الفصل الثالث
قبل ذلك الحدث بعدة ساعات بمنزل بسيط ولكنهُ دافئ بفضل تِلك الأُسرة السعيدة أو التي من المُفترض أن تكون سعيدة كانت هُناك عزيمة عائلية بمنزل السيد نُعمان رحمُه الله وقد قامت بها أرملتُه السيدة عفاف لأبنتيها وأزواجهُن فصاحت موجهة حديثها إلى أبنتها الكُبرى قائلة بتعجُل:- أخلصي يا زينب أخواتك وأجوازهُم على وصول..
هتفت زينب بعجلة مُماثلة:- أهو ياماما قربت والله..
زينب فتاة بعامها التاسع وعشرون تعمل كسكرتيرة بشركة هندسة بسيطة توفى والدها الحاج نُعمان منذُ أن كانت بالسنة الأولى بالثانوية العامة تمتلك شقيقتان يصغراها بعدة سنوات ولكنهُما تزوجتا منذُ مُدة ولم يبقى سواها فمنذُ أن توفي والدها ولم تكُن والدتها تمتلك حتى شهادة جامعية لتعمل بها وتعول أُسرتها فقررت هي أخذ ذلك الدور وخرجت إلى سوق العمل وقد عملت بعدة وظائف بسيطة بائعة بمحل ملابس، نادلة بمطعم وهكذا مثل هذه الأعمال بجانب دراستها التي كانت تتفوق بها مرة بعد الأُخرى حتى مرت السنوات وهي تعمل وتدرس وحصلت على شهادة الهندسة وعندما أعتقدت أن الحظ أبتسم لها وستتوظف كمُهندسة لم تقبلها شركة واحدة دون خبرة وبالأخير وجدت شركة الهندسة التي تعمل بها ولكن ليس كمُهندسة بل سكرتيرة لصاحب الشركة وافقت حتى تُرحم من مُعاناة باقية الوظائف الأُخرى ومرت السنوات وهي تعمل وتبدأ في أعداد شقيقتيها للزواج وبالفعل زوجتهُما وفجأة وجدت نفسها على مشارف الثلاثون دون زواج ولا يرحمها شئ من حديث الناس المسموم ولكنها لم تُبالي بهُم تعلم أن الزواج ماهو إلا نصيب وسيأتي عندما يُريد الله ذلك، جسدها رشيق ومتوسطة الطول بشعر أسود قصير بعض الشئ وبشرة بيضاء صافية وعيون زيتونية داكنة.. بعد ساعات من التعب حضر الجميع وبدأوا في تناول الطعام فهتف مُسعد زوج شقيقتها الوسطى قائلًا بسماجة كشخصيتُه المعهودة:- ها يازينب مفيش عريس كدة ولا كدة يعني..
أبتلعب طعامها بهدوء وهي تتنهد بسرها حتى لا تنهض وتقوم بطرد ذلك السمج الذي تعشقُه شقيقتها ولا تعلم لما ثُم هتفت ببرود:- لا والله يا مُسعد مفيش..
هتف مُسعد بضيق:- مش لو كُنتِ وافقتي على إبن عمي كان زمانا عاملين العزومة دي ف بيتك..
ياالله حديثُه يزداد بغض وهي تزداد عصبية ولكنها تماسكت قائلة بسُخرية:- إبن عمك اللي متجوز مرتين ومُطلق وعندُه من كُل واحدة 3 عيال ودة أخدُه أعمل بيه أيه دة..
هتف مُسعد دون شعور:- مش أحسن من قاعدتك كدة من غير جواز وأخواتك الصُغيرين أتجوزوا..
=مُسعد..!!
كان ذلك صوت ريهام زوجتُه تنبهُه إلى ماتفوه بهِ فتنحنح بتوتر عندما لاحظ نظرات الجميع الموجهة نحوه بضيق وهتف قائلًا:- أحم، أنا أسف يعني يا زينب مش قصدي أضايقك، أنا بس خايف عليكي أنتِ زي أُختي وعايزك تفرحي..
بعد أن تفوه بجُملتُه الجارحة تجمدت أصابعها على معلقة طعامها وتحولت ملامحها الجميلة إلى أُخرى صلبة باردة وهمست قائلة:- حصل خير..
تدخل يوسف زوج رنا شقيقتها الصُغرى قائلًا بحنو:- متزعليش يازينب أنتِ عارفة هو مُسعد دبش شوية بس مش قصدُه يعني، أنتِ ست البنات والله..
أبتسمت لهُ زينب بحنو وهي تعقد مُقارنة بين الزوجان شتان بينهُما ف مُسعد ذو شخصية بغيضة لا يُمكن تحمُلها في حين أن يوسف على النقيض منهُ تمامًا ونعم الزوج لزوجتُه ولم تندم يومًا على تزويجها لهُ ولكنها تندم ألف مرة على تزويجها لريهام لذلك الشخص الكريه.. وبعد ساعات أنتهت الجلسة العائلية ورحل الجميع فلم يبقى سوى زينب ووالدتها السيدة عفاف التي دلفت إلى غُرفة أبنتها قائلة بهدوء:- فاضية يازينب أتكلم معاكي شوية..
أعتدلت زينب بجلستها وأشارت لها بالأقتراب قائلة بهدوء:- أكيد طبعًا أتفضلي ياماما..
جلست السيدة عفاف أمامها على حافة الفراش كان التوتر بادي عليها بشدة فهمست زينب بتعجُب:- في أيه ياماما مالك.. ليه متوترة كدة..!!
أبتلعت والدتها لُعابها وهمست قائلة بخفوت:- أنا بصراحة مُحرجة من الموضوع اللي جيالك عشانُه بس مُضطرة بقا..
رددت زينب الحديث قائلة بعدم فهم:- مُحرجة..!! عايزة فلوس يعني..!!
السيدة عفاف سريعًا:- لالا مش مسألة فلوس دة اااا..
أنتظرت زينب أن تستكمل حديثها فتنهدت هي قائلة بهدوء:- بُصي يابنتي أنا من يوم ما أبوكي مات وأنا عيشت ليكُم، صحيح مشتغلتش عشان معنديش ولا شهادة ولا صنعة أشتغل بيها وأنتِ اللي شقيتي علينا كُلنا وشيلتي البيت بس أنا برضُه كُنت مراعية ليكي ولأخواتك جوة البيت وربنا يشهد إني مقصرتش معاكم..
صمتت لترى أثر حديثها على أبنتها ولكن لم يُقابلها سوى الصمت فأكملت حديثها بتردُد:- بصراحة يا زينب يعني اااا... أنا قررت اااا.. قررت أتجوز..
شهقة خافتة كانت ردة فعل طبيعية على حديث والدتها الصادم ورددت الكلمة خلفها ببلاهة قائلة:- تتجوزي..!! تتجوزي مين وأزاي..!!
أشاحت السيدة عفاف بنظراتها بعيد عن نظرات أبنتها وأجابت قائلة ببراءة مُصطنعة:- أة أتجوز وفيها أيه يعني مش بشر أنا ومن حقي، وهتجوز مين ف دة واحد طنطك ميرفت قالتلي عليه، شافني وعجبتُه ف قالها إنُه عايز يتجوزني هو الجواز حُرُم يعني..
رفرفت بأهدابها عدة مرات لتستوعب ما تقولُه والدتها ثُم همست قائلة بذهول:- طنط ميرفت الكركوبة دي اللي كانت عايزة تجوزني أبنها أبو خمسين سنة وشايفاني عانس رايحة تجوزك أنتِ ياماما..
هتفت السيدة عفاف بغيظ:- وهو أنتِ يعني كُنتِ وافقتي ما أنتِ قعدتي جمبي أهو وشكلك مطولة خلي واحدة فينا تغور جايز نحسك يتفك..
للمرة الثانية على التوالي تتلقى جرح بقلبها الصغير اليوم ولكن هذه المرة أصعب فقد أتى من الأقرب إليها بينما والدتها رأت نظرات الألم بعينيها ولم تواسيها بل رأت أن المواساة ستُضيع الهدف الأساسي للحديث فأستعادت زينب وجهتها الصلبة وهتفت قائلة ببرود:- وياترى أنتِ جاية تاخدي رأي ولا أتجوزتي أصلًا..
السيدة عفاف بتبرُم:- لا لسة ومش باخُد رأيك أنا بس بعرفك إني هتجوز أخر الشهر وعايزاكي تسبيلي الشقة أول أسبوع كدة وتقعدي عند حد من صُحابك عشان مش معقول من أول أسبوع يجي يلاقي بنتي..
زينب بصدمة على وشك أن تُصيبها بذبحة:- أنتِ هتجبيه بيت بابا كمان..
السيدة عفاف ببرود:- أيوة وجدي معندوش شقة، شقتُه أخدتها طليقتُه ف هيعيش معايا هنا..
كُل هذه الأحاديث لم تتحملها فصمتت تُطالع والدتها بذهول وعدم تصديق هل هي تحلم أم ماذا وكيف لم ترى وجه والدتها الحقيقي كُل هذه السنوات هل هي تحت تأثير سحر أو أعمال شعوذة أم حقًا والدتها أمامها وتتحدث بهذا الموضوع الهام للغاية بمثل هذا البرود وكأنهُ شئ عابر غير مُهم وقبل أن تُجيبها صدح صوت رنين هاتفها وكانت المُتصلة ريهام شقيقتها أجابت الأتصال وبمُجرد أن فعلت حتى وصلها صوت شقيقتها الباكي قائلة:- أيوة يازينب ألحقيني..
***********************************
[[ عندما تشيبُ الروح يشيبُ القلب مهما كان العُمر صغير ومهما كان بالجسد صحة وخفة.. ]]
تلقى يزن لكمة قوية ألمتُه فتمكن منهُ غضبُه ولم يشعُر بنفسُه سوى وهو يلتقط زُجاجة خمر ويهوى بها على رأسُه ليسقُط الشاب متألمًا نازفًا الدماء صدح صوت صرخات من الفتيات بالمكان وتوترت الأجواء سريعًا دقائق مرت وأتت الشُرطة بالأرجاء أقترب صاحب الملهى من الزحام وتفاجئ بوجود يزن فهتف قائلًا بصدمة:- يزن باشا هو حضرتك اللي بتتخانق..
هتف يزن بعصبية:- أنت بتبلغ عني أنا، طب أنا هقفلك المخروبة دي..
الرجُل بتوتر:- ياباشا مش أنا دة الويتر الجديد هو اللي بلغ من غير ما يقولي إن سعاتك اللي بتتخانق..
أشار لهُ يزن بضيق ولامُبالاة ولحظات وكانت الشُرطة بالداخل لتلقي القبض على يزن وأصدقائُه والشاب المُتألم الغارق بدمائُه وبينما يزن بسيارة الشُرطة قام بالأتصال على صديقُه المقرب عُمر شاب في السادسة والعشرون من العُمر يختلف تمامًا عن يزن فهُما كالنقيضان شاب خلوق ومُلتزم يعمل بشركة والدُه لتصنيع الأدوية جسد رياضي طويل وشعر أسود يصل إلى رقبتُه قليلًا وبشرة قمحية جذابة بلحية سوداء مهذبة وعيون بُنية.. قام يزن بمُهاتفتُه فلم يُجيب فهتف يزن بضيق وهو يُزيح الهاتف من على أذنُه:- يووووو ياعُمر دة وقت مترودش فيه..
وبعد دقائق من التفكير لم يجد سوى مُعتصم شقيقه الأكبر ليُهاتفُه وعلى الرغم من إنهُ سيتلقى التقريع إلا أن لا مفر من الأتصال بهِ......
بينما على الجانب الأخر بالشركة نرى مُعتصم شاب في الواحد وثلاثون من العُمر هادئ الطباع ورزين حياتُه عُبارة عن عمل وعائلة فقط لم يطرُق الحب باب قلبُه يومًا شعرُه بُني قصير وبشرة فاتحة قليلًا بالأضافة إلى جسدُه الرياضي الصلب وطولُه الفارع.. كان العمل قد أنتهى بالشركة ولكن كعادة مُعتصم يرحل أخر فرد بالمكان وبينما هو يُراجع بعض الأعمال حتى صدح صوت طرق رقيق على الباب وأنفتح سريعًا لتدلف السكرتيرة الخاصة بهِ نظر لها بتعجُب قائلًا:- أنسة ريم، هو أنتِ لسة ممشتيش..!!
أقتربت منهُ بهدوء وهي تتبختر في سيرها وهي ترتدي چيب عمل قصيرة حتى الرُكبة بقميص من الستان الناعم يحتضن جسدها بحميمة توقفت أمامُه وهو يُراقبها بتوجس ثُم أنحنت إليه ليظهر صدرها بسخاء أمام عينيه ولكنهُ لم يتأثر ثُم همست قائلة بنعومة:- أنا مرضتش أمشي غير لما أتطمن عليك..
عاد بظهرُه قليلًا إلى الخلف وهتف قائلًا ببرود:- وتطمني عليا ليه، حد قالك إني عيل صُغير..
أبتسمت بأغراء قائلة:- أنت سيد الرجالة..
صاح بصرامة قائلًا:- أنسة ريم أحترمي نفسك وأتعدلي ف مكانك أحسن..
لم تتأثر بحديثُه وتجرأت يدها لتصل إلى وجهُه وقبل أن تفعل كان قد قبض على معصمها بقسوة ألمتها لتصرُخ بألم ونهض من مكانُه قائلًا من بين أسنانُه:- أنتِ أزاي تتجرأي عليا كدة، أنتِ نسيتي نفسك ولا فاكراني بريالة وهيدخُل عليا الشويتين دول، من بُكرة مشوفش وشك هنا تاني..
نفضها من بين يدُه بتقزُز وهو يُرمقها بشر فألجمتها نظراتُه لتهرب سريعًا قبل أن تُحاول حتى مرة أُخرى فجلس على مقعدُه مُتنهدًا بضيق قائلًا:- أعوذُ بالله على الصنف دة، أهل أيه اللي بينسوا يربوا دول..
صدح صوت رنين هاتفُه وكان المُتصل يزن أجاب على أتصالُه قائلًا بمرح:- طبعًا متصل بيا مصلحة..
أجاب يزن بضيق:- أنا مقبوض عليا ورايح القسم..
أنتفض مُعتصم بعصبية قائلًا:- نعم ياخويا هي وصلت للأقسام، أنت مش هتُبقا راجل مُحترم أبدًا وتتربى بقا..
يزن بملل:- مش وقت دروس تربية دلوقتي أخلص هتيجي تطلعني ولالا..
مُعتصم بغيظ:- جايلك يامُهزق..
أغلق معُه الهاتف وهو ينهض يُلملم أشيائُه قائلًا بضيق:- والله شكل أبويا أنا كمان نسي يربي..
خرج من مبنى الشركة وأستقل سيارتُه متوجهًا نحو مركز الشرطة كان قد وصل يزن منذُ بعض الوقت فوصل مُعتصم إلى المركز وطلب مُقابلة المأمور الذي رحب بهِ قائلًا بحبور:- أهلًا وسهلًا مُعتصم بيه ياترى أيه السبب الزيارة السعيدة دي..
هتف مُعتصم بجدية:- أخويا موجود عندكُم، حصل مُشادة بينُه وبين واحد تاني والحكومة أخدتُهم كلهُم..
هتف المأمور بجدية وهو يلتقط سماعة الهاتف:- حالًا ياباشا وهشوف الموضوع دة..
وبعد مرور بعض الوقت كان يزن وأصدقائُه وذلك الشاب المُصاب والذي قام بمُعالجة جرحُه منذُ قليل يقف معهُم وبعد الكثير من المُشاحنات أنتهى الأمر بالتراضي بين الطرفان.. أمام باب المركز كان يقف مُعتصم يوبخ يزن قائلًا:- أتفضل يابيه يامُحترم، مش عيب عليك شحط زيك وبيتصرف التصرُفات دي، أنت مش هتكبر أبدًا يابني أدم..
تململ يزن في وقفتُه قائلًا بضجر:- هو أنت عشان ساعدتني مرة وجيت طلعتني من قسم هتطيح فيا ماأنت عارف إني عُمري ما دخلت أقسام..
هتف هو بغيظ:- وأهو دخلتها ناقص أيه بقا تاني..
لم يُجيبُه يزن فتنهد مُعتصم بتعب قائلًا:- يزن أنا فاهمك كويس، أنت بتعند مع بابا بس مش أكتر، أنا مش هقولك هو صح بس أنت كمان مش صح..
تمتم يزن بضجر:- بقولك أيه يامُعتصم وفر نصايحك لـ نفسك وملكش دعوة بيا، أنا حُر ياأخي..
ألتفت ليرحل ولكن قبض شقيقُه على معصمُه قائلًا بصرامة:- أنت رايح فين، فاكرني هسيبك ترجع للصيع اللي مصاحبهُم دول تاني، أنت يومك خلص كدة النهاردة..
بعد بعض الوقت كان مُعتصم يقود سيارتُه بأتجاه القصر وبجانبُه يزن يُبلطم بضيق لم يكُن يومًا من الشخصيات التي يُفرض عليها شئ ولكنهُ يحترم شقيقُه ويكن لهُ معزة خاصة للغاية فـ مُعتصم كان الأب الروحي لهُ لم يتذوق حنان والدُه ولكنهُ تذوق حنان شقيقُه لذلك لم يستطِع أن يعصي أمرُه وعاد معُه إلى القصر بالرغم من ضيقُه بينما الأخير يتجاهلُه تمامًا ولا يُعطيه ضيقُه هذا أهتمام وصلت السيارة إلى القصر فترجل منها يزن ودلف إلى الداخل ليتصنم مكانُه عندما وجد والدُه السيد شاكر ينتظرُه والشر ينبعث من عينيه فأدرك أنهُ قد وصل إليه ما فعلُه تنحنح بتوتر قائلًا:- أزيك يابابا..
وبلحظة كان السيد شاكر يهوى على وجنتُه بصفعة صدح صوتها في أرجاء القصر مما جعل شهقة تخرُج من بين شفتي جميع الموجودين وبالأخص السيدة كريمة التي وضعت كفيها على قلبها مُتألمة من فعلت زوجها الغير متوقعة بالمرة صدح صوت مُعتصم مُدافعًا عن شقيقُه:- بابا اااا..
صرخ السيد شاكر بعُنف قائلًا:- إيه يا مُعتصم هتدافع عنُه ولا إيه..!! مش كفاية روحت خرجتُه من القسم، كُنت سيبتُه يتسجن عشان يتربى..
كان وجه يزن يُمثل المعنى الحقيقي لـ لامُبالاة على الرغم من الألم الذي يعتصر قلبُه فأعاد السيد شاكر أنظارُه إليه قائلًا بقسوة:- إذا كُنت فاكر إني هسيبک تشوه سُمعتي وتهِد اللي بنيتُه فـ سنين بسبب إستهتارک وصياعتك دي تُبقا غلطان..
هتف يزن بتوجس:- قصدك إيه..!!
السيد شاكر بصرامة:- من بُكرة رجلك على رجلي وإحنا رايحين الشركة وهترجع معايا وقسمًا بالله يا يزن إن أي غلطة هتعملها هتشوف وش عُمرك ما شوفتُه مني، أنا هخليک بني أدم مُحترم غصب عني..
رحل تاركًا عائلتُه الصغيرة تنظُر إلى بعضها بألم، حيرة، وشفقة على حالهُم جميعًا لم يسلم أحد في هذا المكان من قسوة شاكر ولكن أكثر المُتضررين هو يزن ولا يعلم أحد هل طريقة والدهُم صحيحة وما هي إلا خوف عليهُم من الزمن والأيام أم أن القسوة مُترسخة في قلب ذلك الرجُل الذي لم يُجرِب أحدهُم حنانُه من قبل.......
*******************يُتبع**********
هتفت زينب بعجلة مُماثلة:- أهو ياماما قربت والله..
زينب فتاة بعامها التاسع وعشرون تعمل كسكرتيرة بشركة هندسة بسيطة توفى والدها الحاج نُعمان منذُ أن كانت بالسنة الأولى بالثانوية العامة تمتلك شقيقتان يصغراها بعدة سنوات ولكنهُما تزوجتا منذُ مُدة ولم يبقى سواها فمنذُ أن توفي والدها ولم تكُن والدتها تمتلك حتى شهادة جامعية لتعمل بها وتعول أُسرتها فقررت هي أخذ ذلك الدور وخرجت إلى سوق العمل وقد عملت بعدة وظائف بسيطة بائعة بمحل ملابس، نادلة بمطعم وهكذا مثل هذه الأعمال بجانب دراستها التي كانت تتفوق بها مرة بعد الأُخرى حتى مرت السنوات وهي تعمل وتدرس وحصلت على شهادة الهندسة وعندما أعتقدت أن الحظ أبتسم لها وستتوظف كمُهندسة لم تقبلها شركة واحدة دون خبرة وبالأخير وجدت شركة الهندسة التي تعمل بها ولكن ليس كمُهندسة بل سكرتيرة لصاحب الشركة وافقت حتى تُرحم من مُعاناة باقية الوظائف الأُخرى ومرت السنوات وهي تعمل وتبدأ في أعداد شقيقتيها للزواج وبالفعل زوجتهُما وفجأة وجدت نفسها على مشارف الثلاثون دون زواج ولا يرحمها شئ من حديث الناس المسموم ولكنها لم تُبالي بهُم تعلم أن الزواج ماهو إلا نصيب وسيأتي عندما يُريد الله ذلك، جسدها رشيق ومتوسطة الطول بشعر أسود قصير بعض الشئ وبشرة بيضاء صافية وعيون زيتونية داكنة.. بعد ساعات من التعب حضر الجميع وبدأوا في تناول الطعام فهتف مُسعد زوج شقيقتها الوسطى قائلًا بسماجة كشخصيتُه المعهودة:- ها يازينب مفيش عريس كدة ولا كدة يعني..
أبتلعب طعامها بهدوء وهي تتنهد بسرها حتى لا تنهض وتقوم بطرد ذلك السمج الذي تعشقُه شقيقتها ولا تعلم لما ثُم هتفت ببرود:- لا والله يا مُسعد مفيش..
هتف مُسعد بضيق:- مش لو كُنتِ وافقتي على إبن عمي كان زمانا عاملين العزومة دي ف بيتك..
ياالله حديثُه يزداد بغض وهي تزداد عصبية ولكنها تماسكت قائلة بسُخرية:- إبن عمك اللي متجوز مرتين ومُطلق وعندُه من كُل واحدة 3 عيال ودة أخدُه أعمل بيه أيه دة..
هتف مُسعد دون شعور:- مش أحسن من قاعدتك كدة من غير جواز وأخواتك الصُغيرين أتجوزوا..
=مُسعد..!!
كان ذلك صوت ريهام زوجتُه تنبهُه إلى ماتفوه بهِ فتنحنح بتوتر عندما لاحظ نظرات الجميع الموجهة نحوه بضيق وهتف قائلًا:- أحم، أنا أسف يعني يا زينب مش قصدي أضايقك، أنا بس خايف عليكي أنتِ زي أُختي وعايزك تفرحي..
بعد أن تفوه بجُملتُه الجارحة تجمدت أصابعها على معلقة طعامها وتحولت ملامحها الجميلة إلى أُخرى صلبة باردة وهمست قائلة:- حصل خير..
تدخل يوسف زوج رنا شقيقتها الصُغرى قائلًا بحنو:- متزعليش يازينب أنتِ عارفة هو مُسعد دبش شوية بس مش قصدُه يعني، أنتِ ست البنات والله..
أبتسمت لهُ زينب بحنو وهي تعقد مُقارنة بين الزوجان شتان بينهُما ف مُسعد ذو شخصية بغيضة لا يُمكن تحمُلها في حين أن يوسف على النقيض منهُ تمامًا ونعم الزوج لزوجتُه ولم تندم يومًا على تزويجها لهُ ولكنها تندم ألف مرة على تزويجها لريهام لذلك الشخص الكريه.. وبعد ساعات أنتهت الجلسة العائلية ورحل الجميع فلم يبقى سوى زينب ووالدتها السيدة عفاف التي دلفت إلى غُرفة أبنتها قائلة بهدوء:- فاضية يازينب أتكلم معاكي شوية..
أعتدلت زينب بجلستها وأشارت لها بالأقتراب قائلة بهدوء:- أكيد طبعًا أتفضلي ياماما..
جلست السيدة عفاف أمامها على حافة الفراش كان التوتر بادي عليها بشدة فهمست زينب بتعجُب:- في أيه ياماما مالك.. ليه متوترة كدة..!!
أبتلعت والدتها لُعابها وهمست قائلة بخفوت:- أنا بصراحة مُحرجة من الموضوع اللي جيالك عشانُه بس مُضطرة بقا..
رددت زينب الحديث قائلة بعدم فهم:- مُحرجة..!! عايزة فلوس يعني..!!
السيدة عفاف سريعًا:- لالا مش مسألة فلوس دة اااا..
أنتظرت زينب أن تستكمل حديثها فتنهدت هي قائلة بهدوء:- بُصي يابنتي أنا من يوم ما أبوكي مات وأنا عيشت ليكُم، صحيح مشتغلتش عشان معنديش ولا شهادة ولا صنعة أشتغل بيها وأنتِ اللي شقيتي علينا كُلنا وشيلتي البيت بس أنا برضُه كُنت مراعية ليكي ولأخواتك جوة البيت وربنا يشهد إني مقصرتش معاكم..
صمتت لترى أثر حديثها على أبنتها ولكن لم يُقابلها سوى الصمت فأكملت حديثها بتردُد:- بصراحة يا زينب يعني اااا... أنا قررت اااا.. قررت أتجوز..
شهقة خافتة كانت ردة فعل طبيعية على حديث والدتها الصادم ورددت الكلمة خلفها ببلاهة قائلة:- تتجوزي..!! تتجوزي مين وأزاي..!!
أشاحت السيدة عفاف بنظراتها بعيد عن نظرات أبنتها وأجابت قائلة ببراءة مُصطنعة:- أة أتجوز وفيها أيه يعني مش بشر أنا ومن حقي، وهتجوز مين ف دة واحد طنطك ميرفت قالتلي عليه، شافني وعجبتُه ف قالها إنُه عايز يتجوزني هو الجواز حُرُم يعني..
رفرفت بأهدابها عدة مرات لتستوعب ما تقولُه والدتها ثُم همست قائلة بذهول:- طنط ميرفت الكركوبة دي اللي كانت عايزة تجوزني أبنها أبو خمسين سنة وشايفاني عانس رايحة تجوزك أنتِ ياماما..
هتفت السيدة عفاف بغيظ:- وهو أنتِ يعني كُنتِ وافقتي ما أنتِ قعدتي جمبي أهو وشكلك مطولة خلي واحدة فينا تغور جايز نحسك يتفك..
للمرة الثانية على التوالي تتلقى جرح بقلبها الصغير اليوم ولكن هذه المرة أصعب فقد أتى من الأقرب إليها بينما والدتها رأت نظرات الألم بعينيها ولم تواسيها بل رأت أن المواساة ستُضيع الهدف الأساسي للحديث فأستعادت زينب وجهتها الصلبة وهتفت قائلة ببرود:- وياترى أنتِ جاية تاخدي رأي ولا أتجوزتي أصلًا..
السيدة عفاف بتبرُم:- لا لسة ومش باخُد رأيك أنا بس بعرفك إني هتجوز أخر الشهر وعايزاكي تسبيلي الشقة أول أسبوع كدة وتقعدي عند حد من صُحابك عشان مش معقول من أول أسبوع يجي يلاقي بنتي..
زينب بصدمة على وشك أن تُصيبها بذبحة:- أنتِ هتجبيه بيت بابا كمان..
السيدة عفاف ببرود:- أيوة وجدي معندوش شقة، شقتُه أخدتها طليقتُه ف هيعيش معايا هنا..
كُل هذه الأحاديث لم تتحملها فصمتت تُطالع والدتها بذهول وعدم تصديق هل هي تحلم أم ماذا وكيف لم ترى وجه والدتها الحقيقي كُل هذه السنوات هل هي تحت تأثير سحر أو أعمال شعوذة أم حقًا والدتها أمامها وتتحدث بهذا الموضوع الهام للغاية بمثل هذا البرود وكأنهُ شئ عابر غير مُهم وقبل أن تُجيبها صدح صوت رنين هاتفها وكانت المُتصلة ريهام شقيقتها أجابت الأتصال وبمُجرد أن فعلت حتى وصلها صوت شقيقتها الباكي قائلة:- أيوة يازينب ألحقيني..
***********************************
[[ عندما تشيبُ الروح يشيبُ القلب مهما كان العُمر صغير ومهما كان بالجسد صحة وخفة.. ]]
تلقى يزن لكمة قوية ألمتُه فتمكن منهُ غضبُه ولم يشعُر بنفسُه سوى وهو يلتقط زُجاجة خمر ويهوى بها على رأسُه ليسقُط الشاب متألمًا نازفًا الدماء صدح صوت صرخات من الفتيات بالمكان وتوترت الأجواء سريعًا دقائق مرت وأتت الشُرطة بالأرجاء أقترب صاحب الملهى من الزحام وتفاجئ بوجود يزن فهتف قائلًا بصدمة:- يزن باشا هو حضرتك اللي بتتخانق..
هتف يزن بعصبية:- أنت بتبلغ عني أنا، طب أنا هقفلك المخروبة دي..
الرجُل بتوتر:- ياباشا مش أنا دة الويتر الجديد هو اللي بلغ من غير ما يقولي إن سعاتك اللي بتتخانق..
أشار لهُ يزن بضيق ولامُبالاة ولحظات وكانت الشُرطة بالداخل لتلقي القبض على يزن وأصدقائُه والشاب المُتألم الغارق بدمائُه وبينما يزن بسيارة الشُرطة قام بالأتصال على صديقُه المقرب عُمر شاب في السادسة والعشرون من العُمر يختلف تمامًا عن يزن فهُما كالنقيضان شاب خلوق ومُلتزم يعمل بشركة والدُه لتصنيع الأدوية جسد رياضي طويل وشعر أسود يصل إلى رقبتُه قليلًا وبشرة قمحية جذابة بلحية سوداء مهذبة وعيون بُنية.. قام يزن بمُهاتفتُه فلم يُجيب فهتف يزن بضيق وهو يُزيح الهاتف من على أذنُه:- يووووو ياعُمر دة وقت مترودش فيه..
وبعد دقائق من التفكير لم يجد سوى مُعتصم شقيقه الأكبر ليُهاتفُه وعلى الرغم من إنهُ سيتلقى التقريع إلا أن لا مفر من الأتصال بهِ......
بينما على الجانب الأخر بالشركة نرى مُعتصم شاب في الواحد وثلاثون من العُمر هادئ الطباع ورزين حياتُه عُبارة عن عمل وعائلة فقط لم يطرُق الحب باب قلبُه يومًا شعرُه بُني قصير وبشرة فاتحة قليلًا بالأضافة إلى جسدُه الرياضي الصلب وطولُه الفارع.. كان العمل قد أنتهى بالشركة ولكن كعادة مُعتصم يرحل أخر فرد بالمكان وبينما هو يُراجع بعض الأعمال حتى صدح صوت طرق رقيق على الباب وأنفتح سريعًا لتدلف السكرتيرة الخاصة بهِ نظر لها بتعجُب قائلًا:- أنسة ريم، هو أنتِ لسة ممشتيش..!!
أقتربت منهُ بهدوء وهي تتبختر في سيرها وهي ترتدي چيب عمل قصيرة حتى الرُكبة بقميص من الستان الناعم يحتضن جسدها بحميمة توقفت أمامُه وهو يُراقبها بتوجس ثُم أنحنت إليه ليظهر صدرها بسخاء أمام عينيه ولكنهُ لم يتأثر ثُم همست قائلة بنعومة:- أنا مرضتش أمشي غير لما أتطمن عليك..
عاد بظهرُه قليلًا إلى الخلف وهتف قائلًا ببرود:- وتطمني عليا ليه، حد قالك إني عيل صُغير..
أبتسمت بأغراء قائلة:- أنت سيد الرجالة..
صاح بصرامة قائلًا:- أنسة ريم أحترمي نفسك وأتعدلي ف مكانك أحسن..
لم تتأثر بحديثُه وتجرأت يدها لتصل إلى وجهُه وقبل أن تفعل كان قد قبض على معصمها بقسوة ألمتها لتصرُخ بألم ونهض من مكانُه قائلًا من بين أسنانُه:- أنتِ أزاي تتجرأي عليا كدة، أنتِ نسيتي نفسك ولا فاكراني بريالة وهيدخُل عليا الشويتين دول، من بُكرة مشوفش وشك هنا تاني..
نفضها من بين يدُه بتقزُز وهو يُرمقها بشر فألجمتها نظراتُه لتهرب سريعًا قبل أن تُحاول حتى مرة أُخرى فجلس على مقعدُه مُتنهدًا بضيق قائلًا:- أعوذُ بالله على الصنف دة، أهل أيه اللي بينسوا يربوا دول..
صدح صوت رنين هاتفُه وكان المُتصل يزن أجاب على أتصالُه قائلًا بمرح:- طبعًا متصل بيا مصلحة..
أجاب يزن بضيق:- أنا مقبوض عليا ورايح القسم..
أنتفض مُعتصم بعصبية قائلًا:- نعم ياخويا هي وصلت للأقسام، أنت مش هتُبقا راجل مُحترم أبدًا وتتربى بقا..
يزن بملل:- مش وقت دروس تربية دلوقتي أخلص هتيجي تطلعني ولالا..
مُعتصم بغيظ:- جايلك يامُهزق..
أغلق معُه الهاتف وهو ينهض يُلملم أشيائُه قائلًا بضيق:- والله شكل أبويا أنا كمان نسي يربي..
خرج من مبنى الشركة وأستقل سيارتُه متوجهًا نحو مركز الشرطة كان قد وصل يزن منذُ بعض الوقت فوصل مُعتصم إلى المركز وطلب مُقابلة المأمور الذي رحب بهِ قائلًا بحبور:- أهلًا وسهلًا مُعتصم بيه ياترى أيه السبب الزيارة السعيدة دي..
هتف مُعتصم بجدية:- أخويا موجود عندكُم، حصل مُشادة بينُه وبين واحد تاني والحكومة أخدتُهم كلهُم..
هتف المأمور بجدية وهو يلتقط سماعة الهاتف:- حالًا ياباشا وهشوف الموضوع دة..
وبعد مرور بعض الوقت كان يزن وأصدقائُه وذلك الشاب المُصاب والذي قام بمُعالجة جرحُه منذُ قليل يقف معهُم وبعد الكثير من المُشاحنات أنتهى الأمر بالتراضي بين الطرفان.. أمام باب المركز كان يقف مُعتصم يوبخ يزن قائلًا:- أتفضل يابيه يامُحترم، مش عيب عليك شحط زيك وبيتصرف التصرُفات دي، أنت مش هتكبر أبدًا يابني أدم..
تململ يزن في وقفتُه قائلًا بضجر:- هو أنت عشان ساعدتني مرة وجيت طلعتني من قسم هتطيح فيا ماأنت عارف إني عُمري ما دخلت أقسام..
هتف هو بغيظ:- وأهو دخلتها ناقص أيه بقا تاني..
لم يُجيبُه يزن فتنهد مُعتصم بتعب قائلًا:- يزن أنا فاهمك كويس، أنت بتعند مع بابا بس مش أكتر، أنا مش هقولك هو صح بس أنت كمان مش صح..
تمتم يزن بضجر:- بقولك أيه يامُعتصم وفر نصايحك لـ نفسك وملكش دعوة بيا، أنا حُر ياأخي..
ألتفت ليرحل ولكن قبض شقيقُه على معصمُه قائلًا بصرامة:- أنت رايح فين، فاكرني هسيبك ترجع للصيع اللي مصاحبهُم دول تاني، أنت يومك خلص كدة النهاردة..
بعد بعض الوقت كان مُعتصم يقود سيارتُه بأتجاه القصر وبجانبُه يزن يُبلطم بضيق لم يكُن يومًا من الشخصيات التي يُفرض عليها شئ ولكنهُ يحترم شقيقُه ويكن لهُ معزة خاصة للغاية فـ مُعتصم كان الأب الروحي لهُ لم يتذوق حنان والدُه ولكنهُ تذوق حنان شقيقُه لذلك لم يستطِع أن يعصي أمرُه وعاد معُه إلى القصر بالرغم من ضيقُه بينما الأخير يتجاهلُه تمامًا ولا يُعطيه ضيقُه هذا أهتمام وصلت السيارة إلى القصر فترجل منها يزن ودلف إلى الداخل ليتصنم مكانُه عندما وجد والدُه السيد شاكر ينتظرُه والشر ينبعث من عينيه فأدرك أنهُ قد وصل إليه ما فعلُه تنحنح بتوتر قائلًا:- أزيك يابابا..
وبلحظة كان السيد شاكر يهوى على وجنتُه بصفعة صدح صوتها في أرجاء القصر مما جعل شهقة تخرُج من بين شفتي جميع الموجودين وبالأخص السيدة كريمة التي وضعت كفيها على قلبها مُتألمة من فعلت زوجها الغير متوقعة بالمرة صدح صوت مُعتصم مُدافعًا عن شقيقُه:- بابا اااا..
صرخ السيد شاكر بعُنف قائلًا:- إيه يا مُعتصم هتدافع عنُه ولا إيه..!! مش كفاية روحت خرجتُه من القسم، كُنت سيبتُه يتسجن عشان يتربى..
كان وجه يزن يُمثل المعنى الحقيقي لـ لامُبالاة على الرغم من الألم الذي يعتصر قلبُه فأعاد السيد شاكر أنظارُه إليه قائلًا بقسوة:- إذا كُنت فاكر إني هسيبک تشوه سُمعتي وتهِد اللي بنيتُه فـ سنين بسبب إستهتارک وصياعتك دي تُبقا غلطان..
هتف يزن بتوجس:- قصدك إيه..!!
السيد شاكر بصرامة:- من بُكرة رجلك على رجلي وإحنا رايحين الشركة وهترجع معايا وقسمًا بالله يا يزن إن أي غلطة هتعملها هتشوف وش عُمرك ما شوفتُه مني، أنا هخليک بني أدم مُحترم غصب عني..
رحل تاركًا عائلتُه الصغيرة تنظُر إلى بعضها بألم، حيرة، وشفقة على حالهُم جميعًا لم يسلم أحد في هذا المكان من قسوة شاكر ولكن أكثر المُتضررين هو يزن ولا يعلم أحد هل طريقة والدهُم صحيحة وما هي إلا خوف عليهُم من الزمن والأيام أم أن القسوة مُترسخة في قلب ذلك الرجُل الذي لم يُجرِب أحدهُم حنانُه من قبل.......
*******************يُتبع**********