الفصل السادس

كانت فريدة تفكر و تحاول أن تصل إلي ما يدور برأس أبيها فهي علي يقين بأن هذه السفريه تتعلق بها و إلا كانوا سافرون هم و لحقت هي بهم و لذلك أخذت تفكر و تجمع الخيوط حتي أجهشها التعب فأمسكت بأجندتها الخاصة بها و كتبت: لا أعلم ما ينتظرني من مجهول و لكن لم أعرف الخوف لأني علي يقين بأن الله سيقدر لي الخير أينما أذهب .
و أغلقت أجندتها و ذهبت في النوم من شدة التعب .
وجدت نفسها في طريق لا تعلمه و كانت تشعر بالخوف حتي ظهر لها شاب لم تري ملامحه جيداً و لكنه أخذها من يدها و أخري من ذلك الطريق حتي خرج بها لمكان ملئ من الخضرة و الأشجار و عندما جاءت كي تري ما ملامحه وجدته شاب يضئ وجه بالنور و قام بالجري أمامها فلحقت به و هي تضحك و ضحكتها تملئ الأركان.
بينما كانوا الشباب يجلسون علي السرائر و يضحكون فهم رجعوا إلي أرض وطنهم و يشعرون انهم راجعوا لامنهم و ظلوا يتذكرون ما حدث لهم في الخارج من مواقف مضحكة و كان مروان أكثرهم ضحكاً عما فعله في تلك البلهاء بينما قرر ياسين أن ينتظر مع أصدقاءه تلك الليله و إن يعود لأسرته عندما يسافرون أصدقاءه علي وعد بأن يحددون وقت كل مدة لكي يتقابلون و بالفعل أشتروا ما يحتاجونه في تلك الليله حتي لا يذهبون لاي مكان .
بينما كانت جنه سعيدة بعودتها لأهلها و لأخيها و اختها و جلست توزع عليهم الهدايا التي لاقت أستحسان من الجميع و كانت اختها سعيدة بتلك الملابس التي قد جلبتها لها جنه بينما كانت ريم تجلس مع جدها و عمامها و أبيها و أمها دخل أخيها عليها قائلاً: يا أهلاً و سهلاً بيكي جيتي أمتي يا ست البنات .
نظرت له ريم بخوف قائلة: جيت الصبح بدري كانت أمي و جدي بس إلي في البيت و ريحت شوية علشان كنت تعبانه .
رد عليها بحقد: و رجعتي عاد معاكي شهادة و له زي ما روحتي زي ما جيتي و كنت بتتسرمحي هناك معرفش مين عاد إلي قال البنت تسافر للعلام البنت لبيت جوزها و اولادها و تنضيف البيت .
نظرت له ريم بحسرة قائلة: له يا خوي الحمد لله خلصت امتحانات زين و مش بنت خليل عتمان إلي تتسرمح أنا عارفه عاداتي زين و مش علامي إلي ينسيني عاداتنا و تقاليدنا و مين عاد إلي قال البنت ملهاش الا بيت جوزها أمال لما حريمنا بيتعب بتروحوا ليه بيها للحكيمه بدال الدكتور لما تعوزوا حد يعلم بناتكم لازم تكون مدرسة مش مدرس لو كل دول قعدوا في البيوت يبقي مين حيعالج و يدرس يا خوي .
قام بلوي دراعها قائلاً: أوعي تفتكري أنك بعلامك حيبقي ليكي صوت هنا ده انت زيك زي الكرسي .
هنا ضرب عتمان الأرض بغضب قائلاً: في ايه يا سعد مالك بخيتك مش كفايه أنك مش فالح في علام و لا في اي حاجه و كمان مش محترم اي حد فينا و له حتي محترم أبوك و لا عمامك بصراحة البنت أحسن من مئه واد من صنفك و ولاد عمك لولا الأرض كانوا حيكونوا في الشارع يا بني احنا الي بنعمل مستقبلنا مش هو إلي بيعملنا ارسم طريقك بنفسك و بلاش عجرفة إلي يشوفك يقول ياما هنا و ياما هناك محدش يعرف حاجه و ولاد عمك لما يشدوا عودهم حخليهم يتعلموا الشهادة بقيت كل حاجه دلوقت يا ولدي و إياك تمد ايدك علي خيتك البيت كله مفيش غير هي و بنت عمك دول يعتبروا الفاكهه الحلوة في البيت الي من غيرهم البيت ملهوش طعم ثم نظر لريم فلقد علم بأن كلام ذلك المتعجرف أصاب قلبها قائلاً: حبيبت جدها جابت ايه في الشنطه إلي كانت معاها الصبح أوعي تكوني اتعلمتي البخل من بلاد بره .
ابتسمت قائلة: لا يا جدي و ده تعديني و قامت بالصعود و جلبت شنطه الهداية و جاءت ثم قالت: كل واحد جايب ليه هدية و مش ناسية حد
واصل و كل كيسة عليها الاسم بتاع صاحبها و
قامت بفتح الحقيبه و أخرجت اول كيسه كانت تخص جدها ثم والدها و والدتها ثم أخيها ثم أخرجت الحقايب الخاصة بأعمامها و أولادهم و ناولت كل فرد الشيء الخاص به بينما أخذت حقيبه و ناولتها لوالدتها قائلة: ده تخص أم سعيد إلي كانت بتشتغل هنا مقدرش أنسي الست إلي ربتني من صغري و كانت بتساعدك فتبقي تديها ليها أنت يا أماه .
نظرت لها كوثر بفخر: طول عمرك بتحسي بالناس و مش بتنسي حد وقف جنبك ربنا يراضيكي و يسعدك و يفرح قلبي بيكي يا نضري .
بينما قال سعد : و ده بقي الهدية إلي جيباها ليه عاد بكام ده اكيد استرخصتي .
نظرت له بألم فكانت تريد أن يكن أخيها سند لها و ليس عدو لها قائلة: لا يا خوي أنا مقدرش استرخص مع حد من أهلي أنا جايبه ليك عباية مش حتلاقيها هنا في مصر و جايبه ليك برفان مستورد و مش اي نوع و لو مش حابب الريحه كده كده حعاود اخد الشهادة كمان شهرين أبقي أجيب ليك إلي يريحك .
نظر الجد لهذا المتعجرف الذي لا يضيع فرصه حتي يري الحزن يكسو وجها .
بينما الشباب كانوا يستعدون كي يرحلون فلقد علم عمار و مروان بأن فرح حفيد درويش بعد يومين و لقد أصر والدهم علي عودتهم كي يحضرون بجانبهم في الفرح فهم من عاداتهم عند وجود مناسبه تحضر العائلات بشبابها كلها .
استيقظت فريدة و جلست لكي تناول أخواتها و أبويها الهدايا التي جلبتها لهم فرح اخويها بالهداية و شكرها و سعدت امها بالهدية بينما قال عادل بحدة: أمال فين هدايا جدك و عمامك في الصعيد.
صمتت فريدة ثم قالت: جايبه ليهم هدايا كلهم علشان عملت حسابي انك ممكن تسافر ليهم في العيد و خصوصاً أن جدي هو من وقف بجانبي كي أسافر .
نظر لها عادل بنظرة متفحصة ثم قال: تبقي تنزلي علي بليل و تشتري شوية هدوم ليكي زيك زي أخواتك علشان حنسافر الفجر .
هزت فريدة رأسها و قالت: لا أنا معايا هدوم فممكن اشتري حاجه بسيطه .
بينما قال عادل : لا هدومك متنفعش تتلبس هناك لازم تلبسي عبايات واسعة كيف العادات .
نظرت له فريدة مسيطرة علي أعصابها قائلة: خدوني واسعه يا بابا و أنا عمري ما لبست عبايات فبعد أذنك بلاش تحكم من اولها و عموما أنا ليه كلام مع جدي لما أوصل علشان مش حفضل محتارة في تصرفات إلي حوليه .
نظر لها عادل قائلاً: عموما جدك هو إلي عايز يقعد معاكي لما توصلي عايزة في موضوع يأخذ رايك عليه .
خافت ألفت علي ابنتها أحقاً سفرهم للصعيد متعلق بفريدة في شيء و لكن قررت الصمت كي لا تعقد الأمور و هي تعلم عناد فريدة و أنها لا تفعل شيء لا تفضله .
سافر الشباب و وصل مروان لمنزله فوجد لؤلؤة ترسم فذهب إليها متبسماً : يعني قاعدة ترسمي في الطبيعة و مش راضية ترسمي ليا رسمه حتي صغيره .
نظرت لها لؤلؤة فقد تفاجئت به و صرخت و قامت باحتضانه فلقد رجع اقرب شيء لها فلقد شعرت برجوع الامان لها و قالت: وحشتني يا خوي حمد لله على سلامتك.
و قامت بمسك يده و دخلت مسرعة لمجلس جدها .
بينما كان الجميع بالداخل تفاجئوا بلؤلؤة تمسك بمروان فكانت الفرحة كفيلة لهم بينما جرت عليهم عماته التي احتضانه بينما وجد عمار بنات عمته فيلم عليه فنادي عليه جده كي يأخذه بالخارج ليحدثه علي شيء .
و بالفعل خرج مع جده فلقد كان عاشق لجو الصعيد و نظر له غريب و قال له: مروان يا حبيبي من غير لف و لا دوران أنت عارف عاداتنا زينا البنت لما عمرها بيعدي و البنات الي في سنها يبقي معاها بدل العيل اتنين فبصراحة يا بني نظر له مروان و انتظر كي يكمل جده الكلام فأكمل : هاجر بنت عمتك بكرة حنتها .
نظر له مروان: طب محدش خبرني ليه يا جدي يعني لسه جاي من السفر اتجوز بكرة في عرف مين ده عاد .
رد عليه جده بتوتر: لا يا ولدي هو صحيح بكرة حنه هاجر بس مش عليك علي ابراهيم ولد عتمان درويش .
نظر له مروان بفرحة و لكن كتمها قائلا بحزن مصطنع: كيف يا جدي الحديث ده هي مش كانت مكتوبه ليا .
رد عليه: يا بني الناس مش بتبطل كلام و أنت سافرت بس متقلقش خطبنا ليك بنت خليل عتمان بنت متعلمه و كانت مسافره هي كمان .
نظر له مروان بغيظ: في ايه يا جدي هو إلي يلحق يخطب البنات هنا يعني نسيب ده ناخد ده و أنا رأي فين ان شاء الله.
نظر له جده: البنت زينه علام ايه و جمال ايه و تربية و أخلاق و له لسانه بينقط شهد صدقني يا ولدي .
نظر له مروان و قال: إلي في الخير يقدمه ربنا و صمت و حدث نفسه طب كويس يبقي الهدية بتاعة العروسة تبقي تتشال لما اشوف أم لسان شهد ده .
بينما دخل عمار البيت فوجد البنات يجهزون البيت فقال بضحك: يا ربي اسيبكم من سنين و انتم بتنضفوا و ارجع تاني و انتم بتنضفوا معقول قاعدين هنا من ساعتها لسه مخلصتوش .
جريت البنات عليه و قالت ورد: لا يا خوي ده علشان بكرة حنه ابراهيم فلازم البيت يستعد و أقبلت عليه و قبلته و كذلك فعلت هنا بينما رحبت به ورد و سألهم علي والدته فأعلموه أن نساء البيت في المطبخ فدخل عليهم و قال: يعني البيت كله هنا بيحضر ليا الأكل اه يا جماعه أن مش ديناصور .
نظرت له والدته و هي غير مصدقة أحقا وليدها رجع لها و أمام عينيها و لم تقدر رجلها علي حملها فلحقها عمار و أخرجها من المطبخ و لحق به نساء المنزل و انهمرت دموع خديجة علي لقاء ولدها فهو نبض قلبها و قبل عمار جدته و عمته و سلم علي زوجه عمه بينما اقبلت مني قائلة: يعني جيت يا ولد خالي و الله محدش قال انك جيت كنت فرشت لك الأرض ورد و عنبر .
ابتسم لها عمار و سلم عليها فأكملت: و الله أكلك عندي المره ده عملت ليك شوية فطير يستاهلوا فمك .
صرخت خديجة قائلة: لا بلاش يا مني ابوس ايدك ولدي مش حمل مستشفيات ده معدته متستحملش أنا عمله ليه الاكل إلي بيحبه و كمان جدتك عملت ليك الفطير كيف ما تحب أما فطيرك تبقي تخليه في الأوضه تأكلي منه براحتك .
ضحكتك البنات و شعرت مني بالخجل فقالت ثناء: في ايه يا خديجة مالك و مال البنت كسفتيها ليه عاد ده كانت مبسوطه و فرحانه بأنها عملت لعمار الفطير إلي بيحبه .
ردت والدتها عليها: ثناء خديجة عندها حق عمار لسه واصل و معدته مش حتقدر علي وكل بنتك العسل فكليه أنت وياها و ياريت في الأوضة حداكم مش عايزة وجع دماغ .
بينما دخل ابراهيم من الباب و تفاجأ بوجود عمار الذي أقبل عليه بالاحضان فقال عمار: عامل ايه يا واد عمي كويسة انك جيت علشان تاخدني لأبوي و جدي اتوحشتهم أوي .
ابتسم ابراهيم و قال: يلا يا واد عمي و كمان علشان احكي ليك علي الحاجات الي جبتها في العزال عقبال ليلتك .
ذهب عمار حيث يوجد جده و أقبل عليه يقبل في يده و كذلك الجد الذي سعد برجوع حفيده فلقد كان يري شبابه به و أقبل عمار علي والده الذي أخذ يبكي من الفرحه برجوع ولده و قام عمار بسند جده الذي أصر بأن يرجع للمنزل فرحة برجوع حفيده و عندما رجع أمر درويش من الحاجه فاطمه بأن ترسل الخدم كي يقومون بتنظيف بيت عادل لانه سوف يحضرون بالأمس و يجب أن يكون البيت نظيف لهم و بالفعل ارسلت الحاجه من يقوم بتنظيف البيت.
بينما قام عمار بإحضار الهدايا لجميع من في البيت و لاقت استحسان من الجميع و لكن لاحظت مني وجود أحد الكياس لم يخرجها عمار فقالت: ايه ده يا واد خالي هديه مين ده عاد لازم أشوفها .
فنظر لها و قال: بعد أذنك يا بنتي عمتي الهديه ده تخصني و مش من حق حد يشوفها غير صاحبتها.
فردت عمته قائلة: و مين صاحبه النصيب ده يا واد اخوي حد نعرفه.
فأجابها عمار بخنقة: لا يا عمتي ده هدية خاصة جايبها لحد لسه ربنا مكتبش أن القيها .
هل عمار حيستحمل مني و عمته .
رد فعل فريدة في الانتقال للصعيد.
ريم حتعمل أيه مع العريس الجديد و علاقتها مع اخوها حتوصل لايه.
كل ده حنعرفه الفصل القادم.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي