الفصل التاسع عشر

الفصل التاسع عشر
ستيفان
حين افقت لم أكن أشعر بشيء، فراغ وتيه هو ما كنت أشعر به، لا استطيع ان أعلم أين أنا او ما الذى حدث لي، لكنني تذكرت جيدا وجهه ذلك الشيطان وكم تعجبت كونه ما زال حيا!
لقد ظن والدي انه قتله ولكن ما الذى يفعله بمملكة الذئاب هذه وكيف أصبح ملكهم وهو ليس مستذئب!
منذ سنوات طوال وهو مختفي ومعروف لدينا انه تم قتله لي يد الملك ألبرت لتجرؤه على محاولة أذية الملكة والدتي، كان عاشقا لها وحاول أن يوقع بينها وبين ابي وقد نجح بذلك لفترة وكاد الأمر ينتهي بمقتلي انا وربما والدتي لكن جدتي كشفت الأمر
حاولت أن اركز التواصل مع الي لكنني لم أستطع، تذكرت تلك الخدعة التي علمتها لمايا وتمنيت أن تستطيع أن تنفذها فأنا لم احتاجها من قبل وقد اشتمت هذه الرائحة مرة واحدة مني ولا أعلم هل ما زالت تتذكرها ام لا لكنني قررت أن اجرب وكم كان الأمر مقيت ان أشعر به بالخوف!

مايا
ركزت حواسي كي التقط الرائحة التي سيرسلها لي ستيفان، انتظرت كثيرا لكنه لم يفعل كدت افقد الامل بذلك لكن فجأة هبت هذه الرائحة ضعيفة جدا لكنها وصلت لي! تماما بكلمات بسيطة متناسبة كون رفيقي على مقربة منى
-هو ليس على مقربة من هنا
سألنى ديميترى حين سمع كلمتى
-وكيف علمت هذا
كان لابد أن تفسر الأمر فما وصل لى كان كلمحة ضعيفة لولا تركيز ما التقطها ابدا
-رائحته ضعيفة والمكان الذي أطلقها منه بعيد وكلما اقتربت ستزداد الرائحة، هي اتية من جهة الشمال

تتبعت الرائحة لكن للحظة توقفت رغم انني أصبحت اشمها يتركيز اكبر، حاولت أن استوعب ما حدث لكنني لم اقدر وقد ارهقني ما أفعله فسقط مغشيا على واخر ما اتذكره هو التقاط رفيقي لي قبل أن أسقط أرضا ليتلقفني بذراعيه

ديميتري
لم اتوقع ان تكون بهذه القوة، ان تجمع بينها وبين ذئبتها بأن واحد للحظات حاولت أن استوعب الأمر حتى ادركه عقلي قليلا فتلك أسطورة كنا نرددها ونحن صغار لكن لم يستطع احدهم ان يفعلها من قبل، تتبعت رائحة ستيفان حتى توقفت بعد أن عبرنا اراض قطيع البريق لنقترب لحيث مركز المملكة وقصر الملك!
توقفت فجأة وشعرت بترنحها فالتقطها لتسقط بين يداي مغشيا عليها، تخاطرت مع صديق لي يقيم بالمملكة وكم ارتحت حين وجدته بالقرب مني فاستدعيته ليأتي وأخذنا لمنزله، ارحتها على الفراش وأنتظرت ان تفيق وقد فعلت اخيرا ليرتاح قلبي، عادت خصلاتها سوداء مرة أخرى وقد استعادت وعيها بالكامل لأجد مايا أمامي وقد انسحبن ميا
-هل انت بخير؟
اجابتنى بصوت واهى علمت أنها لازالت تعبة
-نعم، فقط رأسي يؤلمني قليلا
سالتها بلهفة فانا أخشي أن تكون قد تأثرت بما حدث منذ قليل فتلك القوة لابد ولها تأثير على صحتها
-هل استدعى طبيب
رفضت ذلك وقد أمرت قلبي حين رايت لونها يعود ببشرتها وظهرت الدماء على وجنتيها وتختفي الشحوب منها
-لا فقط بضع دقائق وسأستعيد عافيتي
-حسنا
صمت وانتظرت ان تسترد عافيتها لأتحدث معها، ساد الصمت المكان وانا اتأمل وجهها الرقيق وعينها المغلقة، لم أشعر بنفسي غير وانا اهمس لها
-اتعلمين انني اعشقك منذ سنوات، لقد سقط دارك هو الاخر بغرامك ولم يقدر أن يتحكم بمشاعره التي انجرفت اتجاهك، كان كمن يحمل ذنبا كبيرا كونه احب أنثى أخرى غير رفيقته، جعلني هذا اضطر لمصاحبة نساء اخريات كي اخرج من هذه المعضلة، انخرطت بالأمر كي انساك مايا كي أجنب دارك وطئة العيش شاعرا بالذنب، وحين غادرت لم يتحمل ما فعلته لقد حجبني عن التواصل معه الاشهر حتى احتجت له لقيادة القطيع فعاد تدريجيا لكنه لم يصفح عني حتى عدت مرة أخرى، لقد قاطعت الاناث كلها بعد رحيلك واعدا نفسي الا أقرب غير رفيقتي وحين عدت لم أعلم ما الذى يجب عليه فعله، فقد عاد كل ما كنت أحاول تخطيه كأنك لم تبتعدي
انتهيت من اعترافي ونظرت نحوها لار رده فعلها على ما قولته لكنها لم تتحرك فشككت انها نائمة وقد كانت بالفعل فسخرت من نفسي وغادرت الغرفة لأتركها ترتاح قليلا قبل أن نعاود بحثنا

مايا
لم أصدق ما قاله! العذاب الذي عاشه بسببي انا، لقد كنت أظن أنه لم يوفر طاقته مع امرأة لكنني لم اتخيل انه كان يفعل ليبعدني عنه!
حين كان دارك يتغزل بي كنت اظنه يجاملني كونه يسخر من نفسه بعدها لادرك انه كان يحاول ان يخفى ما قاله له ومشاعر نحوي
لم أكن جاهزة لمواجهته بعد كل هذا، ادعيت النوم لأهرب منه ومن نفسي حتى أر الأمور جيدا، لكن تذكرت ما قاله لستيفان حين أخبرني انه لم يتوقع أن يكون ديميتري هكذا، لقد قرأ أفكاره! لما نفسي على ضغطة عليه طيلة هذه السنوات فهو كان يعانى الأمرين كونه منجذب لطفلة وايضا ليست رفيقته، يبدو أن قوته مكنته من الشعور بي دون معرفة أننى رفيقته لكنه لم يفسر الامر جيدا


تذكرت كل ما فعله معي، خوفه المبالغ به اذا ما أصابني مكروه، حضور دارك دائما ليبقى بقربي، ابتسمت رغم عني وانا اتذكر كل هذا
فتحت عيناي لأجد انه مر اكثر من ساعة وانا مستلقي على الفراش، نهضت على مهل لأرى ما يحدث بالخارج لأجد ديميتري جالس مع احدهم يتناولون الطعام
-ديميتري
التفت فور سماع صوتي وقد شقت ابتسامته وجهه واقترب مني
-هل انت بخير
-نعم، أين نحن الآن
-بالقرب من القصر
-القصر!
فجأة صدح صوت دارك برأسي وهو يتخاطر معي
-نعم جميلتي يبدو أن الملك له يد بما يحدث
-دارك، كيف سنتأكد اذا، لم هو الفاعل لن يترك خلفه اية دلائل ولن يسمح لالبرت بالقدوم لهنا
-لا أعتقد أن ألبرت مهتما بالاذن ليحضر كما الابن كما الاب
كم كان محقا يبدو أن فضول ستيفان هو ما دفعه للمجيء لهنا، لكن ما الذى جعل الملك يأسر ستيفان وكيف فعلها من الأساس؟
غصت بأفكاري حتى افقت على تخاطر ابي معي واعلام لي بأن ألبرت ارسل لساحرة الجنوب لتأتي وان الأمر سيتخذ منحى أخر، رجف قلبي حين سمعت ما قاله فألبرت حين يضع الأمور بنصاب الحرب لن يبقى على أحدا خاصة إذا ما كان الأمر متعلق بابنه فهو لن يوفر طاقته لاستعادة ستيفان

ستيوارت
ذلك الأمير الفضول سيتسبب بهلاك مملكة كاملة لإنقاذ، أعلم بأن والده لن يوفر طاقته ليخرج ابنه من هنا وربما تسبب ذلك بخصومة كبيرة لن تنتهي عن قريب إذا ما أصابه اذى
رأيت تخبطت رفيقتي وهي لا تعلم لم الجميع متوتر هكذا، فالأمر لم يكن بهذا السوء منذ قليل، تبعت الملك ألبرت حتى خرج للساحة الخارجية لمنزل القطيع، فجأة ظهرت زوبعة من تراب بمنتصف الساحة، لحظات وسكنت ذرات الهواء وظهر بوسطها جسدا لامرأة لا يظهر منها شيئا فقط غطي جسدها كله برداء بقلسوة تغطي وجهها
-لم طلبتني البرت
-ستيفان مختفي لورينس
-اذا وريثك المتمرد لا تعرف مكانه
-لا، فقد اختفى وطلب من والدته المساعدة
-غريب، حسنا لنر ما الذى حدث معه
أشارت بيدها في الهواء للحظات ثم عادت مرة أخرى لتنظر بوجه البرت
-أين الي؟
فجأة سمع صوت الملكة وهي اتية من خلف الملك وتخطته لتتقدم وتقف أمام الساحرة
-لورينس
أزالت الساحرة غطاء رأسها لتظهر امرأة شديدة الجال بخصلات فضية واعين زرقاء واسعة وبشرة ناصعة البياض
-الي عزيزتي، لقد عاد
-من!
-من ظننت انك تخلصت منه، من تسبب بمقتل طفلك ومحاولة قتل الاخر
حبست الملكة أنفاسها للحظات وعينها مسلطة على الساحرة دون أن تحيد عنها
اقترب الملك حيث تقف وجذب ذراعها كي تنظر اليه وهو يسألها بدهشة لم تخف عن ملامحه
-اي طفل تسبب ذلك القذر بمقتله!
-توأم ستيفان، فهما كانا طفلان البرت
-ولم لم تخبريني بذلك، اما لت تخفين عني الأسرار للان، كنت أظن اننا انتهينا من ذلك منذ زمن!
شعرت بتوتر الأمور حين سمع البرت بكون ستيفان له توأم ، الأمر الذي كان صادم للجميع فلم يسبق وعلمنا أن لاستيفان توام وهو الأمر الذي لن يمر جيدا بسبب تملك البرت وغيرته الشديدة خاصة مع عودة هذا الوغد الذي ظن الجميع انه قتل منذ سنوات

ألبرت
حين قالت لورنس بأن هناك طفل اخر قتل، لم أفهم ما ترمي اليه، من هذا الطفل ومتى كان لالي طفل اخر، وحين أخبرتني بأنه توأم ستيفان لم أصدق انها اخفت عني الأمر، هل اخفته كي لا اقتل ذلك الخائن، اما زالت تكن له مشاعر لذلك تركته يفلت بما فعل
-لا، ألبرت لقد أردت أن ينتهي كل هذا
-يبدو أن ذلك لم يحدث، لقد عاد والان يهدد حياة ابني الاخر واذا ما مسه شيء صدقيني ستنالين نفس عقوبته
لقد ايقظت ألبرت القديم، عاد كل ما كنت أحاول ابعده عني، لقد ايقظت شيطان وأدته بيدي واستعدته بيدها هي
تجاهلتها ونظرت نحو لور ينس اطلب منها ان تبحث عن ستيفان كي اذهب وانقذه
للحظات ظلت تبحث عنه حتى نطقت اخيرا
-آنا حقا لا أفهم! هو متواجد بمكاني مختلفين، فدمه الملكي تصلني رائحته بطرفي متباعدين
-وما معنى هذا انا لا افهم
-معنى هذا....
صمتت للحظات وعادت النظر لالي باعين متسعة
-إنه ادوارد
لم أعرف من هو ادوارد لكن رده فعل زوجتي اعلمني من هو أنه ابني الاخر
-لا، لقد قتله فور ولادتي له، لقد رأيته!
-يبدو اننا نسينا انه ابن ألبرت الي
لم أصدق انها فعلت هذا، لقد اخفت الأمر ولم تذكره لنكتشف ان هناك طفل لنا ما زال على قيد الحياة ولا نعلم عنه شيئا، كيف اخفاه هذا الغبي وكيف سمحت الي بذلك!
-ألم تدفنيه بنفسك
-لا لقد.. لقد القاه لاحد الذئاب فظننت انه قتل!
لم أصدق بشاعة ما فعله ذلك الوغد ولم أصدق انها غفرت له ذلك، اتقدت نيران الغيرة بصدري وانا افكر بأنها قد عفت عمن فعل بابننا هذا، اعلم ان قلبها يغفر ببساطة لكن ليس لدرجة أن تغفر له مافعله بنا طيلة هذه السنوات
كان الجميع مصدومين من تلك الحقائق التى تتوالى عليهم، لكن ما شغل بالهم حقا هوذلك الشخص الذي يتحدثون عنهم وعلاقته بالمملكة وبالملكة إلى لدرجة أنها أخفت امره عن زوجها، وصدمة البرت الذي لميعلم أنلهطفل اخر ومازال حي اللان
انشغل الجميع بمحاولة ايجاد ستيفان ولم يشعروا بالى التى تكاد تفقد وعيها بسبب ما تعانيه، همسات إلى بكلمات كأنها تتخاطر مع أحدهم وتخبره ما تمر به وما وتطلب منه أن يتاهب لما هو قادم

لم يصدقماشعر به مشاعر ابنته المختلطة، وجود ذلك الشخص على مقربة منهاةواستعانته بالسحر كى يستطيع أن يسيطرعلى حياتها مرة أخرى
استدعى زوجته التى حضرت فور سماعها نداؤه ، لم تصدق بأن إلى قد عادت لهذه الدوامة

لقد عاد مرة أخرى
هل علم البرت بالأمر
نعم بل علم عن ادوارد
لم تصدق ما سمعته بأن الماضي قد عاد بقوة شديدة ستنسف استقرار حياة ابنتها وربما تسبب في ابتعاد ها عن زوجها وربما نالت من عقابه ايضا فهى قد أخفت عنه ما لم يكن ليصدق أنها ستفعله
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي