الفصل الخامس و العشرون

وصلت فريدة لمنزلها و دخلت فوجدت والدتها تجهز البيت و أخواتها يذاكرون دروسهم فقالت: طب كويس ادخل أريح شوية و لما تخلصوا الأكل صحوني علشان تعبانة قوي النهاردة يلا سلام.
نظرت لها ألفت بعطف: روحي و لما تجهز الأكل ابقي اصحيكي .
بينما قال كريم: هو أنت قولتي عامله أكل أيه .
نظرت لها ألفت بغيظ فردت عليه روان: قالتلك فراخ في الفرن و رز معمر و صينية رقاق و ياريت تسكت شوية علشان المرة الجاية أنا مش حعرف احوشك و اختك لسه طالعة تنام يعني حتلبس في حيطة .
نظر لوالدته فوجد نظرة المكر بعينيها فقال: لا ده أنا كنت بسأل علشان لو عايزة مساعدة أعملها .
بينما وصل عادل المنزل فقالت له ألفت: ثواني الوكل يكون جهاز أن شاء الله.
فأجابها: لا مش عايز أكل دلوقت أنا دماغي من كتر التفكير حتنفجر .
فأجابته بعتاب: ليه بس أه إلي حصل ما أنت كنت الصبح كويس.
فرد عليها قائلاً: لما نزلت اتمشي افتكرت ايام زمان و ايام ما كنت ما سمير و قد أيه كنت قليل الأصل معاه هو ساعدني و وقف جنبي و لما احتاجني كنت أنا بعيد عنه بس الله العالم أني عمره ما ظلمته و لا جيت جنبه و الظروف هي إلي قصرت معايا بس حتي لما سافرت محاولتش ادور عليه .
نظرت له بعتاب: ليه وقتها كنت نزلت الشغل و مينفعش تأخذ اجازة و فريدة كانت علي طول تعبانة و بنلف بيها علي الدكاتره و لما عرفنا بمشكلة بنت عمتك كان بعد فوات الأوان و كان مشي و سابها بالفعل و معرفناش راح فين .
نظر لها بحزن و قال: إلي فهمته أنه رجع للبيت القديم .
نظرت لها باشتياق: البيت الي بدأنا فيه حياتنا ازاي نسينه البيت ده و ذكرياته كانت أجمل أيام حياتنا .
نظر لها و قال: لسه فاكرة الأيام ده .
نظرت له : عمري ما حنسي الأيام ده و وقتها رغم الظروف بس كانت أيدي بأيدك في كل حاجة .
فرد عليها: أن شاء الله نشوفوا يوم و نزورهم حتي قبل امتحانات الولاد .
ابتسمت له و قالت: أن شاء الله حروح بقي أجهز الأكل.
بينما كانت ريم تتحدث مع مروان فقالت: بس برضه أنا زعلانه منك ازاي تمسح الايس كريم في وشي فصمتت ثم أكملت أيوه مش ناسية و عمري ما أنسي أما صحيح هو فين القميص إلي كنت لبسه يوم ما لبستك الزرع فوق دماغك فأجابها فضحكت و أغلق الهاتف و هي تشعر بنشوة الفوز .
بينما كانت مني تنظر لأبيها من حين لآخر حتي خرجت من صمتها قائلة: هو صحيح الدكتور قال ليك ايه يا بوي .
فاجابتها وداد: متتخلعيش عاد أصل نسي برشام الضغط خلع قلبنا و كان حيجبلنا الضغط علشان نسي الحبايه.
نظرت له مني : لا أبوس ايدك يا بوي أنا مش حمل خلعت قلبي عليك ده انا مصدقت لقيتك و كمان أنا مرتاحة هنا عاد وسطكم يعني لو حصل ليك حاجة حرجع تاني لبيت جدي .
نظر لها معز قائلاً: البيت هنا ليكي كيف ما لينا و زيادة و من حقك أنت إلي تختاري المكان إلي تقعدي فيه .
و ردت عليها وداد بعتاب: يعني أنت فاكرة أني بعاملك كده علشان خاطر أبوكي لا يا بنتي أنت حته من قلبي من قبل ما أشوفك و قاعدة تقولي بنتك بنتك فين بقي كلامك ده عاد .
أبتسمت لهم مني و قالت: بجد ربنا ما يحرمني منكم و يخليكم ليه .
بينما قال سمير: بجد أنا فرحان بلمتنا ربنا يدمكم في حياتي .
بينما كان عمار يراجع الاوراق فلاحظ عدم وجود اوراق بعض العملاء و تذكر أنه تركه بالمزرعة فذهب كي يحضرها و بالفعل عندما ذهب لم يجدها و أخذ يبحث هنا و هناك و لم يجدها و هاتف فريدة فلم ترد فخبر جده بما حدث فحضر علي الفور و قال له: مين يا ولدي كان يعرف أن الورق في المزرعة فأجابه بأن من يعلم بذلك الورق هي فريدة فقط لأنها كانت معه وقتها و رأته يدخل بالاوراق للمكتب و أنها اخر من غادرة المكان و كان هذا الورق يخص معز .
هز الجد رأسه و قال: اتصل بفريدة حالاً .
فأجابه بأنه هاتفها و لم ترد فطلب منه بأن يهاتف عادل و بالفعل هاتف عمه و طلب منه أن يعطي الهاتف لفريدة فقام بايقاظها و أعطاها الهاتف و أخبرها أن تحضر للمزرعة ضروري .
و بالفعل قامت علي عجل و ذهبت للمزرعة و عندما دخلت وجدت جدها و عمار يقومون بالتفتيش في الأوراق فقالت: خير يا جماعة فيه أيه .
فرد عليها عمار قائلاً: فريدة ماشفتيش الاوراق إلي كانت هنا .
فأجابته: لا معرفش حاجة واصل عن الورق أنا أصلا مجتش جنب مكتبك و متهيألي محدش قرب منه علشان انا اخر واحدة خرجت من المكتب .
هنا نظر عمار لجده فكلام فريدة يؤكد كلامه فقال لها الجد: ملاحظتيش حاجة قبل ما تمشي .
نظرت له فريدة و قالت: لا أنا بس لما خرجت كانت في بنت بتعيط و قالت ليا أنهم مشوها من المزرعة و أنا قولت ليها تعالي بكرة و اشغلك معايا.
نظر لها عمار قائلاً: شكلها ايه البنت ده عاد.
فأجابته: صغيرة متكملش ١٠ سنين و كمان كان شعرها أصغر مضفر و لبسه جلبية فيها ورد لونها أخضر و كانت بيضة و عينيها خضره بس في عين منهم مكسورة شوية .
حاول عمار أن يستدل علي هذه الفتاة و لكن لا يوجد أحد يعمل بالمزرعة بتلك المواصفات فجميع الفتايات فوق سن ال ١٨ فمن أين جاءت تلك الفتاة و هل لها علاقة بسرقة الورق.
بينما كان الجد يفكر و تذكر شيء فقال: بصوا يا ولاد إلي حقوله ليكم سر بس لازم نتفق علي حاجة علشان يبان أبن الحرام إلي عمل كده .
هز بالفعل فريدة و عمار رأسهم و بالفعل فلقد بدءوا في تنفيذ ما خططوه له .
بينما ذهب الجد و عمار للبيت و كان الجميع يضعون الطعام و شعر الجميع أن الجد علي غير طبيعته فقالت فاطمة: خير يا عمار جدك ماله .
فأجابها: ورق أتاخد من المزرعة حيكلفنا كتير قوي يا جدتي ربنا يستر .
فأجابته خديجة: و من ميتي يا ابني الورق بيكون في المزرعة و ورقك كله بيبقي في الدار هنا يبقي حد كان خابر زين أن الورق في المزرعة .
فأجابها عمار : محدش كل خابر بأن الورق في المزرعة غير فريدة بس .
هنا ابتسمت لأنها وصلت لمبتغاه فجلست تسمع بقية الحديث بينما قالت خديجة: لا استحالة تكون فريدة يا ولدي هي متعملش الحاجة ده واصل .
بينما قال الجد: عارفين يا خديجة و علشان كده مابلغناش علشان هي أول حد حيتأخد.
فقالت فاطمة: زين يا حاجة ده احنا في الأول و الآخر أهل و كمان عادل لو حصل لبنته حاجة حياخدهم و يعاود و أحنا مصدقنا نكون مع بعض .
بينما تسحبت دون أن يشعر بها أحد ماعدا الذي كان يراقبها بالفعل فعلم بأنه في الاتجاه الصحيح و قامت بإبلاغ البوليس و رجعت مرة أخري كأنها لم تفعل شيء.
بينما كانوا يجلسون وجد عمار البوليس يخبره بمعرفة بأن هناك اوراق تم سرقتها من مجهول و بالقيام بطرح الأسئلة غادر البوليس المكان .
بينما عادت فريدة و جلست لتناول الطعام مع أهلها و عندما التقطت بعض الطعام وجدوا البوليس يدخل المكان و يطلب القبض عليها فوقف عادل قائلاً: خير يا حضرت الضابط بنتي عملت ايه .
فأجابه: الآنسة فريدة عادل متهمه بسرقة اوراق من مزرعة الحاج درويش و مطلوب القبض عليها .
و بالفعل خرجت معهم فريدة تحت صرخات من والدتها و إخوتها عليها و كان عادل كالصنم لم يقدر علي فعل شيء إلا الذهاب إلي بيت عمه .
بينما كان درويش يشعر بالرهبه من رد فعل عادل ففريدة في الاول و الآخر فلذه كبده و بالفعل حضرت عادل و قال: مكنش العشم يا عمي تبلغ عن بنتي ليه كانت سرقت ايه عاد و له خدت أيه بنتي عنيها مليانه و مش محتاجة فلوس علشان تسرق.
فأجابه درويش: محدش قال سرقت و يا بني أنا مبلغتش البوليس ده حد هو إلي بلغه.
فقال عمار: احنا منقبلش أن بناتنا تتاخد يا عمي .
نظر له باحتقار و قال: بنتي في القسم يا محترم البوليس خدها و كريم راح وراها و أنا جيت أقول كلمتين ملهمش تاني بنتي حتخرج حنمشي من البلد كفاية بقي قلة قيمة كنا عايشين في مصر مرتاحين من ساعة ما جينا هنا و بناتي اتهانوا و اخر المتمه بنتي تتحبس وغادر و رحل تحت نظرات الحزن من الجميع علي تلك الفتاة التي وقف القدر أمامها كي يهزمها و لكن لم تخفي تلك المرة الابتسامة التي ظهرت علي وجهها أعين عمار فلقد لاحظها و علم أنها هي التي وراء كل ذلك .
بينما غادر يلحق بفريدة و بالفعل كان في القسم و كانت فريدة يقام الضابط باستجوابها و قالت له مثل ما سبق أن قالته و قام الضابط بالتحفظ علي أقوالها و عندما طلب عمار الاذن بالدخول أذن له و قام بالتنازل علي المحضر و بالفعل خرجت فريدة و لكن وقف عادل امام عمار و قال: كده كفاية يا ولدي أنت لسه علي البر و ربنا يرزقك بالي أحسن من بنتي بنتي مش حمل مشاكل و المره ده دخلت قسم المرة الجاية مش عارف ايه إلي حيحصل أحنا حنروح البيت نلم الهدوم و حنرجع مطرح ما جينا وصل لعمي سلامي و قوله كده الحمد لله.
بينما قال عمار : بس يا عمي أنا متكلم علي فريدة .
فأجابه : ربنا يعوض عليك بالاحسن يا ولدي كفاية كده صدقني أنا تعبت لغاية لما وصلتهم للي وصلوا ليه أمهم ربتهم بدمها و خفها عليهم مش حيجي علشان عادات اضيع ولادي مني مهما كان الثمن ولادي عندي أغلي حاجة في الكون بالاذن يا ولدي علشان متتعطلش و احنا كمان منتأخرش .
و تركه و رحل تحت أنظار عمار التي متعلقة بفريدة و كأنها كلما بعدت قلة الأكسجين عنده بالمكان و بالفعل بعد مدة عاود مرة أخري و خبر جده بكل شيء و حاول الجد أن يتواصل معه و لكن دون جدوى فكان عادل يشعر بأنه أذا استمر في ذلك المكان سيفقد أحد من أبناءه .
و بالفعل غادر عادل البلد بأكملها ليس بسبب ما حدث لابنته و لكن بالإضافة بأنه شعر بأنه لا يقوى علي الوقوف و لكن لم يذهب لمصر بل ذهب لمكان آخر .
عادل راح فين .
ثناء ناوية علي ايه .
رد فعل عمار و المخطط .
كل ده حنعرفه البارت القادم.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي