الفصل الرابع

الفصل الرابع
مارك
صغيرنا مايا قد عادت، كم سعدت بذلك فمنذ مغادرة والدها القطيع وأنا ألوم نفسي على الشهادة ضده، لم أفعل ذلك لضغينة كما قال البعض خاصة بعد أن عينني ديميتري بيتا للقطيع، فمن المعروف أن الالفا الجديد يعين بيتا اخر وهو ما كان يعدني له الفرد بنفسه له لكن أحدا لم يصدق ذلك، لم اتخيل ان الام انا لأنني شهدت بما رأيت فهو بالفعل غادر برفقتهم، ولولا مكانته لكانت ادت شهادتي لمقتله، انقذني من هذا عودة الالفا وتأكيده لكلامي، عشت هذه السنوات وانا ابحث بكل مكان عنه، لم اترك جماعة روج الا وسألت عنه بينهم حتى أن الالفا قد أصدر قرارا بضم جماعات بأكملها للقطيع عله يجدهم لكنه لم ينجح بذلك، ازداد عدد القطيع وأصبح أقوى قطعان المملكة ويكاد يصبح مملكة منفردة وهو ما ازعج الملك وحاول أن يحد من قوة الالفا ديميتري واصدر قرارا بوقف ضمه للأفراد الجدد وقلب عليه بقية القطان لذلك لجأ الالفا للتحالف مع أقوى القطان وهو قطيع البريق حتى ولو بالزواج من ابنة الالفا وهي ليست رفيقته
حين رأيت غضب الجاما بيرت أسرعت له لأرى سبب ذلك فرأيته ينظر للالفا بغضب شديد فلم أجد غير أن اخبره بأنها خطيبته فيبدو ان الغاضب هنا قد وجد رفيقته وسيصارع من يعانقها حتى لو كان الالفا
لامني الالفا ديميتري لكنني لم أجد طريقة أخرى لوقف شجار سيندلع غير هذا فالرفيق لا تعقل معه حين يغار لذلك قررت أن اكسره للحظة ليهدأ او يتحدث لرفيقته لتخبره بالحقيقة بطريقتها
-بيتا مارك اتمنى ان يكون محل اقامتنا جاهز
خاطبني هذا البيتا ستيوارت بطريقة رسمية دون اية مشاعر جانبية مما احترمته حقا فالرجل لا يتأثر بأية شيء يحيط به فعلمت انه تربية الفرد فهو رباه ودربه كما فعل معي
-نعم فالغرف جاهزة
-لا نحن نريد منزل بعيدا عن منزل القطيع
لم أفهم سبب طلبها فهي ترفض الإقامة بمنزل القطيع
-لم ألفا؟ هل....
قاطعتني بلامبالاة
-لا، لن أقيم بمنزل مع أي أحد من قطيع السديم
-نفذ للألفا ما طلبته بيتا مارك
سمعت كلمات الالفا ديميتري الأميرة فانسحبت كي اجهز المنزل تاركا اياهم خلفي دون تدخل فيبدو انها مازالت تحمل الضغينة للجميعديميتري
لم أكد انهي أمر إلينا ورفيقه الغاضب حتى وجدت مشكلة أخرى، فالاميرة ترفض الإقامة بمنزل القطيع!
بحالة أخرى كنت سأعتبرها اهانة لي ولقطيعي لكنني أعلم جيدا لم فعلت ذلك، هي لا زالت تحمل الضغينة بداخلها ولم أكن لالومها، لكنني لا أعلم ما الذى سأفعل بنفسي وهي أمامي بهذه الصورة، ارتباك دارك وحزني من ابتعادها لا تفسير له لدي، ربما ان وجدت رفيقتي سأرتاح من تعلقي بالصغيرة الغاضبة هذه
-ألفا الالفا ادوارد يطلبك
ذهبت للقاء والدي بعد اخبار احد الا ميجا لي بأنه يطلبني، لم يخفى على غضبه الظاهر على وجهه يبدو أن هناك ما اغضبه مني كثيرا
-لم اغضبت الجاما الخاص بهم
-لم أفعل ابي، لقد علم بأمر خطبتي انا والدينا وقد اكتشف انها رفيقته
-اذا الأمر سينجح بالفعل؟ لقد ظهراول رفيق
-نعم، يبدو الأمر كذلك
-حسنا بني، وأرجو أن تتحمل مزاج مايا الناري فالفتاة محقة
-حسنا يا ابى
-كيف حال والدها
قصصت عليه ما أخبرت به عمتي ولكن ابي لم يتفاجئ مما سمع هو فقط قد حزن على حال عمتي فقد خسرت رفيقها لعدم ثقتها به وقد ساعدتها على ذلك
-حسنا فليتحمل الجميع نتيجة قراره، لكن ماذا سيكون رده فعله اذا ما علم بأمر نايل؟
-لا أعلم ابي، فهو بالطبع لا يعلم بوجوده
امر اخر سيثير غضب الصغيرة والدها، هل ستغفر لوالدتها هذا وما الذي سيفعله الفرد هل من الممكن أن يرفض المعاهدة بسبب ذلك
فبعد رحيل الفرد اكتشفت عمتي ايميلي انها حامل ولم تمر غير شهور بسيطه وولد نايل ولكن كانت براءه والده قد خيمت بالحزن على الجميع خاصه عمتي فهي لا تعلم اين هو زوجها الان ورفيقها وحبيبها الذي ترضى من القطيع هو وابنتها ولا تعلم اين هما وما الذي يفعلان لكن ما اخبرتني به حينها هو ما حيرني حقا فقد ظننت انها ستلمني على كل ما حدث ولكنها لا زالت تلوم الفرت وحين طلبت منها ان تخبرني سبب ذلك قالت لي ما صدمني حقا بانها تظن انه يخونها فقد كان حين يغيب عنها يعود وهناك رائحه انثى اخرى عليه هي تعلم ذلك جيدا ولكنها كذابه الامر اكثر من مره الا انها تاكدت ولكن لم تستطع ان تواجهه الامر خاصه ان غياب متكرر وحين اتى امر المحاكمه وطلبت منه ان يخبر الجميع ولم يتكلم عالمه انه يخفي الامر كي لا يظهر كمذنب وتعلم هي انه على علاقه بامراه اخرى وانا تكرار غيابه كان للذهاب اليها تحطم قلبها حينها وظنت ان رفيقها لم يعد ملكه وهو ما جعلها تعيش اسوا سنوات عمرها الا ان نايل وسليم قد خفف الامران وكان دائما ما تتسائل كيف صارت مايا وما الذي حدث معه نحن له جيدا انهم بخير خاصه انها لم تعاني من كسر الرابطه الا ان الفرد رفض اي محاوله منها التخاطر معه فقد اغلق قناه التخاطر بينهما كما فعلت مايا هي الاخرى فلم يستطيع احد ان يتواصل معهما كانهما قد حجب الا انهما ما زال حيين وهو يطمئن قليلا ورغم بحث عنهما طيله هذه السنوات بكل مكان فقط كنت ارسل افضل اعضاء القطيع هيبحثوا عنهم بالقطعان المجاوره حتى حدود المملكه الا انني لم احصل عليهم ابدا كنت اظن انهما يعيشون ان اجدهما فيهم الا انني لم انجح بذلك كنت اطوف القطعان وكان سبب قبولي بالتحالفات بيني وبين القطعان هو فقط كي ابحث عنهما ليس رغبه مني بالتوسع او حبا مني بالتحكم بغير وربما هذا ما جعل بقيه القطعان يحترمون ذلك فيه وهم لا يعلمون ان السبب الحقيقي لذلك هو بحثي عن صغيرته التي غادرت منذ سنوات وغادر قلبي معه

إلينا
خرجت ابحث عنه بكل القطيع على أجده، تركت العنان لذئبتي وتتبعت رائحته حتى اقتربت منه، كان ذئبه الرمادي ضخما للغاية أمام ذئبتي البنية، اقتربت منه فتحركت رأسه كأنه شعر بوجودي لكنه لم يلتفت لي وعاد لهيئته بسرعة ودهشت حين رايته بكامل ملابسه، لم أستطع ان اتحول كي لا احتاج للبس ملابسي أمامه فظللت على هيئتي وهو أمامي يتأملني بنظرة غامضة لم أعلم سببها، فأنا لا أعلم ما الذى يفكر به، دار حولي عدة مرات دون أن يقترب فبعثر بمشاعر ذئبتي بكل مكان حتى توقف أمامي ينظر لعيني بقوة وسمعت صوته الذي هز قلبي من الداخل لعمق نبرته
-اذا رفيقتي انت لم تصبري حتى نلتقي.!
ماذا! هو يعتقد انني تخليت عنه لآخر، انا لم اشرح له ما حدث حقا، زأرت ذئبتي بحزن كأنها تريد أن تنطق مكاني
-سأسهل لك الأمر، فأنا أيضا ليس لي رغبة بك، فهناك من ينتظرني بالفعل بمملكتي
تحطم قلبي حين سمعت ما قاله، لم اهتم كوني سأكون عارية أمامه فكرامتي قد جرحت بيديه، عدت لهيئتي البشرية ووقفت أمامه وقد داري شعري جسدي عن عينيه لطول خصلاته، لم تتغير ملامحه ولم يرمش حتى كأنه لم يتأثر برؤيتي هكذا وهو ما جرح كرامتي للمرة الثانية، اقتربت حتى وقفت أمامه بكل كبرياء وهدرت به محاولة ان احفظ ما تبقى من كرامتي
-ومن أخبرك انني سأركض خلفك، لقد أتيت لأوضح لك حقيقة الأمر، لقد كانت الخطبة لأسباب أمنية متعلقة بالقطيعين وقد اوقفنا الأمر حين وصل طلب الملك بعقد معاهدة بين المملكتين فاملت ان اجد رفيقي فلغينا الزفاف حتى نتأكد هل سنجد رفقائنا ام لا، لكن يبدو أن هذا لن يغير من الأمر شيئا لذلك لا داع لوجودي هنا
التقطت ثوبي المربوط باقي ولبسته على عجل ولم أكد أغادر حتى وجدته ممسكا بيدي يشدني اليه حتى التصقت به، ارتبكت بسبب القشعريرة التي احتلت جسدي فكم تمنيت هذه اللحظة
رفعت عيناي لأنظر بعيناه الحادتين التي سلطت على وجهي للحظات قبل انا ينقض على معنفا شفتاي بقبلة اذهبت بعقلي
لم أدر متى بادلته ومتى التفت يداي حول عنقه اجذبه إلى حتى كادت أجسادنا تذوب ببعضها من شدة التصاقنا
ابتعد عني وانا مغلقة العينين لا اقو على فتحهما لكنني أشعر بأنفاسه الحارة تلفح وجهي
-والان فلتخبري خطيبك سببا مقنعا لوجود رائحتي ملتصقة بك
تركني وابتعد وأنا اهدر به
-ليس خطيبي، هل فهمت
توقف للحظة ونظر لي بقوة
-جيد، لكن هذا لان يغير بالأمر شيئا فقد ارتبطت برجل غيري

حزنت حين سمعت كلماته فيبدو انه ما زال غاضبا، لن ألومه فلو كنت انا من  وجدته مرتبطا بغيري لجرح هذا قلبي

بيرت
توقفت عن العدو وانا لا أعرف لم أشعر بكل هذا الغضب، كنت أعلم انني ساجدها يوما ما لكنني لم اتوقع أن اجدا مرتبطة بغيري مما آثار غيرتي
حين شعرت بوجودها لم التفت لها، اكتفيت بشم عبقها الذي ملأ ذرات الهواء من حولي، دقائق مرت حتى التفت فوجدتها أمامي، ذئبتها الصغيرة سحرتني لكنني ادعيت اللامبالاة كي لا أوذيها، عدت لهيئتي البشرية ولاحظت تفاجؤها، درت حولها عدة مرات وانا اتأملها وكم أعجبتني لكنني لم انس ما فعلته، كان هجومي عليها وتجاهل لوجودها ردا على جرح كرامتي فلا شيء يؤذي الرفيق اكثر من لامبالاة رفيقه به، لكنها صدمتني حين عادت لهيئتها ووقفت أمامي عارية ولم تلتفت للأمر لكنها بعثرت ما تبقى بعقلي، لم أعي ما تقول غير أن أمر الزفاف كان لسبب يتعلق بالقطع وهو ما اراحني قليلا لكنني لم التفت لشيء حتى وجدتها ترتدي ثوب ما وتهم بالمغادرة، لم أشعر بنفسي غير وهي بين يدي اقبلها بشغف اسعدني انها بادلتني اياه
تماسكت وابتعد عنها حتى لا اكمل ارتباطي بها هنا بالغابة وقررت ان ابدأ عقابها فلن امرر امر ارتباطها بغيري
تركتها وعدت وابتسامة ماكرة تشق وجهي فقد علمت الان انها من الفتيات المعلقات بالرفيق لذلك سأنتظر حتى تتأكد لي الأمور كلها

سلين
لم تهدأ ذئبتي منذ رأت ذلك البيتا ولم تكف عن دفعي للذاهب اليه، لم التفت لها فجل ما يشغلني الان هي امي فمنذ ألقت مايا كلماتها بوجهها وهي لم تكف عن البكاء
سمعت نداء نايل من الخارج فأسرعت لأفتح له باب المنزل فوجدته برفقة ذلك البيتا
لم يفتني تفاجؤه من وجودي وخاصة حين نداني نايل بماما سيلين
-ابنك!
لم ارد عليه فأنا لم أجد ما أقوله له، ظل ينظر إلى للحظات وغادر دون أن ينطق حرفا واتجه صوب احد منازل القطيع الفارة فعلمت انه سيقيم به لم اعلم لم حزنت حين ظن انا نايل هو ابني الامر حقا غريب خاصه انني لا اجد له رائحه مر ببالي خاطر غريب هل من الممكن ان رفيقي سخرت من نفسي انا وظيفتي كيف له ان يكون رفيقي ولم اعرف ولكن انني لم اشم رائحته فكيف لي ان اعلم حقنا الامر محير ما الذي يجب ان افعله معه فهو غريب ولكن ليس الامر انه غريب فقط ولكنني لا اعلم عنه شيئا لما انا منجذب له هكذا لما يهمني رايه لما يهمني ان اراه دائما ولماذا التي تكون كالمخدره بحضورك كلها اموره غريبه علي ولا اعلم ما الذي سيحدث لي الايام القادمه بسبب تواجده حولي هل عدم عصوري على طريقه الان هو ما جعلني كان مجنونه اتجاه اي ذكر يكون في محيطي ولكن لما لم اشعر بذلك مع برد امر لانه وقدر رفيقته انا حقا لا اعلم فالامر محير جدا
دخلت المنزل ونظفت نايل وحممته ووضعته بفراشه وذهبت للاطمئنان على والدتي
-كيف حالك الان ماما
-بخير ابنتي، هل أتت مايا؟
-لا، لم تأت
-اذا اذهبي إليها سيلين واعلمي منها كل شيء فأنا خائفة من أن يطالب والدك بنايل
-لا تقلقي ماما فوال ي ليس بهذه الدرجة من القسوة
-لا أعلم سلين فلابد انه تغير الان ولا تنس ما فعلناه به
كانت محقة فظلم القطيع له وطردهم له لن ينسى بسهولة
خرجت من المنزل قاصدة ذلك المنزل الذي رأيت البيتا يتوجه اليه، أردت أن أتحدث معه لأعلم منه ما الذى حدث مع والدي منذ خروجه من القطيع فمايا لم تخبرهم شيئا للان
طرقت الباب فوجدته أمامي يفتح الباب وصدره عار فاخفضت بصبري على عجل
-ماذا تريدين
لم أفهم سبب طريقته الفظة هذه لكنني لا عرفه ربما كان هذا طبيعة حديثه
-سيلين
سمعت صوت مايا يأتي من خلفه فاتسعت عيناي عن اخرهما يبدو أنه رفيق شقيقتي ولسبب ما احزنني هذا كنت اعتقد انه رفيقي ربما او ليس له رفيقا ولكن لما احزنني الامر بل احزن ذئبتي ايضا اكاد اجن من هذا ولكن يجب ان اتمسك فلم اقعد سيلين الضعيفه التي تتاثر باي موقف يحدث بالتقوى الان واستطيع ان اتحكم بمشاعري بل و اتخطها بسهوله فمنذر والدي ولم استطيع ان اتخذ موقفا من الامر وانا احاول ان اغير شخصيتي تلك الضعيفه التي جعلتني احرم من والدي وشقيقتي بسبب ابني وعدم قدرته على مغادره القطيع والعيش هنا حتى تحولت المحاربه قويه فمن يصدق ان السنين تلك المتردده اصبحت محاربه قسمت لشقيقتي وانا اطلب منها ان نتحدث
-أردت أن أتحدث معكم للحظات
جاري ردها المسرحي كأنها تدعونى لمنزلها حقا
-بالطبع ادخلي عزيزتي
لم أعلم لم شعرت بالفضول لسؤالها عن علاقتهم
-هل انتم رفيقان؟
تعالت ضحكات مايا اما هو فظل بوجه جامد دون مشاعر ينظر لي لكن اجابته جعلتني اتجمد مكاني
-شيء من هذا القبيل
نظرت له ولمايا التي بدت مند هشة من رده ربما ارادهت ان تكتم الأمر لكنني كتمت حزني للمره الثانيه وقررت ان ادعي عدم المباهه قال له سؤالاه عما اردت ان اعرفه عن احواله هي والدي ماذا خروجهما من القطيع والى الان
-حسنا، والان مايا هلا أخبرتني ما حدث معكم بعد خروجكم من القطيع؟
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي