ لتقول لامها
- خمس دقايق و هنيجي نساعد
و تركت المطبخ و هي تجر صديقتها دون انتظار رد لتدخلا معا لغرفة غرام
- خير يارب
قالتها لمياء بتوجس و هي تتطلع في الاخرى التي تفرك كفيها بعنف
- مروان عمل حادثة
لتشهق لمياء و هي تضع كفها على فمها لتكمل غرام
- مش كبيرة تقريبا، بس كان رايح مع صاحبه الغردقة يفك عن نفسه تقريبا بعد اللي حصل و في الطريق عملوها، نيڤين اللي هي صاحبته دي كلمتني و قالتلي انه عايز يشوفني عشان يعتذر
فتطلعت فيها لمياء بوجه جامد و اخذت تتحدث بعيدا عن وجع قلبها المؤازر لاخيها
- و انتي عايزة تسامحيه بعد كل ده و لو طلب ترجعوا هترجعي
لتجيبها بحيره
- لأ، بس غصب عني حاسه بالذنب عشان ده كله حصل بسببي
لتقف لمياء و تواجهها بصلابه كانت هي اساس علاقتهم في المواقف الحاسمه
- بلاش حجج فارغه انتي عايزة تتعلقي بأي حاجه عشان ترجعيله
لتتوقف غرام عن فرك يديها لتواجهها قائله
- لمياء لو سمحتي متقوليش كده، اه انا كنت مخنوقة و عيطت و زعلت اول ما عرفت بس لما هديت و فكرت دماغي مراحتش ابدا لحته الرجوع، انا سيبته عن اقتناع بس قلبي واجعني
و تترقرق الدموع في عينيها
- ده حب سنين ازاي همحيه بأستيكه بالسهولة دي
لتمسك لمياء بيدها و تلين نبرتها و هي تحادثها
- مقولتش تنسيه و الموضوع مش سهل، بس ممكن تبعدي عنه و عن اي حاجه تربطك بالمحيط بتاعه، تكوني صعبه عشان ميحاولش يقربلك و انتي مع الوقت هتنسي
- و انتي نسيتي
و خرجت منها عفوية دون ارادتها لتنقلب ملامح لمياء لتترك يدها و تهم بالخروج لتمسك بها غرام سريعا
- انا اسفه بجد، اسفه قولتها غصب عني
لتجيبها لمياء بنبره متحشرجه
- انا هروح اساعد طنط، تعالي ورايا، و اعملي اللي يريحك
و تركتها في غرفتها وحيدة، لتلعن غرام اندفاعها، فهذه الذكرى خط احمر لدى لمياء
______
- بفكر اشتغل
صفقت لمياء بحراره بعدما تركت ملعقتها على مائدة الطعام لتعقب قائله
- اهو ده الكلام المظبوط، و لا ايه رأيك يا طنط
- معنديش مانع، و اهو تعمل بلقمتها
قالتها امها بمناكفه لترد عليها غرام بثقة
- بكره تشوفي ده انا اللي هصرف على البيت ده و هشبرقكم
لتقول لمياء بسعادة و هي تباعد بين يدها
- ايوه عايزة اتعزم كتير
لتجيبها غرام بخبث
- بلاش انتي تتكلمي ده انتي كفايه عليكي الدروس
لتخمس الاخرى في وجهها بينما تهتف
- قل اعوذ برب الفلق، شايفه بنتك
قالتها لزهرة التي تراقبهم ضاحكه
- ما هي مبتجيش فاضية كل ما تجيلك
- يارب يطمر بس
قالتها لمياء بمرح لتجيب غرام بتفكير
- تفتكروا اشتغل فين اصلا انا لسه بفكر، صيدلية او شركة ادوية
- جربي الصيدليات الأول، تاخدي فكرة عن الادوية و كمان انتي كنتي بتنزلي تدريب أيام الجامعة و اكيد هيفرق معاكي
- بفكر في كده فعلا
و من ثم برقت في رأسها مجموعة صيدليات شهيرة و عزمت على الذهاب غدا إليها
_____
- انتي بتتكلمي بجد، هتشتغل؟
سألها كامل اثناء وقفتهم في المطبخ لتجيبه لمياء و هي تضع الفراولة المثلجة في الخلاط
- اه و الله يا كامل هو انا هكدب عليك يعني
- طب ليه مقولتلهاش على الصيدلية اللي بشتغل فيها
- عشان نلفت النظر يا ذكي، انا هسيبها شويه تفكر و تجرب في صيدلية تانيه و بعدين اقولها على بتاعتك يا دكتور
ليصدر بعدها صوت الخلاط الكهربائي
- طب و لما قابلتيها كانت عامله ايه
تصنعت عدم السماع لينتظر انتهاءها
- بقولك عامله ايه
- عادي كويسة و بتحاول تنسى، مع الوقت كل حاجه هتتصلح
و غمزته بشقاوة و هي تسكب العصير في احد الاكواب
- و الباقي عليك بقا يا بطل
- لا ده انتي شكلك اخدتي عليا جامد، عيب يا ماما انا الكبير
و اخذ منها الكوب ليرشف منه شرفه سريعه ليعقب و هو يخرج من المطبخ
- نفسي تظبطي العصير مره
لتجيبه بصوت عالي
- ابقى خليها تظبطهولك
ليناظرها بشر و يكمل طريقه لغرفته، بينما قلبها يتمنى له السعادة، تلك التي حُرمت هي منها
______
- متصلتش تاني يا نيڤين
- لأ يا مارو
قالتها نيڤين بخبث بينما كان جالسا على السرير و تردف نيڤين
- قلبها جامد اوي
قالتها و تطلعت لترى وجهه الجامد و عليه بعض آثار الحادث ليتحدث بصوت عالي
- تعالى يا مجدي يا مجدي
ليطرق الباب احد مساعديه و يهرول ليقف امامه سريعا
- نعم يا باشا
- صفي حساب المستشفي و يلا عايز اروح البيت
- امرك يا باشا
قالها مجدي بطاعه و خرج من الغرفه لتتطلع له نيڤين و هي تسأله
- غيرت رأيك ليه مش انت قولت هتقعد اسبوع عشان تطمن على نفسك لما الدكتور قالك ممكن تخرج
- انا قولت كده عشان يمكن غرام تيجي و احسسها بالذنب بس طالما مجتش اول يوم يبقى مش هتيجي
و ابتلع غصه احتبست في حلقه ليردف
- عشان شكلها المره دي قررت فعلا تفارق
- بس انا معاك
قالتها و هي تمسك بكفه لينفض هو يده من يدها بعنف
- نيڤين سيبيني لوحدي
- حاضر
و تلكأت و هي تضع محتوياتها داخل حقيبتها لتخرج و تغلق الباب خلفها ليغمض عيناه بينما ينعي خسارته عازما على استرجاعها
_____
- نعم يا دكتور كامل اتفضل
قالتها هيام لكامل الذي استقام من خلف مكتبه امامها
- لو سمحتي يا دكتورة ممكن تعلقي ورقة ان مطلوب دكتور للشيفت بتاع الصبح
- ليه يا دكتور ما انا و دكتورة سناء موجودين
قالتها هيام بإستفهام ليجيبها و هو يعبث في احد الاوراق
- سناء كلها كام يوم و هتمشي عشان تجهيزات فرحها و اكيد انتي لوحدك مش هتنفعي للصيدلية، و لو سمحتي علقي الورقة من غير اسئله كتير
- حاضر
قالتها و انصرفت سريعا من امامه لداخل الصيدلية، فلقد كانت غرفته تتخذ ركنا جانبيا
لتزفر بتأفأف و هي تخرج ورقة الاعلانات لتسألها سناء
- مالك فيه ايه
لتجيب بغيظ واضح
- الدكتور عايز حد تاني يجيي يشتغل
- طب و فيها ايه
سألتها سناء بعدم اكتراث لتجيبها هيام بإنفعال و هي تنظر له من خلف غرفته الزجاجية بينما يقلب في بعض الاوراق
- فيها ايه يعني ايه يا سناء، ما ممكن تيجي دكتورة حلوة و تاخده مثلا يعني وقتها هعمل ايه، ده انا نفسي في نظرة واحده
لتنصحها سناء بنصيحتها المعتاده
- خليكي تقيلة يا هبله الرجاله بتحب الستات التقيله
ليأتيهم صوته من داخل غرفته الزجاجية
- علقتي الورقة يا دكتورة
- حاضر حاضر
قالتها سريعا لتخطو بعصبية لتعلق تلك الورقة اللعينه
______
و بعد عده ساعات
كانت تدفع الباب الزجاجي للصيدلية ليقابلها الهواء البارد لينعش حواسها التي انصهرت من الحر
ناظرتها كل من سناء و هيام التي علمت عن ماذا تبحث، و لقد ضمت يديها في قبضتين بغضب مكتوم فلقد كانت فتاة ترتدي بلوزة محتشمة على بنطال واسع و حذاء رياضي، و لفه حجابها العصرية التي تبرز امتلاء وجنتيها و عيناها الخضراوان التي تشبهان اوراق الشجر في فصل الربيع و على ظهرها حقيبة صغيرة و بين يديها بعض الاوراق لتبدأ في الحديث بعدما تنحنحت
- السلام عليكم، انا جايه بخصوص الوظيفة
اتجهت إليها سناء بإبتسامة عريضة قائله
- طبعا اتفضلي
و اشارت لها لتتبعها لغرفته، و عندما دخلت للغرفة كان منكبا على احد الاوراق يطالعها بإهتمام و حالما قالت سناء
- يا دكتور، الانسه جايه بخصوص الوظيفة
رفع انظاره سريعا لتتقابل عيناهما لتهتف سريعا
- كامل
ليجيبها بقلب يرتجف تأثرا
- غرام
" نهاية الفصل الثاني"