الفصل السابع عشر
وصل عمار المنزل و معه روان و كريم و عندما دخلوا كانت النساء مازالت موجودة يتحدثون و عندما وجدت الجده دخول عمار و اولاد عادل قالت: زين يا بني أنك جبتهم معاك اكيد ألفت مشغولة بفريدة و قامت أمسكت بيدي الاثنان و أكملت حديثها: اختكم قوي ميتخافش عليها كيف الشجرة مهما يحصل ليها تطلع الثمار اطلعوا ارتاحوا و الصباح رباح .
صعد كريم مع عمار لغرفته بينما صعدت روان مع فرح كي يذاكرون دروسهم بينما كانت تشعر مني بأن لوالدتها يد في ذلك الأمر فشيء كهذا صعب أن يحدث إلا بيد أحد يعرف كل كبيرة و صغيرة و لكن قررت أن تري ماذا يحدث بعد .
بينما أصرت ريم ألا تترك فريدة و جلست بالمشفي مع ألفت و عادل كي تكون بجانب صديقتها .
طلع الصباح و ذهب عمار للمشفي كي يطمئن علي فريدة فوجد أن الطبيب يكتب لها علي خروج فهي قد استعادة صحتها و خرجت فريدة و أصر درويش أن تذهب إلي القصر كي تبقي في وسط بنات الدار حتي تستعيد حيويتها و وافق عادل علي مضض و قام مروان بتوصيل ريم لمنزلها .
بينما كانت ثناء تتناول فطورها وجدت فريدة تدخل عليها فشعرت كأنه أصابها دوار أحقاً تتوهم كيف لها أن تكون في المشفي و هي تقف أمامها و لكن قطع تفكيرها حديث خديجة قائلة: نورتي يا بنتي ألف حمد لله علي سلامتك البيت نور .
ابتسمت فريدة بإجهاد فكانت ابتسامتها مصاحبه بتعب بينما جريت البنات عليها لكي يطمئنوا عليها .
كانت نظرات ثناء لا توحي بالخير و هذا لم يلاحظه غير أربعة أفراد فقط فقال الجد: فريدة أنت و عمار و إبراهيم عايزك في الأوضة.
ذهب الثلاثة خلف الجد و كان الجميع يريدون أن يعرفوا لماذا طلب منهم الجد هم فقط أن يحضروا معه .
بينما دخل عمار آخر فرد و أغلق الباب فقال الجد: الكلام إلي حيتحكي مش عايز يطلع بره الأوضة لأي شخص كان .
هز الثلاثة رؤوسهم فقال: احكي يا فريدة إلي حصل من غير ما تنسي حاجه يا بنتي .
فقالت فريدة متذكرة: كنت بشوف الزرع بتاعي في الأرض و لما خلصت لقيت الوقت بدري روحت كان مفيش عمال في سكتي خالص دخلت المكتب سجلت بعض الكتابات و الملاحظات و بعدين لقيت مش بعمل حاجه فقولت اغير هدومي و أمشي بدري و أنا طالعة من الأوضة حسيت بأن في زي دخان بسيط قوي روحت أشوف فيه أيه لقيتها في أحدي الأراضي ناديت علي العمال محدش رد افتكرت أنها ساعة الراحة بتاعتهم حاولت اطفيها لقيتها بتزيد ملقتش غير عمار و اتصلت بيه و بعدها حسيت اني مش قادرة أخد نفسي خالص و أغمي عليا .
صمت الجميع كي يحاولون ربط الكلام فقال الجد: و انتم يا شباب محدش لاحظ حاجه .
فقال إبراهيم: النار مكلتش الأرض إلا جزء بسيط منها يعني لو كلام فريدة صح يبقي إلي ولع النار كان لسه حيبدء و حس بيها فمشي .
هنا عاودت فريدة الكلام: أنا عندي افتراض أن إلي دخل الوقت ده عارف بيعمل ايه أولا أنا ببقي واخدة دفتر الملاحظات معايا الأرض ادون فيه اول بأول بس المرة ده نسيته و كمان بفحص التربة بس بما أن الزرعة نبتت فمخدتش وقت و رجعت بسرعة فالشخص ده عارف أن الوقت ده العمال راحة و أنا في الأرض متخليش أني في المكتب و كمان المكتب بعيد عن الأرض إلي ولعت بس ارضي قريبه منها يعني كان قاصدني أنا في رجعتي تكون النار كان ارضي و ألارض إلي كانت مولعة و كمان هو عنده ارض كتير ليه اختار إلي في الوسط مع أن لو كان ولع إلي علي الأطراف كانت النار كلت الأرض كلها لا ده كمان اختار ارض أنا بهيئها لتلقي البذور يعني قاصد أنه ميخسركوش حاجه خالص بس زي تهديد ليا و كمان أنا لما روحت الارض كأني خد لسه ليحاول يشعل حاجه بس الغريب أني لما حاولت اطفيها بدأت النار تشتعل بالفعل .
هنا تكلم عمار قائلاً: بالفعل النار لما بتيجي تولعيها لما بتبقي فيها سهلة بسيطة و تهوي عليها بتبدء تكبر و ده إلي حصل بس تفسير منطقي قوي أنك المقصودة علشان إبراهيم قال مفيهش خسائر خالص .
نظر الجد يحاول دمج الكلام فقال: مفيش حاجه حصلت بينك و بين أي عامل في المزرعة اليومين إلي فاتوا .
أغمضت فريدة محاولة التذكر فقالت: كان من يومين عامل لقيته بيروي الزرع بعد ما حط حاجه في الميه و لما سألته قال هو بيعمل كده من زمان فقلت لها أنه ميقربش تاني من الزرعة الخاصة بيا علشان ده تعتبر ارض للتجربة فلم يعجبه كلامي و تركني و رحل .
قال لها عمار: مين ده و شكله أيه.
قامت فريدة بوصفه و لكن لم يستدل عمار علي أحد يشبه ذلك الوصف .
بينما قال الجد: طب تمام يا ولاد زي ما قولت ليكم الكلام ميطلعش لحد واصل و لو حد سألكم اه إلي حصل قولوا كان جدي بيعرف مقدار الخسارة علشان يقدرها و سيبوا كل حاجه عليا .
خرج الشباب و كل شخص فيهم يفكر في الكلام من جهه فقالت ثناء: خير يا ولاد جدكم كان عايزكم في أيه .
فرد عمار: بيقدر مقدار الخسارة يا عمتي .
تنهدت فاطمه و قالت: مش مهم اي خسارة المهم انكم بخير يا ولدي .
بينما قالت ثناء موجهه كلامها لفريدة: مش عارفه ايه إلي بيحصل بس اقول أه الخير علي قدوم الواردين.
نظرت لها فريدة فأكملت: بقول أيه يا فريدة كفاية كده عاد شغل و خليكي في البيت و كده كده خلاص انت بقيتي تخصي عمار فملهوش لزمه عاد الشغل بقي.
نظرت لها فريدة بإجهاد و قالت: أنا مش حرد عليكي علشان تعبي بس احب أعرفك أن التعب مفهوش شماته .
صعقت ثناء بصدمة ثم قالت: شماته قصدك اني شمتانه فيكي ليه عاد كنت خدتي حاجة من حاجتي و له سرقتي وكلي .
نظرت لها فريدة و لم تتحدث و قالت: بعد اذنكم حطلع أريح شوية علشان تعبت .
فقالت مني : اطلعي ريحي في أوضتي حتلاقيها مرتبه و كل حاجه مكانها و كده كده انا مش طالعة دلوقت خالص فخدي راحتك بينما كانوا يتحدثون رن هاتف فريدة و كان أحدهما يبلغها بوصول الاوردر الخاص بالقماش و بالفعل قام عمار و استلم القماش و دخل به فقالت ثناء: يا ده القماش إلي مش حنخلص منه منه لله إلي كان السبب في الفكرة .
أخذت فريدة القماش و لك ترد علي ثناء بل قالت: خد يا جدي القماش و أنت يا فرح القماش برضه .
فقاموا بإعطاء مني القماش التي شعرت بالسعادة فالجميع معها دون أمها.
بينما قالت فريدة: بصراحة الاثنين كانوا طالبين نفس الشكل من القماش بس أنا غيرت توب من القماش علشان يبقي عندك اشكال كتير .
بينما قال درويش لثناء بأن تتبعه و عندما دخل الغرفة قال لها: كفاياكي مشاكل
بقي راعي بنتك قبل ما تضيع من أيدك بنتك بدأت أول خطوة سانديها بدال ما تقفي ضدها و شيلي فريدة من دماغك عمار لفريدة مش لحد تاني فاهمه الحديت و خلي بالك الغائب مسيره يرجع و كل حاجه حتنكشف و بدل ما بنتك حتكون معاكي حتبقي معاه .
جاءت كي ترد علي ابيها فأكمل قائلاً: خلص الكلام يا بنتي و ده أخر تنبيه ليكي عاد بعد كده متزعليش مني و تركها و رحل ثم قامت خلفه و طلعت لحجرتها تحت نظرات الجميع لها .
صعدت فريدة لغرفة مني و غفيت عيناها من شدة التعب بينما كان يفكر عمار فمن صاحب المصلحة كي يؤذي فريدة و كانت جميع الاتهامات تصب نحو عمته و لذلك فضل الصمت حتي يتيقن قبل أن يفتعل المشاكل .
بينما أستلم كريم الاوردر الذي سبق و أن اتفقت عليه فريدة و ذهب لقصر جده كي يعطيها إياه و لكن وجد فريدة قد صعدت للنوم فقالت مني: هات الحاجه يا كريم حطلعها ليها فوق أوضتي متقلقش يا واد خالي مش حلعب فيها .
ضحك كريم و قال: و له تلعبي أه كلها نور مش فارقه .
بينما سأله عمار قائلاً: المره ده الاوردر كان ايه .
فأجابها : زينة رمضان كل سنه وانت طيب.
رد عليه عمار : و أنت طيب و نفرح بالنتيجة أن شاء الله بس شد حيلك أنت .
ابتسم كريم بينما قال الجد : عمار يا ولدي خدي الشباب و ادبح عجل خلي الغمه تزول و متنساش يكون في عجل تاني ده حيدبح ليلة رؤية رمضان ده عادة مش لازم نقطعها .
فأجابه إبراهيم : و لازم العجل يندبح و معه العجول التانية الخاصة بجدي غريب و عتمان علشان ده عوايد الأجداد .
ابتسم درويش علي ما قاله حفيده و قال: ربنا ما يقطع لينا عادة و خلي الغلابة تأكل ده رمضان شهر الخير .
سعد الجميع بتلك العبارات و أخذوا يدعوا بأن ربنا يزدهم لا ينقص منهم حد .
بينما حضرت ريم و معها لؤلؤة و سارةو مروان لكي يطمئنوا علي فريدة و عندما علموا بأنها تخلد في النوم قالت ريم: بصوا يا جماعة أنا قررت و النية لله أن حدخل المطبخ عندكم أحضر حاجات لفريدة بس اوعي اشوف وش حد جوه و كمان أنا مش عايزة حاجة منكم خالص أنا جايبه أشيائي معايا و أخرجت كيسه كانت بحقيبتها و أكملت يعني مش ناقص حاجه خالص و علي ما أعتقد مش ناسيه حاجه .
ضحكت فاطمه و قالت: ماشي يا بنت العتامنه ادخلي المطبخ براحتك عاد و محدش حيدخل بس ربنا يستر منتصلش بالمطافي أو الإسعاف .
نظرت لها ريم : ماشي يا جده بتعيبي عليا طب أنا زعلانه فين بقي المطبخ .
أشارت لها هاجر فذهبت حيث أشارت و بعد مرور بعض الوقت شعروا البنات بالقلق عليها فذهبوا يتسحبون تحت أنظار الجميع ليروا ماذا تفعل و في نفس الوقت كانت فريدة تنزل من الغرفة فوجدتهم
يتسحبوا و لكن لم تبالي بينما كانت ريم تتحدث مع نفسها وجدت الكثير من الدقيق علي ملابسها فقامت بتنفيض المريله الخاصة بالمطبخ في عكس الاتجاه مما جعل الدقيق يطير بوجه البنات فصرخت البنات و قاموا بالجري عكس الاتجاه مما جعل الجميع يضحكون علي مناظرهم بينما قالت فريدة : خير يا بنات في أيه بالمطبخ أوعوا يكون في فار .
فأجابها مروان ضاحكاً: لا و أنت الصادقة في قردة جوه .
لكزه عمار و قال مصححاً عندما وجد التعجب علي ملامح فريدة: ده ريم صاحبتك مصمم تعمل ليكي حاجه من أيديها و دخلت المطبخ و لغاية دلوقتي مطلعتش .
نظرت بتعجب : ريم مين ريم لا ده متسابش واصل لوحده في حته أنا رايحة ليها .
ذهبت فريدة و الجميع ينتظر ماذا ستفعل ريم في فريدة و لكن ما حدث فاق التوقعات عندما وجدوا فريدة تخرج و هي ممسكة بريم و تهز بها كأنها تمسك حرامي قائلة: يا ستي أنت بتعرفي تقفي في المطبخ ده انت كنت قرفانه من عمايلك السوده مفيش أكل عدل عملتيه لينا ارحميني .
بينما قالت ريم: لا يا فالحة بعرف اعمل وكل بس مكنتش بحب اعمل بدال أنت و ست جنه بتعملوا اتعب نفسي ليه عاد فكنت بقصد أبوظ الأكل علشان متقولش ليا اعمل حاجه خالص .
نظرت لها فريدة: تصدقي الدكتور قال راحة و أنا عارفه نهايتي حتكون علي أيدك ده انا بقيت صاحبه مرض يا شيخة و قال جايه تزوريني ده انت جايه تقهريني.
فردت ريم عليها : يا لهوي شكل الأكل اتحرق تعب الساعات حيروح هدر .
بينما ضحك كلاً من مروان و عمار علي تلك المشاكسة التي لم تترك أحد بعقله ثم وجدوها تخرج بعد قليل و معها العديد من الأطباق بها قطع من الجلاش الحلو و قامت بإعطاء الجميع طبق و بينما كانت فريدة تنظر لها بغيظ و هي تأكل فلقد ظنتها أنها لا تتقن فعل الحلويات و لكن ذلك الجلاش غاية في الروعة فقالت فريدة بمكر: اكل حلو يا ريم قوي بس هو أنت بتعرفي تعملي اللحم يبقي مستوي كويس .
فاجابتها: أه بعرف أعمل منه أنواع و أشكال و المحمر و المشمر.
فنظرت لها : خلاص تمام أصل جدي ناوي يدبح عجل فتبقي هنا مع الحريم تعملي الوكل و يا سلام لو قمتي عملتي الاكل كله لوحدك و الكل يحلف بحفيدة العتامنه و جمال وكلها و بينما كانت تتحدث وجدت الابتسامة علي وجها فعلمت بأنها اتخذت الطريق الصحيح فأكملت و يا سلام كام صنيه رقاق علي جلاش علي لحمه مشوية علي الفحم و لحمه بالشوربة و فته يا سلام .
كان عمار و مروان يكتمون ضحكهم فلقد علموا بأن فريدة تريد أن توقع ريم في شر أعمالها بعد كذبتها بأنها لا تعرف أن تطهو الطعام .
بينما قالت ريم: عادي كل ده اعملوا بسرعة عاد و لا يفرق معايا ده انا ريم و الأجر علي الله .
ابتسمت فريدة لأنها مخططه نجح بالفعل .
بينما كانت ثناء تراجع كلام ابيها ماذا يقصد من الغائب مصيره يرجع أحقاً زوجها سوق يرجع فماذا يحدث لو رجع سوف يخرب كل مخططاتها و يكشف كذبها و بالفعل سوف تخسر ابنتها فأخذت تلعن في فريدة لأنها السبب في كل ذلك و لم تراجع نفسها بل علقت كل شيء علي ظهور فريدة و ليس بسبب أسلوبها الغليظ.
بينما شكر الجميع في الحلوي التي أعدتها ريم بينما قالت ريم لمني: ايه يا مني مكلتيش ليه هو الحلوي وحشة معجبتكيش .
فقالت مني بخجل: بصراحة لا و نفسي اكلها بس أنا بعمل رجيم علشان أخس فمش حينفع اكلها .
فاجابتها ريم: بس انت مش تخينه جسمك مضبوط مين إلي قال ليكي كده و عموماً النفسية عامل أساسي للتخسيس و مش أنك تحرمي نفسك من الأكل بس كلي كل إلي نفسك فيه بس بكميات قليلة و اشربي ميه كتير و أن شاء الله جسمك ينزل رغم أنك جميلة دلوقتي في كل حالاتك.
فرحت مني من هذا الحديث و قامت بتناول القليل من الجلاش و بالفعل وجدت مذاقها حلوة فشكرتها علي تلك الحلوي .
ثناء كذبت بأيه و خايفه أن بنتها تعرفه فتضيع من أيديها .
هل مني ممكن تقدر علي والدتها كي تتراجع عن أذية فريدة .
كل ده حنعرفه الفصل القادم
صعد كريم مع عمار لغرفته بينما صعدت روان مع فرح كي يذاكرون دروسهم بينما كانت تشعر مني بأن لوالدتها يد في ذلك الأمر فشيء كهذا صعب أن يحدث إلا بيد أحد يعرف كل كبيرة و صغيرة و لكن قررت أن تري ماذا يحدث بعد .
بينما أصرت ريم ألا تترك فريدة و جلست بالمشفي مع ألفت و عادل كي تكون بجانب صديقتها .
طلع الصباح و ذهب عمار للمشفي كي يطمئن علي فريدة فوجد أن الطبيب يكتب لها علي خروج فهي قد استعادة صحتها و خرجت فريدة و أصر درويش أن تذهب إلي القصر كي تبقي في وسط بنات الدار حتي تستعيد حيويتها و وافق عادل علي مضض و قام مروان بتوصيل ريم لمنزلها .
بينما كانت ثناء تتناول فطورها وجدت فريدة تدخل عليها فشعرت كأنه أصابها دوار أحقاً تتوهم كيف لها أن تكون في المشفي و هي تقف أمامها و لكن قطع تفكيرها حديث خديجة قائلة: نورتي يا بنتي ألف حمد لله علي سلامتك البيت نور .
ابتسمت فريدة بإجهاد فكانت ابتسامتها مصاحبه بتعب بينما جريت البنات عليها لكي يطمئنوا عليها .
كانت نظرات ثناء لا توحي بالخير و هذا لم يلاحظه غير أربعة أفراد فقط فقال الجد: فريدة أنت و عمار و إبراهيم عايزك في الأوضة.
ذهب الثلاثة خلف الجد و كان الجميع يريدون أن يعرفوا لماذا طلب منهم الجد هم فقط أن يحضروا معه .
بينما دخل عمار آخر فرد و أغلق الباب فقال الجد: الكلام إلي حيتحكي مش عايز يطلع بره الأوضة لأي شخص كان .
هز الثلاثة رؤوسهم فقال: احكي يا فريدة إلي حصل من غير ما تنسي حاجه يا بنتي .
فقالت فريدة متذكرة: كنت بشوف الزرع بتاعي في الأرض و لما خلصت لقيت الوقت بدري روحت كان مفيش عمال في سكتي خالص دخلت المكتب سجلت بعض الكتابات و الملاحظات و بعدين لقيت مش بعمل حاجه فقولت اغير هدومي و أمشي بدري و أنا طالعة من الأوضة حسيت بأن في زي دخان بسيط قوي روحت أشوف فيه أيه لقيتها في أحدي الأراضي ناديت علي العمال محدش رد افتكرت أنها ساعة الراحة بتاعتهم حاولت اطفيها لقيتها بتزيد ملقتش غير عمار و اتصلت بيه و بعدها حسيت اني مش قادرة أخد نفسي خالص و أغمي عليا .
صمت الجميع كي يحاولون ربط الكلام فقال الجد: و انتم يا شباب محدش لاحظ حاجه .
فقال إبراهيم: النار مكلتش الأرض إلا جزء بسيط منها يعني لو كلام فريدة صح يبقي إلي ولع النار كان لسه حيبدء و حس بيها فمشي .
هنا عاودت فريدة الكلام: أنا عندي افتراض أن إلي دخل الوقت ده عارف بيعمل ايه أولا أنا ببقي واخدة دفتر الملاحظات معايا الأرض ادون فيه اول بأول بس المرة ده نسيته و كمان بفحص التربة بس بما أن الزرعة نبتت فمخدتش وقت و رجعت بسرعة فالشخص ده عارف أن الوقت ده العمال راحة و أنا في الأرض متخليش أني في المكتب و كمان المكتب بعيد عن الأرض إلي ولعت بس ارضي قريبه منها يعني كان قاصدني أنا في رجعتي تكون النار كان ارضي و ألارض إلي كانت مولعة و كمان هو عنده ارض كتير ليه اختار إلي في الوسط مع أن لو كان ولع إلي علي الأطراف كانت النار كلت الأرض كلها لا ده كمان اختار ارض أنا بهيئها لتلقي البذور يعني قاصد أنه ميخسركوش حاجه خالص بس زي تهديد ليا و كمان أنا لما روحت الارض كأني خد لسه ليحاول يشعل حاجه بس الغريب أني لما حاولت اطفيها بدأت النار تشتعل بالفعل .
هنا تكلم عمار قائلاً: بالفعل النار لما بتيجي تولعيها لما بتبقي فيها سهلة بسيطة و تهوي عليها بتبدء تكبر و ده إلي حصل بس تفسير منطقي قوي أنك المقصودة علشان إبراهيم قال مفيهش خسائر خالص .
نظر الجد يحاول دمج الكلام فقال: مفيش حاجه حصلت بينك و بين أي عامل في المزرعة اليومين إلي فاتوا .
أغمضت فريدة محاولة التذكر فقالت: كان من يومين عامل لقيته بيروي الزرع بعد ما حط حاجه في الميه و لما سألته قال هو بيعمل كده من زمان فقلت لها أنه ميقربش تاني من الزرعة الخاصة بيا علشان ده تعتبر ارض للتجربة فلم يعجبه كلامي و تركني و رحل .
قال لها عمار: مين ده و شكله أيه.
قامت فريدة بوصفه و لكن لم يستدل عمار علي أحد يشبه ذلك الوصف .
بينما قال الجد: طب تمام يا ولاد زي ما قولت ليكم الكلام ميطلعش لحد واصل و لو حد سألكم اه إلي حصل قولوا كان جدي بيعرف مقدار الخسارة علشان يقدرها و سيبوا كل حاجه عليا .
خرج الشباب و كل شخص فيهم يفكر في الكلام من جهه فقالت ثناء: خير يا ولاد جدكم كان عايزكم في أيه .
فرد عمار: بيقدر مقدار الخسارة يا عمتي .
تنهدت فاطمه و قالت: مش مهم اي خسارة المهم انكم بخير يا ولدي .
بينما قالت ثناء موجهه كلامها لفريدة: مش عارفه ايه إلي بيحصل بس اقول أه الخير علي قدوم الواردين.
نظرت لها فريدة فأكملت: بقول أيه يا فريدة كفاية كده عاد شغل و خليكي في البيت و كده كده خلاص انت بقيتي تخصي عمار فملهوش لزمه عاد الشغل بقي.
نظرت لها فريدة بإجهاد و قالت: أنا مش حرد عليكي علشان تعبي بس احب أعرفك أن التعب مفهوش شماته .
صعقت ثناء بصدمة ثم قالت: شماته قصدك اني شمتانه فيكي ليه عاد كنت خدتي حاجة من حاجتي و له سرقتي وكلي .
نظرت لها فريدة و لم تتحدث و قالت: بعد اذنكم حطلع أريح شوية علشان تعبت .
فقالت مني : اطلعي ريحي في أوضتي حتلاقيها مرتبه و كل حاجه مكانها و كده كده انا مش طالعة دلوقت خالص فخدي راحتك بينما كانوا يتحدثون رن هاتف فريدة و كان أحدهما يبلغها بوصول الاوردر الخاص بالقماش و بالفعل قام عمار و استلم القماش و دخل به فقالت ثناء: يا ده القماش إلي مش حنخلص منه منه لله إلي كان السبب في الفكرة .
أخذت فريدة القماش و لك ترد علي ثناء بل قالت: خد يا جدي القماش و أنت يا فرح القماش برضه .
فقاموا بإعطاء مني القماش التي شعرت بالسعادة فالجميع معها دون أمها.
بينما قالت فريدة: بصراحة الاثنين كانوا طالبين نفس الشكل من القماش بس أنا غيرت توب من القماش علشان يبقي عندك اشكال كتير .
بينما قال درويش لثناء بأن تتبعه و عندما دخل الغرفة قال لها: كفاياكي مشاكل
بقي راعي بنتك قبل ما تضيع من أيدك بنتك بدأت أول خطوة سانديها بدال ما تقفي ضدها و شيلي فريدة من دماغك عمار لفريدة مش لحد تاني فاهمه الحديت و خلي بالك الغائب مسيره يرجع و كل حاجه حتنكشف و بدل ما بنتك حتكون معاكي حتبقي معاه .
جاءت كي ترد علي ابيها فأكمل قائلاً: خلص الكلام يا بنتي و ده أخر تنبيه ليكي عاد بعد كده متزعليش مني و تركها و رحل ثم قامت خلفه و طلعت لحجرتها تحت نظرات الجميع لها .
صعدت فريدة لغرفة مني و غفيت عيناها من شدة التعب بينما كان يفكر عمار فمن صاحب المصلحة كي يؤذي فريدة و كانت جميع الاتهامات تصب نحو عمته و لذلك فضل الصمت حتي يتيقن قبل أن يفتعل المشاكل .
بينما أستلم كريم الاوردر الذي سبق و أن اتفقت عليه فريدة و ذهب لقصر جده كي يعطيها إياه و لكن وجد فريدة قد صعدت للنوم فقالت مني: هات الحاجه يا كريم حطلعها ليها فوق أوضتي متقلقش يا واد خالي مش حلعب فيها .
ضحك كريم و قال: و له تلعبي أه كلها نور مش فارقه .
بينما سأله عمار قائلاً: المره ده الاوردر كان ايه .
فأجابها : زينة رمضان كل سنه وانت طيب.
رد عليه عمار : و أنت طيب و نفرح بالنتيجة أن شاء الله بس شد حيلك أنت .
ابتسم كريم بينما قال الجد : عمار يا ولدي خدي الشباب و ادبح عجل خلي الغمه تزول و متنساش يكون في عجل تاني ده حيدبح ليلة رؤية رمضان ده عادة مش لازم نقطعها .
فأجابه إبراهيم : و لازم العجل يندبح و معه العجول التانية الخاصة بجدي غريب و عتمان علشان ده عوايد الأجداد .
ابتسم درويش علي ما قاله حفيده و قال: ربنا ما يقطع لينا عادة و خلي الغلابة تأكل ده رمضان شهر الخير .
سعد الجميع بتلك العبارات و أخذوا يدعوا بأن ربنا يزدهم لا ينقص منهم حد .
بينما حضرت ريم و معها لؤلؤة و سارةو مروان لكي يطمئنوا علي فريدة و عندما علموا بأنها تخلد في النوم قالت ريم: بصوا يا جماعة أنا قررت و النية لله أن حدخل المطبخ عندكم أحضر حاجات لفريدة بس اوعي اشوف وش حد جوه و كمان أنا مش عايزة حاجة منكم خالص أنا جايبه أشيائي معايا و أخرجت كيسه كانت بحقيبتها و أكملت يعني مش ناقص حاجه خالص و علي ما أعتقد مش ناسيه حاجه .
ضحكت فاطمه و قالت: ماشي يا بنت العتامنه ادخلي المطبخ براحتك عاد و محدش حيدخل بس ربنا يستر منتصلش بالمطافي أو الإسعاف .
نظرت لها ريم : ماشي يا جده بتعيبي عليا طب أنا زعلانه فين بقي المطبخ .
أشارت لها هاجر فذهبت حيث أشارت و بعد مرور بعض الوقت شعروا البنات بالقلق عليها فذهبوا يتسحبون تحت أنظار الجميع ليروا ماذا تفعل و في نفس الوقت كانت فريدة تنزل من الغرفة فوجدتهم
يتسحبوا و لكن لم تبالي بينما كانت ريم تتحدث مع نفسها وجدت الكثير من الدقيق علي ملابسها فقامت بتنفيض المريله الخاصة بالمطبخ في عكس الاتجاه مما جعل الدقيق يطير بوجه البنات فصرخت البنات و قاموا بالجري عكس الاتجاه مما جعل الجميع يضحكون علي مناظرهم بينما قالت فريدة : خير يا بنات في أيه بالمطبخ أوعوا يكون في فار .
فأجابها مروان ضاحكاً: لا و أنت الصادقة في قردة جوه .
لكزه عمار و قال مصححاً عندما وجد التعجب علي ملامح فريدة: ده ريم صاحبتك مصمم تعمل ليكي حاجه من أيديها و دخلت المطبخ و لغاية دلوقتي مطلعتش .
نظرت بتعجب : ريم مين ريم لا ده متسابش واصل لوحده في حته أنا رايحة ليها .
ذهبت فريدة و الجميع ينتظر ماذا ستفعل ريم في فريدة و لكن ما حدث فاق التوقعات عندما وجدوا فريدة تخرج و هي ممسكة بريم و تهز بها كأنها تمسك حرامي قائلة: يا ستي أنت بتعرفي تقفي في المطبخ ده انت كنت قرفانه من عمايلك السوده مفيش أكل عدل عملتيه لينا ارحميني .
بينما قالت ريم: لا يا فالحة بعرف اعمل وكل بس مكنتش بحب اعمل بدال أنت و ست جنه بتعملوا اتعب نفسي ليه عاد فكنت بقصد أبوظ الأكل علشان متقولش ليا اعمل حاجه خالص .
نظرت لها فريدة: تصدقي الدكتور قال راحة و أنا عارفه نهايتي حتكون علي أيدك ده انا بقيت صاحبه مرض يا شيخة و قال جايه تزوريني ده انت جايه تقهريني.
فردت ريم عليها : يا لهوي شكل الأكل اتحرق تعب الساعات حيروح هدر .
بينما ضحك كلاً من مروان و عمار علي تلك المشاكسة التي لم تترك أحد بعقله ثم وجدوها تخرج بعد قليل و معها العديد من الأطباق بها قطع من الجلاش الحلو و قامت بإعطاء الجميع طبق و بينما كانت فريدة تنظر لها بغيظ و هي تأكل فلقد ظنتها أنها لا تتقن فعل الحلويات و لكن ذلك الجلاش غاية في الروعة فقالت فريدة بمكر: اكل حلو يا ريم قوي بس هو أنت بتعرفي تعملي اللحم يبقي مستوي كويس .
فاجابتها: أه بعرف أعمل منه أنواع و أشكال و المحمر و المشمر.
فنظرت لها : خلاص تمام أصل جدي ناوي يدبح عجل فتبقي هنا مع الحريم تعملي الوكل و يا سلام لو قمتي عملتي الاكل كله لوحدك و الكل يحلف بحفيدة العتامنه و جمال وكلها و بينما كانت تتحدث وجدت الابتسامة علي وجها فعلمت بأنها اتخذت الطريق الصحيح فأكملت و يا سلام كام صنيه رقاق علي جلاش علي لحمه مشوية علي الفحم و لحمه بالشوربة و فته يا سلام .
كان عمار و مروان يكتمون ضحكهم فلقد علموا بأن فريدة تريد أن توقع ريم في شر أعمالها بعد كذبتها بأنها لا تعرف أن تطهو الطعام .
بينما قالت ريم: عادي كل ده اعملوا بسرعة عاد و لا يفرق معايا ده انا ريم و الأجر علي الله .
ابتسمت فريدة لأنها مخططه نجح بالفعل .
بينما كانت ثناء تراجع كلام ابيها ماذا يقصد من الغائب مصيره يرجع أحقاً زوجها سوق يرجع فماذا يحدث لو رجع سوف يخرب كل مخططاتها و يكشف كذبها و بالفعل سوف تخسر ابنتها فأخذت تلعن في فريدة لأنها السبب في كل ذلك و لم تراجع نفسها بل علقت كل شيء علي ظهور فريدة و ليس بسبب أسلوبها الغليظ.
بينما شكر الجميع في الحلوي التي أعدتها ريم بينما قالت ريم لمني: ايه يا مني مكلتيش ليه هو الحلوي وحشة معجبتكيش .
فقالت مني بخجل: بصراحة لا و نفسي اكلها بس أنا بعمل رجيم علشان أخس فمش حينفع اكلها .
فاجابتها ريم: بس انت مش تخينه جسمك مضبوط مين إلي قال ليكي كده و عموماً النفسية عامل أساسي للتخسيس و مش أنك تحرمي نفسك من الأكل بس كلي كل إلي نفسك فيه بس بكميات قليلة و اشربي ميه كتير و أن شاء الله جسمك ينزل رغم أنك جميلة دلوقتي في كل حالاتك.
فرحت مني من هذا الحديث و قامت بتناول القليل من الجلاش و بالفعل وجدت مذاقها حلوة فشكرتها علي تلك الحلوي .
ثناء كذبت بأيه و خايفه أن بنتها تعرفه فتضيع من أيديها .
هل مني ممكن تقدر علي والدتها كي تتراجع عن أذية فريدة .
كل ده حنعرفه الفصل القادم