4

عندما بدأت ميرا بالتذكر :

بعد أن جلس الجميع في الخيام و أرادا شمس و ميرا أن يناما فأطفئا الضوء و جلست كل منهما في فراشها

بعد القليل من اللحظات لم تستطِع ميرا النوم فأصبحت تنادي لشمس قائلةً لها :

_يا شمس هل نمتِ؟

لم تسمع أي جواب فأدركت أنّ شمس استطاعت أن تخلد للنوم

ظلّت تتقلّب و تتقلّب أكثر و تحاول جاهدة أن تنام فلم تستطع

ميرا : اوه لا لقد تغير مكان نومي لذلك لن أستطيع النوم و لا الاعتياد حتى!


أرادت أن تمشي في الخارج و تتعرّف على المكان أكثر
و عندما خرجت أرادت أن تجلس بقرب الشجرة و ضفة النهر فلقد كانتا مقابل خيمة شمس و ميرا
ثمّ ذهبت لتجلس بقرب الضفة و بقيت للحظات جالسة حتى رأت طيف، كان ذلك الطيف عبارة عن شخص يحترق أمام عينيها و يبتعد خطوة تلو الخطوة
فبدأت تتعرق و بدأت تتنفس بصعوبة جداً ، تارةً تغمض عينيها و تارةً أخرى تحاول أن تأخذ شهيقاً لكن دون أي جدوى ، وضعت يديها على عنقها شاعرةً بالاختناق ، دموعها تنهمر و تسيل على وجنتيها ، كانت دموعها حارقة و ساخنة جداً بقدر سخونة أنفاسها المتسارعة أما نبضات قلبها فلم تكن تشعر بها من كثرة سرعتها ، بدأت تحاول الصراخ لكنها لم تستطِع ذلك ،
كانت تحاول أن تصرخ أو تخرج اي صوت لكن بلا جدوى فلا صوت ولا همس يخرج

في تلك اللحظات استفاقت شمس و استدارت نحو فراش ميرا فلم تجدها ، أشعلت الضوء و بدأت بالترقب و النظر في انحاء الخيمة كاملةً لكنها لم تجد ميرا فوضعت معطف و خرجت باحثة عن ميرا ، فتحت سحاب الخيمة و اتجهت نحو الأمام ، فرأت ميرا تتخبط بنفسها و تقع على الأرض دون صوت ، كانت تراها من بعيد تتخبط بجسدها واضعة ايديها على عنقها

تقدمت شمس أكثر و أكثر نحو ميرا وعندما وصلت اليها شمس رأت حالة ميرا عن كثب ارتعبت و خافت
كثيراً فلقد كانت ميرا ترتجف كثيراً و تهتز اهتزاز هستيري و لا تخرج أي صوت

اتطلعت على حرارتها و راقبتها و هي تغيب عن الوعي تدريجياً و بدأت تعلوا و تعلوا اكثر صرخات شمس ثم غابت ميرا عن الوعي بشكل كامل

بعد أن انتهت ميرا من التذكر ذهبت الى الخيمة الخاصة بالطعام و الشراب و أعدّت قهوتها ثم عادت لتجلس عند الضفة ثم عادت لتحادث نفسها من جديد :

ميرا : هذا كل ما اتذكره ، لكن ما ذلك الطيف ؟
و لماذا يتكرر دائما مثل كابوسي الذي لا ينتهي
تكراره ، حقاً لقد مللت ، أود أن أعلم و اكون على معرفة تامة بأسباب حدوث هذا معي انا !لماذا يا الاهي لماذا؟

بعد تفكير ميرا المرهق نامت حالاً دون أن تشعر ممسكة بمذكرتها حاضنةً اياها

أما في خيمة أمير و سعد و عَمر كان الجميع نائم بلا حراك فقد كان الجميع منهك من طريق الغابة الطويل و بالأخص سعد فلقد جعلته ميرا يقوم بالمخاطرة و دخول المغارة لكنه سُعِد بذلك فلقد استمتع برفقتها كثيراً

في مكان آخر يملؤه الظلام كان هناك شخص يجلس على كرسي متحرك و في يده شمعة صغيرة ، كان يخاطب الشمعة :

_هاقد أوشكتِ على الانتهاء بعد صبرٍ طويل مني
و هي أيضاً ستعود برفقة الجميع ، هي أملي و ستعود!

بعد ساعة و نصف :

استيقظت ميرا على صوت أمير الذي كان يعلو في الخارج كي تستفيق شمس و ميرا

أمير : هيا استيقظن علينا التحضير من أجل الاحتفال لقد نظمنا خيمة خاصة و كبيرة للحفل هيا يا فتيات استيقظن

بعد ان استيقظت ميرا على صوت أمير ، ردَّت عليه قائلةً

ميرا : حسناً أمير سأوقظ شمس

أمير : هيا نحن بانتظاركم

ميرا : حسناً

أقبلت ميرا و ذهبت الى جانب شمس كي توقظها ربتت على كتفها و نادت باسمها فاستيقظت شمس قائلة :

_ماذا بكِ يا ميرا أريد النوم اتركيني و شأني !

ميرا : هيا اتى أمير ، الجميع بانتظارنا لدينا عمل يجب أن ننهيه قبل الساعة السابعة مساءاً

شمس : يا إلاهييي ، حسناً حسناً

ميرا : و اسمعي عليكِ ارتداء شيء مريح لأننا سنعمل كثيراً من اجل الاحتفال بعد الانتهاء نعود لنهيّأ أنفسنا للاحتفال

شمس : حسناً و هو كذلك

ارتدت ميرا بيجاما سبور ذات لون وردي فاتح اللون يعلوها تيشرت ابيض و ارتدت حذاء أبيض سبور و سرحت شعرها و صنعت زيل حصان من شعرها و تركت غرتها الكثيفة  منسابة على جبهتها بالإضافة لمشبك شعر على شكل عقدة ذات لون وردي فاتح  و وضعت بعض من مساحق التجميل بشكل خفيف جداً و ارتدت حلق على شكل حلقات متوسطة الحجم في اذنها و وضعت عطرها المفضل "عطر الياسمين"

أما شمس فلقد ارتدت بيجاما سبور أيضاً نفس خاصة ميرا فلقد كانت البيجاما من ثلاث قطع قطنية القماش بيجامة مزمومة من الأسفل يعلوها معطف
قطني ذات قبعة و أسفل المعطف تيشرت أبيض لكن كانت خاصة شمس بيج اللون بالإضافة أيضاً لحذائها الابيض أما تسريحة شعرها فجعلت من شعرها ضفيرة و وضعت مشبك على شكل دب الباندا و وضعت مرطب شفاه فقط

بعد انتهائهما من تحضير أنفسهن خرجن الى مجموعتهن و إذ بأمير ينتظرهن في الخارج مع باقي الأصدقاء و الزينة و باقي الأشياء

بدأ امير يقسّم المجموعة كي ينجزوا المهام بشكل أسرع و كان الترتيب كالتالي :

أمير و شمس كان عليهما (الإشراف على تنظيم المائدة)
سعد و ميرا كان عليهما ( الاشراف على تزيين صالة الاحتفال)

أما عمر لكونه ضيف في الرحلة فَلَم يكن له عمل الا أنه تبرع في الاشراف على احضار الأشياء اللازمة مع المسؤول

توجهت شمس برفقة أمير لتحضير قائمة الطعام و المشروبات حيث بعد انتهائهما عليهما تقديم القائمة كاملة للمسؤول و عمر

دخلا الى خيمة الطعام و بدأا بتدوين اللوازم و الأشياء الناقصة

ثم بدأا باختيار الأطباق المناسبة للاحتفال

شمس : ما رأيك أن يكون الطبق الرئيسي هو البروستد و السمك المشوي

أمير : نعم لكنني أُفضِّل أن نضع لمحة عربية في احتفالنا و لذلك ما رأيك بأن يكون الطبق الرئيسي هو المنسف

شمس : لذييييذ كيف لم يأتِ  هذا الطبق الشهي الى ذهني

أمير : ههه حسناً اذاً

شمس : ماذا عن الأطباق الفرعية

أمير : انتِ اختاري ما شئتِ

شمس : اذاً فأنا أُفضِّل البيتزا و الهمبرغر كوجبات فرعية ما رأيك بهما

أمير : ممتاز و تتناسب مع الاحتفال أيضاً

شمس : اذاً ماذا عن الشراب ؟

أمير : ما رأيك بالعصائر الطبيعية و الكوكتيل بالإضافة الى المشروبات الغازية

شمس بدأت تضحك

أمير : ماذا بك لمَاذا تضحكين

شمس : بالنسبة للمشروبات فطبعاً ستكون عصائر طبيعية لكن علينا تحديد النكهات و ليس فقط أن ندون كلمة "عصائر طبيعية" يبدو هذا مضحكاً لي بعضاً من الشيء

أمير : قلت لك كوكتيل

شمس : لا يكفي علينا تحديد نكهات أكثر ، ثلاث نكهات على الأقل

أمير : نكهة المانجو و المشمش و البرتقال

شمس : لا أحب البرتقال يا أمير

أمير : لكن ربما الآخرين يفضّلونه عن باقي النكهات مثلي أنا مثلاً

شمس : حسناً حسناً فهمت

أمير : لنضيف القهوة و مشروب الحليب بالكاكاو أيضاً الى مجموعة المشروبات

شمس : حسناً اذاً

بينما كانت شمس و أمير يخططان و يتجادلان من أجل تحضير قائمة الطعام و الشراب كان سعد برفقة ميرا يزيّنان الصالة مع المستخدمين الموجودين

ميرا : لو سمحت ضع الزهور الكريستالية هنا

سعد : لا لا لو سمحت أيمكنك وضع الزهور الكريستالية هنا

ميرا : ماذا بك يا سعد ألا ترى أن هذه الزاوية لا تليق بالزهور الكريستالية

سعد : أوه و هل الزاوية التي تشيرين اليها تليق بتلك الزهور ؟

ميرا : ما رأيك أن نضعها على جدار المنصة

سعد : فعلاً ستبدو هناك أجمل

ميرا : و اخيراً اتفقنا اذاً

سعد : لو سمحت ضع الزهور كما اشارت الانسة ميرا عند المنصة

وضع المستخدم الزهور الكريستالية كما اتفقا ميرا و سعد ثم ضرب رأسه قائلاً :

_كيف سأحتمل هذان الاثنان معاً فهما بصعوبة جداً يتفقان

ميرا : هيا لنختار تصميم الأقنعة من أجل القسم التنكري من الحفل

سعد : حسناً ، أُفضِّل أن تكون ذهبية اللون

ميرا : لا لا أُفضّل أن تكون هناك اشكال مختلفة لا متشابهة يا سعد

سعد : لا اوافقك الرأي يا ميرا إذا كانت متشابهة ستبدو أجمل و متناسقة أكثر

دخل أمير قائلاً :

_ما رأيكم أن يكون هناك تصميم واحد لكل مجموعة

ميرا و سعد : نعم انّها الفكرة الأجمل و الأروع على الاطلاق

نظرت ميرا الى سعد و قالت مع سعد أيضاً :

_اوه لاا مرة أخرى

ميرا : حسناً يكفي لا تقلدني يا هذا

سعد : بل أنتِ من تقلديني

ميرا : مخطئ

سعد : انتِ المخطئة يا هذه

أمير : حسناً يكفي لقد أخطأت حين اخترتكم معاً في نفس المهمة

ميرا : لا عليك لن يتكرر هذا

سعد : نعتذر

أمير : لا بأس ، هيا لقد حان وقت الاستراحة لنذهب و نتناول شيئا ما

ميرا : حسناً

ذهب الجميع ليتناول الطعام و كانت شمس تنتظرهم لتبدأ بطعامها و عندما و صلوا بدأت شمس بتوبيخ الجميع

شمس : ماذا بكم لماذا تأخرتم لقد متّ من جوعي و انا انتظركم تارة و انظر للطعام تارة اخرى الا تتفهمون معاناتي و لو قليلاً ، انظروا لقد نزل وزني بسبب انتظاري لكم

ضحك الجميع و تعالت اصوات الضحكات ثم بدأ الجميع بتناول الطعام .
بعد ان انتهى الجميع من تناول الطعام ذهبوا لتحضير أنفسهم للاحتفال حيث سيكون احتفال مهم و سيحضر أشخاص مهمين من أطباء و مهندسين و كتاب و شعراء و لذلك كانت ميرا من أشد المعجبين و المتحمسين لهذا الحفل

ارتدت ميرا فستانها الخمري المخملي و حذائها الخمري كما خططت سابقاً ثم سرحت شعرها تسريحة جميلة فلقد تركته منسابا طويلا و وضعت عقدة خمرية مخملية أيضاً على شعرها و تركت غرتها الكثيفة منسابة على جبهتها و ارتدت عقد ناعم ألماسي في عنقها يرافقه حلق ألماسي في اذنيها و سوار ألماسي ايضاً و وضعت أحمر شفاه بني و ظل للعينين بنفس درجة أحمر الشفاه و صففت رموشها و وضعت الكحل الاسود لعينيها الخضراوتان و وضعت القناع على وجهها و عقدته باحكام من الخلف كان قناعاً جميل مرصع بالالماس فضي اللون ناعم يوضع على العينين و يظهر باقي تفاصيل الوجه
كان هذا القناع متشابه لجميع اعضاء المجموعة "الفتيات"

أما شمس فلقد ارتدت ايضاً الثوب الذي خططت على ارتدائه قبل القيلولة و سرحت شعرها و اخذت خصلة من شعرها و وضعتها بشكل منحني و وضعت مشبك مخملي ايضا بنفس لون الثوب عليها و ارتدت حذائها  و وضعت احمر شفاه خمري اللون بالاضافة الى ظل بيج اللون و صففت حاجباها و رموشها و وضعت الكحل لعينيها و من ثم وضعت قناع مجموعتها الخاص الذي يشابه قناع ميرا

بعد انتهائهما نظرا لبعضهما البعض

شمس : ميرا تبدين كأميرة حقاً

ميرا : واو و انتِ كذلك يا شمس تبدين فاتنة جداً

شمس بغرور : شكرا لكِ عزيزتي على هذا الاطراء الجميل ، هيا لنذهب

ميرا : نسينا شيء ما غالباً

شمس و ميرا معاً : اوه لا الحقائب لم نخترها بعد

ميرا : لدي جزدان ناعم خمري و مخملي و له عقدة ايضا يليق بفستاني

شمس : لا ادري لا اتذكر ان كان لدي شيء يليق بثوبي

ميرا : اما انا فلدي ايضاً جزدان صغير يليق بثوبك كثيرا فهو نفس لون زيك

شمس : أَرِني اياه

احضرت ميرا الجزدان أيضاً كان بنفس لون زي شمس و كان ملمسه ناعم جدا و جميل

شمس : وااو انه يليق كثيراً بثوبي

ميرا : نعم الآن لنذهب

شمس : هيا بنا اذاً  لنذهب

في قاعة الحفل :

الجميع يحتفل ، تارةً يرقصون و تارةً اخرى يغنون أما أمير و سعد فأطلوا على الجميع بأطقم رسمية سوداء و احذية رسمية أيضاً و تسريحات شعر جميلة  فقبل استعدادهم ذهبوا لكوافير خاص متواجد في رحلتهم التخييمية

بعد دقائق دخلت ميرا و شمس قاعة الاحتفال و توجهوا نحو سعد و أمير

كل من أمير و سعد تعلقت أعينهم في شمس و ميرا و بقيا ينظران في دهشة لاستعدادهم و دخولهم المبهر للحفل فلقد كانتا مثاليتان و لائقتان كثيراً و كأنهما الزهور المخملية للحفل

تقدما و قالا :

_مرحباً لقد جئنا

سعد : اهلا لقد تأخرتما قليلاً

أمير : لا بأس ، هيا شمس لنتفقد قائمة الطعام

شمس : حسناً لنذهب

بقيا ميرا و سعد لوحدهم فاقترحت ميرا أن يجلسو على طاولة ما فقبل سعد و ذهبا نحو طاولة قريبة من مكان تقديم الطعام

سعد : تبدين جميلة اليوم

ميرا : شكراً لك ، لكن و هل تقصد انني لست بجميلة و انني فقط اليوم ابدو جميلة اليس كذلك

سعد ضرب بكفه على جبهته و قال :

_ومن قال ذلك؟

ميرا : انت !

سعد : يا الاهي انا لم اقل هذا

ميرا : حسناً انسى لنذهب و نتناول من اصناف الحلوى و نرى ماذا احضرا شمس و أمير من اصناف و اطباق

سعد : حسناً

بينما كان عَمر يتمتع بتناول الطعام أتاه هاتف من اصدقائه فخرج من قاعة الاحتفال بسبب الضجة و ذلك ليستطيع التكلم براحة أكثر

في طاولة اخرى :

كان أمير و شمس يجلسان و يتناولان بعض الوجبات السريعة

شمس : تناول طعامك هل ستبقى تحدق بي هكذا

أمير : القناع يليق بك

شمس : أعلم و بكل غرور ههه ، لكن لحظة لحظة هل تظن انني دون القناع لستُ بجميلة

أمير : انتِ فيكل حالاتك و اوصافك جميلة بلا منازع يا أميرة قلبي

شمس : لقد اخجلت تواضعي يا أميري لقد جعت اكثر و اكثر لا تغازلني هكذا فيزداد جوعي و آكل أكثر و أكثر

أمير : ههه حسناً حسناً

شمس : لقد مللت من القناع سأنزعه عن وجهي

أمير : دعيني اساعدك

اقترب أمير و ساعدها في نزع القناع عن وجهها

شمس : شكراً

أمير : العفو

شمس : لنذهب الى ميرا و سعد

أمير : حسنا إذاً هيا بنا لنذهب و نَتْطّلِع عليهما ، اتمنى ان لا يكون بينهما شجار و نقاش حاد كما في كل مرة

شمس : حقاً ، هما دائماً هكذا ههه لكن شجاراتهما و نقاشاتهما هذه هي التي تقربهما من بعضهما اكثر

أمير : ممكن ذلك ، اتمنى ان نحقق ما جئنا لاجله

شمس : سيتحقق مرادنا لا تقلق يا أميري

أمير : انا الاسعد بوجودك معي فدائما ما تزرعين بي الأمل و أحب ذلك

شمس : تحب ذلك و لا تحبني !

أمير : ههه و احبك ايضا اكثر و اكثررر

في حين ذهابهما نحو سعد و ميرا وجدا شمس و أمير أن سعد و ميرا يبحثان عنهما

أشار امير لهما فذهبا سريعا الى قرب سعد و ميرا

أمير : ماذا بكما تبدوان قلقان ؟

سعد : كيف لا نقلق ولقد نسيتم اطباق الحلوة و المكسرات

نظرت شمس نحو أمير و كذلك أمير بادلها نفس النظرة و صرخا معاً :

_لاااا لااا كنا جائعان و لم نفكر بالحلوى و المكسرات

شمس : كل ذلك بسببي كان يجب علي تذكيرك يا امير

أمير : لا تلومي نفسك فكل هذا بسببي انا من كان عليه تذكيرك

شمس : لا لا بل انا

امير : لا بل انا يا شمس

بقيا سعد و ميرا يحدقان بشمس و امير حتى كسر سعد حاجس التحديق قائلاً :

_هل ستبقيان تلومان انفسكما هكذا و تواسيان بعضكما بهذه الطريقة ام سنجتمع و نفكر و نعمل على حل قبل انتشار الفضيحة هذه

أمير : انت محق لنفكر بحل

سعد : ميرا و شمس انتن يجب عليكن تحضير قائمة خاصة بالحلوى و المكسرات

ميرا : حسناً سنبدأ حالاً ، هيا بنا يا شمس لنسرع قليلاً

شمس : هيا بنا حالاً

بقيا امير و سعد

سعد : هل تذكر ذلك العم الذي كنا نعمل لديه في مخبز الحلوى

امير : نعم اذكره

سعد : علينا الاتصال به و اعطائه تفاصيل المكان و هو سيحضر الحلوى و بطريقه يمكنه احضار المكسرات و هكذا لن يوبخنا المسؤول

امير : فكرة جيدة ساتصل به

سعد : نعم هيا حالاً اتصل به

بعد ربع ساعة :

اقبلت ميرا و شمس نحو أمير و سعد

ميرا : القائمة جاهزة

سعد :  احسنتم

شمس : لكن من سيحضرها

امير : ستكون جميع الاشياء الناقصة و الطلبات خلال نصف ساعة هنا

ميرا : جيدد ارحتني كثيرا

سعد : المجموعة الاخرى هي المسؤولة عن العروض و التقديمات تتصل بنا ، سأفتح الاتصال استمعوا جيداً

سامر ( من المجموعة الاخرى) : كيف حالك يا سعد نحتاج ميرا من مجموعتكم كي تكون مقدمة العروض التي من مسؤوليتنا و ذلك لأن المقدمة التي اخترناها و تدربت على الالقاء اصيبت بتعب و ارهاق شديد و لذلك لن تستطيع التقديم و الالقاء ، هل ممكن ان تأتي ميرا لمساعدتنا فهي كانت سابقاً تريد التقديم لكن كانت هذه المسؤولية تابعة لمجموعتنا و لذلك لم ترغب ميرا في تغيير مجموعتها ، اذاً هل من الممكن مساعدتنا يا اصدقاء؟

سعد : حسناً بالطبع ، سأسأل ميرا اولاً

سامر : حسناً بانتظارك يا سعد

ميرا : انا اقبل و كأن احلامي تتحقق ههه

سعد اشاح بوجهه قائلاً : اذهبي و انتبهي لنفسك

ميرا : حسنا سأذهب

امير : بالتوفيق يا ميرا

شمس : متشوقة لحضورك على المنصة يا ميرا هيا بالتوفيق

ميرا : شكرا لكما ، الى اللقاء

شمس : الى اللقاء

صعدت ميرا للمسرح و اقترب سعد و شمس و امير نحو المنصة و جلسا في اقرب طاولة

ذهبت ميرا اولا للمجموعة الثانية و بدأت بأخذ فكرة عن العروض كي تجيد تقديمها بشكل لائق

سامر : هل ستحتاجين لهذه النصوص من اعداد المقدمة السابقة التي اخترناها سابقاً من مجموعتنا؟

ميرا : لا لا يكفيني معرفة العروض أحب ان انتقي كلماتي بنفسي و ذاتي

سامر : جميل جدا ، حسناً اذاً ، ستكون اول مرحلة هي القاء كلمة من قبل ادارة جامعتنا و يليها عرض تقديمي عن جامعتنا سيقدمه المدير بنفسه و من ثم سيحين موعد القاء كلمة للكاتب الشهير الاجنبي هالك روفر

ميرا : جميل جداً ، سعدتُ بوجود هذا الكاتب و سيلقي كلمة ايضاً ، هذا من حظي السعيد ههه

سامر : ههه جميل أحببتُ كلامك هذا

ميرا بخجل : هه شكرا لك ، اذا بعد ذلك ؟ اكمل يا سامر

سامر : ثم يحين تقديم أكبر المهندسين عرض تقديمي عن الوظائف بعد التخرج و هذا خاص بفروع الهندسات  و من ثم يحين دور عروض الطلبة
فمنهم من سيغنون و منهم من سيلقون الشعر و منهم من سيقدم مسرحيات هادفة و كل هذه التفاصيل في هذا المستند ، خذيه مني يمكنك الاتطلاع عليه

ميرا : كم لدي من الوقت ؟

سامر : هناك نصف ساعة تقريباً

ميرا : جميل الوقت هذا يكفيني

سامر : بالتوفيق ، اي مساعدة انا جاهز يا ميرا

ميرا : شكرا لك

سامر : العفو هذا واجبي

بدأت ميرا بالاتطلاع على المستند و تجهيز الكلمات و انتقائها للكلمات بحسب ما يتناسب مع العرض

و بعد مرور الوقت أي نصف ساعة كما حدد سامر صعدت ميرا للمسرح و بدأت بقول المقدمة

كانت خفقات قلبها سريعة جداً فالجميع ينظر اليها دون استثناء لكنها كانت سعيدة بكل ذلك فهي تجيد الالقاء و بجدارة

عندما انتهت من قول المقدمة ذهبت لخلف المسرح كي تحضر نفسها فلحق بها سعد ليطمئن عليها و يطمئنها

ذهب سامر برفقة ميرا لخلف المسرح و ذلك ليرشدها على العروض التالية

سامر : كأنكِ تشعرين بالبرد

ميرا : نعم قليلاً لا تقلق فحماسي لن يشعرني بالبرد كثيراً

خلع سامر معطفه ليقدمه لميرا و في نفس اللحظة دخل سعد و ركض مسرعاً و أخذ معطف سامر قائلاً

سعد : يمكنك اخذه فميرا طلبت معطفي مسبقا

ميرا : لم اطلب معطف احد يا هذا ماذا بك

سامر : حسناً اذاً لا مشكلة

نظر سامر لميرا قائلاً :

_كم اتفقنا يا ميرا سابقاً، بالتوفيق

ميرا : شكرا لك يا سامر

بعد أن ذهب سامر من جانبهما


سعد : جميل جميل ما هذه الكيمياء التي بينكما

ميرا : ايّ كيمياء يا هذا

سعد : و تطلبين معطفه ايضاً

ميرا : لا لقد لاحظ انني اشعر بالبرد فأعطاني معطفه اي ان هذا يعتبر موقف انساني و ما شانك انت و لماذا ابرر لك انت بالذات

سعد : هل تشعرين بالبرد حقاً

و اخذ يمسك يديها ليتأكد

سعد : يداكِ دائماً باردتان

و أخذ ينزع معطفه عنه و يلبسها اياه قائلاً :

_لماذا لم تقولي لي سابقاً

ميرا : لحظة من اين تعلم بأن يداي تبقى باردتان دائماً

لم يعرف سعد ما سيقوله :

سعد : عَمر عَمر هو من اخبرني

ميرا : جميل ، شكرا على المعطف

(ميرا مع نفسها):

_هناك شيء ما غريب لقد ظهر على وجه سعد التوتر لا أعلم لماذا على كلٍ لأبدأ بتحضير نفسي

سعد : ما بك لماذا لا تتكلمين الى أين ذهب عقلك في التفكير

ميرا : هنا هنا لكنني جائعة

سعد : سأحضر لك الحلوى و العصير

ميرا : هل حللتم مشكلة قائمة الحلوى و المكسرات ؟

سعد : بالطبع فمجموعتنا الأفضل

ميرا : اراك تغار يا هذا

سعد : من ؟ انا ! هل حقاً تظنين ذلك

ميرا : هه نعم

سعد : باحلامك فقط يا ميرا، قال انا اغار قال!

ميرا : ههه حسناً لا تعترف لكنني جائعة احضر لي الحلوى

سعد : حسناً سأذهب و اعود حالاً

ميرا : بانتظارك

ذهب سعد و أحضر حلوى الكيك و عصير المانجو لكي تتناوله

ميرا : لماذا لم تجلب لك

سعد : لست جائع

ميرا : مع ذلك لنتشارك هذه القطعة

سعد : حسناً

أعطت ميرا قسم من الكيك لسعد و تناولا الحلوى معاً

ثم عادت ميرا للمسرح لكي تكمل الخطاب و الالقاء

بعد ذلك حان وقت تناول الوجبة الرئيسية فذهبت ميرا لمجموعتها و وقفت بجانب امير و ميرا و سعد لتتشارك الحديث معهم

أمير : احسنتِ صنعاً لقد كنتِ مثالية جداً

ميرا : شكرا لك يا امير هذا من لطفك

شمس : نعم كنتِ كنجمة متألقة يا ميرا

ميرا : شكراً لك يا عزيزتي شمس

سعد : كنتِ رائعة

ميرا : شكرا لك اولا على الحلوى و شكرا لك على اطرائك ، هذا من لطفك

امير : هيا لنذهب ونأكل

لم يكمل جملته أمير بعد حتى أتى سامر و مجموعته

سامر : اشكركِ كثيرا يا ميرا فبمساعدتك أكملت واجب مجموعتي و مسؤوليتنا ، و لذلك ما رأيك ان تتناولي الطعام معنا

ميرا : العفو

قاطعها سعد قائلاً :

_العفو هاذا من واجبنا فنحن أيضاً نريد أن يكون الحفل لائق
اما بالنسبة لأن تتناول ميرا معكم الطعام فهذا غير ممكن لأن من شروط المجموعة عدم ذهاب اي فرد لمجموعة اخرى و مشاركتهم بأي شيء ، حيث قبلت ميرا مساعدتكم من اجل الاحتفال

سامر : شكراً على التوضيح و لا مشكلة يمكننا تناول الطعام معاً في الجامعة اليس كذلك يا ميرا

ميرا : بالطبع هذا من لطفك

سعد اقترب من اذن ميرا قائلاً :

_لن اسمح لك

ميرا : و من انت

سعد : عضو من مجموعتك و زميلك في المقعد و في الطعام و في الدراسة و في كل شيء

ميرا بسخرية : حسناً تأكل معنا ههه

نظرت ميرا للجميع قائلةً :

_اين عَمر ألم يكن معكم يا اصدقاء

أمير : لم أره هنا في أي مكان

شمس : رأيته يتكلم على الهاتف أثناء خروجه من القاعة

سعد : لا تقلقي سنبحث عنه

كانت ميرا خائفة جداً على عَمر فلم تلمحه ابداً بالاحتفال

ترى ماذا هناك وأين ذهب عَمر ؟

(انتظرونا في فصل جديد لنكتشف سر عَمر )

يتبع..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي