الفصل الثاني

ريان والقدر 2
الحلقه الثانيه
بقلم نعمه شرابي

خالتي زبيدة هي اللي وسوست لي اخلي ناصر
يكتب لي نص المزرعة خافت رأفت
يجيله ولد ويخليك تكتب له زيادة والله
والله يابابا جمال عمري
ما طمعت اكتر من خاتم أو غويشة دهب
بس اعمل اية الشيطان
وخالتي قالت أن قلبها علي مصلحتي
انت عارف انها اللي فاضلة لي
من ريحة أمي  سحب جمال يده سريعاً
قبل أن تقبلها ووقف
واعطاها ظهرة ووجه الي رأفت الذي دخل وسمع اخر الكلام
هز رأسه لوالده بالموافقة عندما وجد
ناصر ضعيف الإرادة أما أبية لا حول له ولا قوة كادت عواطف أن تتحدث أوقفها جمال بيده كي تصمت
وقال عايزة تعيشي هنا يبقي في شقتك
ومشوفش وشك نهائي
ومصاريف بيتك هتوصلك كل اخر شهر
وناصر بية يرجع المليون جنية لحسابه
ويلغي التوكيل البنكي والا قسما
ما عاد لكم عيشة هنا بالبيت

اماءت برأسها حاضر وكادت أن تمشي
وجدت نعمه تقول ممكن اتكلم
يابابا كلمه واحدة بس
سمح لها جمال بالكلام فقالت كل حاجة حضرتك عايزها هتتعمل ما عدا
حاجة وحدة بس تعجب ناصر ومن كلامها اقتربت منه وقالت رجاء انا دخلت البيت هنا واحنا عيلة واحدة
مينفعش نطاطي للتيار من اول مشكلة تقابنا ونسلم لها ونخلي اي حد يفرقنا
عن بعض وزي ما قلت لحضرتك
سحر عرفت غلطها ومش هتعيدوا تاني
ومش هترمي ودنها لحد برة البيت ده
يحاول يخربة
اندفعت نورا تقول إلزمي كلامك
انت دخلتي البيت ده مجرد معون
ومش حتتة عيلة زيك تتكلم كدا علي عمتي.. عمتي مش خرابه بيوت
اندفع رأفت ناحية نورا وسحبها وقال
إلزمي كلامك وحافظي علية نعمه مراتي
ومش معون وهي ما تعرفش
إن زبيدة تبقي عمتك
فوقي انت كمان يا نورا قبل فوات الأوان نظرت له نورا بشر تقصد اية يا رأفت انت بتقول أية
فض جمال الكلام فقد فهم ما ترمي اليه. نعمه في قولها
هي لا تريد أن لا تسيطر زبيدة أكثر علي
سحر وتريد أن تكون سحر نقطة رابحة لانضمامها مع العيلة

قال خلاص لو هي عايزة تفضل وسطينا
ناصر يعمل اللي قلت علية ومن هنا ورايح انا اللي همسك مصاريفكم
واتفضلوا كل واحد علي شقته
غادر الجميع ما عدا نعمه التي قال جمال نعمه تعالي عايزك في مكتبي

صعدت نورا وهي تستشيط من الغيظ
لان عندما تحدثت مع نعمه لم ترد
عليها ولم تجعل لكلامها اهتمام
فكيف لجمال أن يتعامل معها
هكذا أنه يفضلها عم من بالبيت
عند سحر التي لم تجف دموعها وقالت
ابنتها الصغيرة هنا والله العظيم يا
ماما لولا طنط نعمه كان زمنا برة البيت
اتكلمت بذكاء وحكمة لدرجة أن جدي مقدرش يرجعها في كلامها لأنها اقنعته فعلا حتي بعد نورا ما حاولت
تهزها في كلامها وتوقعها بالغلط في
تيته زبيدة الحرباية
انا لو مش خوفي من نورا كنت عملت لها تمثال ضحكت صفا وقالت بس خالو رأفت واضح أنه بيحب نعمه وبيغير عليها هي فعلا تستاهل الحب ده
من يوم ما دخلت البيت هنا الكل
حبها وبتقف جمب الضعيف
فاكرة يا ماما لما نورا جت تضرب البنت بتاعة المزرعة  عملت أية وقتها
اماءت برأسها سحر بأنها فاكرة وتنهدت
ومن وقتها وهي تحب نعمه ولا تفارقها
هي وأولادها فاقت سحر علي ريان
مالك يا ماما سحر
تنهدت وقبلت رأسه وقالت ولا حاجة
يا قلب ماما نام يا حبيبي
نظر ريان الي الباب وقال بابا لسة مجاش ممكن تكلمية اطمن علية
وعلي ماما قالت له حاضر

بينما كان رأفت يجلس بجوار نعمه داخل غرفة العناية المركزة
لم يلاحظ أنها تنام وشعرها عاري
وقف سريعاً عندما لاحظ ذلك
وطلب من الممرضة بونية من الذي ترتديه خاص بالمرضى
احضرته له وأدخل شعرها تحت البونية
وتنهد وقال فوقي بقا وحشتيني
وجد هاتفه يرن خرج من الغرفة
كانت سحر التي أعطت الهاتف الي
ريان وقال الصغير لابية
بابا انا عايز اجي أشوف ماما وحشاني
أوي انا الحمد لله رجلي سليمة
وهتحمل وامشي واشوفها
رد رأفت علي إبنه فهو يعرف أن ريان
متعلق بنعمه كثيراً أكثر من آلاء
قلب بابا انت عارف إن انا مش بكدب عليك عشان انت راجل كبير وبتفهم
ماما كلها ساعة وتفوق واجيبها واجي
لكم مينفعش اخدك لها
لان هي بالعناية المركزة وانت كمان
جرحك ممكن يتعبك لو اتحركت
تذمر الصغير وقال طب ممكن تفتح الاسبيكر وقرب الفون الي اذنها
امتثل رأفت لما يريده الصغير
الذي تحدث وقال نعمائي حبيبتي
انا وألاء بخير قومي بقا
عشان نروح عند تيته في القاهرة ونروح الرحلة إللي وعدتينا بها
نعمائي حبيبتي انا ريان
فكرة كنت بتقولي أية
انت نهر حياتي انت وألاء جنتي علي الأرض انت واختك شريان حياتي
انا وبابا قومي رأفت من غيرك
تعبان اوي اوي يا نعمته
بابي حبيبي نعمائي حبيبتي هتفوق
قلبي حاسس بها
لأن دمها بيمشي في عروقي وشراييني
فاكر يا بابي
تنهد رأفت وقال فاكر يا قلب بابي

واغلق مع إبنه
بينما كانت تلك النائمه تري نفسها تجري
دون حذاء وتصرخ ولا احد يسمعها
وتري ريان يمسك يد أختها
ويجري باتجاهها ويقولا ماماااا
وهي تحاول أن تصل إليهم
ورأفت يجري يبحث عنها وتنادي عليهم ولا احد يسمعهم 
وفجأة ظهر لها شبح محمود  يحاول التقرب من اطفالها هو وسيدة لا تري وجهها ولكنها كبيرة بالسن بعض ما أخذت تصرخ باعلي  إلي أن رأت ريان وألاء يمسكان يديها
ورأفت يحاوطهم جميعاً بين يدية
فاق رأفت من شروده علي صراخ نعمه
وهي تقول ولاااااادي رياااان آلااااء
كان ذالك وقت اذان الفجر
جري علي الطبيب الذي اتي سريعاً
وفحص نعمه وجدها تفوق
وقام بإعطاء ها بعض الأدوية لافاقتها
فتحت نعمه عيونها وجدت رأفت يمسك يدها بيد والأخرى علي رأسها متبسما لها
يقول حمد الله على السلامه يا نعمتي
قالت ولادي تبسم رأفت وقلبه يتقطع
لما حدث لهم الثلاثة
ولادك بخير يا قلب رأفت عشر دقايق وهنطلع لهم في اوضتهم

تحدثت بوهن بجد يا رأفت ولادي بخير
اماء لها برأسه وقبل وجنتها
وحياتك عندي ولادنا بخير حتي
ريان كان بيكلمني وبكلمك من شويه
قالت بصوت ضعيف بجد يا رأفت
أخرج رأفت هاتفى واتصل بسحر
التي ردت علي الفور وفتح الاسبيكر
...سماعة الفون... وقال ريان صاحي
تحدث الصغير الي أبية وقال خير يا بابا
نعمائي فيها حاجة
احب رأفت أن يشاكس ريان فقال
يا ابني هزعلك دي نعمتي انا مش نعمائك انت
تذمر ريان واحب ان يغيظ رأفت وقال
علي فكرة نعمائي حبيبتي دي روحي
انا وبس
وهذا لأن رأفت دائما يقوم بمنادتها
بروحه ضحك رأفت وتبسمت نعمه
وقالت وحشتني يا نهر حياتي
انطلق الصغير بفرحة يقول
ماما حبيبتي واحشاني موت هتيجي هنا أمتي تحدث رأفت وهو يشاور لنعمه
بأن لا تتحدث
فقد أمر الطبيب المعالج بقلة الكلام
وقال لابنه عشر دقايق ونكون عندك
صحت آلاء وسهيلة
علي صوت ريان وهللت آلاء عندما عرفت أن أمها ستكون عندها
عما قريب بينما دق وليد الباب
ودخل العناية المركزة وسلم علي نعمه وكان سعيد جداً
وقال حمد الله على السلامه يا بنتي
معلش انا كنت بصلي يا رأفت
وقطعت الممرضة كلامهم ومعهم بعض
المساعدين الذين حملوا نعمه
علي سرير آخر ذو عجلات صغيرة للصعود بها الي الغرفة العادية التي يوجد بها أبناءها

دخلت نعمه إلي الغرفة العادية التي يوجد بها أبناءها ووضعها المساعدين
الي فراشها ووقفت الممرضة توصل
لها ذلك المحلول المغذي به بعض
الأدوية كانت نعمه عيونها علي أبناءها
وطلبت من رأفت أن يضم
لها أسرتهم بجوار فراشها
كي تطمئن عليهم وكان الاطفال فارحين
كثيراً بوجود أمهم
كان رأفت يحمد ربه كثيراً فبعدما نامت
نعمه بواسطه الأدوية الموضوعة داخل السائل المعلق لها
أعاد أسرت أبناءه إلي مكانها حتي لا يقلقانها ونام جميع من بالغرفه
ولم يتم هو قام بالوضوء وصلي ما فاته
وجلس علي مقعد بجوار فراشها
يغمض عيناه
وجدها تهمس بإسمه رأفت وقف سريعاً
وتقبل منها وقالت أنا مش نمت
بس حاسة اني ارهقتهم كلهم وقلقتكم علية تعالي رأفت نام جمبي
لم يرفض رأفت والفعل تقرب من فراشها وجد السائل المعلق لها وشك
علي الإنتهاء أتصل بالممرضة
التي حضرت وقامت بفكه

وطلبت منها أن كانت تقدر علي الحركة تقوم وتمشي لبعض الوقت
ونفذت نعمه لها الكلام وقام رأفت بمساعدتها وهو يحتضن خصرها بيده والاخري تستند هي عليها
وأثناء سيرها بالغرفة خطف منها قبله
سريعة يطفئ بها نار شوقه
ولهيب قلبه الذي كاد أن يقطر دما خوفا عليها خجلت ونظرت الي الأرض
وضغطت علي شفاها السفلية
وهمست رأفت عيب
تقرب رأفت من أذنها وقال روحي كانت رائحة مني وردت لي
وقلدها وقال رأفت عيب  هو اية اللي عيب دي بوسه بريئه
هو انا شبكتهم مع بعض ولا حاجة
ضحكت وتالمت بنفس الوقت من جرحها تلهف رأفت عليها يقول آسف
روحي وحملها بين يديه
وقام بوضعها على الفراش ومدد جسده
بجوارها يتكئ علي ذراعه
همس بأذنها وحشتيني يا نيمو
تبسمت وقامت بتقبيل كفها وزهفرت الهواء كي تطيرها له
ضحك علي طفولتها ومشاكستها علي
الرغم مما عانت وما حدث لها
فهي تحاول أن تجعل رأفت يخرج
من ألمه الذي يتالمه لرؤيتها هكذا

وجدا ريان يقول نام يا يا بابا وسبب
ماما ترتاح نعمائي تعبانه
قال الاثنين حاضر يا ريان باشا
وفي اليوم التالي العشرة صباحا
كانوا جميعاً نائمون
طرق الطبيب باب الغرفة يستأذن
للدخول للاطمئنان عليها وعلي الاطفال
ودخل وراءه جمال متلهفا عليها
وقف الي جوار فراشها وقال
عاملة أية يا بنتي دلوقتي حاولت نعمه الجلوس وساعدها رأفت برفع الجزء الخلفي للسرير اتومتكيا ووضع
بعض الوسائد خلفها
وهي تبتسم لجمال للهفته عليها
وتقول بوهن وقد امسكت كفه بين كفيها
انا بخير يا بابا جمال استريح
أنت أقعد الاول خد نفسك ونتكلم

اما ببيت جمال لم تنم نورا طوال
الليل بعدما أخبرها
كلا من هنا وصفا وناصر أنهم جميعاً
بخير ولم يفيدها أحد بشئ أكثر من ذلك  كان شيطانها يهيئ
لها الكثير وأنها لابد أن تذهب وتعلم
ما حدث بالفعل معهم
من ذلك المدعو محمود أخذت حقيبتها
واتصلت علية يقابلها في بيت
أبيها عند زبيدة وذهبت الي هناك
جلست مع عمتها وهي تفرك يدها مع بعضهما من التوتر والخوف
تحدثت زبيده باندفاع ما تهدي يانورا
وترتينا معاكي لية ده كله
تعصبت نورا بكلامها وقريبا وجهها من عمتها وقالت اقولك لية ده كله
عشان عيال رأفت عايشين تاني مرة
نحاول نموتهم وهما عاملين
زي القطط بسبع ترواح
وعشان الزفته أمهم فدتهم وعايشة
هي كمان ورأفت معاهم مسبهمش
وانا ولا علي باله
حتي ما هنش علية يرفع سماعة التليفون يقول انت فين
كل ده وتقولي لي أهدي لاء
وكمان المتخلف محمود بكلمة يقابلني
هنا يقولي انت بتصحيني من النوم
عشان حاجة فارغة زي دي
طبطبت زبيدة علي كتفها وزفرت
الهواء من داخلها
وقالت ببعض من المراوغة يا بنتي أهدي مش عايزين نضغط على محمود اكتر من كدا وبعدين
عيب تقولي علية متخلف
برده يا نعمه احترمية ده مهما انكان
جوزي  اه متجوزاه عرفي بس لو مش المعاش بتاع
جوزي الاولاني انا كنت اتجوزته رسمي
وهو في مقام جوز عمتك

كانت نورا تسمع وهي تغلي من داخلها خائفة من أن يعرف رأفت
أن لها يد في ذلك وظلت ةتجوب الحجرة ذهابا وإيابا
وبعد حوالي ساعة وصلت لهم محمود
وهو متزمرا وتافاف
بعدما فتحت له زبيدة الباب وادخلته
وقال في اية علي الصبح انت وبنت اخوكي دي جيبني علي ملا وشي لية
مسكته زبيدة من ذراعة
وهي تسحبه معها الي الداخل وتقول له
هووووس أسكت اخويا صاحي جوه
مش عايزينه يسأل انت مين
ادخل نورا جوة مستنياك
فرك كفيه ببعضهم وقال استعنا ع الشقي بالله اعملي لقمه أفطر بها
يا زبيدة اما نشوف بنت اخوكي
جيلاني علي ملا وشي ع الصبح وعاوزة
أية تحدثت نورا وهي تلوي
شفتيها وقالت و لك نفس البعيد تاكل
بعد كل اللي حصل امبارح
رد وهو يضع إصبعه علي عقله يفكر
وجلس ووضع ساق فوق الأخري وقال وهو اية اللي حصل امبارح يا واد يا
محمود اية اللي حصل امبارح فكريني انت يا ست نورا
يمكن انا نسيت ولا حاجة

قامت نورا من مكانها وقفت أمامه
ودفعت ساقة لتسقت بجوار الأخري
وارتكزت بذراعيها علي حالتي مقعده
وقالت شوف بقا مبروم علي مبروم
ميلفش يا عين امك ومتنساش
أن كل بلاويك معايا هه
فاهم ولا نعيدوا كلامنا من تاني يا عمنا
اوعي تفكر لحظة أن انا البت الكيوت
الرقيقة اللي هتقدر تغلبها لاء فوق
ده ولا عشرة زيك
انا اتفقت معاك أن تخلصني من ولاد رأفت وانت تاخد الزفته بتاعتك
وتغورو من مصر كلها
وعشان رأفت يبقي لي انا لوحدي
روحت وعملت فيها سبع وانت محصلتش قطة باللي عملته ده

تقرب محمود إلي وجهها أكثر وتوتر نورا من قربه كاد أن يقبلها وقال
لأ لأ لأ ده القطة طلع لها ضوافر وبتخربش شوفي يا أمورة
اه احنا إتفقنا لكن للأسف القدر له
رأي تاني وانا دلوقتي
حبيبتي هي اللي انضرت بالغلط
يبقي تقعدي كدا وترسي عشان نشوف
الأمور هتعدي الزاي
وبعدين نمخمخ لها مش يمكن اريحك خالص من العيال وإبعدهم عنك
هما وأمهم واسيب لك أبوهم
كانت نورا تقف تنظر الية بغل دفين
داخلها خلصني منهم وهديك نص مليون جنيه وهسفرك
اي مكان تتمناه انت والجربوعة
اللي كلت الكل في بطنها
وفضلها رأفت علية من اول يوم شافها فية وقف محمود
وقال موافق بس عمتك هعمل معاها
اية ردت نورا سيبها لي وانا هتصرف
معاها ديته عمتي الفلوس

دخلت زبيدة وقد سمعت الجزء الأخير
وتصنعت أنها لم تسمع شئ
فعندما علمت أن نورا ستعطيها مال
اتي الي خاطرها سريعا أن تطلب منها
مبلغ كبير مقابل أن تترك
محمود يغادر هو ونعمه
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي