الفصل الثاني و العشرون
كانت السعادة تغمر مني و كذلك فريدة التي شعرت بسعادتها فلاول مرة تري الابتسامة علي وجهها و كان وجهها مشرق يشع بالضوء و رجعوا إلي البيت كان كالذي يخرج منه النار فلقد عاتبت خديجة و نوارة ثناء علي ما فعلته مع روان فهاجمتها و تحولت المشكلة معهم و لم تفلح فاطمه في الفصل ما بينهم مما جعل البيت مشتعل و البنات لم تقدر علي التفوه بشيء فهم في تلك المواقف لا يتداخلون و عندما دخلوا جلست فاطمه لأنها علي علم بما سيحدث بينما لاحظ الجد علامات التوتر واضحة علي وجوه فعلم أن شيء عظيم حدث بينما قامت ثناء للالتفاف فوجدت ابنتها و من غيظها لم تلاحظ ابيها و لا احد فقامت بجرها من شعرها و قالت: و أنت كنت فين ملكيش حاكم عاد لا ده أنا اكسر ليكي دماغك عاد أخر مرة تخرجي من دون أذني بس المرة ده كنت فين عاد أه بتقابلي العريس و له بتنقي بين العرسان .
هنا كان صوت درويش يجلجل في المكان و لم يقطع السكون الا صفعة قلم تنزل علي وجهها و قال: حذرتك مرة و التانية و برضه مرجعتيش فياريت تفوقي كل حاجة حتضيع من أيدك بسبب جشعك بلاش بقي و كفاية فوقي قبل الوقت ما يروح يا بنتي و لكن جاءه الصوت من خلفهم و هو يجهر قائلاً: روحت ليك يا عمي الأرض عرفت أنك هنا ينفع بنتك المصونة كانت عايزة تضرب بنتي لولا شاب ابن حلال و بنتي علشان متربية قالت أنا مش حرد حخلي جدي أو ابوي يجبلي حقي .
نظر لها درويش : يعني برضه مش عارفه تسكتي و مش لاقيه حاجة تعمليها غير المشاكل و الخراب روحي منك لله يا بعيدة فين روان دلوقتي حد يطلع ينادي عليها .
إجابته فاطمه: مشيت يا حاجة و لمت حاجتها و كمان لما خديجة و نوارة عاتبتها مسكت فيهم و أنا تعبت من عمايلها ملهاش كبير و أنا مبقتش قادرة عليها خالص .
كان في ذلك الوقت عمار و فريدة يسمعون دون حديث و لكن خرجت فريدة من صمتها و قالت: ممكن اعرف يا عمه اختي كانت حتضرب ليه عاد مسكتي عليها حاجة عفشة و لو وقفت قصادك و قالت كلام مش زين ما أنا عايز افهم .
لم يرد عليها أحد فقالت محدش عايز يرد قولي يا ورد أه إلي حصل نظرت لها و لم تقدر علي الحديث فقالت فريدة : قولي يا خاله خديجة ايه الي حصل بدل ما اروح اشوف في ايه بس و الله في سماه لو كان الموضوع يخصني مش حسكت المرة ده .
فقالت خديجة: ثناء كانت بتسال عن مني و لم عرفت انك و له هي موجودة جابت سيرتك و قالت ميتي حتغوري من هنا عاد و انك مش حتقعدي كتير هنا فردت روان و قالت لها انها مينفعش تجيب سيرتك مهما يكون فكانت حتضربها بالقلم لولا صاحب عمار هو إلي مسك أيدها قبل ما تنزل علي وشها ساعتها الخوف اتمكن من اختك و طلعت تجري و قالت جدي أو أبوي يجيب ليا حقي و الله يا بنتي عاتبناها فمسكت فينا و قالت ليا و لنوارة أن ملناش كلمه هنا و أن مكانه هنا زي الكراسي إلي في البيت و إلي مش عجبه يغور الباب يفوت جمل .
هنا قالت فريدة: أنا سبق و نبهت عليكي انك متجبيش سيرتي بس المرة ده مش حسكت من ساعة ما جيت و الكره اتمكن من قلبك ليه لما شوفتيني كنت راسمه علي عمار لبنتك و له الحقد ده من زمان و كنت راسمه علي حاجه زمان و معرفتيش توصلي ليها فلازم ادفع أنا و اخواتي الضريبه مش معني سكوتي يبقي ضعف ممكن احترام للي حوليا بس كفاية احترام و الي يجي جنب حد من اخواتي امسحوا من علي وشك الدنيا مهما يكون بس المرة ده حنبهك اخواتي ملكيش صالح بيهم و احمدي ربنا أن القلم منزلش علي وش اختي علشان كنت حرده ليكي مهما كلفني الأمر .
و رحلت تحت نظرات الآخرين فمنهم من يشعر بالاعجاب به و منه من يشعر بأنها تخطت الحدود و لكن كان لعمار رأي أخر: عمتي اخر مرة تكلمي امي أو مرات عمي كده و مقامهم في البيت مش زي الكراسي عاد ده مقامهم عالي و عالي قوي و إلي ميحطهمش فوق دماغهم ميسواش أن احطه حتي تحت رجلي كفاية عاد بقي تحكم و اقول مش مهم بكرة حتعرف يعني ايه تحب إلي حوليها كنت بشوف دموع أمي و مرات عمي من كلامك و برضه قولت مسيرها حترجع بس أنا دلوقتي كبرت و ممكن المكان الي ملقيش فيه راحة أمي أشتري ليها مكان اريحها و كمان كنت ناوي اعيش هنا في الدار بس بعد عمايلك مع فريدة مينفعش اعيش هنا علشان حتحولي حياتي جحيم و فريدة مش حتسيب حقها و أنا حقف في صف مراتي بدال مش غلطانه فكده البيت حيبقي حريقة فبلاها تعب و مشاكل عاد.
كل ذلك تحت أنظار أبيه و جده عمه عادل الذي قال: بعد أذنك يا عمي لو علي كده انا حاخد ولادي و اعود تاني مصر أنا لما جيت جيت علي اساس العيلة و الحب و بصراحة بناتي من ساعة ما جيت ما شافوا الا مشاكل كل ما يجوا الدار فالاول قولت فريدة علشان مش بتقبل حد يتحكم فيها بس روان عمرها ما كانت بتاعت مشاكل بس أه حتي هي قالت ياريت يا بابا نعاود بيتنا تاني هنا ملناش مكان .
هنا سعر درويش ان الخيوط تخرج من تحت يده و لازم إجراء حازم كي ينهي تلك المشاكل فقال : عادل هات ولادك أنا عازمهم علي الغداء و أنت يا عمار اتصل بصاحبك مروان يجي هو كمان و عائلته و كمان اتصل علي سعد علشان النهاردة حيقرأ الفاتحة علي مني خلص الكلام و كله علي جوه جهزوا البيت و أنا رايح لولاد عمامي اتحدث معهم في أمر ضروري و نادي علي مني قائلاً: مني خليكي عايزك في حاجة يا بنتي .
دخل الجميع و ظلت مني فقال: معاكي تليفون أبوكي .
هزت رأسها و قالت: أيوه يا جدي .
فقال لها اتصلي بيه و هاتي التليفون اكلمه و بالفعل هاتفت ابيها و أعطت الهاتف لجدها الذي قال: سمير يا ولدي في أمور جدت فالنهاردة قراية فاتحة مني علي سعد ولد العتامنه قولت اخبرك يا ولدي و لمت اقابلك حقول لك كل حاجة فأجابه بشيء فرد عليه: يا بني أنا خابر زين أنك عاقل و مازلت يا ولدي زي ما انت مش عارف اقول لك ايه بس كل مرة بتحسسني انك ولد أصول منها لله بنتي و اعطي الهاتف لمني كي يبارك لها والدها و بالفعل فعلت و أغلقت الهاتف معه و صعدت كي تحضر نفسها لتلك المناسبة .
ذهب درويش لاولاد عمامه و اتفقوا علي كل شيء و كان من بين الاتفاق خطوبة ريم هي الأخري علي مروان بليل و بالفعل علم مروان و عمار بكل شيء فقاموا بالنزول لشراء ما يحتاجنه في تلك المناسبة بينما كانت مني بالفعل انتهت من فستان ريم و وضعت اخر لمساته و تفاجئت بأنها سوف يكون خطوبتها معها اليوم و لذلك ارسلت الفستان مع كريم لكي يعطيه لريم بينما جلست تشعر بالوحده ففريدة ليست معها و لم تعرف ماذا ترتدي حتي وجدت فريدة حضرت و معها كيسه و قالت لها : خدي ده فستان علشان تلبسيه النهاردة .
فنظرت لها مني بحب و قالت: مش عارفه اقول ليكي ايه .
فردت عليها: المرة ده مش انا إلي جبته ده والدك بعته ليا علشان اجيبه ليكي و بيقول ليكي هو حيكون قريب منك و شايفك المهم تفرحي و بيقولك ده هدية بسيطة بس علي وعد أنه حيجهزك بكل ما تحتاجيه .
فتحت مني الشنطة فوجدته يحتوي علي فستان غاية في الجمال فقامت و هاتفته كي تشكره علي هذه الهدية الرائعة فأجابها بأنه كان يصنعه من مده حتي يرسله لها في خطوبتها مع أي فرد دون أن تعلم من الذي أرسله لها .
فتبسمت و شكرته و أغلقت الهاتف و أرادت أن تجرب تلك الفستان فارتدته كانت جميع البنات قد حضروا حتي وجدوا ما ترتديه فستان غاية في الجمال و عندما سألوها من الذي أحضره لها فقالت إنه هدية فظنوا أنها من فريدة و صمتوا .
بينما كانت ثناء تشعر بالغيظ فهل كل ما تخطط له يفشل بهذا السرعة فاقسمت بأنها سوف تفسد تلك الليلة مهما كلفها الأمر فلن تترك الليلة تمر بسلام .
بينما كانت ريم تشعر بالسعادة فاليوم خطوبتها و خطوبه أخيها في نفس الوقت و كانت كوثر تغمرها السعادة هي الأخري فسوف تكون ام العروس و العريس معاً و قام عتمان بإرسال بعض الطيور و اللحوم لقصر درويش و قام غريب بإرسال الفاكهه و المشروبات لقصر درويش كما قام عمار بشراء الحلويات التي تخص تلك المناسبة و كان الجميع يعمل علي احر من الجمر فالكل يسعي لكي تكمل السعادة في تلك اليوم بينما قال عمار لجده: يا جدي يعني وقفت عليا ما أنا كمان أخطب فريدة النهاردة .
فأجابه: مش حينفع يا ولدي سيب فرحتك أنت و فريدة زي ما انتم بعد رمضان و علشان كمان العين و لولا إلي عملته عمتك مكنتش فكرت في الفرح أصلاً بس لازم أفوقها بس اشك انها تفوق أصلاً.
صمت عمار لانه بعد ذلك عقل كلامه و شعر بأن فريدة لن توافق لأنها مازالت تريد أن تأخذ حقها من عمته و لن تقبل بعمل الخطوبة في القصر .
قامت فريدة بمساعدة البنات بعمل زينة الفرح كاملة و وضع اسماء العرسان و محاوطتها بالانوار و قد ساعدتها زينة رمضان في ذلك .
بينما كان عند مروان الجميع يستعدون كي يذهبون لقصر درويش فلقد أصر درويش علي أن يتناولون جميع العائلات وجبة الغداء عندهم في القصر و بالفعل ذهبوا الجميع و جلسوا و تناولوا الطعام في جو من الفرح و السعادة و لقد حصر تلك الشاب مرة أخري فقالت خديجة: اه يا عمار صاحبك جه تاني .
نظر عمار لتلك الشاب و قال: معز عامل ايه معلش نسيتك و الله بس حاجتك في المزرعة موجوده .
ابتسم معز و قال معتذراً: أسف يا جماعة لو كنت جيت في معاد مش مناسب بس استاذ عمار تليفونه بره الخدمه و كنت محتاج حاجه منه ضروري فقال درويش : اه يا عمار نسيت عوايدنا عاد اعزم علي صاحبك بالوكل يا ولدي و أنت يا بني اقعد معانا يلا .
قال الشاب معتذراً: اعذورني يا جدي المرة ده أن شاء الله المرة الجاية .
نظر له الجد معاتباً: ليه يا ولدي احنا مش قد المقام عاد و له ايه .
ابتسم الشاب و جلس بجانب عمار بينما قالت روان لفريدة: ده الشاب إلي لحقني من يد عمتك .
نظرت له فريدة و قالت: شكراً يا استاذ علي إلي عملته مع روان و جميلك فوق رأسي .
ابتسم له الشاب و صمت بينما كان معز في بدء الأمر لم يري روان و لكن عندما تحدثت فريدة لفت انتباه وجودها فشعر بالسعادة تغمره .
و بعد انتهاء من الطعام دخلت الحريم بالداخل كي يجلسون علي راحتهم و كذلك ظلوا الرجال بالخارج و كان معز يريد الرحيل و لكن عمار أصر عليه بأن يظل كي يحضر خطوبه سعد و مروان فقبل أن يجلس كي يكون قريب من تلك الحورية التي سحرت قلبه .
بينما كان الجميع يتحدث و لكن ثناء لم تتفوه بكلمه فكل تركيزها منصب في كيفية فساد الأمر و صعدت البنات للأعلي كي يتجهزون لتلك العادة و سعدت ريم بالفستان و قامت بشكر مني علي ذلك الفستان و ارتدوا الجميع الملابس الخاصة بهم و جلسوا يضعون بعض اللمسات الجماليه علي وجوههم و بعد مرور الوقت نزلت البنات للاسفل فقام كل عريس بالدخول كي يأخذ عروسته و الخروج حيث المكان المصمم لهم و خرج الجميع للجنينة و انطلقت أعيرة النار مع إطلاق النساء الزراغيط فرحة بذلك المناسبة و بدء الشباب يتحركون بالعصي و منهم من يركب الفرس و يرقص به علي نغمات المزمار و كان ولاد العم يجلسون بجانب بعضهم البعض في سعادة فائقة بيننا كانت ثناء لا تعرف كي تفسد ذلك السعادة و لكن كان عقلها يعمل دون توقف فيجب أن تنتهي اليوم تلك السعادة حتي تحقق ما تريده و كان في ذلك الوقت قام مروان بتلبيس ريم شبكة خطوبتها و اتفق الأجداد علي أن يكتب كتابه في العيد و قاموا بالاتفاق علي ارتباط مني بسعد و كان الأمر يمشي علي ما يرام حتي تخرج سعد هو الآخر الشبكة و قام بتلبيسها إياها و كانت مني تشعر كأنها قلبها يرفف فاخيراً شعرت بالسعادة مثل الذين سبقوها و اتخطبوا فكانت تشعر بالخوف بأن يفوتها قطار الزواج دون أن يتقدم أحد لخطبتها حتي جاء من يريدها و لكن قطع تلك الفرحة تحدث ثناء قائلة: و مش عيب يا ولدي أنك تنقي الشبكة من غير ما تاخد العروسة معاك ليه تكسر بخاطري كأم تفرح زي الناس باليوم إلي بنتها تروح تنقي الشبكة .
فقال لها سعد: أسف يا خاله معرفش عاد أنك حتزعلي الزعل الواعر ده عموماً بعد العيد الشبكة حتبقي تختارها مني علي ذوقها و حضرتك اكيد معانا ده بس ذهب قراية الفاتحة.
فقالت ثناء: خلي بالك يا ولدي أحنا مش بتوع كل شوية زيطة و فرح لا إلي ميقدرش إلي معاه ملهوش لازمة يا ولدي و أحنا علي البر .
اجابتها كوثر: فيه أيه عاد يا ام العروسة سيبي الولاد يفرحوا و ولدي مغلطش لما حب يفرح عروسته و قال في الخطوبة تنزل تنقي إلي هي عايزاه.
فاجابتها: ماشي يا خيتي بس الأصول أصول و كمان مش مفروض مني ليها اب يطلبها منه .
فردت ريم قائلة: ما هو طلبها من جدها إلي رباها با خاله .
شعر الرجال بوجود شيء يحدث فقد وجدوا تجمع الناس و قيام الحاجة فاطمه و معها زوجات أبناءها فعلم درويش أن ثناء افتعلت شيء أخر فأرسل عمار كي يري ماذا يحدث بينما كانت ثناء ترد و تقول: أيوه جدها و مقلتش حاجه بس يدور علي ابوها لغاية لما يلاقيه و يطلبها من أيديها منه ده الأصول و العادات بتاعتنا عاد و كده كده البنت موجوده مش حتطير .
رجع عمار و خبر جده بما يحدث فلم يقدر علي التدخل حتي لا يحدث مشكلة و لكن كان هناك من له رأي أخر عندما وجد صوت يخرج من خلفهم لملثم قائلاً: و أنا موافق عليك يا سعد أن تكون جوز بنتي .
نظر له سعد و قال: مين حضرتك .
فأجابه: سمير أبوه العروسة يا ولدي و كان لازم تحضر فرح بنتي علشان اكون جنبها .
الجمت الصدمة لسان ثناء و قالت: سمير جيت مئتي و مين خبرك بفرح بنتي .
فاجابتها مني بسخرية: أنا يا ماما أصل نسيت اقولك اني لما خرجت الصبح كنت معاه .
بينما تبادلت الهمسات بين الحريم فقالت ثناء: و أه إلي جابك عاد لسه فاكر أن لك بنت بعد ما كبرتها و بقت عروسة .
نظر لها باحتقار فاجابة مني: كفاية بقي أنا عرفت كل حاجة بلاش تقلي من نظري اكتر ارحميني حتي فرحتي كسرتيها هنا لم يقدر درويش علي الصمود فقام و قال: ثناء كفاياكي عاد و أنت يا سعد أبوه العروسة اه و خابر بكل اتفاقتنا يا بني .
بينما قالت مني: بابا لو سمحت أنا تعبت منها و من قسوتها هي ميهمهاش إلا نفسها بس شكلها أي حاجة تانية عنده عادي و أنا خلاص حسيت بالتعب فياريت تاخدني معاكي كفاية قعدت معاك ساعة حسيت براحة رهيبه .
نظر لها سمير: كملي فرحك يا بنتي و حتروحي معايا و أنت يا بني بيتي مفتوح ليك في أي وقت و بالفعل انتهي الفرح و رحلت مني مع والدها و لحق بهم معز بين نظرات صدمة من ثناء فهي لم تقدر علي التفوه بشيء فلقد فقدت ابنتها في لحظة لم تخطط بها و ظلت تلعن فريدة لأنها السبب في كل ما وصلت له بنتها التي كانت تتحكم بها لولا تدخل فريدة و ظهورها في حياتهم .
زوجة سمير حتقبل بمني و شعور مني معها .
ثناء حتفكر تعمل ايه مع فريدة .
رد فعل درويش لوقف المشاكل التي تحدث .
كل ده حنعرفه الفصل القادم
هنا كان صوت درويش يجلجل في المكان و لم يقطع السكون الا صفعة قلم تنزل علي وجهها و قال: حذرتك مرة و التانية و برضه مرجعتيش فياريت تفوقي كل حاجة حتضيع من أيدك بسبب جشعك بلاش بقي و كفاية فوقي قبل الوقت ما يروح يا بنتي و لكن جاءه الصوت من خلفهم و هو يجهر قائلاً: روحت ليك يا عمي الأرض عرفت أنك هنا ينفع بنتك المصونة كانت عايزة تضرب بنتي لولا شاب ابن حلال و بنتي علشان متربية قالت أنا مش حرد حخلي جدي أو ابوي يجبلي حقي .
نظر لها درويش : يعني برضه مش عارفه تسكتي و مش لاقيه حاجة تعمليها غير المشاكل و الخراب روحي منك لله يا بعيدة فين روان دلوقتي حد يطلع ينادي عليها .
إجابته فاطمه: مشيت يا حاجة و لمت حاجتها و كمان لما خديجة و نوارة عاتبتها مسكت فيهم و أنا تعبت من عمايلها ملهاش كبير و أنا مبقتش قادرة عليها خالص .
كان في ذلك الوقت عمار و فريدة يسمعون دون حديث و لكن خرجت فريدة من صمتها و قالت: ممكن اعرف يا عمه اختي كانت حتضرب ليه عاد مسكتي عليها حاجة عفشة و لو وقفت قصادك و قالت كلام مش زين ما أنا عايز افهم .
لم يرد عليها أحد فقالت محدش عايز يرد قولي يا ورد أه إلي حصل نظرت لها و لم تقدر علي الحديث فقالت فريدة : قولي يا خاله خديجة ايه الي حصل بدل ما اروح اشوف في ايه بس و الله في سماه لو كان الموضوع يخصني مش حسكت المرة ده .
فقالت خديجة: ثناء كانت بتسال عن مني و لم عرفت انك و له هي موجودة جابت سيرتك و قالت ميتي حتغوري من هنا عاد و انك مش حتقعدي كتير هنا فردت روان و قالت لها انها مينفعش تجيب سيرتك مهما يكون فكانت حتضربها بالقلم لولا صاحب عمار هو إلي مسك أيدها قبل ما تنزل علي وشها ساعتها الخوف اتمكن من اختك و طلعت تجري و قالت جدي أو أبوي يجيب ليا حقي و الله يا بنتي عاتبناها فمسكت فينا و قالت ليا و لنوارة أن ملناش كلمه هنا و أن مكانه هنا زي الكراسي إلي في البيت و إلي مش عجبه يغور الباب يفوت جمل .
هنا قالت فريدة: أنا سبق و نبهت عليكي انك متجبيش سيرتي بس المرة ده مش حسكت من ساعة ما جيت و الكره اتمكن من قلبك ليه لما شوفتيني كنت راسمه علي عمار لبنتك و له الحقد ده من زمان و كنت راسمه علي حاجه زمان و معرفتيش توصلي ليها فلازم ادفع أنا و اخواتي الضريبه مش معني سكوتي يبقي ضعف ممكن احترام للي حوليا بس كفاية احترام و الي يجي جنب حد من اخواتي امسحوا من علي وشك الدنيا مهما يكون بس المرة ده حنبهك اخواتي ملكيش صالح بيهم و احمدي ربنا أن القلم منزلش علي وش اختي علشان كنت حرده ليكي مهما كلفني الأمر .
و رحلت تحت نظرات الآخرين فمنهم من يشعر بالاعجاب به و منه من يشعر بأنها تخطت الحدود و لكن كان لعمار رأي أخر: عمتي اخر مرة تكلمي امي أو مرات عمي كده و مقامهم في البيت مش زي الكراسي عاد ده مقامهم عالي و عالي قوي و إلي ميحطهمش فوق دماغهم ميسواش أن احطه حتي تحت رجلي كفاية عاد بقي تحكم و اقول مش مهم بكرة حتعرف يعني ايه تحب إلي حوليها كنت بشوف دموع أمي و مرات عمي من كلامك و برضه قولت مسيرها حترجع بس أنا دلوقتي كبرت و ممكن المكان الي ملقيش فيه راحة أمي أشتري ليها مكان اريحها و كمان كنت ناوي اعيش هنا في الدار بس بعد عمايلك مع فريدة مينفعش اعيش هنا علشان حتحولي حياتي جحيم و فريدة مش حتسيب حقها و أنا حقف في صف مراتي بدال مش غلطانه فكده البيت حيبقي حريقة فبلاها تعب و مشاكل عاد.
كل ذلك تحت أنظار أبيه و جده عمه عادل الذي قال: بعد أذنك يا عمي لو علي كده انا حاخد ولادي و اعود تاني مصر أنا لما جيت جيت علي اساس العيلة و الحب و بصراحة بناتي من ساعة ما جيت ما شافوا الا مشاكل كل ما يجوا الدار فالاول قولت فريدة علشان مش بتقبل حد يتحكم فيها بس روان عمرها ما كانت بتاعت مشاكل بس أه حتي هي قالت ياريت يا بابا نعاود بيتنا تاني هنا ملناش مكان .
هنا سعر درويش ان الخيوط تخرج من تحت يده و لازم إجراء حازم كي ينهي تلك المشاكل فقال : عادل هات ولادك أنا عازمهم علي الغداء و أنت يا عمار اتصل بصاحبك مروان يجي هو كمان و عائلته و كمان اتصل علي سعد علشان النهاردة حيقرأ الفاتحة علي مني خلص الكلام و كله علي جوه جهزوا البيت و أنا رايح لولاد عمامي اتحدث معهم في أمر ضروري و نادي علي مني قائلاً: مني خليكي عايزك في حاجة يا بنتي .
دخل الجميع و ظلت مني فقال: معاكي تليفون أبوكي .
هزت رأسها و قالت: أيوه يا جدي .
فقال لها اتصلي بيه و هاتي التليفون اكلمه و بالفعل هاتفت ابيها و أعطت الهاتف لجدها الذي قال: سمير يا ولدي في أمور جدت فالنهاردة قراية فاتحة مني علي سعد ولد العتامنه قولت اخبرك يا ولدي و لمت اقابلك حقول لك كل حاجة فأجابه بشيء فرد عليه: يا بني أنا خابر زين أنك عاقل و مازلت يا ولدي زي ما انت مش عارف اقول لك ايه بس كل مرة بتحسسني انك ولد أصول منها لله بنتي و اعطي الهاتف لمني كي يبارك لها والدها و بالفعل فعلت و أغلقت الهاتف معه و صعدت كي تحضر نفسها لتلك المناسبة .
ذهب درويش لاولاد عمامه و اتفقوا علي كل شيء و كان من بين الاتفاق خطوبة ريم هي الأخري علي مروان بليل و بالفعل علم مروان و عمار بكل شيء فقاموا بالنزول لشراء ما يحتاجنه في تلك المناسبة بينما كانت مني بالفعل انتهت من فستان ريم و وضعت اخر لمساته و تفاجئت بأنها سوف يكون خطوبتها معها اليوم و لذلك ارسلت الفستان مع كريم لكي يعطيه لريم بينما جلست تشعر بالوحده ففريدة ليست معها و لم تعرف ماذا ترتدي حتي وجدت فريدة حضرت و معها كيسه و قالت لها : خدي ده فستان علشان تلبسيه النهاردة .
فنظرت لها مني بحب و قالت: مش عارفه اقول ليكي ايه .
فردت عليها: المرة ده مش انا إلي جبته ده والدك بعته ليا علشان اجيبه ليكي و بيقول ليكي هو حيكون قريب منك و شايفك المهم تفرحي و بيقولك ده هدية بسيطة بس علي وعد أنه حيجهزك بكل ما تحتاجيه .
فتحت مني الشنطة فوجدته يحتوي علي فستان غاية في الجمال فقامت و هاتفته كي تشكره علي هذه الهدية الرائعة فأجابها بأنه كان يصنعه من مده حتي يرسله لها في خطوبتها مع أي فرد دون أن تعلم من الذي أرسله لها .
فتبسمت و شكرته و أغلقت الهاتف و أرادت أن تجرب تلك الفستان فارتدته كانت جميع البنات قد حضروا حتي وجدوا ما ترتديه فستان غاية في الجمال و عندما سألوها من الذي أحضره لها فقالت إنه هدية فظنوا أنها من فريدة و صمتوا .
بينما كانت ثناء تشعر بالغيظ فهل كل ما تخطط له يفشل بهذا السرعة فاقسمت بأنها سوف تفسد تلك الليلة مهما كلفها الأمر فلن تترك الليلة تمر بسلام .
بينما كانت ريم تشعر بالسعادة فاليوم خطوبتها و خطوبه أخيها في نفس الوقت و كانت كوثر تغمرها السعادة هي الأخري فسوف تكون ام العروس و العريس معاً و قام عتمان بإرسال بعض الطيور و اللحوم لقصر درويش و قام غريب بإرسال الفاكهه و المشروبات لقصر درويش كما قام عمار بشراء الحلويات التي تخص تلك المناسبة و كان الجميع يعمل علي احر من الجمر فالكل يسعي لكي تكمل السعادة في تلك اليوم بينما قال عمار لجده: يا جدي يعني وقفت عليا ما أنا كمان أخطب فريدة النهاردة .
فأجابه: مش حينفع يا ولدي سيب فرحتك أنت و فريدة زي ما انتم بعد رمضان و علشان كمان العين و لولا إلي عملته عمتك مكنتش فكرت في الفرح أصلاً بس لازم أفوقها بس اشك انها تفوق أصلاً.
صمت عمار لانه بعد ذلك عقل كلامه و شعر بأن فريدة لن توافق لأنها مازالت تريد أن تأخذ حقها من عمته و لن تقبل بعمل الخطوبة في القصر .
قامت فريدة بمساعدة البنات بعمل زينة الفرح كاملة و وضع اسماء العرسان و محاوطتها بالانوار و قد ساعدتها زينة رمضان في ذلك .
بينما كان عند مروان الجميع يستعدون كي يذهبون لقصر درويش فلقد أصر درويش علي أن يتناولون جميع العائلات وجبة الغداء عندهم في القصر و بالفعل ذهبوا الجميع و جلسوا و تناولوا الطعام في جو من الفرح و السعادة و لقد حصر تلك الشاب مرة أخري فقالت خديجة: اه يا عمار صاحبك جه تاني .
نظر عمار لتلك الشاب و قال: معز عامل ايه معلش نسيتك و الله بس حاجتك في المزرعة موجوده .
ابتسم معز و قال معتذراً: أسف يا جماعة لو كنت جيت في معاد مش مناسب بس استاذ عمار تليفونه بره الخدمه و كنت محتاج حاجه منه ضروري فقال درويش : اه يا عمار نسيت عوايدنا عاد اعزم علي صاحبك بالوكل يا ولدي و أنت يا بني اقعد معانا يلا .
قال الشاب معتذراً: اعذورني يا جدي المرة ده أن شاء الله المرة الجاية .
نظر له الجد معاتباً: ليه يا ولدي احنا مش قد المقام عاد و له ايه .
ابتسم الشاب و جلس بجانب عمار بينما قالت روان لفريدة: ده الشاب إلي لحقني من يد عمتك .
نظرت له فريدة و قالت: شكراً يا استاذ علي إلي عملته مع روان و جميلك فوق رأسي .
ابتسم له الشاب و صمت بينما كان معز في بدء الأمر لم يري روان و لكن عندما تحدثت فريدة لفت انتباه وجودها فشعر بالسعادة تغمره .
و بعد انتهاء من الطعام دخلت الحريم بالداخل كي يجلسون علي راحتهم و كذلك ظلوا الرجال بالخارج و كان معز يريد الرحيل و لكن عمار أصر عليه بأن يظل كي يحضر خطوبه سعد و مروان فقبل أن يجلس كي يكون قريب من تلك الحورية التي سحرت قلبه .
بينما كان الجميع يتحدث و لكن ثناء لم تتفوه بكلمه فكل تركيزها منصب في كيفية فساد الأمر و صعدت البنات للأعلي كي يتجهزون لتلك العادة و سعدت ريم بالفستان و قامت بشكر مني علي ذلك الفستان و ارتدوا الجميع الملابس الخاصة بهم و جلسوا يضعون بعض اللمسات الجماليه علي وجوههم و بعد مرور الوقت نزلت البنات للاسفل فقام كل عريس بالدخول كي يأخذ عروسته و الخروج حيث المكان المصمم لهم و خرج الجميع للجنينة و انطلقت أعيرة النار مع إطلاق النساء الزراغيط فرحة بذلك المناسبة و بدء الشباب يتحركون بالعصي و منهم من يركب الفرس و يرقص به علي نغمات المزمار و كان ولاد العم يجلسون بجانب بعضهم البعض في سعادة فائقة بيننا كانت ثناء لا تعرف كي تفسد ذلك السعادة و لكن كان عقلها يعمل دون توقف فيجب أن تنتهي اليوم تلك السعادة حتي تحقق ما تريده و كان في ذلك الوقت قام مروان بتلبيس ريم شبكة خطوبتها و اتفق الأجداد علي أن يكتب كتابه في العيد و قاموا بالاتفاق علي ارتباط مني بسعد و كان الأمر يمشي علي ما يرام حتي تخرج سعد هو الآخر الشبكة و قام بتلبيسها إياها و كانت مني تشعر كأنها قلبها يرفف فاخيراً شعرت بالسعادة مثل الذين سبقوها و اتخطبوا فكانت تشعر بالخوف بأن يفوتها قطار الزواج دون أن يتقدم أحد لخطبتها حتي جاء من يريدها و لكن قطع تلك الفرحة تحدث ثناء قائلة: و مش عيب يا ولدي أنك تنقي الشبكة من غير ما تاخد العروسة معاك ليه تكسر بخاطري كأم تفرح زي الناس باليوم إلي بنتها تروح تنقي الشبكة .
فقال لها سعد: أسف يا خاله معرفش عاد أنك حتزعلي الزعل الواعر ده عموماً بعد العيد الشبكة حتبقي تختارها مني علي ذوقها و حضرتك اكيد معانا ده بس ذهب قراية الفاتحة.
فقالت ثناء: خلي بالك يا ولدي أحنا مش بتوع كل شوية زيطة و فرح لا إلي ميقدرش إلي معاه ملهوش لازمة يا ولدي و أحنا علي البر .
اجابتها كوثر: فيه أيه عاد يا ام العروسة سيبي الولاد يفرحوا و ولدي مغلطش لما حب يفرح عروسته و قال في الخطوبة تنزل تنقي إلي هي عايزاه.
فاجابتها: ماشي يا خيتي بس الأصول أصول و كمان مش مفروض مني ليها اب يطلبها منه .
فردت ريم قائلة: ما هو طلبها من جدها إلي رباها با خاله .
شعر الرجال بوجود شيء يحدث فقد وجدوا تجمع الناس و قيام الحاجة فاطمه و معها زوجات أبناءها فعلم درويش أن ثناء افتعلت شيء أخر فأرسل عمار كي يري ماذا يحدث بينما كانت ثناء ترد و تقول: أيوه جدها و مقلتش حاجه بس يدور علي ابوها لغاية لما يلاقيه و يطلبها من أيديها منه ده الأصول و العادات بتاعتنا عاد و كده كده البنت موجوده مش حتطير .
رجع عمار و خبر جده بما يحدث فلم يقدر علي التدخل حتي لا يحدث مشكلة و لكن كان هناك من له رأي أخر عندما وجد صوت يخرج من خلفهم لملثم قائلاً: و أنا موافق عليك يا سعد أن تكون جوز بنتي .
نظر له سعد و قال: مين حضرتك .
فأجابه: سمير أبوه العروسة يا ولدي و كان لازم تحضر فرح بنتي علشان اكون جنبها .
الجمت الصدمة لسان ثناء و قالت: سمير جيت مئتي و مين خبرك بفرح بنتي .
فاجابتها مني بسخرية: أنا يا ماما أصل نسيت اقولك اني لما خرجت الصبح كنت معاه .
بينما تبادلت الهمسات بين الحريم فقالت ثناء: و أه إلي جابك عاد لسه فاكر أن لك بنت بعد ما كبرتها و بقت عروسة .
نظر لها باحتقار فاجابة مني: كفاية بقي أنا عرفت كل حاجة بلاش تقلي من نظري اكتر ارحميني حتي فرحتي كسرتيها هنا لم يقدر درويش علي الصمود فقام و قال: ثناء كفاياكي عاد و أنت يا سعد أبوه العروسة اه و خابر بكل اتفاقتنا يا بني .
بينما قالت مني: بابا لو سمحت أنا تعبت منها و من قسوتها هي ميهمهاش إلا نفسها بس شكلها أي حاجة تانية عنده عادي و أنا خلاص حسيت بالتعب فياريت تاخدني معاكي كفاية قعدت معاك ساعة حسيت براحة رهيبه .
نظر لها سمير: كملي فرحك يا بنتي و حتروحي معايا و أنت يا بني بيتي مفتوح ليك في أي وقت و بالفعل انتهي الفرح و رحلت مني مع والدها و لحق بهم معز بين نظرات صدمة من ثناء فهي لم تقدر علي التفوه بشيء فلقد فقدت ابنتها في لحظة لم تخطط بها و ظلت تلعن فريدة لأنها السبب في كل ما وصلت له بنتها التي كانت تتحكم بها لولا تدخل فريدة و ظهورها في حياتهم .
زوجة سمير حتقبل بمني و شعور مني معها .
ثناء حتفكر تعمل ايه مع فريدة .
رد فعل درويش لوقف المشاكل التي تحدث .
كل ده حنعرفه الفصل القادم