الفصل الخامس

الفصل الخامس

ستيوارت
بعد أن وصلنا للمنزل الذي سنقيم به خرجت اتفقد هذا القطيع واتمن ان ارى رفيقتي كي اتعرف عليها، وجدت طفل صغير يلهو بالطين حتى اتسخت ملابسه وجسده، اقتربت منه امازحه كي يكف عن العبث فوالدته لابد انها ستعاقبه على ذلك
-هلا يا صغير يبدو انا الماما الخاصة بك ستغضب منك
نظر لي ببراءة وكم كانت عيناه تشبه عيناي رفيقتي، سخرت من نفسي فأنا بت أراها بكل شيء
-لا، فماما لن تفعل
-حسنا انت ادرى بشئونك
-يمكنني أن اجعلك ترى ذلك فهي تحبني
فجأة امسك يدي وسحبني خلفه حتى وصلنا لمنزل قريب ووقف بالخارج يناد
-ماما
لحظات و أيتها أمامي، أردت أن اكذب نفسي هل هي والدته؟
حتى سمعت الصغير يناديها بماما سيلين ويرتمي باحضانها، لم اتحدث فقد المتني المفاجأة وغادرت تاركا اياها لغيرها، المني قلبي فقد كنت كالراهب لسنوات منتظرا اياها لكنها حقا خذلتني
خلعت قميصي وتوجهت للحوض اغسل رأسي كي اريح عقلي قليلا من التفكير وجلست انشف شعري حتى سمعت صوت مايا من خلفي
-ما بك ستيوارت؟
-شقيقتك لديها طفل!
لم تصدق ما قلته كأنها متأكدة من أن شقيقتها لن تفعل لكنني رايته بنفسي
-لا يمكن أن تفعل سيلين هذا فقد كانت مهووسة بالرفيق
-يبدو أنها فعلت
-يبدو أن هناك الكثير قد تغير منذ غادرت هذا القطيع
فجأة سمعت طرقات على الباب فتجهت للباب فلم تكن غير رفيقتي، خجلت حين رأيتني عار الصدر مما جعلني اسخر منها بعقلي فأنا وجدتها بطفل!
قررت أن انتقم بطريقتي خاصة انني لن اخفي رائحتي مجددا واجعلها تندم على تسرعها وتركها لي، كانت ملاحظة غبية منها حين افترضت انني وشقيقته رفقاء لكنني استغلها جيدا متجاهلا دهشة مايا
تخاطرت معها كي تكف عن التصرف بغباء فتركت الأمر وجلست تحكي لشقيقتها عما مر بهم لكنها اخفت حقيقة تامي وعلاقتها بوالدهم
-اذا هو لن يعود لوالدتنا مرة أخرى؟
-هذا يتوقف على ما سيتم الفترة القادمة
-وماذا عن نايل؟ ارجوك مايا لا تدعي يأخذه
حين سمعت اسم الصغير غلت الدماء بعروقي لم افكر بسبب يجعل الالفا يأخذه حتى سألتها مايا عنه
-ومن هو نايل؟ ولم سيأخذه والدي؟
-نايل هو شقيقنا الأصغر


مايا
حين سمعت ما قالته سيلين لم أستطع ان اخفي سعادتي فأنا لدي شقيق صغير!
-كم عمره؟
-اربع سنوات ونصف
فكرت للحظات عمره يكاد يقارب الفترة التي طردنا بها لكن فتره حمل والدتي! معنى ذلك انها علمت بوجوده قبل فترة من طرد والدي
-هل كتمت والدتنا خبر حملها عن والدي؟ لا يمكن أن تكون لم تدري عنه؟
تساءلت لكن شقيقتي لم تجد ردا على سؤالي مما اغضبني وجعلني اسرع واطلب منها ان تأتي بنايل ووالدتي لمنزل القطيع
-احضريهم فالأمر الان أصبح أخطر مما اعتقدت
اتجهت صوب منزل القطيع وطلبت مقابلة ديميتري، لحظات و جدته أمامي بشعره المشعث وعياه الشبه مغلقة دليلا على ذهابه للنوم مبكرا مما جعلني اسخر منه متى كان الالفا ينام مبكرا

-ماذا هناك مايا؟
صوته الاجش هز مشاعري من الداخل لكنني تجاهلت اضطرابي وركزت على ما جئت من أجله
-هناك وريث للمملكة لم أكن أعلم عنه شيئا
-وريث!
-نايل
-اهدأي، مايا هل تريدين ان تعلمي كل شيء بيوم واحد؟ انت لم تخبرين شيئا لنقذف بأحضانك كل ما لدينا
تصاعد غضبي لذروته واقترب منه ادفعه من كتفه  أمامي وانا لا اتحمل سماع صوته، خرج كل الكبت الذي كتمته لسنوات بسببه خاصة كونه رفيقي، ذلك الخائن منذ بلغ وهو ينتقل من سرير لآخر راميا بإخلاص لرفيقته لعرض الحائط، كنت شاهدة على كل هذا لكنني لم أعلم ما يخبأه لي القدر فهو رفيقي الذي تسبب بطرد والدي وحرمان من شقيقتي ووالدتي
-لقد اكتفيت منك ديميتري، اكتفيت من تهورك وعدم تحملك المسئولية، لقد عاقبت والدي على اهمالك انت، انت من كان يجب أن تكون معهم لكنك التهيت بنسائك، انت من كان يجب أن تعلم أن والدي استأذن بالذهاب، انت من كان يجب أن يعلم بأن والدي لن يقصر بعمله، لقد عاقبت الجميع على ذنبك انت انت الملام ديميتري
توقفت عن هجومي وانا التقط انفاسي فوجدته ينظر إلى بنظرة متألمة وكم اسعدني هذا، فليشعر بجزء يسير مما شعرت به لسنوات
-مايا
سمعت نداء وال تي فنظرت لها لأجد بيدها صغير يحمل ملامح والدي وعيني سيلين وابتسامتي، اقتربت منه وانحني مقبلة اياه
-أهلا أمير نايل
-أمير
شاكسته وانا اريد ان اسمع صوته الجميل مرة اخري
-نعم أميري ووريث مملكة ايضا
ابتسم بسعادة ونظر لأعلى ناحية والدتي وهتف بها
-صحيح ماما ما قالته هذه الفتاه
المني قلبي حين ناداني فتاه فهو لا يعرفني
-اسمي مايا صغيري وأنا شقيقتك
-شقيقتي! مثل ماما سيلين؟
-نعم، مثل ماما سيلين

ستيوارت
قفز قلبي من السعادة حين علمت انه شقيقها، حين غادرت مايا كادت هي الأخرى تغادر فأمسكت يدها وقربت مني وانا كالمسحور لأسألها
-اذا سيلين هل عثرت على رفيقك
-لا، لم أجده بعد
أجابتني وهي تنظر لعيناي بخدر اسعدني
-وهل ارتبطت بأحد اخر
-لا، لن افعل فأنا مخلصة لرفيقي حتى اجده
طربت لكلماتها وحثني ذئبي على الاقتراب وتقبيلها لكنها ابتعدت مسرعة
-سأذهب لإحضار نايل كما أخبرتني مايا
ابتسمت حين هربت فهي لا تعلم بعد انني رفيقها، لكنني سأشاكسها قليلا حتى تهدئ مايا فهي لا زالت غاضبة من الجميع

ديميتري
لم اعتقد انها تحمل كل هذا بداخلها، هي استغلت كل ما تعلمه عني ضدي، لقد واجهتني بما اكتشفته كله عن نفسي فور عودة والدي، لقد كنت انا الملام بالفعل لقد تسببت بجرح كبير لها لكن كيف سأقنعها بأنني قد تغيرت منذ تلك الحادثة؟ متى سأعتذر لها عن كل هذا
أتت عمتي ونايل الذي شغل مايا عني وجلست تتحدث معه وفجأة أخبرت والدتها بما جعلها تثور
-نايل سيأتي معنا فور انتهاء مهمتنا هنا
-ماذا! لا مايا لن تفعلي لن تأخذي ابني مني
-نايل هو الالفا القادم للقطيع وملك مملكة الجنوب بأكملها
-لن اترك ابني لامرأة أخرى لتقوم بتربيته
-هذه مشكلتك والدتي، ربما لو أخبرت رفيقك عن حملك لجنبت نفسك كل هذا
قوة وقسوة بآن لم أعلم متى أصبحت عليهم هكذا؟ لقد علمت انها لن تترك لنا فرصة دون أن تعاقبنا بسبب ما سبق وحدث معها

-اهدئي مايا فوال تك ليست الملامة هنا
-أعلم ألفا ديميتري فهو خطؤك أنت بالبداية لكن هذا لا يمحي خطؤها باتباعك
نظرت لها وملامحها الباردة عكس عيناها التي تنظر لي بألم جعل قلبي يحزن وتمنيت لو أضمها إلى، ان اعتذر منها كثيرا واخبارها أنني قد توقفت عن كل ما ازعجها مني من قبل لكنني لم أستطع، هناك شيء ما يبعدني عنها كحاجز خفي كما هناك آخر يجذبني تضاد غريب بيننا لا أعلم سببه

ايميلي
كاد قلبي يتوقف وهي تخبرني أنني يجب أن اترك لهم ابني، لقد جاءت ابنتي لتعاقبني على ما فعله والدها، حتى ديميتري لم يستطع ان يغير رأيها، لم أشعر بنفسي غير وانا أخبرها
-لن أفعل، لن اتنازل عن ابني، ليتك لم تعودي ليتني ما رأيتك مرة اخري
وضعت يدي على فمي فور نطقي بهذه الكلمات لكنها انطلقت كالسهم السموم بالفعل واستقريت بقلب ابنتي، رأيت دموعها التي أطلت من مقلتيها حين سمعت ما قلته، حاولت أن اعتذر منها
-مايا انا اسفة...
اقتربت لأعانقها لكنها تراجعت للخلف مانعة اياي من الاقتراب فتسمرت بمكاني
-صدقني أنا لم أعد ولن أفعل، فور انتهاء مهمتي سأغادر ولن تريني مرة أخرى، اما نايل فسيكون أمره بيد الملك واللونا
غادرت فور انتهاء حديثها دون إعطاء أحدا الفرصة لقول شيء آخر، لامني ديميتري على ما قلته لكنني مجروحة ما الذى استطيع ان أفعله وهي تخبرني أن من ستربي ابني هي زوجة رفيقي الجديدة

بمكان آخر وصل خبر وفد مملكة الجنوب، ثأر من الغضب وهو يستمع لنجاح تدخل ألبرت لعقد معاهدة بين المملكتين مما سيضعف موقفه، هو لن يسمح بذلك كما منعه منذ سنوات طوال وخاصة حين حاول ألفرد المحاولة بصنع طريق لهذه المعاهد منذ سنوات لكنه فشل بفعل مؤامرته وتسليط الروج علي الالفا لخطفه واخفاؤه واتهام ألفرد الذي لم يعلم أحدا سره غيره فهو يعلم من هو منذ سنوات عدة لكنه لم يتحدث وانتظر الفرصة ليوقع بين الجميع لكن هذا الالفا ديميتري قد نجح باحتواء الموقف لكنه ابقى على حياه ألفرد مخيبا أمله في التخلص منه
-لن اترك لك الفرصة مرة أخرى ديميتري

ألفرد
ما زلت اتذكر للان ما مر بي بسنوات اقامتي بقطيع السديم، تخليت عن منصبي كولي للعهد ورضيت بكوني قائد المحاربين بقطيع رفيقتي لابقى بجوارها، حاولت طيلة هذه السنوات ان اجد حلا لهذه القطيعة التي حدثت بين المملكتين، الجميع يعلم أن لا احد يقدر على التسلل لأرض مصاصي الدماء عداي أنا أول من فعلت والفضل يعود لجميلتي ايميليا، حين علمت انني لم أجد رفيقتي بقطعان الجنوب، وأنني أرفض الزواج بأية فتاه كما فعل البعض، خاصة أن عدد من لم يجد رفيقه بالمملكة يكاد لا يذكر وقد كنت انا أحدهم، حينها أخبرتني انه ربما لم تولد بعد لكنني ضحكت من قولها فنحن اعمارنا ليست مثلهم فهي والبرت يفرق بينهم قرنان من الزمان، لذلك طلبت من ألبرت ان يسمح لي بالعبور لأرض الشمال والعودة اذا ما لم أجد رفيقتي، وبالفعل عبرت ولم يمض غير ايام و جدتها ووقعت صريعا بعشقها

مايا
رغم كل ما فعلته والدتي الا أن كلماتها تلك كانت اسوء ما يمكن أن اسمع، كيف لام أن تتمن عدم رؤية ابنتها، كيف استطاعت أن تقولها لي، لم تكرهني لهذه الدرجة، لأنني غادرت مع أبي ام انها نستنى بالفعل

خرجت من المنزل وانا لا أعلم أين اختبئ حتى لا يران أحدا بهذه الطريقة، مشيت حتى وجدت أمامي بحيرة كبيرة اتذكر انني كنت اتي إليها بصحبة ديميتري كي يصلحني حين اغضب منه، تذكرت اخر مرة أتيت بها لهنا حين رأيته بصحبة تلك الفتاه بغرفته، كنت قد انتهيت من اختباراتي واسرعت كي اخبره كي يصحبني لمشاهدة فيلم ما لكن فور دخولي للغرفة وجدته معها بفراشه يقبلها وهي عارية بجواره، تسمرت بمكاني وحين شعر بوجودي صرخ بي وامرني بنبرة الالفا ان أغادر، حين حاول أن يعتذر مني لم اقبل اعتذاره وتركته وغادرت وكانت تلك اخر مرة اتي بها لهنا فبعدها حدث ما جعلني أغادر للابد
تسلل صوته الي هادئا
-كنت أعلم انني سأجدك هنا
اجبته بلا مبالاة محاولة ان اخفي صوتي المهزوز بفعل دموعي التي تساقطت من عيناي
-لم
-لطالما أحببت هذا المكان
لم ارد عليه فأنا بالفعل أحببت هذا المكان، سكت قليلا لكنه باغتني بسؤال شل تفكيري للحظات
-هل وجدت رفيقك مايا؟
اخذت لحظات حتى رتبت أفكاري وقررت ان ابدأ انتقامي منه لأذيقه بعضا من عذابي
-لست بحاجة اليه فأنا قررت التخلي عنه فور لقائي به
تفاجئ بما قلته وسألني وهو مدهوش
-لم، لقد كنت تنتظرين هذا اليوم بفارغ الصبر
-كنت، لكنني لست بحاجته
-هل ارتبطت بأحدهم
-ليس واحدا، حين احتاج رجلا لن أتعب بالعثور عليه
شدني من ذراعي بغضب عارم فعلمت انني قد اصبت هدفي فأنا اردته ان يصدق كلماتي ليصل عذابه لذروته حين يعلم البقية متى قررت ذلك
-ما الذي حدث لك مايا انا لا اعرفك
اقتربت بجرأة شديدة منه حتى اختلطت أنفاسنا فيجب ان ألعب الدور جيدا
-لم، لقد تعلمت على يديك كل هذا أم انك قد نسيت
ابتعدت خطوة للخلف وانا ازيد نيرانه
-لا تقلق ألفا فكلها نزوات لا شيء جدي
-مايا حقا! انت لم تصلي للعشرون بعد وتقولين أنك على علاقة بأكثر من رجل، يبدو أنك تمزحين!
-لا، هل تريد أن تتأكد
-اتأكد!
قبل أن يفهم ما أعنيه اقتربت منه والصقت جسدي به ووقفت على أصابع قدمي وهمست أمام شفتيه
-نعم
قبلته بهدوء في البداية حتى أفاق لما يحدث وبادلتني قبلتي بأخرى حتى وصلت الأمور لدرة خطيرة فقد سرحت يداه بجسدي وكاد جسدي الخائن يستسلم له، لم أعلم بأية لحظة كنت مستلقي على الأرض وهو فوقي لم يكف عن تقبيلي حتى ترك شفتاي وسرحت شفتاه بوجهي ونزلت لعنقي وحذرتي ميا بأنني سأفقد السيطرة بأية لحظة
لم أجد غير كلمات مقطبة لأجعله يفيق 
-يبدو انني سأحصل على ألفا اخر هذه الليلة
ابتعد عني وهو مصدوم مما قلته ومن وضعنا وكيف استسلم لي
-ألفا اخر!
-نعم، هل ظننت انك اول من قبلني هكذا، لكن لاكن منصفة فقبلتك لها مذاق آخر
قربت يدي لأجذبه لي برغبة لم تكن مزيفة لأكمل دوري لكنه نفض يدي وابتعد عني وهو يهدر بي
-من انت لقد أصبحت مسخ حقا، هل انا من فعلت بك كل هذا!
-بالفعل، لا تنس انك من ربيتني على كل هذا، لذا لا تقلق بشأني، عدلت ملابسي كي اهرب من هذه التمثيلية المراهقة وانا العن بداخلي فما أفعله كاللعب بالنيران حقا
-حسنا إن ما رفضته أنت سيقبل به غيرك بصدر رحب

غادرت مسرعة قبل أن أجده أمامي مرة أخرى فأنا لن اتحمل أكثر خاصة انه رفيقي، رفيقي الذي أقسمت ان انتقم مما فعله به بطريقتي، سأزرع بداخله شعلة الشك قبل أن اوقدها بحقيقة انني رفيقته، سيران كما كنت أراه لسنوات، لن اوفر فرصة كي اوهمه بما اريد حتى تبرد نيران الانتقام داخلي
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي