الفصل الثالث
لايك قبل القراءة وكومنت بعدها حلوياتي
أومأت فريدة برأسها باسمة
فريدة : أه درسته علي الإنترنت
وصلا أمام المكتب ففتحت سلمي الباب وطلبت منها الدخول بينما إتجهت هي لأحد الأدراج وأخرجت منه بعض الأوراق وناولتها لفريدة
سلمي : دا إمتحانك الأخير يا فريدة إتفضلي إبدأي وأما تخلصي عرفيني
أومأت فريدة برأسها وهي تتناول منها الأوراق وشرعت في البدء
وبعد وقت قليل إنتهت منه وأعطته لسلمي باسمة التي تناولته منها وراجعته بسرعة ثم إبتسمت طالبة منها الإنتظار قليلاً
شعرت فريده بثقل مرور الوقت فمرت هذه الخمس دقائق كالخمس سنوات
وبالفعل جائت سلمي بعد خمس دقائق لتصحبها لعقد المقابلة الشخصية مشجعة إياها لنتائج إمتحانها
إبتسمت فريدة شاكرة ربها وذهبت مع هدي للمقابله كانت تشعر بالسعاده والرضي ولكن بالخوف والقلق أيضاً ، فأهم مرحلة لم تنتهي بعد وهي المقابلة الشخصية
***********************
في المساء
في مصر
بداخل قصر عز الدين
عادت إلهام لتوها من الخارج تسأل عن فريدة
فأخبرتها زهرة برحيلها صباح أمس
فتوجهت لغرفتها وكان شيئاً لم يكن
كأنها لم تقم بتوديع ابنتها الوحيدة ، كأنها لم تنسي موعد سفرها ، كأن هذا شئ طبيعي ، كأن فريده ليست ابنتها !!!!!!!
*********************
عند فريدة
في لندن
في مكتب الجامعة
دلفاً سويا للمكتب القابع به أربعه أطباء لإجراء المقابلة وبعد تبادل التحيه جلست في إستحياء
فبدأ الاطباء بطرح العديد من الأسئلة وأخذت هي بالإجابة في هدوء وسلاسة
وفي نهايه المقابله إبتسم أحد الأطباء لفريده ماداً يده لها متابعاً في حبور
أهلا بكِ معنا فريدة ، يشرف صرحنا العظيم إنضمام طالبة مجتهدة مثلكِ إليه
فإبتسمت بهدوء معتذرة وهي تضع يدها علي صدرها
فريده : أسفة جدا بس انا مش بسلم علي الرجالة
فقد كانت دائماً ما تحاول المحافظة علي نفسها كثيراً وأن تعف نفسها حتي يأتي من يستحق ويظفر بها
ثم تابعت بإمتنان
فريدة : في الحقيقة انا ممتنة جداً جداً لقبول إنضمامي للصرح العظيم وممتنة جداً وقتكوا المهم جداً اللي ادوتوهني
إبتسم هو مُعتذراً بحرج فتابع أحد الأطباء يخبرها ببعض التفاصيل التي ستحتاج معرفتها لتكملها لها مدام هدي
إبتسمت فريدة وخرجت فوجدت سلمي تنتظرها خارجاً التي سرعان ما رحبت بها باسمة
سلمي : أهلا بيكي معانا يا فريدة
أومأت فريدة برأسها باسمة بعدما شكرتها معربة عن شرفها لإنضمامها للجامعة العريقة
إبتسمت سلمي في هدوء متابعة
سلمي : فاضل شهر علي ما الدراسة تبدأ ونصيحة مني إنتهزيها فرصة بقي علشان تتعرفي علي نيويورك
إبتسمت فريدة بحماس وتابعت سيرها مع تلك السيدة اللطيفة للتعرف علي الحرم الجامعي ومكان خزانتها وجدول محاضراتها
خرجت فريدة من باب الجامعة لتجد السائق بإنتظارها بعد مرور أكثر من ساعتين قضتهما في إنهاء باقي الإجراءات والتعرف علي أنحاء الجامعة
أرسلت رساله لحسام لتخبره بما حدث معها فوجدته مستيقظاً ، تحدثوا سوياً وطمأنته
بعد وقت قصير كانت أمام منزلها الجديد
أخرجت مفتاحها من حقيبتها وفتحت الباب في هدوء يلهج لسانها بدعاء الدخول
فريده : بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله ولجنا وبسم الله خرجنا وعلي الله توكلنا
دلفت للداخل بعدما طلبت من السائق وضع الحقائب بالأسفل
وبعد رحيله أغلقت الباب وإتجهت لمشاهدة المنزل وجدته جميل للغاية مكون من طابق واحد كباقي منازل البرج السكني القابع به منزلها
يوجد به مطبخ كبير ومرحاض صغير وصالة إستقبال ملحق بها شرفة واسعة وحينما تتقدم للداخل تري 3 غرف للنوم واحدة كبير ملحق بها مرحاض وشرفة والأخرييات متوسطات
قررت أخذ الغرفة الكبيرة فتوجهت للإستحمام وتوضأت بعدها بدلت ثيابها وأدت فرضها ثم خلدت للنوم ولأول مرة في حياتها منذ عشرة أعوام تنام بهدوء دون خوف أو حتي قلق لأول مرة لا تحتاج لأن تغلق عليها باب غرفتها خشية من ذلك المدعو رياض
لم تستيقظ إلا علي صوت المنبه الخاص بها لإعلامها بوقت أذان الفجر
نهضت بنشاط عن الفراش ثم توجهت للوضوء واداء الفريضة
وبعد مرور بعض الوقت
حملت صينية يوجد عليها عدة أنواع من الأطعمة ومشروبها المفضل "النسكافيه"
توجهت للشرفة وأخذت تستنشق الهواء العليل الذي يحيط بها من كل الإتجاهات ، ممتعة ناظرها بالحديقة الخلابة التي تحيط بالبرج السكني
وبعد الإنتهاء أخذت ترتب أفكارها
أولاً وضعت خطة بما تحتاج إنهائه ثم صعدت لغرفتها لإرتداء ثيابها وبعد ذلك خرجت من المنزل لتجد السائق بإنتظارها ، حيته في هدوء وطلبت منه الذهاب للبنك
وبعد أن أنهت كافة الإجراءات أخذت الفيزا الخاصة بها ثم طلبت من السائق إيصالها لأحد المولات التجارية لشراء الأطعمه والمشروبات والكثير من الأشياء الأخري التي تحتاجها
وبعد ذلك ذهبت لمحل لبيع الأثاث والطلاء
فإشترت بعض علب الطلاء وإختارت بعض قطع الأثاث وطلبت إيصالهم لمنزلها
وصلت لمنزلها لتجد أن كل ما طلبته قد سبقها إليه
بدلت ثيابها ثم بدأت العمل الشاق في تغيير شكل المنزل
وبعد الكثير من الساعات جلست علي فراشها وهي سعيده للغايه لأنها ولأول مره تشعر بأنها تملك جنتها الخاصه نعم فهذا المنزل هو جنتها ففيه تخلصت من حقاره هذا المدعو رياض ووجدت نفسها وعالمها الخاص وترجوا الله أن تحقق أحلامها فيه دون أي معوقات
***************************
في لندن
منزل فريدة الحالي
إستيقظت فريدة مبكراً علي صوت عدة طرقات علي الباب
فإرتدت ثيابها وذهبت لتفتح الباب لتجد
إمراه في نهايه عقدها الرابع ولكن تبدو أصغر كثيراً ترتدي الجلباب وغطاء للرأس طويل نسبياً يغطي أكتافها ما إن رأت فريدة حتي إبتسمت بحبور هاتفة بحماس
السيدة : السلام عليكم ورحمة الله
أجابت فريدة باسمة بعدما علمت من لهجتها أنها عربية
فريدة : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أشارت السيدة للمنزل المقابل متابعة في حبور
السيدة : أنا هبة أبقي جارتك ساكنة في الشقة اللي قدامك
إبتسمت وفتحت الباب مشيرة لها بالدخول فريدة : أهلاً وسهلاً يا طنط إتفضلي
ثم ضحكت علي سخافتها هاتفة بمزاح
فريدة : معلش إعذريني أنا لسة صاحية من النوم علشان كدة إستيعابي بطئ حبتين
ضحكت هبة ملئ شدقتيها من هذه الفكاهه متابعة في مزاح
هبة : كلنا كدة يا حبيبتي
أخذتها فريدة وجلسا سوياً في الشرفة لتسالها فريدة بدهشة
فريده : بس حضرتك عرفتي إزاي إني عربية
أشارت هبة علي ثيابها متابعة في حبور
هبة : من لبسك يا حبيبتي وسمعتك امبارح بتتكلمي في التليفون
إستطردت فريدة بسعادة
فريده : حضرتك متتخيليش أنا مبسوطة إزاي إني عندي جارة زي حضرتك
تمتمت هبة بأسي
هبة : والله مش زيي يعني أنا وحيدة هنا وما صدقت لقيت حد يونسني ، إنتِ عارفة بقي الأجانب ونظامهم محدش هنا يعرف حد
ثم تابعت تسأل
هبة : إنتِ هنا لدراسه ولا شغل
أجابتها فريدة بحماس
فريده : لا أنا جاية أدرس هنا طب
سألت هبة بروتينية
هبة : عملتي الإنترفيو ولا لا
أجابتها فريدة بأريحية
فريدة : أه الحمد لله خلصت أخر إمتحان وعملت الإنترفيو امبارح وإتقبلت الحمد لله
سألت هبة
هبة : ماشاء الله إنتِ هنا لوحدك بقي ولا معاكي حد
أجابتها فريدة بأسي
فريده : أه بابا الله يرحمه مات من 10 سنين وماما لازم تفضل في مصر علشان تدير شركات بابا
عضت هبة علي لسانها ندماً بعدها هتفت معتذرة بأسي
هبة : أنا أسفة يا حبيبتي
أومأت فريدة باسمة برأسها صمتت هنية ثم تابعت تسأل في مرح
فريدة : هاه قوليلي بقي عاوزة تشربي إيه شاي ولا قهوة ولا عصير
أجابت هبة باسمة
هبة : شاي هيبقي تمام جداً
أومأت برأسها باسمة ثم غابت لوقت قصير تعد فيه طعام الإفطار والمشروبات
أقبلت بعدها باسمة تحمل في يدها طعاماً
فريده : يلا إتفضلي بقي كلي معايا بقي علشان يبقي بينا عيش وملح
مطت هبة شفتاها دليلاً علي إستمتاعها بالطعام وهي تتمتم بإستمتاع
هبة : ريحة الأكل بتتكلم لوحدها حقيقي
ثم جلسا سوياً تتتاولان الطعام بينما تثرثران في عدة مواضيع
سألت فريدة بهدوء
فريده : حضرتك هنا مع مين
أجابت هبة بأسي إمتزج بألم لم تعرف سببه
هبة : جوزي مات من 4 سنين وبنتي في بريطانيا هي جوزها وابني هنا بس بيدرس علشان كدة مبشوفهوش كتير
بعد القليل من الوقت والكثير من الثرثرة ذهبت هبة مودعه فريده بعدما أعطتها رقم هاتفها لتكونا علي إتصال دائما
خرجت السيده هبة من المنزل وهي تشعر بالموده نحو تلك الفتاه لكن كان هناك شئ ما يحيرها بشان فريده لا تعرف ما هو أ هي تلك النظرة الحزينة التي تشع من عيناها ، لا تعرف
بعد بضع ساعات جاء السائق ليخبر فريده أن سيارتها تم شحنها ووضعها بالجراج
فشكرته فريدة علي مساعدته لها ثم قررت التجول في المدينة قليلاً
فصعدت لترتدي ثيابها ثم اخذت سيارتها
و ذهبت لرؤيه السنترال بارك وأيضاً
جسر بروكلين والتايم سكوير
كانت منبهره بجمال السنترال بارك وأيضا عروض تايم سكوير ومبني الإيمباير ستايت قضت وقت رائعاً في الخارج ثم عادت الي منزلها
وإنقضت الأيام في الزيارات بين فريده والسيده هبة وتوطدت العلاقه بينهم كثيراً فدائماً ما كانت تشعر بأن الله أرسل لها السيده هبة تعويضاً لها عن امها وتعويضاً لها عن كل الأشخاص والأشياء السيئه التي واجهتها في حياتها فكانت سيدة حنونه وعطوفه علي فريده كثيراً دائماً ما تحتضنها وتحبها
فقد كانتا ملاذاً ، أماناً ، حباً وعطفاً لبعضهما البعض فأحياناً يرسل الله لنا أشخاصاً كي يعطونا الأمل ويجملوا حياتنا ويجعلونا أفضل
******************************
في لندن
منزل فريدة الحالي
في ذات مساء
كانت نسمات الهواء العليله رائعه تزين الاجواء بينما تتوالي ليالي فصل الخريف الهادئة
نسمع أصوات ضاحكه تنبعث من الشرفة الجالس فيها فريدة و هبة
هتفت هبة ضاحكة بتلقائية
هبة: دمك خفيف يا فري أكيد مامتك مسابتكيش تيجي لوحدك كدة بسهولة
شعرت فريده بغصه ألم في قلبها فلقد ذكرها حديث هبة بما تحاول بإستماته أن تتناساه ، وبالفعل لم تجهل هبة سحابه الحزن التي عكرت صفو عينيها ولمحة الألم التي ظهرت علي وجهها في وضوح شديد
فهتفت بحنو
هبة : فريدة يا حبيبتي أنا ملاحظة إنك مبتتكلميش عن مامتك خالص ولا عمرك جبتي سيرتها دايماً بس بتتكلمي عن باباكي الله يرحمه وافتكر ان حتي هي مكلمتكيش ولا مرة ولا حتي جت تزورك مثلاً ، حتي إنتِ دايماً بتغيري الموضوع لما بنتكلم عنها ومبتحبيش ندخلها في اي موضوع او نجيب سيرتها من قريب او من بعيد
كانت فريدة دائماً ما تحاول تحسين صوره والدتها أمام الجميع لكنها لم تعد قادرة علي ذلك الأن ، لقد أرهقت أشد إرهاق من الكذب فقد كانت دائماً تُعزي نفسها بوالدها ولكن بعد فقدانه أصبحت بلا اب أو ام فدائماً ما كانت تعتبر نفسها يتيمه ولكن الأن ، هي لم تعد تتحمل أكثر من ذلك إنها تحتاج لأم ، تحتاج حنانها وعطفها ودفئ أحضانها ، تحتاج الي من يفهمها ، يشعر بها ، من تلجأ إليه ، ببساطه تحتاج لأم وتلك السيدة الرائعة الحنونة استاعطت وللاسف ان توقظ بداخلها كل تلك المشاعر والاحاسيس بالفقد والحرمان
زفرت هبة بإشفاق ثم تابعت بنبرة حملت بين طياتها حنو شديد
هبة : لو مش عاوزة يا حبيبتي تتكلمي بلاش مش مشكلة بس خليكي عارفة إني حبيتك والله وبعتبرك بنتي بالظبط
إنهارت كل موانع وحصون فريده مع كلمات هذه المرأه والحنان الذي تشعر به ينضح من حديثها الذي إخترق شغاف قلبها بسرعه البرق
فسارعت لأحضانها وظلت تبكي وترتجف
خيم الصمت عليهن عدا شهقات الألم المكتومه التي تخرج من فريده حتي هدأت تماماً
ثم هتفت بأسي وخزي تغللوا بقوة لداخل قلبها
فريده : أنا هقولك علي كل حاجة يا طنط
وقصت فريده كل حكايتها علي هبة تلك السيده التي شعرت أنها ستصبح والدتها ، تلك السيده التي لاطالما غمرتها بحنانها وعطفها وتفهمها حتي، تلك السيدة التي تمنت لو تصبح والدتها ولها كل الحق فهي كل ما تمتلكه اشباه ام!!
كانت هبة مندهشه من هذه الأم كيف لها أن تترك الوضع هكذا دون أي تصرف وأيضا لا تصدق ابنتها ، كيف تكون هذه أم من الاساس ، الا يقولون ان حب الابناء يجبل عليه الاباء فكيف بانانية تلك الام
ضمتها هبة لأحضانها وإكتفت بإحتوائها لكي تشعرها بالدفئ والأمان أما فريدة فظلت تبكي وتبكي وتتابعت شهقاتها ، فأخذت هبة تقرأ لها أيات من القرآن الكريم حتي هدأت تماماً ونامت لأول مره منذ ما يزيد عن 10 أعوام ويوجد أحد الي جانبها أحداً يحتضنها يشعر بها ويحتويها، بدون خوف او قلق ، بدون ذعر ان يقتحم احدهم خلوتها
إستيقظت من نومها علي صوت منبهها يخبرها بقدوم موعد الفجر ، وجدت نفسها ترقد بين أحضان هذه السيده التي إستحوذت علي قلبها شعرت هبة بحركتها فإستيقظت ونظرت لها باسمه بحنان
هبة : صباح الخير يا حبيبتي
أجابتها فريدة باسمة بتردد
فريده : صباخ الخير يا ماما لو تسمحيلي طبعا أقولك كدة
فرحت بهذا الشرف الذي أعطته لها فريده وإحتضنتها شاكرة
هبة : انا اطول يبقي عندي بنت زيك يا فريدة
وبعد الإنتهاء من صلاة الفجر جلسا سوياً علي سجاده الصلاه
فسألت هبة بحماس
هبة : هاه قوليلي بقي دراستك هتبدأ إمتي
أجابتها فريدة بهدوء
فريده: بكرة إن شاء الله يا ماما
هتفت هبة بحماس
هبة : يبقي لازم نتفسح النهاردة
إبتسمت فريدة مجيبة بحماس
فريده : الفكرة عجبتني جداً
ذهبت كل منهما لترتدي ثيابها علي ألا يتقابلا بعد ساعة ثم توجها لتناول الإفطار في المحل المشهور تيفاني
هتفت فريدة بإنبهار
فريده : المكان هنا حلو اوي
تمتمت هبة بحبور
هبة :أنا بموت في المحل دا ، بحب أجي للمكان دا دايماً
صمتت هنية ثم تابعت بأسي
هبة : تعرفي إن جوزي هو الي جابني هنا أول مرة
إبتسمت فريدة بأسي بينما هتفت هبة بحماس
هبة : انا هقولك علي سر
إبتسمت فريدة بحماس وإقتربت برأسها من هبة عبر الطاولة هامسة في شغب
فريدة : كلي أذان صاغية
ضحكت هبة ثم تابعت بهدوء
هبة: إنتِ عارفة إننا إتجوزت مرتين
هتفت فريدة تسأل بدهشة
فريدة : بجد
إبتسمت هبة في هيام إثر تذكرها ماضيها الذي تعشقه
هبة : أه جوزي الأول كان حب حياتي
إبتسمت فريدة بإهتمام
فريدة : كملي
إبتسمت هبة فشعرت بانها مازالت تعيش في أيام الماضي التي تحبها
هبة : كان طيب جداً أول مرة شافني في بيت ابن عمي اللي هو كان صاحبه وتقدري تقولي بقي إننا حبينا بعض من النظرة الأولي
وهو كان راجل بجد إتكلم معايا وصارحني بشعوره ، وجه إتقدم لأهلي بعدها فوراً ووافق بابا وإتجوزنا علي طول ، عشنا مع بعض في سعاده وعدت سنين وسنين
وربنا مأرادش نجيب ولاد وعلشان هو كان وحيد أهله فدايماً كانت مامته بتلح عليه إنه يتجوز واحدة تانية وهو كان دايماً بيرفض
في تلك اللحظة تحولت إبتسامه هبة الي حزن وألم ظاهر ، إنطفات لمعة عينيها التي لاحظتها فريدة منذ قليل وتنهدت في ألم وتابعت
هبة: لحد ما عرفت إنه إتجوز في اللحظة دي حسيت إن كل السعادة والفرح الي حسيت بيها معاه إتحول لحزن وألم وكسرة حسيت وقتها إني إتجرحت في كرامتي وفي قلبي حسيت بقهر وألم مفيش بعده وقررت اني لازم اسيبه لمراته التانية مكنتش هقدر اعيش معاه واجي علي كرامتي وبعد كدة فعلاً طلبت الطلاق وسيبنا بعض
وبعد كام سنة بابا وماما أجبروني أتجوز مرة تانية وفعلاً إتجوزت أبو ولادي دلوقتي كان راجل طيب وخلفت بنتي وابني وعرفت إنه هو كمان خلف بنت وبعد كدة إتقطعت أخباره ومعرفتش عنه أي حاجة خالص من بعدها وفضلت عايسة لاولادي وبيتي اه مش هكدب كنت بحب جوزي الاولاني بس برضوا حبيت جوزي التاني او ممكن نقول كان بينا مودة وتفهم وعدت السنين لحد ما جوزي مات من أربع سنين وولادي أهم كل واحد فيهم كبر وبقي ليه حياته الخاصة
إبتسمت بحبور ثم تابعت
هبة : وأنا ربنا بعتك ليا علشان تعوضيني عن كل حاجة
إرتسمت السعادة علي وجه فريدة إثر كلمات تلك السيدة الحنونة فهتفت بسعادة
فريدة : والله أنا هي اللي ربنا عوضني بيكي ياماما
************************
في لندن
في منزل فريدة الحالي
في مساء هذا اليوم خلدت فريدة مبكراً الي النوم ولكنها لم تستطع النوم جيداً لأنها كانت خائفه ، خائفه من مقابله أناس جديده بعيدة كل البعد عنها وعن ثقافتها ومن مظهرها أيضا فهي تعلم أنها لن تنجوا من السخريه منها ومن دينها ومظهرها وأخيراً وبعد الكثير والكثير من التفكير والقلق والخوف سقطت في النوم
وإستيقظت علي ميعاد الفجر فتوضأت وذهبت للصلاه ثم إرتدت ملابسها وجلست تقرأ القرآن في شرفتها حتي الشروق فهي تعلم جيدا هذا الثواب العظيم لجلسه الشروق فقد قيل أنها تُعادل ثواب عمره أو حجه تامه
فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم
"من صلي الفجر في جماعه ثم قعد يذكر الله حتي تطلع الشمس ثم صلي ركعتين كانت له كاجر حجه او عمره تامه"
أومأت فريدة برأسها باسمة
فريدة : أه درسته علي الإنترنت
وصلا أمام المكتب ففتحت سلمي الباب وطلبت منها الدخول بينما إتجهت هي لأحد الأدراج وأخرجت منه بعض الأوراق وناولتها لفريدة
سلمي : دا إمتحانك الأخير يا فريدة إتفضلي إبدأي وأما تخلصي عرفيني
أومأت فريدة برأسها وهي تتناول منها الأوراق وشرعت في البدء
وبعد وقت قليل إنتهت منه وأعطته لسلمي باسمة التي تناولته منها وراجعته بسرعة ثم إبتسمت طالبة منها الإنتظار قليلاً
شعرت فريده بثقل مرور الوقت فمرت هذه الخمس دقائق كالخمس سنوات
وبالفعل جائت سلمي بعد خمس دقائق لتصحبها لعقد المقابلة الشخصية مشجعة إياها لنتائج إمتحانها
إبتسمت فريدة شاكرة ربها وذهبت مع هدي للمقابله كانت تشعر بالسعاده والرضي ولكن بالخوف والقلق أيضاً ، فأهم مرحلة لم تنتهي بعد وهي المقابلة الشخصية
***********************
في المساء
في مصر
بداخل قصر عز الدين
عادت إلهام لتوها من الخارج تسأل عن فريدة
فأخبرتها زهرة برحيلها صباح أمس
فتوجهت لغرفتها وكان شيئاً لم يكن
كأنها لم تقم بتوديع ابنتها الوحيدة ، كأنها لم تنسي موعد سفرها ، كأن هذا شئ طبيعي ، كأن فريده ليست ابنتها !!!!!!!
*********************
عند فريدة
في لندن
في مكتب الجامعة
دلفاً سويا للمكتب القابع به أربعه أطباء لإجراء المقابلة وبعد تبادل التحيه جلست في إستحياء
فبدأ الاطباء بطرح العديد من الأسئلة وأخذت هي بالإجابة في هدوء وسلاسة
وفي نهايه المقابله إبتسم أحد الأطباء لفريده ماداً يده لها متابعاً في حبور
أهلا بكِ معنا فريدة ، يشرف صرحنا العظيم إنضمام طالبة مجتهدة مثلكِ إليه
فإبتسمت بهدوء معتذرة وهي تضع يدها علي صدرها
فريده : أسفة جدا بس انا مش بسلم علي الرجالة
فقد كانت دائماً ما تحاول المحافظة علي نفسها كثيراً وأن تعف نفسها حتي يأتي من يستحق ويظفر بها
ثم تابعت بإمتنان
فريدة : في الحقيقة انا ممتنة جداً جداً لقبول إنضمامي للصرح العظيم وممتنة جداً وقتكوا المهم جداً اللي ادوتوهني
إبتسم هو مُعتذراً بحرج فتابع أحد الأطباء يخبرها ببعض التفاصيل التي ستحتاج معرفتها لتكملها لها مدام هدي
إبتسمت فريدة وخرجت فوجدت سلمي تنتظرها خارجاً التي سرعان ما رحبت بها باسمة
سلمي : أهلا بيكي معانا يا فريدة
أومأت فريدة برأسها باسمة بعدما شكرتها معربة عن شرفها لإنضمامها للجامعة العريقة
إبتسمت سلمي في هدوء متابعة
سلمي : فاضل شهر علي ما الدراسة تبدأ ونصيحة مني إنتهزيها فرصة بقي علشان تتعرفي علي نيويورك
إبتسمت فريدة بحماس وتابعت سيرها مع تلك السيدة اللطيفة للتعرف علي الحرم الجامعي ومكان خزانتها وجدول محاضراتها
خرجت فريدة من باب الجامعة لتجد السائق بإنتظارها بعد مرور أكثر من ساعتين قضتهما في إنهاء باقي الإجراءات والتعرف علي أنحاء الجامعة
أرسلت رساله لحسام لتخبره بما حدث معها فوجدته مستيقظاً ، تحدثوا سوياً وطمأنته
بعد وقت قصير كانت أمام منزلها الجديد
أخرجت مفتاحها من حقيبتها وفتحت الباب في هدوء يلهج لسانها بدعاء الدخول
فريده : بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله ولجنا وبسم الله خرجنا وعلي الله توكلنا
دلفت للداخل بعدما طلبت من السائق وضع الحقائب بالأسفل
وبعد رحيله أغلقت الباب وإتجهت لمشاهدة المنزل وجدته جميل للغاية مكون من طابق واحد كباقي منازل البرج السكني القابع به منزلها
يوجد به مطبخ كبير ومرحاض صغير وصالة إستقبال ملحق بها شرفة واسعة وحينما تتقدم للداخل تري 3 غرف للنوم واحدة كبير ملحق بها مرحاض وشرفة والأخرييات متوسطات
قررت أخذ الغرفة الكبيرة فتوجهت للإستحمام وتوضأت بعدها بدلت ثيابها وأدت فرضها ثم خلدت للنوم ولأول مرة في حياتها منذ عشرة أعوام تنام بهدوء دون خوف أو حتي قلق لأول مرة لا تحتاج لأن تغلق عليها باب غرفتها خشية من ذلك المدعو رياض
لم تستيقظ إلا علي صوت المنبه الخاص بها لإعلامها بوقت أذان الفجر
نهضت بنشاط عن الفراش ثم توجهت للوضوء واداء الفريضة
وبعد مرور بعض الوقت
حملت صينية يوجد عليها عدة أنواع من الأطعمة ومشروبها المفضل "النسكافيه"
توجهت للشرفة وأخذت تستنشق الهواء العليل الذي يحيط بها من كل الإتجاهات ، ممتعة ناظرها بالحديقة الخلابة التي تحيط بالبرج السكني
وبعد الإنتهاء أخذت ترتب أفكارها
أولاً وضعت خطة بما تحتاج إنهائه ثم صعدت لغرفتها لإرتداء ثيابها وبعد ذلك خرجت من المنزل لتجد السائق بإنتظارها ، حيته في هدوء وطلبت منه الذهاب للبنك
وبعد أن أنهت كافة الإجراءات أخذت الفيزا الخاصة بها ثم طلبت من السائق إيصالها لأحد المولات التجارية لشراء الأطعمه والمشروبات والكثير من الأشياء الأخري التي تحتاجها
وبعد ذلك ذهبت لمحل لبيع الأثاث والطلاء
فإشترت بعض علب الطلاء وإختارت بعض قطع الأثاث وطلبت إيصالهم لمنزلها
وصلت لمنزلها لتجد أن كل ما طلبته قد سبقها إليه
بدلت ثيابها ثم بدأت العمل الشاق في تغيير شكل المنزل
وبعد الكثير من الساعات جلست علي فراشها وهي سعيده للغايه لأنها ولأول مره تشعر بأنها تملك جنتها الخاصه نعم فهذا المنزل هو جنتها ففيه تخلصت من حقاره هذا المدعو رياض ووجدت نفسها وعالمها الخاص وترجوا الله أن تحقق أحلامها فيه دون أي معوقات
***************************
في لندن
منزل فريدة الحالي
إستيقظت فريدة مبكراً علي صوت عدة طرقات علي الباب
فإرتدت ثيابها وذهبت لتفتح الباب لتجد
إمراه في نهايه عقدها الرابع ولكن تبدو أصغر كثيراً ترتدي الجلباب وغطاء للرأس طويل نسبياً يغطي أكتافها ما إن رأت فريدة حتي إبتسمت بحبور هاتفة بحماس
السيدة : السلام عليكم ورحمة الله
أجابت فريدة باسمة بعدما علمت من لهجتها أنها عربية
فريدة : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أشارت السيدة للمنزل المقابل متابعة في حبور
السيدة : أنا هبة أبقي جارتك ساكنة في الشقة اللي قدامك
إبتسمت وفتحت الباب مشيرة لها بالدخول فريدة : أهلاً وسهلاً يا طنط إتفضلي
ثم ضحكت علي سخافتها هاتفة بمزاح
فريدة : معلش إعذريني أنا لسة صاحية من النوم علشان كدة إستيعابي بطئ حبتين
ضحكت هبة ملئ شدقتيها من هذه الفكاهه متابعة في مزاح
هبة : كلنا كدة يا حبيبتي
أخذتها فريدة وجلسا سوياً في الشرفة لتسالها فريدة بدهشة
فريده : بس حضرتك عرفتي إزاي إني عربية
أشارت هبة علي ثيابها متابعة في حبور
هبة : من لبسك يا حبيبتي وسمعتك امبارح بتتكلمي في التليفون
إستطردت فريدة بسعادة
فريده : حضرتك متتخيليش أنا مبسوطة إزاي إني عندي جارة زي حضرتك
تمتمت هبة بأسي
هبة : والله مش زيي يعني أنا وحيدة هنا وما صدقت لقيت حد يونسني ، إنتِ عارفة بقي الأجانب ونظامهم محدش هنا يعرف حد
ثم تابعت تسأل
هبة : إنتِ هنا لدراسه ولا شغل
أجابتها فريدة بحماس
فريده : لا أنا جاية أدرس هنا طب
سألت هبة بروتينية
هبة : عملتي الإنترفيو ولا لا
أجابتها فريدة بأريحية
فريدة : أه الحمد لله خلصت أخر إمتحان وعملت الإنترفيو امبارح وإتقبلت الحمد لله
سألت هبة
هبة : ماشاء الله إنتِ هنا لوحدك بقي ولا معاكي حد
أجابتها فريدة بأسي
فريده : أه بابا الله يرحمه مات من 10 سنين وماما لازم تفضل في مصر علشان تدير شركات بابا
عضت هبة علي لسانها ندماً بعدها هتفت معتذرة بأسي
هبة : أنا أسفة يا حبيبتي
أومأت فريدة باسمة برأسها صمتت هنية ثم تابعت تسأل في مرح
فريدة : هاه قوليلي بقي عاوزة تشربي إيه شاي ولا قهوة ولا عصير
أجابت هبة باسمة
هبة : شاي هيبقي تمام جداً
أومأت برأسها باسمة ثم غابت لوقت قصير تعد فيه طعام الإفطار والمشروبات
أقبلت بعدها باسمة تحمل في يدها طعاماً
فريده : يلا إتفضلي بقي كلي معايا بقي علشان يبقي بينا عيش وملح
مطت هبة شفتاها دليلاً علي إستمتاعها بالطعام وهي تتمتم بإستمتاع
هبة : ريحة الأكل بتتكلم لوحدها حقيقي
ثم جلسا سوياً تتتاولان الطعام بينما تثرثران في عدة مواضيع
سألت فريدة بهدوء
فريده : حضرتك هنا مع مين
أجابت هبة بأسي إمتزج بألم لم تعرف سببه
هبة : جوزي مات من 4 سنين وبنتي في بريطانيا هي جوزها وابني هنا بس بيدرس علشان كدة مبشوفهوش كتير
بعد القليل من الوقت والكثير من الثرثرة ذهبت هبة مودعه فريده بعدما أعطتها رقم هاتفها لتكونا علي إتصال دائما
خرجت السيده هبة من المنزل وهي تشعر بالموده نحو تلك الفتاه لكن كان هناك شئ ما يحيرها بشان فريده لا تعرف ما هو أ هي تلك النظرة الحزينة التي تشع من عيناها ، لا تعرف
بعد بضع ساعات جاء السائق ليخبر فريده أن سيارتها تم شحنها ووضعها بالجراج
فشكرته فريدة علي مساعدته لها ثم قررت التجول في المدينة قليلاً
فصعدت لترتدي ثيابها ثم اخذت سيارتها
و ذهبت لرؤيه السنترال بارك وأيضاً
جسر بروكلين والتايم سكوير
كانت منبهره بجمال السنترال بارك وأيضا عروض تايم سكوير ومبني الإيمباير ستايت قضت وقت رائعاً في الخارج ثم عادت الي منزلها
وإنقضت الأيام في الزيارات بين فريده والسيده هبة وتوطدت العلاقه بينهم كثيراً فدائماً ما كانت تشعر بأن الله أرسل لها السيده هبة تعويضاً لها عن امها وتعويضاً لها عن كل الأشخاص والأشياء السيئه التي واجهتها في حياتها فكانت سيدة حنونه وعطوفه علي فريده كثيراً دائماً ما تحتضنها وتحبها
فقد كانتا ملاذاً ، أماناً ، حباً وعطفاً لبعضهما البعض فأحياناً يرسل الله لنا أشخاصاً كي يعطونا الأمل ويجملوا حياتنا ويجعلونا أفضل
******************************
في لندن
منزل فريدة الحالي
في ذات مساء
كانت نسمات الهواء العليله رائعه تزين الاجواء بينما تتوالي ليالي فصل الخريف الهادئة
نسمع أصوات ضاحكه تنبعث من الشرفة الجالس فيها فريدة و هبة
هتفت هبة ضاحكة بتلقائية
هبة: دمك خفيف يا فري أكيد مامتك مسابتكيش تيجي لوحدك كدة بسهولة
شعرت فريده بغصه ألم في قلبها فلقد ذكرها حديث هبة بما تحاول بإستماته أن تتناساه ، وبالفعل لم تجهل هبة سحابه الحزن التي عكرت صفو عينيها ولمحة الألم التي ظهرت علي وجهها في وضوح شديد
فهتفت بحنو
هبة : فريدة يا حبيبتي أنا ملاحظة إنك مبتتكلميش عن مامتك خالص ولا عمرك جبتي سيرتها دايماً بس بتتكلمي عن باباكي الله يرحمه وافتكر ان حتي هي مكلمتكيش ولا مرة ولا حتي جت تزورك مثلاً ، حتي إنتِ دايماً بتغيري الموضوع لما بنتكلم عنها ومبتحبيش ندخلها في اي موضوع او نجيب سيرتها من قريب او من بعيد
كانت فريدة دائماً ما تحاول تحسين صوره والدتها أمام الجميع لكنها لم تعد قادرة علي ذلك الأن ، لقد أرهقت أشد إرهاق من الكذب فقد كانت دائماً تُعزي نفسها بوالدها ولكن بعد فقدانه أصبحت بلا اب أو ام فدائماً ما كانت تعتبر نفسها يتيمه ولكن الأن ، هي لم تعد تتحمل أكثر من ذلك إنها تحتاج لأم ، تحتاج حنانها وعطفها ودفئ أحضانها ، تحتاج الي من يفهمها ، يشعر بها ، من تلجأ إليه ، ببساطه تحتاج لأم وتلك السيدة الرائعة الحنونة استاعطت وللاسف ان توقظ بداخلها كل تلك المشاعر والاحاسيس بالفقد والحرمان
زفرت هبة بإشفاق ثم تابعت بنبرة حملت بين طياتها حنو شديد
هبة : لو مش عاوزة يا حبيبتي تتكلمي بلاش مش مشكلة بس خليكي عارفة إني حبيتك والله وبعتبرك بنتي بالظبط
إنهارت كل موانع وحصون فريده مع كلمات هذه المرأه والحنان الذي تشعر به ينضح من حديثها الذي إخترق شغاف قلبها بسرعه البرق
فسارعت لأحضانها وظلت تبكي وترتجف
خيم الصمت عليهن عدا شهقات الألم المكتومه التي تخرج من فريده حتي هدأت تماماً
ثم هتفت بأسي وخزي تغللوا بقوة لداخل قلبها
فريده : أنا هقولك علي كل حاجة يا طنط
وقصت فريده كل حكايتها علي هبة تلك السيده التي شعرت أنها ستصبح والدتها ، تلك السيده التي لاطالما غمرتها بحنانها وعطفها وتفهمها حتي، تلك السيدة التي تمنت لو تصبح والدتها ولها كل الحق فهي كل ما تمتلكه اشباه ام!!
كانت هبة مندهشه من هذه الأم كيف لها أن تترك الوضع هكذا دون أي تصرف وأيضا لا تصدق ابنتها ، كيف تكون هذه أم من الاساس ، الا يقولون ان حب الابناء يجبل عليه الاباء فكيف بانانية تلك الام
ضمتها هبة لأحضانها وإكتفت بإحتوائها لكي تشعرها بالدفئ والأمان أما فريدة فظلت تبكي وتبكي وتتابعت شهقاتها ، فأخذت هبة تقرأ لها أيات من القرآن الكريم حتي هدأت تماماً ونامت لأول مره منذ ما يزيد عن 10 أعوام ويوجد أحد الي جانبها أحداً يحتضنها يشعر بها ويحتويها، بدون خوف او قلق ، بدون ذعر ان يقتحم احدهم خلوتها
إستيقظت من نومها علي صوت منبهها يخبرها بقدوم موعد الفجر ، وجدت نفسها ترقد بين أحضان هذه السيده التي إستحوذت علي قلبها شعرت هبة بحركتها فإستيقظت ونظرت لها باسمه بحنان
هبة : صباح الخير يا حبيبتي
أجابتها فريدة باسمة بتردد
فريده : صباخ الخير يا ماما لو تسمحيلي طبعا أقولك كدة
فرحت بهذا الشرف الذي أعطته لها فريده وإحتضنتها شاكرة
هبة : انا اطول يبقي عندي بنت زيك يا فريدة
وبعد الإنتهاء من صلاة الفجر جلسا سوياً علي سجاده الصلاه
فسألت هبة بحماس
هبة : هاه قوليلي بقي دراستك هتبدأ إمتي
أجابتها فريدة بهدوء
فريده: بكرة إن شاء الله يا ماما
هتفت هبة بحماس
هبة : يبقي لازم نتفسح النهاردة
إبتسمت فريدة مجيبة بحماس
فريده : الفكرة عجبتني جداً
ذهبت كل منهما لترتدي ثيابها علي ألا يتقابلا بعد ساعة ثم توجها لتناول الإفطار في المحل المشهور تيفاني
هتفت فريدة بإنبهار
فريده : المكان هنا حلو اوي
تمتمت هبة بحبور
هبة :أنا بموت في المحل دا ، بحب أجي للمكان دا دايماً
صمتت هنية ثم تابعت بأسي
هبة : تعرفي إن جوزي هو الي جابني هنا أول مرة
إبتسمت فريدة بأسي بينما هتفت هبة بحماس
هبة : انا هقولك علي سر
إبتسمت فريدة بحماس وإقتربت برأسها من هبة عبر الطاولة هامسة في شغب
فريدة : كلي أذان صاغية
ضحكت هبة ثم تابعت بهدوء
هبة: إنتِ عارفة إننا إتجوزت مرتين
هتفت فريدة تسأل بدهشة
فريدة : بجد
إبتسمت هبة في هيام إثر تذكرها ماضيها الذي تعشقه
هبة : أه جوزي الأول كان حب حياتي
إبتسمت فريدة بإهتمام
فريدة : كملي
إبتسمت هبة فشعرت بانها مازالت تعيش في أيام الماضي التي تحبها
هبة : كان طيب جداً أول مرة شافني في بيت ابن عمي اللي هو كان صاحبه وتقدري تقولي بقي إننا حبينا بعض من النظرة الأولي
وهو كان راجل بجد إتكلم معايا وصارحني بشعوره ، وجه إتقدم لأهلي بعدها فوراً ووافق بابا وإتجوزنا علي طول ، عشنا مع بعض في سعاده وعدت سنين وسنين
وربنا مأرادش نجيب ولاد وعلشان هو كان وحيد أهله فدايماً كانت مامته بتلح عليه إنه يتجوز واحدة تانية وهو كان دايماً بيرفض
في تلك اللحظة تحولت إبتسامه هبة الي حزن وألم ظاهر ، إنطفات لمعة عينيها التي لاحظتها فريدة منذ قليل وتنهدت في ألم وتابعت
هبة: لحد ما عرفت إنه إتجوز في اللحظة دي حسيت إن كل السعادة والفرح الي حسيت بيها معاه إتحول لحزن وألم وكسرة حسيت وقتها إني إتجرحت في كرامتي وفي قلبي حسيت بقهر وألم مفيش بعده وقررت اني لازم اسيبه لمراته التانية مكنتش هقدر اعيش معاه واجي علي كرامتي وبعد كدة فعلاً طلبت الطلاق وسيبنا بعض
وبعد كام سنة بابا وماما أجبروني أتجوز مرة تانية وفعلاً إتجوزت أبو ولادي دلوقتي كان راجل طيب وخلفت بنتي وابني وعرفت إنه هو كمان خلف بنت وبعد كدة إتقطعت أخباره ومعرفتش عنه أي حاجة خالص من بعدها وفضلت عايسة لاولادي وبيتي اه مش هكدب كنت بحب جوزي الاولاني بس برضوا حبيت جوزي التاني او ممكن نقول كان بينا مودة وتفهم وعدت السنين لحد ما جوزي مات من أربع سنين وولادي أهم كل واحد فيهم كبر وبقي ليه حياته الخاصة
إبتسمت بحبور ثم تابعت
هبة : وأنا ربنا بعتك ليا علشان تعوضيني عن كل حاجة
إرتسمت السعادة علي وجه فريدة إثر كلمات تلك السيدة الحنونة فهتفت بسعادة
فريدة : والله أنا هي اللي ربنا عوضني بيكي ياماما
************************
في لندن
في منزل فريدة الحالي
في مساء هذا اليوم خلدت فريدة مبكراً الي النوم ولكنها لم تستطع النوم جيداً لأنها كانت خائفه ، خائفه من مقابله أناس جديده بعيدة كل البعد عنها وعن ثقافتها ومن مظهرها أيضا فهي تعلم أنها لن تنجوا من السخريه منها ومن دينها ومظهرها وأخيراً وبعد الكثير والكثير من التفكير والقلق والخوف سقطت في النوم
وإستيقظت علي ميعاد الفجر فتوضأت وذهبت للصلاه ثم إرتدت ملابسها وجلست تقرأ القرآن في شرفتها حتي الشروق فهي تعلم جيدا هذا الثواب العظيم لجلسه الشروق فقد قيل أنها تُعادل ثواب عمره أو حجه تامه
فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم
"من صلي الفجر في جماعه ثم قعد يذكر الله حتي تطلع الشمس ثم صلي ركعتين كانت له كاجر حجه او عمره تامه"