44
بالكاد أشعر أظافر الأصابع تنقب في ذراعي اليسرى. أنا ألقي نظرة على الجانب. بروك في حالة هستيرية أعتقد أنها تصرخ لكن ال يمكن سماعها بعد الآن ضائعة في هذا الضباب اللامتناهي الذي يسد عقلي. أحكم قبضته على حلق ضحكتي القادمة. يتلون وجهه تدريجياً ويتحول من األحمر إلى البنفسجي. أمسك شيء ما بذراعي اليمنى لكن هذه المرة لم أتردد حتى أنصرف بعيًدا. أنا متعطش للدماء أنا متعطش للقتل. أتذكر بشكل غامض هذا الشعور الذي يخيفني في كثير من الأحيان لكن ليس الآن. ال في هذه اللحظة سمحت لنفسي بالرحيل أستمتع بهذا الشعور بالقوة الالنهائية. هذا أسهل بكثير بالنسبة لي من مقاومة طبيعتي. باسم ماذا أفعل ذلك على أي حال؟ هذا ليس خطأي لقد نشأت على هذا النحو. عالوة على ذلك هذا الرجل ليس من نوعي. لم يعد بإمكاني التظاهر أو إنكار هويتي. شفتاي تتأرجح في ابتسامة شريرة بينما يبدأ في تحريك عينيه. يمكنني أن أصفع رقبته بضربة حادة لكني أريده أن يعاني بقدر ما أعاني. ومع ذلك فهو ليس مذنًبا بأي حال من الأحوال بسبب شعوري بالضيق لكن هذا لم يعد مهًما. أنا على وشك أن أعطيه الضربة األخيرة عندما يظهر شخص ما أمامي. رولا. انزلقت بين جسدي وجسدي قابوس. لقد تعامل معها بخشونة أي ًضا ال أعرف لماذا تتدخل يجب أن تسمح لي بإعدامه. شفتاه تتحركان أسمع صوته لكني ال أفهم كلماته وأنا مغطاة بغضبي. مدت يد بروك التي ما زالت تتشبث بها ودفعت ابن عمها بعيًدا. دفعته جانبا بعنف. ليس لدي وقت لتكرار إيماءات. . تقف على تأخذ وجهي بين يديها. تجعلني اللمسة التي تلامس بشرته مع بشرتي تستعيد السيطرة قليالً ا دون أن ا في عينيه الخضر. ما زالت تقول لي شيًئ ا معينً أطراف أصابعها جذب انتباهي. أرى خوفً أفهم المزيد من المعنى. تترك إحدى يديه خدي لكي يستريح على يدي التي تمسك حلق قابوس. تمارس ضغطاً خفيفاً عليها لتشجيعي على تركها. أنا أقاوم. على الرغم من أنني ال أفهم ما تقوله إال أنني أستطيع سماع صوتها. تتحدث بنبرة حازمة ولكن بصوت ناعم. في نهاية ذراعي تتوقف ضحكتي عن التململ. يعود بروك إلى التهمة لكن جنيفر تدفعها بعيًدا. بإبهامه بدأت تداعب خدي وتضغط على جبهتها على وجهي. لم أتوقع هذه البادرة. في حيرة من أمري أطلق سراح فريستي. فبدالً من التسرع في وجهه ال يتجنب الإنسان إيماءة. يبدو أن شفتيه تشكلان نفس الكلمة مرة ًرا وشكرا ًرا. عبس. ما الذي تحاول أن تخبرني به؟ من خالل البحث عن معناه يبدأ الضباب في رأسي ا. العالم يتشكل من حولي مصحوًبا بكل مشاعري التي تعود بسرعة عالية. ا فشيًئ في التالشي شيًئ لكنني مهووسة بهذه الكلمة التي تكررها مرة ًرا وتكرر ًرا الشيء الوحيد الذي يهمني هو فهمها. يتم إعادة إنشاء واالتصاالت وتصبح الأصوات أكثر وضوء ًحا حتى أتمكن أخي ًرا من فهم المعنى: عد. هذه الكلمة تشق طريقها إلى ذهني وينتهي بها الأمر باستعادة الهدوء في رأسي. أتنفس بصوت عا ٍل ا حتى أنني لم أدرك أنني كنت أحبس أنفاسي طوال الوقت. ينخفض الضغط وأغمض عيني آخذً كميات كبيرة من الهواء. أنا ال أفهم ما أصابني. عادة ما يمر هدوء بارد لكن ليس هنا. اليوم فقدت السيطرة تماما ًما. لم يحدث لي ذلك من قبل والآن بعد أن مر أشعر بالخوف. أنا خائف من نفسي مما أستطيع فعله من القسوة التي تسكنني ومن هذا الغضب الذي ينام بداخلي. ال يالحظ على الفور الدموع تنهمر على وجهي. تمسحها رولا بظهر يدها. سيكون على ما يرام كارول. لماذا هي لطيفة جدا معي؟ لماذا ال تخاف من مجرد رؤيتي؟ تأخذني من يدي وتقودني بعيًدا. تجعلني أجلس على صخرة وتجلس بجانبي وتلتقط يدي. تنصحني بالهدوء والتنفس بعمق. همس ُت أن هذا لم يحدث لي أبًدا. يمكن ألي شخص أن يفزع يحدث هذا خاصة في هذه الأيام. ال أستطيع تحمل ذلك قدراتي يمكن أن تسبب الكثير من الضرر. كدت أقتله رولا اشتكيت وأخذت رأسي بين يدي. لكنك لم تفعل. بفضلك. هي تصمت. أرفع رأسي لأرى كيف يعمل قابوس. اعتدال ونظر إلي بنظرة قاسية ومخيفة. تمسكت بروك على ظهرها وتهمس في أذنها بكلمات تريحها. وصل بشار وسياسيا وقسورة في هذا الوقت. ال يبدو أن أًيا منهم قد أصيب بأذى لكن مشيته الشديدة ودوائره المظلمة تظهر إجهادهم. غير مدركين لما حدث للتو يسارعون بالانضمام إلينا. تنهض رولا ويقفز بشار بين ذراعيها. أنا سعيد أنك بخير يهمس في أذنها. ردت بابتسامة على خالف ذلك. يدفعها بعيًدا قليالً ويقبلها على شفتيها. تبدو مدهشة لكن ينتهي بها الأمر بالرد على قبلة. سيا هو التطبيق الصخور والانهيارات أمامي. أعرف ما تريده وأي ًضا أنها لن تتخذ الخطوة الأولى. أقف وأفرد ذراعي. تلجأ هناك على الفور وتضع رأسها على صدري. كنت خائفة همست لي في صوتها ذرة من الخزي. مثل أي شخص آخر أكدت له. ال لست مثلك. أنت ال تخاف من أي شيء. إذا كنت تعرف. إنها ال تنهض وتحتضنني بقوة. أين قسورةه؟ يسأل قسورة بعد ذلك. أنا وجنيفر ننظر إلى بعضنا البعض صحيح أننا لم نره منذ وصولنا. يسير بروك وقابوس نحونا ووجوههم مغلقة. تساعده الشابة على المضي قدًما وتحت إبطه ذراعه. يمسك الرئيس قسورة بينما يمر به للوصول إلى داخل الكهف. ا يجب أن أخبر قسورةه وشقيقها أن والدهما لن يعود كما يقول مرو ًعا. انتظر سنتحدث الحقً تبادل بروك وقابوس نظرة غريبة. الأولى تفتح فمها وتتلعثم: النباتية. أنهم. هم ماذا؟ الصحافة قسورة أكثر وأكثر عصبية. تستدير بعيًدا عندما بدأت الدموع تنهمر على خديها مرة أخرى. قطع الشاب المسافة التي تفصل بينهما في خطوات قليلة ويأخذها من ذراعيها. هم ماذا ؟! هو يعوي. دفعها قابوس بعيًدا بوحشية. لقد ماتوا ! كلهم موتى. يبدو أن الوقت ال يزال قائما. ال أحد يتكلم ال مزيد من الضوضاء تسمع في الغابة. ثم اندفع قسورة إلى الكهف وتبعه عن كثب رولا وبشار اللذان استدعاه انتظارهما. يلحقهم عمار وهو يصرخ وكأنه يدرك رعب الموقف. بروك وقابوس ال يرسمان إيماءة وبالتأكيد تميزت بالفعل بما أعتقد أنه مذبحة في الداخل. لهذا السبب كان عدوانًيا جًدا. بعد لحظة من التردد قررت أن أدخل الكهف. قد تحتاجني رولا. أحاول أن أمسك قسورة وهو يركض. أفكاري مشوشة بالكاد أستطيع أن أصدق أن كل هذا حقيقي. ومع ذلك يجب أن أتعود على المآسي: فكلما مر الوقت أصبحت أكثر ضر ًرا. بالفعل في الممر الصغير رائحة الموت معلقة في الهواء. ليست رائحة تعفن بل رائحة معدنية. رائحة دم. وصلت إلى التجويف الرئيسي وتوقفت عن الموت. تحت قدمي جثة رجل لم أتحدث إليه قط لكنه كان أحد الصيادين. بعد ذلك بقليل توجد جثة ثانية ثم جثة ثالثة. وجه الجميع أسفل فجوة في صدورهم أو جماجمهم المحطمة. ويشير موقفهم إلى إطالق النار عليهم أثناء محاولتهم الفرار عبر المدخل الرئيسي. أجبر نفسي على رفع عيني عن الأجساد.