الفصل الحادي عشر

هشام وعابد كانوا بيسمعوا مجد
وهما فاتحين عنيهم على اخرها
وساكتين سكوت رهيب
ومركزين مع الحكاية كأنهم بيعيشوا الاحداث مع كل حرف
مجد بيقولوا

سكت مجد

عابد بحماس.طيب وبعدين حصل ايه كمل؟

مجد بأبتسامة.محصلش حاجة
خالد مقدرش يناقش البواب فى اللى سمعه
لكن هو مصدق اللى قاله
برغم انه كان مش بيقتنع بالمواضيع دى
لكن هو مقتنع فعلا ان كان فيه شخص بيخبط عليه بليل
وبيدخل اوضة وبيقفل عليه الباب
والاوضة فى الاخر طلعت فاضية تماما
غير ان الشخص اللى بيكون موجود بليل مالهوش اثر بالنهار
فطبيعي جدا
يكون البواب ده مش بيهذى ولا بيقول اى كلام
بالعكس
اكيد بالحوادث اللى حصلت فى البيت
والحريقة اللى راح ضحيتها شاب
والناس اللى كانت مبتقدرش تستمر فى البيت ده ابدا
يبقى كل دى اثباتات تدل على ان اللى كان بيتعامل مع خالد
الفترة اللى فاتت دى كان مش اكتر من شبح

هشام.وسكت
محسش بالرعب
مخافش

مجد.هيفرق فى ايه بقى كل الاحاسيس دى
هو خلاص مش طالع البيت ده مرة تانية
ولازم كان يحاول ينسى اللى حصل ده
وفعلا كان دايما بيتناساه
لكن من بعد الحادثة دى قرر انه ميبقاش قاعد فى اى مكان لواحده نهائيا
وده كان سبب فى انه يتجوز بسرعة

عابد.تفتكر يا مجد فعلا فيه بيوت ممكن يكون فيها اشباح
بسبب حوادث حصلت فيها

مجد.على فكرة انا بقتنع بأن ده موجود
ان الروح اللى مش بتموت بطريقة طبيعية
ومش بتكون مرتاحة او حسيت بالعذاب
وهى بتموت
مش بتستقر فى مثواها براحة
وعلشان كده بتفضل متعلقة بين العالمين
العالم الاخر
والعالم اللى احنا عايشين فيه

عابد.يعنى ممكن ماما وبابا يكونوا عايشين بين العالمين
لأن الاتنين ارواحهم اتعذبت قبل الموت

هشام ومجد سكتوا وركزوا فى سؤال عابد

عابد بصوت مسموع.ايه ما تردوا عليا
ممكن ولا لاء

هشام.تصدق سؤال حلو جدا
ماهو لو الكلام اللى مجد قاله
ممكن يكون حقيقى
يبقى فعلا وارد ان ارواح باباك ومامتك متعلقين بين العالم بتاعنا وعالم الاموات

عابد.ايووووة صح كده
يبقى الحلم اللى حلمته بيهم حقيقي
يعنى فعلا ممكن اشوفهم فى الحقيقة

مجد.لاء احنا ضيعنا وقت طويل فى الكلام اللى مالهوش لازمة ده
بلاش بقى نوهم نفسنا بحاجات مالهاش لازمة
وخلونا نرجع للأوضة بقى نشوف الكتب بتاعتنا

عابد ابتدا يسرح شوية فى الموضوع
وفى الحلم
وفى انه ممكن فى وقت من الاوقات
يشوف مامته وباباه

هشام لاحظ ان عابد سرحان.يلا يا عابد خلينا نطلع الاوضة
وبلاش تسرح
احنا لسه قدامنا وقت طويل هنقضيه هنا
لو عايز توصل لحاجة معينة وبتفكر فيها
يبقى ادرسها

عابد بص لهشام وابتسم.هو انت هتفضل كده علطول يا هشام
تساعدنى

هشام بيبتسم.احنا خلاص بقينا اخوات يا عابد
لازم نفضل نساعد بعض وبس

مجد.طيب يا استاذ انت وهو
خلونا نطلع الاوضة
بدل ما يخلص اليوم فى المكتبة

عابد ابتسم وحس انه مش لواحده فعلا

هشام.يلا بينا يا شباب

طلع عابد ومجد وهشام اوضتهم
وكل واحد راح على سريره
وطلع الكتاب بتاعه
وعابد طلع الكتاب القديم اللى استعاره من المكتبة
وابتدوا كلهم فى القرأة
ونسوا خالص انهم موجودين فى نفس الاوضة مع بعض
وكل واحد منهم سرح فى عالم الكتاب بتاعه

عابد فتح اول صفحة فى الكتاب القديم
وكانت اول جملة فيه

جميعنا يتساءل أين تذهب الأرواح بعد الموت؟
يا ترى هل بإمكانها رؤيتنا؟
أين تعيش؟
هل هناك حياة أخرى بعد الموت؟
هل يمكننا مساعدة من رحل؟

ودى كانت اول جملة فى الكتاب قدرت تثير عابد
اللى تحمس جدا للصفحة التانية
علشان يلاقى فيها
ان هذه الاسئلة شغلت تفكير البشر منذ الاف السنين
وهي أسئلة مهمة جداً تؤثر في حياة كل واحد من البشر
بغض النظر عن هويته ومعتقداته وديانته
خاصة عندما يموت شخص عزيز على قلوبنا
تنهمر الأسئلة المتعلقة بالموت
فهو شيء لا يمكن الهروب منه ولكن مصيره مجهول لدى البعض ومؤكد عند البعض.
كثير منا سمع احد كبار السن
سواء الجدة او الجد او الام وهو يقول "يا ريت إلّي راح يرجع ويحكيلنا اللى حصل ايه "
وتنتهي الجملة عن لسان كبار السن بقول "العلم عند الله"
، أو "هما خلاص بقوا في دنيا الحق"
أي عالم البرزخ
ولو كنا في زمن فرعون وتوفي أحدهم فعلى الأغلب سيدفنون معه أموراً عدة لاعتقادهم أن هناك حياة بعد الموت
وبعض القبائل ما زالت تحتفل بالموت باعتقادها أن المتوفى تخّرج من مدرسة الحياة وأصبح في عالم آخر أهمّ.
ولكن اخيرا
هناك من تخطى تلك الاسئلة
تخطاها لدرجة التعمق
لدرجة الوصول الى استدعاء الارواح..


سافر عابد مع حوار الكتاب
اللى كان بيتضمن
الطرق اللى ممكن بيها يبداء يستدعى الارواح
وامتى ابتدا البشر يكتشفوا طرق للتواصل مع الارواح دى
وخاصة ايام الحرب العالمية الاولى
لما ابتدا ظهور الوسطاء اللى كانوا بيتواصلوا مع ضحايا الحرب
اللى بقوا خلاص فى العالم الاخر

وركز عابد على الطرق بتاعت الاستحضار
وكل طريقة فى الكتاب كان مكتوب جنبها
الشرح المفسر ليها

عابد من صفحة للتانية
عرف ان الحلم اللى شاف فيه امه وابوه
والكلام اللى اتقال بينهم
كان مقصود بيه الكتاب ده
مش الكتاب التانى
مقصود منه
انه يتعلم ازاى يقدر يستدعيهم
ازاى ارواحهم معلقة بين عالم الاحياء وعالم البرزخ
لكن كمان الكتاب واللى فيه مش كافى للشرح اللى ممكن يحتاجله عابد
ولا المكان اللى هو فيه هو المناسب انه يطبق الافكار اللى جت فى دماغه

الكتاب بالنسبة لعابد
كان كنز
كان بوابة
وصل عن طريقها
للدراسة اللى هيكمل فيها
وهى دراسة علم الارواح

حتى لو الجامعات والدراسة مفيش فيها المجال ده
لكن عابد قرر ان كل الكتب اللى هيجمعها ويطلع عليها
هتكون خاصة بس بعلم الارواح
والتواصل

فات وقت طويل اوى وكل واحد مشغول بالكتاب
وهنا دخل المشرف
الاوضة
اللى كان فيها الثلاثة
ومعاهم زمايل تانية مشغولين بحاجات تانية خاصة بيهم

المشرف.يلا يا شباب علشان الغدا

عابد بحماس.انا مش عايز اكل يا استاذ

المشرف.يلا يا عابد
مفيش حاجة اسمها مش عايز
لو سمحتم يلا اتجمعوا على الغدا

اضطر عابد يقفل الكتاب بتاعه ويشيله فى الدرج
وهشام ومجد قفلوا الكتب بتاعتهم
وجهزوا علشان يروحوا على الغدا

اتجمعوا فى غرفة الطعام

هشام.ايه الكتب بتاعتكم اخبارها ايه؟

مجد.كتابى حلو جدا
عجبنى

هشام.وانا كمان

عموما الادب والدينى بيكونوا مميزين جدا
لأنهم بيكونوا عقلانيين وفيهم حقايق كتير

عابد.لالالا حقايق ايه بقى سيبكم من الكلام ده
انا الكتاب اللى اخدته من المكتبة
ده ودانى لعالم تانى
وعرفنى ايه اللى انا ناوى عليه بعد كده
انا قررت ابقى وسيط روحانى

هشام/مجد.قررت تكون ايه؟

عابد بثقة.وسيط روحانى
اتواصل مع الارواح اللى اتنقلت لعالم البرزخ

مجد وهشام بيبصوا لبعض
ورجعوا بصوا تانى لعابد اللى قاعد قصادهم على الكرسى بتاع ترابيزة الاكل
وهما مش مستوعبين بيقول ايه

مجد.عابد هو انت بتهزر ولا بتتكلم جد؟
هو انت اصلا عارف ايه اللى بتقوله ده؟
ويعنى ايه تتواصل مع الارواح اللى اتنقلت لعالم البرزخ؟
احنا مش فاهمين

عابد.يعنى الارواح اللى ماتت يا مجد
وبقيت مش موجودة فى حياتنا
لازم على الاقل نلاقى طريقة
نقدر بيها نحس ان الناس اللى احنا مش قادرين نستغنى عنهم
لسه موجودين حوالينا
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي