الفصل الاول
تخطت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ومازال النوم يجافى جفونى كا كل ليلة خرجت من غرفتى التى بت اكرهه اتجول فى المنزل انظر الى كل ركن به والى كل قطعة اثاث و اتذكر هنا تجمعت انا واخوتى وامى هنا كان يجلس والدى يتناول فنجان القهوة و بيده الجريدة يتصفح ليعرف اخبار العالم وهنا كانت تجلس والدتى تخيط الثياب المثقوبة وهنا على تلك المائدة كنا نجتمع لتناول وجبة الغداء و هنا وهنا ياااالله كم اصبح البيت كئيب بدرجة لا تطاق وانا وحيدة بين جدرانه اعيش مع ذكريات كل من رحلوا سرحت بخيالى لايااام مضت كنت وقتها فى التانية عشر من عمرى اعيش فى ظل اسرة محبة و جميلة و كيف كان البيت يضج بالحياة والروح و تختلط الاصوات فيه بين حديث امى وابى حينما كانا يجلس سويا كل صباح وضحكات شقيق الاكبر وهو يتحدث فى الهاتف مع احد اصدقاؤه يخطط لخروجه وتجمع له معاهم بعد عودته من الخدمة العسكرية فى اجازة صغيرة تمتد لايام قليلة يريد خلالها ان ينطلق قبل ان يعود مجدد الى الخدمة وايام الشقاء على حد قوله فكل شئ هناك بميعاد حتى التنفس له توقيت
وفى الخلفية صوت الراديو على اذاعة القرأن الكريم والشيخ عبد الباسط عبد الصمد يتلوا سورة مريم
و مشاكسات اخى الصغير الذى يصغرني بتسعة سنوات وحبه فى اختلاق المقالب و العبث بأشيائى و فى كل مرة ينتهى غضب منه حينما يبتسم لى بابتسامته المعهودة حيث تظهر اسنانه الصغيرة و تضيق عينيه وتصبح وجنتيه وردية اللون وقتها يغريني مظهره امسك بتلك الخدود و اغرس اسناني بها فهى شهية للغاية مثل ثمرة التفاح بعدها يهرب منى و يشتكى الى والدتى التى تنظر لى بعتاب و تهتف انى لن اكبر بعد و سأظل طفلة مهما زاد عمرى ونتوقف عن الحديث نتيجة صراخ شقيقتي صاحبة السبعة سنوات طالبنا فى ان اصنع لها جديلة شعرها كا كل يوم حتى تتباهى بما صنعت امام اصدقائها افقت من ذكرياتى على شهقة وجع خرجت تشق سكون البيت فى ذلك الليل الكئيب و دموع حارة الهبت الجفون خرجت من عينى حزنا على ما وصل به الحال فالبيت اصبح خاوى من احبابه منهم من فارق فراق ابدى لا رجعة فيه وانتقل الى رحمة الله و منهم من هاجر البلاد بحثنا عن مستقبل افضل بالنهاية تفرق الجميع و لم يبقي سواها تعيش وسط كل تلك الذكريات تموت من شعور الوحدة الذى فرض عليها و لا تجد بديل عنه سوى العمل
رفعت راسى طالبة العون من الله ان يلهمنى القوة و الصبر و ها قد جاء النداء سريعا فى صوت مؤذن المسجد القريب من البيت يلقى نداااء الحق للوقوف بين يد الخالق فى صلاة الفجر
استغفرت الله وذهبت للوضوء للصلاة وبعد ان اديت صلاتى وقرأت وردى من القراءن الكريم والذكر جلست اناجى الله مع اول خيوط الضوء ان يلهمنى القوة والصبر وان يرزقنى بمن يؤنس وحدتى
وبعد ذلك اتجهت الى المطبخ لاعداد وجبة افطار سريعة و بعدها عدت الى غرفتي للاستعداد للعمل ارتديت ملابس الرسمية مثلى عبارة بدلة تتكون من بنطال واسع من القماش باللون الاسود عليه بلوزة باللون الابيض تعلوها سترة باللون الاسود فمازال الطقس بارد بعض الشئ وحجاب يجمع بين اللونين فى تناغم هادئ .
خرجت من المنزل مبكرا وركبت سيارة والدى اعلم ان الجميع يراها قطعة من الخردة و تلقى العديد من المضايقات بسببها سواء فى الشارع من السيارات المارة بجانبي او من زملاء العمل او حتى من اصدقائي المقربين وهو امر كان فى البداية يزعجنى ولكن صرت معتادة عليه وما عاد يشكل لى ازمة ففي النهاية افعل ما يحلو لى و تلك السيارة جزء من ذكرياتي مع والدى فهى كانت ملك له كنا نركب بها انا و اخواتي و نجلس جميعا فى راحة دون الشعور ب الازعاج وكان يذهب بنا الى الكثير من الاماكن حتى المصيف اما الان فقد اصبحت السيارة غير قادرة على العطاء كما فى السابق ولكن مصرة على وجودها معى على الرغم من قيامي بتصليح السيارة اكثر من مرة خلال الشهر الواحد وما يستفز من مال عليها حتى ان عامل التصليح اخبرني انه ما عاد قادر على تصليحها فقطع الغيار الخاصة بها نادرة الى جانب ان عوامل الزمن قد تركت بها هى الاخرى اثر لا ينفع معه اية اصلاحات بل انها سيارة تحتاج الى سيارة معاها على حد قوله الى جانب انني اضطر الى النزول من منزلى مبكرا و قبل موعد عملى بأكثر من ساعة على الاقل حتى يتسنى لى الذهاب الى عملى فى موعد المحدد فهى تسير ببطئ وان قررت يوما زيادة السرعة تعطلت بي فى الطريق لذا اتعامل معاها بلطف و حرص حتى اصل الى مقر عملي سالمة حيث اعمل فى احد المستشفيات الاستثمارية الخاصة كطبيبة نفسية و على الرغم من صغر سنى بالنسبة الى زملاء ولكن تفوق الدراسي هو ما جعلنى اتواجد فى هذا المشفى و ترشيح من احد اساتذتي بالجامعه كان له الفضل ايضا فى قبولي , بالنسبة لعملى فانا اشعر بالسعادة فى هذا العمل فقد كانت دراستي هى شغفي مما جعلنى تفوقت بها
ياله من عمل ممتع فقد استطعت بفضل الله انا اساعد فى شفاء عدد لاباس به من المرضى النفسين او اصحاب المشاكل النفسية و الازمات ولكن كما يقولون «باب النجار مخلع» فانا الى الان لا اجد حل لحالتي بل واقف عاجزة امامها
اثناء قيادة للسيارة والتى تسير بسرعة النملة فى الساعة صرت اتنمر عليك انا ايضا غاليتي
تذكرت كيف كان يطلقون اصدقائى عليه لقب دكتورة الشلة حتى قبل ان التحق بكلية الطب و اتخصص بعد الدراسة فى الطب النفسى
ياااه اصدقاء الدراسة لازلنا على تواصل حتى الان ورغم تفرقنا فى الكليات وبعد الدراسة فرقتنا الحياة ولكن جمعتنا مواقع التواصل الاجتماعى وهى ميزة لا انكارها لازلت اتذكر ايام سهرنا والمذاكرة للثانوية العامية وفى النهاية دخل كل من مجال عكس ما كان يحلم بستثنائى حصلت على كلية الاحلام وتوقفت الاحلام الى عند هذا الحد ولا جديد يذكر حتى الان سوى الوحدة التى تزداد وحشة يوما بعد يوم
برغم عدم اجتماعنا فى كلية واحدة الا اننا لم ينقطع رابط الود والمحبة بيننا بل صرنا على تواصل دائم
فا بيان التحقت ب كلية الصيادلة ورهف سياحة والفنادق
ونادين كلية التجارة وشيرى كلية الحقوق اما مارى كلية التربية
الا اننا اتفقنا فيما بيننا على ان نجتمع فى ايام الاجازات ولم نخلف الميعاد يوما
الى ان تخرجنا جميعا واختلفت الاحوال فمنا من تزوجت وانجبت ومنا من شغلتها الحياة ومنها من الهاها عملها
ولم نعد نتجمع غير فى المناسبات فقط وان تجمعنا فقد يحضر بعضنا والبعض الاخر فلا
و خروجتنا اقتصرت على واحدة كل سنتين او اكثر
لازلت اتذكر اخر مرة تجمعنا كانت من اكثر من سنتين كان يوم ممتع سرق من عمر الزمن
واليوم هو يوم تاريخى اخر نجتمع فيه بعد انهاء كل منا عملها
وها انا منذ وصلت الى عملى احاول انهاء كل الجلسات النفسية التى لدى مبكرا حتى اصل فى الموعد فمازال لدى حرب ضروس سوف اخوض مع عزيزتى (زوبة ) سيارتى المبجلة
وصلت كالعادة بعد موعدي بنصف ساعة وهو امر يبشر بالخير فقد انطلقت من المشفي منذ ساعة ونصف وانا اسير فى الطريق على الرغم من ان المسافة لا تحتاج سوى نصف المدة اى ساعة إلا ربع ولكن خشيت ان اضغط على زوبة و مازال امامى رحلة اخرى معاها بصحبة اصدقائي اتمنى من الله ان تكتمل و تبيض وجهى ولا تخزني معاهم
خرجت من السيارة لاجد الفتيات فى انتظاري دخلت مهللة معلنة عن وجودى و تعبير ايضا عن فرحة عند رؤيتهم
ياسمين بفرحة تكاد تقفز من وجهه : واخيرا اتجمعنا يا بنات وحشتوووونى جداااا عاملين ايه
بيان بفرحة :الحمد لله بخير انتى عامله ايه
ياسمين بثناء : الحمد لله بخير
رهف : وانا ايه هوا ولا ايه
ياسمين : حبيبتى يا رورو ده انتى اللى فى القلب يا قلبى عامله ايه يا مجنونة
رهف : مقبولة منك اصل هاخد ايه من واحدة دكتورة مجانين
شيرى : يلا نركب انا من الصبح لف فى الشمس لما دماغى اتقورت
نادين : يلا نلحق نخرج عشان مش هينفع اتاخر اصل سايبة العيال عند حماتى بدل ما اتهزق مش ناقصة و هى بتلكك لى على غلطة
مارى : اه والله وانا زيك سيباهم فى الحضانة وحطه ايدى على قلبى انهم يعملوا حاجه ولاقى حماتى فوق راسي
رهف : جرى ايه يا بت منك ليها هو احنا كنا بيتين فى حضن بعض ده بقالى سنين مشوفتش وحده فيكوا
ياسمين : خلاص يلا نركب العربية ونلحق نقعد فى مكان
بيان : تعالوا نقعد على الكورنيش فى اي مكان
ياسمين : ايه رايكم يا بنات
نطق الجميع فى نفس واحد : موافقين
شيرى : ياسمين انتى صلحتى العربية ولا هنزق زى المرة اللى فاتت
رهف : بس متفكرنيش ده احنا كان شكلنا مسخرة واتحفل علينا لما شبعنا
مارى : اه فاكرة وكله منك حد يحط بنته فوق العربية واحنا بنزق
رهف : اعمل ايه ماهى كانت بتعيط ومسكتتش غير بكده
بيان : وكله كوم والناس اللى بقت تصورنا احنا اتفضحنا على الكورنيش كله
نادين : لاء والله العيال الصغيرة بتاعت اتوبيس المدارس نيجى نزق يا طنط
رهف : ويعنى انتى سكتى يا دودو ماانتى شرشحتلهم
ياسمين : هى الحفلة انهارده على عربيتى طب يلا امشوا اركبوا الاتوبيس خسارة فيكم انى برحمكم
مارى : بت انتى انا مش سايبة عيالى فى البيت وخارجه افك عشان الاقيهم هنا
بيان : اهدى يا مارى وانتى ياسمين يلا نركب العربية خلينا نمشى بدل وقفة الشارع وحد يجى يضيقنا او يستظرف
شيرى :مين ده اللى يجى يستظرف والله يبقى اخر يوم فى عمره
رهف : اهدى يا وحش فعلا الشلة اللى من غير صايع حقها ضايع
شيرى : مين دى اللى صايع يا بتاعت السرنجات يا معفنة
استمرت شيرى فى الركض خلف رهف وبقية البنات فى حالة من الضحك المتواصل الى ان دمعت عيونهم
وقفت شيرى تلتقط انفاسها وتنظر لرهف بغضب
اقتربت رهف منها والقت بنفسها فى احضانه التمعت عيونهم جميعا بالدموع كنوع من الحنين لايام مضت كانت ضحكاتهم تصل لعنان السماء
ركبوا جميعا سيارة ياسمين او بالادق سيارة والدها الراحل تلك الذكرى المتبقية منه لم تفرط فيها ابدااا ياسمين رغم قدمها ومشاكلها المتتالية لدى ورش تصليح السيارات وما انفقتها من اموال عليها كفيل بشراء سيارة اخرى حديثة
استمرت ياسمين بالقيادة الى ان وصلت الى مكنهم المفضل على كورنيش البحر فى بقعة بعيدة عن الاعين حتى يشعروا بالراحة فى جلستهم دون وجود اى تطفا من الاخرين خصوصا وانهم مجموعة من الفتيات بمفردهم
كانت ياسمين مستعدة لتلك الجلسة فأحضرت معاها عدد من المقاعد البلاستيكية سهلة الطى و منضدة صغيرة بمجرد ان توقفا بالسيارة اخرجت ياسمين بعض من المقاعد ومنضدة صغيرة من السيارة وبدءت البنات فى ترتيبها لتشكل جلسة كما فى بعض الكافيهات
اما عن بيان فقد احضرت مجموعة من الوجبات التى اعدتها بالمنزل فهى طباخة ماهرة لديها القدرة على اعداد العديد من الاصناف بمذاق رائع ،
اخرجت بيان شنطة متوسطة الحجم بداخلها العديد من الوجبات الجاهزة التى اعدتها بناء على ما تفضل كل واحدة من رفيقاتها
اما عن نادين فكانت تحمل فى يدها ابريق من الشاى وبعض العصائر المثلجة المعدة ايضا بالمنزل
لتكون الجلسة بأكمالها ذات نكهة
شرعت البنات فى تناول الطعام فقد كانوا يتضور من الجوع خصوصا بعد وقوفهم فترة طويلة بعض الشي فى انتظار ياسمين الى جانب ان جميعهم باستثناء بيان تجمعوا بعد العمل مباشرة
انتهت ياسمين من تناول الطعام واثنت على ما اعدته بيان
ياسمين : تسلم ايدك يا بيان الشاورما تحفة
نادين: والبيتزا اجمل
رهف بمزاح : لاء الكفتة روعة وعايزه سر الخلطة لاهعورك
مارى بامتنان : بحبك يا بيان عمله حسابى فا اكل صيامى مش زى ناس
شيرى : قلبك اسود اوى يا مارى الكلام ده من 3سنين ياظالمة وانتى لسه فكراه
بيان بخجل : تسلموا يا بنات انتوا حبيبى والله والوحديم اللى بتشجعونى
نادين بحنين و حزن : تعرفوا القعدة دى ناقصها مها وحشتنى اوى
ياسمين : وحشتنا كلنا الله يرحمك يامها
مها كانت صديقتهم ولكنها رحلت منذ اكثر من خمسة اعوام رحلت بهدوء دون وداع مما سبب حالة من الحزن بين صديقاتها حزنا عليها فقد عاشت معهم كالفراشة لم تؤذى احد ورحلت من الدنيا الى الدار الاخرة لتكون فراشة فى الجنة
امن الجميع خلفها وساد صمت طويل لم يقطعه سوا رهف فى محاولة منها لكسر حالة الحزن التى سيطرت على الجميع بعد تذكرهم لصديقتهم التى رحلت منذ سنين و هى فى ريعان شبابها
رهف : تعالوا قولكم على اخر انجازاتى فى الصيدلية الايام دى موقف حصل معاي من يومين بس ايه مسخرة السنين
شيرى بتعجب : انا مش فهمة خريجة سياحة وفنادق تشتغل فى صيدلية ازاى
نادين : هى جات عليها طب ما بيان صيدلانية وقاعدة فى البيت ومارى خريجة تربية وبتشتغل فى حضانة وانا بشتغل كاشير فى محل لعب اطفال
نظروا جميعا باتجاه ياسمين
ياسمين : بلاش البصة دى مفيش غيرى ولا ايه اللى دخلت الكلية اللى عيزاها واشتغلت فى مجالها بس انامش لوحدى فى شيرى كمان
شيرى : اوعوا حد يحقد عليه انا محامية يعنى الدعا والصدقة يجوزوا ليه ايوه انا طول النهار متمرمطه فى المحاكم والاقسام
استمروا البنات فى الضحك على طريقة شيرى فى الدفاع عن نفسها
بيان: قولى يا رهف الموقف
رهف : مرة دخل الصيدلية راجل عجوز اوى كنا يوم خميس قالى عايز فياجرا اديتهاله لقيته بيقولى ودى كام حصان قلتله كتير ياحاج المهم ان انتا تصد بس انتا اخرك بوسة
نادين : ههههههههه الله يهدك والله انتى مصيبة
ياسمين : هههههههه انا مش متخيلة شكل الراجل
بيان : والله ليه حق شهاب يقولك تقعد فى البيت يا بت لمى لسانك شوية
شيرى : اخرتك يالوزة هروح اجيبك من القسم فى مرة بسبب لسانك ده وصدقينى هكون فرحانة فيك جداااا
شهقت رهف بعد ان استمعت الى كلمات شيري دليل على رفضها وخوفها من تنفيذ تلك الكلمات وكأنها تخيلت الموقف امامها وهى تسحب الى سيارة الشرطة ومنها الى القسم لتجلس بجوار النشالين و القتله وفتيات الليل ياله من امر مخزى ومفزع
رهف بخوف : بعد الشر عليه ان شاء الله اللى يكرهنى حرااام عليك يا شيرى انا تخيلت الموقف بس جسمى قشعر وقلبى كان هيقف من الخضة
شيرى بستهزاء : عشان تعرفي انك جبانة بس ولسان على الفاضي
وقفت رهف ورفعت يديها لاعلى و ظلت تصرخ وتصيح بأعلى صوت لها
رهف بصوت مرتفع : انا بعترف اهو يا ناس يا خلق يا هو ا انا جبانة و بوق على الفاضي
سحبتها بيان من ذراعها حتى تجلس فلقد انتبه عليها عدد من الشباب يجلسون فى مكان بعيد بعض الشي عنهم
بيان : اتلمى واقعدى يا رهف بلاش جنان الناس هتتلم علينا
رهف : عشان ست شيرى ترتاح
ياسمين : نفسي اسأل سؤال انتوا مولودين فوق روس بعض اتهدوا بقى
رهف : انا اتولد فوق راس دى يااااااى
شيرى : يااااي طب والله ما هسيبك يا رهف يا ام اسم مايع شبهك
كانت رهف تجرى وتلحق بها شيرى
والجميع يضحك على مشاغباتهم فقد اعتادوا عليها منذ الصغر
حتى سقطت رهف ارضا وسقطت فوفها شيرى كان المشهد مضحك للغاية
بعدها قامت ياسمين وساعدت شيرى ورهف على الوقوف وعادوا جميعا الى مجلسهم
بيان : والله اكتر حاجه بتفصلنى ضحك هو انتى يا رهف و شيرى دايما زى القط والفار بموت من الضحك بسببكم
مارى : اه والله بحسن اننا رجعنا اطفال زى زمان وبفضل اضحك معاكم وانسي كل اللى ورايا
جلسوا جميعا مرة اخرى و استمروا البنات فى سرد الحكايا المضحكة دون التطرق لاى احاديث شخصية فهم قد حضروا خصيصا واجتمعوا معانا حتى ينسوا مشاكلهم الشخصية و يبتعدوا عنها لبضع ساعات
مضى الوقت سريعا وحان موعد الفراق على امل بلقاء اخر قريب
رجعت كل فتاة وبداخلها روح جديدة لمواجهة الحياة وكانها شحنت البطارية الخاصة بها ب الطاقة الايجابية لديها لتقف من جديد امام هذا العالم لتواجه ما تقدمه لها الحياة من تحديات و صعوبات و حروب تختلف من شخص الى اخر تبعا لظروفه وقدرته على التحمل
وصلت ياسمين الى منزله وكان فى انتظارها وحدتها مرة اخرى
لتحدث نفسها
"و ها انا عدت من جديد الى معقل الذكريات و ليالى الوحدة التى لا تنتهي "
ولكن قررت مواجهتها اليوم بالتحدى على ان اتغلب على اشباح الماضي وان انتصر لا مجال للخسارة
اضاءت مصابيح البيت جميعا لم تترك غرفة الا واضاءتها فتحت النوافذ والابواب
ظلت تتحدث بصوت مرتفع علها تواجه وتخرج ما تشعر به
ياسمين : انا مش لوحدى انا مش لوحدى
انا مش هعيش تانى فى الوحدة دى انتوا لازم تنتهوا وتخرجوا من حياتى الماضي لازم يفضل مجرد ذكرى وبس
كفاية كده كفاية كفااااااية
ظلت تصرخ بكلماتها الاخيرة و كأنها تتحدث مع شخص امامها تراه هى فقط وهو شبح الوحدة
قطع حديثها مع شبح وحدتها رنين هاتفها
تناولت الهاتف لترى هوية المتصل نادين صديقتها
ياسمين : الووا ايه يا نون لحقت اوحشك بالسرعة دى
نادين ببكاء : الحقينى يا ياسمين تعاليلى بسرعة
ياسمين : فيه ايه ايه اللى حصل طب انتى فين اهدى واتكلمى بالراحة عشان افهم منك
نادين : انا فى القسم
ياسمين : قسم ليه ايه اللى حصل الوووا الوووا نادين
وفى الخلفية صوت الراديو على اذاعة القرأن الكريم والشيخ عبد الباسط عبد الصمد يتلوا سورة مريم
و مشاكسات اخى الصغير الذى يصغرني بتسعة سنوات وحبه فى اختلاق المقالب و العبث بأشيائى و فى كل مرة ينتهى غضب منه حينما يبتسم لى بابتسامته المعهودة حيث تظهر اسنانه الصغيرة و تضيق عينيه وتصبح وجنتيه وردية اللون وقتها يغريني مظهره امسك بتلك الخدود و اغرس اسناني بها فهى شهية للغاية مثل ثمرة التفاح بعدها يهرب منى و يشتكى الى والدتى التى تنظر لى بعتاب و تهتف انى لن اكبر بعد و سأظل طفلة مهما زاد عمرى ونتوقف عن الحديث نتيجة صراخ شقيقتي صاحبة السبعة سنوات طالبنا فى ان اصنع لها جديلة شعرها كا كل يوم حتى تتباهى بما صنعت امام اصدقائها افقت من ذكرياتى على شهقة وجع خرجت تشق سكون البيت فى ذلك الليل الكئيب و دموع حارة الهبت الجفون خرجت من عينى حزنا على ما وصل به الحال فالبيت اصبح خاوى من احبابه منهم من فارق فراق ابدى لا رجعة فيه وانتقل الى رحمة الله و منهم من هاجر البلاد بحثنا عن مستقبل افضل بالنهاية تفرق الجميع و لم يبقي سواها تعيش وسط كل تلك الذكريات تموت من شعور الوحدة الذى فرض عليها و لا تجد بديل عنه سوى العمل
رفعت راسى طالبة العون من الله ان يلهمنى القوة و الصبر و ها قد جاء النداء سريعا فى صوت مؤذن المسجد القريب من البيت يلقى نداااء الحق للوقوف بين يد الخالق فى صلاة الفجر
استغفرت الله وذهبت للوضوء للصلاة وبعد ان اديت صلاتى وقرأت وردى من القراءن الكريم والذكر جلست اناجى الله مع اول خيوط الضوء ان يلهمنى القوة والصبر وان يرزقنى بمن يؤنس وحدتى
وبعد ذلك اتجهت الى المطبخ لاعداد وجبة افطار سريعة و بعدها عدت الى غرفتي للاستعداد للعمل ارتديت ملابس الرسمية مثلى عبارة بدلة تتكون من بنطال واسع من القماش باللون الاسود عليه بلوزة باللون الابيض تعلوها سترة باللون الاسود فمازال الطقس بارد بعض الشئ وحجاب يجمع بين اللونين فى تناغم هادئ .
خرجت من المنزل مبكرا وركبت سيارة والدى اعلم ان الجميع يراها قطعة من الخردة و تلقى العديد من المضايقات بسببها سواء فى الشارع من السيارات المارة بجانبي او من زملاء العمل او حتى من اصدقائي المقربين وهو امر كان فى البداية يزعجنى ولكن صرت معتادة عليه وما عاد يشكل لى ازمة ففي النهاية افعل ما يحلو لى و تلك السيارة جزء من ذكرياتي مع والدى فهى كانت ملك له كنا نركب بها انا و اخواتي و نجلس جميعا فى راحة دون الشعور ب الازعاج وكان يذهب بنا الى الكثير من الاماكن حتى المصيف اما الان فقد اصبحت السيارة غير قادرة على العطاء كما فى السابق ولكن مصرة على وجودها معى على الرغم من قيامي بتصليح السيارة اكثر من مرة خلال الشهر الواحد وما يستفز من مال عليها حتى ان عامل التصليح اخبرني انه ما عاد قادر على تصليحها فقطع الغيار الخاصة بها نادرة الى جانب ان عوامل الزمن قد تركت بها هى الاخرى اثر لا ينفع معه اية اصلاحات بل انها سيارة تحتاج الى سيارة معاها على حد قوله الى جانب انني اضطر الى النزول من منزلى مبكرا و قبل موعد عملى بأكثر من ساعة على الاقل حتى يتسنى لى الذهاب الى عملى فى موعد المحدد فهى تسير ببطئ وان قررت يوما زيادة السرعة تعطلت بي فى الطريق لذا اتعامل معاها بلطف و حرص حتى اصل الى مقر عملي سالمة حيث اعمل فى احد المستشفيات الاستثمارية الخاصة كطبيبة نفسية و على الرغم من صغر سنى بالنسبة الى زملاء ولكن تفوق الدراسي هو ما جعلنى اتواجد فى هذا المشفى و ترشيح من احد اساتذتي بالجامعه كان له الفضل ايضا فى قبولي , بالنسبة لعملى فانا اشعر بالسعادة فى هذا العمل فقد كانت دراستي هى شغفي مما جعلنى تفوقت بها
ياله من عمل ممتع فقد استطعت بفضل الله انا اساعد فى شفاء عدد لاباس به من المرضى النفسين او اصحاب المشاكل النفسية و الازمات ولكن كما يقولون «باب النجار مخلع» فانا الى الان لا اجد حل لحالتي بل واقف عاجزة امامها
اثناء قيادة للسيارة والتى تسير بسرعة النملة فى الساعة صرت اتنمر عليك انا ايضا غاليتي
تذكرت كيف كان يطلقون اصدقائى عليه لقب دكتورة الشلة حتى قبل ان التحق بكلية الطب و اتخصص بعد الدراسة فى الطب النفسى
ياااه اصدقاء الدراسة لازلنا على تواصل حتى الان ورغم تفرقنا فى الكليات وبعد الدراسة فرقتنا الحياة ولكن جمعتنا مواقع التواصل الاجتماعى وهى ميزة لا انكارها لازلت اتذكر ايام سهرنا والمذاكرة للثانوية العامية وفى النهاية دخل كل من مجال عكس ما كان يحلم بستثنائى حصلت على كلية الاحلام وتوقفت الاحلام الى عند هذا الحد ولا جديد يذكر حتى الان سوى الوحدة التى تزداد وحشة يوما بعد يوم
برغم عدم اجتماعنا فى كلية واحدة الا اننا لم ينقطع رابط الود والمحبة بيننا بل صرنا على تواصل دائم
فا بيان التحقت ب كلية الصيادلة ورهف سياحة والفنادق
ونادين كلية التجارة وشيرى كلية الحقوق اما مارى كلية التربية
الا اننا اتفقنا فيما بيننا على ان نجتمع فى ايام الاجازات ولم نخلف الميعاد يوما
الى ان تخرجنا جميعا واختلفت الاحوال فمنا من تزوجت وانجبت ومنا من شغلتها الحياة ومنها من الهاها عملها
ولم نعد نتجمع غير فى المناسبات فقط وان تجمعنا فقد يحضر بعضنا والبعض الاخر فلا
و خروجتنا اقتصرت على واحدة كل سنتين او اكثر
لازلت اتذكر اخر مرة تجمعنا كانت من اكثر من سنتين كان يوم ممتع سرق من عمر الزمن
واليوم هو يوم تاريخى اخر نجتمع فيه بعد انهاء كل منا عملها
وها انا منذ وصلت الى عملى احاول انهاء كل الجلسات النفسية التى لدى مبكرا حتى اصل فى الموعد فمازال لدى حرب ضروس سوف اخوض مع عزيزتى (زوبة ) سيارتى المبجلة
وصلت كالعادة بعد موعدي بنصف ساعة وهو امر يبشر بالخير فقد انطلقت من المشفي منذ ساعة ونصف وانا اسير فى الطريق على الرغم من ان المسافة لا تحتاج سوى نصف المدة اى ساعة إلا ربع ولكن خشيت ان اضغط على زوبة و مازال امامى رحلة اخرى معاها بصحبة اصدقائي اتمنى من الله ان تكتمل و تبيض وجهى ولا تخزني معاهم
خرجت من السيارة لاجد الفتيات فى انتظاري دخلت مهللة معلنة عن وجودى و تعبير ايضا عن فرحة عند رؤيتهم
ياسمين بفرحة تكاد تقفز من وجهه : واخيرا اتجمعنا يا بنات وحشتوووونى جداااا عاملين ايه
بيان بفرحة :الحمد لله بخير انتى عامله ايه
ياسمين بثناء : الحمد لله بخير
رهف : وانا ايه هوا ولا ايه
ياسمين : حبيبتى يا رورو ده انتى اللى فى القلب يا قلبى عامله ايه يا مجنونة
رهف : مقبولة منك اصل هاخد ايه من واحدة دكتورة مجانين
شيرى : يلا نركب انا من الصبح لف فى الشمس لما دماغى اتقورت
نادين : يلا نلحق نخرج عشان مش هينفع اتاخر اصل سايبة العيال عند حماتى بدل ما اتهزق مش ناقصة و هى بتلكك لى على غلطة
مارى : اه والله وانا زيك سيباهم فى الحضانة وحطه ايدى على قلبى انهم يعملوا حاجه ولاقى حماتى فوق راسي
رهف : جرى ايه يا بت منك ليها هو احنا كنا بيتين فى حضن بعض ده بقالى سنين مشوفتش وحده فيكوا
ياسمين : خلاص يلا نركب العربية ونلحق نقعد فى مكان
بيان : تعالوا نقعد على الكورنيش فى اي مكان
ياسمين : ايه رايكم يا بنات
نطق الجميع فى نفس واحد : موافقين
شيرى : ياسمين انتى صلحتى العربية ولا هنزق زى المرة اللى فاتت
رهف : بس متفكرنيش ده احنا كان شكلنا مسخرة واتحفل علينا لما شبعنا
مارى : اه فاكرة وكله منك حد يحط بنته فوق العربية واحنا بنزق
رهف : اعمل ايه ماهى كانت بتعيط ومسكتتش غير بكده
بيان : وكله كوم والناس اللى بقت تصورنا احنا اتفضحنا على الكورنيش كله
نادين : لاء والله العيال الصغيرة بتاعت اتوبيس المدارس نيجى نزق يا طنط
رهف : ويعنى انتى سكتى يا دودو ماانتى شرشحتلهم
ياسمين : هى الحفلة انهارده على عربيتى طب يلا امشوا اركبوا الاتوبيس خسارة فيكم انى برحمكم
مارى : بت انتى انا مش سايبة عيالى فى البيت وخارجه افك عشان الاقيهم هنا
بيان : اهدى يا مارى وانتى ياسمين يلا نركب العربية خلينا نمشى بدل وقفة الشارع وحد يجى يضيقنا او يستظرف
شيرى :مين ده اللى يجى يستظرف والله يبقى اخر يوم فى عمره
رهف : اهدى يا وحش فعلا الشلة اللى من غير صايع حقها ضايع
شيرى : مين دى اللى صايع يا بتاعت السرنجات يا معفنة
استمرت شيرى فى الركض خلف رهف وبقية البنات فى حالة من الضحك المتواصل الى ان دمعت عيونهم
وقفت شيرى تلتقط انفاسها وتنظر لرهف بغضب
اقتربت رهف منها والقت بنفسها فى احضانه التمعت عيونهم جميعا بالدموع كنوع من الحنين لايام مضت كانت ضحكاتهم تصل لعنان السماء
ركبوا جميعا سيارة ياسمين او بالادق سيارة والدها الراحل تلك الذكرى المتبقية منه لم تفرط فيها ابدااا ياسمين رغم قدمها ومشاكلها المتتالية لدى ورش تصليح السيارات وما انفقتها من اموال عليها كفيل بشراء سيارة اخرى حديثة
استمرت ياسمين بالقيادة الى ان وصلت الى مكنهم المفضل على كورنيش البحر فى بقعة بعيدة عن الاعين حتى يشعروا بالراحة فى جلستهم دون وجود اى تطفا من الاخرين خصوصا وانهم مجموعة من الفتيات بمفردهم
كانت ياسمين مستعدة لتلك الجلسة فأحضرت معاها عدد من المقاعد البلاستيكية سهلة الطى و منضدة صغيرة بمجرد ان توقفا بالسيارة اخرجت ياسمين بعض من المقاعد ومنضدة صغيرة من السيارة وبدءت البنات فى ترتيبها لتشكل جلسة كما فى بعض الكافيهات
اما عن بيان فقد احضرت مجموعة من الوجبات التى اعدتها بالمنزل فهى طباخة ماهرة لديها القدرة على اعداد العديد من الاصناف بمذاق رائع ،
اخرجت بيان شنطة متوسطة الحجم بداخلها العديد من الوجبات الجاهزة التى اعدتها بناء على ما تفضل كل واحدة من رفيقاتها
اما عن نادين فكانت تحمل فى يدها ابريق من الشاى وبعض العصائر المثلجة المعدة ايضا بالمنزل
لتكون الجلسة بأكمالها ذات نكهة
شرعت البنات فى تناول الطعام فقد كانوا يتضور من الجوع خصوصا بعد وقوفهم فترة طويلة بعض الشي فى انتظار ياسمين الى جانب ان جميعهم باستثناء بيان تجمعوا بعد العمل مباشرة
انتهت ياسمين من تناول الطعام واثنت على ما اعدته بيان
ياسمين : تسلم ايدك يا بيان الشاورما تحفة
نادين: والبيتزا اجمل
رهف بمزاح : لاء الكفتة روعة وعايزه سر الخلطة لاهعورك
مارى بامتنان : بحبك يا بيان عمله حسابى فا اكل صيامى مش زى ناس
شيرى : قلبك اسود اوى يا مارى الكلام ده من 3سنين ياظالمة وانتى لسه فكراه
بيان بخجل : تسلموا يا بنات انتوا حبيبى والله والوحديم اللى بتشجعونى
نادين بحنين و حزن : تعرفوا القعدة دى ناقصها مها وحشتنى اوى
ياسمين : وحشتنا كلنا الله يرحمك يامها
مها كانت صديقتهم ولكنها رحلت منذ اكثر من خمسة اعوام رحلت بهدوء دون وداع مما سبب حالة من الحزن بين صديقاتها حزنا عليها فقد عاشت معهم كالفراشة لم تؤذى احد ورحلت من الدنيا الى الدار الاخرة لتكون فراشة فى الجنة
امن الجميع خلفها وساد صمت طويل لم يقطعه سوا رهف فى محاولة منها لكسر حالة الحزن التى سيطرت على الجميع بعد تذكرهم لصديقتهم التى رحلت منذ سنين و هى فى ريعان شبابها
رهف : تعالوا قولكم على اخر انجازاتى فى الصيدلية الايام دى موقف حصل معاي من يومين بس ايه مسخرة السنين
شيرى بتعجب : انا مش فهمة خريجة سياحة وفنادق تشتغل فى صيدلية ازاى
نادين : هى جات عليها طب ما بيان صيدلانية وقاعدة فى البيت ومارى خريجة تربية وبتشتغل فى حضانة وانا بشتغل كاشير فى محل لعب اطفال
نظروا جميعا باتجاه ياسمين
ياسمين : بلاش البصة دى مفيش غيرى ولا ايه اللى دخلت الكلية اللى عيزاها واشتغلت فى مجالها بس انامش لوحدى فى شيرى كمان
شيرى : اوعوا حد يحقد عليه انا محامية يعنى الدعا والصدقة يجوزوا ليه ايوه انا طول النهار متمرمطه فى المحاكم والاقسام
استمروا البنات فى الضحك على طريقة شيرى فى الدفاع عن نفسها
بيان: قولى يا رهف الموقف
رهف : مرة دخل الصيدلية راجل عجوز اوى كنا يوم خميس قالى عايز فياجرا اديتهاله لقيته بيقولى ودى كام حصان قلتله كتير ياحاج المهم ان انتا تصد بس انتا اخرك بوسة
نادين : ههههههههه الله يهدك والله انتى مصيبة
ياسمين : هههههههه انا مش متخيلة شكل الراجل
بيان : والله ليه حق شهاب يقولك تقعد فى البيت يا بت لمى لسانك شوية
شيرى : اخرتك يالوزة هروح اجيبك من القسم فى مرة بسبب لسانك ده وصدقينى هكون فرحانة فيك جداااا
شهقت رهف بعد ان استمعت الى كلمات شيري دليل على رفضها وخوفها من تنفيذ تلك الكلمات وكأنها تخيلت الموقف امامها وهى تسحب الى سيارة الشرطة ومنها الى القسم لتجلس بجوار النشالين و القتله وفتيات الليل ياله من امر مخزى ومفزع
رهف بخوف : بعد الشر عليه ان شاء الله اللى يكرهنى حرااام عليك يا شيرى انا تخيلت الموقف بس جسمى قشعر وقلبى كان هيقف من الخضة
شيرى بستهزاء : عشان تعرفي انك جبانة بس ولسان على الفاضي
وقفت رهف ورفعت يديها لاعلى و ظلت تصرخ وتصيح بأعلى صوت لها
رهف بصوت مرتفع : انا بعترف اهو يا ناس يا خلق يا هو ا انا جبانة و بوق على الفاضي
سحبتها بيان من ذراعها حتى تجلس فلقد انتبه عليها عدد من الشباب يجلسون فى مكان بعيد بعض الشي عنهم
بيان : اتلمى واقعدى يا رهف بلاش جنان الناس هتتلم علينا
رهف : عشان ست شيرى ترتاح
ياسمين : نفسي اسأل سؤال انتوا مولودين فوق روس بعض اتهدوا بقى
رهف : انا اتولد فوق راس دى يااااااى
شيرى : يااااي طب والله ما هسيبك يا رهف يا ام اسم مايع شبهك
كانت رهف تجرى وتلحق بها شيرى
والجميع يضحك على مشاغباتهم فقد اعتادوا عليها منذ الصغر
حتى سقطت رهف ارضا وسقطت فوفها شيرى كان المشهد مضحك للغاية
بعدها قامت ياسمين وساعدت شيرى ورهف على الوقوف وعادوا جميعا الى مجلسهم
بيان : والله اكتر حاجه بتفصلنى ضحك هو انتى يا رهف و شيرى دايما زى القط والفار بموت من الضحك بسببكم
مارى : اه والله بحسن اننا رجعنا اطفال زى زمان وبفضل اضحك معاكم وانسي كل اللى ورايا
جلسوا جميعا مرة اخرى و استمروا البنات فى سرد الحكايا المضحكة دون التطرق لاى احاديث شخصية فهم قد حضروا خصيصا واجتمعوا معانا حتى ينسوا مشاكلهم الشخصية و يبتعدوا عنها لبضع ساعات
مضى الوقت سريعا وحان موعد الفراق على امل بلقاء اخر قريب
رجعت كل فتاة وبداخلها روح جديدة لمواجهة الحياة وكانها شحنت البطارية الخاصة بها ب الطاقة الايجابية لديها لتقف من جديد امام هذا العالم لتواجه ما تقدمه لها الحياة من تحديات و صعوبات و حروب تختلف من شخص الى اخر تبعا لظروفه وقدرته على التحمل
وصلت ياسمين الى منزله وكان فى انتظارها وحدتها مرة اخرى
لتحدث نفسها
"و ها انا عدت من جديد الى معقل الذكريات و ليالى الوحدة التى لا تنتهي "
ولكن قررت مواجهتها اليوم بالتحدى على ان اتغلب على اشباح الماضي وان انتصر لا مجال للخسارة
اضاءت مصابيح البيت جميعا لم تترك غرفة الا واضاءتها فتحت النوافذ والابواب
ظلت تتحدث بصوت مرتفع علها تواجه وتخرج ما تشعر به
ياسمين : انا مش لوحدى انا مش لوحدى
انا مش هعيش تانى فى الوحدة دى انتوا لازم تنتهوا وتخرجوا من حياتى الماضي لازم يفضل مجرد ذكرى وبس
كفاية كده كفاية كفااااااية
ظلت تصرخ بكلماتها الاخيرة و كأنها تتحدث مع شخص امامها تراه هى فقط وهو شبح الوحدة
قطع حديثها مع شبح وحدتها رنين هاتفها
تناولت الهاتف لترى هوية المتصل نادين صديقتها
ياسمين : الووا ايه يا نون لحقت اوحشك بالسرعة دى
نادين ببكاء : الحقينى يا ياسمين تعاليلى بسرعة
ياسمين : فيه ايه ايه اللى حصل طب انتى فين اهدى واتكلمى بالراحة عشان افهم منك
نادين : انا فى القسم
ياسمين : قسم ليه ايه اللى حصل الوووا الوووا نادين