الفصل الثالث و العشرون

أنتهي الفرح و كان الجميع يشعر بالسعادة ماعدا أهل بيت درويش فرغم سعادتهم و لكن انتهي الفرح برحيل مني علي الرغم أنهم كانوا لا يقبلوها في بدء الأمر و لكن في الأيام الأخيرة شعروا بمدي الطيبة التي بداخلها و حبوها و شعروا أنها جزء من قلبهم .
خرجت فريدة و لحقت بمني و قالت لسمير : عمو بعد أذنك ممكن اسلم علي مني .
فابتسم لها و قال: ممكن و كمان ممكن تيجي تزوريها براحتك يا ست البنات .
و عندما كانت تسلم فريدة علي مني لاحظت بوجود الشاب الذي سبق و أن دافع عن اختها فقالت: هو انت تعرف الشاب ده يا عمو .
فأجابها: ده معز ابني و اتفاجأت أنه كان في الفرح .
كانت لأول مرة تأخذ مني بالها مني فابتسمت له و رد هو ذلك الابتسام بينما كانوا يقفون وجدوا صوت من خلفهم يقول: كده يا صاحبي بعد العمر ده كله لما نتقابل منسلمش علي بعض ده مهما كان في بينا عشرة و عيش و ملح .
ابتسم له سمير و ذهب نحوه يحتضنه قائلاً: عمري ما نسيت يا صاحبي ده احلي أيام عمرنا كنا مع بعض فيها و بنتك كانت السبب في رجوع العلاقات ما زين ما ربيت .
ابتسم له عادل قائلاً: فين اراضيك دلوقتي يا صاحبي .
فأجابه : هو هو المكان الي كنت أنا و أنت بنرتاح فيه و بدءنا أول خطوة في مشوارنا .
ابتسم عادل و كأن الذكريات تعود له كأنها ليلة أمس فنعم كانت أفضل و أحسن ايام عاشها هناك حتي بعد زواجه من ألفت و لذلك قال: لو ميزعلكش يا صاحبي ليا زيارة قريبه أنا و الولاد حداكم .
ابتسم له سمير قائلاً: تشرف في أي وقت يا صاحبي البيت بيتك و لسه مكانك زي ما هو مقفول بحاجتكم قولت ممكن تحب تيجي يبقي مكان موجود .
رد عليه و قال: طول عمرك واد أصول و صاحب صاحبه .
رحل سمير مع معز و مني و ركب سيارة معز الذي كان يضعها في أحدي الاماكن القريبه من قصر درويش .
بينما شعرت ثناء أنها علي وشك الجنون فأصبحت لا اطيق الهمسات و أخذت تصرخ في زوجات أخواتها: يا ريت بكفاياكم حديت دماغي حتنفجر كفاية بقي شكلكم فرحانين فيا يا رب إلي حصل ليا ينكتب عليكم و تدوقوا من إلي ديقاه .
هنا صرخ بها عمار قائلاً: سبق و نبهت عليكي و كلمتي واحدة دلوقتي بتدعي عليهم و قبل سابق كنت حتمدي ايدك عليهم يا عالم ايه الي يحصل تاني من بكرة حشوف دار اروح فيها أنا و أمي و اخواتي بعيد عنك و كل يوم الصبح حكون تحت رجل جدي بس علشان نترحم من شرك.
هنا ردت خديجة قائلة: مش حينفع يا ولدي ده بيتي كل حته فيه بذكريات ليا و ليكم و غير كده مقدرش اسيب جدتك و مرات عمك ده احنا كيف الفرد و لو علي كلام عمتك مبقاش يهمني خلاص يا بني الواحد بيكبر و يعقل و الأيام إلي جاية مش قد إلي راح بس لو حابب تشتري دوار تبقي ليك و لمراتك علشان عمتك نويت الشر .
هنا لم تقدر ثناء الصمت و أكملت: لا ست البنات ليها دور معايا ودور واعر علشان تعرف تعصي بنتي عليا و تخرجها من تحت أيدي و ظهورها لخبط حاجات كتير قوي فحسابها عسير قوي قوي و كانت تتحدث و عيونها تنطق بالشر فشعر الجميع بالخوف علي فريدة .
بينما قال درويش : فريدة خط احمر و لو قريتي منها يبقي أنت إلي جنيتي علي نفسك اما بنتك سبق و خبرتك أنها حتضيع منك بس متراجعتيش بنتك كانت عايزة حنان و عطف و خلي بالك بنتك عمرها ما نست ابوها ده كانت محتفظة بصور ليها معاه جابتها منين مش عارف و اكيد مش فريدة إلي عطتها إياها مش لازم تعلقي فشلك علي حد تاني و طلعي فريدة من دماغك علشان خسارتك المرة الجاية حتكون واعرة قوي كده خلصت ذمتي منك و كمان أخواتك طول عمرهم كانوا رافضين أسلوبك و كانوا زعلانين علي بعد جوزك إلي كان زينة الرجال بس أنت مفيش فايدة فيكي كان ليكي دار و الراجل سبها ليكي برضاه.
هنا تحدثت بسخرية قائلة: لا ده الدار ده خدتها غصب عنه ما أنا مش حطلع من الجوازه من غير حاجة عاد و كمان رميت ليه شنطة هدومه و قولت ليه لو عاود اخواتي حيقطعوه و محدش حيعرف ليه طريق واصل فالافضل يشوف جه من أنه داهية و يرجع مطرح ما جه علشان كده الدار زي ما هو محدش قرب ليه خالص علشان يعتبر بتاعي و هو علشان يريح دماغه بعد كام يوم لقيته باعت مرسال أن الدار كتبها بأسم مني علشان يضمن حقها و لما يجي الوقت المناسب حيبقي يديها العقد بتاعها قال خايف مني اكل حقها فهو ماسبش حاجة برضاه كل حاجة كانت غصب عنه .
هنا لم يتمالك همام نفسه و قام بضربها بالقلم تحت نظرات الجميع فلاول مرة يغضب و يفعل ذلك فهو كما معروف عنه الطيبه علي عكس عتمان والد عمار الذي معروف بسرعة غضبه و قال: يعني ضحكتي عليا و كذبتي علشان اقف معاكي قولتي أنه ساب البيت و مشي وراء الغازية و اقول ليكي من ميتي جوزك يعرف غوازي تردي من ساعة ما الفلوس جرت في أيديها ليه علشان طيب علشان بخاف عليكي و خلتيني أقف ليه و اهدده أنه أو مرجعش عن إلي في دماغه حقتله و هو يقول طب أفهم مني الاول و أنا مردتش أسمعه و سبته و مشيت يعني خلتيني أظلمه   أجي علي انسان بريء.
فأكملت حقدها و قالت: علشان محدش كان حيصدقني غيرك أبوي كان يبص في عينيه يعرف اني بكدب و له لا و شرحه عتمان اخوي كان عمره ما يصدقني علشان عارف سمير زين مفيش غيرك إلي كنت اقدر ألعب عليه و أوصل للي عايزاه .
هنا تدخل عتمان خوفاً من تهور أخيه و وقف ساتر ما بينهم و قال: غوري علي فوق حتخليه يصور قتيل غوري يا وش الخراب و أنت يا واد أبوي أهدي علشان الضغط احنا مش ناقصين و يلا يا ولاد كل واحد علي أوضته يرتاح اليوم كان صعب من أوله و لازم راحة و أنت يا نوارة خدي جوزك و يلا اطلعي و أنت كمان يا خديجة و أنا حقعد مع أبوي و أمي و بعدين ححصلك .
و بالفعل ذهب كل فرد لغرفته ماعدا عمار الذي كان يشعر بالقلق من عمته اتجاه فريدة فخوفه عليها قد تمكن من قلبه فخرج للخارج كي يستنشق الهواء و لكن جده قال: كفاية يا ولدي تفكير و قل ما يصيبنا الا ما كتبه الله لنا  يعني كل شيء بإرادة الله أطلع أوضتك و ريح دماغك لسه إلي جاي واعر قوي .
سمع عمار كلام جده وصعد لغرفته .
بينما كان سعد يشعر بالخنقة فكيف تلك المرأة أن تحول فرحة ابنتها لنكد كي ترضي نفسها و لكن ما جعله مصدوم هو ظهور ابيها و خروج مني معه مستسلمه كأنها تريده و الأغرب هو علم ابيها بكل شيء يخصه و هنا قطع تفكيره صوت جده قائلاً: متفكرش كتير يا ولدي سمير طول عمره متربي وسطينا و عارفنا فرد فرد و البلد كلها تشهد بأخلاقه بس كان نصيبه في ثناء و طبعاً أسلوبها غير أسلوب أخواتها و ابوها و امها بس قدر و كانت ثمرة جوازهم مني بس إلي فرحان بيه أن مني مطلعتش زي أمها ممكن خدت حاجات بسيطة بس ظهور فريدة غير كل ده و خلاها حاجة تانية و ده ليرجع لمعدنها و أصلها بس كانت محتاجه حد يصلح كل ده عاد و بالفعل حصل و اتصلح كل ده .
فرد عليه : طب أنا مش عارف فين اراضي ابوها .
فأجابه جده قائلاً: أكيد يا بني درويش خابر المكان فين لو عايز تشوفها شوف جدك درويش في الأرض و حتعرف المكان .
ابتسم له سعد و أستئذن كي يصعد للأعلي لكي يرتاح .
بينما كانت كوثر بغرفة ريم و كانت تتحدث قائلة: أنا في الاول كنت خائفة أن ثناء تخرب الجوازة و خصوصاً بعد ما كانت واخدة جنب و مش راضية تتحدث معانا و بالفعل ما سكتتش الا لما عكرت الفرح لولا أبو مني و ظهر و برد ناري و إلي فرحني أكتر لما خدها عنده أه رحم البنت من بطش أمها و كمان خيك يبقي يتعامل مع راجل أفضل من ثناء بكتير .
نظرت لها ريم و قالت: يعني يا ماما أنت كنتي فرحانه قوي كده رغم إلي حصل في الفرح .
فاجابتها بفرحة: قوي قوي علشان ثناء مكنش حد يقدر يوقفها و كانت فارضه سيرتها علي الكل و كنت خايفة تفرض سيرتها علي خيك بس الحمد لله و تعرفي أنا كنت رافضة البنت علشان أمها ثم أكملت: كفاية بقي كلام عاد و اروح انام علشان كان اليوم طويل يلا أنت كمان ريحي .
بينما وصلت عربه معز إلي البيت و نزل هو و أبيه و كانت مني تشعر بالرهبة خوفاً من عدم تقبل زوجة أبيها وجودها و شعر معز بما يراودها فقال: سبيها علي الله .
دخل سمير أولاً فوجد وداد تنتظرهم و الطعام أمامها لم تمسه فقال لها: لسه مكلتيش ليه عاد .
ابتسمت و قالت: ولدك خرج من بكير و لسه معودش و تليفونه مقفول و مش عارفه راح فين عاد .
= و الله مظلوم التليفون فصل شحن و معرفتش اطمنك عليا مش بأيدي و أه يا ستي لفيت و عارف مكان البيت مش عيل حتوه و كمان مش راجع أنا و ابوي بأيدينا فاضية فنظرت حيث ينظرون فوجدت فتاة تدخل و هي ترتدي فستان فرح فقامت صرخت صرخة قائلة: يا مري جوزت الواد من ورايا يا اخرت صبري حتي ولدي مفرحش بيه زي الناس .
وجدت مني أنها أمام امرأة طيبة فقالت: في ايه يا حماتي اه مش حتضيفيني ده انا عروسة و مرات ولدك الغالي .
فردت عليها: بنت انتي أبعدي بعيد عني و متكلمنيش
و ملكيش دعوة بيا فاهمه زين .
بينما قامت مني بالذهاب نحو معز و قامت بحضنه أمامها مما جعلها تقوم و تسحب ابنها و تضعه وراء ظهرها و تحدثها قائلة: بنت أنت أبعدي بعيد عنه عاد فاهمه أنا لسه موافقتش عليكي عاد فنظرت لها مني و اتجهت إلي سمير فجرت نحو زوجها و قالت لها مهدد إياها بالشبشب قائلة: بنت أنت احترمي نفسك علشان سحبت منك الواد رايحة لابوه لا إلا ده عنده واقفي ده تضيع فيها رقاب و يلا بقي شوفي مطرح اقعدي فيه عقبال ما اشوف ولدي الاهطل عرفك ميتي و كيف .
ابتسمت لها مني و قالت: خلاص بقي يا خاله مش حلعب بيكي أنا مش مرات ولدك .
نظرت لها و قالت: يا مري سمير اتجوز عليا و ابني كان شاهد علي الجوازه .
ضحكت مني و هزت راسها بالنفي و قالت: برضه لا أه أنا أخص جوزك بس أنا مني يا خاله .
صمتت شوية كي تربط الخيوط ثم قالت: مني بنت سمير صح اوعي تقولي غلط .
أبتسمت مني و هزت رأسها بالايجاب و قالت: أيوه يا خاله بنت جوزك و جاية اقعد عندكم كام يوم لو ميزعلكش قعادي .
نظرت لها وداد و قالت: لا ده تقعدي براحتك هنا دارك زيك زي معز عندي و حبك و غلاوتك من غلاوته و لو الأرض مشلتكيش أشيلك فوق دماغي أنا حقوم اسخن الوكل علشان تأكلي معايا لقمة يا بنتي .
ذهبت و هي تحمل الطعام و وقفت أمامها تسخنه ثم تركته ثواني و عادت قائلة: خدي يا بنتي لما أبوكي قال النهاردة خطوبتك كانت أم الخير معاها النهاردة هدوم فقولت اجيب ليكي حبه حاجات لعزالك و كمان جبت ليكي الكام هدمه ده هدية مني ليكي شوفي ايه الي يناسبك و قومي غيري هدومي.
و بالفعل قامت مني بتغيير هدومها و جلست تتناول معهم الطعام فقالت لها وداد: ليه يا بنتي مش بتأكلي هو أكلي مش زين و له مش علي قد المقام .
فاجابتها بود: لا و الله يا خاله ده أكلك زين بس انا عاملة رجيم علشان أخس .
نظرت لها بتعجب: تخسي ليه عاد ده انت شكلك ضعيفه كلي يا بنتي و اتغذي و سيبك من الرجيم ده و الي يحب حد بيحبه علشان قلبه و طبعه عمر ما كان الجسم مقياس .
ابتسمت لها مني و شعرت بمدي حب تلك المرأة لها فهي تملك حنان ليس له مثيل و تمنت لو كانت هي بالفعل أمها كان زمانها تعيش حياة كلها حب بينما شعر بيها سمير فقال: بنتي وداد كيف أمك يعني حتعاملك زي بنتها و اكتر و مش حتلاقي حد يملك المشاعر الفياضة غيرها و أن شاء الله كل حاجة حتكون بخير و لو عايزة حاجة اطلبي علي طول الحمد لله الدنيا بخير و الحال عال العال .
بينما قالت مني: شكراً يا بوي بجد مش عارفه اقول لك ايه و أنت يا خالة بجد الاكل زين بس أنا عايزة منك طلب يا بوي .
فأجابها علي الفور : عايزة أه يا بنتي قولي .
فأجابته بتردد: رقم سعد علشان اطمنه عليا و خصوصاً أن تليفونه في البيت هناك .
رد معز و قال : دقائق و يكون حداكي .
و بالفعل هاتف معز عمار كي يطمئنه علي مني و طلب منه رقم هاتف سعد كي تحدثه مني و بالفعل حصل معز علي رقم الهاتف .
قامت مني بالاتصال برقم سعد من هاتف سمير كان في ذلك الوقت مازال سعد مستيقظاً علي أمل أنها سوف تتصل و بالفعل وجد هاتفه يرن لذلك رد بسرعة و ابتسم عندما وجدها هي من تتصل فلقد كانت تخبره أنها بخير و لم تقدر علي النوم دون أن يطمئن عليها و حدثته أن يطمئن جدها .
ثناء ناوية لفريدة علي ايه.
عمار حيسكت علي عمته و أفعالها .
هل علاقة مني و وداد حتبقي ملئ بالحب و عوض السنين لمني .
كل ده حنعرفه الفصل القادم.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي