الفصل الأول
أنتهى حفل الزفاف الرائع كما خطط له العروسان، لقد سعدت بيه رنا كثيراً، فكانت مثل الاميرات فى فستان زفافها الأبيض، وايضا رامى فى قمه أناقته وابتسامته التى لا تفارق وجهه.
ودعت رنا شقيقها وزوجته، وودع رامى تؤمه وصعدا إلى السيارة معاً، وأنطلقوا ليقضوا ليلتهم الأولى بالفندق، وفى الصباح
سافروا إلى جزيرة على شاطئ البحر، ليقضوا شهر العسل الخاص بهم،
وصلوا إلى مكان أقامتهم.
المكان عبارة عن جزيرة تحاوطها الماء من كل الاتجاهات، تمتع بالخصوصيه، ترى بها جمال المناظر الطبيعية الخلابه التى تخطف الأنظار وتريح البال، كانت رنا دائما تحلم بقضاء به اجازة زواجها،
أنبهرت من جمال الجزيرة...
لتبتسم بسعادة بالغة ...... واو ديه تحفه، جميله أوى وهاديه، أنت متعرفش قد إيه أنا بحب البحر، وكان نفسى أجى هنا من زمان اوى، طول عمرى كنا بحلم أنى أجى هنا، وقضى شهر العسل،.
ليبتسم بمحبه ويضمها بذراعيه...... هههههه عارف عشان كده جبتك هنا ياقلبى.
أتسعت عينها وأندهشت من علمه بهذا الأمر، من أين علم ومن أخبره؟
لتتسع عيناها..... عارف ! عرفت إزاى،
مرر انامله بين خصلات شعره الشقراء،
..... منصور فتن عليكى، وقالى هو ومصطفى أنك نفسك تيجى هنا، عشان كده عملتهالك مفاجأه ومردتش أقولك على مكان شهر العسل،
وبصراحه منصور هو اللى رتب كل حاجه، وكل ده هديه منه، منصور بقى اخويا بجد، وبقى مغرقنى بجمايله عليا.
لتبتسم بخجل ..... ربنا يخليه، ويسعده أبيه منصور دايما كده، أخلاقه وروحه عالية أوى، بيحب يسعد اللى حوله، عارف انا نفسى يتجوز علا والله ديه بتحبه اوى.
فتللك اللحظه دق هاتف رنا وكان المتصل منصور
...... حمد الله على السلامه يارب تكون المفاجأه عجبتك.
لتجيبه ..... عجبتنى جدا جدا، أنا متشكرة أوى ياأبيه
ربنا يخليكى ليا وشوفك عريس.
ليردف قائلا وهو يبتسم ..... ههههههه ماشى ياله سلميلى على رامى، وأقفلى تلفونك، وأنبسطى سلام.
تنهى المكالمه لتغلق الهاتف.
ليردف رامى قائلا ..... هاه تحبى تعملى إيه دلوقتى تأكلى الأول.
لتجيبه..... لا كفايه الأكل فى الطيارة، أنا هفضى الشنط بسرعه، وننزل نتمشى على البحر شوية.
ليومأ راسه بالموافقه ويضع لها الحقائب على التخت، لتفرغ لمحتوياتها.
أسرعت رنا ورامى بتفريغ الحقائب سريعاً، ليستطيعوا
السير على شاطئ البحر، والتمتع بهدوء الجزيرة وجمالها الخلاب ومناظرها الطبيعية، التى تأسر العيون،
أنتهوا سريعاً من أفراغ الحقائب وتوجوا إلى الشاطئ
كان منظر البحر رائعاً.
سارو عده خطوات ممسكا يداها بحب
وعشق ليتحدث قائلا.....: مبسوطه ياحببتى انك معايا.
تبعد خصلات شعرها بخجل : انا فى قمه سعادتى مش قادرة اصدق اللى انا فيه،
حبيبى ونور عينى وقلبى بين ايديا،
والله العظيم انا حسه نفسى بحلم.
توقف رامى أمامها، يتفحصها بعينه يضم وجها الملائكى بين راحة كفيه، سرح فى جمالها ورقتها و قلبها،
طبع قبله على جبينها وضمها بين ذراعيه يستنشق عبير زهورها.
لتنظر له بعشق : أنت بقى سعيد معايا.
يبعد خصلات شعرها خلف أذنها : أنتى ردتى فى الروح أنتى حببتى وعمرى وقلبى
من جوه، مش عايز حاجه فى الدنيا غيرك،
أنا عايش بس عشان أسعدك،، أى حاجه نفسك فيها
أنا هحققهالك أطلبى وأتمنى بس أنتى،،
انتى السبب فى اللى أنا
وصلتله دلوقتى، من غيرك كان زمانى لسه عايش فى الضلمة،
ولا كان حد سال فيا ولا حد يفتكرنى.
قبل يديها وحملها بين ذراعيه ودار بها
لتبتسم بسعاده : رامى عيب الناس يتبص علينا.
ليقهقه على خجلها: هو حد عايز مننا حاجه أنتى مراتى حلالى ولا ايه.
لتتابع : ههههههه أنت أحلى حاجه حصلتلى،
أنا كل يوم بصلى وبحمد ربنا عليك، أنت نعمه ربنا بعتهالى،
ياحبيبى عارف يارامى، أنا كنت باجى المستشفى وأنا فى الكليه،
وأفضل واقفه قدام باب أوضتك محتارة، نفسى أعرف
مين جوا وايه حكايته نفسى، أشوف شكلك، حتى بعد ماتخرجت، كنت برده بفضل
واقفه قدام باب الأوضة، لحد ماخدت القرار أنى أعرف حكايتك إيه، ولما عرفت
صممت أنى لازم أعالجك وأقف جمبك، أنا حبيتك من قبل ماشوفك، ومن أول نظرة دخلت قلبى وقفلت
عليك، كان عندى أصرار رهيب أنك تخف وتقف على
رجلك، وكنت واثقه أنك برئ وعمرك ماتعمل حاجه زى كده أبدا.
ليضع يده على وجنتيها ..... وعرفتى أزاى أنى برئ.
لتحتضن وجهه بين يداها ...... مش عارفة أحساس جوايا كان بيأكدلى أنك برئ.
حتى لما عمك عرف وحاول ياخدك ويوديك مستشفى تانية، كنت عامله زى المجنونة، مش عارفه أفكر دماغى وقفت بمبقتش عارفه أعمل إيه،
أول ماعلا قالتليى فكرة اننا نهربك، وافقت على طول من غير مافكر حتى، أنى ممكن حاجة زى ديه تأثر على مستقبلى ودمرنى نهائى،كنت زى الغريق اللى لاقى طوق النجاة وتعلق فيه، نسيت كل حاجه ومفكرتش غير فيك أنت وبس ياحبيبى.
أنا بحبك أوى يارامى أوى أوى عمرى ماقلبى دق غير ليك،
ولا حب غيرك ولا هيحب غيرك.
ليبتسم بمحبه : يعنى حب من أول نظرة ههههههه، وانا كمان يارنا.
عارفه كنت بسمع كل كلمه بتقوليها وأنا ضايع، كل حرف
كل كلمه، كنت حاسس انى عايش فى حلم نفسى افوق عشان
أشوفك، أكلمك أخدك فى حضنى، صوتك هو اللى فوقنى، كان الأمل اللى بيمدلى ايده ينجدنى، كان النور اللى بينورلى ضلمتى،
هو اللى عرفنى أنى لسه عايش مامتش، أنا عايش ليكى
وبتنفس بيكى ياعمرى، ياأجمل هديه من ربنا بعتهالى.
لتخفض راسها بخجل : ربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك أبدا، ويقدرنى أنى
أسعدك وعوضك كل اللى فات.
لينظر لها بمكر : بس قوليلى انتى مخفتيش على نفسك وعلى مستقبلك.
أزاى قدرتى تهربينى وتعملى كلى ده لوحدك.
لتردف قائلة : لا عمرى ماخفت ربنا كان معايا، وكمان ابيه منصور وعلا ساعدونى أنى أعرف أخرجك من المستشفى.
ربنا يخليه أنا حكتله كل حاجه وهو رتب كل شئ.
نظر لها بعيون العاشق، توردت وجنتيها باللون الأحمر خجلا، نظرت بعيونها لاسفل، مرر أنامله بين خصلات شعرها المنسدل على أكتافها
وأبعده خلف أذنها ليرى وجهها الملائكى.
: انتى جميله أوى يارنا وطيبه وحنينه أوى.
أبتسمت رنا وضمته وتنهدت بأرتياح، وأكملوا طريقهم.
ظلوا يسرون على شاطئ البحر كثيرا يضحكون،
حتى شعروا بالجوع ذهبوا إلى المطعم، ليتناولوا
طعام العشاء.
ظلوا هكذا طوال فترة شهر العسل، حتى أنتهت أجازتهم وقرروا العوده إلى مصر.
وصلت الطائرة مطار القاهرة الدولى.
هبط رامى ورنا من الطائرة، وأنهوا أجرائتهم وأستلموا حقائبهم.
كان مصطفى وكريم فى أستقبالهم فى صاله الوصول.
ليبتسم مصطفى بسعاده ويضم شقيقته بقوة.... حمد الله على السلامه يارامى، حمد الله على السلامه يارنوووش،
وحشتونا أوى.
.... الله يسلمك يامصطفى، وأنت كمان وحشتنا أوى.
ليردف رامى قائلا .... الله يسلمك يادرش، أخبارك إيه.
ليجيبه مصطفى وهو يدفع عربة الحقائب.... الحمد لله بخير.
لتتساله رنا ..... مجبتش إيمان معاك ليه والعيال.
ليشيح لها بيده .... أن شاء الله لما تروحى تبقى تجيلك.
هو ناقص وجع دماغ.
لتقهقه على حديث شقيقها .... ليه بس حرام عليك دول عسل.
ليتابع.....عسل إيه بس دول بصل خالص.
أنا بفكر أحجز جناح عندك فى المستشفى لأيمان.
لتقهقه رنا ..... هههههههه، لدرجادى ديه.
ليتابع مصطفى ..... وأكتر يابنتى أكتر.
يردف كريم قائلا وهو يخرج الحقائب من سيارته .... حمد الله على السلامه ياأبن عمى أنت وعروستك،
وألف مبروووك يادكتوره رنا.
رنا ..... الله يسلمك.
ليبتسم له ..... الله يسلمك ياكيمو فين مروة.
ليتابع كريم .... ماأنت عارف حاله بابا الصحيه مينفعش نسيبه لوحده.
رامى .... ربنا يشفيه.
مصطفى..... مش ياله، ولا هنقضى اليوم كله فى المطار.
رامى ...... لا ياله بينا عشان نلحق نرتاح شويه، الا أنا نفسى أنام على سريرى أوى.
قهقه الجميع على حديث رامى.
صعدوا جميعاً ألى سيارتهم، وتوجهوا إلى قصر رامى،
نزل رامى ونزلت رنا لكن الباقى رفضوا النزول.
رامى وجه لهم الحديث....
رامى ..... ايه يامصطفى أنت وكريم ماتنزلوا ياله قعدين فى العربيات له.
مصطفى ..... لا ياعم أنا عندى شغل ولازم الحق اروح،
متقلقش بكره هنشوف بعض تانى، ونقعد مع بعض.
رنا ...... تعالوا بدرى بكرة احسن العيال وايمان وحشونى أوى.
مصطفى ..... حاضر ياحببتى سلام.
غادر مصطفى بسيارته متوجهاً لمقر عمله.
رامى ..... وانت ياكيمو رايح فين انت كمان.
كريم ..... معلش يارامى لازم ارجع الشركه اخلص شويه شغل، عشان اعرف اجى بكرة واقعد معاك براحتى.
رامى .... ماشى ياكيمو سلم على مروة كتير وعلى عمى كمان، وخلى بالك من نفسك.
كريم .... تماما سلام مؤقتاً.
صعدت رنا غرفتهم لتفرغ الحقائب.
غادر كريم ومصطفى وصعد رامى ألى غرفته
بعدما أمر الخدم بتجهيز الغداء فى الحديقه،
دخل رامى إلى الغرفه وأغلق الباب خلفه، كانت رنا انتهت من تفريغ الحقائب، ودخلت إلى شرفة الغرفه،
دخل خلفها، كان الهواء يطير خصلات شعرها،
ضمها من الخلف ودفن وجهه فى شعرها،
أبتسمت رنا وسندت رأسها على صدره.
ليردف قائلا ..... القمر سرحان فى إيه.
تنهدت بعمق، وأستدارت ونظرت فى عينه بعشق وهيام.
...... فى حبيبى وبس.
ليبتسم بمحبه ..... بحبك، بعشقك.
لتغمض عينها .... وأنا كمان بموت فيك، أنت الخير اللى ربنا كان شايلهولى ربنا يخليك ليا.
أحتضن وجها بين راحه كفيه وقبلها من جبينها، وامسك يدها برفق وقبلها، وألبسها خاتم ألماظ.
لتتفاجا من تلك الهديه .... الله يارامى ده شكله حلو أوى جبته أمته.
ليجاوبها بحب .... وصيت كريم وأنا مسافر يجهزه، أنتى متعرفيش أنا بحبك قد إيه.
لتبتسم بسعاده.... وأنا كمان يارامى بحبك أوى ونفسى ربنا يرزقنى بولد طيب وزيك بالظبط.
رامى .... هههههه لسه بدرى خلينا نعيشلنا يومين شويه.
وبعدين ولد ولا بنت كله رزق من ربنا، وأنا راضى بأى حاجه الحمد لله.
أبتسمت رنا بكل رضا وأستكانت فى أحضان رامى،
ليمرر انامله بين خصلات شعرها .... ياله ادخلى خدى شور نزلى تعب السفر، عشان نتغدى سوا وأنا هروح أخد شاور فى أى حمام تانى.
رنا .... أوك نتقابل على الغدا.
دخلت رنا المرحاض وملات وحوض الاستحمام بمياه دافئه،
أستكانت به لتريح عقلها من التفكير الشديد،
أغمضت عيونها لبرهه فغلبها النعاس سريعاً،
فراوضها كابوس مزعج، تذكرت العام الذى مر عليها
هى ورامى من ألم ووجع، الحادثه، الظلام الذى عاش به رامى سنوات طوال، ضاع به أجمل لحظات عمره،
أستيقظت وهى تصرخ
.... لا لا لا أنا لا كفايه كفايه.
بتللك اللحظه كان يفتح رامى باب الغرفه بالصدفة
ليأخذ هاتفه، فسمع صراخها، فأنقبض قلبه واسرع ودق الباب بكلتا يديه وحاول فتحه..
.... رنا رنا فى إيه أنتى كويسه، ردى عليا، أنا هدخل.
خرجت رنا من من حوض الأستحمام، أرتدت رداء الأستحمام الحمام، وهى فى حاله بكاء شديد، دخل رامى
أنصعق عندما رأها فى هذه الحاله، أخذها بين أحضانه ليهده من حالتها ويجفف دموعها بأنامله.
.... مالك إيه اللى حصل وإيه الدموع ديه كلها.
لتتعالا شهقاتها.... شفت كابوس كل اللى مرينا بيه خفت عليك أوى، أوعى تسبنى.
هدء من روعها ..... متقلقيش أنا معاكى وجمبك وعمرى ماهسيبك ابدا، أنسى اللى فات، أحنا مع بعض دلوقتى ومفيش حاجه هتفرقنا ابداً، الماضى راح خلاص، فكرى فى مستقبلنا وبس ياحببتى، ياله ألبسى هدومك عشان نتغدى سوا.
أرتدى رنا فستان من اللون الأبيض مزرقش
بورد بالون الوردى زاد من جمالها وأناقتها،
وأطلقت العنان لشعرها ليسدل على ظهرها،
ونزلت لأسفل لتتناول طعام الغداء مع حبيبها، وجدت رامى جالساً
على طاوله بالحديقة وسط الخضرا والأعشاب والأشجار بالقرب من حوض الورود الرائع، وأمامه الطعام
استدار برأسه ليراها وأندهش من جمالها.
ووقف وانحنى لها وأطلق صافرة تدل على أعجابه الشديد بها.
...... إيه يابنتى الجمال ده، أنتى كده هتجنينى
وأرجع المستشفى عندك تانى.
وكزته بكتفه بقبضه يدها برفق.
..... بعد الشر عليك ربنا يخليكى وميحرمنيش منك ابدا، وبعدين متكسفنيش بقى.
ليبتسم بخبث ..... يا رنا القمر بيكسف، طب تعالى أقعدى عشان تأكلى.
ياه يارنا متعرفيش القصر هنا كان واحشنى قد إيه، ليا فى كل ركن ذكرا حلوه ضحكه فرحه،
مش قادر أوصفلك فرحتى قد إيه أنى رجعت هنا.
لتضع يدها على يده..... أنا مبسوطه عشانك أوى، أن شاء الله أيامنا اللى جايه تبقى كلها فرحه وسعادة.
ليرفع راسه لسماء .... يارب ياحببتى.
تناولوا الطعام سويا وبعد الانتهاء قاموا بالسير فى الحديقه يتحدثون.
أنتهى النهار وأختفى ضوئه.
وأتى الليل بظلامه الدامس ينير سمائه القمر
وتتلألأ النجوم.
جلسوا على الأعشاب تحت ضوء القمر.
حتى شعروا بالتعب صعدوا إلى غرفتهم.
أتى ضوء النهار سريعاً، وأشرقت الشمس
وتسللت أشعتها المشرقه لنافذة الغرفة، وأضاءة بنورها
وجهها الملائكى، تمللت بكسل وفركت عيونها بأناملها.
نظرت للطيور وهى تغرد على حافه نافذتها فأبتمست.
ألتقت هاتفها لترى الوقت فلقد أصبحت الساعة الحادية عشر صباحاً، فأعتدلت فى جلستها ونظرت بجوارها على الفراش،
وجدت زوجها وحبيبها يغط فى نوماً عميق.
فتفحصته بعيونها،
مررت أصابعها بين خصلات شعره وطبعت قبله على جبينه لتوقظه، لكنه لم يشعر بها.
مررت يديها برقه على وجنته شعر
بها، فأمسك يديها وقبلها برقه
..... صباح الخير ياحببتى.
رنا ...... صباح النور والسعاده.
إيه الكسل ده كله ياله قدمنا يوم طويل.
ليعتدل بجلسته .... حاسس أنى منمتش يقالى سنين.
لتنهض من الفراش .... نوم العوافى ياحبيبى، ياله الضهر أذن، ياله خد شاور وأتوضى عشان تصلى، وأنا كمان هاروح أخد شاور وصلى وهنزل أجهزلك الفطار.
ليضيق بين حاجبيه..... إيه ده أنتى بتعرفى تتطبخى.
رنا... يعنى على قدى كده.
ليؤما راسه بالموافقه..... ماشى.
دلفت رنا إلى حمام غرفه أخرى أخذت حمامأ
وتوضات وأدت فرضها.
ونزلت إلى المطبخ وساعدت الخدم فى تجهيز الفطار
وأمرتهم بوضعه فى الحديقه.
أنتهى رامى من صلاته.
دق هاتفه برقم مجهول فأجاب
..... ألو مين معايا.
مجهول ..... ألو أستاذ رامى، أنا عاوز أقابل حضرتك.
ليزفر بضيق ..... أنت مين؟ وعاوز تقابلنى له؟
مجهول ..... أسمع ياأبنى، مش وقته الكلام ده المهم دلوقتى أنا عندى كلام ومستندات مهمه أوى هتنفعك
فى اللى جاى.
ليتابع .... كلام إيه ومستندات إيه اللى بتتكلم عنها ديه.
مجهول .... أرجوك أسمعنى أنا هاجى مصر كمان شهر،
لازم أشوفك فيهم، خلى بالك من نفسك ومن عمك سلام.
رامى ..... ألو ألو.
ياترى مين اللى عايزنى؟ وليه؟
لقد أنتاب رامى بعد من الخوف والقلق،
لكنه تظاهر بأن شيئاً لم يحدث، حتى لا يزعج زوجته ويعكر صفو حياتهم.
نزل رامى إلى الحديقة وجد طعام الأفطار على الطاوله.
ورأى رنا تركض خلف الفراشات فأبتسم على براءتها
وتصرفاتها الطفولية.
فسار نحوها وحملها ودار بها، فتعالت ضحكاتهم.
وضعها على كرسى، ليبدأ فى تناول الطعام سوياً.
أمسك رامى بقطعت جبن وأطعمها له حبيبته.
لتبتسم ..... انا فرحتى بوجودك فى حياتى محدش يقدر يوصفها.
ليبادلها هو ايضا...... وانا كمان ياحببتى، ربنا يديم علينا السعادة.
رنا أنا كنت عايز أقولك على حاجه.
..... خير ياحبيبى.
ليردف قائلا .... هو أنا لو أخدت أى قرار هتساندينى فيه، وتقفى جمبى، وتبقى معايا خطوه بخطوه.
لتظهر على وجهها علامات الاندهاش..... طبعا يارامى هو ده سؤال برده، أنا معاك فى أى حاجه هتعملها.
بس ليه بتسأل فى حاجه.
ليربت على يدها ... لا ياحببتى مفيش حاجه.
لقد شعرت رنا بأخفاء رامى شئ عنها.
دخل شقيقها وزوجته وأطفاله.
الاطفال...... عمتو عمتو وحستينا أوى.
لتركض وتحتضن الاطفال..... أهلا أهلا بحبايب عمتو، وأنتوا كمان وحشتونى أوى أوى أوى، عاملين ياحلوين.
الاطفال ..... زحلانين منك خالص، خالص.
لتقهق على حديثهم..... ليه كده بس انا مقدرش على زعلكم.
إيمان لتحتضنها ايمان بمحبه..... ههههههه كفايه بقى سبوهالى شويه أنا كمان، عاوزه أسلم عليها وحشتينى أوى يارنوشششش.
لتبسم بمحبه..... وأنتى كمان والله، كلكم وحشتونى.
ليصافح مصطفى رامى ..... رامى أخبارك إيه.
ليجاوبه..... الحمد لله بخير أنتوا أخباركم إيه.
مصطفى .... تمام كله ماشى، شكلنا كده جينا بدرى أنتوا لسه بتفطروا.
..... لا ياحبيبى أحنا اللى صحنا متأخر ياله أفطروا معانا.
إيمان ..... لا أحنا سبقناكم من بدرى بالهنا والشفا، كملوا فطاركم أنتوا.
رامى .... أنا كده تمام الحمد لله شبعت، هاخد مصطفى ونروح نقعد فى المكتب شويه.
وضعت رنا يديها بخصرها ووجهت لهم الحديث
..... ياسلام ومين بقى أن شاء الله اللى هيشوى اللحمه.
قهقه الجميع على حركاته الطفوليه
ليرفع يده..... أنا طبعا ومصطفى، بس يعنى هنشرب القهوه ونيجى على طول ياحبيبى ممكن.
رنا .... أوك بس هى ساعة زمن على مانكون جهزنا اللحمه والشوايه تمام.
رامى .... كده حلو أوى ميرسى ياحبيبى، ياله يادرش
قبل ما ترجع فى كلامها.
مصطفى ..... ربنا يكون فى عونك.
رامى .... هههههه.
أتجه مصطفى ورامى إلى غرفة المكتب.
وتوجهت رنا وإيمان إلى المطبخ، لتتابع تجهيز الخدم
لطعام الغداء وتجهيز اللحم.
وتركوا الأطفال يمرحون بالحديقه.
..........................................................
جلس رامى على مقعد مكتبه وأمامه مصطفى وأغلقوا الباب.
ليندهش مصطفى ..... شكلك كده عايز تقول حاجه.
ليوما راسه..... فعلا بس قولى الأول، أخبار التحقيق فى قضيه أهلى.
مصطفى ..... بصراحه القضيه صعبه أوى لأنى داخل فيها أطراف أجنبيه، والناس اللى قتلت أهلك مفيش أى حاجه تثبت دخولهم مصر.
أن شاء الله نحاول نوصل لحاجة.
رامى ..... يعنى إيه مش هعرف أخد حق أهلى.
مصطفى ..... لا طبعا أن شاء الله هتاخد حقهم،
وهنقبض على اللى عمل كده متقلقش وسبها على ربنا.
بس قولى أنت كنت عايز تقلى إيه.
رامى ..... جالى أتصال النهارده غريب جدا من رقم مجهول، واحد بيقلى أنه عنده كلام كتير ومستندات مهمه أوى بخصوص اللى قتلوا أهلى، وطلب منى أنوا يجى مصر يقابلنى.
مصطفى ..... غريبا جدا بس معرفتش مين.
رامى ..... لا للأسف،، قفل الخط بسرعه ملحقتش
أسأله، بس هو قالى أنه جاى مصر كمان شهر.
مصطفى .... طب ورينى الرقم كده يمكن نعرف نوصل لصاحبه.
رامى ....... ثوانى هطلعلك الرقم.
أخرج رامى هاتفه وبحث عن الرقم، فوجده وأعطا لمصطفى الهاتف لرؤيه رقم الأتصال المجهول.
مصطفى ..... ورينى كده، ده مش مصرى، عمتاً أنا هحاول أوصل لصاحب الرقم وبلغلك، ولو حصل حاجه
بلغنى على طول.
رامى ..... تمام ياله بينا بقى نخرج أحسن أختك
تجنن علينا.
مصطفى ..... عندك حق إيمان كمان ممكن تجنن.
رامى ..... هههههههههه.
خرجا الأثنين من غرفة المكتب.
..........................................................
دلفت رنا وإيمان إلى المطبخ وأمروا الخدم بتجهيزا المشواه فى الحديقة وتحضير اللحم أيضاً.
وشرعت رنا فى تقطيع السلطة وإيمان فى تجهيز
المقبلات.
إيمان ...... قوليلى عامله إيه مع رامى.
تنهدت رنا بأرتياح شديد وفرحه وسعادة تلمع فى عينيها.
رنا ...... لو قعدت عمرى كله أوصفلك سعادتى قد إيه
مع رامى، مش هقدر، حاجه كده تتحس متتقلش،
رامى طيب أوى وحنين وبيحبنى جداً، وده كفايه عليا.
إيمان ..... ياحببتى أنا مبسوطه أوى عشانك، ربنا يسعدك ويكمل فرحتك بنونو صغير يملا عليكوا الدنيا.
رنا ..... يارب.
الخادمه ...... كل حاجة جاهزه يادكتوره فى الجنينه،
والبيه كمان موجود هناك.
رنا ..... أوك أنا كمان خلصت السلطه، ممكن تاخديها هى كمان والمقبلات، وأنا هجيب العصير وهاجى وراكى.
الخادمه .... حاضر يادكتوره.
خرجت إيمان ورنا من المطبخ، وتوجهوا إلى الحديقة،
وهناك وجدوا مروة شقيقة رامى وزوجها كريم وعمه،
ألقت عليهم التحية.
وجلسا الجميع يمرحون ويتحدثون.
رنا ..... وحشانى أوى يامروة.
مروة...... وأنتى كمان، ورامى وحشنى خالص، كنت حسه أنى ميت، بس دلوقتى لا، علشان اخويا حبيبى جمبى.
كريم ..... ربنا يخليكوا لبعض على طول.
عبدالله ...... عامل إيه يارامى يأبنى.
رامى ...... الحمد لله ياعمى بخير.
عبدالله ..... يارب دايماً ياحبيبى، سامحتنى.
رامى ..... اه ياعمى سامحتك، وأنسى خلاص مفيش حاجه أنت برده معذور، وربنا يتم شفاك.
عبدالله ..... ياه الحمد لله متعرفش فرحت قلبى وهم كبير أنزاح من عليه.
رامى ..... أحنا أهل واحده، ومهما حصل هنفضل عيله واحده، ولازم نحط إيدينا فى إيد بعض.
كريم .... طبعا يارامى وأنا جمبك فى أى وقت.
وبعد نصف ساعه وصل منصور هو أيضاً، وهو يحمل
كماً هائلاً من الطعام، أحضره معه من الصعيد ومعه والدته خديجه.
عندما رأتها رنا ركضت نحوها، وأستكانت بين أحضانها.
فهى بمثابة والدتها.
قبلت يداها، وأيضاً رامى قبل يداها وسلم عليها فهو يعتبرها والدته.
وبعد التهانى والأحضان، جلس الجميع يتحدثون.
رنا ..... ماما خديجه حمد الله على سلامتك.
خديجه ...... الله يسلمك ياحببتى عامله إيه يابنتى.
رنا ...... الحمد لله كل تمام.
خديجه ...... وأنت يارامى عامل إيه يا أبنى.
رامى ...... الحمد لله ياأمى بخير بفضل دعواتك.
خديجه ...... دعيلكوا ياحبيبى فى كل صلاة.
منصور ....... أروح أنا بقى.
رنا ....... ههههههه لا ياأبيه أنت الخير والبركه.
رامى ..... هههههه تعالا بس نشوف موضوع اللحم،
اللى عايزه تتشوى ديه أنا نسيت الكلام ده.
منصور ...... كمان لحمه هى وصلت لكده.
ذهبا رامى ومنصور لوضع اللحمه على المشواه.
تم تجهيز طعام الغداء، وألتف الجميع حول الطاوله.
وشرعوا فى تناول الطعام جميعاً وسط أجواء عائليه .لا يعكر صفوها شئ.
وبعد،،،
الطعام جلسوا سويأ يضحكون ويلعبون معاً.
حتى أتى لمنصور أتصالاً هاتفياً من أبنته خالته الراحله
هشام الغازولى، فهو رجل أعمال يستقر بالغردقة.
منصور ...... ألو مين معايا.
هشام ...... لحقت تنسى صوتى يامنصور.
منصور ..... مين هشام الغازولى أبن خالتى وحبيبى
عاش من سمع صوتك فينك بقالك سنه محدش سمع صوتك.
هشام ...... أنا محتاجك أوى يامنصور لازم تجيلى الغردقه فى أسرع وقت.
منصور ..... فى إيه ياأبنى قلقلتنى عليك.
هشام ..... مش هينفع الكلام فى التلفيون لما تيجى هتعرف كل حاجة.
منصور ..... يوم السبت هكون عندك على طول
هشام ...... تمام وانا هستناك فى المطار،
سلام دلوقتى.
منصور ..... سلام.
أغلق منصور الهاتف وهو فى حيرة شديده.
صوت أبن خالته وصديق طفولته وشريكه فى بعض الأعمال لا يطمئنه، ظل ثوانى واقفاً يفكر
حتى أتت من خلفه صديقة رنا الدكتوره علا.
علا...... وحشتنى.
أندهش منصور من الكلمة، وأستدار ليرا صاحبة الصوت.
منصور...... بتقولى إيه.
أحمرت وجنتبها خجلاً ووضعت يدها على وجهها وهى ترتعش وتنهدت بخوف، وبلعت ريقها بصعوبه شديده.
علا..... بقلك وحشتنى.
منصور....... لا حولا ولا قوة إلا بالله روحى ياماما ألعبى بعيد.
علا...... على فكرة أنا دكتوره محترمه وبحبك جداً، ومش هيأس وهفضل وراك لحد متحبنى.
منصور....... ربنا يهديكى.
أنصرف من أمامها وتركها تكاد تنفجر من الغيظ
ونيران الحب تشتعل بقلبها.
أبتسمت بخبث وتوعدت له بجعل نيران الحب والغيرة تشتعل بقلبه.
أتت إليها رنا.
رنا ..... ههههههه نفضلك تانى،، معلش معلش.
علا ...... أنا هنفجر سنين بحبه ومش حاسس بيا ولا معبرنى، أولع فى نفسى.
رنا ..... ههههههه مش معقول لدرجادى بتحبيه.
علا ..... وأكتر من كده.
رنا ..... أن شاء الله هيكون من نصيبك، تعالى أقعدى معانا الأول.
جلس منصور بجوار والدته، فلاحظت عليه شروده
منذ أن جاءه الاتصال الهاتفى.
خديجه ...... مالك ياولادى ساكت ليه فى حاجه حوصلت، ومين اللى كان بيحدتك؟
منصور .... ده هشام أبن خالتى يا أمى.
خديجه ..... ياه ولما أفتكر أنى ليه أبن خاله يسأل عليه.
منصور ....معلش ياأمى الدنيا تلاهى وكل واحد عنده مشاكل وشغله.
خديجه ..... بس وشك مابيقولش أجده هتخبى عنى ياولدى.
منصور ...... صوته كان حزين ومكسور أوى، مضايق مخنوق مش عارف مش ده هشام اللى أعرفه، زى ميكون فى حاجه خنقاه طلب منى أسفرله.
خديجه ..... قلقتنى ياولادى خير أن شاء الله.
سافرله ياولادى أطمن عليه وطمنى.
منصور ..... حاضر ياأمى.
...................................................
أغلق هشام الهاتف وكل قطعه بداخله ممزقة لفراق حبيبته، فلقد أشتاق لها.
كيف لها أن تتركه؟ بعد كل ماعانوه سوياً.
ليس من حقها تركه وحيداً بين ذكرياتها.
قام من على مقعده وتحرك بأتجاه نافذة غرفه مكتبها.
عقد ذراعيه وتنهد بضيق، أغمض عيون لوهله هربت دمعه حاره.
هشام ..... ليه كده ياريم ليه تسبينى وتمشى،،
ليه تهربى من حبى ليكى، أنا مستعد أحارب الدنيا كلها علشانك، خوفك عليا، خلاكى تبعدى عنى،
ليه تسبينى بعد محطمتى كل حصونى ،،
وخلتينى أعرف معنى الحب.
حطم بقبضته القوية زجاج النافذة مما جعل يديه تنزف.
دخل علاء الغرفة وجد يده غارقه بالدماء،
أنصعق مما رائه.
علاء .....إيه ده فى حد عاقل يعمل كده، ورينى إيدك.
نظف له الجرح ووضع له ضمادة طبية.
لم يشعر هشام بأى ألم.
علاء ...... لازم الجرح يتخيط أنا هنضفه وعقمه،
بس لازم يتخيط فاهم.
لم ينتبه لكلام علاء مما أغضبه شديداً وجعله يصرخ به.
علاء ..... فوق بقى هتفضل كده لأمته، شوف دقنك ولا شكلك، وكمان جرحت أيدك كفايه بقى وفوق لنفسك.
تفتكر اللى أنت فيه هيرجع ريم، تبقى غلطان.
هشام ..... بس هى ترجع أو ترد على تلفوناتى حتى.
علاء ...... كلمت منصور.
هشام ...... اه وطلبت منه
يجى بسرعه.
ودعت رنا شقيقها وزوجته، وودع رامى تؤمه وصعدا إلى السيارة معاً، وأنطلقوا ليقضوا ليلتهم الأولى بالفندق، وفى الصباح
سافروا إلى جزيرة على شاطئ البحر، ليقضوا شهر العسل الخاص بهم،
وصلوا إلى مكان أقامتهم.
المكان عبارة عن جزيرة تحاوطها الماء من كل الاتجاهات، تمتع بالخصوصيه، ترى بها جمال المناظر الطبيعية الخلابه التى تخطف الأنظار وتريح البال، كانت رنا دائما تحلم بقضاء به اجازة زواجها،
أنبهرت من جمال الجزيرة...
لتبتسم بسعادة بالغة ...... واو ديه تحفه، جميله أوى وهاديه، أنت متعرفش قد إيه أنا بحب البحر، وكان نفسى أجى هنا من زمان اوى، طول عمرى كنا بحلم أنى أجى هنا، وقضى شهر العسل،.
ليبتسم بمحبه ويضمها بذراعيه...... هههههه عارف عشان كده جبتك هنا ياقلبى.
أتسعت عينها وأندهشت من علمه بهذا الأمر، من أين علم ومن أخبره؟
لتتسع عيناها..... عارف ! عرفت إزاى،
مرر انامله بين خصلات شعره الشقراء،
..... منصور فتن عليكى، وقالى هو ومصطفى أنك نفسك تيجى هنا، عشان كده عملتهالك مفاجأه ومردتش أقولك على مكان شهر العسل،
وبصراحه منصور هو اللى رتب كل حاجه، وكل ده هديه منه، منصور بقى اخويا بجد، وبقى مغرقنى بجمايله عليا.
لتبتسم بخجل ..... ربنا يخليه، ويسعده أبيه منصور دايما كده، أخلاقه وروحه عالية أوى، بيحب يسعد اللى حوله، عارف انا نفسى يتجوز علا والله ديه بتحبه اوى.
فتللك اللحظه دق هاتف رنا وكان المتصل منصور
...... حمد الله على السلامه يارب تكون المفاجأه عجبتك.
لتجيبه ..... عجبتنى جدا جدا، أنا متشكرة أوى ياأبيه
ربنا يخليكى ليا وشوفك عريس.
ليردف قائلا وهو يبتسم ..... ههههههه ماشى ياله سلميلى على رامى، وأقفلى تلفونك، وأنبسطى سلام.
تنهى المكالمه لتغلق الهاتف.
ليردف رامى قائلا ..... هاه تحبى تعملى إيه دلوقتى تأكلى الأول.
لتجيبه..... لا كفايه الأكل فى الطيارة، أنا هفضى الشنط بسرعه، وننزل نتمشى على البحر شوية.
ليومأ راسه بالموافقه ويضع لها الحقائب على التخت، لتفرغ لمحتوياتها.
أسرعت رنا ورامى بتفريغ الحقائب سريعاً، ليستطيعوا
السير على شاطئ البحر، والتمتع بهدوء الجزيرة وجمالها الخلاب ومناظرها الطبيعية، التى تأسر العيون،
أنتهوا سريعاً من أفراغ الحقائب وتوجوا إلى الشاطئ
كان منظر البحر رائعاً.
سارو عده خطوات ممسكا يداها بحب
وعشق ليتحدث قائلا.....: مبسوطه ياحببتى انك معايا.
تبعد خصلات شعرها بخجل : انا فى قمه سعادتى مش قادرة اصدق اللى انا فيه،
حبيبى ونور عينى وقلبى بين ايديا،
والله العظيم انا حسه نفسى بحلم.
توقف رامى أمامها، يتفحصها بعينه يضم وجها الملائكى بين راحة كفيه، سرح فى جمالها ورقتها و قلبها،
طبع قبله على جبينها وضمها بين ذراعيه يستنشق عبير زهورها.
لتنظر له بعشق : أنت بقى سعيد معايا.
يبعد خصلات شعرها خلف أذنها : أنتى ردتى فى الروح أنتى حببتى وعمرى وقلبى
من جوه، مش عايز حاجه فى الدنيا غيرك،
أنا عايش بس عشان أسعدك،، أى حاجه نفسك فيها
أنا هحققهالك أطلبى وأتمنى بس أنتى،،
انتى السبب فى اللى أنا
وصلتله دلوقتى، من غيرك كان زمانى لسه عايش فى الضلمة،
ولا كان حد سال فيا ولا حد يفتكرنى.
قبل يديها وحملها بين ذراعيه ودار بها
لتبتسم بسعاده : رامى عيب الناس يتبص علينا.
ليقهقه على خجلها: هو حد عايز مننا حاجه أنتى مراتى حلالى ولا ايه.
لتتابع : ههههههه أنت أحلى حاجه حصلتلى،
أنا كل يوم بصلى وبحمد ربنا عليك، أنت نعمه ربنا بعتهالى،
ياحبيبى عارف يارامى، أنا كنت باجى المستشفى وأنا فى الكليه،
وأفضل واقفه قدام باب أوضتك محتارة، نفسى أعرف
مين جوا وايه حكايته نفسى، أشوف شكلك، حتى بعد ماتخرجت، كنت برده بفضل
واقفه قدام باب الأوضة، لحد ماخدت القرار أنى أعرف حكايتك إيه، ولما عرفت
صممت أنى لازم أعالجك وأقف جمبك، أنا حبيتك من قبل ماشوفك، ومن أول نظرة دخلت قلبى وقفلت
عليك، كان عندى أصرار رهيب أنك تخف وتقف على
رجلك، وكنت واثقه أنك برئ وعمرك ماتعمل حاجه زى كده أبدا.
ليضع يده على وجنتيها ..... وعرفتى أزاى أنى برئ.
لتحتضن وجهه بين يداها ...... مش عارفة أحساس جوايا كان بيأكدلى أنك برئ.
حتى لما عمك عرف وحاول ياخدك ويوديك مستشفى تانية، كنت عامله زى المجنونة، مش عارفه أفكر دماغى وقفت بمبقتش عارفه أعمل إيه،
أول ماعلا قالتليى فكرة اننا نهربك، وافقت على طول من غير مافكر حتى، أنى ممكن حاجة زى ديه تأثر على مستقبلى ودمرنى نهائى،كنت زى الغريق اللى لاقى طوق النجاة وتعلق فيه، نسيت كل حاجه ومفكرتش غير فيك أنت وبس ياحبيبى.
أنا بحبك أوى يارامى أوى أوى عمرى ماقلبى دق غير ليك،
ولا حب غيرك ولا هيحب غيرك.
ليبتسم بمحبه : يعنى حب من أول نظرة ههههههه، وانا كمان يارنا.
عارفه كنت بسمع كل كلمه بتقوليها وأنا ضايع، كل حرف
كل كلمه، كنت حاسس انى عايش فى حلم نفسى افوق عشان
أشوفك، أكلمك أخدك فى حضنى، صوتك هو اللى فوقنى، كان الأمل اللى بيمدلى ايده ينجدنى، كان النور اللى بينورلى ضلمتى،
هو اللى عرفنى أنى لسه عايش مامتش، أنا عايش ليكى
وبتنفس بيكى ياعمرى، ياأجمل هديه من ربنا بعتهالى.
لتخفض راسها بخجل : ربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك أبدا، ويقدرنى أنى
أسعدك وعوضك كل اللى فات.
لينظر لها بمكر : بس قوليلى انتى مخفتيش على نفسك وعلى مستقبلك.
أزاى قدرتى تهربينى وتعملى كلى ده لوحدك.
لتردف قائلة : لا عمرى ماخفت ربنا كان معايا، وكمان ابيه منصور وعلا ساعدونى أنى أعرف أخرجك من المستشفى.
ربنا يخليه أنا حكتله كل حاجه وهو رتب كل شئ.
نظر لها بعيون العاشق، توردت وجنتيها باللون الأحمر خجلا، نظرت بعيونها لاسفل، مرر أنامله بين خصلات شعرها المنسدل على أكتافها
وأبعده خلف أذنها ليرى وجهها الملائكى.
: انتى جميله أوى يارنا وطيبه وحنينه أوى.
أبتسمت رنا وضمته وتنهدت بأرتياح، وأكملوا طريقهم.
ظلوا يسرون على شاطئ البحر كثيرا يضحكون،
حتى شعروا بالجوع ذهبوا إلى المطعم، ليتناولوا
طعام العشاء.
ظلوا هكذا طوال فترة شهر العسل، حتى أنتهت أجازتهم وقرروا العوده إلى مصر.
وصلت الطائرة مطار القاهرة الدولى.
هبط رامى ورنا من الطائرة، وأنهوا أجرائتهم وأستلموا حقائبهم.
كان مصطفى وكريم فى أستقبالهم فى صاله الوصول.
ليبتسم مصطفى بسعاده ويضم شقيقته بقوة.... حمد الله على السلامه يارامى، حمد الله على السلامه يارنوووش،
وحشتونا أوى.
.... الله يسلمك يامصطفى، وأنت كمان وحشتنا أوى.
ليردف رامى قائلا .... الله يسلمك يادرش، أخبارك إيه.
ليجيبه مصطفى وهو يدفع عربة الحقائب.... الحمد لله بخير.
لتتساله رنا ..... مجبتش إيمان معاك ليه والعيال.
ليشيح لها بيده .... أن شاء الله لما تروحى تبقى تجيلك.
هو ناقص وجع دماغ.
لتقهقه على حديث شقيقها .... ليه بس حرام عليك دول عسل.
ليتابع.....عسل إيه بس دول بصل خالص.
أنا بفكر أحجز جناح عندك فى المستشفى لأيمان.
لتقهقه رنا ..... هههههههه، لدرجادى ديه.
ليتابع مصطفى ..... وأكتر يابنتى أكتر.
يردف كريم قائلا وهو يخرج الحقائب من سيارته .... حمد الله على السلامه ياأبن عمى أنت وعروستك،
وألف مبروووك يادكتوره رنا.
رنا ..... الله يسلمك.
ليبتسم له ..... الله يسلمك ياكيمو فين مروة.
ليتابع كريم .... ماأنت عارف حاله بابا الصحيه مينفعش نسيبه لوحده.
رامى .... ربنا يشفيه.
مصطفى..... مش ياله، ولا هنقضى اليوم كله فى المطار.
رامى ...... لا ياله بينا عشان نلحق نرتاح شويه، الا أنا نفسى أنام على سريرى أوى.
قهقه الجميع على حديث رامى.
صعدوا جميعاً ألى سيارتهم، وتوجهوا إلى قصر رامى،
نزل رامى ونزلت رنا لكن الباقى رفضوا النزول.
رامى وجه لهم الحديث....
رامى ..... ايه يامصطفى أنت وكريم ماتنزلوا ياله قعدين فى العربيات له.
مصطفى ..... لا ياعم أنا عندى شغل ولازم الحق اروح،
متقلقش بكره هنشوف بعض تانى، ونقعد مع بعض.
رنا ...... تعالوا بدرى بكرة احسن العيال وايمان وحشونى أوى.
مصطفى ..... حاضر ياحببتى سلام.
غادر مصطفى بسيارته متوجهاً لمقر عمله.
رامى ..... وانت ياكيمو رايح فين انت كمان.
كريم ..... معلش يارامى لازم ارجع الشركه اخلص شويه شغل، عشان اعرف اجى بكرة واقعد معاك براحتى.
رامى .... ماشى ياكيمو سلم على مروة كتير وعلى عمى كمان، وخلى بالك من نفسك.
كريم .... تماما سلام مؤقتاً.
صعدت رنا غرفتهم لتفرغ الحقائب.
غادر كريم ومصطفى وصعد رامى ألى غرفته
بعدما أمر الخدم بتجهيز الغداء فى الحديقه،
دخل رامى إلى الغرفه وأغلق الباب خلفه، كانت رنا انتهت من تفريغ الحقائب، ودخلت إلى شرفة الغرفه،
دخل خلفها، كان الهواء يطير خصلات شعرها،
ضمها من الخلف ودفن وجهه فى شعرها،
أبتسمت رنا وسندت رأسها على صدره.
ليردف قائلا ..... القمر سرحان فى إيه.
تنهدت بعمق، وأستدارت ونظرت فى عينه بعشق وهيام.
...... فى حبيبى وبس.
ليبتسم بمحبه ..... بحبك، بعشقك.
لتغمض عينها .... وأنا كمان بموت فيك، أنت الخير اللى ربنا كان شايلهولى ربنا يخليك ليا.
أحتضن وجها بين راحه كفيه وقبلها من جبينها، وامسك يدها برفق وقبلها، وألبسها خاتم ألماظ.
لتتفاجا من تلك الهديه .... الله يارامى ده شكله حلو أوى جبته أمته.
ليجاوبها بحب .... وصيت كريم وأنا مسافر يجهزه، أنتى متعرفيش أنا بحبك قد إيه.
لتبتسم بسعاده.... وأنا كمان يارامى بحبك أوى ونفسى ربنا يرزقنى بولد طيب وزيك بالظبط.
رامى .... هههههه لسه بدرى خلينا نعيشلنا يومين شويه.
وبعدين ولد ولا بنت كله رزق من ربنا، وأنا راضى بأى حاجه الحمد لله.
أبتسمت رنا بكل رضا وأستكانت فى أحضان رامى،
ليمرر انامله بين خصلات شعرها .... ياله ادخلى خدى شور نزلى تعب السفر، عشان نتغدى سوا وأنا هروح أخد شاور فى أى حمام تانى.
رنا .... أوك نتقابل على الغدا.
دخلت رنا المرحاض وملات وحوض الاستحمام بمياه دافئه،
أستكانت به لتريح عقلها من التفكير الشديد،
أغمضت عيونها لبرهه فغلبها النعاس سريعاً،
فراوضها كابوس مزعج، تذكرت العام الذى مر عليها
هى ورامى من ألم ووجع، الحادثه، الظلام الذى عاش به رامى سنوات طوال، ضاع به أجمل لحظات عمره،
أستيقظت وهى تصرخ
.... لا لا لا أنا لا كفايه كفايه.
بتللك اللحظه كان يفتح رامى باب الغرفه بالصدفة
ليأخذ هاتفه، فسمع صراخها، فأنقبض قلبه واسرع ودق الباب بكلتا يديه وحاول فتحه..
.... رنا رنا فى إيه أنتى كويسه، ردى عليا، أنا هدخل.
خرجت رنا من من حوض الأستحمام، أرتدت رداء الأستحمام الحمام، وهى فى حاله بكاء شديد، دخل رامى
أنصعق عندما رأها فى هذه الحاله، أخذها بين أحضانه ليهده من حالتها ويجفف دموعها بأنامله.
.... مالك إيه اللى حصل وإيه الدموع ديه كلها.
لتتعالا شهقاتها.... شفت كابوس كل اللى مرينا بيه خفت عليك أوى، أوعى تسبنى.
هدء من روعها ..... متقلقيش أنا معاكى وجمبك وعمرى ماهسيبك ابدا، أنسى اللى فات، أحنا مع بعض دلوقتى ومفيش حاجه هتفرقنا ابداً، الماضى راح خلاص، فكرى فى مستقبلنا وبس ياحببتى، ياله ألبسى هدومك عشان نتغدى سوا.
أرتدى رنا فستان من اللون الأبيض مزرقش
بورد بالون الوردى زاد من جمالها وأناقتها،
وأطلقت العنان لشعرها ليسدل على ظهرها،
ونزلت لأسفل لتتناول طعام الغداء مع حبيبها، وجدت رامى جالساً
على طاوله بالحديقة وسط الخضرا والأعشاب والأشجار بالقرب من حوض الورود الرائع، وأمامه الطعام
استدار برأسه ليراها وأندهش من جمالها.
ووقف وانحنى لها وأطلق صافرة تدل على أعجابه الشديد بها.
...... إيه يابنتى الجمال ده، أنتى كده هتجنينى
وأرجع المستشفى عندك تانى.
وكزته بكتفه بقبضه يدها برفق.
..... بعد الشر عليك ربنا يخليكى وميحرمنيش منك ابدا، وبعدين متكسفنيش بقى.
ليبتسم بخبث ..... يا رنا القمر بيكسف، طب تعالى أقعدى عشان تأكلى.
ياه يارنا متعرفيش القصر هنا كان واحشنى قد إيه، ليا فى كل ركن ذكرا حلوه ضحكه فرحه،
مش قادر أوصفلك فرحتى قد إيه أنى رجعت هنا.
لتضع يدها على يده..... أنا مبسوطه عشانك أوى، أن شاء الله أيامنا اللى جايه تبقى كلها فرحه وسعادة.
ليرفع راسه لسماء .... يارب ياحببتى.
تناولوا الطعام سويا وبعد الانتهاء قاموا بالسير فى الحديقه يتحدثون.
أنتهى النهار وأختفى ضوئه.
وأتى الليل بظلامه الدامس ينير سمائه القمر
وتتلألأ النجوم.
جلسوا على الأعشاب تحت ضوء القمر.
حتى شعروا بالتعب صعدوا إلى غرفتهم.
أتى ضوء النهار سريعاً، وأشرقت الشمس
وتسللت أشعتها المشرقه لنافذة الغرفة، وأضاءة بنورها
وجهها الملائكى، تمللت بكسل وفركت عيونها بأناملها.
نظرت للطيور وهى تغرد على حافه نافذتها فأبتمست.
ألتقت هاتفها لترى الوقت فلقد أصبحت الساعة الحادية عشر صباحاً، فأعتدلت فى جلستها ونظرت بجوارها على الفراش،
وجدت زوجها وحبيبها يغط فى نوماً عميق.
فتفحصته بعيونها،
مررت أصابعها بين خصلات شعره وطبعت قبله على جبينه لتوقظه، لكنه لم يشعر بها.
مررت يديها برقه على وجنته شعر
بها، فأمسك يديها وقبلها برقه
..... صباح الخير ياحببتى.
رنا ...... صباح النور والسعاده.
إيه الكسل ده كله ياله قدمنا يوم طويل.
ليعتدل بجلسته .... حاسس أنى منمتش يقالى سنين.
لتنهض من الفراش .... نوم العوافى ياحبيبى، ياله الضهر أذن، ياله خد شاور وأتوضى عشان تصلى، وأنا كمان هاروح أخد شاور وصلى وهنزل أجهزلك الفطار.
ليضيق بين حاجبيه..... إيه ده أنتى بتعرفى تتطبخى.
رنا... يعنى على قدى كده.
ليؤما راسه بالموافقه..... ماشى.
دلفت رنا إلى حمام غرفه أخرى أخذت حمامأ
وتوضات وأدت فرضها.
ونزلت إلى المطبخ وساعدت الخدم فى تجهيز الفطار
وأمرتهم بوضعه فى الحديقه.
أنتهى رامى من صلاته.
دق هاتفه برقم مجهول فأجاب
..... ألو مين معايا.
مجهول ..... ألو أستاذ رامى، أنا عاوز أقابل حضرتك.
ليزفر بضيق ..... أنت مين؟ وعاوز تقابلنى له؟
مجهول ..... أسمع ياأبنى، مش وقته الكلام ده المهم دلوقتى أنا عندى كلام ومستندات مهمه أوى هتنفعك
فى اللى جاى.
ليتابع .... كلام إيه ومستندات إيه اللى بتتكلم عنها ديه.
مجهول .... أرجوك أسمعنى أنا هاجى مصر كمان شهر،
لازم أشوفك فيهم، خلى بالك من نفسك ومن عمك سلام.
رامى ..... ألو ألو.
ياترى مين اللى عايزنى؟ وليه؟
لقد أنتاب رامى بعد من الخوف والقلق،
لكنه تظاهر بأن شيئاً لم يحدث، حتى لا يزعج زوجته ويعكر صفو حياتهم.
نزل رامى إلى الحديقة وجد طعام الأفطار على الطاوله.
ورأى رنا تركض خلف الفراشات فأبتسم على براءتها
وتصرفاتها الطفولية.
فسار نحوها وحملها ودار بها، فتعالت ضحكاتهم.
وضعها على كرسى، ليبدأ فى تناول الطعام سوياً.
أمسك رامى بقطعت جبن وأطعمها له حبيبته.
لتبتسم ..... انا فرحتى بوجودك فى حياتى محدش يقدر يوصفها.
ليبادلها هو ايضا...... وانا كمان ياحببتى، ربنا يديم علينا السعادة.
رنا أنا كنت عايز أقولك على حاجه.
..... خير ياحبيبى.
ليردف قائلا .... هو أنا لو أخدت أى قرار هتساندينى فيه، وتقفى جمبى، وتبقى معايا خطوه بخطوه.
لتظهر على وجهها علامات الاندهاش..... طبعا يارامى هو ده سؤال برده، أنا معاك فى أى حاجه هتعملها.
بس ليه بتسأل فى حاجه.
ليربت على يدها ... لا ياحببتى مفيش حاجه.
لقد شعرت رنا بأخفاء رامى شئ عنها.
دخل شقيقها وزوجته وأطفاله.
الاطفال...... عمتو عمتو وحستينا أوى.
لتركض وتحتضن الاطفال..... أهلا أهلا بحبايب عمتو، وأنتوا كمان وحشتونى أوى أوى أوى، عاملين ياحلوين.
الاطفال ..... زحلانين منك خالص، خالص.
لتقهق على حديثهم..... ليه كده بس انا مقدرش على زعلكم.
إيمان لتحتضنها ايمان بمحبه..... ههههههه كفايه بقى سبوهالى شويه أنا كمان، عاوزه أسلم عليها وحشتينى أوى يارنوشششش.
لتبسم بمحبه..... وأنتى كمان والله، كلكم وحشتونى.
ليصافح مصطفى رامى ..... رامى أخبارك إيه.
ليجاوبه..... الحمد لله بخير أنتوا أخباركم إيه.
مصطفى .... تمام كله ماشى، شكلنا كده جينا بدرى أنتوا لسه بتفطروا.
..... لا ياحبيبى أحنا اللى صحنا متأخر ياله أفطروا معانا.
إيمان ..... لا أحنا سبقناكم من بدرى بالهنا والشفا، كملوا فطاركم أنتوا.
رامى .... أنا كده تمام الحمد لله شبعت، هاخد مصطفى ونروح نقعد فى المكتب شويه.
وضعت رنا يديها بخصرها ووجهت لهم الحديث
..... ياسلام ومين بقى أن شاء الله اللى هيشوى اللحمه.
قهقه الجميع على حركاته الطفوليه
ليرفع يده..... أنا طبعا ومصطفى، بس يعنى هنشرب القهوه ونيجى على طول ياحبيبى ممكن.
رنا .... أوك بس هى ساعة زمن على مانكون جهزنا اللحمه والشوايه تمام.
رامى .... كده حلو أوى ميرسى ياحبيبى، ياله يادرش
قبل ما ترجع فى كلامها.
مصطفى ..... ربنا يكون فى عونك.
رامى .... هههههه.
أتجه مصطفى ورامى إلى غرفة المكتب.
وتوجهت رنا وإيمان إلى المطبخ، لتتابع تجهيز الخدم
لطعام الغداء وتجهيز اللحم.
وتركوا الأطفال يمرحون بالحديقه.
..........................................................
جلس رامى على مقعد مكتبه وأمامه مصطفى وأغلقوا الباب.
ليندهش مصطفى ..... شكلك كده عايز تقول حاجه.
ليوما راسه..... فعلا بس قولى الأول، أخبار التحقيق فى قضيه أهلى.
مصطفى ..... بصراحه القضيه صعبه أوى لأنى داخل فيها أطراف أجنبيه، والناس اللى قتلت أهلك مفيش أى حاجه تثبت دخولهم مصر.
أن شاء الله نحاول نوصل لحاجة.
رامى ..... يعنى إيه مش هعرف أخد حق أهلى.
مصطفى ..... لا طبعا أن شاء الله هتاخد حقهم،
وهنقبض على اللى عمل كده متقلقش وسبها على ربنا.
بس قولى أنت كنت عايز تقلى إيه.
رامى ..... جالى أتصال النهارده غريب جدا من رقم مجهول، واحد بيقلى أنه عنده كلام كتير ومستندات مهمه أوى بخصوص اللى قتلوا أهلى، وطلب منى أنوا يجى مصر يقابلنى.
مصطفى ..... غريبا جدا بس معرفتش مين.
رامى ..... لا للأسف،، قفل الخط بسرعه ملحقتش
أسأله، بس هو قالى أنه جاى مصر كمان شهر.
مصطفى .... طب ورينى الرقم كده يمكن نعرف نوصل لصاحبه.
رامى ....... ثوانى هطلعلك الرقم.
أخرج رامى هاتفه وبحث عن الرقم، فوجده وأعطا لمصطفى الهاتف لرؤيه رقم الأتصال المجهول.
مصطفى ..... ورينى كده، ده مش مصرى، عمتاً أنا هحاول أوصل لصاحب الرقم وبلغلك، ولو حصل حاجه
بلغنى على طول.
رامى ..... تمام ياله بينا بقى نخرج أحسن أختك
تجنن علينا.
مصطفى ..... عندك حق إيمان كمان ممكن تجنن.
رامى ..... هههههههههه.
خرجا الأثنين من غرفة المكتب.
..........................................................
دلفت رنا وإيمان إلى المطبخ وأمروا الخدم بتجهيزا المشواه فى الحديقة وتحضير اللحم أيضاً.
وشرعت رنا فى تقطيع السلطة وإيمان فى تجهيز
المقبلات.
إيمان ...... قوليلى عامله إيه مع رامى.
تنهدت رنا بأرتياح شديد وفرحه وسعادة تلمع فى عينيها.
رنا ...... لو قعدت عمرى كله أوصفلك سعادتى قد إيه
مع رامى، مش هقدر، حاجه كده تتحس متتقلش،
رامى طيب أوى وحنين وبيحبنى جداً، وده كفايه عليا.
إيمان ..... ياحببتى أنا مبسوطه أوى عشانك، ربنا يسعدك ويكمل فرحتك بنونو صغير يملا عليكوا الدنيا.
رنا ..... يارب.
الخادمه ...... كل حاجة جاهزه يادكتوره فى الجنينه،
والبيه كمان موجود هناك.
رنا ..... أوك أنا كمان خلصت السلطه، ممكن تاخديها هى كمان والمقبلات، وأنا هجيب العصير وهاجى وراكى.
الخادمه .... حاضر يادكتوره.
خرجت إيمان ورنا من المطبخ، وتوجهوا إلى الحديقة،
وهناك وجدوا مروة شقيقة رامى وزوجها كريم وعمه،
ألقت عليهم التحية.
وجلسا الجميع يمرحون ويتحدثون.
رنا ..... وحشانى أوى يامروة.
مروة...... وأنتى كمان، ورامى وحشنى خالص، كنت حسه أنى ميت، بس دلوقتى لا، علشان اخويا حبيبى جمبى.
كريم ..... ربنا يخليكوا لبعض على طول.
عبدالله ...... عامل إيه يارامى يأبنى.
رامى ...... الحمد لله ياعمى بخير.
عبدالله ..... يارب دايماً ياحبيبى، سامحتنى.
رامى ..... اه ياعمى سامحتك، وأنسى خلاص مفيش حاجه أنت برده معذور، وربنا يتم شفاك.
عبدالله ..... ياه الحمد لله متعرفش فرحت قلبى وهم كبير أنزاح من عليه.
رامى ..... أحنا أهل واحده، ومهما حصل هنفضل عيله واحده، ولازم نحط إيدينا فى إيد بعض.
كريم .... طبعا يارامى وأنا جمبك فى أى وقت.
وبعد نصف ساعه وصل منصور هو أيضاً، وهو يحمل
كماً هائلاً من الطعام، أحضره معه من الصعيد ومعه والدته خديجه.
عندما رأتها رنا ركضت نحوها، وأستكانت بين أحضانها.
فهى بمثابة والدتها.
قبلت يداها، وأيضاً رامى قبل يداها وسلم عليها فهو يعتبرها والدته.
وبعد التهانى والأحضان، جلس الجميع يتحدثون.
رنا ..... ماما خديجه حمد الله على سلامتك.
خديجه ...... الله يسلمك ياحببتى عامله إيه يابنتى.
رنا ...... الحمد لله كل تمام.
خديجه ...... وأنت يارامى عامل إيه يا أبنى.
رامى ...... الحمد لله ياأمى بخير بفضل دعواتك.
خديجه ...... دعيلكوا ياحبيبى فى كل صلاة.
منصور ....... أروح أنا بقى.
رنا ....... ههههههه لا ياأبيه أنت الخير والبركه.
رامى ..... هههههه تعالا بس نشوف موضوع اللحم،
اللى عايزه تتشوى ديه أنا نسيت الكلام ده.
منصور ...... كمان لحمه هى وصلت لكده.
ذهبا رامى ومنصور لوضع اللحمه على المشواه.
تم تجهيز طعام الغداء، وألتف الجميع حول الطاوله.
وشرعوا فى تناول الطعام جميعاً وسط أجواء عائليه .لا يعكر صفوها شئ.
وبعد،،،
الطعام جلسوا سويأ يضحكون ويلعبون معاً.
حتى أتى لمنصور أتصالاً هاتفياً من أبنته خالته الراحله
هشام الغازولى، فهو رجل أعمال يستقر بالغردقة.
منصور ...... ألو مين معايا.
هشام ...... لحقت تنسى صوتى يامنصور.
منصور ..... مين هشام الغازولى أبن خالتى وحبيبى
عاش من سمع صوتك فينك بقالك سنه محدش سمع صوتك.
هشام ...... أنا محتاجك أوى يامنصور لازم تجيلى الغردقه فى أسرع وقت.
منصور ..... فى إيه ياأبنى قلقلتنى عليك.
هشام ..... مش هينفع الكلام فى التلفيون لما تيجى هتعرف كل حاجة.
منصور ..... يوم السبت هكون عندك على طول
هشام ...... تمام وانا هستناك فى المطار،
سلام دلوقتى.
منصور ..... سلام.
أغلق منصور الهاتف وهو فى حيرة شديده.
صوت أبن خالته وصديق طفولته وشريكه فى بعض الأعمال لا يطمئنه، ظل ثوانى واقفاً يفكر
حتى أتت من خلفه صديقة رنا الدكتوره علا.
علا...... وحشتنى.
أندهش منصور من الكلمة، وأستدار ليرا صاحبة الصوت.
منصور...... بتقولى إيه.
أحمرت وجنتبها خجلاً ووضعت يدها على وجهها وهى ترتعش وتنهدت بخوف، وبلعت ريقها بصعوبه شديده.
علا..... بقلك وحشتنى.
منصور....... لا حولا ولا قوة إلا بالله روحى ياماما ألعبى بعيد.
علا...... على فكرة أنا دكتوره محترمه وبحبك جداً، ومش هيأس وهفضل وراك لحد متحبنى.
منصور....... ربنا يهديكى.
أنصرف من أمامها وتركها تكاد تنفجر من الغيظ
ونيران الحب تشتعل بقلبها.
أبتسمت بخبث وتوعدت له بجعل نيران الحب والغيرة تشتعل بقلبه.
أتت إليها رنا.
رنا ..... ههههههه نفضلك تانى،، معلش معلش.
علا ...... أنا هنفجر سنين بحبه ومش حاسس بيا ولا معبرنى، أولع فى نفسى.
رنا ..... ههههههه مش معقول لدرجادى بتحبيه.
علا ..... وأكتر من كده.
رنا ..... أن شاء الله هيكون من نصيبك، تعالى أقعدى معانا الأول.
جلس منصور بجوار والدته، فلاحظت عليه شروده
منذ أن جاءه الاتصال الهاتفى.
خديجه ...... مالك ياولادى ساكت ليه فى حاجه حوصلت، ومين اللى كان بيحدتك؟
منصور .... ده هشام أبن خالتى يا أمى.
خديجه ..... ياه ولما أفتكر أنى ليه أبن خاله يسأل عليه.
منصور ....معلش ياأمى الدنيا تلاهى وكل واحد عنده مشاكل وشغله.
خديجه ..... بس وشك مابيقولش أجده هتخبى عنى ياولدى.
منصور ...... صوته كان حزين ومكسور أوى، مضايق مخنوق مش عارف مش ده هشام اللى أعرفه، زى ميكون فى حاجه خنقاه طلب منى أسفرله.
خديجه ..... قلقتنى ياولادى خير أن شاء الله.
سافرله ياولادى أطمن عليه وطمنى.
منصور ..... حاضر ياأمى.
...................................................
أغلق هشام الهاتف وكل قطعه بداخله ممزقة لفراق حبيبته، فلقد أشتاق لها.
كيف لها أن تتركه؟ بعد كل ماعانوه سوياً.
ليس من حقها تركه وحيداً بين ذكرياتها.
قام من على مقعده وتحرك بأتجاه نافذة غرفه مكتبها.
عقد ذراعيه وتنهد بضيق، أغمض عيون لوهله هربت دمعه حاره.
هشام ..... ليه كده ياريم ليه تسبينى وتمشى،،
ليه تهربى من حبى ليكى، أنا مستعد أحارب الدنيا كلها علشانك، خوفك عليا، خلاكى تبعدى عنى،
ليه تسبينى بعد محطمتى كل حصونى ،،
وخلتينى أعرف معنى الحب.
حطم بقبضته القوية زجاج النافذة مما جعل يديه تنزف.
دخل علاء الغرفة وجد يده غارقه بالدماء،
أنصعق مما رائه.
علاء .....إيه ده فى حد عاقل يعمل كده، ورينى إيدك.
نظف له الجرح ووضع له ضمادة طبية.
لم يشعر هشام بأى ألم.
علاء ...... لازم الجرح يتخيط أنا هنضفه وعقمه،
بس لازم يتخيط فاهم.
لم ينتبه لكلام علاء مما أغضبه شديداً وجعله يصرخ به.
علاء ..... فوق بقى هتفضل كده لأمته، شوف دقنك ولا شكلك، وكمان جرحت أيدك كفايه بقى وفوق لنفسك.
تفتكر اللى أنت فيه هيرجع ريم، تبقى غلطان.
هشام ..... بس هى ترجع أو ترد على تلفوناتى حتى.
علاء ...... كلمت منصور.
هشام ...... اه وطلبت منه
يجى بسرعه.