الفصل الرابع
" مين يا داده "
" اسمها ورده يحيي بنت يحيي بيه شريكه "
قالت كأنها تتحدث عن فتاه اخري غير الجالسه
اخذت ورده ثواني تستوعب ما تفوهت بيه مربيتها
لتقول بصدمه وقد وقفت أمامها من دهشتها بما سمعت قائله
" هاا بجد يا داده ازاي يتقدملي انا "
وقف فايزه أمامها وقالت بفرح بينما تربت علي شعرها
" ايوا يا حببتي اتقدملك انتي هو هيلاقي احسن منك فين اصلا "
احمر وجه ورده بشده تتخيل ذاتها زوجته لتعاود فايزه القول
" وانا جايه هنا اخد رأيك ها يا عروسه موافقه ولا موافقه اصل الصراحه ياسين باشا عريس لقطه ميتعوضتش "
" بس يا داده اشمعنا انا اكيد شاف اللي احسن وأجمل مني بكتير
معقوله هيبصلي انا "
قالت بينما تقمع فرحتها الداخلية مبينه انه بتأكيد رأي الأجمل والأفضل ولن ينظر لمجرد طفله
ضربتها فايزه علي جبهتها بخفه وقالت مؤنبه إياها
" أوعي تقولي كده تاني ده انتي بسم الله ما شاء الله بدر منور
وكمان هو لو مكنش اعجب بيكي مكنش اتقدملك ده يا سعده يا هناه اللي هيأخدك فمتقعديش تقولي كلام خايب زاي ده تاني "
" بس انتي قولتي بنفسك انه طول بعرض وبنات البشاوات والبهوات هيموتوا عليه هينفع يتجوزني انا الصغيره القصيرة "
قهقت فايزه ضاحكه وقال
" يا خايبه ده انا بقولك كده علشان الفت نظرك ليه واعرفك ان الف واحده تتمناه بس هو اختارك انتي "
لمعت عيون ورده من كلام فايزه لتقول بتوتر
" طب وبابا وافق "
" يحيي بيه مستني رأيك يا حببتي هو لو عليه موافق بس رأيك انتي اللي هيمشي سواء وافقتي او لا "
جلست ورده بتوتر بينما تلعب في يديها وقالت
" خلاص انا هعمل اللي عايزه بابا "
جلست فايزه بجانبها وأخذتها في أحضانها وقالت بحنان ودفئ
" مش بابا اللي هيعيش معاه يا ورده انتي اللي هتعيشي معاه الحلو والوحش فأنا بسألك اهو انتي موافقه ولا لا "
خبأت ورده وجهها بخجل في احضان فايزه لتومئ برأسها
لترتسم ابتسامه واسعه علي وجهه فايزة قائله
" يعني خلاص اروح أقولهم البشارة "
أومأت ورده مره اخري وتكاد تموت من الخجل
لتفزع من احضان فايزه حالما اخرجت الاخري زغروطه هزت ارجاء المكان
وضعت ورده يدها علي فمها بحركه سريعه قائله
" بس يا داده كده كله هيعرف "
" ما هو ده المطلوب "
قالت بسعاده لتعاود الزغرطه مره اخري تعبر عن سعادتها
تحت خجل واحمرار ورده من ان يسمعها ياسين او والدها
توقفت فايزه لتحتضن ورده بقوه وقالت
" هتبقي احلي عروسه في الدنيا كلها ويحيي بيه هيعملك فرح تحلف بيه مصر والفيوم كلها "
ابتسمت ورده علي فرحتها الكبيرة تبادلها العناق
بينما قلبها ينبض بصخب وربما بعض المشاعر الاخري التي لم يفهمها عقلها البرئ
دقائق وقد طرق الباب دخلاً منه يحيي مبتسماً وهناك بعض الدموع في عينيه
" جيه اليوم اللي هشوفك فيه عروسه يا وردتي "
قال لترتمي الاخري في احضانه تشاركه دموعه
" متعيطيش يا وردتي انتي عروسه دلوقتي ومش عليكي غير انك تضحكي وتورينا جمال ضحكت "
قال بينما اخرجها من عناقه يمسح دموعها ويقبل جبهتها
" مامتك كان نفسها تشوف اليوم ده اوي بس هي اكيد حاسه بفرحتنا دلوقتي وفرحانه معانا "
أومأت ورده مبتسمه تمسح دموعها ودموع والدها قائله
" زاي ما انت مش عايزيني اعيط انت كمان متعيطش "
امسك يديها التي تمسح دموعه مقبلاً إياها ثم يعاود تقبيل رأسها قائلاً
" والله وكبرتي يا وردتي "
ابتسمت الاخري في وجه
ليعاود القول متذكراً
" لازم بقي أقول لياسين زامنه مش فاهم حاجه من زغاريط فايزه اللي طلعت مره واحده دي "
قال ليبادل هو وورده الضحكات علي فايزه التي قالت معترضه
" الله ما الواحد من حقه يفرح هو احنا عندما كام ورده "
خرج يحيي من الغرفه ثم تبعته فايزه بينما تتوعد بتحضير اشهي المأكولات
رمت هي جسدها علي السرير بينما تضحك بسعاده تتخيل نفسها زوجته تقف بجانبه دون الاضطرار الي الاختباء لكي لا يراها احد
غطت وجهها بيدها خجلاً من الأفكار التي تراودها بينما احمر وجهها بشراسه لا تعرف كيف تقابله بعد الان
هي قررت في داخلها انها ستتهرب منه حين تراه
فخجلها اقوي من ان تقف أمامه فما بالك بوضع عينيها بعينيه
بينما عند يحيي الذي ذهب الي مكتبه حيث كان هو وياسين هناك قبل ان يسمع لزغروطه فايزه والتي تسببت في فزع كليهما
دخل ليجد ياسين مازال يجلس في مكانه بينما يحرك قدميه بتوتر
ياسين علم رد ورده والذي بان من رده فعل فايزه والتي سبق لها ان أخبرته ان الجميع سيعلم بطريقتها
ماهو متوتر منه الان
هو كيف سيقابلها يعلم انها خجوله لن تتحدث إذا رأته
لكن هو لن يتحمل
جميله هي وجمالها ينهش قلبه يريد اعتصارها في احضانه يريد حبسها في قلبه
ولانه اقترب من هدفه في الحصول عليها لن يجعل اي شئ يفسد هذا حتي هو ذاته
سيحرص ان تبادله مشاعره
وسيحرص هو علي ان يزداد قلبه حباً بها
فهو هكذا فقط برؤيتها خلسه والحديث معها مرتين فماذا سيحدث إذا رأها دائماً هو متأكد قلبه لن يتحمل
" كده نقول مبروك يا ابني "
قال يحيي مبتسماً بعدما جلس امام ياسين
لينظر له ياسين مبتسماً وقال
" انت عارف طبعاً يا عمي ان انا ماليش حد من عائلتي هنا وحابب يعني اننا نعمل الخطوبة والفرح قريب ان شاء الله "
وافق يحيي قائلاً
" طبعاً يا ابني احنا نعمل الخطوبة هنا وسط أهلها والفرح يتحدد ان شاء الله لما نرجع القاهرة "
اومأ ياسين وقال
" وانا هكلم بتاع الدهب علشان يجي وتنقي منه اللي تحبه "
اومأ يحيي مربتاً علي كتفه فمن شخصيه ياسين يحيي يعلم انه سيضع وردته الوحيدة في عينيه
في منتصف النهار
كانوا جميعاً مدعوين للغداء في منزل العائلة والذي يسكن فيه كلاً من فؤاد ومني وأزواجهم واولادهم
كانت ورده تسير بجانب يحيي وياسين الذي قضدت يوم طويل في تجنبه
كانت قد ارتدت فستان لما بعد ركبتها بالون البني الفاتح
بينما اكتفي كلاً من يحيي وياسين ببدله سوداء اللون
دخلوا من الباب الكبير للمنزل وقد استقبلتهم العائلة بأكملها
جلسوا قليلاً في غرفه الجلوس حتي معاد وضع الطعام تبادلوا اطراف الحديث البسيطه
حتي وقف ياسين سألا عن مكان الحمام لتقول ناديه
" سهير حببتي عرفي ياسين باشا الحمام فين "
وقفت سهير سريعاً موافقه تتقدمه بخطوه
وورده تكاد تقسم انها رأت عينيها تشع سعادة لذلك فكرت سريعاً وقالت ما خطر في بالها
" وانا كمان ، وانا عايزه اروح الحمام "
توترت ما ان نظر لها الجميع خصوصاً انها نادره الحديث وسطهم
بينما ياسين رفع حاجبه الأيمن بخفه وهناك طرف صغير لإبتسامه علي شفتيه
بينما امتعض وجه سهير
ذهب الثلاثه معاً بينما سهير تتقدمهم بخطوه اشارت لياسين علي مكان الحمام ليدخل هو بينما نظراته مازالت تتبعهم نظرت سهير لورده نظره مستصغره وقالت
" تعالي اوديكي الحمام التاني فوق "
" مافيش داعي انا هستني لغايه ما ياسين يخرج "
قالت بإبتسامه صغيره فمازالت تحاول جعل نظره الاخري تتغير ناحيتها
ضحكت سهير بسخرية لتقول
" ياسين ؟ انتي مفكره انه بيلعب معاكي في الشارع ده باشا ليه مركزه ومكانته مش بيلعب معاكي هو "
اختفت التعابير من وجه ورده وعندما كانت علي وشك الرد فتح الباب
نظرت ورده لياسين الذي ينظر لها مبتسماً ثم عاودت النظر لسهير قائله قبل دخولها
" اللي أقوله واللي مقولوش ده بإيدي بس عادي كمان شويه هتعرفي اني أقول اللي علي مزاجي "
أقفلت الباب تحت نظرات سهير المتفاجأه من ردها الوقح لتنظر الي ياسين وتقول دون ان تلاحظ تلك الابتسامه التي علي شفتيه
" قليله أدب ، للأسف عمي معرفش يربي حته عيله مفعوصه عايزه تربيه من جديد "
تحولت ملامح ياسين للبرود ليقول مع رفع احد حاجبيه
" وأنتي اللي ناويه تربيها بقي "
" ادام ناقصه ربايه يبقي تتربي ، تربيه خدامين "
انقلب وجهه ياسين للغضب ليقول بما جعل سهير ترتعش في مكانها
" انا مش بمد أيدي علي ستات لكن اقسم بالله فكري بس مجرد تفكير تتكلمي عليها كده تاني وانا وقتها هجبلك اللي يعرف يتعامل معاكي كويس "
خرجت ورده من الحمام لتقابل ابتسامه ياسين في وجهها لتبادله الابتسامه الخجله ذاهبين معاً لغرفه الجلوس
تاركين سهير ترتعش بسبب نبره صوته التي تحدث بها
وخصوصا ملامحه الغاضبه التي تحولت لإبتسامه فور رؤيتها
حتي كادت تظنه مختل عقلي
علي طاوله الطعام
كانت ورده جلست بجانب ياسين كما المره الأخير تحت نظرات ناديه الممتعضه والتي جلست بجانب زوجها هذه المره
اي انها تقابل ورده علي الطاولة
بصمت بدأ الجميع بتناول الطعام
حتي قطع هذا الصمت صوت ناديه قائله لورده
" كلي يا ورده يا حببتي عايزينك تتغذي كده وتملي شويه ده انتي رفيعه خالص "
أومأت ورده بإبتسامه صغيره قائله بينما ترتشف بعض الماء
" انا باكل اهو يا طنط "
لتقول ناديه مبتسمه
" طنط ايه بقي قوليلي يا ماما ده انتي هتبقي مرات ابني مش كده ولا ايه يا يحيي يا اخويا "
وقفت الماء في حلقها لتبدأ في السعال بينما تضع كأس الماء جانباً
بينما امتدت يد ياسين يربت علي ظهرها
ارتعشت هي من لمسه يده لتحاول إعاده التركيز فيما قالته زوجه عمها بعدما خف سعالها
" قصدك ايه يا ناديه "
قال يحيي
لتقول الاخري
" قصدي يا اخويا اللي انت فهمتوا عايزين ورده لحسن هو ابن عمها وهيخاف علي مصلحتها اكتر من اي حد تاني "
قالت بثقه وغرور كأنها تعطف عليها بتزويجها لأبنها
رفع ياسين حاجبه وقد بان الغضب عليه لكن رغم ذلك لم يتحدث لان يحيي تحدث بالفعل قائلاً
" بس يا ناديه ورده متقدملها عريس اصلا ، ياسين باشا طلب إيد ورده وانا وافقت "
نظرت ناديه له بصدمه لا تعرف ماذا تقول
نظرت لزوجها عله يقول شيئاً
ليرد الأخير قائلاً
" ده شرف لينا طبعاً ان ياسين بيه يبقي نسيبنا بس ابن عمها اولي برضوا ولا ايه يا اخويا "
لم يتحمل ياسين ما قاله ليرد ببرود بينما يمسك يد ورده من تحت الطاولة
" الخطوبة ان شاء الله بعد يومين تبقوا تشرفونا بحضركوا "
نظر الي يحيي ثم قال
" بعد إذنك يا عمي انا هاخد ورده ونروح احنا بقي علشان بتاع الدهب زمانه علي وصول "
" ماشي يا ابني وانا شويه كده واحصلكوا "
اومأ لينظر ياسين لورده وقال
" كلتي ؟ "
أومأت ورده
وقف لتقف ايضا ومازال ممسك بيديها امام الجميع ونظراتهم الممتعضه
فقط كانت نظرات يحيي هي المريحة والمطمئنة
فهو الان اثبت ليحيي انه مهما حاولوا استغلال ورده هو سيقف لهم بالمرصاد كألجدار يحميها
خرج الاثنان من المنزل بتجاه السياره ليذهبوا الي منزل يحيي
جلسا بجانب بعض بصمت بينما مازالا ممسكا الأيدي وتوتر ورده من وضعهما ثم تنظر ليديهما المتشابكه حتي تعاود خفض عينيها بينما وجنتيها قد تمكن منهما الاحمرار مما تشعر بيه من خجل
قرب ياسين يديهما المتشابكه من شفتيه ليقبل يديها ويقول
" اسف لو اتكلمت بأسلوب وحش لعمك ومراته بس انا مبستحملش حد يقلل مني او من حد بحبه "
نفت ورده برأسها بينما مازالت لم ترفع رأسها بعد وقالت
" انت عملت الصح وكلامك مكنش فيه أسلوب وحش فمافيش داعي للأعتذار "
لاحظت هي كلمه احد يحبه لتحمر خجلاً علي خجل بينما تنزل رأسها اكثر
هل هي الأحد الذي يحبه أم انه كان قال هذا من باب الحديث فقط
لكن إذا فكرت جيداً فزوجه عمها أهانتها ايضا
فليست سلعه لتترك هذا وتذهب لذاك
وصلوا الي المنزل ليذهبا للداخل ليجدا فايزه جالسه في مقعد في الحديقة بينما تحيك بعض الصوف وقفا أمامها لتنتبه لهما قائلة
" ايه ده جيتوا بدري حصل حاجه ولا ايه "
جلس ياسين في المقعد الذي يقابلها
وتجلس ورده بجانبه بينما أخذت ما تمسكه فايزه تكمله بسعاده
تنهد ياسين وقال
" كانوا عايزين يجوزوا ورده لحسن فعزمتهم علي خطوبتنا وجينا بس كده "
ضحكت فايزه لتقول
" والله احسن خاليهم يتعلموا الأدب شويه بقي ، اكيد يا عيني ملحقتوش تاكلوا هقوم أحط الأكل في ثواني "
اومأ ياسين بينما ينظر لورده التي كانت مشغوله بما تفعل وتضع كل تركيزها بيه
" طب ايه ركزي معايا شويه "
رفعت ورده رأسها بوجنتان محمرتان لتقول بينما تضع ما بيدها علي الطاولة وتنظر له
" انا مركزه اهو "
نظر هو في عينيها التي تهلكه دون قول شئ
انزلت رأسها من نظراته ليعاود القول
" بصيلي "
رفعت عينيها مره اخري لتقول عندما وجدته يعاود الصمت بينما ينظر لعينيها
" مش هتتكلم "
" اتكلم ازاي وعينيكي في عيني كده ده يبقي عيب في حق جمال عيونك "
قال بحب وهيام يشع من عينيه
لتنزل الاخري نظراتها قائله
" بس يا ياسين "
وضع ياسين يده علي قلبه ممثلاً التأثر وقال
" بس ايه بس هي عنيكي خلت فيها بس "
" ليه هي عيني مالها "
قالت بتعجب وببراءة جاعله الاخر يقهقه عليها ليقول
" حلوه اوي عنيكي بتشدني ومبقاش عارف انا فين "
قال لتعاود الاخري إنزال نظراتها خجلاً مما قال ليتنهد هو مبتسماً معاوداً القول
" نتكلم جد شويه ، يلا احكيلي عن نفسك "
نظرت له ورده تأخذ ثواني لتفكر فيما تقول لتبدأ الحديث قائله
" عايز تعرف ايه "
" كل حاجه بتحبي ايه بتكرهي ايه كده يعني "
ابتسم ورده بمجرد تفكيرها بما تحب وقالت
" بحب اقرأ كتب وكمان بحب الطبخ وبحب الحلويات والأكل
وبحب اساعد داده في كل حاجه بتعملها وكمان بحب بابا اوي وبحب ماما مع اني مش فاكره شكلها لكن بحب اتفرج علي صورها وبحب داده فايزه اوي وبكره ان حد يخبي عليا حاجه او يتأذي حد بحبه علشان كده بدعي علي طول كل اللي بحبهم يفضلوا بصحه وكويسين "
انتهت حديثها بإبتسامه لطيفه
ليرد الاخر بحزن مصطنع قائلا
" يعني بتحبي كل دول وبتدعيلهم وانا بقي فين علي كده اتأذي او يحصلي حاجه عادي صح "
شهقت الاخري بفزع وقالت
" بعد الشر متقولش كده انا بدعيلك برضوا "
" افهم كده برضوا اني من ضمن الناس اللي بتحبيهم "
قال بإبتسامه فرحه وكأنه حقق أنصار ما
لم تستطيع ورده الرد عليه فخجلها تغلب عليها يجعلها تتحرك بتوتر لتقول بسرعه
" انا هروح اشوف داده اتأخرت ليه "
ثم همت بالذهاب بخطوات سريعه تجاه المنزل
ضحك ياسين عليها بقوه ثم تنهد من مشاعره التي تزداد لها ليقف
يذهب الي الداخل
فإذا ظنت انه سيتركها وشأنها فهي مخطأه
بعد ساعه
كان صاحب متجر الذهب قد وصل
وهم الان يجلسون في غرفه الجلوس وقد عاد يحيي من منزل العائلة
يجلس كلاً من ياسين وورده بجانب بعضهما علي الأريكة
بينما اتخذ يحيي مقعد منفرد
وقد جلست فايزه معهم ايضا علي مقعد منفرد
وقد كان هناك ناديه ومني ايضا واللتان أصرتا علي المجئ بحجه انهم سيختارون الأفضل لورده
بدأ مالك الذهب والمجوهرات ومساعده بفتح العلب لهم يخرج الأطقم والعديد من الخواتم والعديد والعديد غيرهم
نظرت لهم ورده بإنبهار وإبتسامه واسعه ثم نظرت لياسين الذي بادلها الابتسامه طالباً منها اختيار ما تشاء
أومأت هي بقوه ليقهقه الجميع عليها عدا ناديه التي تنظر الي المجوهرات بنظره غير راضيه ومستنكره
بدأت ورده بالنظر الي كل تلك العلب لتقول بنبره محتاره
" كلهم حلوين "
" خلاص ناخدهم كلهم "
قال ياسين ببساطه
لتنظر له ورده بصدمه لتقول بسرعه
" لا لا خلاص هختار "
نظرت ورده جيداً هذه المره لتلاحظ خاتم لفت أنظارها عن الباقين
أخرجته من مكانه لتمسكه بين يديها تريه للذي بجانبها
" ايه رأيك حلو صح "
" تحفه "
قال ياسين مبتسماً فهذا الخاتم قد وقعت أنظاره عليه ايضا خاتم بسيط علي شكل عشبه تلتف حول الإصبع وقد ناسب يديها الرقيقة وكأنه صنع لها
امسك ياسين خاتم ايضا كان ذا حجر الماسي في المنتصف ليضعه امام عيني ورده لتقول ورده بسرعه
" شكلوا جميل اوي شكراً "
شكرته لتضعه في يدها ايضا ثم قالت
" هما دول اكتر حاجه عجبتني كفايه كده "
قالت بإبتسامه بينما مازالت تتأملهم
لينظر لها ياسين بصدمه
وقبل ان يتحدث كانت ناديه تحدثت قائله
" هو انتي مفكره اللي انتي مختاره ده دهب دول زاي الورقه اختاري حاجه تملئ الإيد والعين كده "
قال بإمتعاض واشمئزاز مما اختارت ورده جاعله ياسين ينظر لها بقوه إخافتها
لكن ورده قالت
يتبع
" اسمها ورده يحيي بنت يحيي بيه شريكه "
قالت كأنها تتحدث عن فتاه اخري غير الجالسه
اخذت ورده ثواني تستوعب ما تفوهت بيه مربيتها
لتقول بصدمه وقد وقفت أمامها من دهشتها بما سمعت قائله
" هاا بجد يا داده ازاي يتقدملي انا "
وقف فايزه أمامها وقالت بفرح بينما تربت علي شعرها
" ايوا يا حببتي اتقدملك انتي هو هيلاقي احسن منك فين اصلا "
احمر وجه ورده بشده تتخيل ذاتها زوجته لتعاود فايزه القول
" وانا جايه هنا اخد رأيك ها يا عروسه موافقه ولا موافقه اصل الصراحه ياسين باشا عريس لقطه ميتعوضتش "
" بس يا داده اشمعنا انا اكيد شاف اللي احسن وأجمل مني بكتير
معقوله هيبصلي انا "
قالت بينما تقمع فرحتها الداخلية مبينه انه بتأكيد رأي الأجمل والأفضل ولن ينظر لمجرد طفله
ضربتها فايزه علي جبهتها بخفه وقالت مؤنبه إياها
" أوعي تقولي كده تاني ده انتي بسم الله ما شاء الله بدر منور
وكمان هو لو مكنش اعجب بيكي مكنش اتقدملك ده يا سعده يا هناه اللي هيأخدك فمتقعديش تقولي كلام خايب زاي ده تاني "
" بس انتي قولتي بنفسك انه طول بعرض وبنات البشاوات والبهوات هيموتوا عليه هينفع يتجوزني انا الصغيره القصيرة "
قهقت فايزه ضاحكه وقال
" يا خايبه ده انا بقولك كده علشان الفت نظرك ليه واعرفك ان الف واحده تتمناه بس هو اختارك انتي "
لمعت عيون ورده من كلام فايزه لتقول بتوتر
" طب وبابا وافق "
" يحيي بيه مستني رأيك يا حببتي هو لو عليه موافق بس رأيك انتي اللي هيمشي سواء وافقتي او لا "
جلست ورده بتوتر بينما تلعب في يديها وقالت
" خلاص انا هعمل اللي عايزه بابا "
جلست فايزه بجانبها وأخذتها في أحضانها وقالت بحنان ودفئ
" مش بابا اللي هيعيش معاه يا ورده انتي اللي هتعيشي معاه الحلو والوحش فأنا بسألك اهو انتي موافقه ولا لا "
خبأت ورده وجهها بخجل في احضان فايزه لتومئ برأسها
لترتسم ابتسامه واسعه علي وجهه فايزة قائله
" يعني خلاص اروح أقولهم البشارة "
أومأت ورده مره اخري وتكاد تموت من الخجل
لتفزع من احضان فايزه حالما اخرجت الاخري زغروطه هزت ارجاء المكان
وضعت ورده يدها علي فمها بحركه سريعه قائله
" بس يا داده كده كله هيعرف "
" ما هو ده المطلوب "
قالت بسعاده لتعاود الزغرطه مره اخري تعبر عن سعادتها
تحت خجل واحمرار ورده من ان يسمعها ياسين او والدها
توقفت فايزه لتحتضن ورده بقوه وقالت
" هتبقي احلي عروسه في الدنيا كلها ويحيي بيه هيعملك فرح تحلف بيه مصر والفيوم كلها "
ابتسمت ورده علي فرحتها الكبيرة تبادلها العناق
بينما قلبها ينبض بصخب وربما بعض المشاعر الاخري التي لم يفهمها عقلها البرئ
دقائق وقد طرق الباب دخلاً منه يحيي مبتسماً وهناك بعض الدموع في عينيه
" جيه اليوم اللي هشوفك فيه عروسه يا وردتي "
قال لترتمي الاخري في احضانه تشاركه دموعه
" متعيطيش يا وردتي انتي عروسه دلوقتي ومش عليكي غير انك تضحكي وتورينا جمال ضحكت "
قال بينما اخرجها من عناقه يمسح دموعها ويقبل جبهتها
" مامتك كان نفسها تشوف اليوم ده اوي بس هي اكيد حاسه بفرحتنا دلوقتي وفرحانه معانا "
أومأت ورده مبتسمه تمسح دموعها ودموع والدها قائله
" زاي ما انت مش عايزيني اعيط انت كمان متعيطش "
امسك يديها التي تمسح دموعه مقبلاً إياها ثم يعاود تقبيل رأسها قائلاً
" والله وكبرتي يا وردتي "
ابتسمت الاخري في وجه
ليعاود القول متذكراً
" لازم بقي أقول لياسين زامنه مش فاهم حاجه من زغاريط فايزه اللي طلعت مره واحده دي "
قال ليبادل هو وورده الضحكات علي فايزه التي قالت معترضه
" الله ما الواحد من حقه يفرح هو احنا عندما كام ورده "
خرج يحيي من الغرفه ثم تبعته فايزه بينما تتوعد بتحضير اشهي المأكولات
رمت هي جسدها علي السرير بينما تضحك بسعاده تتخيل نفسها زوجته تقف بجانبه دون الاضطرار الي الاختباء لكي لا يراها احد
غطت وجهها بيدها خجلاً من الأفكار التي تراودها بينما احمر وجهها بشراسه لا تعرف كيف تقابله بعد الان
هي قررت في داخلها انها ستتهرب منه حين تراه
فخجلها اقوي من ان تقف أمامه فما بالك بوضع عينيها بعينيه
بينما عند يحيي الذي ذهب الي مكتبه حيث كان هو وياسين هناك قبل ان يسمع لزغروطه فايزه والتي تسببت في فزع كليهما
دخل ليجد ياسين مازال يجلس في مكانه بينما يحرك قدميه بتوتر
ياسين علم رد ورده والذي بان من رده فعل فايزه والتي سبق لها ان أخبرته ان الجميع سيعلم بطريقتها
ماهو متوتر منه الان
هو كيف سيقابلها يعلم انها خجوله لن تتحدث إذا رأته
لكن هو لن يتحمل
جميله هي وجمالها ينهش قلبه يريد اعتصارها في احضانه يريد حبسها في قلبه
ولانه اقترب من هدفه في الحصول عليها لن يجعل اي شئ يفسد هذا حتي هو ذاته
سيحرص ان تبادله مشاعره
وسيحرص هو علي ان يزداد قلبه حباً بها
فهو هكذا فقط برؤيتها خلسه والحديث معها مرتين فماذا سيحدث إذا رأها دائماً هو متأكد قلبه لن يتحمل
" كده نقول مبروك يا ابني "
قال يحيي مبتسماً بعدما جلس امام ياسين
لينظر له ياسين مبتسماً وقال
" انت عارف طبعاً يا عمي ان انا ماليش حد من عائلتي هنا وحابب يعني اننا نعمل الخطوبة والفرح قريب ان شاء الله "
وافق يحيي قائلاً
" طبعاً يا ابني احنا نعمل الخطوبة هنا وسط أهلها والفرح يتحدد ان شاء الله لما نرجع القاهرة "
اومأ ياسين وقال
" وانا هكلم بتاع الدهب علشان يجي وتنقي منه اللي تحبه "
اومأ يحيي مربتاً علي كتفه فمن شخصيه ياسين يحيي يعلم انه سيضع وردته الوحيدة في عينيه
في منتصف النهار
كانوا جميعاً مدعوين للغداء في منزل العائلة والذي يسكن فيه كلاً من فؤاد ومني وأزواجهم واولادهم
كانت ورده تسير بجانب يحيي وياسين الذي قضدت يوم طويل في تجنبه
كانت قد ارتدت فستان لما بعد ركبتها بالون البني الفاتح
بينما اكتفي كلاً من يحيي وياسين ببدله سوداء اللون
دخلوا من الباب الكبير للمنزل وقد استقبلتهم العائلة بأكملها
جلسوا قليلاً في غرفه الجلوس حتي معاد وضع الطعام تبادلوا اطراف الحديث البسيطه
حتي وقف ياسين سألا عن مكان الحمام لتقول ناديه
" سهير حببتي عرفي ياسين باشا الحمام فين "
وقفت سهير سريعاً موافقه تتقدمه بخطوه
وورده تكاد تقسم انها رأت عينيها تشع سعادة لذلك فكرت سريعاً وقالت ما خطر في بالها
" وانا كمان ، وانا عايزه اروح الحمام "
توترت ما ان نظر لها الجميع خصوصاً انها نادره الحديث وسطهم
بينما ياسين رفع حاجبه الأيمن بخفه وهناك طرف صغير لإبتسامه علي شفتيه
بينما امتعض وجه سهير
ذهب الثلاثه معاً بينما سهير تتقدمهم بخطوه اشارت لياسين علي مكان الحمام ليدخل هو بينما نظراته مازالت تتبعهم نظرت سهير لورده نظره مستصغره وقالت
" تعالي اوديكي الحمام التاني فوق "
" مافيش داعي انا هستني لغايه ما ياسين يخرج "
قالت بإبتسامه صغيره فمازالت تحاول جعل نظره الاخري تتغير ناحيتها
ضحكت سهير بسخرية لتقول
" ياسين ؟ انتي مفكره انه بيلعب معاكي في الشارع ده باشا ليه مركزه ومكانته مش بيلعب معاكي هو "
اختفت التعابير من وجه ورده وعندما كانت علي وشك الرد فتح الباب
نظرت ورده لياسين الذي ينظر لها مبتسماً ثم عاودت النظر لسهير قائله قبل دخولها
" اللي أقوله واللي مقولوش ده بإيدي بس عادي كمان شويه هتعرفي اني أقول اللي علي مزاجي "
أقفلت الباب تحت نظرات سهير المتفاجأه من ردها الوقح لتنظر الي ياسين وتقول دون ان تلاحظ تلك الابتسامه التي علي شفتيه
" قليله أدب ، للأسف عمي معرفش يربي حته عيله مفعوصه عايزه تربيه من جديد "
تحولت ملامح ياسين للبرود ليقول مع رفع احد حاجبيه
" وأنتي اللي ناويه تربيها بقي "
" ادام ناقصه ربايه يبقي تتربي ، تربيه خدامين "
انقلب وجهه ياسين للغضب ليقول بما جعل سهير ترتعش في مكانها
" انا مش بمد أيدي علي ستات لكن اقسم بالله فكري بس مجرد تفكير تتكلمي عليها كده تاني وانا وقتها هجبلك اللي يعرف يتعامل معاكي كويس "
خرجت ورده من الحمام لتقابل ابتسامه ياسين في وجهها لتبادله الابتسامه الخجله ذاهبين معاً لغرفه الجلوس
تاركين سهير ترتعش بسبب نبره صوته التي تحدث بها
وخصوصا ملامحه الغاضبه التي تحولت لإبتسامه فور رؤيتها
حتي كادت تظنه مختل عقلي
علي طاوله الطعام
كانت ورده جلست بجانب ياسين كما المره الأخير تحت نظرات ناديه الممتعضه والتي جلست بجانب زوجها هذه المره
اي انها تقابل ورده علي الطاولة
بصمت بدأ الجميع بتناول الطعام
حتي قطع هذا الصمت صوت ناديه قائله لورده
" كلي يا ورده يا حببتي عايزينك تتغذي كده وتملي شويه ده انتي رفيعه خالص "
أومأت ورده بإبتسامه صغيره قائله بينما ترتشف بعض الماء
" انا باكل اهو يا طنط "
لتقول ناديه مبتسمه
" طنط ايه بقي قوليلي يا ماما ده انتي هتبقي مرات ابني مش كده ولا ايه يا يحيي يا اخويا "
وقفت الماء في حلقها لتبدأ في السعال بينما تضع كأس الماء جانباً
بينما امتدت يد ياسين يربت علي ظهرها
ارتعشت هي من لمسه يده لتحاول إعاده التركيز فيما قالته زوجه عمها بعدما خف سعالها
" قصدك ايه يا ناديه "
قال يحيي
لتقول الاخري
" قصدي يا اخويا اللي انت فهمتوا عايزين ورده لحسن هو ابن عمها وهيخاف علي مصلحتها اكتر من اي حد تاني "
قالت بثقه وغرور كأنها تعطف عليها بتزويجها لأبنها
رفع ياسين حاجبه وقد بان الغضب عليه لكن رغم ذلك لم يتحدث لان يحيي تحدث بالفعل قائلاً
" بس يا ناديه ورده متقدملها عريس اصلا ، ياسين باشا طلب إيد ورده وانا وافقت "
نظرت ناديه له بصدمه لا تعرف ماذا تقول
نظرت لزوجها عله يقول شيئاً
ليرد الأخير قائلاً
" ده شرف لينا طبعاً ان ياسين بيه يبقي نسيبنا بس ابن عمها اولي برضوا ولا ايه يا اخويا "
لم يتحمل ياسين ما قاله ليرد ببرود بينما يمسك يد ورده من تحت الطاولة
" الخطوبة ان شاء الله بعد يومين تبقوا تشرفونا بحضركوا "
نظر الي يحيي ثم قال
" بعد إذنك يا عمي انا هاخد ورده ونروح احنا بقي علشان بتاع الدهب زمانه علي وصول "
" ماشي يا ابني وانا شويه كده واحصلكوا "
اومأ لينظر ياسين لورده وقال
" كلتي ؟ "
أومأت ورده
وقف لتقف ايضا ومازال ممسك بيديها امام الجميع ونظراتهم الممتعضه
فقط كانت نظرات يحيي هي المريحة والمطمئنة
فهو الان اثبت ليحيي انه مهما حاولوا استغلال ورده هو سيقف لهم بالمرصاد كألجدار يحميها
خرج الاثنان من المنزل بتجاه السياره ليذهبوا الي منزل يحيي
جلسا بجانب بعض بصمت بينما مازالا ممسكا الأيدي وتوتر ورده من وضعهما ثم تنظر ليديهما المتشابكه حتي تعاود خفض عينيها بينما وجنتيها قد تمكن منهما الاحمرار مما تشعر بيه من خجل
قرب ياسين يديهما المتشابكه من شفتيه ليقبل يديها ويقول
" اسف لو اتكلمت بأسلوب وحش لعمك ومراته بس انا مبستحملش حد يقلل مني او من حد بحبه "
نفت ورده برأسها بينما مازالت لم ترفع رأسها بعد وقالت
" انت عملت الصح وكلامك مكنش فيه أسلوب وحش فمافيش داعي للأعتذار "
لاحظت هي كلمه احد يحبه لتحمر خجلاً علي خجل بينما تنزل رأسها اكثر
هل هي الأحد الذي يحبه أم انه كان قال هذا من باب الحديث فقط
لكن إذا فكرت جيداً فزوجه عمها أهانتها ايضا
فليست سلعه لتترك هذا وتذهب لذاك
وصلوا الي المنزل ليذهبا للداخل ليجدا فايزه جالسه في مقعد في الحديقة بينما تحيك بعض الصوف وقفا أمامها لتنتبه لهما قائلة
" ايه ده جيتوا بدري حصل حاجه ولا ايه "
جلس ياسين في المقعد الذي يقابلها
وتجلس ورده بجانبه بينما أخذت ما تمسكه فايزه تكمله بسعاده
تنهد ياسين وقال
" كانوا عايزين يجوزوا ورده لحسن فعزمتهم علي خطوبتنا وجينا بس كده "
ضحكت فايزه لتقول
" والله احسن خاليهم يتعلموا الأدب شويه بقي ، اكيد يا عيني ملحقتوش تاكلوا هقوم أحط الأكل في ثواني "
اومأ ياسين بينما ينظر لورده التي كانت مشغوله بما تفعل وتضع كل تركيزها بيه
" طب ايه ركزي معايا شويه "
رفعت ورده رأسها بوجنتان محمرتان لتقول بينما تضع ما بيدها علي الطاولة وتنظر له
" انا مركزه اهو "
نظر هو في عينيها التي تهلكه دون قول شئ
انزلت رأسها من نظراته ليعاود القول
" بصيلي "
رفعت عينيها مره اخري لتقول عندما وجدته يعاود الصمت بينما ينظر لعينيها
" مش هتتكلم "
" اتكلم ازاي وعينيكي في عيني كده ده يبقي عيب في حق جمال عيونك "
قال بحب وهيام يشع من عينيه
لتنزل الاخري نظراتها قائله
" بس يا ياسين "
وضع ياسين يده علي قلبه ممثلاً التأثر وقال
" بس ايه بس هي عنيكي خلت فيها بس "
" ليه هي عيني مالها "
قالت بتعجب وببراءة جاعله الاخر يقهقه عليها ليقول
" حلوه اوي عنيكي بتشدني ومبقاش عارف انا فين "
قال لتعاود الاخري إنزال نظراتها خجلاً مما قال ليتنهد هو مبتسماً معاوداً القول
" نتكلم جد شويه ، يلا احكيلي عن نفسك "
نظرت له ورده تأخذ ثواني لتفكر فيما تقول لتبدأ الحديث قائله
" عايز تعرف ايه "
" كل حاجه بتحبي ايه بتكرهي ايه كده يعني "
ابتسم ورده بمجرد تفكيرها بما تحب وقالت
" بحب اقرأ كتب وكمان بحب الطبخ وبحب الحلويات والأكل
وبحب اساعد داده في كل حاجه بتعملها وكمان بحب بابا اوي وبحب ماما مع اني مش فاكره شكلها لكن بحب اتفرج علي صورها وبحب داده فايزه اوي وبكره ان حد يخبي عليا حاجه او يتأذي حد بحبه علشان كده بدعي علي طول كل اللي بحبهم يفضلوا بصحه وكويسين "
انتهت حديثها بإبتسامه لطيفه
ليرد الاخر بحزن مصطنع قائلا
" يعني بتحبي كل دول وبتدعيلهم وانا بقي فين علي كده اتأذي او يحصلي حاجه عادي صح "
شهقت الاخري بفزع وقالت
" بعد الشر متقولش كده انا بدعيلك برضوا "
" افهم كده برضوا اني من ضمن الناس اللي بتحبيهم "
قال بإبتسامه فرحه وكأنه حقق أنصار ما
لم تستطيع ورده الرد عليه فخجلها تغلب عليها يجعلها تتحرك بتوتر لتقول بسرعه
" انا هروح اشوف داده اتأخرت ليه "
ثم همت بالذهاب بخطوات سريعه تجاه المنزل
ضحك ياسين عليها بقوه ثم تنهد من مشاعره التي تزداد لها ليقف
يذهب الي الداخل
فإذا ظنت انه سيتركها وشأنها فهي مخطأه
بعد ساعه
كان صاحب متجر الذهب قد وصل
وهم الان يجلسون في غرفه الجلوس وقد عاد يحيي من منزل العائلة
يجلس كلاً من ياسين وورده بجانب بعضهما علي الأريكة
بينما اتخذ يحيي مقعد منفرد
وقد جلست فايزه معهم ايضا علي مقعد منفرد
وقد كان هناك ناديه ومني ايضا واللتان أصرتا علي المجئ بحجه انهم سيختارون الأفضل لورده
بدأ مالك الذهب والمجوهرات ومساعده بفتح العلب لهم يخرج الأطقم والعديد من الخواتم والعديد والعديد غيرهم
نظرت لهم ورده بإنبهار وإبتسامه واسعه ثم نظرت لياسين الذي بادلها الابتسامه طالباً منها اختيار ما تشاء
أومأت هي بقوه ليقهقه الجميع عليها عدا ناديه التي تنظر الي المجوهرات بنظره غير راضيه ومستنكره
بدأت ورده بالنظر الي كل تلك العلب لتقول بنبره محتاره
" كلهم حلوين "
" خلاص ناخدهم كلهم "
قال ياسين ببساطه
لتنظر له ورده بصدمه لتقول بسرعه
" لا لا خلاص هختار "
نظرت ورده جيداً هذه المره لتلاحظ خاتم لفت أنظارها عن الباقين
أخرجته من مكانه لتمسكه بين يديها تريه للذي بجانبها
" ايه رأيك حلو صح "
" تحفه "
قال ياسين مبتسماً فهذا الخاتم قد وقعت أنظاره عليه ايضا خاتم بسيط علي شكل عشبه تلتف حول الإصبع وقد ناسب يديها الرقيقة وكأنه صنع لها
امسك ياسين خاتم ايضا كان ذا حجر الماسي في المنتصف ليضعه امام عيني ورده لتقول ورده بسرعه
" شكلوا جميل اوي شكراً "
شكرته لتضعه في يدها ايضا ثم قالت
" هما دول اكتر حاجه عجبتني كفايه كده "
قالت بإبتسامه بينما مازالت تتأملهم
لينظر لها ياسين بصدمه
وقبل ان يتحدث كانت ناديه تحدثت قائله
" هو انتي مفكره اللي انتي مختاره ده دهب دول زاي الورقه اختاري حاجه تملئ الإيد والعين كده "
قال بإمتعاض واشمئزاز مما اختارت ورده جاعله ياسين ينظر لها بقوه إخافتها
لكن ورده قالت
يتبع