الفصل التاسع عشر
تذكر سفره الى النمسا مع استعداده التام ودراسته للغه الالمانيه حتى يستطيع التعامل معهم هناك كما اعطاه استاذه عنوان صديقه المغربي هناك في مدينه غراتس وهي تعتبر ثاني اكبر مدينه نمساويه بعد فينا
واستقبله هناك عندما وصل ل رحمان صديق دكتور ابراهيم
والذي ذلل له كل الصعاب
قام دكتور رحمن باخذ مراد الى مقر سكنه الجديد فوجده منزل يتكون من حجرتين تحيط به حديقه جميله من كل الاتجاهات وللمنزل ممر خاص به كما ان معظم واجهه المنزل من الزجاج قام دكتور رحمن بالترك على الباب ففتح لهما شاب اكبر من مراد بحوالي عامين وتكلم دكتور رحمن سريعا وقال السلام عليكم يا ايهاب هذا زميلك الجديد في العمل يوسف مراد قادم من مصر من مدينه الاسكندريه والنظره الى مراد وقال له وهذا زميلك ايهاب يعمل بنفس الشركه لكنه من لبنان اتركما الان معا لان ورائي اعمال كثيره وغدا نتقابل وسيحضرك ايهاب الى العمل
رحب ايهاب ترحيبا شديدا بمراد واخذه الى الغرفه الشاغره وقال له هذه غرفتك يا فتى افعل فيها كما شئت ان بها مكتب وسرير وخزانه كبيره ومن ضده اما اصاله الخارجيه فهي مشتركه بيننا والمطبخ ايضا فيه كل الكماليات
مضت سنتين من الوقت يعمل كلا من مراد وايهاب معا
حتى ان مراد احس ان ايهاب ليس زميل عمل انما اخ له كان ايهاب متزوجا حديثا وكان فرحا جدا وكان يحكي كل شيء عن زوجته الصغيره الى مراد اما مراد وهو يوسف المعروف في هذه البلد باسم مراد او كما يقول له اصدقائه المقربين جو فانه علم من خطاب بعثته له اخته سهير ان حور قد تزوجت رغما عنها من شاب تقدم لخطبتها فارسل والدها الهدايا لوالدته وابلغته سهير انها كانت تسمع بكاء حور وايضا تسمع صوت ضرب ابيها لها وارغامها على الزواج من هذا الشاب تحطمت نفسيه جو كثيرا والاكثر من ذلك وقوع حادثه كبيره فقد انهال المبنى عليه هو وصديقه ولم يستطع انقاذ صديقه ايهاب فمات متاثرا بجراحه بعد ما مر بمرحله طويله من الشلل الدماغي
بعدها هرب هو بعد ما علم بموت صديقه وفقدان حبيبته ايضا الى مدينه نائيه صغيره
فقد هرب ليستجم لا يريد ان يكلم احدا بجانب بحيره تسيل سالزبورغ
التي تقع بمدينة زيلامسي
ابتعد عن العالم باكمله ولم يرسل اي خطابات الى اهله وكان الجميع قلق عليه الا انه لم يتخيل ابدا ان تاتي ارمله صديقه التي نشات بينهما صداقه في العام السابق عندما كان صديقه في الغيبوبه وقد احست هي بالحب تجاهه وجاءت لتبحث عنه في بلد اخرى بعيده عن اخيها واختها وبالفعل استطاعت ان تكسب ثقته بل ايضا حبه لدرجه انه تزوجها وها هو بعد سنوات كثيره ما زال مخلصا لها
كانت دائما زوجته تحكي له كيف انها بحثت عنه لان هناك شيء بداخلها اخبرها انه هو من سيكون معها باقي عمرها فقد كانت تحكي له
وتقول
تذكرت حين وقف مازن اخيها الاصغر ونسرين اختها الكبرى يودعانها لانهم يتواجدون في فينا ضمن الجالية اللبنانية هناك
ولانها صممت ان تقوم بالبحث على مراد صديق زوجها الراحل فقد قمت بملء خزان عربتها بالبنزين واحضرت كميه لا باس بها من الوجبات الخفيفه كما احضرت علبتان من المياه المعدنيه وايضا ترمس من القهوه كما جمعت ملابسها التي تحتوي على ملابس من القماش مثل الجينز والبلوزات الثقيله لانها ستبحث عن مراد في بعض القرى الجبليه كانت متحمسه الا ان اشقائها كانوا خائفين عليها واعطتها اختها نسرين جانبا من المال حتى يكفيها فقالت نسمع لن استغرق يا اختي وقتا طويلا ستكون بيني وبينه مواجهه لكن اولا في اعثر عليه حتى لا بال ابيه فكم اتعلمي فان حادثه وموت ايهاب كانت السبب في حالته النفسيه وبعده عنابي وترك خطيبته له
فنظرت اليها اختها نسرين وقالت كما قلت لك سابقا لا تذهبين اعرف محقق من الممكن ان يقوم هو وتحديد مكانه قالت سرين لقد انتهيت يا اختي من هذا الموضوع سابقا ساجده انا بنفسي فنظر اليها مازن وقال متاكد انك ستعثرين عليه و تتحدثين وتعرفي لماذا فعل فعلته بهروبه ان الانسان وفي أحلك الظروف لا يترك الدنيا ويهرب بعيدا وضعت يديها على ذراعه اخيها وربطت عليه ثم على كتف اختها وقالت لا يمكنني الاستمرار وترك الماضي الا اذا انهيت هذا اعلم انكم تعتقدون انني غبيه لكن هذا ما اريد فعله وكما تعلمون لقد راسلت معه كثيرا عندما كان يهتم بزوجي الا انه بعد موته اختفى حتى انه لم يحضر دفنه اعز صديق لديه حتى اني لا اعلم شكله كل ما كان بيننا مكالمات هاتفيه لا اكثر ولا اقل هذه ضريبه الغربه والعمل في البلاد البعيده نظره مازن اليها وهوا يهز راسه وقال عموما لقد وضعت في عربتك بعض الدواء الذي اعتقد انك قد تحتاجينه هناك مسكن و دواء للصداع واخر للبرد والنزلات المعويه وما الى ذلك حتى كان هاتكون اسعاف صغيره معك فضحكت وقالت ان خوفكم على يدفعني للجنون
ثم ضحك فيها ولف ذراعيه حولها وقبلها وقال لا تقلقين عليك سننتظر منك كل يوم اتصال فردت نسرين بسرعه وقالت ليس كل يوم بل عده مرات في اليوم حتى اطمئن عليك
وبعدها ركبت سرين السياره وتركتهم امام المنزل ينظرون اليها وهي تبتعد بسيارتها خرجت الى الطريق السريع وهي تحبس دموعها و عندما بدات في اول الطريق انهمرت الدموع من عينيها هي تعلم ان اخواتها قلقين عليها لكن انه ضميرها من يدفعها للبحث عن مراد
لقد اصبحت ارمله وهي في سن السادسه والعشرين فبعدها انت زوجها ايهاب سافر للعمل بالخارج كعاده معظم الشباب حتى يا ابني حياه كريمه لاسرته وبالفعل عمله وتعرف على زملاء له هناك منهم مراد التي ربطتهم علاقه وهو معا ومضى الوقت ثم حدث وقعه ايهاب بسبب حادثه واضطر اصدقاؤه لنقل الى المستشفى الذي خرج منها في تلك البلد وهواء معاق بشكل كبير فقد حدث له تلف في دماغه حكي زملائه ان مراد حاول انقاذ حياته الا انه تاخر ثانيتين فحمل نفسه ذنب انه تاخر ولذلك حدث هذا التلف لصديقه لم يكن لديها المال ولم تكن تعمل ولم تكن تستطيع ان تقوم بالاتفاق على مرض زوجها اخذت قروضا كثيرا وهبت نسرين لمساعدتها بكل ما تملك واتت المعجزه ان باعث نسرين منزل قد اشترته لانها مازالت تقيم في منزل والديها مع اخيها مازن كانت تنتوي ان تقوم بعمل دور كامل كما كتب للمحاماه ودور اخر يسكنها الا انها بعث المنزل عن طيب خاطر لعلاج زوج اختها وذلك لشده التعلق هاب اختها الصغرى سرين واحساسها انها ابنتها وليست اختها رفضت سرين في البدايه لان نسرين سبق وقد اعطت الكثير لاخواتها ف مازن يكلفها الكثير في كليه الطب الا ان اختها اثرت ان ايهاب اصبح اخ ثالث لها ولذلك فهو مسؤول منها ايضا
وتوفي ايهاب بعده كل ذلك
وهي الان تبحث عن مراد كما قال والده انه في احدى القرى القريبه من الجبال دخلت الى قريه بعد ان بحثت في عده قرى ولم تجدوا فاوقفت سيارتها بجانب كوخ من الاكواخ التي تقع على شاطئ البحيرة شهادت امراتين تقفين بجانب رجلان ويتحقق ان في ما بينهم وجدت امراه منهم حامل وزوجها يقوم بمداعبتها تذكره مداعبات مازن لها فقد مرت ثلاثه اسابيع وهي تجوب المنطقه بحثا عن مراد لقد قربه العيد وما زالت تبحث عنه ولن تستطيع ان تقضي مع اخواتها كانت تتصل واختها يوميا تلقي عليها النصائح وهي تكذب في انها قد اوشكت على العثور عليه لكنها وجدت ان المال الذي معها جروب على النفاذ فكانت تنام في سيارتها فين ترفض الرجوع الى المنزل بدون العثور عليه ثم فقط على نظرات الجميع الموجهه اليها
ماشي يات نحوهم ثم اخرجت صورة مراد من محفظه فيها وقالت بعد اذنكم انني ابحث عن هذا الشخص لقد غادرنا منذ سنه ونصف ونعلم انه موجود في احدى القرى ا الجبليه هل تعرفه
في نظره رشيد وهو الرجل الذي اعطته الصوره وقال لا لم اشاهده ثم مد يده وقال انا رشيد امتلك المطعم الوحيد في القريه وهذه زوجتي وقالت وانا اسمي سرين وابحث عن هذا الرجل فقال لها ما حكايته قالت انها لقصه طويله انه يدعي مراد وهو صديق زوجي الراحل
هذه صورته قبل الحادثه لقد اصيب بعض الندوب في وجه في خده الايمن وعلى نفس الجانب في الحاجب ومن الممكن ان يكون قد اطلق لحيته لقد اخبرني البعض انه بالفعل اطلق لحيته فنظر اليها رشيد وقال هنا يوجد الكثيرين الذين يطلقون لحاهم فردت انه في حوالي الرابعه والثلاثون اما هذه الصوره فقد تم التقاطها وهو في التاسعه والعشرين من عمره فقال لها هذا صديق زوجك فقالت له نعم اريد ان اجد ده لانه كان بعيدا عن والده فتره طويله نظره رشيد الى الصوره واخذ بيت معا فيها ثم قال تعالى بنا الى المطعم اجلسي ثم اخبريني قليلا عن صاحب هذه الصوره و لماذا تريدين ان تجديه
التفت حولها وقالت المطعم فانظر مبتسما انه مطعم يمكننا ان نتحدث وتاكلين قالت نعم وعندها تصدر ال معدتها صوت يحدثها بانها لم تاكل من الصباح الباكر لانها كانت تتدخر تلك النقود المتبقيه من اجل الوقود لذلك توقعت انها يمكن ان تكون نازله الاكل لفتره اطول وكانت تنتوي الحصول على شيء رخيص مثل رغيف خبز و قطعه من الجبن المثلث المتبقين بالسياره
لقد كنت اقود السياره مده طويله واعرض صورته للاشخاص حتى يتعرفون عليه لكنني بالتاكيد ارحب بكوب من الماء لانني لست جائعه
فقال مبتسما كوب واحد لقد حصلت على الكثير لا تقلقي ثم التفت لزوجته وقال لها سنه خل هل ستاتين فنظرت لصديقتي التي تقف معها وقالت بالتاكيد وبعد بضع دقائق ثم سارت سرين على الشرفه ودخلت الى المطعم وعندما دخلت وجدت رائحه نفاذه عادت لبطنها ذلك الصوت مره اخرى فوضعت يدها عليها هناك هناك طعاما في المطبخ يرسل تلك الروائح اللذيذه هناك شيء مثل الحساء المتبل باللحم شيء جميل رائحته دخلت الى قلبها قبل منخارها
بعدها بقليل عاده ذلك الرجل الذي يدعى رشيد ومعه صينيه بها وعائن من الفخار يتصاعد منه الابخره وبجانبه كميه من الخبز لا باس بها وضعها على المنضده في نظرت فوجدت بجانب الوعاء الفخار قطعه كبيره من الزبد بجانبها كميه من البطاطس المهروسه وعاء صغير اخر به سلطه فقالت لست جائعه شكرا لك الا ان فمها كان في الحقيقه يسيل وابتلعت لعبها بصعوبه كان معها مبلغ صغير لا تريد اهداره على تلك الوجبه
فقال لها تذوقي ليس الا انه ليس للبيع فقط للتذوق
لقد عرضت الصوره على باهر وهو واطي هنا في المطعم ولم يتعرف عليه لذلك فانني تاخذ هذه الصوره الى بدر وهو الشرطي لدينا هنا فهو يعرف جميعا الاشخاص
اتفضلي كلي اين من الطعام الذي يريحك فرتكه فتياتها عندما التقطت الملعقه واخذت من الحساء الذي ذاب في فمها وتنهدت
قال انه مصنوع من اجود انواع اللحوم وهو لحم الغزال لقد حصلنا على كميه لا باس بها في موسم الصيد
لم تشعر الا والدموع تتغلغل في عينيها لقد كان الطعام لذيذ جدا جدا وهي ما وعدتك به اختها واخيها من انها ستأكل و تهتم بصحتها وحمدت ربها ان اخيها واختها لم يعلم انها كانت تنام في السياره منذ فتره من الوقت
وقفت عن الطعام حينما ادركت انها لو لم تجده هنا في هذه القريه فانها للاسف ستعود ثانيه الى بيتها وتغادر ولا تستطيع ان تعثر عليه ابدا وذلك لان نقودها القليله قد نفدت
هو اسمه مراد ونحن من نفس المدينه الا انني لم اتعرف عليه او اشاهده في اي يوم من الايام كان هو وزوجي قد نشاه معا وذهب الى مراحل التعليم معا وتزوجت وانا لما اكمل العشرين من عمري وكان صديقه
فقال وما اسم زوجك قالت اسمه ايهاب وصديقه اسمه مراد فقال هل معك صوره لزوجه في ماده يدها الى محفظتها وفتحتها كانت هناك عده صور اعطت واحده ل رشيد وهي صوره صغيره لزفاف فشاهدها صغيره وبجانبها شاب يرتدي حلا سوداء وهي ترتدي فستان الزفاف وصوره اخرى و نفس الشخص هزيل على سرير مستشفى وهي تجلس بجانبه وتقرب راسها من راسه
وحكتله قصه الحادثه التي تعرض لها زوجها وكيف مات وحكايات صديقه معه
فقال ومتى مات قلت منذ سنه ونصف بعد ما ظل في الفراش ثلاثه سنوات يتالم بلا اي صوت
ولماذا بصراحه تبحثين عنه
لقد دمرت حياته بسبب انه اعتقد انه عندما لم يستطع انقاذ ايهاب سريعا فهذا ما ادى الى حدوث التلف بالدماغ و تلف الحبل الشوكي لقد بتعذب كثيرا حتى انه عندما ارجعه الى البلاد سافر ثانيه ليستكمل مده عقده وعندما ذهبت في يوم الى المسافه التي بها زوجي قالوا لي ان وصفوا لي كان يبكي تحت قدميه بانه اهمل في رعايه صديقه مع العلم انه هو ايضا تؤثر في هذه الحادثه فقد حدثت له ندوب كثيره في مناطق متفرقه من وجهه وجسده
ومات ايهاب وعندما تواصلت مع والد مراد قال انه تركه لما التفت الى الامر الا وعدت بعدها بعده اشهر اشهر فقال لي نفس الكلام ان ابنه لا يريد العوده الى المدينه وانه يفتقده وبكا به كثيرا لان ابنه حطم حياته وترك ايضا خطيبته ومنذ شهور قليل اتصل به والده الروحي وقال ان هناك شخص شاهده في مستشفى بالقرب من احدى القرى الجبليه لكنه لم يحدد اي قريه فعندما قال لوالده ذلك وعدته انني ابحث له عن ابنه واواجهه بانه لم يكن السبب او موت صديقه الوحيد ايهاب
رد عليها رشيد وقال من الممكن ان يكون محبه حياه الوحده او انه حبه ان يستريح لفتره من الزمن فقالت لقد طالت هذه الفتره و كما قال والده ان العمر يجري والقادم ليس في طول مده الفائت
لقد كتبنا الخطابات لبعض عده اشهر كان كتاباته لطيفه وهو انسان حساس نوع المياه انني ايضا افتقدك صديقي الذي كنت اتراسل معه مع انني لم اشاهده شخصيا
لقد احسها رشيد انه بالنسبه اليها ليس فقط الصديق زوجها فعندما تكون المراه مجروحه ويكون هناك شخص سند لها ثم يصعد فانها تتعلق به حتى لو كان هذا السند مجرد خطابات باليد ليس الا
اكملت طعمها ثم قامت اخرج تم حفظها ثم بدات تتصفح وتعد الاوراق النقديه بها وقالت تم الحساب فضحك وقال هل تعتقدين انني تاخذ منك اية نقود وانا من قلت لك تعالي نتكلم في المطعم انني ادخرتك الى الداخل غصبا عنك انها وجبه صغيره ليس الا ومرحب بك هنا في اي وقت
اغلاق تم حفظها ثم ابتسمت
بعدها دخل رجل حسن المظهر من الباب وقال اريد كوبا كبيرا من القهوه وابدعت شطائر لانني مجهد جدا فضحك رشيد وقال اتشرب كوبا كبيرا من القهوه و ثم تذهب ل تنام في نظر له ذلك الشخص وقال لقد انتهت نوبتي الان واريد ان اخذ القهوه والشطائر والدتهم ثم اذهب الى البيت انام فورا فقال له اريد منك خدمه فقال ماذا قال هناك شاب تبحث عنه تلك الفتاه ومن المحتمل ان يكون في بلدنا الا انني لا اعرف جميع الاشخاص فمن الممكن ان يكون يقطن فى احدى الاكواخ لدي ميشيل او في احدى الاكواخ في الغابه في اريد منك ان تحقق من صورته
واستقبله هناك عندما وصل ل رحمان صديق دكتور ابراهيم
والذي ذلل له كل الصعاب
قام دكتور رحمن باخذ مراد الى مقر سكنه الجديد فوجده منزل يتكون من حجرتين تحيط به حديقه جميله من كل الاتجاهات وللمنزل ممر خاص به كما ان معظم واجهه المنزل من الزجاج قام دكتور رحمن بالترك على الباب ففتح لهما شاب اكبر من مراد بحوالي عامين وتكلم دكتور رحمن سريعا وقال السلام عليكم يا ايهاب هذا زميلك الجديد في العمل يوسف مراد قادم من مصر من مدينه الاسكندريه والنظره الى مراد وقال له وهذا زميلك ايهاب يعمل بنفس الشركه لكنه من لبنان اتركما الان معا لان ورائي اعمال كثيره وغدا نتقابل وسيحضرك ايهاب الى العمل
رحب ايهاب ترحيبا شديدا بمراد واخذه الى الغرفه الشاغره وقال له هذه غرفتك يا فتى افعل فيها كما شئت ان بها مكتب وسرير وخزانه كبيره ومن ضده اما اصاله الخارجيه فهي مشتركه بيننا والمطبخ ايضا فيه كل الكماليات
مضت سنتين من الوقت يعمل كلا من مراد وايهاب معا
حتى ان مراد احس ان ايهاب ليس زميل عمل انما اخ له كان ايهاب متزوجا حديثا وكان فرحا جدا وكان يحكي كل شيء عن زوجته الصغيره الى مراد اما مراد وهو يوسف المعروف في هذه البلد باسم مراد او كما يقول له اصدقائه المقربين جو فانه علم من خطاب بعثته له اخته سهير ان حور قد تزوجت رغما عنها من شاب تقدم لخطبتها فارسل والدها الهدايا لوالدته وابلغته سهير انها كانت تسمع بكاء حور وايضا تسمع صوت ضرب ابيها لها وارغامها على الزواج من هذا الشاب تحطمت نفسيه جو كثيرا والاكثر من ذلك وقوع حادثه كبيره فقد انهال المبنى عليه هو وصديقه ولم يستطع انقاذ صديقه ايهاب فمات متاثرا بجراحه بعد ما مر بمرحله طويله من الشلل الدماغي
بعدها هرب هو بعد ما علم بموت صديقه وفقدان حبيبته ايضا الى مدينه نائيه صغيره
فقد هرب ليستجم لا يريد ان يكلم احدا بجانب بحيره تسيل سالزبورغ
التي تقع بمدينة زيلامسي
ابتعد عن العالم باكمله ولم يرسل اي خطابات الى اهله وكان الجميع قلق عليه الا انه لم يتخيل ابدا ان تاتي ارمله صديقه التي نشات بينهما صداقه في العام السابق عندما كان صديقه في الغيبوبه وقد احست هي بالحب تجاهه وجاءت لتبحث عنه في بلد اخرى بعيده عن اخيها واختها وبالفعل استطاعت ان تكسب ثقته بل ايضا حبه لدرجه انه تزوجها وها هو بعد سنوات كثيره ما زال مخلصا لها
كانت دائما زوجته تحكي له كيف انها بحثت عنه لان هناك شيء بداخلها اخبرها انه هو من سيكون معها باقي عمرها فقد كانت تحكي له
وتقول
تذكرت حين وقف مازن اخيها الاصغر ونسرين اختها الكبرى يودعانها لانهم يتواجدون في فينا ضمن الجالية اللبنانية هناك
ولانها صممت ان تقوم بالبحث على مراد صديق زوجها الراحل فقد قمت بملء خزان عربتها بالبنزين واحضرت كميه لا باس بها من الوجبات الخفيفه كما احضرت علبتان من المياه المعدنيه وايضا ترمس من القهوه كما جمعت ملابسها التي تحتوي على ملابس من القماش مثل الجينز والبلوزات الثقيله لانها ستبحث عن مراد في بعض القرى الجبليه كانت متحمسه الا ان اشقائها كانوا خائفين عليها واعطتها اختها نسرين جانبا من المال حتى يكفيها فقالت نسمع لن استغرق يا اختي وقتا طويلا ستكون بيني وبينه مواجهه لكن اولا في اعثر عليه حتى لا بال ابيه فكم اتعلمي فان حادثه وموت ايهاب كانت السبب في حالته النفسيه وبعده عنابي وترك خطيبته له
فنظرت اليها اختها نسرين وقالت كما قلت لك سابقا لا تذهبين اعرف محقق من الممكن ان يقوم هو وتحديد مكانه قالت سرين لقد انتهيت يا اختي من هذا الموضوع سابقا ساجده انا بنفسي فنظر اليها مازن وقال متاكد انك ستعثرين عليه و تتحدثين وتعرفي لماذا فعل فعلته بهروبه ان الانسان وفي أحلك الظروف لا يترك الدنيا ويهرب بعيدا وضعت يديها على ذراعه اخيها وربطت عليه ثم على كتف اختها وقالت لا يمكنني الاستمرار وترك الماضي الا اذا انهيت هذا اعلم انكم تعتقدون انني غبيه لكن هذا ما اريد فعله وكما تعلمون لقد راسلت معه كثيرا عندما كان يهتم بزوجي الا انه بعد موته اختفى حتى انه لم يحضر دفنه اعز صديق لديه حتى اني لا اعلم شكله كل ما كان بيننا مكالمات هاتفيه لا اكثر ولا اقل هذه ضريبه الغربه والعمل في البلاد البعيده نظره مازن اليها وهوا يهز راسه وقال عموما لقد وضعت في عربتك بعض الدواء الذي اعتقد انك قد تحتاجينه هناك مسكن و دواء للصداع واخر للبرد والنزلات المعويه وما الى ذلك حتى كان هاتكون اسعاف صغيره معك فضحكت وقالت ان خوفكم على يدفعني للجنون
ثم ضحك فيها ولف ذراعيه حولها وقبلها وقال لا تقلقين عليك سننتظر منك كل يوم اتصال فردت نسرين بسرعه وقالت ليس كل يوم بل عده مرات في اليوم حتى اطمئن عليك
وبعدها ركبت سرين السياره وتركتهم امام المنزل ينظرون اليها وهي تبتعد بسيارتها خرجت الى الطريق السريع وهي تحبس دموعها و عندما بدات في اول الطريق انهمرت الدموع من عينيها هي تعلم ان اخواتها قلقين عليها لكن انه ضميرها من يدفعها للبحث عن مراد
لقد اصبحت ارمله وهي في سن السادسه والعشرين فبعدها انت زوجها ايهاب سافر للعمل بالخارج كعاده معظم الشباب حتى يا ابني حياه كريمه لاسرته وبالفعل عمله وتعرف على زملاء له هناك منهم مراد التي ربطتهم علاقه وهو معا ومضى الوقت ثم حدث وقعه ايهاب بسبب حادثه واضطر اصدقاؤه لنقل الى المستشفى الذي خرج منها في تلك البلد وهواء معاق بشكل كبير فقد حدث له تلف في دماغه حكي زملائه ان مراد حاول انقاذ حياته الا انه تاخر ثانيتين فحمل نفسه ذنب انه تاخر ولذلك حدث هذا التلف لصديقه لم يكن لديها المال ولم تكن تعمل ولم تكن تستطيع ان تقوم بالاتفاق على مرض زوجها اخذت قروضا كثيرا وهبت نسرين لمساعدتها بكل ما تملك واتت المعجزه ان باعث نسرين منزل قد اشترته لانها مازالت تقيم في منزل والديها مع اخيها مازن كانت تنتوي ان تقوم بعمل دور كامل كما كتب للمحاماه ودور اخر يسكنها الا انها بعث المنزل عن طيب خاطر لعلاج زوج اختها وذلك لشده التعلق هاب اختها الصغرى سرين واحساسها انها ابنتها وليست اختها رفضت سرين في البدايه لان نسرين سبق وقد اعطت الكثير لاخواتها ف مازن يكلفها الكثير في كليه الطب الا ان اختها اثرت ان ايهاب اصبح اخ ثالث لها ولذلك فهو مسؤول منها ايضا
وتوفي ايهاب بعده كل ذلك
وهي الان تبحث عن مراد كما قال والده انه في احدى القرى القريبه من الجبال دخلت الى قريه بعد ان بحثت في عده قرى ولم تجدوا فاوقفت سيارتها بجانب كوخ من الاكواخ التي تقع على شاطئ البحيرة شهادت امراتين تقفين بجانب رجلان ويتحقق ان في ما بينهم وجدت امراه منهم حامل وزوجها يقوم بمداعبتها تذكره مداعبات مازن لها فقد مرت ثلاثه اسابيع وهي تجوب المنطقه بحثا عن مراد لقد قربه العيد وما زالت تبحث عنه ولن تستطيع ان تقضي مع اخواتها كانت تتصل واختها يوميا تلقي عليها النصائح وهي تكذب في انها قد اوشكت على العثور عليه لكنها وجدت ان المال الذي معها جروب على النفاذ فكانت تنام في سيارتها فين ترفض الرجوع الى المنزل بدون العثور عليه ثم فقط على نظرات الجميع الموجهه اليها
ماشي يات نحوهم ثم اخرجت صورة مراد من محفظه فيها وقالت بعد اذنكم انني ابحث عن هذا الشخص لقد غادرنا منذ سنه ونصف ونعلم انه موجود في احدى القرى ا الجبليه هل تعرفه
في نظره رشيد وهو الرجل الذي اعطته الصوره وقال لا لم اشاهده ثم مد يده وقال انا رشيد امتلك المطعم الوحيد في القريه وهذه زوجتي وقالت وانا اسمي سرين وابحث عن هذا الرجل فقال لها ما حكايته قالت انها لقصه طويله انه يدعي مراد وهو صديق زوجي الراحل
هذه صورته قبل الحادثه لقد اصيب بعض الندوب في وجه في خده الايمن وعلى نفس الجانب في الحاجب ومن الممكن ان يكون قد اطلق لحيته لقد اخبرني البعض انه بالفعل اطلق لحيته فنظر اليها رشيد وقال هنا يوجد الكثيرين الذين يطلقون لحاهم فردت انه في حوالي الرابعه والثلاثون اما هذه الصوره فقد تم التقاطها وهو في التاسعه والعشرين من عمره فقال لها هذا صديق زوجك فقالت له نعم اريد ان اجد ده لانه كان بعيدا عن والده فتره طويله نظره رشيد الى الصوره واخذ بيت معا فيها ثم قال تعالى بنا الى المطعم اجلسي ثم اخبريني قليلا عن صاحب هذه الصوره و لماذا تريدين ان تجديه
التفت حولها وقالت المطعم فانظر مبتسما انه مطعم يمكننا ان نتحدث وتاكلين قالت نعم وعندها تصدر ال معدتها صوت يحدثها بانها لم تاكل من الصباح الباكر لانها كانت تتدخر تلك النقود المتبقيه من اجل الوقود لذلك توقعت انها يمكن ان تكون نازله الاكل لفتره اطول وكانت تنتوي الحصول على شيء رخيص مثل رغيف خبز و قطعه من الجبن المثلث المتبقين بالسياره
لقد كنت اقود السياره مده طويله واعرض صورته للاشخاص حتى يتعرفون عليه لكنني بالتاكيد ارحب بكوب من الماء لانني لست جائعه
فقال مبتسما كوب واحد لقد حصلت على الكثير لا تقلقي ثم التفت لزوجته وقال لها سنه خل هل ستاتين فنظرت لصديقتي التي تقف معها وقالت بالتاكيد وبعد بضع دقائق ثم سارت سرين على الشرفه ودخلت الى المطعم وعندما دخلت وجدت رائحه نفاذه عادت لبطنها ذلك الصوت مره اخرى فوضعت يدها عليها هناك هناك طعاما في المطبخ يرسل تلك الروائح اللذيذه هناك شيء مثل الحساء المتبل باللحم شيء جميل رائحته دخلت الى قلبها قبل منخارها
بعدها بقليل عاده ذلك الرجل الذي يدعى رشيد ومعه صينيه بها وعائن من الفخار يتصاعد منه الابخره وبجانبه كميه من الخبز لا باس بها وضعها على المنضده في نظرت فوجدت بجانب الوعاء الفخار قطعه كبيره من الزبد بجانبها كميه من البطاطس المهروسه وعاء صغير اخر به سلطه فقالت لست جائعه شكرا لك الا ان فمها كان في الحقيقه يسيل وابتلعت لعبها بصعوبه كان معها مبلغ صغير لا تريد اهداره على تلك الوجبه
فقال لها تذوقي ليس الا انه ليس للبيع فقط للتذوق
لقد عرضت الصوره على باهر وهو واطي هنا في المطعم ولم يتعرف عليه لذلك فانني تاخذ هذه الصوره الى بدر وهو الشرطي لدينا هنا فهو يعرف جميعا الاشخاص
اتفضلي كلي اين من الطعام الذي يريحك فرتكه فتياتها عندما التقطت الملعقه واخذت من الحساء الذي ذاب في فمها وتنهدت
قال انه مصنوع من اجود انواع اللحوم وهو لحم الغزال لقد حصلنا على كميه لا باس بها في موسم الصيد
لم تشعر الا والدموع تتغلغل في عينيها لقد كان الطعام لذيذ جدا جدا وهي ما وعدتك به اختها واخيها من انها ستأكل و تهتم بصحتها وحمدت ربها ان اخيها واختها لم يعلم انها كانت تنام في السياره منذ فتره من الوقت
وقفت عن الطعام حينما ادركت انها لو لم تجده هنا في هذه القريه فانها للاسف ستعود ثانيه الى بيتها وتغادر ولا تستطيع ان تعثر عليه ابدا وذلك لان نقودها القليله قد نفدت
هو اسمه مراد ونحن من نفس المدينه الا انني لم اتعرف عليه او اشاهده في اي يوم من الايام كان هو وزوجي قد نشاه معا وذهب الى مراحل التعليم معا وتزوجت وانا لما اكمل العشرين من عمري وكان صديقه
فقال وما اسم زوجك قالت اسمه ايهاب وصديقه اسمه مراد فقال هل معك صوره لزوجه في ماده يدها الى محفظتها وفتحتها كانت هناك عده صور اعطت واحده ل رشيد وهي صوره صغيره لزفاف فشاهدها صغيره وبجانبها شاب يرتدي حلا سوداء وهي ترتدي فستان الزفاف وصوره اخرى و نفس الشخص هزيل على سرير مستشفى وهي تجلس بجانبه وتقرب راسها من راسه
وحكتله قصه الحادثه التي تعرض لها زوجها وكيف مات وحكايات صديقه معه
فقال ومتى مات قلت منذ سنه ونصف بعد ما ظل في الفراش ثلاثه سنوات يتالم بلا اي صوت
ولماذا بصراحه تبحثين عنه
لقد دمرت حياته بسبب انه اعتقد انه عندما لم يستطع انقاذ ايهاب سريعا فهذا ما ادى الى حدوث التلف بالدماغ و تلف الحبل الشوكي لقد بتعذب كثيرا حتى انه عندما ارجعه الى البلاد سافر ثانيه ليستكمل مده عقده وعندما ذهبت في يوم الى المسافه التي بها زوجي قالوا لي ان وصفوا لي كان يبكي تحت قدميه بانه اهمل في رعايه صديقه مع العلم انه هو ايضا تؤثر في هذه الحادثه فقد حدثت له ندوب كثيره في مناطق متفرقه من وجهه وجسده
ومات ايهاب وعندما تواصلت مع والد مراد قال انه تركه لما التفت الى الامر الا وعدت بعدها بعده اشهر اشهر فقال لي نفس الكلام ان ابنه لا يريد العوده الى المدينه وانه يفتقده وبكا به كثيرا لان ابنه حطم حياته وترك ايضا خطيبته ومنذ شهور قليل اتصل به والده الروحي وقال ان هناك شخص شاهده في مستشفى بالقرب من احدى القرى الجبليه لكنه لم يحدد اي قريه فعندما قال لوالده ذلك وعدته انني ابحث له عن ابنه واواجهه بانه لم يكن السبب او موت صديقه الوحيد ايهاب
رد عليها رشيد وقال من الممكن ان يكون محبه حياه الوحده او انه حبه ان يستريح لفتره من الزمن فقالت لقد طالت هذه الفتره و كما قال والده ان العمر يجري والقادم ليس في طول مده الفائت
لقد كتبنا الخطابات لبعض عده اشهر كان كتاباته لطيفه وهو انسان حساس نوع المياه انني ايضا افتقدك صديقي الذي كنت اتراسل معه مع انني لم اشاهده شخصيا
لقد احسها رشيد انه بالنسبه اليها ليس فقط الصديق زوجها فعندما تكون المراه مجروحه ويكون هناك شخص سند لها ثم يصعد فانها تتعلق به حتى لو كان هذا السند مجرد خطابات باليد ليس الا
اكملت طعمها ثم قامت اخرج تم حفظها ثم بدات تتصفح وتعد الاوراق النقديه بها وقالت تم الحساب فضحك وقال هل تعتقدين انني تاخذ منك اية نقود وانا من قلت لك تعالي نتكلم في المطعم انني ادخرتك الى الداخل غصبا عنك انها وجبه صغيره ليس الا ومرحب بك هنا في اي وقت
اغلاق تم حفظها ثم ابتسمت
بعدها دخل رجل حسن المظهر من الباب وقال اريد كوبا كبيرا من القهوه وابدعت شطائر لانني مجهد جدا فضحك رشيد وقال اتشرب كوبا كبيرا من القهوه و ثم تذهب ل تنام في نظر له ذلك الشخص وقال لقد انتهت نوبتي الان واريد ان اخذ القهوه والشطائر والدتهم ثم اذهب الى البيت انام فورا فقال له اريد منك خدمه فقال ماذا قال هناك شاب تبحث عنه تلك الفتاه ومن المحتمل ان يكون في بلدنا الا انني لا اعرف جميع الاشخاص فمن الممكن ان يكون يقطن فى احدى الاكواخ لدي ميشيل او في احدى الاكواخ في الغابه في اريد منك ان تحقق من صورته