الفصل٢٣

غادروا الجميع المكان وتحركوا من أمام غرفة الاستقبال وعادوا وطمئنوا عبد القوي وانعام وقال عمر: اطمن يا بوي، الداكتور قال الضغط ارتفع من القلق وكتبلها علاچ وبعد شوي هتفوق وتآچي مع فضه متخاقش عليها يا ياسر يا ولدي
 
التزم ياسر الصمت ورفع عينه ينظر إليهم بتوتر أما فرحه فعادت تجلس على المقعد بجوار يسر وكانت الممرضة قد وضعت لها المحلول الممزوج بالعلاج الذي وصفه الطبيب.
 
أخذت فرحه تتأمل وجه يسر إلى أن مر الوقت واستفاقت وفتحت عينيها تتساءل بوهن قائله: أيه ده أنا فين وفين جاسر، هو أيه اللي حصل؟
 يااااه دماغي تقيله وحاسه بصداع شديد اوي، هو في أيه؟
 
اقتربت منها فرحه تربت على كتفها قائله: متخافيش يا خيتي انتي بخير بس انتي تعبتي شوي فچبناكي اهنه ترتاحي شوي
 
يسر قائله بوهن شديد: أنا كل اللي فكراه أن الدكتور قال أن جاسر في العناية ومش هينفع أشوفه دلوقت، هو أيه اللي حصل بعد كده أنا مش فاكره حاجه خالص غير اني كنت واقفه جنب باب اوضة العمليات هو أنا أيه اللي جابني هنا؟
 
 اجابتها فرحه قائله: طيب ريحي حالك انتي ضغطك ارتفع من القلق على جاسر ورحيق واغمى عليكي بس الحمد لله انتي بقيتي أحسن دلوقت
 
يسر في محاولة أن تعتدل شعرت بالصداع يضرب رأسها بشدة فوضعت يدها عليها بألم قائله: اه دماغي وجعاني أوي، انا عاوزه اروح لجاسر وياسر
 
فرحه قائله: طيب الداكتور كتبلك علاچ وهتبقي زينه بعد شوي وهو قال هيرچع يطمن عليكي بعد المحلول ديه ما يخلص ويطمنا وبعدها هنروحوا نطمنوا على چاسر.
 
يسر برضوخ قائله: ماشي
عادت وأراحت جسدها إلى الفراش
______________________
خرجت الممرضة من غرفة رحيق متوجهه نحو فارس وسألته: هو حضرتك چوز المدام رحيق؟
 
فارس انتفض من مقعده ولحق به بدر: أيوه آني، خير يا ست الحكيمة رحيق فيها شي؟
 
اجابته الممرضة قائله: لاه أهدى شوي مفيش حاچه بأمر الله هيا زينة، فاقت وبتسأل عنيك وبقت زي الفل كمان الحمد لله ومفيش على لسانها غير اسمين هتنادي بيهم... فارس وبابا وهي دلوك طلعت غرفة 65 في الدور اللي فوق تقدر تطلع تطمن عليها بنفسك
 
فارس بفرحة: الله يكرمك يارب، يالا يا چوز خالتي نشوفوها ونطمنوا عليها
 
بدر قائلا بفرحة بدت على وجهه: طيب روح يا ولدي اطمن على مرتك وخليك چارها، هروح اطمن على چاسر وارچعلك تاني
 
فارس بسعادة قائلا: ماشي يا چوز خالتي روح ربنا يطمنا عليه هو كمان يارب.
---------------
تركه بدر وذهب ليطمئن على رفيق دربه أما فارس فتوجه لسلم الصعود ولم يقوَ على انتظار المصعد الالكتروني، توقف امامه للحظات وحين تأخر تحدث لنفسه قائلاً: رچليه اسرع من الاسانسير الفقري ديه، آني لسه هستناك توقف قدامي يكون قلبي وقف.
 
أسرع بخطواته مسرعا يصعد السلم، وسريعا وصل للدور العلوي وبحث عن رقم الغرفة، دلف فوجد رحيق مستلقاه على الفراش لا تقوى على الحديث ولا تنطق إلا باسمه واسم جاسر يبدو عليها الاجهاد الشديد.
  
اقترب منها فارس وامسك يدها ووضع قبلة حانية على جبينها وضم رأسها إلى صدره قائلاً: رحيق يا حبيبتي آني هنه يا قلبي چارك، متخافيش من شي، خلعتي قلبي من الخوف عليكي يا رحيق، أكده برضو عاوزه تهمليني ولا إيه في الدنيه دي لوحدي، والله كنت هتچن
 
فتحت عيناها بإجهاد وسالت دمعاتها من بين أهدابها لتغرق وجنتيها وبوهن شديد سألته: فارس هو فين بابا، أنا عاوزه اشوفه واطمن عليه، هو ليه مجاش علشان يشوفني، هو حصله حاجه وانت مخبي عليا، قولي يا فارس متخبيش عليا أنا عارفه إنه تعبان أنا شوفته، حلمت بيه جالي وأنا بفوق من البنج علشان يطمن عليا وقالي جيت اطمن عليكي وماشي تاني علشان أنا تعبان جدا يا رحيق يا بنتي ادعيلي.
 
نكس فارس رأسه وفي محاولة للتماسك أمامها قائلا: رحيق حبيبتي، خالي بخير متقلقيش بس انتي اهدي شوي وشدي حيلك وآني هآخدك تشوفيه.
 
رحيق بتساؤل: يعني هو فعلا حصله حاجه وانت مخبي عليا صح يا فارس، طيب هو فين وديني ليه دلوقت قولي على مكانه، عاوزه اشوفه طيب هو لو بخير فين مامي، فين ياسر، طيب أنا هروح عنده.
 
حاولت أن تتحرك من فراشها فمنعها فارس خوفا عليها قائلا: رحيق يا قلبي اطمني، خالي تحت والله معاكي هنه، وهوديكي تشوفيه بس انتي تعبانه دلوك والداكتور قال ممنوع تتحركي وبعدين انتي عاوزه تخوفيه عليكي ولا أيه، انتي مشيفاش الدم والمحاليل اللي متعلقين في يدك، اصبر على حالك شوي واما تبقي كويسه هنروحوا نشوفوه ونطمن عليه وبعدين ديه چاسر  الهلالي مش حتة خدش صغير هيرقده، انتي بس خلي بالك على حالك وشدي حيلك.
 
بكت رحيق بشدة وتلعثمت الكلمات بين شفتيها وامتزج حديثها بالدموع قائله: طيب انا هنا ليه وايه اللي حصلي يا فارس، انا مش فاكره حاجه بس عندي مغص شديد اوي ومش قادره اتحمل
 
نكس فارس رأسه حزنا: هدي نفسك يا حبيبتي، انتي بعد ما عرفتي ان خالي اتصاب، وقعتي وغيبتي عن الوعي وحصلك نزيف شديد وراح الچنين.
 
رحيق ببكاء شديد وقد اغرق الدمع وجنتيها واحمر انفها وصرخت بألم قائله: يعني ابني راح مني، انا دلوقت مش حامل خلاص، يعني بعد كام شهر مش هيجي البيبي يا فارس خلاص، انا حلمت كتير إنه معايا وانا شيلاه وبنلعب مع بعض هو ليه كل حاجه حلوه مش بتكمل للنهاية
 
حاول فارس تهدئتها قائلا: رحيق يا قلبي، انتي اكده بتأذي نفسك، الداكتور قال هتبقي كويسه وهتخلفي تاني وتالت وعاشر وهتملي علينا البيت بالعيال بس المهم تسمعي الحديت، لازمن ترتاحي وتآخدي العلاچ في مواعيده ولازم تتغذي كويس چدا لأنك فقدتي دم كتير وانتي ضعيفة
 
أسرعت الممرضة المسئولة عن متابعة حالة رحيق وهي تحمل بين يديها حقنة مهدئة وقامت بحقن رحيق حتى تعود وتخلد للنوم منعا من شعورها الشديد بالألم وقالت: دقايق وهترتاحي وتنامي شويه وان شاء الله هتتحسني مع الوقت
 
مسكت رحيق يد فارس وهي تبكي بشدة قائله: فارس عاوزه ماما، خليها تيجي، فاا..ا..ا... سكنت أخيرا رحيق وخلدت للنوم بفعل الحقن بالمسكن
-------------------
في الغرفة الممددة بها يسر، بعد أن فرغت عبوة المحلول التي حُقنت بها، دلفت الممرضة وخلعت الخرطوم من يدها وبعد أن انتهت قالت: دقايق هبلغ الداكتور يآچي يراچع على الحالة
 
فرحه قائله: ماشي احنا مستنظرينه انشاله يطمنا بالخير يارب
 
خرجت الممرضة وابلغت الطبيب المناوب وبعد دقائق دلف الطبيب ومسك رسغ يسر وهو يراجع النبض قائلا: انشاله تكوني اتحسنتي دلوقت؟
 
اجابته يسر قائله: الحمد لله يا دكتور أنا بقيت أحسن كتير، هو بس الصداع مازال موجود بس أحسن كتير عن الاول الحمد لله.
 
الطبيب اطمئن على النبض قائلا للممرضة بأمر: هاتي چهاز الضغط.
 
أطاعت الممر الأمر في الحال واقتربت من الطبيب تحمل بين يديها الجهاز وساعدته في مراجعة قياس الضغط وبعد أن انتهى قال: كده الحمد لله تمام الضغط رچع لمعدله الطبيعي، ارچو أن حضرتك تهدي شوي ومفيش داعي تتعرضي لأي اتفعالات لأن ديه مش كويس عليكي
 
فرحه قائله: هو مش بيدها والله يا داكتور بس هنحاولوا بإذن الله
 
الطبيب قائلا: ان شاء الله خير ربنا يتم الشفا، وبالنسبة للصداع فحضرتك هتآخدي من الدوا المكتوب هنا وإن شاء الله هتتحسني عليه لكن ديه عند اللزوم انما دوا الضغط هتآخديه لمدة شهر واحد كل يوم قرص على الريق وتراجعي الكشف تاني بعد الشهر
 
يسر قائله: حاضر يا دكتور، طيب انا ممكن اتحرك عادي، لازم اروح اطمن على جوزي وبنتي الاتنين في العمليات دلوقت ولسه معنديش خبر عن حالتهم.
 
الطبيب قائلا: ايوه طبعا اتفضلي وكده انا عرفت الضغط ارتفع من إيه، عموما أما تطمني عليهم هتتحسني كتير بإذن الله، حضرتك بقيتي كويسه تقدري تروحي تطمني عليهم
 
يسر قائله: ان شاء الله، شكرا لحضرتك
 
تناولت فرحه روشتة العلاج من الطبيب وبعد خروجه من الغرفة ساندت يسر وعادت بها لغرفة العمليات لتطمئن على جاسر ليسارع ياسر إليها فرحا قائلا وهو يحتضنها: مامي حمد لله على سلامتك يا حبيبتي
 
احتضنته يسر قائله: الله يسلمك يا حبيبي اطمن انا بخير الحمد لله
 
تحمد لها الجميع لسلامتها وتحدثت فرحة قائله: يا ابراهيم يا ولدي خود الروشته وهات لمرت خالك الدوا عشان عنديها صداع واشتري قزازة مايه كمان
 
أسرع ابراهيم يتناول منها قائمة الدواء قائلا: حاضر يا عمتي حالا هچيبهم وارچع طوالي
 
انعام قائله: تعالي يا بتي ارتاحي شوي أهنه لحد أما يرچع ابراهيم
 
يسر بوهن قائله: حاضر يا ماما، بس متقلقيش أنا اتحسنت هو بس الصداع اللي باقي وبإذن الله هيروح الدكتور لسه كاشف عليا وطمني.
 
انعام قائله: الحمد لله يا بتي، انشاله هتكوني بخير وولدي كمان هيكون بخير
------------
مر الوقت وعاد إبراهيم بعدما اشترى الدوا وتناولته يسر وشركته ثم وجهت حديثها ليسر قائله: أنا عاوزه اروح اطمن على رحيق يا فرحة
فرحه قائله: طيب يا بت عمي تعالي نروحوا نشوفوها
 
شامه قائله: وآني كمان چايه معاكم؟
 
صعدوا جميعهن ودلفت يسر ومعها فرحة وشامه لتطمئن على رحيق ليتحدث فارس قائلا: تعالوا ادخلوا لحد أما تفوق، كانت منهاره وفاقت بعد العملية وقعدت تبكي وتصرخ والممرضة اديتها حقنة ونامت تاني
 
يسر قائله: طيب الحمد لله إنها نامت شويه، احنا هنقعد جنبها شويه لحد أما تفوق
 
دلفت يسر وجلست بجوارنا فوق الفراش تمسك يدها أما فرحه وشامه فجلسوا أمامها على المقعد ينتظران أن تستفيق
 
مر الوقت وبدأت رحيق أن تفتح عينيها رويدا رويدا وهي تردد قائله: بابي، بابي انت فين، هربت دمعتها من عيونها
 
ربتت يسر على كتفها وجففت دموعها ففتحت رحيق عيونها لترى من بجانبها؛ فتحدث قائله: مامي
 
 اقتربت منها يسر تضمها لصدرها بحنان الأم قائله: بنتي حبيبتي متعيطيش يا قلبي، بابا بخير ان شاء الله هيقوم بالسلامة، الدكتور طمنا وقال أن العملية نجحت وهو دلوقت في الافاقة وهيدخل على الرعاية لحد أما حالته تستقر، اطمني.
  
بكت رحيق بكاءا شديدا وتحدثت قائله قائله: مامي عاوزه اشوفه ده وحشني اوي خليني اروحله علشان خاطري.
 
ربتت يسر على كتفها في محاولة لتهدئتها واحتضنتها قائله: حبيبتي هو لسه لحد دلوقت في الافاقه ومحدش شافه، الدكتور مانع عنه الزيارة لحد أما حالته تستقر كلنا هندخل نشوفه ونطمن عليه ادعيله كتير يا حبيبتي
 
رحيق بكلمات ممزوجه بالدموع رددت: يارب يا بابي ربنا يشفيك ويردك لينا بالسلامة يارب ياااارب
______________
وصل الضابط  للمستشفى واقترب من عبد القوي قائلا: السلام عليكم يا حاچ عبد القوي انشاله تكون بخير
 
عبد القوي تسائل بدهشة قائلا: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، الحمد لله نعمه وفضل من الله، اهلا بيك يا ولدي ، خير انشاله؟
 
الضابط قائلا: ألف سلامة على چاسر بيه يا عبد القوي بيه، أنا كنت عند الداكتور دلوقت، كان لازم نطمنوا عليه ونآخدوا اقواله ونسأله شوية أسأله أكده، لازم نوفي المُحضر عشان القضية تآخد خط سيرها السليم.
 
عبد القوي تساءل بدهشة مستفسرًا: مُحضر أيه ديه وقضية أيه آني مفهمش شي والله يا ولدي، وبعدين اقوال مين انت عاوز تآخد أقوال... ولدي جاسر تقصد يعني؟
 
اجابه الضابط قائلا: أيوه هو في حد غيره اتصاب ولا أيه يا عبد القوي بيه؟
اجابه عبد القوي قائلا: يا بيه حضرتك خابر زين اننا طول عمرنا عايشين في البلد أهنه ملناش خصومه مع حد وبنتعاملوا مع الكل بما يرضي الله الحمد لله.
 
تنهد الضابط قائلا: يا حاچ عبد القوي الظاهر إنك متعرفش إن في قتيل في الموضوع وإن مش چاسر بيه بس اللي اتصاب
 
جحظت عينا عمر واقترب يسأل: قتيل؟
 
مين اللي مات ديه يا باشا احنا منعروفش حاچه عن موضوع القتيل ديه،  احنا كلياتنا أهنه من وقت ما اخوي دخل المستشفى ومسمعناش عن اللي حوصل واصل، وبعدين اخوي ماله بالقتل ولا حتى بالقتيل، ديه هو اللي اتصاب مالا احنا إذا في قتيل ولا غيره يا سعادة البيه.
 
الضابط أجابه قائلا: بالراحة يا عمر بيه أنا هفهمك كل شي، الحقيقة أن الموضوع في قتيل فعلا، القتيل ديه يبقي ولده لزين الدين ولقينه چتته على الطريق اللي كنتوا ماشيين عليه بس الناس كلاتها اتنبهت لچاسر بيه والعيار اللي اتصاب بيه ومخدوش بالهم من اللي مات لأنه مات في الحال بعد ما اتصاب في قلبه بالرصاص ووقع ميت في مكانه وكانت الدنيه والعتمه شديدة كيف ما انت خابر بلادنا، فالليل محدش شافه لحد ما طلع النهار چت لنا اخبارية بوچوده مقتول في الارض اللي على الطريق چار الفيلا، الظاهر ان الموضوع قديم قوي؟
 
عمر بعصبيه قائلا: بقول أيه يا سالم بيه ، حتى لو الموضوع قديم احنا ملناش صالح بيه، تقدر حضرتك تسأل برا عننا وعن أخوي ولو قديم يبقى حضرتك بتدور في المكان الغلط احنا طول عمرنا عايشين وسط الناس وملناش خصومه مع چنس مخلوق كيف ما قالك أبوي
 
الضابط متسائلا: ماشي هندور برا، بس انت كنت معاه في العربية يا عمر بيه؟
 
أجابه عمر قائلا: ايوه كنت معاه آني وواد عمي بدر وولده ياسر وواد خالتي منصور، بس مشوفناش حد ولا عرفنا أن في قتيل غير دلوقت من حضرتك.
 
قاطعهم عبد القوي قائلا: يا ولدي العيار اللي صاب ولدي جاسر كان عيار طايش واحنا مهنتهموش حد
 
زفر الضابط قائلا: لازمن اسمع الكلام ديه من چاسر بيه بنفسه يا عبد القوي بيه ديه مسئولية وقانون لازم يتنفذ... لازمن نقفلوا المحضر وإلا هتعاقب آني وهيفضل المحضر مفتوح لحد أما يبعتوا حد تاني من الظباط يقفل المحضر، عموما ان شاء الله أما نطمنوا عليه ونقدروا نآخدوا اقواله هآچي اقابله مرة تانية، سلامو عليكو وربنا يطمنكم عليه ويعاود بالسلامة وبعد أكده نشوفوا هنعملوا أيه، عموما آني هتابع مع الداكتور الحالة وهنعرف منيه لما يفوق وهبقى أچيله تاني.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي