الفصل الثالث

قد تأتيك المصائب كتله و لكن لو فهمنا حكمت ربنا حتعرف أنا لولا هذه المشاكل ما كنا تقربنا من بعض الناس التي ظهرت في حياتنا صدفة و كانت لها علاقة في تغيير حياتنا للأحسن .
لقد أصابها القلق علي ابنها فإنها تحدثه و الهاتف مغلق و أنه من الصعب أن يغلق ابنها هاتفه إلا لو كانت هناك حدث فظيع فكانت تريد من يطمئن قلبها ففضلت أن تسأل أبنائها لو تعرف ما هو سبب تأخر وحيدها .
جيهان بقلق: منساة هو معاذ متصلش و قال أنه سيتأخر أول مرة يتأخر و تليفونه مقفول يا رب سترك ورضاك.
منساة بتوتر: ما أنا بتصل بيه برضه التليفون مقفول و مش عارفه أعمل أيه لو فضل كده حتصل بعبد الرحمن أكيد حيعرف يوصله .
جيهان: عبد الرحمن صح هاتي رقمه أنا حمامه و يا رب يكون عارف حاجه عنه .
و بالفعل هاتفت جيهان عبد الرحمن الذي جعلها تشعر بالراحة عندما أخبرها بأنه معه و أن هاتفه فصل شحن و بعد الانتهاء من الكلام قامت بإغلاق الخط بعد ما ارتاحت علي ولدها .
منساة: قالك أيه يا ماما طمنيني .
جيهان: معاذ معاه بس تليفونه فصل المهم أنه بخير رغم عندي أحساس أن في حاجة عبد الرحمن مخبيها عليا .
منساة: يا حبيبتي هو مش طمنك و شوية و حتلاقي معاذ داخل علينا ليه بقي نقلق نفسنا .
أخذت جيهان تدعي بأن الله يرعي معاذ و أن تكون ظنونها خاطئة .
أما في الكافتيريا حيث يجلس معاذ و عبد الرحمن يفكرون في حل تلك المشكلة التي سوف تؤدي إلي انهيار أسرته .
عبد الرحمن: أنا طمنت ولدتك بس برضه لازم تعرف بالي حصل متنساش أنكم كلكم حتتأثروا بالمشكلة .
معاذ: بصراحة خايف من رد فعلها أنا اه متوقعتش أن كل ده يحصل و خصوصاً اني كنت بتجنب المشاكل .
عبد الرحمن: أنت الافضل تروح و أنا كمان جاي معاك لو مفيش مانع و تعرف والدتك و أختك الموقف و تشوف رأيهم و علي أساسها حتتحل أن شاء الله .
بالفعل أخذ عبد الرحمن معاذ لكي يذهبوا للمنزل و كان معاذ يفكر في رد فعل والدته واخته علي الموقف مما جعله عقله علي وشك الإنفجار .
أما في منزل عبد الله فقد علم بما حدث مع جهاد و كان شعور الخوف مسيطر عليه لأنه يعرف مازن خير معرفة و لذلك قرر بعد أن تناول الطعام أن يدخل غرفته و أن ينادي عليها .
عبد الله: جهاد تعالي عايزك في موضوع .
تركت جهاد ما في يدها و ذهبت مسرعة إلي والدها كي تعرف ما هو الموضوع .
خرجت جود من حجرتها عندما سمعت ما يحدث كي تعرف لماذا استدعي والدها جهاد .
جود محدثة والدتها: ماما هو بابا عايز جود في أيه .
فاتن: معرفش ما أنا اه قعده متحركتش من مكاني قدامك أه .
جود بغيظ: يا ماما ده بابا مش بيخبي عنك حاجة قولي بقي في ايه .
تشعر فاتن بالغيظ من ابنتها بسبب تدخلها فيما لا يعنيها .
فاتن: مش عارفه لما تخرج تبقي تساليها أو تسالي أبوكي علشان لو كان عايز يقول كان قال الكلام وسطينا .
شعرت جود بالغيظ فوالدتها حريصة علي عدم اخبارها و عليها أن تنتظر خروج أختها مي تعلم ماذا حدث .
و تتذكر جود ماذا حدث في الصباح و ترتسم الابتسامة علي وجهها .
فلاش باك
تأخذ جود المال و تنزل للكلية فلقد عزمت على عدم حضور المحاضرة كي تجلس مع أحدي الشباب بالخارج فلقد رسم عليها دور العاشق كي يحصل علي المال منها لأنه علم أنها مغرورة و تفضل من يمدح فيها بكلامه المعسول .
علي: أخيرا القمر ظهر يا بشر أجمل و ارق أنسانة في الكون و أخذ يلقي علي أذانيها كلمات من الحب و العشق .
جود بابتسامة: حبيبي معلش أتاخرت بس كنت بجيب الفلوس لك خد اهم بس اعمل حسابك مش حقدر اتصرف في فلوس تانية اليومين دول .
علي مصطنع الحزن و هو يأخذ منها المال: أسف حبيبتي تعبك معايا بس لما أخلص كلية اول ما أشتغل حسد الفلوس ده كلها أصل الأصول أن لما أكون بيتنا يكون من عرق جبيني .
جود: متقولش كده أنا وأنت واحد و بكرة يجمعنا بيتنا و أنا متأكدة انك مش حتنقصنا حاجة .
كما يقول المثل الطيور علي أشكالها تقع فكم من فتاة وقعت فريسة لأهواها كي تستمع إلي كلام معسول يحفظه بعض الشباب كالأسطوانات .
عودة
و في تلك اللحظة داخل الغرفة
عبدالله: جهاد من غير لف و لا دوران أنا حقولك كلمتين بلاش عند كل إلي حصل النهاردة وصل ليا افرضي الشاب إلي دافع عنك ده مكنش موجود كان يبقي حالك أه دلوقتي .
جهاد بثقة : بابا أنا أتعلمت منك أن مخفش من حد طول ما أنا مش بعمل حاجة غلط و ممكن تقول إن ربنا أرسل الشاب ده ليه علشان يقف معايا رغم أنه ميعرفنيش .
كان عبد الله مقتنع بكلام جهاد و لكن يجب أن لا يؤيدها في الرأي حتي لا تصل الأمر لكارثة محققة .
عبد الله: مازن طلب أيدك مني و ترك ليا وقت كي أفكر و اعرض عليكي الأمر .
بينما كان عبد الله متأكد من رأيها و لكن فضل أن يسمعه كي لا ياتي علي شخصيتها .
جهاد بثبات: طلبه مرفوض و سبق وبلغته كده كذا مرة بس شكله مش بيفهم .
عبد الله: ممكن اعرف السبب علشان أبلغه سبب الرفض .
جهاد: بابا استحالة أنا و مازن تكون لبعض طريق تفكرنا مختلف أنا مش لعبة حبها يبقي لازم يشتريها أنا عندي افضل كده و له أني ارتبط بيه و اكيد حتكون نهاية الحكاية مش لطيفة .
أعجب عبد الله براي جهاد و أسلوبها في الحوار و أنها تعرف قيمة نفسها و لن تقبل بأي زيجة و لذلك ابتسم لها و سمح لها بالخروج من الغرفة .
في الخارج كانت جود علي أخرها لأنها تريد أن تعرف سبب كل هذا التأخير و تلاشي كل ذلك عندما وجدت جهاد تخرج فأسرعت لها .
جود: خير يا جوجو بابا كان عايزك في أيه .
حاولت جهاد التحكم في ذاتها بسبب تدخل أختها في حياتها .
جهاد: موضوع و خلاص الحمد لله أتقفل .
جود: أيوه يعني موضوع أيه ده
تدخلت فاتن بسبب علمها أن بنتها لن تترك أختها حتي تعلم ما هو الموضوع .
فاتن: خلاص يا جود قالت ليكي موضوع و أتقفل سببها براحتها .
جود بغضب: هو أنا مليش مكانه هنا في البيت لازم تخبوا عليه أي حاجة و الحاجة إلي عايزني أعرفها بس هي إلي تقولوها اما ست جهاد لازم تعرف كل كبيرة وصغيرة في البيت .
هنا لم تقدر جهاد التحكم في نفسها فيكفي حديث فاختها لا تتركها في حالها و تضعها نصب عينيها في أي حوار كي تعلمه .
جهاد بغضب: لا يا ست جود عايزة تعرفي بابا كان عايزني في أيه كان بيقول ليا أن مازن أتقدم ليا و أنا رفضت في حاجة تانية حابه تعرفيها حضرتك .
جود بتعجب: أنت رفضتي مازن ده الف مين يتمناه كفاية فلوسه و فلوس أبوه و العز إلي هما فيه .
جهاد: شوفتي قولتي ألف مين يتمناه بس أنا مش من الالف إلي بتتمناه أهم حاجة الاخلاق و أخلاق مازن بلا جسد صفر .
جود: أنت وش فقر طول عمرك متكبرة مش بتشوفي غير نفسك مفيش حد عاقل يرفض مازن .
كل هذا تحت مسمع عبد الله و لكن رفض التدخل حتي لا تكبر المشكلة و هو علي يقين بأن جهاد حتحكم عقلها .
تنظر جهاد لأختها بغضب : لا أنا عندي عقل مش بوزن الامور بالفلوس في حاجة اسمها هل الشخص ده حيريحني و له لا و بالنسبة لمازن أنا مش لطيفه مش فلوسه هي إلي حتخليني أحبه افهمي الكلمتين دول كويس الفلوس عمر ما تعلي قيمة حد الفرد هو إلي بيعلي من نفسه.
تتدخل فاتن عندما تجد أن كلام جود وجع جهاد .
فاتن: جهاد جود متقصدش و متنسيش أنها لسه صغيرة و مش بتعقل الكلام بتاعها .
جود : لا يا ماما أنا اه الصغيرة بس هي لازم تفهم أنها بتتكبر علي النعمة إلي ربنا بعتها ليها و مش حتعرف معني كلامي إلا لما تزول النعمة من وشها .
لم تستطيع جهاد السكوت هذه المرة فيكفي تحمل كلام أختها.
جهاد: أنا عمري ما نقمت علي عيشتي و عمري ما بصيت في حاجة مش بتاعتي و عمري ما قولت ليكي علي أي حاجة لا حتي لو أنا محتاجها بس ما فكرت لحظة أنك حتكوني معايا كده .
و تركتها و دخلت حجرتها لتترك دموعها كي تنساب فيكفي أنها قدرت التحكم في نفسها كل ذلك الوقت أما في ذلك الوقت كانت فاتن تعنف جود علي ما صدر منها .
فاتن: جود أخر مرة أسمعك تكلمي أختك بالطريقة ده فاهمة شكلها لما جت علي نفسها علشانك افتكرتي أنك من حقك تدوسي عليها عرفتي الفرق بينك و بينها .
و تركتها ودخلت لجهاد كي تواسيها ببعض الكلمات .
فاتن و هي تاخذ جهاد في حضنها: متزعليش هي جود طول عمرها كده فاكرة توجهنا ليها تحكم بس مصيرها تعرف خوفنا عليها .
جهاد ببكاء: أنا كل إلي مزعلني أنها وخداني عدوتها شايفاني بتحكم فيها بس والله خايفة عليها و خفضل برضه في ظهرها لغاية اخر نفس حتي لو هي مش متقبلاني أنا حاسة أن الدنيا بتعاندني بتحاول تهزمني .
كانت فاتن في وضع لا تحسد عليه فقلب جهاد ملئ بالحب عكس جود الذي همها هو المال و أن تكون احسن مما حولها .
فاتن: بكرة ربنا يعوضك بالخير كله و تفرحي من قلبك صدقيني .
عندما تحدثت فاتن تلك الكلمات جاء في مخيلة جهاد معاذ و هو ينظر لها و اتمنت أن تكون من نصيبه .
وصل معاذ و عبد الرحمن البيت و استقبلتهم جيهان .
جيهان: أتاخرت ليه يا معاذ قلقت عليك حبيبي و اكملت حديثها لعبد الرحمن و أنت يا عبد الرحمن عامل أيه حبيبي.
عبد الرحمن: الحمد لله كويس اسف لو جيت من غير ميعاد .
جيهان: انت زيك زي معاذ يا حبيبي .
و نظرت لابنها فحست بأن هناك خطب ما يخفيه و لكنها صممت أنها لا تسأله حتي يخبرها و لم يطل الوقت حتي طلب معاذ من منساة القدوم كي يخبرها بأمر ما و بالفعل حضرت منساة .
يبدء معاذ في الحديث: طبعا أنتم عارفين لو ربنا أراد لنا شئ و كان شر من وجهه نظرنا فأكيد ربنا رايد لينا حكمه من وراه .
جيهان: معاذ أدخل في الموضوع علي طول من غير لف و لا دوران .
معاذ يكمل و هو ينظر لامه و لأخته: طبعا أنتم عارفين بعد وفاة بابا حصل مشاكل بيني و بين عمي و أنه رفض أن يسلمنا ورثنا و طبعا حضرتك يا ماما أصريتي علي عدم دخولي في مشاكل تانية معاها لانه في الأول و الآخر عمي و صلة الرحم و أنا وفقتك الرأي و مردتش ارفع قضيه عليه .
جيهان: صح يا بني علشان عضم التربة و صلة الرحم .
تدخلت منساة: بس هما من ساعة وفاة بابا و هما قطعونا حتي هما ميعرفوش عنا حاجة و لا احنا كمان .
معاذ: لا هما عارفين أخبارنا بإمارة عمي اتواصل مع مدير الشركة إلي بشتغل فيها و بنفوذه انفصلت من الشغل .
لطمت جيهان علي صدرها و أكمل معاذ حديثه .
معاذ بتهكم: ضيفي كمان أنه بلغني أن نسيب البيت ده بدال ما يطلعنا بالبوليس و عطيني مهلة أسبوع علشان صلة القرابة .
منساة: إزاي الشقة ده بتاعت بابا و أحنا ورثته .
هنا قاطعتها جيهان : لا الشقة بأسم جدك عمك لعبها صح بجد ده مش أنسان ده شيطان .
معاذ: أنا قولت أبلغكم لأن كلنا في نفس المركب .
أخذت جيهان تفكر و لن ليس بيدها أي شئ .
ماجدة: أنا معايا ذهبي و شوية فلوس و ممكن اسافر لأخواتي يساعدوني .
يتذكر معاذ أن بعد وقوفه في وجه عمه جاء جميع أهل والدته عليه لأنه تحدي الأكبر منه و لم يساندوه كي لا يخسروا علاقتهم بأولاد عمهم بسببه .
معاذ: ماما أحنا مش محتاجين حاجة من حد و أنا بأذن الله حوقف البيت تاني علي رجليه بس حنروح فين .
هنا قاطعه عبد الرحمن بابتسامة: مكانك عندي بس يا رب ميكونش اتصرفوا في المكان .
ينظر معاذ و فهم ما يلقي إليه صديقه فابتسام و هو يتذكر صاحبة العيون الساحرة التي خطفت قلبه من أول نظرة و أتمني بأن تكون من حظه .
في مكان أخر يحمل المعاصي يخرج رائحة الدخان الذي ملئ المكان
مازن: أنا بنت زي ده تعمل معايا كده وله الواد إلي طلع ليا في المقدر بس لو شوفته تاني يبقي من حظه و نصيبه .
إبراهيم: يا عم سيبك منها ده بنت مش شايفة غير نفسها أهملها و روح نقي اجدعها بنت و اكسر غرورها بخطوبتك من غيرها .
مازن: أنت صح و أنا عارف أكسرها أزاي و عرفت كمان حروح أخطب مين تبقي توريني نفسها ست الابلة و يكمل تناول ما حرمه الله .
يا تري عبد الرحمن حيودي معاذ فين .
مازن رسم يخطب مين و أه علاقتها بجهاد .
جود حتفوق من أفعالها و له لا .
حنعرف كل ده الفصل القادم .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي