الفصل الاول

ريان والقدر 1
الجزء الثاني من يوم كتابة قدري
الحلقه الاولى
بقلم نعمه شرابي

وقف رأفت أمام غرفة العمليات وملابسه تملاءها الدماء أحقا سيفقدها
لا لن يستطيع تحمل بعدها لحظة
ابعد كل هذه السنوات
جلس علي ركبتيه لم يعد يتحمل الوقوف وضع أمير يديه علي كفيه فوق ركبة رأفت وقال اهدي ياخال
عشان خاطر زهرة
هتنهبل عشان خاطري أهدي جدي زمانه
جاي ولو شافك كدا ممكن يجرى
له حاجة قوم مش تقعد القعدة دي

قام وجلس علي المقعد الموجود بممر المشفي جوار زهرة
التي تكاد انت تموت ما هذا ومن فعل هذا بهم أبناءه وزوجته الثلاثة داخل غرفة العمليات الجراحية
وصل جمال الذي زهل من منظر ابنه
وتحدث بلهفه
رأفت اية حصل مين عمل فيك
كدا والولاد وأمهم فين
تحدث رأفت بغضب وديني وايماني
ما هسيبه هخلية يتمني الموت
وهو حي الحيوان إبن التتتتتت
نظر جمال الي أمير كي يستفسر
منه عن ما حدث
قال أمير الحيوان محمود ضرب نار علي ريان والاء لكن نعمه لحقتهم
وخدت هي تلات طلقات
وهما في غرفة العمليات التلاته
تعجب جمال وقال لا حول ولا قوه الا بالله التلاته مش معقول بتقول نعمه لحقتهم
ردا أمير مفسرا أيوة يا جدي
بس بعد ما ريان اخد طلقة والاء
هي كمان ربنا يلطف بهم
جمال يارب يارب يارب

وضع رأفت كفيه علي وجه وهو يفركه
من أعلي الي أسفل
وقال الطف بنا يالله انا تعبت بحياتي
مرتحتش الا وهي جمبي
يارب نجيها عشان ولادها
مرت ساعة وخرج ريان وألاء أبناء
نعمه ورأفت ورفقهما أمير الي غرفة
كبيرة بها اربع سراير
وكانت عواطف معهم تبكي علي حال احفادها وابنها

تحدثت ليلي وهي تبكي أيضا  فقد دخلت غرفة الاطفال بالمشفي مع أمها كله من نورا لو رأفت عرف هيهد الدنيا
نطقت عواطف بسرعة وهي تحرك يدها وتقول لا لا الله يكرمك
متجبيش سيرتها قدام اخوكي
اندفعت ليلي بالكلام فهي غضبانة.
من سلبية أمها ومجارتها
لمطالب نورا وقالت ماما بطلي سلبية بقي بسلبيتك دى ومشيك
ورا نورا وزبيدة كنتي هتخسري الكل
كفاية لحد كدا بجد حرام عليكي
اللي اخويا فية

رأفت معدش قادر يتنفس من كتر اللي بتعمله كفاية أنها حاكمة
عليكم أن نعمه متدخلش بيت العيلة
والمسكينه موافقة وبتبعت
ولادها عشان خاطرنا ومبتتكلمش
بس نعمه كان عندها حق تبعد بعياله
وترجع شقتها
اسمعي يا ماما أن ما قولتيش لرأفت
اخويا عن اللي سمعناه
وشوفناه انا وانت هقول انا لبابا
وانت عارفاه هو هيعمل اية
رفعت عواطف كفها تخبط به علي
فمها وتقول هوس اسكتي

أنا هقول لرأفت كل حاجة بس ربنا يقوم مراته بالسلامة يارب
مرت حوالي سبع ساعات وكاد رأفت أن يجن حقيقي إلي أن خرجت الممرضة
وقالت محتاجين دم للمدام
الدم اللي هنا علقناه لها وللاسف
الفصيلة AB سالب نادره عندنا رد أمير الذي وقف علي السريع
انا نفس الفصيلة تقدرو تاخدوا
كل الدم اللي عايزينه
كان رأفت بدأ يفقد الأمل في خروج نعمه ولكنه نظر إلي جواره
لم يجد زهرة نظر إلي الجهة الأخري
وجدها تصلي وهي ساجدة تبكي وتدعي ربها
كي ينجي الله لها أختها فهي امها
وأبيها وكل ما تملك من حطام الحياة
قام هو الآخر كي يصلي ولكنه عندما وقف وجد باب غرفة العمليات
يفتح وتخرج منه نعمه علي سرير يسحبه الممرضين

وخرج الطبيب وقال الحمد لله تمت علي خير المدام هتدخل العناية
٤٨ ساعة علي ما تفوق
بس احب اعرف حضرتك أن المدام
اتصابت برصاصة بالمرارة واستاصلناها
ورصاصة في ضلعها والاخري
في أعلي كتفها الحمد لله بعيد عن فقرات الرقبة

حمد رأفت ربه وسجد لله شاكرا وقال الحمد لله انها جت علي قد كدة
قدر الله وماشاء فعل
خرج أمير وأعطته الممرضة عصير
ارسل رأفت لشراءه له
وجلس بجوار خاله وتحدث الي جده
جدي انا هاخد خالي نغير ونرجع
خد بالك من الولاد وزهرة
يلا يا خال عشان نلحق نرجع قبل ولادك ما يفوقوا ويسألوا عن نعمه
يلقوك جنبهم مش يشفوك بالمنظر ده

قال رأفت وهو شارد مش هقوم من
غير لما نعمه تفوق
أصر عليه أمير وأخذه بعدما ادخل زهرة لأبناء أختها هي وجمال
دخلا البيت وكانت سحر تجلس
بالحديقة زهلت من كمية الدماء
التي وجدتها علي ملابس رأفت
وجرت علية تقول
رأفت ابو ريان مين عمل فيك كدا
وأخذت تبحث أن كان به جروح ام لا
فهي لا تعلم بما حدث
من اطلاق محمود النار علي زوجته
وأبناءه أمام الشركة

قال أمير وهو يسحب خاله الذي وهن
جسده وحاله لايرثي له محمود ضرب
نار علي نعمه وولادها
شهقت سحر وضربت كفها علي صدرها
وقالت يامصيبتي وهما عملين اية استنوني دقايق
هلبس واجي معاكم
وانطلقت كي تبدل ملابسها وتذهب معهم دخل رأفت غرفته
وارتمي علي السرير ومسك وساده
ووضعها علي فمه وأخذ يصرخ باعلي مافي عزمه وقال آه باعلي صوت
عنده وانهمرت دموعه تجري
علي وجنتيه فهي قرة عينه
دخلت نورا علية قام بمسح دموعه فورا
واتجه الي خزينه الملابس
وأخرج له غيرات ودخل الحمام
وأثناء ذلك قالت نورا رأفت ريان وألاء
عملوا اية اندهش رأفت من سؤال نورا
ولم يلتفت لها رد قائلا بخير الحمد لله
ونعمه كمان بخير
بس خدوش وكدمات لها وللعيال
ودخل الي حمامه كي يخرج وما بداخله
وتراوضة الأفكار من اين علمت نورا

بما حدث لهم جميعاً وهو لم يخبر أحدا
حتي أخاه ناصر وسحر لم يعلمهم
وتعجب من نفسه ومن رده عليها فقد قال لها انها خدوش وكدمات
لم يقل أنهم أطلق عليه رصاص غادر
انهي حمامه وأخذ اشياءه
وخرج من الغرفة وعندما نزل السلالم
وجد ابنتا أخاه ناصر تجريان علية
بلهفة وقالت صفا وهي تحتضن
عمها صحيح كلام ماما ده يا خالو
اماء برأسه بنعم
نزل أمير وقال أنا جاهز يلا يا خال
قالت هنا مسرعة ثواني يا خالوا
هنيجي معاكم انا وصفا هجيب شنطتي
اصل بابا اول ما عرف جري علي المستشفى هو وماما
رد عليها أمير ماتغبيش هنستناكي في
العربية وقالت لها صفا وهاتي تليفوني معاكي استني يا خالو
المفروض نروح شقة نعمه نجيب لها غيرات هي والعيال
تحدث رأفت بوهن انا هاخد تاكسي
لازم اكون هناك والمفاتيح أهي روحي انت وأمير
الشقة هاتوا اللي عايزينه
وبالفعل قامت بأخذ المفاتيح وذهب رأفت الذي ركب التاكسي وهو يحدث
نفسه  قلبي مش مطمن لك يا نورا

زمان حاولتي تسميها وهي حامل
ودفشتيها من ع السلم وربنا ستر
مش عارف لية حاسس انك لك يد في الموضوع وحي.. وفاق علي السائق
يقول وصلنا يا باشا
دفع حساب التاكسي ودخل المشفي
ذهب للاطمئنان علي أبناء ولكن
وقف أمام باب الغرفة
التي بها أبناءه وسمع عواطف تقول
هو ده كل اللي سمعناه
ياحاج امبارح بالليل من نورا
وهي واقفة قدام بيت أبوها وبتتكلم
مع الواد اللي إسمه محمود
تعصب جمال وهو يضغط علي أسنانه
ولسة فاكرة تقولي ياعواطف
ردت ليلي مسرعة لاء يا بابا الكلام ده
احنا سمعناه امبارح
بالليل متأخر فتح رأفت الباب واندفع
الي الداخل وقال بغضب
كاد من شدته أن يفقد اعصابه
كلام اية بقا اللي سمعتوه ومعرفتوش تقولوه انطقوا
جرت زهرة علية وهي تراه بتلك العصبية وقالت أبية عشان خاطري
مش وقته ومش مكانه نتكلم
أهدي نعمه والعيال محتاجينك
كانت تتكلم وهل ترتعش التقطتها رأفت بين أحضانه يقول اهدي يا زهرة
اهدي انا بخير ارتاحي أنت تعالى
ارتاحي علي سرير جمب آلاء
عشان اللي ببطنك تعالي
وامتثلت لكلامه ودخل ناصر وسحر بلهفة علي الاولاد وبكت سحر
التي كانت تساعد نعمه بتربية الاطفال
وقالت يآرب احفظ لي ريان وألاء
امن ناصر والجميع
وبعد فترة من الوقت تحدثت سحر
ووقفت وقالت بابا جمال خد ماما عواطف وليلي وزهرة وروحوا
وأنا هفضل مع الولاد كفاية عليكم
كدا والصبح ليلي تيجي وانا أروح نبدل مع بعض رفضت زهرة الذهاب
قبل أن تطمئن على أختها ولكن أصر أمير وجمال عليها فهي حامل
ولم تتناول الطعام منذ الصباح

كان رأفت يجلس أمام غرفة العناية المركزة ويسند رأسه الي الخلف ناظرا
الي سقف الحائط خانته دمعة
نزلت تجري علي وجهه
وجد وليد يجلس بجواره ويربت علي
فخده لازم تبقي قوي
المشوار طويل واضح أن اللي قاصد كان قاصد العيال يارأفت مش نعمه
انتبه رأفت لكلام وليد فلم يخطر بباله
ماحدث إذا فإن نورا لها يد بما حدث
وجد الطبيب المختص يخرج
ويقول القعدة دي ملهاش لزوم المدام
مؤشراتها الحيوية ممتازة
هي بس هتفوق بكرا لان إحنا واحنا بنعمل العملية اخدت جرعة بنج زائدة لأن العملية مكنتش سهلة
مع خروج الرصاصتين اتفضلوا روحوا
وقف رأفت واستسمح الطبيب
بان يدخل لها وبالفعل سمح له الطبيب
وتعقم رأفت ودخل الي الغرفة
وعندما وجدها نائمة شاحبه الوجه
موصول لها عدة اسلاك بكي
وجلس علي ركبته أمام السرير يمسك يدها يقبلها بجنون
ويترجاها كي تكون قوية وترجع له ولا لأولاده سحبه وليد إلي الخارج
وقال له يلا لازم تكون جمب ولادك
وانا هنا مش هتحرك
كاد رأفت أن يرفض ولكنه امتثل بالاخير
لكلام وليد فسحر بمفردها
ولن تقدر علي الاولاد اوي اي أحد يريد أن يؤذيهم طرق رأفت الباب
سمحت سحر له بالدخول
فكانت سحر تأخذ آلاء التي تبكي بين أحضانها تهدهدها
تقرب رأفت من آلاء بلهفه واخذها باحضانه بحذر لأن ذراعها به جابيرة
قال لوكا حبيبتي ماما ساعة واكون معانا هنا اهدي عشان ريان اخوكي
لو صحي ولاقاكي كدا هيتريق عليا
ويقولي انك طفله ولسة علية
واني انا بدلعك ردت آلاء بس انا عايزة
مامي طرق الباب وأدخلت سهيلة نص جسدها وهي تحاول جذب انتباه
الصغيرة فقد سمعت بكاؤها وهي بالخارج تقول مين هنا انا جيت ولا امشي رفعت الصغيرة يدها تقول
مامي سهيلة جرت عليها سهيلة بحركة طفولية ضحكت عليها الصغيرة
جذبها صوت ريان وهو ينظر لهم
طفلة هبلة دي بتضحك علي اية
جلس جواره رأفت ونعكش
له شعره بمشاكسة بنوته حلوة ومن حقها تدلع ياعم مش قوية وراجل زيك
حاول ريان الجلوس لم يقدر
ساعده رأفت بوضع بعض المخدات
تسنده همس ريان لرأفت
حتي لا تسمعه أخته آلاء بابا طمني
ماما عاملة أية
همس له رأفت الحمد لله ماما بخير
بس عملت عملية كبيرة عشا يطلعوا
الرصاص منها والصبح هتكون وسطينا
وقبله بجبهته وتنهد فريان يشبه أمه
بقوتها علي التحمل والصبر
قال ريان ماما سحر انا عايز أشرب
جرت عليه سحر تقول
حاضر يا قلب ماما هتصل علي الدكتور
واسأله واتصلت على الطبيب
الذي سرح لهم بالشراب والطعام
ولكن عن طريق سوائل دافئة

نزل رأفت لإحضار طعام وسوائل دافئة
لا لاده ولكنه عند خروجه من المشفي
لمح أحد الأشخاص بعرفة جيداً
لقد رآه من قبل مع المدعو محمود
جري رأفت وراءه ولكن لم يلحقه
فقد جري الآخر
وقف رأفت يلهث وهو يتكئ علي ركبتية وينهت من كثرة الجري
ولكن تذكر ابناءه وزوجته رفع الهاتف سريعاً وتحدث مع وليد وطمأنه
وليد أنه بالداخل عند نعمه
وايضا سحر التي أعطت الهاتف
لٱلاء التي تريد التحدث آلية
ظل يحدثهم حتي اتي بما طلبوه
ودخل المشفي وطلب من سحر أن تخرج منه الاشياء وتطعم الأولاد هي
وسهيلة التي رفضت أن تذهب الي بيتها
فهم احفادها ونعمه ابنتها
نامت سهيلة وبين أحضانها آلاء وايضا
سحر التي نامت وباحضانها
ريان ولكنها لم تنعس وتذكرت عندما
عادت الي صوابها فهي عاشرت نعمه
وعرفت أنها تفرق بينها
وبين نورا وعجرفتها فرق السماء من الأرض علي الرغم من أنها أستاذة
بالجامعة ولكنها قبل كل هذا إنسانة
فقد وقفت الي جوارها عندما اراد جمال طردها وتطليقها من ناصر
بعدما علمت بأن ناصر يمتلك نصف المزرعة بينما رأفت يمتلك الربع وليلي
الربع همس لها شيطانها أن تجعل ناصر
يكتب لها نصف المزرعة
مقابل وجودها معه بالبيت وإلا
ستترك البيت وتأخذ بناتها
فعندما علم جمال ثار كثيراً وخاف
إن يمتثل ناصر إليها
دخل جمال المنزل وقال سحر باعلي صوته الاف الجميع حوله
نزلت سحر من شقتها تجري أيوة يا
بابا جمال  تحدث جمال فكان عائد
من البنك واعلمه صديقه مدير البنك
أنه دخل حساب سحر مليون جنية منذ
يومين رجع جمال وهو ناقم علي إبنه
التي تحركه زوجته وقال
لمي كل حاجة لكي هنا واتفضلي من غير مطرود برة البيت ده
انا مايعشي معايا خائن العيش والملح
ولا اللي يحرض عيالي علي بعض
انا اتحملت كتير من عميلك لكن أنت
مفيش فايدة فيكي
للأسف العيب مش منك العيب من أبني
اللي ماشي وراكي
تقربت نعمه منه ووضعت يدها علي كتفه وقالت ممكن تهدي يا بابا جمال
أنزل جمال يدها وقال اهدي الزاي
وانا بيتي فئة حرابي وتعابين
بتجاوب تخربه لاء واللي زاد الغبي
أبني ناصر جاي بكل بجاحة يطلب
مني ورق نص المزرعة عشان يسجله
بإسم الغبية التانية
اللي عملها توكل عام بالبنك ومنه نقلت
حسابه لحسابها زهل الجميع
حتي ناصر الذي كاد أن يتحدث ولكن
سبقت نعمه بعدما نظرت له بأن يصمت
وقالت آسفة يا بابا في كلامي اللي هقوله ده بس سامحيني يا سحر
وانت كمان يا ابو صفا
احنا هنا نعتبر عيلة واحدة يبقي
قلوبنا على بعض وبعدين متخفيش
يا سحر ورث ناصر قد ورث رأفت بالتمام
حتي لو رأفت ده خلف عشر ولاد
ورأفت عمره ما هيقبل أن يظلم أخوه
فمش معقول يكتب لك نص  المزرعة وهو موجود علي الدنيا وبابا جمال كمان لسة عايش ربنا يديه الصحة
لكن الغلط بقا يا بابا ما تزعلش مني
فلوس البنك دي مش بتاعت ناصر ولا سحر دي بتاعت هنا وصفا وحق جهازهم اللي ناصر من حقه يعنهم بإسم
مراته أو ولاده صح يا سحر
جرت سحر تقبل يد جمال والدموع
تغرق وجهها صح والله العظيم يا بابا
وانا قلت محدش عالم بكرة في أية
قلت أعين قرشين للبنات بعيد عن ايد ناصر والله يسامحها بقا زبيدة
خالتي زبيدة هي اللي وسوست لي اخلي ناصر
يكتب لي نص المزرعة خافت رأفت
يجيله ولد ويخليك تكتب له زيادة والله
والله يابابا جمال عمري
ما طمعت اكتر من خاتم أو غويشة دهب
بس اعمل اية الشيطان
وخالتي قالت أن قلبها علي مصلحتي
انت عارف انها اللي فاضلة لي
من ريحة أمي
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي