( الفصل الاول )
[ الشخصيات ]
طاهر زيدان : طبيب نفسي من عائلة ثرية منذ نشأتها عمره ٤٠ عام بينما اهتمامه بلياقته و صحته يبديه بعمر ال ٣٠ ببشرة قمحية تحمل لحية فحمية كثيفة تلائم كثافة شعر رأسه باعين عسلية واسعة بقامة طويلة جدا ، جاد لدرجة كبيرة يهوي عمله و فقط بعد ربه و شقيقته الكبري و لا يضع للمشاعر حسبان في حياته الصلبة لديه هيبة تجعل من اكبر منه سلطة يخر له و يحترمه رجل بمعني ما تصفه الكلمة حاد كالسيف لا مجال للدعابة في دنياه
مها الدمنهوري : صاحبة ٢٧ عام ما عانته بالماضي اودي بها لمرض نفسي مستعصي علاجه جميلة طولها متوسط بقامة رشيقة ذو اعين زرقاء واسعة و انف دقيق و بشرة حليبيه و شعر عسلي مذهب طويل حريري
ريم العدلي : انثي رقيقة بكل ما تعنيه الكلمة طبيبة نفسية مبتدئة طيبة القلب بداخلها حزن لماضي مؤلم ذو ٢٨ عام ببشرة قمحية ناعمة و اعين فحمية واسعة ذو اهداب كثيفة و انف مدقق اما الفم الكرزي الممتلئ قصة اخري قصيرة القامة بشعر قصير
عز الدين الشاذلي : ابن شقيقة طاهر يدير اعمال العائلة من شركات و مصانع و هو بالاصل مهندس معماري ذكي ثعلب ماكر مهمته في الحياة اللعب بقلوبهن و تحقيق من بين انثي لاخري انتصار باهر وسيم ذو ملامح رجل شرقي جذاب طويل جسده رياضي عمره ٣٤ عام
ملك : طبيبة نفسية تعمل مع طاهر حقودة و خبيثة يكرهها الجميع هدفها طاهر زيدان لتملك سلطة و مال ما يساعدها هو جمالها البراق كأنها تمثال منحوت ببراعة ذو ٢٥ عام
السيدة حنان زيدان : امرأة خمسينيه طيبة القلب تحب ابنها و اخيها الاصغر رغم عمرها الا انها تطبق المثل الذي يقول ( كل ما تكبر تحلي ) ذو جسد انثوي رشيق و ملامح صغيرة لا يشوبها تجاعيد الا القليل غير ظاهرة
السيدة غادة : صديقة حنان ووالدة ريم
الدكتور باسم : رجل مرح يحافظ علي هيئته الرياضية رغم شعره الشائب باللون الابيض معجب بشقيقة تلميذه طاهر لكنه يخشي رفضها و رفضه فيحاول البعد علي قدر الامكان
ادم : ابن خالة ريم و اخيها بالرضاعة وسيم مرح و صديق طفولتها ذو ٢٩ عام
#بقلمي سمر خلف
_____________________________________
( الفصل الاول )
***************************
_ دلف ذلك الاربعيني الي غرفة الدكتور باسم بهيبة تناسب وضعه و شخصيته الحادة القوية ذات الرزانة الساحرة لكن ما ينافي عمره هو وجهه الوسيم بشدة و جسده ذو العضلات الصلبة المتراصة و التي تبديه بأول الثلاثين ، تهادي بخطواته المحسوبة تجاه مقعد امام المكتب و المقابل لجلوس الدكتور باسم و من ثم طلب الاخير منه المثول على المقعد
اسند ظهره علي المقعد بثقة تجتاحه دائما ينتظر استاذه ليتحدث فقال ذلك الستيني باسماً : مكنش ينفع اجيبك لحد هنا الا في شغل يا طاهر ؟!
ابتسم ابتسامة لم تصل لعينيه ليقول : العفو يا دكتور انت تؤمر و احنا ننفذ
اشار بعينيه لملف ازرق مردفاً بعملية : الملف ده خاص بمريضة جت عندي من خمس سنين ...شااابة لسه صغيرة حالتها صعبة و مازالت صعبة اي راجل بيطلع قدامها ممكن تهجم عليه و تقتله و فارس بيه الحديدي متكفل بعلاجها معرفش ايه صلة القرابة بس هو الوحيد اللي بيسأل عنها فشلت معاها انا و اربعة غيري ....قبض طاهر علي الملف ليرفعه لنطاق بصره ليضيف باسم متنهدا ....الملف فيه كل المعلومات الخاصة بيها الا حاجة واحدة ...رفع نظره اليه يحثه ليكمل ....سبب عقدتها ايه و دي مهمتك
فتح اول صفحة ليقرأ اسم مريضته بصوت مسموع غامض : مها عزيز الدمنهوري
_____________________
_ في تلك الغرفة القاتمة تحتضن هذه المسكينة جسدها بذراعيها و كأنها تحتمي بهم من غدر الجميع و ظلمهم لها تأن بصوت خفيض و ايضا يبث الذعر في اي انسان طبيعي لانه ينبأ بثمة شئ غريب سيهاجمه و البعض يشفقون علي تلك الشقراء التي اودي بها السبيل الي تلك المتاهة التي لا نهاية لها
اقتربت الطبيبة ريم بمقعدها من جانب الفراش الذي يحتوي تلك الصغيرة المرتدية ملابس المشفي البيضاء و خصلاتها الذهبية منسابة على جسدها تغطيه و كأنه هالة حماية ثم ربتت علي كتفها لتنتفض الاخري بفزع فقالت ريم بهدوء : متخافيش انا ريم مش هأذيكي
انتظرت الطبيبة ان تجادلها و لو بانفعال جسدي لكن هي ترمقها بأعين زرقاء باردة كالثليج غامضة و كأنها تفكر في شئ اخر فأكملت ريم : مها انتي في امان متتفزعييش من حاجة و بعدين احنا لوحدنا اهو مفيش اي راجل معانا يعني اتكلمي براحتك و عرفيني علي نفسك يا قمر
انهت حديثها بأبتسامة هادئة تبث الراحة في انفاس من يراها لكنه بالتأكيد ليس مها ، لانت ملامح الشقراء و رفعت جسدها قليلا لتجلس مقابل وجه طبيبتها فزادت الامال بداخل ريم بأن هذه المريضة اخيرا ستتحدث لها او علي الاقل ستأمن لها و هذه خطوة بينما اثناء بناء الامل ضحكت مها بقوة و شراسة حتي عادت برأسها للامام و الخلف ثم لمعت عيناها بعنف و اطاحت بجسد ريم ارضاً فتزامن ذلك بصرخة مدوية من فم الاخيرة اثر الصدمة لتنهض الاخري من فراشها تقبض علي خصلات ريم بشدة و تسحبها تجاه باب الغرفة و المسكينة تصرخ بألم تحاول تخليص نفسها من بين كفيها و تحرك ساقيها محتكة بالارض في محاولة بائسة للفرار لكن المفاجأة هجوم الممرضات علي الغرفة اثر سماعهم صوت الطبيبة جاهدوا لتخليصهم لكن قوة مها النابعة من كرهها للبشر الذين القوها بعد عناء نفسي لها تكون اقوي منهن جميعا
بدون اي مقدمات شعرت بذراعين يقيدان ذراعيها للخلف فاضطرت نتيجة قوته ترك خصلات البائسة التي ابرحتها وجعا ليصرخ فيهن جميعاً : بررررة قلت برررة
جحظت عينيها بشدة انه رجل ..انه صوت رجل ستقتله ستمزقه قطعا صغيرة ، بدأ قلبها بتسارع النبض فزعا و صدرها يعلو و يهبط بعنف و انفاسها المضطربة تتعالي بين ذراعيه من انفها الرقيق الذي اشتد احمرارا من طاقتها المفرطة ثم بدأت ساقيها بالحركة العنيفة و الصراخ بنبرة عالية و هي تغمض زرقاويتيها بقوة حتي يتركها لكنه زاد تشبثا بها و كبلها بقدميه فسقطت علي الفراش و هو يعتليها فصرخت بشدة لكن تلك المرة آلما فذراعيها خلف ظهرها فشعر هو بها و حررهما
فتحت عينيها بدهشة لماذا حررها كان يجب ان يقتلها كما فعل الاخرون فجميعهم يهاجمونها حينما تهاجمهم و ينتهي ذلك بجلسة مؤلمة من الكهرباء تضني قوتها كل هذا و لا تدري ذلك الذي يسبح في بحر زرقاوتيها الواسعتين يتسائل هل لهذا الجمال ان يكبل بأغلال المجتمع حتي يسجن بين جدران كهذه
تحدث بحنو : مها ، اسمك مها ....حلو الاسم بس المفروض تتسمي حورية
تبا لا يعلم مالذي يقوله سحقا لبلاهته امامها و كأنه يري امرأة لاول مرة لاحظ ارتجاف شفتيها بقلق من حديثه و عبراتها تنساب بضعف امامه فنهض بسرعة ليتركها و يذهب يحاول استجماع نفسه و العودة لرزانته ...اهدأ ايها الاربعيني انها صغيرة جدا بل طفلة اما عنها كرهت هذا الاربعيني الوسيم لانها شعرت لاول مرة بالضعف و الهوان بين ذراعيه
.............................................
— مر شهران علي لقاؤه بها يرصد جميع تحركاتها و ميولها و سلوكها المضطرب و العدواني تجاه الجميع و احيانا صمتها الذي تغرق فيه لمدة ايام ساكنة دون حراك فقد تنظر امامها بحيرة و قد تبكي تارة اخري يراقبها و يمنع اي طبيب او طبيبة الاقتراب منها هو دائما ما يحب ان يأخذ فكرة شاملة عن مرضاه قبل البدء معهم في دورة العلاج
- يجلس في قصره الضخم يتناول طعام الفطور مع شقيقته الكبري تلك السيدة الحنون كأسمها الدافئ لكن عقله شاردا يفكر في خطوته التالية تجاه مريضته مها و التي فشل العديد من الاطباء في اعادة اتزان عقلها او حتي الحديث معها ما يشغل باله اكثر هو فارس من هذا الرجل الغامض الذي يظهر شهريا يتحمل تكاليف اقامتها في ذلك المشفي الخاص لا يعلم ما سر نظرته الحزينة لها فإذا كان يعرفها لما لا يقترب منها قد يخفف وحدتها والامها الا اذا كان هو سبب عقدتها من الرجال عند تلك الملحوظة التي خطرت في عقله توقف كفيه عن تقطيع قطعة الخبز الطازج في صحنه و جحظت عيناه
لاحظت حنان توقفه لتردف بقلق و هي تربت علي يده : مالك يا طاهر في حاجة يا حبيبي
انتفض للمستها اثناء شروده لتكمل هي : يااااه للدرجادي سرحان
ابتسم لها بحب اخوي : متشغليش بالك انا بس بفكر في الشغل
هدأت قليلا لتخبره : عز بيسلم عليك بيقول خالي مبيسألش ليه
مسد علي نهاية حاجبه الايسر بحرج : معلش يا حنان مانتي عارفة شغلي بينسيني اسمي ..حاضر هبقي اكلمه
ضحكت بعد ان ابتلعت طعامها لتهتف : لا فعلا لدرجة انك مش معايا حتي ...ربتت علي كفه لتكمل ....متقلقش و متشلش هم كتير هتتعب
نهض بعد ان انهي الحديث قائلا : ربنا يخليكي ليا يا نونا يلا همشي انا رمقته بحنو مردفة : و يخليك لينا ربنا معاك يا طاهر .................................................
—
— كانت تجلس علي ارض الحديقة الخضراء في ذلك الصباح الربيعي ترسم في ورقة بيضاء خطوط غير متصلة و هي تأن بهذا الصوت الخفيض ثم تمزق الورقة و تلقيها بأي اتجاه ثم تلتقط اخري و لا تنال ما بعدها الا التمزيق و استمر الوضع علي حاله ساعة كاملة حتي كادت تنتهي تلك الاوراق التي امر طاهر احدي الممرضات تقديمها لمها ......اقترب بخطوات هادئة مدروسة من موضعها بعد مراقبتها منذ البدء و هي جالسة علي بطنها برداءها الابيض ذو الاكمام و شعرها الذهبي اللامع مع ضوء الشمس الذي يداعبه ...توقف عند موضع بصرها و هي تخط بالقلم فتوقف كفها عن الرسم و نظرت للحذاء الرجالي الذي تسمر امام بصرها فرفعت عيناها بتوتر لتصطاد فحميتاه زرقاوتيها بشراسة دون ان يرحمها و حينما ادركت انه نفس الرجل الذي كبلها منذ شهران اعتدلت في جلستها و نهضت تتراجع للخلف بينما لمحهم دكتور باسم اثناء مروره من بعيد ليلاحظ تراجع المريضة العنيفة امامه فابتسم فأنها حركة و خطوة تحسب لصالح تلميذه النجيب اما عن طاهر فرمقها بنظرة باردة دون اي مشاعر و هو يضع كفيه ببنطاله
تحدث اخيرا : ازيك يا مها
دون ان ينظر لها و لذعرها منه قبض علي كفها و سحبها ليجلسا علي المقعد الخشبي بالحديقة و لم يترك اناملها المرتعشة بل تمسك بهم نظر امامه مردفا : تحبي تفطري ايه
ارتجف جسدها فأكمل بثقة : انا احب افطر شوية جبن و باتيه و عصير ها ايه رأيك لم تجيبه مستمرة علي مراقبته بأعين ضيقة ليخبرها : الصراحة فطرت مع حنان اختي في البيت بس اكلت نص بطن زي ما بيقولو ....اعتدل بجسده و نظره لها ...و احتفظت بالنص التاني علشان افتح نفسك
وزعت انظارها عليه من اعلي لاسفل تحاول فهمه و ترتيب ما تقبل عليه معه لكن قطع ذلك ظهور مائدة طعام متحركة جلبتها العاملة ثم قالت : اي اوامر تانية يا دكتور طاهر
اذاً اسمه طاهر ذلك الدخيل علي هالتها لتسمعه يتكلم : لا شكرا روحي انتي انحني يصب لها كوب حليب طازج ثم التقط الخبز المحلي بالشيكولاتة ليقربه من فمها فتحت فمها بعد دقيقة لتقضم قطعة صغيرة فابتسم لها بهدوء لتبادره بطلب كوب الحليب مبتسمة قليلا لتتناوله بكف ممتد له ففهم مقصدها بمكر فتركه بين اناملها لتفاجئه بسكب الحليب عليه و هو ساخن ووو
_______________
#بقلمي سمر خلف
طاهر زيدان : طبيب نفسي من عائلة ثرية منذ نشأتها عمره ٤٠ عام بينما اهتمامه بلياقته و صحته يبديه بعمر ال ٣٠ ببشرة قمحية تحمل لحية فحمية كثيفة تلائم كثافة شعر رأسه باعين عسلية واسعة بقامة طويلة جدا ، جاد لدرجة كبيرة يهوي عمله و فقط بعد ربه و شقيقته الكبري و لا يضع للمشاعر حسبان في حياته الصلبة لديه هيبة تجعل من اكبر منه سلطة يخر له و يحترمه رجل بمعني ما تصفه الكلمة حاد كالسيف لا مجال للدعابة في دنياه
مها الدمنهوري : صاحبة ٢٧ عام ما عانته بالماضي اودي بها لمرض نفسي مستعصي علاجه جميلة طولها متوسط بقامة رشيقة ذو اعين زرقاء واسعة و انف دقيق و بشرة حليبيه و شعر عسلي مذهب طويل حريري
ريم العدلي : انثي رقيقة بكل ما تعنيه الكلمة طبيبة نفسية مبتدئة طيبة القلب بداخلها حزن لماضي مؤلم ذو ٢٨ عام ببشرة قمحية ناعمة و اعين فحمية واسعة ذو اهداب كثيفة و انف مدقق اما الفم الكرزي الممتلئ قصة اخري قصيرة القامة بشعر قصير
عز الدين الشاذلي : ابن شقيقة طاهر يدير اعمال العائلة من شركات و مصانع و هو بالاصل مهندس معماري ذكي ثعلب ماكر مهمته في الحياة اللعب بقلوبهن و تحقيق من بين انثي لاخري انتصار باهر وسيم ذو ملامح رجل شرقي جذاب طويل جسده رياضي عمره ٣٤ عام
ملك : طبيبة نفسية تعمل مع طاهر حقودة و خبيثة يكرهها الجميع هدفها طاهر زيدان لتملك سلطة و مال ما يساعدها هو جمالها البراق كأنها تمثال منحوت ببراعة ذو ٢٥ عام
السيدة حنان زيدان : امرأة خمسينيه طيبة القلب تحب ابنها و اخيها الاصغر رغم عمرها الا انها تطبق المثل الذي يقول ( كل ما تكبر تحلي ) ذو جسد انثوي رشيق و ملامح صغيرة لا يشوبها تجاعيد الا القليل غير ظاهرة
السيدة غادة : صديقة حنان ووالدة ريم
الدكتور باسم : رجل مرح يحافظ علي هيئته الرياضية رغم شعره الشائب باللون الابيض معجب بشقيقة تلميذه طاهر لكنه يخشي رفضها و رفضه فيحاول البعد علي قدر الامكان
ادم : ابن خالة ريم و اخيها بالرضاعة وسيم مرح و صديق طفولتها ذو ٢٩ عام
#بقلمي سمر خلف
_____________________________________
( الفصل الاول )
***************************
_ دلف ذلك الاربعيني الي غرفة الدكتور باسم بهيبة تناسب وضعه و شخصيته الحادة القوية ذات الرزانة الساحرة لكن ما ينافي عمره هو وجهه الوسيم بشدة و جسده ذو العضلات الصلبة المتراصة و التي تبديه بأول الثلاثين ، تهادي بخطواته المحسوبة تجاه مقعد امام المكتب و المقابل لجلوس الدكتور باسم و من ثم طلب الاخير منه المثول على المقعد
اسند ظهره علي المقعد بثقة تجتاحه دائما ينتظر استاذه ليتحدث فقال ذلك الستيني باسماً : مكنش ينفع اجيبك لحد هنا الا في شغل يا طاهر ؟!
ابتسم ابتسامة لم تصل لعينيه ليقول : العفو يا دكتور انت تؤمر و احنا ننفذ
اشار بعينيه لملف ازرق مردفاً بعملية : الملف ده خاص بمريضة جت عندي من خمس سنين ...شااابة لسه صغيرة حالتها صعبة و مازالت صعبة اي راجل بيطلع قدامها ممكن تهجم عليه و تقتله و فارس بيه الحديدي متكفل بعلاجها معرفش ايه صلة القرابة بس هو الوحيد اللي بيسأل عنها فشلت معاها انا و اربعة غيري ....قبض طاهر علي الملف ليرفعه لنطاق بصره ليضيف باسم متنهدا ....الملف فيه كل المعلومات الخاصة بيها الا حاجة واحدة ...رفع نظره اليه يحثه ليكمل ....سبب عقدتها ايه و دي مهمتك
فتح اول صفحة ليقرأ اسم مريضته بصوت مسموع غامض : مها عزيز الدمنهوري
_____________________
_ في تلك الغرفة القاتمة تحتضن هذه المسكينة جسدها بذراعيها و كأنها تحتمي بهم من غدر الجميع و ظلمهم لها تأن بصوت خفيض و ايضا يبث الذعر في اي انسان طبيعي لانه ينبأ بثمة شئ غريب سيهاجمه و البعض يشفقون علي تلك الشقراء التي اودي بها السبيل الي تلك المتاهة التي لا نهاية لها
اقتربت الطبيبة ريم بمقعدها من جانب الفراش الذي يحتوي تلك الصغيرة المرتدية ملابس المشفي البيضاء و خصلاتها الذهبية منسابة على جسدها تغطيه و كأنه هالة حماية ثم ربتت علي كتفها لتنتفض الاخري بفزع فقالت ريم بهدوء : متخافيش انا ريم مش هأذيكي
انتظرت الطبيبة ان تجادلها و لو بانفعال جسدي لكن هي ترمقها بأعين زرقاء باردة كالثليج غامضة و كأنها تفكر في شئ اخر فأكملت ريم : مها انتي في امان متتفزعييش من حاجة و بعدين احنا لوحدنا اهو مفيش اي راجل معانا يعني اتكلمي براحتك و عرفيني علي نفسك يا قمر
انهت حديثها بأبتسامة هادئة تبث الراحة في انفاس من يراها لكنه بالتأكيد ليس مها ، لانت ملامح الشقراء و رفعت جسدها قليلا لتجلس مقابل وجه طبيبتها فزادت الامال بداخل ريم بأن هذه المريضة اخيرا ستتحدث لها او علي الاقل ستأمن لها و هذه خطوة بينما اثناء بناء الامل ضحكت مها بقوة و شراسة حتي عادت برأسها للامام و الخلف ثم لمعت عيناها بعنف و اطاحت بجسد ريم ارضاً فتزامن ذلك بصرخة مدوية من فم الاخيرة اثر الصدمة لتنهض الاخري من فراشها تقبض علي خصلات ريم بشدة و تسحبها تجاه باب الغرفة و المسكينة تصرخ بألم تحاول تخليص نفسها من بين كفيها و تحرك ساقيها محتكة بالارض في محاولة بائسة للفرار لكن المفاجأة هجوم الممرضات علي الغرفة اثر سماعهم صوت الطبيبة جاهدوا لتخليصهم لكن قوة مها النابعة من كرهها للبشر الذين القوها بعد عناء نفسي لها تكون اقوي منهن جميعا
بدون اي مقدمات شعرت بذراعين يقيدان ذراعيها للخلف فاضطرت نتيجة قوته ترك خصلات البائسة التي ابرحتها وجعا ليصرخ فيهن جميعاً : بررررة قلت برررة
جحظت عينيها بشدة انه رجل ..انه صوت رجل ستقتله ستمزقه قطعا صغيرة ، بدأ قلبها بتسارع النبض فزعا و صدرها يعلو و يهبط بعنف و انفاسها المضطربة تتعالي بين ذراعيه من انفها الرقيق الذي اشتد احمرارا من طاقتها المفرطة ثم بدأت ساقيها بالحركة العنيفة و الصراخ بنبرة عالية و هي تغمض زرقاويتيها بقوة حتي يتركها لكنه زاد تشبثا بها و كبلها بقدميه فسقطت علي الفراش و هو يعتليها فصرخت بشدة لكن تلك المرة آلما فذراعيها خلف ظهرها فشعر هو بها و حررهما
فتحت عينيها بدهشة لماذا حررها كان يجب ان يقتلها كما فعل الاخرون فجميعهم يهاجمونها حينما تهاجمهم و ينتهي ذلك بجلسة مؤلمة من الكهرباء تضني قوتها كل هذا و لا تدري ذلك الذي يسبح في بحر زرقاوتيها الواسعتين يتسائل هل لهذا الجمال ان يكبل بأغلال المجتمع حتي يسجن بين جدران كهذه
تحدث بحنو : مها ، اسمك مها ....حلو الاسم بس المفروض تتسمي حورية
تبا لا يعلم مالذي يقوله سحقا لبلاهته امامها و كأنه يري امرأة لاول مرة لاحظ ارتجاف شفتيها بقلق من حديثه و عبراتها تنساب بضعف امامه فنهض بسرعة ليتركها و يذهب يحاول استجماع نفسه و العودة لرزانته ...اهدأ ايها الاربعيني انها صغيرة جدا بل طفلة اما عنها كرهت هذا الاربعيني الوسيم لانها شعرت لاول مرة بالضعف و الهوان بين ذراعيه
.............................................
— مر شهران علي لقاؤه بها يرصد جميع تحركاتها و ميولها و سلوكها المضطرب و العدواني تجاه الجميع و احيانا صمتها الذي تغرق فيه لمدة ايام ساكنة دون حراك فقد تنظر امامها بحيرة و قد تبكي تارة اخري يراقبها و يمنع اي طبيب او طبيبة الاقتراب منها هو دائما ما يحب ان يأخذ فكرة شاملة عن مرضاه قبل البدء معهم في دورة العلاج
- يجلس في قصره الضخم يتناول طعام الفطور مع شقيقته الكبري تلك السيدة الحنون كأسمها الدافئ لكن عقله شاردا يفكر في خطوته التالية تجاه مريضته مها و التي فشل العديد من الاطباء في اعادة اتزان عقلها او حتي الحديث معها ما يشغل باله اكثر هو فارس من هذا الرجل الغامض الذي يظهر شهريا يتحمل تكاليف اقامتها في ذلك المشفي الخاص لا يعلم ما سر نظرته الحزينة لها فإذا كان يعرفها لما لا يقترب منها قد يخفف وحدتها والامها الا اذا كان هو سبب عقدتها من الرجال عند تلك الملحوظة التي خطرت في عقله توقف كفيه عن تقطيع قطعة الخبز الطازج في صحنه و جحظت عيناه
لاحظت حنان توقفه لتردف بقلق و هي تربت علي يده : مالك يا طاهر في حاجة يا حبيبي
انتفض للمستها اثناء شروده لتكمل هي : يااااه للدرجادي سرحان
ابتسم لها بحب اخوي : متشغليش بالك انا بس بفكر في الشغل
هدأت قليلا لتخبره : عز بيسلم عليك بيقول خالي مبيسألش ليه
مسد علي نهاية حاجبه الايسر بحرج : معلش يا حنان مانتي عارفة شغلي بينسيني اسمي ..حاضر هبقي اكلمه
ضحكت بعد ان ابتلعت طعامها لتهتف : لا فعلا لدرجة انك مش معايا حتي ...ربتت علي كفه لتكمل ....متقلقش و متشلش هم كتير هتتعب
نهض بعد ان انهي الحديث قائلا : ربنا يخليكي ليا يا نونا يلا همشي انا رمقته بحنو مردفة : و يخليك لينا ربنا معاك يا طاهر .................................................
—
— كانت تجلس علي ارض الحديقة الخضراء في ذلك الصباح الربيعي ترسم في ورقة بيضاء خطوط غير متصلة و هي تأن بهذا الصوت الخفيض ثم تمزق الورقة و تلقيها بأي اتجاه ثم تلتقط اخري و لا تنال ما بعدها الا التمزيق و استمر الوضع علي حاله ساعة كاملة حتي كادت تنتهي تلك الاوراق التي امر طاهر احدي الممرضات تقديمها لمها ......اقترب بخطوات هادئة مدروسة من موضعها بعد مراقبتها منذ البدء و هي جالسة علي بطنها برداءها الابيض ذو الاكمام و شعرها الذهبي اللامع مع ضوء الشمس الذي يداعبه ...توقف عند موضع بصرها و هي تخط بالقلم فتوقف كفها عن الرسم و نظرت للحذاء الرجالي الذي تسمر امام بصرها فرفعت عيناها بتوتر لتصطاد فحميتاه زرقاوتيها بشراسة دون ان يرحمها و حينما ادركت انه نفس الرجل الذي كبلها منذ شهران اعتدلت في جلستها و نهضت تتراجع للخلف بينما لمحهم دكتور باسم اثناء مروره من بعيد ليلاحظ تراجع المريضة العنيفة امامه فابتسم فأنها حركة و خطوة تحسب لصالح تلميذه النجيب اما عن طاهر فرمقها بنظرة باردة دون اي مشاعر و هو يضع كفيه ببنطاله
تحدث اخيرا : ازيك يا مها
دون ان ينظر لها و لذعرها منه قبض علي كفها و سحبها ليجلسا علي المقعد الخشبي بالحديقة و لم يترك اناملها المرتعشة بل تمسك بهم نظر امامه مردفا : تحبي تفطري ايه
ارتجف جسدها فأكمل بثقة : انا احب افطر شوية جبن و باتيه و عصير ها ايه رأيك لم تجيبه مستمرة علي مراقبته بأعين ضيقة ليخبرها : الصراحة فطرت مع حنان اختي في البيت بس اكلت نص بطن زي ما بيقولو ....اعتدل بجسده و نظره لها ...و احتفظت بالنص التاني علشان افتح نفسك
وزعت انظارها عليه من اعلي لاسفل تحاول فهمه و ترتيب ما تقبل عليه معه لكن قطع ذلك ظهور مائدة طعام متحركة جلبتها العاملة ثم قالت : اي اوامر تانية يا دكتور طاهر
اذاً اسمه طاهر ذلك الدخيل علي هالتها لتسمعه يتكلم : لا شكرا روحي انتي انحني يصب لها كوب حليب طازج ثم التقط الخبز المحلي بالشيكولاتة ليقربه من فمها فتحت فمها بعد دقيقة لتقضم قطعة صغيرة فابتسم لها بهدوء لتبادره بطلب كوب الحليب مبتسمة قليلا لتتناوله بكف ممتد له ففهم مقصدها بمكر فتركه بين اناملها لتفاجئه بسكب الحليب عليه و هو ساخن ووو
_______________
#بقلمي سمر خلف