الفصل التاسع

بعد انتهاء المحاضره وانتشار الهرج والمرج بين الطلبه والطالبات ازانا بخروجهم ظلت عيناه تجوب الجموع تبحث عنها بلهفه وشغف تباطات بصحبه صديقتها واخريات حتى كاد المدرج ان يخلو الا منهن بعدها قبلت كل واحده منهن الاخرى كما يفعلن في كثير من المرات ثم بدانا تتسربنا كل واحده بصحبه الاخرى حينما راتها تتجه اليه مباشره ابتسمت
قائله ليس لديه سياره ولا اريد ان اكون عزولا ها هو قادم
وخزتها في جنبها مازحه مع السلامه يا بارده لم ينتظر قدومها
واسرع هو اليها تسبقه ابتسامه عريضه كلما ابتسمت اتسعت بها شفاه حياه وموده وحراره وكانه غير انها مع زملاء يعرفها منذ امد طويل اهلا اميره
اهلا حلمي
اين ذهبت سميره ولماذا تركتك
فردت علي انصرفت وحدها لحال سبيلها فهي على عجل من امرها قالتها بمخذه يغلفها الحياء
فقال اطال الدكتوره المحاضره على غير عاداته هل استوعبت كل ما قاله
قالت له اكيد اتزهق اني شتدت بفكري منه اكثر من مره على غير عادتي في كل محاضراته
فقال لها استطيع ان اعوضك عما قد يكون غفل عنك دعينا نرتب سويا متى يكون اللقاء واين

في بعض ايام الاحد وهو يوم العطله بالنسبه اليه كان يروق له الذهاب الى كازينو سانجوفاني استهواه المكان لاسباب عديده كان يراها في اولهما خصوصيه الموقع وخصوصيه تنسيق الاماكن بداخله والموسيقى الهادئه بالاضافه الى الشاطئ البحر من ناحيه اخرى في بعض المرات كان يستقل الترام سوما يقوم بالنزول في المحطه المخصصه ويقوم بالسير الى كورنيش البحر فهو كان يفضل مصادقه طريق الكورنيش خصوصا وهو في عودته ليلا فيصحبه سكون الامواج ولا يقلقه لذيذ السيارات التي تمرق بين الحين والاخر كثيرا كان يشد الضوء الخافت الذي يتراقص مع تراقس الامواج البعيده في عرض البحر وفي مره اخرى يذهب الى هناك مترجلا وعند العوده يستقل الترام الحقيقه ان المكان كان يتميز في تصميمه سواء من الداخل او من الخارج عن اي مكان اخر على طول شاطئ البحر خاصه لكل اثنين رجل وامراه او شاب وفتاه فضله عن غيره لان اضواءه الخافثه واتباعد مع قاعده الرومانسيه الجميله رغم انه زائر الوحيد الذي ياتي اليه وحده دون رفيق في هذا الاحد خالف المالوف في كل شيء حتى للعاملين في الكازمه كانت المره الاولى لها لم يثبت ان صاحبه كائن الى اي مكان دفعتها اليها احاسيس ورغبات ظل تصرخ بداخلها طويلا تردد كثيرا لكن حديث الحب دائما تقهر اي امراه سبقها فجلها وغلاها حياه الانسان حتى سكنت مقعدها امامه في اخر الركن بالكنه الانفاق داخل صدرها بعد ان صرت الطمانينه داخل كل اعماقها ثاني اجتياح مقتدره سؤاله
تاتي الى هنا كثيرا
فقال في بعض ايام احد حينما تجد نفسه طواق للوحده والرغبه في الهدوء والسكينه
قالت وهي في حاله زهور وحدك
فرد عليها دائما اكون وحدي وصديقين القول انها المره الاولى التي اتي الى هنا بالصحبه فتاه ولا حتى الى اي مكان اخر لم يخلق قلبي بغير من قبل ولم احي السواك وقد يبدو هذا غريبا بعد الشيء لمنهم فيه مثل عمري خاصه وانا بين المئات من الطالبات في الجامعه والكثيرات من الجيران وغيرهم ولعل هذا يرجع للظروف الاقتصاديه التي احاطتني منذ الصغر وحرمته من الاستمتاع بعمر طفولته الا انه غفل او تتغافل عن صديقه الطفوله وحبيبته طالما نادته بحبي الا انه كان يتجاهلها في الايه وان الاخيره بين الاخر وهي ميليسا التي وفي نفس الوقت كان تنتظره جالسه في شقه ميري تجلس تنتظره وحزن وقالت ماري اعتقد انه قد اخره اليها اليسا وعينها مليئه بالدموع وكان قلبها ينبأها بشيء اخر


ونعود لحلمي واميره وهم يجلسون في الكازينو نظرت اميره اليه وقد استحسنت قوله فيما يخص علاقته بالمراه وجدته مدخلا للحديث فيما يخص فسالته بعد ان زال عنها الخجل وغلبت رهبه اللقاء الاول وهي ترشف مشروبها حدثني عن سنوات طفولتك وما بعدها وعن ورشه الكهرباء وما حكايتها التي قد تطول كما

قلت من قبل لي انها رشفات فنجاله من القهوه سريعا وطبعا ابتسامه خفيفه على شفته وهو يرميها بنظرات ولها لم يخشى من وراءها خجلا ولا حرجا وهو يقص عليها مكان في سنوات عمره منذ الصباه والتحاق بورشه الخواجه موريس
حتى التحاق بالجامعه هندسها عنه كثيرا وعن كل مكان منه حدثها عن زوجته وعطفها عليه حينما كان يبعثها عنده كل زهيره او مناسبه اخبرها عن جمال ميري وشعرها الذي غطى نصف ظهرها وعن جمال عينيها الزرقاء وين وزواجها من حمدي جارها مدرس اللغه الانجليزيه بمدرسه الابراهيميه عرج في حديثه ايضا عن موضوع موريس مع النساء في الحديث عن جميله بملائتها التي تستهديها في ذهابها وايابها ومقوها طويلا مع موريه خلف باب المنزل بحجه اعطائه لم يستشعر اي حرج وهو يصف اسرته بعدد افرادها والحاله الاجتماعيه والاقتصاديه التي كانت عليها والتي لم تستقر حالتها الماديه الا بعد ان ترك له موريس ورشه الكهرباء وعاد برفقه زوجته الى وطنه وبعد التحاق كل من اخواته بعمل مناسب لم يجد حرجا في مكان يظن انه يشينه او يخجل منه دفعه حبه لها ان يصارحها بكل شيء ودفعته الثقه في نفسه الا يحجب عنها اي شيء لي خطه معها بدايه الطريق بصدق الا حكايته مع ميليسا فقد ظلت طي الكتمان

سكت قليلا ونظر اليها وهو يفكر هل انكر ميليسا هي انكر حبها له او حبه لها هو يعلم انها تعشقه لا تحبه فقط انما بداخله امر غريب فهو يحبها وفي نفس الوقت يحب اميرة حبا جما ولا يستطيع ان يبعث تفكيره عنها لحظه
من اول يوم قد تكلمت هي معه في الحديقه الخاصه بالجامعه عندما اتت اليه
تساله هل سيقوم بالاشتراك في الرحله معهم ام لا هل احساس الداخلي برفض والده هي ما جعلته يحجم عن ذكرها ام ماذا هو لا يعلم شيء عن احساسه المختلط هذا كيف يحب اثنتين في نفس الوقت لكنه اهمل لسه علها تنساه الا انه يدرك جيدا ان ما تم ذرعه في سنوات طويله لا يمكن ان ينسى هكذا سريعا

لكل امراه صندوق اسرارها كذلك لكل فتاه تعجلت سطوع الصباح بعد ليله طويله قضتها ساهده اختلطت بصاحبتها جنبا في احد اركان الكافتيريا في الجامعه قبل بدء المحاضرات مرات عديده تفعله هذا لكنها في هذا الصباح كانت على غير عادتها بيشه الوجه عمها التفاؤل وغلبها الامل سبقتها لهفه ان تقضي او تقص عليها كل ما حدث بالامس وكانت صديقتها اكثر شوقا ان تقف على كل مدار بينهما من حديث هي الاخرى اخبرتها بكل مكان بينها ومنذ انت قابله حتى غادرت التكسي معه بالقرب من منزلها
لمحت اليها بعبارات بسيطه عن احاسيس جديده بدات تعرف طريقها الى نفسها لم تشاء ان تذهب او تغوص معها فيما اعتراها من مشاعر واحاسيس لم تكن تعرفها من قبل بدا التزحف الى صدرها منذ قابله في فناء الكليه وجدت ان هذا الامر يخصها وحدها مهما كانت العلاقه بين ها او بينها وبين اي واحده اخرى حتى اختها او امها دائما كانت ترى ان احاسيس المراه ومشاعرها كتاب مغلق لا يحب نفر صفحاته الا لمن تريد هي ان تقف على خباياه استمعت اليها بكل شغف واهتمام لم تهتم بالوقت ولم يشغلها ان كان ميعاد المحاضره قد بدا من عدمه كانت شغوفه ان تعرف تفاصيل كل شيء عنه وكانه حبيبها هي من خلال حكيها كانت تجديد في اكتمال لرسم صوره له ومن اي نوع من الرجال عن خبره وتجارب ولكن عن الاحساس بالارتياح اليه من عدمه رغم انها قصه عليها كل مكان غير ان السؤال الذي ظل يلح عليها ويشغل كل فتاه ولم تستطع ان تحجبه عنها هل قبلته قالت قلت لك اننا كنا في ما كان نعيم قالت اعرف ذلك واعرف هذا الكفن جيدا جمعان تزوجت قبلاته وعشتها مشاته مناجاه ونحن فيه يحثنا العشق ويغلبنا الامل قالت لها اميره كنت طواقه ونحن في اللقاء الاول ان اعرف عنه كل شيء قبل ان ياخذ مني اي شيء وهيا بنا فقد اسس ميعاد المحاضره اكثر من مره حاولت فيها ان تبعث سؤالها عن خاطرها حتى لا يشوش علامات تلقاه اثناء المحاضره ورغم ان سمير لم تخبرها بجديد عما تعريفه عنها الا انها احسنت فيما يشبه الغيره ليس منها لكن من الاحسان من الرغبه هي تعلم جيدا ان كل فتاه تتوق شوقا ليس لقبله الحديث فقط لكن لما هو اكثر من ذلك لم يدهم هذا طويلا توطدت العلاقه بينهما بسرعه لم تكن هي تتوقعها لكنه حلم بها وسعها مخلصا الى تحقيقها وكانت اللقاءات بينهما قد تعدت واخذ الطابع الاستمراريه كلا احد لكن اماكنها قد تختلف وان كان غلب عليها كذب او اي كزن واخر سكنت اعمته شاطئ البحر بقدر حبه لها كان حبه للشمس وهي تزحف بسبب غروبها الى عالم اخر يجهل عنه كل شيء وان كان يظن يقينا ان في هذا العالم ذهب شخص اخر عزيز عليه وصاحب فضل كثير كبير من هذا العالم عاد اليه بعد ان عائشه ما هو اجمل سنوات اثر بشكل كبير وملموس في تشكيل شخصياته لا يدري لماذا يتذكره ويذكرها بمراه معه كلما سلك طريق الكورنيش وهم في طريقهما الى اي كازينو او حتى عندما يفضل السير حتى اخر شاطئ المنظره عند حدود او سور المنتزه دون ان يحس اي منهما وكان الحب هو دافعهما ومصدر قوتهما كما هي مصدر ساعدته حينما يحتضرنها وتحدث الامان كلما يده فعلها مره بعد ان راته يودع الشمس بنظرات شارده فيها حزن واسى ما سر هذا العشق الغامض بينك وبين كل غروب اظنني لو كانت الشمس امراه ما كان عشقك لها كما اراه الان قال انا نفسي لا اعرف لكنها احاسيس تتفاعل بداخلي كلما كنت عند الشاطئ واشاهدها تختفي في الافق احس ان روحي ترحل من جسدي رويدا رويدا والانفاس تضيع من صدري دون سلطان لي عليها لا ادري غير انها تغرب كل يوم من عالمنا منذ الازل وتشرق في عالم اخر اجل عنه كل شيء وستظل هكذا الى الابد لا ادري غير احساس غريب يعتريني لا اعرف كهنه لكنه ما كان كثيرا حاولت ان اعرف له سببا او تفسيرا لكن يبدو ان لكل نفس بشريه اسرارها الدفينه واحاسيسها الغامضه دائما يتفاعلان معها داخل اعماقي وانا هنا عند الشاطئ مع كل الغروب مع غروبها لكن دون جدوى
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي