الفصل الرابع والأربعون

لم ينَل استحسانها ما قالته شقيقتها حول تزييف "ماسيمو" لمشاعره على "استريد" و أردفت معلقة بصوت هادئ :

- ليكن في معلومك صوفيا أنا أرى ان ماسيمو أيضا يحب استريد.

تشنجت تعابير "صوفيا" بشدة و هدرت بنقم متزايد بنبرة صوت حادة للغاية :

- كيف يحبها ؟، ما هذا الكلام الفارغ الذي تقولينه انتِ ؟، ألست تفهمين خطتهم، هم يفعلون كل ذلك لكي يسيطرون عليها جيدا و يعرفون السبيل لورثها

لم تقصد "أنابيل" إثارة غضبها و لكنها اعترضت معها في وجهة نظرها و لم تستطع مواراتها و تكلمت :

- هيئته و إيماءاته في الصورة لا يقولوا ذلك نهائيا

احتدمت نظراتها و هي تحدجها بحنق فشقيقتها تتحدث بهدوء و تماطل معها في الحديث في وقت لا ترغب فيه بالتحدث مع أحد بالأساس و ابداء وجهات نظره التي تراها تراهات بالنسبة لما يشغل تفكيرها، بينما تساءلت بنبرة يظهر بها غضب مكتوم :

- و ماذا يقولون إذا أنابيل ؟

لم يخبُ عن "أنابيل" هيئتها الثائرة و المتحفزة للغاية و لكنها أصرت على إخبارها بما تراه لكي تضعه في حسبانها

عادت بظهرها للخلف جالسة بأريحية و ردت عليها بنفس الشاكلة مرددة دون العبأ بما سيخلفه ردها عليها :

- يقولون أنه يحبها حقا صوفيا، أنا أعرف جيدا جدا كيفية قراءة الوجوه

هبت "صوفيا" واقفة عند استماعها لما قالته و صاحت بانفعال ممزوج بالاستنكار :

- و من المفترض مني أن أفعل ماذا برأيك !، أهدم كل الذي ارتب له على مدار سنوات لكي تكتمل قصة الحب العظيمة هذه

هزت "أنابيل" كتفيها بحركة عفوية و جاوبتها بثبات بعدم اكتراث :

- أنا لم أقل ذلك، كما تريدين، هذه ابنتك و افعلي الذي تريدينه، أنا فقط أردت أن ألفت نظرك ليس أكثر أو أقل.

ضغطت "أنابيل" على نطقها للآخير و كأنها تخبرها أن تتواخى حذرها، و بالطبع لم يغب عن الأخرى ما ترمي إليه بكلماتها

حركت "صوفيا" بؤبؤا عينيها في عدة اتجاهات و هي ضاغطة على شفتيها ثم تأففت بضجر وتحدثت :

- أنا لست فاهمة لمَ مارتن ساكتا كل تلك الفترة ؟، منتظر ماذا هو لكي يخلصني من ذلك المأذق ؟

جذب انتباههما صوت "مارتن" القادم من خلفهما و هو لتوه عائد من عمله حيث قال بنبرة خبيثة و لكن غالب عليها الإرهاق :

- من ذلك الذي قال أنني ساكتا، العمل بدأ للتو و قريبا للغاية ستسمعين أخبارا جيدة

توسعت عيني "صوفيا" بتلهف عندما استمعت لما قاله و تساءلت على الفور :

- ماذا فعلت أنت ؟، أخيرني لكي ...

قلب "مارتن" عينيه بملل من تساؤلاتها التي لا تنتهي و تحرك في اتجاه الدرج و هو يتشدق :

- ليس في دماغ أو ذرة تفكير أن اتحدث في شيء، ستعرفين كل شيء بمفردك لا تتعجلي، و الحين أنا سأصعد لكي أنم لأنني لست قادرا على الوقوف لأكثر من ذلك، تصبحان على خير

رمقت "صوفيا" شقيقتها بغيظ من طريقة ابنها في التحدث معها التي تكاد تصيبها بفقدان أعصابها لتجدها انفجرت في الضحك من هيئتها المشتعلة لتوصد عينيها و شفتيها بغلٍ يتخلل كامل وجدانها و انحنت ملتقطة حقيبتها من فوق المقعد ثم تخركت في اتجاه الباب مغادرة

¤¤¤¤¤¤

بينما كانا بحفل افتتاح شركة خاصة لأحد شركائهما بالعمل، لاحظ "ماسيمو" التوتر البادي على "ديالا" و استشف من حركاتها و تعبيرات وجهها ترددها في قول شيئا ما، ليدنو منها قليلا كي تستمع إليه من بين الضوضاء و الصخب المحيطة بهما حولهما و أردف متسائلا بتوجس :

- هل يوجد شيء تريدين أن تقوليها ديالا ؟

وجهت "ديالا" نظرها إليه و هي ترمش بأهدابها بربكة و ردت عليه بلعثمة واضحة :

- أجل .. ل. لا، شيء مثل ماذا ؟

مط "ماسيمو" شفتيه بعدم علم فهو كان يسألها هي لتوضح له و لكنها ردت عليه تساؤله بتساؤل مما آثار تعجبه و تلعثمها أشعره بوجود خطب ما تواريه عنه، بينما هي التفتت برأسها عن نظراته المسلطة عليها و هي تحك جانب عنقها، فهي بالطبع كانت تود إخباره بذلك الإتفاق بينها و بين "مارتن" في ذلك اليوم الذي قابلته به، و لكنها لا تدري لمَ إلى الآن لم تخبره، و لمَ سايرت ذلك الكائن الغليظ - كما تدعيه في نفسها - في مخططه، شيء ما بداخله يخبرها ألا تتسرع في إخبار "ماسيمو"، و أن تنتظر قليلا لترى ما الذي يضمره في رأسه لتعرف ما هي نواياه

حركت "ديالا" وجهها بحركة تلقائية ناحيته لتجده مازال ينظر إليه، زوت ما بين حاجبيها و تساءلت بغرابة :

- ماذا يوجد ؟

رفع "ماسيمو" احد حاجبيه بعفوية منه و هو يجاوبها بعد فهم :

- لست أدري، لكنني أشعر أنه يوجد بك شيء يدعو للغرابة اليوم.

حركت "ديالا" وجهها مومئة بالسلب و هي تعقب بطريقة ادعت فيها التلقائية :

- لا يوجد شيء غريب على الإطلاق

تفقدها "ماسيمو" لبعض اللحظات و هي تزفر ببعض الإرهاق لينحني عليها من جديد و أخبرها بجدية بنبرة مهتمة :

- إذا كنتِ تشعرين بالتعب و لست قادرة على إكمال السهرة حتى تنتهي فلتذهبي أنت و لا تشغلي بالك بي

تفقدت "ديالا" الساعة لتجد أنه لم يعد الكثير على انتهاء، لتستطرد بكلمات يشوبها الإعتراض :

- لم يعد هناك سوى القليل و الحفلة ستنتهي ماسيمو، ليس الوقت المتبقي كثيرا على كل حال، دعنا نكملها و نرحل سويا.

هز "ماسيمو" رأسه بقليل من اللا مبالاة و رد و هو ينظر بهاتفه :

- حسنا

لمحت "ديالا" بهاتفه بطرف عينيها دون قصد منها اسم "استريد" على أحد وسائل التواصل الإجتماهي كان يراسلها، و هذا فسر لها سبب ابتساماته التي كانت تظهر بين الحين و الآخر منذ فتح هاتفه و بدأ بالكتابة عليه و لكنها لم يخطر ببالها أن يكون يتحدث معها.

فهو كان رفقتها بالبيت و لم يتركها سوي لبضع ساعات قليلة فقط، ألهذا الحد يشتاق إليها و يفتقد وجودها ليراسلها و هو بحفلة عمل !، ألتلك الدرجة أصبحت ذات أهمية بالغة بحياته !

و لمَ تتعجب هي من الأمر و هي عاهدت عليه تبدل حالة لحد تكاد لا تتعرف عليه و ذلك فقط منذ زواجه بها، لقد ظهر الحب جليا عليه تجاهه أمام مرأى بصره بالعديد من المواقف التي جمعتهما بالعمل، و "مارتن" ذلك يرتب لتفرقتهما، ما يجب عليها أن تنتظر لأكثر من ذلك في إخباره.

فاسمها محتمل أن يقترن باسمه حينما ينفذ خططه - التي لا تعلم عنها شيء - في انفصالهما و هي لا تريد أن تضحي بعلاقتها ب "ماسيمو"، حسنا لقد أغراها لبعض الوقت فكرة أن تحظى هي به بدلا من "استريد" بعدما يبتعدان عن بعضهما.

و لكنها منذ رأت عشقه البالغ لها و هي انتشلت تلك الفكرة بعيدا عن رأسها، يكفي أن يكونا صديقين و هي بالأساس لا يوجد بداخلها مشاعر له كل ما في الأمر أنهما يليقان ببعضهما أمام الجميع، و لكن و على كلٍ هو اختار الأخرى له أو بالأحرى قلبه من اختار و انتهى الأمر حتى بالنسبة لها

¤¤¤¤¤¤

وضعت "استريد" الهاتف فوق سريرها و أسرعت بتلهف لكي تبدل ثيابها فلقد أخبرها منذ برهة بعودته بعد القليل من الوقت، تعرف أنها تغير بها الكثير و أولهم أنها لم تكن تعبأ بكيف يراها أحدهم أو أن ترتدي ثوبا معيا لكي يرضيه أو يُعجب بها و هي ترتديه

و ها هي الآن واقفة تنتقي ثوبا من ثياب نومها المثيرة التي تخجلها و تجعل وجهها يتضرج بحمرة بالغ حتى يصبح كالبندورة، و لكنها علمت منه أنه يفضل تلك الثياب عليها و ترى بأم عينيها نظراته المفتتنة بها و معسول كلماته الذي يجعل وجيب قلبها يزداد بخفقان و يثير بنفسها طربا

تفقدت "استريد" جسدها الممشوق للغاية بخلفية المرآة و الذي أخبرها هو لأكثر من مرة أنه يعشق احتواء تلك الثياب لجسدها و كيفية إظهارها جماله الأخاذ، شعرت ببعض الربكة كونها ستظهر أمامه بذلك الثوب الذي يظهر أكثر مما يخفي و الذي كان باللون الأزرق الغامق الذي يفضله عليها و يبرز بياض بشرتها الصافية

اكتفت هي بوضع ملمع شفاه وردي اللون، لم تكن يوما من مهووسي مستحضرات التجميل، و هو كذلك عزز ثقتها بنفسها عندما أخبرها أنه يحب فطرية جمالها و لا يريدها أن تضع له تلك الأشياء التي ستضيع عليه النظر لجمال ملامحها الطبيعي

تفقدت في النهاية هيئتها بنظرة أخيرة متأكدة من أنها لا يشوبها شائبة، ليقاطع تطلعها لمظهرها بالمرآة صوت هاتفها الذي ينبئها باستقبالها رسالة من أحد ما، ذهبت إلى حيث وضعته على سريرها و قامت بالتقاطها متوقعة أن يكون "ماسيمو" من بعث لها بتلك الرسالة

اختفت البسمة من فوق شفتيها بلمح البصر و تبدلت ملامحها من النضارة إلى الشحوب بجزء من الثانية و كل ذلك من رؤيتها لتلك الصورة التي تم بعثها إليها من رقم مجهول و التي كانت ل "ماسيمو" رفقة إمرأة ما ترتدي ثياب فاضحة يقبلان بعضهما بشراهة و يتلمس جسدها بطريقة حميمية مثيرة للإشمئزاز و على ما يبدو أنهما بملهى ليلي.

و التي لحق بها جملة بغيضة جعلت صدرها يختنق شاعرة بحجر جثم على قلبها حتى كادت تشعر بإن روحها ستفارقها و التي كانت كلماتها عبارة عن "زوجك رفقة واحدة أخرى غيرك و انت مؤكدا تعرفين جيدا ما الذي حدث بعد ذلك"

هزت "استريد" رأسها بإنكار و عدم تصديق و ظلت تكبر في الصورة حتى تتأكد إن كان هو حقا أم لا، و لكنها لن تخطئ به فقد كان هو حقا، انهمرت عبرة من عينيها تزامنا مع شهقة انطلقت من شفتيها واضعة يدها فوق شفتيها لكي تكتم نحيب بكائها الذي كعادتها لم تتحكم به و لكن الأمر هذه المرة بالغ الوطأة على قلبها و لن تتحمله، لن تتحمل تلك الصدمة التي تلقتها به هو بالتحديد، لمَ ؟، لمَ يحدث ذلك بعدما احبته ؟، كيف لها الآن أن تخرجه من ببن جنبات قلبها الذي أصبح ملكه هو وحده، ماذا عليها أن تفعل الآن ؟

استمعت هي أثناء ذلك لصوت سيارة قد أتت بالأسفل لتعلم أنها سيارته أغلقت الهاتف و وضعته فوق الكومود، و كفكفت عبراتها سريعا بيديها و راحت تسحب نفسا مطولا لرئتبه و تزفره بعد عدة لحظات لعد مرات كي يتوقف بكائها و تبعث القليل من الهدوء لداخلها، و أثناء ذاك انفتح باب غرفتها و دلف، بينما كانت هي مازالت واقفة أمام الفراش لم تلتفت له، لا تدري كيف ستنظر بعينيه بعد ما رأته، شعرت بيديه حاوطت خصرها لتحتس بذلك النفور الذي كانت تشعر به من قبل، شاعرة باحتراق جسدها موضع لمسه بذراعيه

احنى "ماسيمو" رأسه من عنقه و ما إن قرب شفتيه من عنقها حتى شعرت بكهرباء سرت بجسدها، لينتفض جسدها بين يديه ثم ابتعدت هي بسهولة عنه لتفاجؤه بما حدث و ابعاد يديه عن خصرها

رمقها هو للحظات بتعجب مما فعلته و ابتعادها عنه بتلك الطريقة التي ذكرته بنفورها منه من قبل، و لكنه لم يرتكب أي خطأ لكي تبتعد عنه و تنفر منه، إضافة إلى أنهما كانا يتحدثان طوال بقائه بالحفل و حتى بعدما انتهى و كان عائدا، ما الذي حدث إذا، تساءل بالنهاية بتعبيرات ثابتة بهدوء محاولا فهم الأمر :

- ماذا بك ؟

ابتلعت "استريد" و هي بالكاد لديها القدرة على الصمود و التحكم ببكائها و جاوبته بنبرة خافتة :

- لا يوجد شيء بي

لم يصدق "ماسيمو" إجابتها خاصة عندما استمع لنبرتها التي اكدت له أنه هناك أمرا ما حدث، و رغم عدم معرفته متى حدث و هما كان يتحدثان منذ القليل من الدقائق بالهاتف و يضحكان سويا، و لكنه رغم باكتشاف الأمر، دنا منها و وضع يده على جسدها لتضغط هي على شفتيها محاولة  تحمل لمسته، بينما هو أدارها إليه و حدق بها بتفقد ثم تساءل بطيف قلق عندما وجد وجهها باهت و واجما للغاية :

- و لمَ إذا ابتعدتي بتلك الطريقة عندما اقتربت منك ؟

تحاشت "استريد النظر لوجهه و هي ترد عليه بنبرة فاترة مختلقة مبرر لفعلتها التي لم تتحكم بها :

- ليس بسبب شيء أنا فقط أشعر بالدوار قليلا و اريد النوم

وضع "ماسيمو" - بحركة تلقائية منه -يده فوق جبهتها يتحسها ظنا منه أنها لربما تكن مرضت من برودة الجو و ارتدائها لثوب عارٍ، و أردف مستفسرا :

- لأي سبب تشعرين بالدوار ؟، هل انت مريضة أم ماذا ؟

تهدجت انفاس "استريد" قليلا من حدة اختناقها و كتمها لتألمها و بكائها، زفرت بقليل من الضيق الذي اعتلى تعبيراتها و ظهر بنبرتها و هي تقول :

- لا اعلم السبب، و لكن من الممكن أن يكون بسبب المذاكرة

شعر "ماسيمو" بالغرابة و ببعض الإرتياب، خاصة أنها تبدل حالها كليا بالقليل من الدقائق، و لكنه حاول تصديقها و لم يرِد أن تتحكم به هواجسه و ملس بيده فوق وجنتها و هو يبتسم بسمة صغيرة علي ثغره قبل أن يعلق بحنوٍ :

- لا بأس عليكِ حبيبتي، اتمنى ان يبتعد التعب عنك نهائيا

انحني أثناء قوله الأخير اكثر بوجهه منها ينوي تقبيلها ليجدها ابتعدت كالملسوعة قبل ارتطام شفاههما و أخبرته متلجلجة و هي تتحرك تجاه الفراش :

- تصبح على خير

اعتلى وجه "ماسيمو" الصدمة من فعلتها و تأكد من شكه حول وجود شيئا بها غير مدرك ما الذي يمكن أن يكون قد حدث في فترة وجيزة كتلك

وجم وجهه و عبس لبضع ثوانٍ محاولا إدراك ابتعادها عنه للمرة الثانية، ثم بدأ بالتكلم بمبرة مستفهمة تحمل بعض التعجب :

- ألم نتفق أن نسهر مع بعضنا تلك الليلة !

جاوبته "استريد" بصوت جاف مرتبك قليلا و هي تواري جسدها بالغطاء دون حتى النظر إليه :

- آسفة ماسيمو، لست قادرة اليوم على القيام بأي شيء، فلنؤجل الأمر ليوم آخر.

توسدت هي الفراش بظهرها و أغمضت عينيها لكي لا ترى عينبه المحملقة بها بنظرات تحمل مزيجا بالغا من الغرابة، الإرتباب، و الصدمة، تحرك هو من مكانه بعد القليل من اللحظات التي قضاها يستوعب ما بدر منها منذ دلوفه الغرفة، متوجها نحو غرفة الثياب لتبديل ملابسه و هو يشعر بالتشتت مما حدث كله، و أخذ يعتصر ذهنه إذا كان أخبرها بشيء دون قصد تسبب في وجومها و ردودها الجافية بل و ابتعادها عنه أيضا بطريقة توضع عدم تحمله للمسته معززة في ذهنه نفورها منه من قبل، ما الذي بدر منه معها يجعلها تعود لسابق عهدها معه و هو لم يتعامل معها سوى بالود و اللين و يغدق عليها بمشاعر وجده المتخلل كيانه لها، ما الذي حدث إذا لتبدلها هكذا ؟

افترش "ماسيمو" الفراش بجانبها بعدما انتهى من تبديله ثيابه، و قام بوضع يده على جسدها في محاولة منه لجذبها لتوسد صدره ليجدها تلتف على الفور مولية لها ظهرها مانعة إياه من فعلها لتتجمد نظراته عليها، غير مستوعبا لكل ما يحدث منها، يكاد عقله يخرج من رأسه من كثرة التخبط و التساؤلات الذي يتساءلها لنفسه إذا كان هو ةلمتسبب فيما حدث، ليجد في النهاية أن لا شيء فعله أو قاله من المحتمل أن يجعلها هكذا، فهما لآخر ثانية تكلماها في الهاتف كانا على ما يرام، حتى أنها ارتدت له ثوبا من المفضلين عنده و هذا يعني أنها كانت تنتظره، ما الذي قد يكون حدث غير من مزاجها و جعلها على تلك الشاكلة في دقائق معدودات ؟

يُتبع ...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي