الفصل الثانى و العشرين

وصلت سيارة عامر، أمام المزرعه الخاصة بريم.

ترجلت منها، لكنها قبض على معصمها.

فنظرت له بحزن، جعل قلبه يتمزق، ليزفر بضيق،
ويردف قائلاً..:-
....ريم أنا أسف، أنا عملت كده عشان بحبك، سامحينى وادينى فرصة تانيه،
أصلح غلطتى فى حقك.

جففت دموعها، وافلتت يدها، وأغلقت الباب،
ودلفت للداخل، ركضت عليها الخادمة، لتطمئن عليها، أخبرتها ريم بما حدث، فأصتحبتها لغرفتها.

بدأت الغيمة تنقشع، والصور تتضح أمامها،
لتتذكر بعض الأشياء، طلبت من الخادمه أرسال أحد، ليحضر لها الأدوية،
لتدلف للمرحاض، لتغتسل لعل الماء البارد، يطفئ
تلك النار المشتعله بداخلها.

♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️

فى الصباح الباكر، توضأ وأدى صلاته ، وتم تجهيز رنا للجراحة، وأتت الطبيبه
المساعدة، لتأخذ رنا لغرفه العمليات، كانت ترتل آيات القرآن وتدعي ربها.
تتسارع أنفاسها، لتتشابك ايديهم معانا،
محاولاً الابتسام رغماً عنه، ليطمئنها حتى دلفت لداخل، وابتعدت عن نظره، لينظر لأعلى، بعيون تتلألأ بها الدموع داعيا ربه،
حتى يصدح صوت هاتف، فيخرجه ليجد المتصل رؤوف،
ليجيبه على الفور.:-.... الو اهلا يااونكل رؤوف، ازى حضرتك.
ليردف قائلا.:-.... أنا بخير يا رامى، انا عرفت انهم وراك هنا فى لندن ، خلى بالك ياابنى، انت هنا فى أرضهم، وسهل جدا يوصلولك، حاول ترجع مصر بأسرع وقت ممكن.

ليزفر بضيق..:-... متقلقش، اول مارنا تبقى كويسه، هنرجع مصر.

ليتابع رؤوف:-
... إن شاء الله تقوم بالسلامة، وتطمن عليها.

ليتسال رامى:-.... بس هو حضرتك عارف، ولا ده مجرد شك او تخمين.

ليزفر بحزن..:-.. للأسف ده حقيقه، رجالتهم عرفوا انك هنا، وبدؤا يرتبوا هيعملوا ايه، خلى بالك ياابنى، انا رجالتى عينهم عليك، حاول تقلل تحركاتك.

لبيتلع غصه مريرة بحلقه...:-. حاضر يااونكل.

أغلق الهاتف، بعد إنهاء المكالمه.
♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️
وصلت سيارته، أمام مزرعتها، ترجل من السيارة،
لتتسارع أنفاسه ويزداد خفقان قلبه.

يدلف للداخل، هو على علم ماحدث معها،
وعلم أيضا بفقدانها للذاكرة، لكنه يعلم بداخله، انه مازلت هنا وتشعر به.

دلف للداخل، كانت تجلس بالحديقة،
لتنصدم بدخوله، وتقف تنساب دموعا حارقه على وجنتيها، ليتقدم منها، لييقف أمامها، تتسارع أنفاسها ليعلو صدرها ويهبط.

لتتفحصها عيونه جيدا، ليبتلع غصه مريرة بحلقه،
ليحتضن وجهها بكلتا يده، لتنظر له بعيون باكيه.

ليردف قائلا...:-
. بعدتى عنى ليه، سبتينى ليه، كنتى فاكرة انى مش هقدر احميكى،
لتتحدث بصوت مبحوح، وتخرج الكلمات متقطعه...... خفت، خفت عليك،
خفت تتأذى بسببى، وكون نقطتك ضعفك،
مقدرتش اتحمل فكرة انى اخسرك،

ليتابع بنبرة بها عتاب ولوم.:-
.... كل شئ نصيب،
وانا اقدر احميكى واحمى نفسى.

لتبتسم بحب، لتدفن وجهها بصدر مختبئه به،
ليضمها بحب.
♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️

دلف للقاعه الكبيره، كان هيكتور يتابع تدريب الفتيه، بعد أن علم بهروب نبيل، وابنته الصغيرة،
فقد أخبرته ابنته، انها هى من أرسلت لنبيل، ليلحق لها، فهدءت ثورت غضبه.

توجه له ستيف، ليردف قائلا.:-... لقد أخبرنى رجالنا بلندن، بتواجد رامى وزوجته بمشفى هناك، لتجرى جراحه عاجلة.
أبتسم بخبث..:-
.. حسنا "لقد سهل علينا الأمر"
فهو الأن وحيد، نستطيع فعل به مانشاء،
دعنى ارتب له أستقبال مميز،
راقبه جيدا، حتى ابلغك بما تفعله.

اؤمأ راسه بالموافقه.
♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️

فتحت جفناها بثقل شديد، فهى مازالت تحت تأثير المخدر.

أسرع ليها بابتسامه حنونه، ليتحسس وجهها بأنامله، ليطمئنها قبل جبينها.:-
... حمد الله على السلامة يا قلبي، انتي بخير، الدكتور طمنى وقالى انى العمليه نجحت الحمدلله.

أبتلعت ريقها بصعوبه، وتحدثت بصوت ضعيف.:-
... الحمد لله.

ليحتضن كفيها براحه كفيه.:-
..... شششش متتعبيش نفسك بالكلام، نامى دلوقتى،
ارتاحى خالص بلاش مجهود،

أغمضت جفونها مرة أخرى.

إنارة هاتفه عده مرات، انسحب من الغرفة بهدوء،
حتى لا يزعجها، ليجد المتصل منصور، ليجبيه على الفور.:-
.... الو اهلا يامنصور.
ليردف منصور قائلا:-
..... ايه يارامى، رنا عملت ايه، طمنى عليكم.

ليتابع رامى حديثه:-.... الحمد لله قامت بالسلامه، والعمليه نجحت، واطمنت عليها ونفسى تخف بسرعة، عشان نرجع قعدتنا هنا مش مطمنانى خالص.

ليطمئن هو الاخر.:-... حمد على سلامتها،
اسمع، انا عينت حراسه عليك انت ورنا،
انا قلبى مش مطمن، معظم شغلنا اتعطل
وخسرنا كتير، بس ده ولا حاجه، انا حاسس انهم هيضربوا ضربتهم قريب جدا، عشان يكسرونا،
أول مارنا تتحسن وتقدر ترجع مصر، ارجع فورا.

هشام وصل عندك، وقابل ريم كمان،
ان شاء الله هترجعوا كلكم سوا.

زفر بضيق.:-... اوك يامنصور، ربنا يستر.

ليعاود منصور مرة أخرى:-
.... ابقى طمنى عليك وعليها باستمرار، انا هطمن مصطفى وامى وعلا.

انتهت المكالمه، وأغلق الهاتف، لكن القلق والخوف كبرا بداخله، ليس على نفسه، بلى على حبيبته
ورفيقه دربه.

دلف الغرفه مرة أخرى، كان الطبيب يطمنئن عليها.

♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️

جلس بجوارها بالحديقة، يتأمل ذلك الوجه، الذى أشتاق لرؤياه....:-
. ليه عملتى فيا وفى نفسك كده،
ازاى قدرتى تبعدى عنى، انتى عارفه عملتى فيا ايه،
عارفه انا اتعذبت ازاى.

انسابت الدموع مرة أخرى.:-.... أنا أسفه كان غصب عنى، خوفى عليك هو اللى كان مسيطر عليا، وخصوصا بعد ما عرفت بهرب نبيل،
خفت عليك اكتر، علشان كده بعدت،
أنا كمان اتعذبت زيك، ويمكن اكتر منك، انت متعرفش حصلى ايه سامحنى.

نظرة لها بعشق:-.... أنا سامحتك اول ماشفتك،
وعارف كل اللى حصلك، وعارف انك فقدتى الذاكرة،
احنا هنرجع مصر، وهنتجوز على طول فاهمه.

ابتسمت، وأؤمات رأسها بالموافقه،
جفف دموعها بأنامله، لتتابع حديثها..:-
.. بس فى حاجه مهمه اوى متعرفهاش،
لم تكمل حديثها، لدخول عامر، لتنتفض من مقعدها ويقف هشام.

ليردف عامر قائلا.:-.... أنا آسف، حقك عليا، انا عارف انى غلط، لما خبت عنك انتى مين، بس غصب عني والله، خفت تسبينى، سامحنى وانسى اللى فات، وخلينا نفتح صفحه جديده.

تتحول ملامحه للغضب الشديد، يتطاير الشرر من عينه، لينظر لها بغضب.:-
.... مين ده ياهانم.
لتتعلثم..:-... ماأنا كنت لسه هقولك، اهدى وانا هحكيلك على كل حاجه.

ليتدخل عامر بالحديث.:-
.... مين انت؟ وتتكلم معاها ليه كده، وعايز ايه.

لبقترب هشام منهم..:-
.. انت اللى مين، وبتكلم مراتى كده ليه، وازاى اصلا تدخل هنا.
تتجمد ملامحه، لتتسع عيناه من الصدمه..:-
.. جوزها ازاى،  انت جوزها ازاى، انتى متجوزه طب ازاى.
لتقف ريم فاصل بينهم..:-... اسمعنى ياهشام، عامر هو اللى انقذنى بعد الحادثه، ومكنتش اعرف انا مين، و واه و اتخطبنا، بس والله انا ماكنت اعرف انا مين، لحد ما قبلت واحده فى المستشفى، وانا بعمل اشاعه علشان اتعالج من فقدان الذاكرة،
وهى قالتلى انا مين،
ساعتها عرفت كل حاجه، وعرفت انه كداب وخدعنى، وكان عارف انا مين بس خبى عنى،
ورميت الدبله.

ليزمجر بغضب:-
.... أظن كلامها واضح، اتفضل حضرتك من غير مطرود،
خرج عامر يجر خيبه أمله، وحزنه الشديد.

لتمسك ذراعه، وتنظر بعينه:-..... أنا مفيش فى قلبى غيرك، عمرى ماحبيت ولا حاحب غيرك.
ولما وافقت على عامر، مكنتش اعرف انا مين، وخفت الاقى نفسى فى الشارع، بس هو طلع كداب، كان عارف كل حاجه عنى وخبى عليا،
بس انت عرفت انا هنا أزاى، ومين اللى قالك.

ليخرج هاتفه..:-
... هقولك كل حاجه، بس الأول كلمى جولى صاحبتك، طمنيها عليكى.

ألتقت الهاتف، لتتحدث مع صديقتها.
لتجيبها جولى..:-... الو هاى يا هشام، مفيش أخبار عن ريم، معرفتش هى فين وصلتلها، انا هتجنن عليها.
لتبكى:-
..... أنا ريم يا جولى وحشتينى اوى.
عامله ايه، وريم الصغيرة وميكى عاملين ايه.
لتصرخ من شده فرحتها، بعودة صديقتها:-..... ريم، ريم انتى كنتى فين، قلقتينى عليكى، كده برده، هانت جولى عليكى مطمنيهاش كل ده، ازاى قدرتى تبعدى، وتنسينا بالشكل ده ازاى.

لتجفف دموعها..:-.. حقك عليا، بس انا حصلى حاجات كتير اوى، مش هينفع فى التلفون، اول لما اشوفك، هحكيلك على طول،
انا هرجع مع هشام مصر، خلينا نتقابل هناك، واحكيلك كل اللى حصلى.

جولى...:-. اوك ياريم، وحمد الله على السلامة يا قلبي،
اغلقت الهاتف، ونظرت له أبتسامه، أنارة وجهها الحزين لتردف قاءله...:-.
. قولى بقى، عرفت انا هنا ازاى.

سرد لها ماحدث معه، ومقابلته بمنصور ورامى،
ورنا هى من أخبرته.

لتبتسم بمحبه...:-..
يبقى واجب نروح المستشفى، نطمن عليها ونشكرها.
ليردف قائلا..:-... طبعا، بس بكرة الصباح، الوقت اتأخر دلوقتى،
شاورلى بقى على اوضتى، علشان انا ميت من التعب، ديه اول مرة من ساعه ماسفرتى، وانا هنام مطمن.

اصتحبته لغرفه، واغلقت الباب خلفها،
ودلفت هيا أيضا لغرفتها، لتنال قسطا من الراحه.

♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️

بغرفة مكتب مصطفى، بمديرية أمن القاهرة،
يجتمع هو ومحمد، حول طاولة بها عدة أوراق،
ليردف مصطفى قائلا:-
.... بالمعلومات اللي عندنا،
والمعلومات اللى قالها افرايم، يبقى كل الخيوط اتجمعت فى ايدنا، مقدمناش غير انى احنا نقبض عليهم.

عاد بالذاكرة الى الماضي.

أرتدى محمد ومصطفى، ملابس عمال خدمة الغرف بالفندق المقيم به افرايم.

ودخلوا الغرفة وهو بداخلها لتنظيفها، قاموا بتخديره ووضع داخل عربة الغسيل، وتسلل به من الفندق، ليضعوه بمكان أمن لاستجوابه.

عاد للحاضر.
ليضع القلم جانباً..:-
... تمام كده يا مصطفى،
عبد الله ساعد المافيا زمان يصفوا اخوه،
ودلوقتى بيساعدهم تانى، يصفوا ابن اخوه،
عبدالله خيط مهم جدا، رجالتنا بلغونى انه حجز تذكرة، على طيارة لندن كمان يومين.

ليزفر بضيق...:-
. الفلوس تعمل اكتر من كده، بلغ رجالتنا فى لندن، يفتحوا عنيهم كويس اوى،
رامى ورنا وهشام وخطبته، ميغبوش عن عنيهم، احنا مش عارفين ايه اللى ممكن يحصل،
اما عبدالله، فده ليه ترتيب تانى خالص.

♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️♣️

انهت مرورها على المرضى، فمنذ سفر رنا، وهى تحتل مكانها حتى تعود، دلفت لمكتبها
بأرهاق شديد، لتجلس على المقعد، تضع كلتاها يدها على رأسها،
لتتفاجأ برقم هاتفه، ليخفق قلبها بشدة، وتبتسم بسعاده أنستها التعب..:-
.. ألو وحشتنى، ووحشنى صوتك.

ليردف بعشق...:-
. وانتى كمان ياعلا، وحشتينى ولخبطتينى،
ولخبطى حياتى كلها.
لتقهق بمرح..:-
... أنا عملت كل ده، أنا بحبك بس.
لبتابع بمكر.:-
... بس بتحبينى بس،
ماشى ياعلا هعديهالك المرادى،
طمنينى عليكى ياحببتى، عامله ايه.

لتسند رأسها على حافه المقعد..:-.. هلكانه هموت ونام، من ساعه مارنا سافرت، وانا شلت الشغل كله على دماغى.

ليتحدث بنبرة هادئه....:-
. سلامتك ياعمرى،
ان شاء الله ترجع بالسلامة، وتشيل عنك شويه،
عمتا ياسيتى، هى عملت العمليه وهترجع قريب.

لتبتسم بسعاده..:-... الحمد لله، يارب يزرقها بالذريه الصالحه .
ليدعو معها،
ويدعوها لتناول طعام العشاء برفقته،
فتوافق.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي