الفصل الرابع
نظرت لهُ والدتُه بألم وأقتربت منهُ تُربت على كتفُه بحنو قائلة:- متزعلش من بابا يا يزن، هو بيحبك بس أنت المرادي غلطتك كبيرة ولولا إنُه أحتوى الموقف بسُرعة كانت الصحافة هتعرف والموضوع هيأثر على شغلُه..
أومئ لها بهدوء عكس فوران مشاعرُه الغاضبة والساخرة بداخلُه فـ منذُ متى ولم يكُن العمل شاغلُه الأول والعائلة، الحُب، الأهتمام والأحتواء دائمًا بالمرتبة الأخيرة.......
*********************************************
قبل ذلك الوقت بساعتين أتى لزينب أتصال هاتفي من شقيقتها ريهام حيثُ هتفت الأخيرة بصراخ:- أيوة يازينب ألحقيني..
ودون أضافة كلمة أُخرى كانت ترتدي ملابسها مع والدتها وتتوجه إلى منزل شقيقتها التي ما أن رأتها زينب حتى شهقت بفزع من تِلك الكدمة التي تحتل أسفل عينيها بوضوح فهتفت قائلة:- إيه اللي حصل ومين اللي عمل فيکِ كدة..!!
أحتضنتها ريهام وهي تبكي بعُنف أثر ماتعرضت لهُ الساعات الماضية وبعد أن جلست هتفت قائلة بنشيج باكي:- مُسعد ضربني يازينب وشتمني وبهدلني..
أشتعل الغضب بعينيها وأزداد حقدها على هذا الوغد الذي تجرأ وأهان شقيقتها وهمست قائلة من بين أسنانها:- أزاي يمد إيدُه عليکِ..!! إيه اللي حصل..!!
رفعت ريهام رأسها لها وعِبراتها تسيل على وجنتيها بغزارة قائلة بخزي:- عشان لما رجعنا عاتبتُه ع اللي قالُه ليکِ ع الغدا وشدينا مع بعض راح جابلي سيرة إبن عمُه دة تاني وكلمة منُه ع كلمة مني ضربني وبهدلني وف الأخر سابلي البيت ومشي..
صاحت زينب بعصبية:- الندل، يعني يضربك ويختفي، طب أنا مش هسكتلُه وهندمُه ع اللي عملُه دة..
هتفت السيدة عفاف المُتابعة للحوار من البداية بهدوء تُحسد عليه وكأن من تعرضت للضرب والأهانة ليست إبنتها قائلة ببرود:- براحة شوية يازينب، إحنا مش بتوع مشاكل وأوعى تقلي أدبك على جوز أُختك..
نظرتا لها الفتاتان بذهول ولكن ذهول زينب لم يدوم وتحولت نظراتها إلى أُخرى مُتفحصة وهمست بهدوء قائلة:- أنا أكيد مش هقل أدبي عليه ياماما، بس أكيد برضُه مش هسيبُه يعدي بعملتُه دي فـ حق أُختي..
أشاحت بكفها بالامُبالاة وأجابت قائلة:- أكيد غلطت فيه، ماهو مفيش راجل هيضرب مراتُه إلا لو غلطانة فـ حقُه..
همست زينب بصدمة:- مفيش راجل يضرب مراتُه أصلًا ياماما، الرجولة مش بمد الأيد حتى لو في أختلاف فـ وجهات النظر كان مُمكن يفهمها وجهة نظرُه بهدوء ولو هي غلطت في ألف طريقة يعاقبها بيها ويعرفها غلطها من غير أهانة..
وقبل أن تُجيبها والدتها صدح صوت أغلاق الباب ودلف مُسعد الذي تصنم بمكانُه لرؤية زينب ووالدة زوجتُه التي نظرت إليه بحُزن وعتاب ثُم أشاحت بوجهها بعيدًا عنهُ فتنحنح هو بتوتر قائلًا:- حماتي وزينب هنا..!! إيه النور دة..
همست زينب ببرود:- منور بيک يا مُسعد، أقعد لو سمحت عايزاك..
أقترب مُسعد ليجلس بجانب ريهام التي نهضت سريعًا وجلست على الجانب الأخر لزينب التي أصبحت تتوسط بينهُما الآن فنظر لها شزرًا ولكنها لم تُعطيه أهتمام بينما هتفت زينب قائلة بتساؤل:- أيه اللي أنت عملتُه فـ أُختي دة..!! هي دي الأمانة اللي أنا وصيتك عليها وأنا بجوزهالك..!!
أزداد توترُه من وجودها وحديثها يكذب إن قال بأنهُ لا يخشاها فـ دومًا زينب هي الشخصية الأقوى بهذه الأُسرة، هي رجُل المنزل وسندُه، غير قابلة للسيطرة عليها أطلاقًا..
أدرك أن أفضل طريقة للدفاع هي الهجوم فهتف قائلًا بضيق:- أُختك رفعت صوتها على جوزها ودة ميصحش برضُه ولا أيه ياحماتي..!!
أصدرت السيدة عفاف صوتًا بشفتيها دليل على تأيدها لهُ ثُم همست قائلة بتبرُم:- طبعًا، بنات أيه دي اللي ترفع صوتها على جوازتها، مينفعش أكيد..
نظرت لها ريهام بصدمة فائقة هل والدتها التي من المُفترض أن تُدافع عنها تؤيد زوجها في أهانتُه لها..!! حولت أنظارها إلى المدعو زوجها لتجدُه ينظُر لها بأنتصار أدمى قلبها ولكن شقيقتها لم تكُن غافلة عن ما يدور بذهن والدتها أو حتى غافلة عن نظرات مُسعد المُنتصرة والمُتشفية لريهام وإذا لم تضع لهمجيتُه معها حد سيتطاول أكثر ولن تتمكن من ردعُه بعد ذلك.. رمقت والدتها بنظرة غاضبة مُعاتبة لما تفعلُه وأعادت نظراتها إليه هو تنظُر لهُ بقوة قائلة:- بس المُفروض يا مُسعد لما مراتك ترفع صوتها عليك في ألف طريقة تعاقبها بيها أو على الأقل أنت أتجوزتها من بيت ناس فـ تروح للناس دي وتقولهُم بنتكُم عملت كذا وكذا، مش تمد إيدك عليها وتخلي وشها بالمنظر دة، طب شكلك إيه قُدام عيالك وأنت بتضرب أمهُم..!!
مُسعد بتبرُم:- أنا راجل عصبي ومراتي بدل ما تحتوي عصبيتي عصبتني أكتر فـ قررت أربيها، إيه الغلط فـ كدة..!!
صاحت زينب بضيق:- الرجولة مش بمد الإيد يامُسعد، اللي فهمك كدة غلطان..
مُسعد بغضب:- قصدك إني مش راجل ولا إيه ياست زينب..!!
زينب ببرود:- والله اللي على راسُه بطحة يحسس عليها..
نظر لها بغضب جم وشر كم يرغبُ في دک عُنقها الآن حتى يرتاح من قوتها تِلك فـ لولاها لكان فارضًا سيطرتُه على زوجتُه كيفما يشاء ولكن وجود زينب يجعلُه يخشاها ويخشى بطشها فـ على الرغم من أنها إمرأة دون رجُل بالحياة ليكون سندًا لها إلا أنهُ يعترف بقرارة نفسُه بأنهُ رأى بها من القوى ما لم يراه برجُل ما.. زينب دومًا الحائط المنيع الذي يحمي شقيقتيها من بطش الأيام..
ومن قال أن السند يجب أن يكون رجُل..!!
من قال أن كُل ما تسعى إليه المرأة بالحياة يجب أن يكون رجُل..!!
فـ بأنتشار ظاهرة " أشباه الرجال " في بعض الأحيان أصبح الرجال قليلين فـ السند الحقيقي لنا جميعًا بالحياة هو الله عز وجل ومن بعد الله قوتِک فـ تحلي بالقوة دومًا يا فتاة وحطمي حاجز الصمت..
تنهد بضيق وهتف قائلًا:- وإيه المطلوب دلوقتي إن شاء الله..!!
زينب بهدوء مُنافي لضيقها منهُ:- تعتذرلها على مد إيدك عليها وهي هتعتذرلك عشان رفعت صوتها عليك واللي عملتُه دة ميتكررش تاني ع الأقل عشان خاطر شكلكُم قُدام ولادكُم..
وبالفعل أعتذر لها مُسعد على مضض وهي كذلك لترحل زينب بعد أن حذرتُه من ألا يُكرر فعلتُه تِلك ولولا عِلمها بعشق شقيقتها لهُ لكانت جعلتها تنفصل عنهُ منذُ زمن ولكنها تعلم أيضًا أن الطلاق وهدم المنازل ليس بسهل لذلك تكتفي بما تفعلُه معُه بمُشاجراتهُم العادية وبينما هي بالطريق برفقة والدتها التي هتفت قائلة براحة:- أنا كُنت حاطة إيدي على قلبي يازينب لتكبري المُشكلة بينهُم ويتطلقوا..
همست زينب بذهول:- أنا أكبر المُشكلة بينهُم وأطلقهُم كمان..!! ليه يعني..!!
السيدة عفاف بسُخرية:- هو أنا يعني مش عارفاکِ وعارفة أزاي بتتحمقي لأخواتك وقولت طالما جوزها ضربها المرادي يُبقا مش هتسكُتي..
زينب بغيظ:- أنا لو واحدة من أخواتي غلطانين أنا اللي هديهُم فوق دماغهُم والمشاكل دي بتحصل فـ أي بيت وضربُه ليها مكنش ينفع يتسكت عليه وفعلًا لو مكنش أعتذر كُنت هاخُدها معايا لحد ما يعترف بغلطُه ولو معترفش كُنت هطلقها منُه لإني مأمنش على أُختي مع واحد بيمد إيدُه عليها..
صاحت السيدة عفاف بفزع و دون سيطرة على لسانها:- يامصيبتي..!! هو أنا أول ما أقول ياجواز أبتلي بيکِ أنتِ وأُختك كمان..!! مش كفاية عليا أنتِ..!!
نظرت لها زينب بألم وصدمة عارمة لم تخف بداية من ذلك اليوم فـ على ما يبدوا أن اليوم يوم الصدمات بالنسبة لها وصمتت لم تُجيبها وبماذا سيُفيد الحديث بهذه الحالة....
***********************************
في صباح اليوم التالي أشرقت أشعة الشمس بنورها المُتوهج لتغمُر الأرض بدفئها بالأضافة إلى دِفء هذه الحارة البسيطة التي يسود بين أهلها الحُب والمودة ولكن بالطبع لا يوجد ما هو كامل بهذه الحياة فـ ما كامل إلا رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام.. كان سعيد يسير بطرُقات الحارة بـ " التوك توك " الخاص بهِ يقل هذا وذاك حتى أوقفُه حماصة ذلك الشاب ذو السُمعة السيئة بالحارة وهتف قائلًا بنبرة عالية:- صباحك فُل ياسعيد..
ردد سعيد الصباح فهتف حماصة بتساؤل:- ها فكرت ف اللي قولتلك عليه..؟!
سعيد بفتور:- لسة بفكر..
حماصة بتبرُم:- لسة بتفكر..!! هي كيميا ياعم سعيد دي حتت سفرية جاتلك من الهوى عشان تسيب البلد الفقر دي وتلعب بالفلوس لعب..
أوقف سعيد " التوك توك " على أحد الجوانب وهتف قائلًا بجدية:- ما هو اللي أنت بتتكلم عنُه دة أسمُه هجرة غير شرعية يعني ملهاش حل من الأتنين يا الحكومة هتقفشنا ونتحبس يا البحر هيبلعنا ياصاحبي..
حماصة بشزر:- إيه ياعم الفال دة ع الصُبح..!! وبعدين هو أنا يعني هعمل فيك كدة ياسعيد دة أنت أبن حتتي ويعز عليا ألبسك ف حوار زي دة، السفرية مترتبة ومضمونة وكام يوم فـ عرض البحر وهوب هتلاقي نفسك في أيطاليا، خايف ليه بقا..!!
سعيد بتساؤل:- وأنت ضامنها أزاي إن شاء الله وبتشتغل لـ حساب مين ياحماصة..!!
حماصة بجدية:- لا ياصاحبي مانا برضُه زي ما بفيد بستفيد أُمال هسفرك كدة بالحُب ولله وللوطن ليه مخلفك وناسيك..!! أكيد طبعًا ليا نسبة على الشباب اللي بتسافر دي..
أطرق سعيد برأسُه حتى يُفكر في حديثُه ينظُر إلى حياتُه من جميع الجهات منذُ أن حصل على شهادة دبلوم الصنايع ولم يجد عمل يليق بصنعتُه ولولا ذلك " التوك توك " لكان الآن بلا عمل أو لا شئ وكُلما حاول البحث عن عمل أخر لا يجد فـ الجميع يطلُ شهادات خبرة وما إلى ذلك وإذا وجِد العمل لا يكفي المُرتب وإذا أراد العمل بأي من مصانع البلد لا يوجد أيضًا إلا إذا كان من أصحاب الوسايط وهو وسيطُه الله عز وجل فقط لا غير وها هو على أعتاب السابعة والعشرون من عمرُه ولا يعمل بوظيفة مُشرفة حتى إذا ما فكر أن يتقدم لخُطبة أحداهُن أو حتى يستطيع عملُه على " التوك توك " أعانتُه على مشاق الحياة الصعبة وغلائها فـ كُل شئ بالبلد في غلاء تام ولا زيادة في الرواتب أو حتى أختلاق فُرص عمل لمثل هؤلاء الشباب والذي بالأساس هُم عماد ومُستقبل ذلك البلد الذي لا يمنحهُم أقل حق لهُم وهو الحصول على وظيفة ولكن أتى على عقل سعيد شئ ما فهتف قائلًا بتساؤل:- بس أنا أيه يضمني إني لما أسافر هناك هلاقي شُغل..؟! مانا لو ملاقيتش شُغل هناك هتمرمط فـ مرمطة بمرمطة بقا يُبقا أتمرمط فـ بلدي أحسن..
حماصة بلؤم:- عيب عليك وهو أنا هتفوتني حاجة زي دي..!!
نظر لهُ سعيد بعدم فهم فأستأنف حماصة حديثُه قائلًا بخفوت:- أنا مرتب مع جماعة أجانب هناك، أول ما هتحُط رجلك ف البلد هتستلم الشُغلانة وأنت وشطارتك بقا..
سعيد بتعجُب:- أجانب..!! وأنت عرفتهُم أزاي الأجانب دول..!!
حماصة بملل:- يووووووووه، أنت أسئلتك كتير أوي ياسعيد ودة مش حلو عشانك، بُص ياأبن الناس لو موافق ع السفر فـ هو فـ ظرف شهر بالكتير ف ترُد عليا الأيام دي عشان أعمل حسابك ولو مش موافق فـ خلاص ربنا يسهلك..
ورحل دون أضافة حرف أخر تاركًا أياه يتخبط في أفكارُه غير قادر على أتخاذ قرار وما يُعيق تفكيرُه والدتُه السيدة المُسنة التي أهلك المرض جسدها ولا يوجد من يتحمل نفقات علاجها أو نوبات مرضها سواه لمن سيترُكها ومن سيرعاها من بعدُه ولكنهُ يرغبُ في الحصول على المال حتى يُعالجها من كُل ما بها فـ لا تتألم حتى لا يتألم قلبُه هو عليها تنهد وهو ينظُر إلى السماء مُتضرعًا إلى الله عز وجل:- يارب أهديني للصح، أهديني وقويني على اللي أنا فيه.....
على الجانب الأخر أستيقظت نغم على صوت صياح خارج الغُرفة التي تنام بها فأنتفضت من فراشها وأرتدت أسدال الصلاة الخاص بها وخرجت خارج الغُرفة لترى السيد منصور يقبُض على ملابس أمير وهو يُصيح بهِ بغضب فأقتربت منهُما سريعًا وقامت بتخليص الصغير من بطش والدُه وصاحت بضيق قائلة:- فـ أيه ع الصُبح بتضرب الواد كدة ليه..!!
صاح بها السيد منصور قائلًا بغضب:- وأنتِ مالك ياست نغم..!! أبني وبربيه..
نغم بغضب مُماثل:- بتربيه..!! وهي التربية ضرب..!! عملك أيه عشان تضربُه..!!
لم يُجيبها السيد منصور فألتفتت تنظُر إلى الصغير الباكي وهي تهمس برفق قائلة:- عملت أيه لـ بابا ياأمير عشان يتعصب عليك..!!
أمير ببُكاء وطفولة:- بعتني أجيب علبة سجاير من عم محمد البقال فـ مرضاش يديني عشان علينا حساب متأخر وجيت قولت لـ بابا كدة راح ضربني عشان جيت من غير السجاير..
أغمضت عينيها بغضب بالغ وهي تتلو كُل ما تحفظُه من أيات قرأنية ليأتيها الهدوء بهذه اللحظة قبل أن تتهور وتلكمُه ولكن بمُجرد أن ألتفتت لهُ ووجدت نظرة اللامُبالاة على وجهُه حتى هتفت قائلة من بين أسنانها:- طب مش تدفع اللي عليك الأول وبعدين تُبقا تضرب الواد وتربيه زي ما بتقول..!!
منصور ببرود:- وأنتِ مدفعتيش ليه وفين قبضک الشهر دة..!!
لم تُصدم من وقاحتُه فهي أعتادت على مثل هذه الأمور منهُ وهتفت قائلة بغيظ:- قبضي بيتاخد ف البيت أكتر من نصُه وزيادة كمان وبقضي بقيت الشهر بشوية ملاليم، المفروض بقا أنت اللي تنزل تشوفلك شُغلانة تسند بيها البيت معايا لإني خلاص تعبت وفاض بيا..
سحبت أمير معها إلى داخل الغُرفة وأحكمت غلق الباب خلفهُما.. ركض الصغير ليجلس على الفراش وأثار البُكاء على وجنتيه بينما جسدُه ينتفض بشدة تنهدت نغم بضيق على حالُه فـ أمير لا يعيش طفولتُه ک باقية الأطفال ممن هُم بمثل عمرُه بسبب ذلك الرجُل بالخارج المُسمى والدُه توجهت نحو حقيبة يدها وأخرجت منها شئ ما وسارت بأتجاهُه وهي مُتأكدة من أن هديتها ستُبدل حزنُه إلى فرح جلست بجانبُه وأحتضنتُه برفق قائلة بحنو:- خلاص بقا ياأمير متعيطش هو في راجل قمر كدة يعيط..!!
أمير بنشيج باكي:- أنا والله معملتش حاجة يانغم، مش عارف ليه ضربني عشان عم محمد مش راضي يديني، طب أنا ذنبي أيه..!!
تغضنت ملامحها بألم ولكنها همست قائلة بمرح مُفتعل:- أيه يعني بابا ضربك قلمين..!! هتخرب الدُنيا مثلًا..!! طب مش عايز تشوف هديتي..!!
لمعت أعيُن الصغير بحماس وتناسى سبب حزنُه وهتف قائلًا:- أكيد. عايز أشوفها..
ألتقطت نغم الهدية المُتوسطة الحجم من جانبها وأظهرتها لهُ ليصرخ فرحًا لقد أحضرت لهُ هاتف ک جميع أصدقائُه بالمدرسة وقد طلبهُ من والدُه أكثر من مرة والأخير يتجاهل الأمر ببرود مُتناهي هتف أمير بفرحة:- دة الموبايل اللي نفسي فيه..!!
*****************يُتبع****************
أومئ لها بهدوء عكس فوران مشاعرُه الغاضبة والساخرة بداخلُه فـ منذُ متى ولم يكُن العمل شاغلُه الأول والعائلة، الحُب، الأهتمام والأحتواء دائمًا بالمرتبة الأخيرة.......
*********************************************
قبل ذلك الوقت بساعتين أتى لزينب أتصال هاتفي من شقيقتها ريهام حيثُ هتفت الأخيرة بصراخ:- أيوة يازينب ألحقيني..
ودون أضافة كلمة أُخرى كانت ترتدي ملابسها مع والدتها وتتوجه إلى منزل شقيقتها التي ما أن رأتها زينب حتى شهقت بفزع من تِلك الكدمة التي تحتل أسفل عينيها بوضوح فهتفت قائلة:- إيه اللي حصل ومين اللي عمل فيکِ كدة..!!
أحتضنتها ريهام وهي تبكي بعُنف أثر ماتعرضت لهُ الساعات الماضية وبعد أن جلست هتفت قائلة بنشيج باكي:- مُسعد ضربني يازينب وشتمني وبهدلني..
أشتعل الغضب بعينيها وأزداد حقدها على هذا الوغد الذي تجرأ وأهان شقيقتها وهمست قائلة من بين أسنانها:- أزاي يمد إيدُه عليکِ..!! إيه اللي حصل..!!
رفعت ريهام رأسها لها وعِبراتها تسيل على وجنتيها بغزارة قائلة بخزي:- عشان لما رجعنا عاتبتُه ع اللي قالُه ليکِ ع الغدا وشدينا مع بعض راح جابلي سيرة إبن عمُه دة تاني وكلمة منُه ع كلمة مني ضربني وبهدلني وف الأخر سابلي البيت ومشي..
صاحت زينب بعصبية:- الندل، يعني يضربك ويختفي، طب أنا مش هسكتلُه وهندمُه ع اللي عملُه دة..
هتفت السيدة عفاف المُتابعة للحوار من البداية بهدوء تُحسد عليه وكأن من تعرضت للضرب والأهانة ليست إبنتها قائلة ببرود:- براحة شوية يازينب، إحنا مش بتوع مشاكل وأوعى تقلي أدبك على جوز أُختك..
نظرتا لها الفتاتان بذهول ولكن ذهول زينب لم يدوم وتحولت نظراتها إلى أُخرى مُتفحصة وهمست بهدوء قائلة:- أنا أكيد مش هقل أدبي عليه ياماما، بس أكيد برضُه مش هسيبُه يعدي بعملتُه دي فـ حق أُختي..
أشاحت بكفها بالامُبالاة وأجابت قائلة:- أكيد غلطت فيه، ماهو مفيش راجل هيضرب مراتُه إلا لو غلطانة فـ حقُه..
همست زينب بصدمة:- مفيش راجل يضرب مراتُه أصلًا ياماما، الرجولة مش بمد الأيد حتى لو في أختلاف فـ وجهات النظر كان مُمكن يفهمها وجهة نظرُه بهدوء ولو هي غلطت في ألف طريقة يعاقبها بيها ويعرفها غلطها من غير أهانة..
وقبل أن تُجيبها والدتها صدح صوت أغلاق الباب ودلف مُسعد الذي تصنم بمكانُه لرؤية زينب ووالدة زوجتُه التي نظرت إليه بحُزن وعتاب ثُم أشاحت بوجهها بعيدًا عنهُ فتنحنح هو بتوتر قائلًا:- حماتي وزينب هنا..!! إيه النور دة..
همست زينب ببرود:- منور بيک يا مُسعد، أقعد لو سمحت عايزاك..
أقترب مُسعد ليجلس بجانب ريهام التي نهضت سريعًا وجلست على الجانب الأخر لزينب التي أصبحت تتوسط بينهُما الآن فنظر لها شزرًا ولكنها لم تُعطيه أهتمام بينما هتفت زينب قائلة بتساؤل:- أيه اللي أنت عملتُه فـ أُختي دة..!! هي دي الأمانة اللي أنا وصيتك عليها وأنا بجوزهالك..!!
أزداد توترُه من وجودها وحديثها يكذب إن قال بأنهُ لا يخشاها فـ دومًا زينب هي الشخصية الأقوى بهذه الأُسرة، هي رجُل المنزل وسندُه، غير قابلة للسيطرة عليها أطلاقًا..
أدرك أن أفضل طريقة للدفاع هي الهجوم فهتف قائلًا بضيق:- أُختك رفعت صوتها على جوزها ودة ميصحش برضُه ولا أيه ياحماتي..!!
أصدرت السيدة عفاف صوتًا بشفتيها دليل على تأيدها لهُ ثُم همست قائلة بتبرُم:- طبعًا، بنات أيه دي اللي ترفع صوتها على جوازتها، مينفعش أكيد..
