الفصل التاسع

فيتحدث محمود قائلا الشرط اني مش عايز فترة خطوبه ولا غيرو لو حابين تفرحو بيا يبقي نحدد كل شئ مع بعض في وقت واحد
ردت الام وهي مندهشه انت بتقول ايه هو في حد بيعمل كده يعني ايه مش عايز فرح هو احنا هنفرح كام مره يا ابني
محمود والدموع متحجرة في عينيه ويبتلع ريقه بصعوبه من شده الحسره التي وقعت في قلبه قائلا: أنا مرتاح كده لو مش موافقين يبقي بلاش منها الجوازه دي من البدايه
فقالت الام يعني نروح نخطب وعقد قران وزواج كله في يوم واحد طب دي تيجي ازاي
فأشار محمود بيديه قائلا مش انتو عايزين تفرحو بيا هفرحكم جدا
وخرج من البيت والعالم ينطفئ من حوله وجلس بجوار المنزل في حديقه صغيره بها كرسي حديد وأجهش في البكاء كالطفل الصغير وهو يضع يديه علي فمه خشيه ان يسمع أحد ببكاءه
فتدخل رجاء لتتحدث مع سعيد بما قاله لها محمود
فتبدأ معه بالحديث قائله أنا مبقتش عارفه الواد محمود ده ماله ايه اللي حصله ليكون حد عاملو حاجه ياسعيد
فتعجب سعيد من كلام زوجته قائلا ايه الحكايه في ايه يا ام محمود؟
فقالت له ماقاله محمود فغضب ابيه قائلا هو الواد اتجنن
يعني ايه كله مع بعض للدرجادي مستعجل علي الجواز
اومال عامل فيها مجبر ليه ومحسسني اني ظلمته
كل حاجه هتمشي بالأصول وكلامي انا اللي هيمشي عليه هو فين عايز اتكلم معاه
فقالت زوجته خرج من شويه وربنا يسترها عليه روق بالك انت وأن شاء الله هنلاقي حل مناسب
وبعد قليل جاء إليهم الحاج علاء من البلده ليطمئن علي صحه صديقه سعيد ويتكلم معه بشأن الارض فعند وصوله الي منزلهم قام بالاتصال عليه وقال إنه أمام المنزل لرؤيته
فينادي سعيد علي ابنته نورا لتفتح الباب لضيفهم
وترحب بيه قائله
اهلا اهلا اتفضل ياعمو بابا منتظر حضرتك بالصالون
فيدخل الحاج علاء السلام عليكم الف سلامه عليك ياغالي
تقدم سعيد متكأ علي عصا يستند عليها وقام بالترحيب لضيفه القادم من بلدتهم قائلا: وعليكم السلام نورتنا ياحاج اتفضل
ويتبادلون الاحضان ويتقدم سعيد بدخوله غرفه الصالون قائلا: اتفضل يا حاج انت مش غريب البيت بيتك
فيجلس الحاج علي وبجواره سعيد في غرفه الصالون
وبعد جلوسهم تأتي نورا بواجب الضيافه لضيفهم وتقدم له العصير وتنصرف علي الفور
فبعد أن رحب كل منهما بالآخر والسؤال عن الحال وعن أولادهم بدأ سعيد بالكلام قائلا
عملتلي ايه في الموضوع اللي كلمتك فيه
ضحك الحاج علاء وهز رأسه انت علطول كده مستعجل طيب البلد مش كانت احسنلك من هنا
ايه عاجبك هنا ده كل واحد في حاله مافيش اللمه والالفه اللي في بلدنا يعني تسيب بيت كبير وواسع وتيجي تقعد في شقه صغيره كده طب ده ينفع
ابتسم سعيد وقال ياحاج علاء أنا لما قررت اعيش هنا مش عشاني انت عارف البلد وأهلي بالنسبالي ايه
بس الولاد بتكبر ومتطلباتهم بتزيد يعني لو كنت لسه في البلد مكنش مرتبي هيزيد والزياده اعتبرها رايحه علي مصاريف جامعه الولاد
واقترب سعيد من علاء وانحني رأسه وتحدث بصوت منخفض قليلاً: بصراحه بيني وبينك يا اخويا الواد محمود مش مخليني شايل جنيه في تعليمه بيشتغل ويصرف علي نفسه
بس عندك السلفه اللي كنت عاملها عشان جهاز بنتي الكبيره لسه بسدد فيها
غير مصاريف البنات ومدارسهم يعني أنا كنت اتخيل اني اسيب البلد واجي هنا بس الظروف اللي حكمت عليا
فيستمع له الحاج علاء ثم قال ربنا يعطيك الصحه والعافيه وتفرح بيهم فيخرج حقيبه صغيره معه ويعطيها لسعيد قائلا:
ده حقك في الأرض يا ابو محمود بما يرضي الله أنا تمنت الأرض وجبتلك نصيبك وشوف عايز نكتب عقد البيع امته وانا تحت امرك بس ياخويا من غير زعل ولا تفهمني غلط انا جبت العقد معايا انت عارف مشوار البلد وكده واني اجي تاني هيبقي صعب فجبته معايا
ابتسم سعيد وتحدث بعفويه :يا راجل هو انا لسه هعرفك انهارده لو معاك العقد نكتبه دلوقت محدش ضامن عمره
فأخرج علاء العقد من جيبه وقام كل منها بالامضاء علي البيع والشراء كما اتفقت وتمت كتابه العقد واستلام سعيد نصيبه
فنقرت ام محمود نقرتين علي باب الغرفه من الخارج ونادت علي سعيد فسمح لها زوجها بالدخول قائلا: تفضلي يا ام محمود
فدخلت عليهم ام محمود لتسلم علي ضيفهم وقالت : ازيك يا حاج علاء والحاجه والولاد أخبارهم ايه السلام امانه ليهم
فرد الحاج علاء قائلا الله يسلمك ويعزك ياست ام محمود والف سلامه علي اخويا الغالي متشفوش فيه شر.
وقام من مكانه ينوي الذهاب قائلا استأذن أنا عشان متأخرش
فرد عليه سعيد :لا والله ابدا لازم تتغدا معانا الاول انت جاي بيت اخوك ولا انت بخيل بقا يلا يا ام محمود جهزو السفره عشان نتغدا
فانصرفت ام محمود لإحضار سفره الغداء هي وبناتها ولم يتمكن الحاج علاء من الذهاب قبل أنا ياكل مع سعيد تقديرا لما فعله معه فلم يرفض وقال
حاضر مش هزعلك وربنا يجعل بيتك عامر بالخير
وبعد الانتهاء من الغداء جلس ليشرب معه كوب من الشاي قدمته ابنته مروه بعد أن سلمت عليه فقال الحاج علاء ماشاء الله دي بنتك ؟ من سنين مشفتش غير اشجان الكبيره ونورا الصغيره اللي فتحت ليا الباب
فضحك سعيد وقال: اه ياسيدي دي مروه اللي بعد اشجان علطول وفي نهي كمان داخله أولي جامعه أن شاء الله ماانت عارف انا عندي اربع بنات ربنا يقويني علي تعليمهم وجهازهم
فقال الحاج علاء: ماشاء الله عندك عرايس حلوين كده ومخبيهم عننا لاا مالكش حق الزياره دي مش محسوبه لينا زياره تانيه احنا والحاجه
فقال له سعيد: تنورنا في اي وقت ده بيتك
فذادت ضربات قلب مروه واحمر وجهها خجلا وذهبت الي غرفتها وهي تضحك
فسألتها نهي: خير مالك مبسوطه كده هو عمو علاء قالك حاجه ضحكتك
فتتدخل نورا في المزاح قائله: يمكن قالها نكته ضحكينا معاكي يامروه
رفعت مروه حاجبيها معارضه لطريقه حديثهم معها قائله: لاء هيقول ايه يعني عادي ياخفه منك ليها
وبعد ضيافه علاء تقدم للذهاب وقام سعيد بتوديعه
وبعدها ينادي سعيد علي زوجته تعالي يا ام محمود خلاص موضوع الأرض اتحل
شوفي ابنك بقا عايز نحدد زواجو امته عشان نبدأ نشوف الشقه ونجيب العفش
فَرحت ام محمود كثيرا لتدبر الأمر في زواج ابنهم وفي نفس الوقت حزينه علي تغيير وضع محمود وتقول في عقلها وهي محدثه نفسها مش هو بيحبها وبيخرج يقابلها ليه لما طلبنا منه يتزوجها رفض
وظلت تتحدث قائله ليكون الواد عامل حاجه ومخبي علينا استرها يارب من عندك
قامت رجاء بالاتصال علي ابنتها اشجان لتذهب معها هي ووالدها واخيها لرؤيه العروس والتعرف علي أهلها والاتفاق معهم مبدأيا علي موعد الزواج المناسب لهم
وبالفعل ذهبو الي العروس اسماء ليتفقون معهم علي كل شئ وعندما وصلو الي بيت اسماء وتم الترحيب بهم
فتخرج عليهم اسماء لتسلم عليهم وعيناها في الارض من شده الخجل كما يجب أن تظهر أمامهم بهذا المظهر الخادع
ولكن محمود يعرف كل شئ عن خداعها ولايجرأ أن يتكلم في شئ التزاما بوعده لها
وجلست اسماء بجوار والدتها وأبيها وتنظر إلي محمود نظرات غير مريحه وغامضه وتدعي أمامهم الخجل والحياء
فيدور الحديث بين سعيد ووالد اسماء عن متطلبات الزواج وتقوم ام اسماء بتحضير ضيافه لهم مستعينه بأسماء وقت التقديم كما تكون العادات وبالفعل تقدمت اسماء بتقديم اطباق الحلوي مع الشاي وبدأت بسعيد ووالدها ومن ثم ذلك والده محمود ثم اخته ومؤخراً محمود وعندما وقفت أمامه لم يرفع عينه في عيناها قط.
ولكنها ظلت تنظر إليه بلهفه وشوق ومدت قدمها وهي واقفه لتلامس قدمه حتي ينتبه لها ولكنه فزع من تصرفها وقام بسكب الشاي الساخن علي بنطاله فوقف فجاءه وقال اعتذر منكم علي أن أذهب إلي البيت وسأعود مره اخري
اشتد غضب اسماء ولكنها لم تظهر لهم وذهبت ناحيه المطبخ معتذره منهم عما حدث منها
استكملت رجاء حديثها مع والده اسماء عن سبب عودتهم من قريتهم الي المدينه وبدأت بسرد قصتهم لها وبعد ما مر وقت نظر سعيد في ساعته وقال لقد تأخر محمود مشيراً إلي ابنته اشجان يغمز لها بعينه ويشير الي الهاتف
يقصد أن تتصل به وتبلغه بالحضور وحينما مسكت اشجان هاتفها لتدق عليه أتي محمود وقامت اسماء باستقباله بنظرات كادت أن تخرق عقل محمود من جرأتها
واعتذر والدها منه عما حدث وقال محمود: لا ابدا حصل خير وصمت كعادته
وفي كل هذه الزياره لم يتكلم محمود بأي كلمه تخص زواجه ولا يعترض علي شئ فهو مغلوب علي أمره
فتنظراشجان الي العروس اسماء وتهمس في أذن والدتها قائله: اي ده ياماما تعرفي دي مين
انا عماله أشبهه عليها شوفتها فين دلوقت افتكرت
الام: مين يابنتي انتي تعرفيها
اشجان: ايوا طبعا شوفي الواد وقال ايه مش عايز يتجوزها
الام: ماتفهميني يابنتي شكلنا ايه قدام الناس واحنا بنهمس لبعض كده عيب.
وضعت اشجان يديها علي فمها وبصوت هامس قالت: فاكره لما قولتلك أن احمد جوزي صور محمود وهو واقف مع بنت وبيمسح لها دموعها
الام وهي تتذكر : ااه فاكره مالها بقا
غمزت اشجان بعينيها وقالت مشيره الي نهي بزاويه عيناها: هي دي نفس البنت اللي في الصوره ياماما
الام بتعجب ودهشه وهي تنظر لاسماء: انتي بتقولي ايه طب لو هي نفس البنت اللي بيحبها زعلان ليه ومش عايز يتجوزها الولد ده أمره عجيب
فتحاول اشجان تشتيت عقل والدتها قائله :مايمكن يكون في حاجه تانيه وهو مخبي علينا انسب حل يتجوز في اقرب وقت احنا عندنا بنات
فصمتت الام ونظرت إلي محمود نظرات عتاب ولوم وقالت ربنا يسترها ويتجوز علي خير
وبعد أن انتهو من الاتفاقات بينهم وارضاء الطرفين حددو موعد الخطبه اولا ثم عقد القران والزفاف معا دون أي اعتراض من الطرفين
وفرحت اسماء كثيرا بالحصول علي ماتريد في وقت قصير جدا ويبدأ كلا من العائلتين بالتجهيز للزفاف السعيد
فيرجع محمود الي البيت وهو منكسر لا يقدر علي إنهاء أي شئ ارضاءا لابويه وتحديدا بعد اتفاق ابيه معهم فلا حيله له
واستمر التجهيز للزفاف شهرين من وقت تحديد الموعد وفي هذه الأيام لا يذهب محمود الي خطيبته اسماء بحجه أنه مشغول بالجامعه ويبحث عن عمل آخر ولكنها تحاول الاتصال بيه وهو لا يجيب عليها
وذات يوم اشرقت شمس يوم جديد ومن الصباح الباكر ذهبت اسماء الي منزل محمود وعندما دقت الباب قابلتها والدته ورحبت بها وقامت باحتضانها قائله : اتفضلي يابنتي تعالي متقفيش بره كده ادخلي وبعد دخول اسماء المنزل بدأت باللين والنعومه في الكلام
قائله لوالدته : ازيك ياماما عامله ايه
وتلفت حولها تبحث عنه داخل البيت قائله هو محمود فين برن عليه مش بيرد عليا ولا بيجي البيت اشوفه هو انا زعلتكم في حاجه
بابتسامه خفيفه وغمضه عين متوسطه قالت رجاء: لا يابنتي وهنزعل منك ليه هو انتي في منك اتنين في ادبك واخلاقك
بس محمود بقاله فتره مضغوط عشان الجامعه والشغل اعذريه
تنهدت أسماء وقالت بخبث مُحكم: انتي متعرفيش محمود بالنسبالي ايه ياماما انا بحبه اوي من زمان بس هو مكنش حاسس بيا
وبدأت في البكاء بكل تمثيل أمام أمه لتقف معها في كل شئ بعد ذلك خفق لها قلب رجاء وصدقت حبها الشديد لمحمود
واخذتها واحتضنتها وقامت بوضع يديها علي رأسها تمررها حتي تهدأ ثم قالت: بس ياحببتي متبكيش الموضوع مش مستاهل يابختك يامحمود يا ابني البنت بتحبك اوي
فتنظر اسماء بجانب عينيها نظره الحصول علي شئ وقامت مقبله رأس رجاء قائله :ربنا يخليكي ليا ياماما انا مش عارفه من غيرك كنت عملت ايه
وقامت بالاستئذان للذهاب الي بيتها وهي تمسح دموع الانتصار والحصول علي ماتريد
وذهبت الي بيتها وهي مالكه لكل شئ حاولت الحصول عليه إلا قلب محمود فقالت سأنتظر لعله ياتي يوما ما
وحين بدأو في تجهيزات الشقه بالكامل فكانت هناك بعض النواقص البسيطه أرادت اسماء استكمالها وطلبت من والدتها الذهاب معاها ولكنها رفضت وقالت لها : روحي انتي يا اسماء أنا مش فاضيه ورايا حجات كتير وبعدين دي في الشارع اللي ورانا ولو اخوكي رجع بدري من شغله هبعته ليكي يساعدك
وبالفعل ذهبت اسماء الي شقتهم وحدها
وفي نفس اليوم الذي تتواجد فيه اسماء بالشقه مَر محمود علي شقته بالصُدفه ليُرسل بعض الأغراض الي هناك وقام بأخراج مفتاح شقته ليدخل يضع الاغراض ويرحل فسمعت اسماء صوت المفتاح يتحرك فوقفت خلف الباب ولم تصدر صوتاً حتي تتأكد من المار إلي المنزل فتفاجئت بقدوم محمود الي الشقه
وكانت ترتدي جزء من ملابسها وليست بأكلمها وبعد دخول محمود تفاجئ بصوت الباب يغلق من خلفه فينظر في زعر ودهشه فيجدها اسماء
ارتبك محمود وتراجع خطوات إلي الوراء وقال لها : انتي لوحدك هنا ولا حد معاكي
اقتربت منه والعشق يأكل قلبها تجاهه بنظرات هُياميه تقترب اكثر وقالت: يااه دي الفرصه كمان جت لحد عندي وبدأت تتجه نحوه وهو يبتعد عنها متجه ناحيه الباب يهرول للخروج بسرعه قبل حدوث أي شئ منها ولكنها تقدمت نحوه بكل سرعه وامسكت بقميصه من الامام تشده ناحيتها بنظرات مريبه أبدت له الخوف منها ومما تفكر فيه فقام بفلت يداها عنه قائلا: انتي عايزه ايه تاني مش كفايه كده ضيعتي مستقبلي وعرفتي تقنعي اهلي بيكي وهما ميعرفوش عنك حاجه هي دي شكرا يامحمود علي اللي عملته معايا وربنا يقدرني وارده ليك فعلا ردتيه ليا بس ردك كان غلط انتي عايزه توصلي لايه دلوقت ابعدي عني
ضحكت اسماء وهي تقترب منه ويداها تلتف حول رقبته تضمه إليها بشده وقالت : انت طيب اوي يامحمود تصدق اني حبيتك اكتر من الاول ده حتي اكتر من زياد
احمر وجه محمود غضبا وازاحها بعيداً عنه بقوه وتعصب وقال لها : انتي ايه شيطان ده الشيطان هيكون عنده رحمه عنك أنا بكرهك وعمرك ما هتكوني الزوجه اللي أتمناها لنفسي ابدا ابدا
وتوجه نحو الباب مسرعاً وخرج من الشقه يجري حتي لا تلاحقه مره اخري
وفجاءه يصتدم بـأخيها علي السلم أمام الشقه
فيقول له أخيها بتعجب وهو ينظر ناحيه الشقه : محمود انت بتعمل ايه هنا انت كنت عند اسماء لوحدك
فلم يتكلم معه محمود وذهب مسرعاً
سمعت صوت أخيها وقررت في بدأ خطتها
فدخل أخيها إليها وجدها جالسه تبكي وثيابها ممزقه
فزداد غضب أخيها عندما رآها بهذا الوضع وبدأ صوته في الارتفاع قائلاً ايه اللي حصل عمل فيكي ايه أنا هقتله لو كان قرب منك
مسكت يده قائله: لا اوعي تضيع نفسك عشاني خلاص اللي حصل حصل أنا مكنتش اعرف انه في الشقه انا جيت لقيتو في الأوضه ولما شوفته حاولت امشي بسرعه واسيبو شد ايدي وحاول معايا باقصي الطرق بس انا كنت هصوت وفجاءه كتم صوتي وربطني وهددني لو جبت سيره لحد مش هيكمل معايا ويتجوزني ويقول انه معملش كده والدليل أنه لما حاولت استغيث بحد رماني علي الارض وجري أنا كنت مخدوعه فيه وفي أخلاقه
ده خلاص فرحنا بعد كام يوم ليه يكسر فرحتي بالشكل ده
وظلت تبكي بحرقه وتضرب بيديها علي رأسها وتقطع شعرها أمام أخيها ليصدق علي كلامها.
فاخدها أخيها منزلهم وقال لهم ما رأه من محمود فاشتعل البيت غضبا بسبب اسماء وحيلتها الشيطانيه التي صدقها الجميع
وقرر ابيها أن يذهب الي والد محمود ويقص عليه ماحدث من ابنه وتأمين مستقبل ابنته لما فعله بها محمود كما روت لهم اسماء حتي لا يتركها بعد ماحدث
وكانت الفاجعه الكبري في منزل سعيد عندما ذهب له والد اسماء ووجهه يزمهر من الدماء المحتبسه داخله وقص عليه ما حدث مع ابنته صُدم سعيد بما سمعه واحضر محمود ليسمع ما يرويه والدها فقال محمود : أنا معملتش فيها حاجه هي بتكذب عليكم أنا ليا اخوات بنات ومستحيل اعمل حاجه زي كده وبعدين ده الفرح خلاص بعد كام يوم أنا مش مجنون ولا شاب ساذج ياعمي صدقني يابابا ابنك متربي معملش كده

فصفعه والده كفاً أمام الجميع وقام بتوبيخه قائلا له: انت ازاي ابني اللي ربيته أنا علمتك كده ليه بعد اللي بعملو عشانك تكسرني وتصغر بيا وتحط راسي في الأرض بنات الناس مش لعبه
أنا مصدوم فيك وفي تربيتي ليك وظل سعيد يعاتب ويوبخ في محمود أمام عائلته
وكانت أمه قلبها يتقطع علي ابنها الوحيد وهي تصدقه أنه لا يفعل شيئا كهذا ابدا ولكن كل الادله ضدده وخصوصا عندما رأه شقيق اسماء فأصبح الزواج اجباري أكثر من قبل ويمر هذا اليوم بكل حزن علي أهل بيت سعيد وبيت اسماء لأنهم لا يعرفون حقيقه ابنتهم اللعينه
وفي اليوم التالي تفيق الام رجاء وتدخل علي محمود غرفته فتجده..
انتظرونا في الفصل العاشر
بقلم/ منى ثروت
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي