الفصل الثامن

كم هو جميل ذلك الصراع الذي بداخلها قلبها يريده بشدة وعقلها يذكرها ان تبقى على عهدها وأن لا تسامحه البتة على فعلته التي لا تغتفر فعلا لكنه جاء مسالما ورفع يديه طالبا السلام وحبها وأنه اعتذر وسيعتذر مليون سنة مما نعد ولن يمل يوما حتى ينال غفراتها ولربما لن يطول كثيرا فبعد تلك القبلة التي أذهبت عنها الحزن والشتاء وأتت بالربيع لدنياها لا يمكن أن تسمح للحزن بأن يتمكن منها مرة أخرى فكل شيء بات بيدها أما هو فقد غدى عاشقا متيما عند بابها ويحوم حول شرفاتها كل ليلة إلى أن يحن الفجر قلبه معلق على الزجاج يريد أن يلمح طيفها كي يهدئ لكن حين يلمحه يفعل العكس تماما فتجده يقيم الأفراخ والليالي الملاح.
كان أمير ينظر سعيدا ميتسما بتلك الطريقة التي تستفزها لكن بين خلجات نفسها تريد أن يبقى وبشدة تنظر إليه وينظر إليها عيون تحاكي العيون حديث طويل وشيق فانتبهت الخالة إليهما وإلى نظراتهما المتبادلة فابتسمت بمكر تدرك أن ريحان تكابر ففصلت شرودهما ببعضهما قائلتا:احم احم نحن هنا.
ريحان بخجل:آ شردت قليلا.
الخالة عائشة:شردت أم أنك تتأملين زوجك.
أمير:يبدو أنها مشتاقة.
ريحان:خالتي رجاء لا يوجد داع لمثل هذا الكلام أي شوق؟ماذا تهذين أنت؟لا يوجد هكذا شيء بالتأكيد
الخالة عائشة:طبعا طبعا صدقت هيا أمامي لنهتم بزوجك قليلا.
أمير:سمعت يجب أن تهتمي بزوجك الذي أتى من السفر لتوه هيا هيا عزيزتي
ريحان:انت اصمت فقط
أمير:هشش عيب أنا زوجك
ريحان:يووه مستفز
أمير:أنا هكذا دائما
ريحان:طبعا الطبع يغلبه التطبع ثم استادرت وتوجهت للغرفة ليقول أمير:اسرعي حبيبتي اشعر بنعاس شديد اريد ان انام
ريحان:ياصبر ياصبر ربي صبرني كي لا أرتكب جريمة
أمير:سمعتك سمعتك ها
دخلت ريحان الغرفة لتجد بها سريرا فقط بدون كنبة،نظرت للخالة فزعة لتقول:هنا سرير واحد فقط وضيق أيضا
الخالة عائشة:نعم وأين المشكلة في ذلك؟
ريحان:كيف أين المشكلة في ذلك خالتي؟ لا يمكن لا لا
لالا سينام هو هنا وانا معك.
الخالة:ستنامين بجانب زوجك واطفآ لهيب شوقكما هنا بدل الشوارع والفضائح لقد كان يقبلك بنهم والناس تنظر طبعا خدرت ولم تحس لشيء
ريحان:خالتي
الخالة عائشة:لا خالتي ولا عمتي اخرسي
سكتت ريحان مباشرة وهربت بنظرها عن الخالة عائشة لتعدل السرير وهي متذمرة وتقول بداخلها:لن انام بجانب ذلك الاحمق باحلامه ولن افعلها،يلعنه لما عاد لم؟بل يلعنني انا لم استسلمت لقبلته لم؟
خرجنا بعدها من الغرفة لتنتبه إلى أمير الذي نام وهو جالس،
اقتربت منه ونظرت اليه لتقول:نامت الشياطين وحضرت الملائكة اخيرا  لكن لن ادعك  تهنأ بها، اقتربت وصرخت بإذنه :امييير
قام فزعا ليقول:بسم الله
نظرت الى شكله لتنفجر ضاحكة بقوة وتقول تستحقها يا احمق.
رمقها بعينه ثم قام ليقول:هيا للنوم.
ريحان:انا سانضف المطبخ نم إن شئت ما دخلي بك.
الخالة:بل انا من سيفعل هيا مع زوجك وكما اخبرتك.
ريحان:لالا لا يمكن انت لست بخير
الخالة:ليس بالشيء الكثير.
استسلمت ريحان لطلب الخالة لتمشي اولا قبل امير،اسرع واقترب منها ليقول هامسا عند اذنها:على ماذا اتفقتما؟
نظرت اليه ورمقته بعينها ثم ضربته على كتفه على حين غفلة فتظاهر بالألم ليقول:على مهلك ما هذه اليد الثقيلة؟
أمير:غبي غبي تستحقها.
دخلوا الغرفة أخيرا وما إن فعلا حتى أقفل هو الباب سريعا ثم التفت إليها وابتسم بمكر فنظرت إليه بعيون متسعة وقالت:ماذا تفعل؟
أمير:لم أفعل بعد
ريحان:لم تبتسم هكذا؟
امير:أبتسم لزوجتي الجميلة التي سأنام بجانبها هذه الليلة
وأخذ يقترب،عادت للخلف لتقول:انهيك أن اقتربت.
أمير:سانام
تقدم وجلس على طرف السرير،التفتت إليه لتقول: اسمع أنا وافقت فقط لاجل الخالة وليكن بعلمك،سنضع حدودا أن تجاوزتها اقتلك.
أمير:تقتلين ماذا يا نملة؟
ريحان:تقرصك غبي،ثم تقدمت ببطئ وهي تقول:الصبر ياربي كلها ليلة لا تخافي وصباحا اصرفيه ثم جلست عند السرير ترمقه بغضب ووضعت وسائدا بينهما لتقول:هذا العازل وان فكرت بتجاوزه ستندم.
أمير:ياظالمة أخذت الجزء الأكبر وتركت لي الأصغر هذا لا يكفي لنومه طفل.
ريحان:نم على الأرض اذا.
أمير:لا والله لن افعل.
ريحان:اذا نم بمكانك واصمت.
أمير:اووه
نادت الخالة من الخارج:ريحان اهناك مشكلة؟
توترت ريحان لندائها لتقول:آ لالا خالة لاشيء
أمير:لاشيء خالة نحن فقد نتحدث وزوجتي تتدلل.
ريحان:صبرا صبرا احمق اسمع هذه الليلة وتذهب صباحا من هنا لا اريد رؤيتك ثانية امامي أفهمت يا أخي لم أتيت من آخر الدنيا إلى هنا وكيف وجدتني أصلا؟
أمير:حقا؟؟ثم للمرة الألف لست أخاك هذا أولا وثانيا قلبي قادني إليك هكذا تركت له البوصلة فاذا بي أجدني عند حديقتك ثم...
ريحان:ثم ماذا لم سكت؟
أمير:ثم عند شفتيك
ريحان:اف ثم أعطته ظهرها ورمت نفسها بمكانها بغضب.
ابتسم فرحا ليعتدل بمكانه ويقول:تصبحين كالعسل حين تغضبين.
اعطته ظهرها وهي تتذمر وتقول:لا تريه غضبك ريحان انه مستمتع بذلك كلها ليلة تعاملي ببرود وستنقضي سريعا وصباحا تطردينه من كل القرية بينما هو بقي ينظر إليها ويتاملها وهو يقول:لن اذهب باحلامك لن اذهب دونك ستعودين معي ولن استسلم ،كانت تحس بنظراته تلك لتتافف كل حين وحين منه.
كانت الأمطار تتساقط بغزارة والرياح قوية ليلتها،كانت هي خائفة من صوت الرعد ذاك كعادتها لكنها تمالكت نفسها وبقيت كذلك تعطيه ظهرها ولم تنم إلا بعد مدة طويلة دون أن تلتفت له ولو مرة.
اما هو فقد كانت فرصة عمره التي أن ذهبت لن تعود اذ بقي يتاملها ويتمعن بها وبخصلات شعرها حتى وإن لم يري ملامح وجهها لكنها محفورة بكل تفاصيلها بذاكرته.
بقيا مدة كذاك،ثم بدأت هي بالحركة ليتظاهر بالنوم،استدارت له واقترب لتقول بهدوء:أمير أمير هل انت نائم.
تظاهر بأنه يستيقظ ليقول:اووه ماذا عشق اتركيني انام.
اعتدلت لتقول:امير لنتحدث كالكبار.
أمير:لاحقا لاحقا سنتحدث كالكبار أو الصغار لا يهم المهم دعيني انام
ضربته بالوسادة لتقول:لا الآن.
اعتدل وهو يقول:ياصبر،ماذا اسمعك اطربيني
ريحان:غبي،أمير لطفا لطفا لطفا انا اترجاك انصرف من هنا صباحا تقبل اختياري يا اخي نحن انتهينا لم تصر على تعذيب نفسك وتعذيبي لطفا لم يحدث شيء بيننا ولن يحدث نحن لسنا لبعض افهمها انها بسيطة.
أمير:قوليها ثانية
ريحان:ماذا؟
أمير:لطفا
ريحان:لطفا
أمير:ممممم لا لن انصرف انا مرتاح هنا
ريحان:هكذا اذا.
أمير:هكذا اذا ثم مد يده وامسك أنفها ليكمل:ولا توقضيني ثانية زوجتي الحلوة دعيني انام اها وايضا انا لست اخاك انا زوجك ثم استدار لينام وهو يمسك ضحكته بصعوبة.
تاففت في وجهه لتعود لموضعها غضبة وهي تلعنه.
مر وقت على ذلك نامت هي به اما هو فلم يغمض لحظة لسعادته بقربها والأخذ من عطرها الذي ادمنه.
في وقت متأخر من الليل ضرب الرعد فجأة بينما هي كانت نائمة،لتقوم فزعة من مكانها أما هو فقد اغمض عيونه بمجرد أن تحركت،نظرت إليه لتجده نائما ردتت اولا:( اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك،سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته اللهم صيبا نافعا اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب)ثم ادت بهمس وهي ترتعد خوفا من صوت الرعد:امبير لكنه لم يجب.
اقتربت أكثر ونادت لكن تظاهر بالنوم ايضا لتقوم بنزع الوسائد التي تفصلهما برفق ثم اقتربت منه واكتفت بوضع يدها موضع قلبه والاحساس بنبضه كي تكن ويزول خوفها،وضعت يدها تريد الامان ممن كان مصدر رعبها،هنا احس بأنه قد تملك الدنيا وما فيها حين التجأت إليه لطلب السكينة،هنا تاكد انها ماعادت تراه مصدر خوفها بل مصدر امانها،كان يريد أن يحتضنها بصدره اكثر ويقول:لا تخافي طفلتي انا هنا لكنه ما فعل فهو يدرك انها ستهرب حتى لو كانت حواسها تريد غير ذلك.
لينام هو بعد لحظات من ذلك بعد أن احس بانفاسها بقربه ونال السكينة التي فقدها ليال وليال وبيدها التي تلمس قلبه.
حل الصباح...
بدأت هي بفتح عيونها شيء فشيء لكن فجأة أحست بذاعيه تحاوط خصرها بقوة لتنظر الى ذراعيه تشدها وانفاسه تتغلغل شعرها ،تجمد الدم بعروقها لحظتها فقد كان يحتضنها من ظهرها ويحتويها داخله ويشد بذراعيه على خصرها،لم تدر حتى متى حدث ذلك وكيف كيف استسلمت لحظنه دون اداك كيف تقول شيء وجسدها يفعل خلاف ذكل ،تسارعت  دقات قلبها كثيرا وبدأت تتعرق فجأة ،التفتت ببطئ نحوه  لتجده بمحاذاتها وشعرها على وجهه وهو نائم كالطفل.
شدت على اسنانها لتقول:ياربي ماهذه الورطة كيف سافك نفسي الآن؟
حركت يده قليلا علها تستطيع الافلاة لكنه شد عليها أكثر وكأنه يريد إدخالها بين اظلعه،تاففت لتقول:ياربي ما العمل؟
ثم حاولت ثانية لكنه تحدث ووجهه يتغلغل خصلات شعرها ليقول عند اذنها:كم اتمنى في هذه اللحظة ام يتوقف الزمن لنبق هكذا حتى الموت.
اتسعت عيونها اكثر وكادت تفضح لكنها تمالكت نفسها لتقول:أمير افلتني
امير:حتى لو فعلت قلبي لا يريد انه يريد قربك.
ريحان:أمير لا تجعلني اغضب افلتني هيا اف افلتني ايها الثور ماهذا التصرف الصبياني.
افلتها وهو يبتسم لكن ما ان قامت حتى اسرع وامسكها ليسحبها إليه من خصرها ويشبك يديه خلف ظهرها حتى أصبحت قريبين بشدة،نظرت بعيونه وهدات للحظة فقد كادت تضعف امامه لكنها قاومت رغبتها به لتقول بغضب:اسمع أما  أن تفلتني واما....
أمير:وأما ماذا؟
ريحان:سافضحك واقول للخالة حقيقتك.
أمير:لن افلتك الا بقبلة وافعلي ما شئت
ريحان:هكذا اذا
أمير:اها هكذا
نظرت هنا وهناك وهو لا يزال سعيدا بها ياكلها بنظراته لقربها منه وحركات غضبها التي أخذت عقله تماما ثم نظرت اليه وابتسمت بحب فجأة.
استغرب نظرتها تلك لكنه ابتهج لتقول:حسنا انت فزت.
أمير:اي انني سانال قبلة.
خجلت من كلمته ثم اقتربت منه وهو يمد وجهه لتقبل وجنته لكنها أسرعت ونزلت على ذراعه وعضته حتى صرخ وافلتها اخيرا،ابتعدت عنه ليقول:ياقطة.
ريحان:تستحقها غبي قال قبلة قال:قبلتك حية يارب واراحتني منك
أمير:ساريك تعالي
ثم أسرعت للباب محاولتا الهرب  لكنه اسرع وامسكها  حملها ليقول:ستعاقبين على فعلتك،بدات في هز رجليها وهي تحاول كتم ضحكها لتقول بصوت مرتفع:اتركني اتركني يامجنون اتركني
أمير:لن اتركك حتى تعطيني قبلتين تعويضا عن عضتك.
ريحان:لن تنالها ولو على جثتي اتركني لقد فضحنا ببيت الخالة.
أمير:لا يهمني اريد قبلتي الصباحية
هنا فتحت الخالة الباب عليهم لينزلها إلى الأرض ويقف بجانبها بخجلته.
نظرت إليهما لتقول:ماذا هناك يااولاد لم تتشاجران؟
ريحان:لاشيء خالة لاتهتمي أمير يحب المزاح فقط.
الخالة:ليدم الله سعادتكما يارب.
أمير:أن شاء الله أن شاء الله خالة.
ريحان:يا حول الله.
الخالة:العاصفة كانت شديدة البارحة لقد أوقعت بعضا من قرميد السقف وانكسر.
ريحان:يارب سلم.
أمير:هل تاذ السقف كثيرا؟
الخالة:لا لا بني لا تهتم ساتصل بمحمد سيأتي ليصلحه أمره سهل
أمير:لا خالة والله عيب وانا ماذا افعل هنا ساصلحه بنفسي.
ريحان:وما دخلك انت بهذه الامور؟
أمير:بالنهاية انا مهندس لا تنسي.
الخالة:ماشاء الله صهري،هيا ساعدي زوجك ريحان وانا سأحضر الفطور لكما،القرميد المنكسرة الذي فوق الباب مباشرة.
أمير:حسنا ياخالة اين هو السلم فقط.
الخالة:هناك خلف البيت أحضره بني وتعال  لتفطر اولا ثم تصلح القرميد لكن حاذر قد يكون مبلولا وتقع.
أمير:,لا تقلقي خالة ساهتم بالأمر.
ريحان:حسنا خالتي عائشة انا ساساعدك وهو يهتم بالتصليح.
التفتت إليها لتقول:لا ستساعدين زوجك.
أمير:لنصلح البيت اولا ثم نفطر ما رايك زوجتي؟
ريحان:كم هو مستفز وغبي واحمق ووو ياربي كيف ساتخلص منه؟
أمير:هيا زوجتي سأحضر السلم وانت ساعديني بامساكه.
ريحان:اف اف وألف اف ياربي ما هذه البولة التي حلت على رأسي أي نوع من البشر أنت ألا تفهم يا أخي؟
أمير:لست أخاك انا زوجك حسنا لاتريدين أن تساعدي سافعل ذلك بنفسي لكن تذكريها جيدا
ريحان:لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم سأجن ياربي ساجن
أمير:تتحدثين أكثر مما تعملين
احضر أمير السلم وعدله عند الباب جيدا  ثم صعد السقف وبدا  بتصليح القرميد برفق يحمل من هنا ويضع هنا ويجرب هذه ويصيف هذه يحاول جاهدا إعادته لموضعه الذي انزاح عنه بسبب تلك الرياح القوية بينما هي تقف تحت تلعنه غاضبة وتقول:يجب أن اتخلص منك باي ثمن والا سافضح بالقرية الله الله سيقولون عشق العاقلة تزوجت بغلا دفعها للجنون وهي في عمر الزهور لكن كيف كيف احذفه؟اف اف سيصبح تفكيري اجراميا بسببه.
أمير:مع من تتحدثين يا فتاة؟
ريحان:ما دخلك انت؟ اهتم بما انت فيه لن تنهيه بعد سنة وتظن نفسك مهندس.
أمير:ماذا؟لم اسمعك
ريحان:ياصبر ياصبر
ثم فكرت قليلا لتقرر ابعاد السلم عنه حيث حملته بصعوبة وبدأت بتحريكه،انتبه لها ليقول:الى اين تاخذينه يا مجنونة؟ اعيديه لمكانه.
ريحان:لن افعل وستبقى هكذا معلقا حتى تتراجع عن بقائك هنا وتقرر العودة من حيث اتيت.
امير:هات السلم الى هنا اريد ان انزل القرميد مبلول ساقع
كانت الخالة من الداخل تراقبهم وهي تضحك لحالهم.
ريحان:لتقع وتمت ايضا كي ارتاح منك
أمير:عشق لا تغضبيني هات السلم الى هنا
ريحان:لن افعل لن افعل حتى تقسم انك ستعود ولن تعود الى هنا ثانية ولا تنادني عشق ثانية،لا تنادني باي اسم
أمير:لن افعل ولن اقسم ياعشق ياااعشق ياعشقي وهات السلم والا  نزلت اليك  وساعاقبك بطريقتي.
نظرت أرضا لتجد بعض بقايا القرميد المنكسر حملتها بيدها ووبدات برشقه بها وهي تقول بغضب:وتهدد ايضا في ارضي وتهددني وقح انا اكرهك اكرهك خذ هذه وهذه وهذه...انت احمق ثور بلا عقل ولا مشاعر انا لااريدك
حاول وضع يديه ليصد ضرباتها وهو يقول:توقفي يا مجنونة توقفي ساقع واموت وتصبحين أرملة في عز شبابك  توقفي  ثم قرر النزول بدون السلم ليثبت قدميه بالنافذة ويقرر النزول بينما هي لا تزال ترشقه بالقرميد لكنه نزل وما أن فعل حتى تزحلقت رجله ليقع على ظهره بقوة ليصرخ بشدة ويقول:آه ظهري رغم أن الوقعة لم تكن من مكان مرتفع.
رمت ما بيدها واسرعت إليه مرتعبة وهي تقول:ياربي لتنزل إليه وتقول:أمير انت بخير صحيح؟لم تتاذ؟ياربي ماذا فعلت انا؟
خرجت الخالة مسرعة وهي تقول:ماذا حدث بني؟كيف وقعت؟
تظاهر بالتالم الشديد ليقول:لقد أزاحت عشق السلم ووقعت
نظرت اليها بغضب لتقول:لماذا فعلت ذلك؟
ريحان:انا... أنه بخير خالة لم يحدث معه شيء
أمير:ظهري فقط يؤلمني قليلا لا تقلقي سلطانتي.
الخالة:لا لا بالتأكيد تضررت من الوقعة،هداك الله ياابنتي كنا خسرنا الولد وترملت بصغرك.
ريحان:لم افعل شيء انا
الخالة:هششش
أمير:هشششش اسكتي
وقف متظاهرا بالتالم لتتقدم وتسنده وهي متذمرة وادخلته للداخل ليرتاح على الكنبة لتتحدث الخالة:لا ادخليه الغرفة وساحضر مرهما من عندي لدي واحد فعال،مع مساج خفيف سيتعافى سريعا.
أمير وريحان معا:مساج؟؟!!!
الخالة:أجل يجب أن تدلكي ظهره قليلا لا نريد ان يقال عني ارقدت صهرها المشفى من اول يوم زارها به.
ريحان:أنه مثل الثور انظري ليس به شيء
أمير:شكرا زوجتي.
ريحان:اسكت لطفاااا لطفاااا حبا بالله لا تقل شيء.
الخالة:سأحضر المرهم دقائق واعود
انصرفت لتستدير ريحان إليه وتضرب كتفه بقوة وتقول:ضع المهم لنفسك وانصرف سريعا الى هنا وانتهى نفد صبري ولا تحلم أن المسك بيدي حتى.
أمير:يعني
أمير:لا يكفيني الم ظهري تزيدين الم قلبي.
ريحان:آه وهي تشد شعرها ساجن ياربي.
بقي بمكانه ثابتا ليقول:تذكري انك سبب وقعتي هذه وان تاذيت واصبت بشلل انت من ستتولين رعايتي.
ريحان:اتعلم شيء لن ارد عليك هكذا احسن.
أمير:عشقي العصبية لكن لحظة ماذا يوجد على شعرك؟
ريحان:اين؟
امير:هنا وهنا ليضع يده على رأسها  وينكش شعرها بيده ويكمل:انا احبك في كل ثانية اكثر يابهجتي.
اسكتها حينها  عن التلفظ باي حرف آخر بعد حركة يده تلك وكلماته الجميلة التي الفتها واصبحت تطلبها دون أن تدرك لتسرح به وهو يبادلها نظرة ملؤها حبه الذي تملك قلبه.
دخلت الخالة وهما بتلك الحالة لتفصلهما عن شرودهما ذاك وتقول:أحضرت مرهما وانت احضري زيت زيتون حبيبتي وتعالي اهتمي بزوجك وانا بالمطبخ أن احتجت لشيء نادني.
توجهت ريحان للمطبخ تهز جسدها غضبا كالأطفال بينما الخالة غمزت له لتقول:الخطة في السليم؟
أمير:في السليم لكن كدت أكسر للحظة
الخالة:ستستلم في الأخير لمشاعرها وتسامحك أنا متأكدة
أمير:وانا لن استسلم حتى تفعل ذلك.
دخلت هنا ريحان الغرفة لتنسحب الخالة سريعا وتتركهم كذلك وما ان خرجت حتى وضع أمير يديه على كنزته ونزعها سريعا ليبقى نصف عار وهو ينظر إليها مبتسما ابتسامة خبث ،نظرت المسكينة صعقة حتى انها  كادت توقع كيس الثلج الذي تخفيه بيدها وقارورة الزيت لارتجافها حين رأته كذلك فلم تجد حلا غير الهروب من عيونه التي تتاملها لتقول وهي تبلع ريقها:اعتدل هيا سريعا لاضع لك المرهم  لدي عمل وقد تاخرت ولا حاجة لك للزيت اصلا .
أمير:حسنا لكن برفق ظهري يؤلمني بشدة
ريحان:سأقتله سأقتله وادخل السجن بسببه ياربي.
تمدد على بطنه لتضع شيء من المرهم على يديها وهي تقول:صبرا جميلا،لا تخافي ريحان مجرد تدليك بسيط لا تخافي هيا شهيق زفير تنفسي بعمق فقط وسينتهي كل هذا بدقائق.
أمير:هيا سانام.
اقتربت ووضعت يديها على ظهره وبدأت بتحريكها برفق من الاسفل إلى أعلى ظهره ليقول:اوووه يدك تلف في الحرير انها ناعمة جدا.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي