الفصل الحادي و العشرون

شعر درويش بالراحة حيث كان يتمني أن يلقي سمير كي يحنو علي مني من قسوة أمها فهو علي علم بأن سمير يحمل قلباً أبيض و مازال يحتفظ بذلك القلب و لكن كان الندم يراوده لأن مني سوف تعلم الحقيقة كامله من أبيها و هذا حقها فيكفي ما رأته من إهانة من أمها فجاء الوقت كي تعلم كل شيء .
بينما ذهبت فريدة لكي تجلس بجانب عمار فقال لها : أمال جدي فين .
فأجابته بابتسامة: قالي روحي جنب عمار و ساب مني مع أبيها و قال حيتمشي  شكله في حاجه بيفكر فيها و لم تحدث فريدة عمار بما تخطط له عمتها
فجلسوا يتحدثون عن بعض الأمور و العيش بالخارج .
بينما كانت مني تجلس بجانب ابيها و تبكي فيكفي ما رأته من ويل علي يد أمها و خبرت والدها بوقفة فريدة بجانبها و أنها لم تتركها و كانت أول من وضعتها في الطريق الصحيح .
ابتسم والدها لانه عاد بذاكرته لزمن بعيد ثم صمت و قال: عمر الجميل ما بيروح يا بنتي ده كان الزمن بيعيد نفسه بس الوقت غير الوقت .
نظرت له مني بشوق و قالت: عايز اعرف كل حاجه يا بوي من ساعة ما سبتني و ليه قدرت تتخلي عني كده بسهولة و كنت فين كل ده .
نظر لها و قال بحزن دفين: الحكاية بدءت من زمان قوي قوي يا بنتي لما كنت أنا و عادل صحاب و مكنش في أي حاجة تفرقنا و لا تقدر تبعدنا كنا كيف الظل المكان إلي في واحد تلاقي التاني علي طول داخلنا المدرسة مع بعض و شقينا طريقنا برضه مع بعض و كان عادل مش بيحب يعتمد علي جدك علشان في الاول و الآخر عمه بس كان بيسمع كلامه و عمره ما بيكسر ليه كلمه و في مرة شاف واحدة و عجبته و رجع و خبر عمه أنه عايزها وقتها البيت انقسم نصين نص مؤيد أنه يختار شريكة حياته و النص التاني عارض و قال بنت عمه اولى بيه و طبعاً هو عاند و ساب البيت وجه قعد معايا في شقة كنت شاريها صغيرة خالص جنب البلد و فضل معايا شهر نأكل و نشرب و نروح الشغل وقتها خلانك قالوا لجدك يمنع عنه الفلوس علشان يرجع اكيد واحدة لافت عليه علشان فلوسه و جدك اقتنع و قطع عليه الفلوس و قال لو عايز الفلوس ارجع عن إلي في دماغك بس كان العشق اتملك فيه و الحب فوق كل القيود و هنا رفض و أصر وقتها كانت معايا أخر قطعة دهب من ريحة أمي بعتها و عطيته فلوسها و قولت ليه تعالي نبدء مشروع و كان مشروعنا تفصيل هدوم و الدنيا مشيت و كل حاجة تمام أنا اصمم و هو يفصل و عدت سنه و عمك راح اتجوز وقتها جدك زعل كيف يكسر كلمته علشان وقتها بعت ليهم مرسال بميعاد فرحه و برضه محدش حضر غير جدتك إلي صممت أنها مش حتسيب ولدها لوحده مهما كلفها الأمر و وقفت قصاد جدك و خلانك و طبعاً أمك خربت الدنيا عريسها طار بس جدتك لما شافت ألفت حبتها و دخلت قلبها و يومها هادتها سلسلة كانت غالية عليها فيها  صورة عادل و هو صغير و كملت الفرح و أنا وصلتها وقتها قابلت أمك و كأن القدر ضيع منها واحد و حطني مكانه عجبتني شوفت فيها إلي ملقتهوش في حد بس يا بنتي و عدت سنه كمان كانت جدتك بتبعت من وقت للتاني حاجات لعادل لغاية لما رزقه بفريدة و لما جت الرزق كان كتير قوي و مكناش صدين عليه و ألفت نفسها نزلت اشتغلت معانا و كانت فريدة علي أيدها وقتها و زارتنا جدتك بعد ٦ شهور علشان كانت مشتاقة لشوفت حفيدتها و لما شافتها لقتها أنها تشبه جدك قوي حتي العيون خادتها هي هي من غير تغيير و رجعت وحكت لجدك فصمم يشوفها وقتها سافر عادل بيها لوحدك و كانت ألفت حكيمة سابتها و هي واثقة فيه و لما وصل امك طردته و هنا وقف ليها جدك و دخل عادل و شاف فريدة و كان وقتها سعادته تفوق الحدود و خاصة لما لقاها تشبه و لما سأل علي امها رد عادل بأنها محبتش تيجي مكان أهله رافضنها وقتها جدك سمح ليها بأنها تيجي علشان يقعد معاها و بالفعل راحت و ارتاح ليها جدك جداً و حبها و بني ليهم بيت يكونوا جنبه علشان تبقي فريدة تحت عينه و أنا بقيت ازورهم و اشوف أمك و كان عادل بيجي كل اسبوع يقعد معايا و نخلص الشغل لغاية لما تجوزت أمك و جبت ليها دار في البلد و عملت دكان لشغلي هنا و قفلت إلي هناك و برضه الناس كانت بتيجي ليا و بعد مدة بقت تتخانق اخوي جاب لمراته مرات أخوي اشترت كذا و بقت حياتنا كلها نقمة و لما جابتك قولت حتهدأ بالعكس بقت تقول الفلوس مش كتير اطلب من ابوي يعطينا الفلوس تعبت يا بنتي و أنا راجل حر مراتي تعيش علي قدي بس بتقول لمين عاد .
استيقظت ثناء و نزلت الفطار و لم تجد ابيها و لا ابنتها فخرجت الحديقة حيث يجلس الجميع  فقالت: امال بوي و مني فين عاد .
فاجابتها أمها: أبوكي طول الليل ما نمش واصل و لما طلع الصبح كان مستني فريدة و مني و خدهم هو و عمار و مشوا بس راحوا فين علم علمك .
فاجابتها: يعني اه أنا امها و معرفش بنتي بتروح فين .
فاجابتها نوارة: ممكن بيشتروا حاجة علشان خطوبة ريم ما هما قدموا الميعاد لقبل رمضان و مني هي إلي حتصمم الفستان .
قالت ثناء بخنقة: يا دي فريدة إلي طالعة ليا في المقدر أنا مش حنخلص بقي منها .
اجابتها روان التي كانت تحضر الكلام : عمتو عيب تتكلمي عن اختي كده و اختي عمرها ما غلطت في حد.
نظرت لها بحقد و ذهبت اليها و لكي تقوم  بصفعها علي وجهها و لكن وجدت من يمسك يدها فنظرت فوجدته شاب في مقتبل العمر فقالت له: و انت مين كمان و أه إلي دخلك هنا .
نظر لها الشاب بأدب و قال: جيت اسال عن أستاذ عمار علشان كنت طالب منه حاجة خاصة بالطيور و كان حيجبها معاه و لما سالت قالوا ادخل جوه لقيتك حتضربي الآنسة و مكنتش حدخل لولا شوفت الخوف في عينيها و ابوي علمني لما الاقي انسان خايف ادافع عنه مهما كلفني الأمر .
بينما قالت روان و هي تشعر بالخوف: أنا ماشية رايحة بيتنا مليش قعاد هنا و جدي أو ابوي يبقي يجيب ليا حقي و تركتهم و جرت كان أحدهما يفلت من شبح .
بينما قالت خديجة: معلش يا ولدي أنا أم عمار بس هو بره ممكن تقول اسمك و لما يجي حخبره .
فأجابها قائلاً: معز يا خاله بعد أذنك حمشي و أسف لو كنت سببت أي مشكلة بوجودي .
ابتسمت له خديجة و رحل و هو سارح في تلك الفتاة و هل تقرب لهم أم ماذا .
بينما كان سمير يكمل كلامه قائلاً: زادت المشاكل لغاية في يوم رجعت ولقتها محضره ليا شنطة هدةمي و قالت كده كفاية عاد سبني و أمشي خليني اشوف طريقي عاد يكفي أن أبوي حيصرف عليا و أشوف الدنيا و العز و كفاية فقر عاد ساعتها سبت البيت بس وقتها قولت ليها قبل ما أمشي و بنتي قالت ملكش حاجة عندي و لو قربت من مكان احنا فيه اخواتي حيعرفوك قيمتك ساعتها خفت كان وقتها خلانك واصلين و معرفتش أوصل لجدك و لما روحت لعادل كان ساعتها لسه مسافر لمصر معرفتش أوصله رجعت لبيتي القديم و فتحت دكانتي تاني و قابلت بنت الحلال إلي رضيت بعيشتي و جبت منها واد هو دلوقتي دكتور بيطري و عامل مشروع علي قده .
نظرت له و قالت: يعني أنا ليه أخ الحمد لله مطلعتش وحيده ليا اخ اسمه ايه وشكله ايه و ابيض و له اسمر .
ابتسم لها علي براءتها فهي أشبه به و بطبعه رغم أنها عاشت و تربت علي يد والدتها ولكن لم تكتسب من أسلوبها شيء .
عاد درويش و قال: كفاية بقي يا سمير متبقاش طماع .
ابتسم له وقال: طب يا عمي لو عايز أشوفها اعمل ايه .
قال له: أنت مش كل اسبوع بتيجي هنا حتلاقيها برضه هنا .
ابتسم له و حضن ابنته و رحل و هو سعيد فلاول مرة يغمره شعور السعادة .
بينما ركب كلا من درويش و مني السيارة كي يعودوا وكانت طول الطريق تشعر بالسعادة تغمرها فربنا استجاب لها و حقق حلمها برؤيه والدها .
السعادة حتديم في قلب مني.
رد فعل ثناء ايه علي خروج ابنتها .
رد فعل فريدة عند علمها بما حدث مع اختها .
كل ده حنعرفه الفصل القادم .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي