الفصل الاول
لايك قبل القراءة وكومنت بعدها فرولاتي❤
الفصل الأول
في أحد القصور الفاخره وقفت إلهام تصرخ غاضبة في وجه ابنتها الوحيدة
الهام : أنا خلاص أخذت القرار إنتِ مش هتروحي ، و
الموضوع دا مش قابل للنقاش أصلا يافربدة
أجابت فريدة بهدوء و هي تحاول جاهدة إقناع
والدتها لتحقيق حلمها الوحيد ، و فرصة نجاتها من هذا القصر الذي بات كالسجن لها يكاد يزهق روحها إذا لم تكن أُزهقت بالفعل
فريدة : بس دا حلمي يا ماما ، و إنتِ عارفة كويس إن
المنحة دي مش هتتكرر ، و مش بيدوها لأي حد أصلاً
و فكرة إني أخدها دي حاجة تخليكي فرحانة !!
سألت إلهام متأففه و هي تحاول إنهاء هذا النقاش العقيم من وجهة نظرها
إلهام : أنا مش فاهمة إنتِ ليه متمسكة أوي بالمنحة دي
ثم تابعت بحدة
الهام : إنتِ أصلا مش محتاجاها ، و ممكن تسافري
في أي وقت تاني عادي يعني ، إشمعني دي اللي ماسكة فيها كدة بايدك و سنانك !!!
أجابت فريدة بتلقائية
فريدة : إعتبريها مكافئة يا ماما ، أنا تعبت و ذاكرت و إشتغلت كتير أوي علي نفسي علشان خاطر المنحة
دي ، أنا عارفة إني مش محتاجاها بس هي مهمة
بالنسبالي
صمتت هنية ثم تابعت في هدوء
فريدة : علي الاقل هحس ان كل اللي عملته كان ليه
فايدة
هتفت الهام حانقة
الهام : أنا تعبت من الكلام في الموضوع دا ، و ياريت يتقفل و مش عاوزة أي نقاش فيه تاني بعد كدة ، أنا ورياض إتكلمنا في الموضوع و رافضين لفكرة سفرك تماماً....
شعرت فريدة بغصة آلم في قلبها فإرتسم الحزن علي معالمها بعدما فهمت سبب رفض والدتها لتلك المنحة بإستماته ، لقد راودها الشك في بداية الأمر ، و لكنها غضت عنه الطرف و الأن قد عاد يلوح لها في الأفق بوضوح شديد
فريده : أه هو الموضوع كدة بقي دا مش قرارك يا ماما دا قرار رياض
زاغت عينا الهام مرتبكة و بلعت ريقها في عسر متلعثمة بتوتر بينما همهمت في إصرار
الهام : مش هيفرق كتير قرار مين دا
أجابتها فريدة بيأس تشبع بخزي شديد
فريده : لا يا ماما في فرق.... و فرق كبير أوي كمان
صمتت لثواني تستجمع شجاعتها و قوتها ، و تقوي عزيمتها لتهتف بإصرار
فريدة : لمعلوماتك يا ماما أنا هسافر بإذن الله
برقت عينا الهام لجراءة ابنتها و اصرارها كما شعرت ، لتهتف في عناد
الهام : تمام بس إعملي حسابك إنك لو خرجتي من باب البيت دا مش هترجعيله مرة تانية و دا قراري الأخير و مش هرجع فيه يا فريدة لو السما إنطبقت علي الارض
إستقامت فريدة ، و رفعت رأسها مجيبة في إصرار و تحدي
فريدة : و دا برضوا قراري الأخير يا ماما
تطلعت إليها الهام بغضب ثم ذهبت الي غرفتها و تركتها حائرة متخبطة في أفكارها ، وقفت في تلك اللحظة تتخبط بين شعورها بالخوف و الرهبة ،هي تعترف انها خائفة!!! ، فمثلما تريد الرحيل لتحقيق أحلامها و الإبعتاد عن هذا المكان الذي يخنقها حد الموت هي خائفة !!! .....
نعم ، خائفة إنه مكان جديد و بلد غريبة و أُناس لا تعرفهم ، فهي التي لم تترك القاهره منذ وفاه والدها ستسافر الأن وحيده الي بلد لا تعرفه، ستتعامل مع أناس مختلفون كل الإختلاف عن ثقافتها و حياتها!!...
زفرت بعمق و أخفضت رأسها في حيرة و خوف متوجهة لغرفتها، و كل ما يشغل بالها هو ماذا ستفعل؟!
هل تذهب و تنسي العوده الي منزلها الذي ولدت فيه ، و كبرت و لعبت في ساحته مع والدها الحنون!!!
تجمعت دموع الألم والقهر في عينيها و زفرت بحزن إثر تذكرها والدها
فريده : اااه يا والدي لماذا ذهبت وتركتني !!!
سمعت صوت عقلها يتحدث بحزم و يخبرها
كم عانت في هذا المنزل ، و كم شهد هذا المنزل ظلماً ، قهراً ، خوفاً و حتي آلماً من هذا المدعو رياض ،
و لكن لقلبها رأي أخر .....
و بعد ساعات من التفكير المضني أنتهت تلك الحرب القابعة داخلها، و رفعت رايات النصر داخل قلاع عقلها معلنة إصرارها علي السفر ، و لكن تبقت لها مشكلة واحدة فقط و هي الأموال...
هي تعلم أنها ستحتاج الكثير منها ، علي الأقل في بداية حياتها هناك حتي تستقر و تُنهي علي الاقل أول سنة دراسية لها..
راودتها إحدي الخطط و لكن كيف ستنفذها ، و من سيساعدها ؟! ، فلم تجد أمامها غير حسام ،
ذلك الرجل الطيب صديق والدها الراحل الذي لا طالما كان مساعدها و حارسها بعد رحيل والدها العزيز، و لم ينفك لحظة عن كونه مساعدها الاول و الأخير...
وضعت الهاتف علي أذنها ، و أخذت اصابعها تطرق المكتب في ترقب و قلق حتي سمعته يتلقي مكالمتها فهتفت باسمة بحبور
فريده : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تهللت أسارير حسام بسعادة و أجابها بحبور
حسام : و عليكم السلام و رحمة الله يا فري
و بعد تبادل التحايا ، و الإطمئنان علي الأحوال تابعت فريدة بجدية
فريده : أنا كنت عاوزة أكلمك في موضوع مهم اوي يا بابا
إعتدل حسام في جلسته هتف يسألها بقلق إكتست به نبرته
حسام : في إيه يا حبيبتي
أجابت بعملية
فريده : أنا هجيلك المكتب يا بابا علشان مش هعرف أتكلم في التليفون ، و الموضوع اصلاً مش هينفع في التليفون
فأردف هو في حبور
حسام : لالا تعالي علي البيت يا حبيبتي أماني عاوزة تشوفك ، و بالمرة نتغدي سوا
أجابت باسمة في هدوء
فريدة : ماشي يا بابا أصلاً ماما أماني وحشاني جداً
حسام : تمام يا حبيبتي
أغلقت هاتفها، و إرتدت فستان باللون الأسود يضيق من الاعلي و يتسع من الاسفل بقصة الكلوش به بعض التطريز من الإيتامين عند الاساور بالون الوردي، و ارتدت فوقه خمار بنفس اللون الذي يبرز بشرتها البيضاء المشربة بحمرة خفيفة ، فقد كانت فريدة فتاة جميلة الي حد ما ، و أكثر ما يميزها هو تلك العينان الزيتونيتان...
إرتدت حذاء رياضي بنفس لون الخمار، و حملت حقيبتها الوردية و توجهت لسيارتها منطلقة للسجل المدني أولاً للقيام ببعض الإجراءات التي تعلم جيداً انها ستحتاجها، و لإختصار كل الوقت الممكن...
قررت إنهائها و بعد ذلك إتجهت لمنزل حسام صديق والدها الصدوق ، و محامي العائلة الذي كانت فريدة تحبه كثيراً ، و تعتبره مثل والدها ، حتي هو يعتبرها مثل ابنته التي لم ينجبها....
وصلت فريدة و طرقت الباب في هدوء ، ففتحت لها أماني الباب باسمة بحماس
و بعد تبادل التحايا و السلامات دلفت فريدة للداخل يزين محياها إبتسامتها الجميله التي كانت هي أيضاً فريده مثل اسمها ، أشار لها حسام بالتقدم ، فجلست أمامه في هدوء
هتفت أماني باسمة بهدوء
اماني : هجيبلكوا حاجة تشربوها علي ما تخلصوا كلام علشان الاكل
ثم انصرفت للداخل ، فسأل هو بقلق
حسام : هاه قوليلي بقي ايه هو الموضوع المهم أوي كدة اللي مش هينفع نتكلم فيه في التليفون
تابعت هي بسعادة تخبره بتفاصيل قبولها في بعثة أمريكا ....
هتف حسام بنبرة إختلط فيها الفرح و الشجن
حسام : علي اد ما أنا فرحان جداً علشان الخبر دا يا فريدة منا اصلي عارف إن دا حلمك ، و فخور جداً بإنك قدرتي تحققيه ، بس أنا برضوا يا حبيبتي أب ، و مش عاوز بنتي تمشي و تبعد عني.
أشفقت فريده لحال هذا الرجل و كادت نظراته أن تجعلها تعدل عن قرارها!!! ، و لكن هيهات فلقد عقدت العزم علي الرحيل فتابعت بحزن
فريدة : إنت عارف يا بابا إني مش عاوزة أمشي و أسيبكوا و الله بس دا أفضل حل ، أنا خلاص مبقاش ليا حاجة هنا، و مبقتش قادرة أفضل هنا أكتر من كدة
تمتم من بين أسنانه هاتفاً بحنق
حسام : رياض مش كدا !!!!
أجابته بتلقائية
فريده : رياض دا كابوس يا بابا ، و مش هيخلص ، و مش هرتاح منه غير لو مشيت
هتف غاضباً بصدق
حسام : كل أمنيتي في الحياة إني أقتل البني أدم الحقير القذر دا، و نخلص منه للأبد و كلنا نرتاح
إرتسمت إبتسامة حنونة تلقائية علي ثغر فريدة لحبها لهذا الرجل الذي يعوضها حنان ابيها
فريدة : هو ليه ربنا يا بابا قادر يجيبلنا حقنا منه، و الله انا متاكدة ، بس أنا حالياً عاوزة منك خدمة تانية
إبتسم هو غامزاً إياها بحبور
حسام : يا حبيبتي من قبل ما أعرف إعتبريها تمت و كل اللي انتي عاوزاه حصل
إرتسمت الجدية جلية علي ملامحها
فريده : أنا عاوزة أرفع قضية و أخذ فيها ميراثي من بابا الله يرحمه
سأل حسام متوجساً
حسام : إنتِ متأكدة يا حبيبتي
أجابته بثقة تامة
فريدة : عمري ما كنت متأكدة زي دلوقتي
صمتت هنية لتتابع شارحة له
فريدة : أنا مكنتش حابة أمشيها كدة بس أنا كل اللي عاوزاه جزء من ميراثي علي الأقل الي اقدر اعيش بيه هناك فترة لحد بس ما أستقر ، و ادبر أموري و اعرف اشتغل و كدة
إبتسم حسام فخراً ، و أخيرا قطته الصغيرة كبرت و أصبحت نمره شرسة تُطالب بحقها ، و ستدافع عنه بإستماته
حسام : زي ما تحبي يا حبيبتي
تحبي نمشي ودي الأول و لا قضائي علي طول
تقوست شفتاها لأسفل بجهل ، و حركت كتفيها بحيرة
فريده : بصراحة مش عارفة المهم عندي السرعة بس الودي اعتقد صعب لان ماما قالتلي صراحة انهم مش موافقين، و بالتالي مش هيدوني اي فلوس
صمت حسام مفكراً ليتابع بهدوء
حسام : سيبيلي انا بس الحوار دا و انا هعرف اتصرف انا في الاول هبدأ معاهم ودي علشان ننجز حالنا و بعدين لو لاقدر الله حصل اي حاجة هتصرف متقلقيش
أحضرت اماني العصائر و بعض الحلوي لتعطيها فريدة احدي ابتساماتها الرائعة شاكرة إياها بهدوء، ثم تطلعت لحسام لإكمال حديثهم
فريده : تمام يا بابا كدة زي الفل لو احتاجت مني أي حاجة قولي
إرتشفت قليلاً من مشروبها لتضعه جانباً هاتفة في هدوء بعدما تذكرت الأوراق لتخرجها من حقيبتها ، و ناولتها لحسام
فريدة : و دا توكيل مني ليك يا بابا أنا عاوزاك تحط الفلوس بتاعتي في حساب باسمي بس في أمريكا
سألت أماني بوجوم
أماني : برضوا هتسافري
إقتربت منها فريدة مربتة علي يداها
فريدة: معلش يا ماما إنتِ عارفة إنه لازم وبصراحة فرصة خايفة أندم لو ضيعتها
تنهدت أماني بقلة حيلة
أماني : أمري لله
إلتفت فريدة ناحية حسام هاتفة بتفكير
فريدة: معلش يا بابا وعاوزاك كمان تبعتلي عربيتي علي هناك وكمان مش عارفة المفروض هقعد فين وكدة
إبتسم بحبور هاتفاً بهدوء
حسام : تمام يا حبيبتي متقلقيش و متشغليش بالك انتي وأنا هتصرف بإذن الله بس إبقي عرفيني ميعاد السفر قبلها
مطت فريدة شفتاها بعجز
فريدة: مش هينفع اسافر غير لما أشوف موضوع الفلوس واخلصه علشان كدة كدة في رسوم بدفعها من هنا وبناء عليه هيتحدد عليه ميعاد السفر
تذكرت فريدة شيئاً أخيراً فهتفت بتلقائية
فريدة: بابا أنا عارفة إن بابا الله يرحمه سابلي كل حاجة قبل ما يموت
أومأ حسام موافقاً فتابعت هي
فريدة : بس أنا مش عاوزة كل حاجة أنا بس مش عاوزة غير اللي هيكفيني للسفر
هم بالإعتراض فأجابته بنبرات خرجت منها مكلومة كامدة
فريدة : عارفة إنه عندك حق يا بابا بس للاسف دي ماما
هتف غاضباً مشمئزاً
حسام : بس اللي تنهب حق بنتها متبقاش ام
أجابته بهدوء
فريدة : هي في الأول وفي الأخر ماما وكل الي أنا عاوزاه اللي هحتاجة وبس
حتي ولو كنا متخانقين انا وهي ومختلفين في وجهات النظر فأنا بعمل دا لربنا سبحانه وتعالي أولا وبعدين بابا الله يرحمة
مط شفتاه بقلة حيلة
حسام : ما باليد حيلة حاضر يا ست فري أنا عارف دماغك ناشفة لابوكي الله يرحمه
تنهدت بشوق متمتمة
فريدة : الله يرحمه
ثم تابعت بعملية
فريدة : أهم حاجة يا بابا عاوزة الموضوع يتم بسرعة
هتف هو مطمئناً
حسام: متقلقيش يا حبيبتي أنا بكرة الصبح بإذن الله هكون عندكوا في البيت علشان نخلص الموضوع دا
وبعد بضع ساعات كانت قد رحلت
تنهد حسام بقلق وما يزال بصره معلق بطيفها الذي رحل منذ قليل وهو يتسائل
ياتري ماذا سيحدث لكي يابنتي فأنتِ رقيقه كالزهور لا أعلم إن كنتي ستتحملين الغربه والسفر والعيش وحدك أم لا أرجوا من الله أن يوفقك وأن يكن بجانبك
عند فريدة
أما فريدة فذهبت كي تزور قبر والدها كعادتها كل إسبوع تحكي له ماذا فعلت في يومها
روت الزهيرات وبعض شجيرات الصبار الموجودة حول قبره لتجلس بعدها في هدوء وهي تهمهم بشرود
فريده: وحشتني اوي يا بابا وحشتني أوي
وحشني كلامك وضحكتك وأحضانك اللي كانت بتحسسني بالآمان
وحشني إحساس الآمان اللي كنت بحسه وإنتَ موجود
أنا تعبت والله من الدنيا دي عاوزة أجيلك بقي
أنا بكره العالم دا وبكره كل الناس دول بكرهم كلهم
أنا بس عاوزاك جمبي تاني ومش عاوزة أي حاجة تاني عاوزة بس أرجع أحس بالآمان في حضنك تاني زي زمان
أنا جيت اقولك إني همشي هروح أمريكا علشان أحقق حلمي وأوعدك إني هكون دكتورة شاطرة وأساعد كل الناس زي ما كنت بتطلب مني
بس انا خايفة اوي يا بابا وخايفة من كل خطوة هاخدها وخايفة اكون غلط يا بابا
وبعد وقت قليل جففت دموعها وودعت والدها ثم ذهبت لشراء بعض الأغراض التي تنقصها فهي تعلم أنها ستحتاج الكثير من الأغراض للسفر
وبعد عدة ساعات من البحث إنتهت وأخيراً من شراء أشيائها وعادت للمنزل فوجدته خاليا كعادته
زفرت بأسي وصعدت لغرفتها كي تتحمم بعد عناء اليوم وتنظم أغراضها بعدها جلست كعادتها كي تكتب رسائلها للفارس المنتظر الذي لاتعرف متي سيأتي ولاتعرف حتي من هو ولا تعرف أيضا لما تكتب تلك الرسائل باللغة الإنجليزية أ خوفا من رياض مثلاً؟؟؟ لا تعرف حقا لا تعرف
فهي تمارس تلك العادة منذ زمن طويل وقد أصبح عقلها مبرمج عليها بلا كلل اؤ ملل
زفرت بسعادة وإلتقطت الدفتر والقلم وبدأت بالكتابة
" أتخذ الأن أول خطوه في طريق حلمي
كل ما أريدك أن تعلمه هو إنني تحملت في إنتظارك الكثير والكثير ، كم أتمناك تأتي مُطمئناً لي ومٰطيباً لجروحي كالبلسم كم أتمناك تأتي كي تخلصني مما أنا فيه ولكن صبراً يافارسي "
وإنتهت من رسائلها الي فارسها المنتظر أو كما تسميه هي فارس الاسلام
وأخذت تتخيله فهو سيكون حنوناً ، يطيع ربه سيكون قوي كي يدافع عنها ويحميها من هذا المدعو رياض نعم سيأتي كي يحميها و يخلصها فهو منقذها ومخلصها
أغلقت الدفتر ووضعته في درجها ثم خلدت للنوم في هدوء وارهاق
وبعد فتره من الوقت
وصل هذا الشيطان المتنكر بصوره إنسان هذا المدعو رياض
هتف يستدعي الخادمة التي حضرت علي الفور يسألها في تحفز
رياض : في حد هنا !
أجابته زهرة بخفوت
زهره : ستي الصغيره فريده هانم في أوضتها جات من شوية
مرر أصابعه في شعره وإبتسم إبتسامته الصفراء
رياض : طيب يازهره روحي
إنتهز فرصه عدم وجود أحد معهم بالمنزل صاعداً لحجرتها فهو دائما مايحاول التحرش بها ومضايقتها
فتح الباب في هدوء بالمفتاح الذي يملكه لغرفتها دون علمها فوجدها نائمه في خفوت
إبتسم مرة أخري بمكر مغلقاً الباب في هدوء شديد كيلا يوقظها ليقترب منها جالساً بجوارها علي الفراش واضعاً يده علي وجنتها ثم علي شعرها مُتفحصاً إياها بنظرات حقيرة تملؤها الرغبة
شعرت هي بوجود أحداً في الغرفه !!
بل يوجد أحد معها علي سريرها!!!
إنتفضت مذعوره من نومها
فوجدت هذا الحقير الدنئ رياض يجلس بجانبها واضعاً يده علي شعرها
نفضت يده بعدما جذبت غطاء سريرها مسرعه لكي تغطي به نفسها حتي لا يري جسدها
فإبتسم هو بنزق إبتسامة لم تصل لعيناه وهو يتمتم مغازلاً إياها
رياض : صحيتي يا اميرتي
هتفت به حاردة
فريدة : إنت إيه الي جابك أوضتي يا بني ادم انت وبتعمل إيه هنا أصلا إتفضل إطلع برة ودلوقتي حالاً
تمتم مهدئاً من روعها ببرود
رياض : شششش إهدي متتعصبيش كدة أنا مش هعمل أي حاجة النهاردة وهخرج برة بس أنا جاي أقولك إعملي حسابك مش هتروحي في أي حته يا حبيبتي علشان إنتِ بتاعتي أنا وبس بتاعه رياض وملكه وتخصيه لوحده ومش هتكوني لحد تاني يا فريدة مفهوم
صرخت به بعزة متحدية
فريدة : واللي خلقني وخلقك يا رياض ما هتطول شعرة مني لو السما إنطبقت علي الارض وحتي لو الشمس شرقت من مغربها مهخليك تطول شعرة مني ، حتي لو أخر يوم في عمري، أنا بكرهك بكرهك وبشمئز منك إنت بني أدم حقير ومقرف ومقزز كمان وعلشان تبقي عارف أنا مسافرة ومش هرجع تاني أبدا
إبتسم رياض بنزق
رياض : الأحلام مش ممنوعة يا حبيبتي إحلمي زي ما تحبي
صرخت به بهستيرية وجسدها بأكمله يرتعد بعصبية وقهر
فريدة : إخرج برااااه إخرج
خرج فأغلقت خلفه الباب وجلست تبكي متأملة حالتها من اللحظة الأولي الذي دخل فيه هذا الرياض حياتهم فقد كان دائماً يضايقها ويتحرش بها وحاول في عده مرات أن يفعل أكتر من ذلك ولكن في كل مره كانت تتدخل العنايه الإلهيه وتنقذها
هتف عقلها بحزم
سوف أرحل واترك كل هذا الإنحطاط ورائي لن أبقي هنا سأسافر وسأبدا حياتي من جديد بدون أمي وبدون رياض فقط أنا وأحلامي
هي تعلم أن ذلك القرار أصبح حتمياً عليها لم يعد لديها حرية الأختيار وبالأخص لان والدها لا تصدق مدي حقارة الشخص الذي إختارته ليكمل معها باقي حياتها
ثم ذهبت لتصلي وتناجي ربها حتي يلهمها الصبر والقوه لتحتمل ماهي قادمة عليه
الفصل الأول
في أحد القصور الفاخره وقفت إلهام تصرخ غاضبة في وجه ابنتها الوحيدة
الهام : أنا خلاص أخذت القرار إنتِ مش هتروحي ، و
الموضوع دا مش قابل للنقاش أصلا يافربدة
أجابت فريدة بهدوء و هي تحاول جاهدة إقناع
والدتها لتحقيق حلمها الوحيد ، و فرصة نجاتها من هذا القصر الذي بات كالسجن لها يكاد يزهق روحها إذا لم تكن أُزهقت بالفعل
فريدة : بس دا حلمي يا ماما ، و إنتِ عارفة كويس إن
المنحة دي مش هتتكرر ، و مش بيدوها لأي حد أصلاً
و فكرة إني أخدها دي حاجة تخليكي فرحانة !!
سألت إلهام متأففه و هي تحاول إنهاء هذا النقاش العقيم من وجهة نظرها
إلهام : أنا مش فاهمة إنتِ ليه متمسكة أوي بالمنحة دي
ثم تابعت بحدة
الهام : إنتِ أصلا مش محتاجاها ، و ممكن تسافري
في أي وقت تاني عادي يعني ، إشمعني دي اللي ماسكة فيها كدة بايدك و سنانك !!!
أجابت فريدة بتلقائية
فريدة : إعتبريها مكافئة يا ماما ، أنا تعبت و ذاكرت و إشتغلت كتير أوي علي نفسي علشان خاطر المنحة
دي ، أنا عارفة إني مش محتاجاها بس هي مهمة
بالنسبالي
صمتت هنية ثم تابعت في هدوء
فريدة : علي الاقل هحس ان كل اللي عملته كان ليه
فايدة
هتفت الهام حانقة
الهام : أنا تعبت من الكلام في الموضوع دا ، و ياريت يتقفل و مش عاوزة أي نقاش فيه تاني بعد كدة ، أنا ورياض إتكلمنا في الموضوع و رافضين لفكرة سفرك تماماً....
شعرت فريدة بغصة آلم في قلبها فإرتسم الحزن علي معالمها بعدما فهمت سبب رفض والدتها لتلك المنحة بإستماته ، لقد راودها الشك في بداية الأمر ، و لكنها غضت عنه الطرف و الأن قد عاد يلوح لها في الأفق بوضوح شديد
فريده : أه هو الموضوع كدة بقي دا مش قرارك يا ماما دا قرار رياض
زاغت عينا الهام مرتبكة و بلعت ريقها في عسر متلعثمة بتوتر بينما همهمت في إصرار
الهام : مش هيفرق كتير قرار مين دا
أجابتها فريدة بيأس تشبع بخزي شديد
فريده : لا يا ماما في فرق.... و فرق كبير أوي كمان
صمتت لثواني تستجمع شجاعتها و قوتها ، و تقوي عزيمتها لتهتف بإصرار
فريدة : لمعلوماتك يا ماما أنا هسافر بإذن الله
برقت عينا الهام لجراءة ابنتها و اصرارها كما شعرت ، لتهتف في عناد
الهام : تمام بس إعملي حسابك إنك لو خرجتي من باب البيت دا مش هترجعيله مرة تانية و دا قراري الأخير و مش هرجع فيه يا فريدة لو السما إنطبقت علي الارض
إستقامت فريدة ، و رفعت رأسها مجيبة في إصرار و تحدي
فريدة : و دا برضوا قراري الأخير يا ماما
تطلعت إليها الهام بغضب ثم ذهبت الي غرفتها و تركتها حائرة متخبطة في أفكارها ، وقفت في تلك اللحظة تتخبط بين شعورها بالخوف و الرهبة ،هي تعترف انها خائفة!!! ، فمثلما تريد الرحيل لتحقيق أحلامها و الإبعتاد عن هذا المكان الذي يخنقها حد الموت هي خائفة !!! .....
نعم ، خائفة إنه مكان جديد و بلد غريبة و أُناس لا تعرفهم ، فهي التي لم تترك القاهره منذ وفاه والدها ستسافر الأن وحيده الي بلد لا تعرفه، ستتعامل مع أناس مختلفون كل الإختلاف عن ثقافتها و حياتها!!...
زفرت بعمق و أخفضت رأسها في حيرة و خوف متوجهة لغرفتها، و كل ما يشغل بالها هو ماذا ستفعل؟!
هل تذهب و تنسي العوده الي منزلها الذي ولدت فيه ، و كبرت و لعبت في ساحته مع والدها الحنون!!!
تجمعت دموع الألم والقهر في عينيها و زفرت بحزن إثر تذكرها والدها
فريده : اااه يا والدي لماذا ذهبت وتركتني !!!
سمعت صوت عقلها يتحدث بحزم و يخبرها
كم عانت في هذا المنزل ، و كم شهد هذا المنزل ظلماً ، قهراً ، خوفاً و حتي آلماً من هذا المدعو رياض ،
و لكن لقلبها رأي أخر .....
و بعد ساعات من التفكير المضني أنتهت تلك الحرب القابعة داخلها، و رفعت رايات النصر داخل قلاع عقلها معلنة إصرارها علي السفر ، و لكن تبقت لها مشكلة واحدة فقط و هي الأموال...
هي تعلم أنها ستحتاج الكثير منها ، علي الأقل في بداية حياتها هناك حتي تستقر و تُنهي علي الاقل أول سنة دراسية لها..
راودتها إحدي الخطط و لكن كيف ستنفذها ، و من سيساعدها ؟! ، فلم تجد أمامها غير حسام ،
ذلك الرجل الطيب صديق والدها الراحل الذي لا طالما كان مساعدها و حارسها بعد رحيل والدها العزيز، و لم ينفك لحظة عن كونه مساعدها الاول و الأخير...
وضعت الهاتف علي أذنها ، و أخذت اصابعها تطرق المكتب في ترقب و قلق حتي سمعته يتلقي مكالمتها فهتفت باسمة بحبور
فريده : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تهللت أسارير حسام بسعادة و أجابها بحبور
حسام : و عليكم السلام و رحمة الله يا فري
و بعد تبادل التحايا ، و الإطمئنان علي الأحوال تابعت فريدة بجدية
فريده : أنا كنت عاوزة أكلمك في موضوع مهم اوي يا بابا
إعتدل حسام في جلسته هتف يسألها بقلق إكتست به نبرته
حسام : في إيه يا حبيبتي
أجابت بعملية
فريده : أنا هجيلك المكتب يا بابا علشان مش هعرف أتكلم في التليفون ، و الموضوع اصلاً مش هينفع في التليفون
فأردف هو في حبور
حسام : لالا تعالي علي البيت يا حبيبتي أماني عاوزة تشوفك ، و بالمرة نتغدي سوا
أجابت باسمة في هدوء
فريدة : ماشي يا بابا أصلاً ماما أماني وحشاني جداً
حسام : تمام يا حبيبتي
أغلقت هاتفها، و إرتدت فستان باللون الأسود يضيق من الاعلي و يتسع من الاسفل بقصة الكلوش به بعض التطريز من الإيتامين عند الاساور بالون الوردي، و ارتدت فوقه خمار بنفس اللون الذي يبرز بشرتها البيضاء المشربة بحمرة خفيفة ، فقد كانت فريدة فتاة جميلة الي حد ما ، و أكثر ما يميزها هو تلك العينان الزيتونيتان...
إرتدت حذاء رياضي بنفس لون الخمار، و حملت حقيبتها الوردية و توجهت لسيارتها منطلقة للسجل المدني أولاً للقيام ببعض الإجراءات التي تعلم جيداً انها ستحتاجها، و لإختصار كل الوقت الممكن...
قررت إنهائها و بعد ذلك إتجهت لمنزل حسام صديق والدها الصدوق ، و محامي العائلة الذي كانت فريدة تحبه كثيراً ، و تعتبره مثل والدها ، حتي هو يعتبرها مثل ابنته التي لم ينجبها....
وصلت فريدة و طرقت الباب في هدوء ، ففتحت لها أماني الباب باسمة بحماس
و بعد تبادل التحايا و السلامات دلفت فريدة للداخل يزين محياها إبتسامتها الجميله التي كانت هي أيضاً فريده مثل اسمها ، أشار لها حسام بالتقدم ، فجلست أمامه في هدوء
هتفت أماني باسمة بهدوء
اماني : هجيبلكوا حاجة تشربوها علي ما تخلصوا كلام علشان الاكل
ثم انصرفت للداخل ، فسأل هو بقلق
حسام : هاه قوليلي بقي ايه هو الموضوع المهم أوي كدة اللي مش هينفع نتكلم فيه في التليفون
تابعت هي بسعادة تخبره بتفاصيل قبولها في بعثة أمريكا ....
هتف حسام بنبرة إختلط فيها الفرح و الشجن
حسام : علي اد ما أنا فرحان جداً علشان الخبر دا يا فريدة منا اصلي عارف إن دا حلمك ، و فخور جداً بإنك قدرتي تحققيه ، بس أنا برضوا يا حبيبتي أب ، و مش عاوز بنتي تمشي و تبعد عني.
أشفقت فريده لحال هذا الرجل و كادت نظراته أن تجعلها تعدل عن قرارها!!! ، و لكن هيهات فلقد عقدت العزم علي الرحيل فتابعت بحزن
فريدة : إنت عارف يا بابا إني مش عاوزة أمشي و أسيبكوا و الله بس دا أفضل حل ، أنا خلاص مبقاش ليا حاجة هنا، و مبقتش قادرة أفضل هنا أكتر من كدة
تمتم من بين أسنانه هاتفاً بحنق
حسام : رياض مش كدا !!!!
أجابته بتلقائية
فريده : رياض دا كابوس يا بابا ، و مش هيخلص ، و مش هرتاح منه غير لو مشيت
هتف غاضباً بصدق
حسام : كل أمنيتي في الحياة إني أقتل البني أدم الحقير القذر دا، و نخلص منه للأبد و كلنا نرتاح
إرتسمت إبتسامة حنونة تلقائية علي ثغر فريدة لحبها لهذا الرجل الذي يعوضها حنان ابيها
فريدة : هو ليه ربنا يا بابا قادر يجيبلنا حقنا منه، و الله انا متاكدة ، بس أنا حالياً عاوزة منك خدمة تانية
إبتسم هو غامزاً إياها بحبور
حسام : يا حبيبتي من قبل ما أعرف إعتبريها تمت و كل اللي انتي عاوزاه حصل
إرتسمت الجدية جلية علي ملامحها
فريده : أنا عاوزة أرفع قضية و أخذ فيها ميراثي من بابا الله يرحمه
سأل حسام متوجساً
حسام : إنتِ متأكدة يا حبيبتي
أجابته بثقة تامة
فريدة : عمري ما كنت متأكدة زي دلوقتي
صمتت هنية لتتابع شارحة له
فريدة : أنا مكنتش حابة أمشيها كدة بس أنا كل اللي عاوزاه جزء من ميراثي علي الأقل الي اقدر اعيش بيه هناك فترة لحد بس ما أستقر ، و ادبر أموري و اعرف اشتغل و كدة
إبتسم حسام فخراً ، و أخيرا قطته الصغيرة كبرت و أصبحت نمره شرسة تُطالب بحقها ، و ستدافع عنه بإستماته
حسام : زي ما تحبي يا حبيبتي
تحبي نمشي ودي الأول و لا قضائي علي طول
تقوست شفتاها لأسفل بجهل ، و حركت كتفيها بحيرة
فريده : بصراحة مش عارفة المهم عندي السرعة بس الودي اعتقد صعب لان ماما قالتلي صراحة انهم مش موافقين، و بالتالي مش هيدوني اي فلوس
صمت حسام مفكراً ليتابع بهدوء
حسام : سيبيلي انا بس الحوار دا و انا هعرف اتصرف انا في الاول هبدأ معاهم ودي علشان ننجز حالنا و بعدين لو لاقدر الله حصل اي حاجة هتصرف متقلقيش
أحضرت اماني العصائر و بعض الحلوي لتعطيها فريدة احدي ابتساماتها الرائعة شاكرة إياها بهدوء، ثم تطلعت لحسام لإكمال حديثهم
فريده : تمام يا بابا كدة زي الفل لو احتاجت مني أي حاجة قولي
إرتشفت قليلاً من مشروبها لتضعه جانباً هاتفة في هدوء بعدما تذكرت الأوراق لتخرجها من حقيبتها ، و ناولتها لحسام
فريدة : و دا توكيل مني ليك يا بابا أنا عاوزاك تحط الفلوس بتاعتي في حساب باسمي بس في أمريكا
سألت أماني بوجوم
أماني : برضوا هتسافري
إقتربت منها فريدة مربتة علي يداها
فريدة: معلش يا ماما إنتِ عارفة إنه لازم وبصراحة فرصة خايفة أندم لو ضيعتها
تنهدت أماني بقلة حيلة
أماني : أمري لله
إلتفت فريدة ناحية حسام هاتفة بتفكير
فريدة: معلش يا بابا وعاوزاك كمان تبعتلي عربيتي علي هناك وكمان مش عارفة المفروض هقعد فين وكدة
إبتسم بحبور هاتفاً بهدوء
حسام : تمام يا حبيبتي متقلقيش و متشغليش بالك انتي وأنا هتصرف بإذن الله بس إبقي عرفيني ميعاد السفر قبلها
مطت فريدة شفتاها بعجز
فريدة: مش هينفع اسافر غير لما أشوف موضوع الفلوس واخلصه علشان كدة كدة في رسوم بدفعها من هنا وبناء عليه هيتحدد عليه ميعاد السفر
تذكرت فريدة شيئاً أخيراً فهتفت بتلقائية
فريدة: بابا أنا عارفة إن بابا الله يرحمه سابلي كل حاجة قبل ما يموت
أومأ حسام موافقاً فتابعت هي
فريدة : بس أنا مش عاوزة كل حاجة أنا بس مش عاوزة غير اللي هيكفيني للسفر
هم بالإعتراض فأجابته بنبرات خرجت منها مكلومة كامدة
فريدة : عارفة إنه عندك حق يا بابا بس للاسف دي ماما
هتف غاضباً مشمئزاً
حسام : بس اللي تنهب حق بنتها متبقاش ام
أجابته بهدوء
فريدة : هي في الأول وفي الأخر ماما وكل الي أنا عاوزاه اللي هحتاجة وبس
حتي ولو كنا متخانقين انا وهي ومختلفين في وجهات النظر فأنا بعمل دا لربنا سبحانه وتعالي أولا وبعدين بابا الله يرحمة
مط شفتاه بقلة حيلة
حسام : ما باليد حيلة حاضر يا ست فري أنا عارف دماغك ناشفة لابوكي الله يرحمه
تنهدت بشوق متمتمة
فريدة : الله يرحمه
ثم تابعت بعملية
فريدة : أهم حاجة يا بابا عاوزة الموضوع يتم بسرعة
هتف هو مطمئناً
حسام: متقلقيش يا حبيبتي أنا بكرة الصبح بإذن الله هكون عندكوا في البيت علشان نخلص الموضوع دا
وبعد بضع ساعات كانت قد رحلت
تنهد حسام بقلق وما يزال بصره معلق بطيفها الذي رحل منذ قليل وهو يتسائل
ياتري ماذا سيحدث لكي يابنتي فأنتِ رقيقه كالزهور لا أعلم إن كنتي ستتحملين الغربه والسفر والعيش وحدك أم لا أرجوا من الله أن يوفقك وأن يكن بجانبك
عند فريدة
أما فريدة فذهبت كي تزور قبر والدها كعادتها كل إسبوع تحكي له ماذا فعلت في يومها
روت الزهيرات وبعض شجيرات الصبار الموجودة حول قبره لتجلس بعدها في هدوء وهي تهمهم بشرود
فريده: وحشتني اوي يا بابا وحشتني أوي
وحشني كلامك وضحكتك وأحضانك اللي كانت بتحسسني بالآمان
وحشني إحساس الآمان اللي كنت بحسه وإنتَ موجود
أنا تعبت والله من الدنيا دي عاوزة أجيلك بقي
أنا بكره العالم دا وبكره كل الناس دول بكرهم كلهم
أنا بس عاوزاك جمبي تاني ومش عاوزة أي حاجة تاني عاوزة بس أرجع أحس بالآمان في حضنك تاني زي زمان
أنا جيت اقولك إني همشي هروح أمريكا علشان أحقق حلمي وأوعدك إني هكون دكتورة شاطرة وأساعد كل الناس زي ما كنت بتطلب مني
بس انا خايفة اوي يا بابا وخايفة من كل خطوة هاخدها وخايفة اكون غلط يا بابا
وبعد وقت قليل جففت دموعها وودعت والدها ثم ذهبت لشراء بعض الأغراض التي تنقصها فهي تعلم أنها ستحتاج الكثير من الأغراض للسفر
وبعد عدة ساعات من البحث إنتهت وأخيراً من شراء أشيائها وعادت للمنزل فوجدته خاليا كعادته
زفرت بأسي وصعدت لغرفتها كي تتحمم بعد عناء اليوم وتنظم أغراضها بعدها جلست كعادتها كي تكتب رسائلها للفارس المنتظر الذي لاتعرف متي سيأتي ولاتعرف حتي من هو ولا تعرف أيضا لما تكتب تلك الرسائل باللغة الإنجليزية أ خوفا من رياض مثلاً؟؟؟ لا تعرف حقا لا تعرف
فهي تمارس تلك العادة منذ زمن طويل وقد أصبح عقلها مبرمج عليها بلا كلل اؤ ملل
زفرت بسعادة وإلتقطت الدفتر والقلم وبدأت بالكتابة
" أتخذ الأن أول خطوه في طريق حلمي
كل ما أريدك أن تعلمه هو إنني تحملت في إنتظارك الكثير والكثير ، كم أتمناك تأتي مُطمئناً لي ومٰطيباً لجروحي كالبلسم كم أتمناك تأتي كي تخلصني مما أنا فيه ولكن صبراً يافارسي "
وإنتهت من رسائلها الي فارسها المنتظر أو كما تسميه هي فارس الاسلام
وأخذت تتخيله فهو سيكون حنوناً ، يطيع ربه سيكون قوي كي يدافع عنها ويحميها من هذا المدعو رياض نعم سيأتي كي يحميها و يخلصها فهو منقذها ومخلصها
أغلقت الدفتر ووضعته في درجها ثم خلدت للنوم في هدوء وارهاق
وبعد فتره من الوقت
وصل هذا الشيطان المتنكر بصوره إنسان هذا المدعو رياض
هتف يستدعي الخادمة التي حضرت علي الفور يسألها في تحفز
رياض : في حد هنا !
أجابته زهرة بخفوت
زهره : ستي الصغيره فريده هانم في أوضتها جات من شوية
مرر أصابعه في شعره وإبتسم إبتسامته الصفراء
رياض : طيب يازهره روحي
إنتهز فرصه عدم وجود أحد معهم بالمنزل صاعداً لحجرتها فهو دائما مايحاول التحرش بها ومضايقتها
فتح الباب في هدوء بالمفتاح الذي يملكه لغرفتها دون علمها فوجدها نائمه في خفوت
إبتسم مرة أخري بمكر مغلقاً الباب في هدوء شديد كيلا يوقظها ليقترب منها جالساً بجوارها علي الفراش واضعاً يده علي وجنتها ثم علي شعرها مُتفحصاً إياها بنظرات حقيرة تملؤها الرغبة
شعرت هي بوجود أحداً في الغرفه !!
بل يوجد أحد معها علي سريرها!!!
إنتفضت مذعوره من نومها
فوجدت هذا الحقير الدنئ رياض يجلس بجانبها واضعاً يده علي شعرها
نفضت يده بعدما جذبت غطاء سريرها مسرعه لكي تغطي به نفسها حتي لا يري جسدها
فإبتسم هو بنزق إبتسامة لم تصل لعيناه وهو يتمتم مغازلاً إياها
رياض : صحيتي يا اميرتي
هتفت به حاردة
فريدة : إنت إيه الي جابك أوضتي يا بني ادم انت وبتعمل إيه هنا أصلا إتفضل إطلع برة ودلوقتي حالاً
تمتم مهدئاً من روعها ببرود
رياض : شششش إهدي متتعصبيش كدة أنا مش هعمل أي حاجة النهاردة وهخرج برة بس أنا جاي أقولك إعملي حسابك مش هتروحي في أي حته يا حبيبتي علشان إنتِ بتاعتي أنا وبس بتاعه رياض وملكه وتخصيه لوحده ومش هتكوني لحد تاني يا فريدة مفهوم
صرخت به بعزة متحدية
فريدة : واللي خلقني وخلقك يا رياض ما هتطول شعرة مني لو السما إنطبقت علي الارض وحتي لو الشمس شرقت من مغربها مهخليك تطول شعرة مني ، حتي لو أخر يوم في عمري، أنا بكرهك بكرهك وبشمئز منك إنت بني أدم حقير ومقرف ومقزز كمان وعلشان تبقي عارف أنا مسافرة ومش هرجع تاني أبدا
إبتسم رياض بنزق
رياض : الأحلام مش ممنوعة يا حبيبتي إحلمي زي ما تحبي
صرخت به بهستيرية وجسدها بأكمله يرتعد بعصبية وقهر
فريدة : إخرج برااااه إخرج
خرج فأغلقت خلفه الباب وجلست تبكي متأملة حالتها من اللحظة الأولي الذي دخل فيه هذا الرياض حياتهم فقد كان دائماً يضايقها ويتحرش بها وحاول في عده مرات أن يفعل أكتر من ذلك ولكن في كل مره كانت تتدخل العنايه الإلهيه وتنقذها
هتف عقلها بحزم
سوف أرحل واترك كل هذا الإنحطاط ورائي لن أبقي هنا سأسافر وسأبدا حياتي من جديد بدون أمي وبدون رياض فقط أنا وأحلامي
هي تعلم أن ذلك القرار أصبح حتمياً عليها لم يعد لديها حرية الأختيار وبالأخص لان والدها لا تصدق مدي حقارة الشخص الذي إختارته ليكمل معها باقي حياتها
ثم ذهبت لتصلي وتناجي ربها حتي يلهمها الصبر والقوه لتحتمل ماهي قادمة عليه