نظرت لها ريهام بصدمة فائقة هل والدتها التي من المُفترض أن تُدافع عنها تؤيد زوجها في أهانتُه لها..!! حولت أنظارها إلى المدعو زوجها لتجدُه ينظُر لها بأنتصار أدمى قلبها ولكن شقيقتها لم تكُن غافلة عن ما يدور بذهن والدتها أو حتى غافلة عن نظرات مُسعد المُنتصرة والمُتشفية لريهام وإذا لم تضع لهمجيتُه معها حد سيتطاول أكثر ولن تتمكن من ردعُه بعد ذلك.. رمقت والدتها بنظرة غاضبة مُعاتبة لما تفعلُه وأعادت نظراتها إليه هو تنظُر لهُ بقوة قائلة:- بس المُفروض يا مُسعد لما مراتك ترفع صوتها عليك في ألف طريقة تعاقبها بيها أو على الأقل أنت أتجوزتها من بيت ناس فـ تروح للناس دي وتقولهُم بنتكُم عملت كذا وكذا، مش تمد إيدك عليها وتخلي وشها بالمنظر دة، طب شكلك إيه قُدام عيالك وأنت بتضرب أمهُم..!!
مُسعد بتبرُم:- أنا راجل عصبي ومراتي بدل ما تحتوي عصبيتي عصبتني أكتر فـ قررت أربيها، إيه الغلط فـ كدة..!!
صاحت زينب بضيق:- الرجولة مش بمد الإيد يامُسعد، اللي فهمك كدة غلطان..
مُسعد بغضب:- قصدك إني مش راجل ولا إيه ياست زينب..!!
زينب ببرود:- والله اللي على راسُه بطحة يحسس عليها..
نظر لها بغضب جم وشر كم يرغبُ في دک عُنقها الآن حتى يرتاح من قوتها تِلك فـ لولاها لكان فارضًا سيطرتُه على زوجتُه كيفما يشاء ولكن وجود زينب يجعلُه يخشاها ويخشى بطشها فـ على الرغم من أنها إمرأة دون رجُل بالحياة ليكون سندًا لها إلا أنهُ يعترف بقرارة نفسُه بأنهُ رأى بها من القوى ما لم يراه برجُل ما.. زينب دومًا الحائط المنيع الذي يحمي شقيقتيها من بطش الأيام..
ومن قال أن السند يجب أن يكون رجُل..!!
من قال أن كُل ما تسعى إليه المرأة بالحياة يجب أن يكون رجُل..!!
فـ بأنتشار ظاهرة " أشباه الرجال " في بعض الأحيان أصبح الرجال قليلين فـ السند الحقيقي لنا جميعًا بالحياة هو الله عز وجل ومن بعد الله قوتِک فـ تحلي بالقوة دومًا يا فتاة وحطمي حاجز الصمت..
تنهد بضيق وهتف قائلًا:- وإيه المطلوب دلوقتي إن شاء الله..!!
زينب بهدوء مُنافي لضيقها منهُ:- تعتذرلها على مد إيدك عليها وهي هتعتذرلك عشان رفعت صوتها عليك واللي عملتُه دة ميتكررش تاني ع الأقل عشان خاطر شكلكُم قُدام ولادكُم..
وبالفعل أعتذر لها مُسعد على مضض وهي كذلك لترحل زينب بعد أن حذرتُه من ألا يُكرر فعلتُه تِلك ولولا عِلمها بعشق شقيقتها لهُ لكانت جعلتها تنفصل عنهُ منذُ زمن ولكنها تعلم أيضًا أن الطلاق وهدم المنازل ليس بسهل لذلك تكتفي بما تفعلُه معُه بمُشاجراتهُم العادية وبينما هي بالطريق برفقة والدتها التي هتفت قائلة براحة:- أنا كُنت حاطة إيدي على قلبي يازينب لتكبري المُشكلة بينهُم ويتطلقوا..
همست زينب بذهول:- أنا أكبر المُشكلة بينهُم وأطلقهُم كمان..!! ليه يعني..!!
السيدة عفاف بسُخرية:- هو أنا يعني مش عارفاکِ وعارفة أزاي بتتحمقي لأخواتك وقولت طالما جوزها ضربها المرادي يُبقا مش هتسكُتي..
زينب بغيظ:- أنا لو واحدة من أخواتي غلطانين أنا اللي هديهُم فوق دماغهُم والمشاكل دي بتحصل فـ أي بيت وضربُه ليها مكنش ينفع يتسكت عليه وفعلًا لو مكنش أعتذر كُنت هاخُدها معايا لحد ما يعترف بغلطُه ولو معترفش كُنت هطلقها منُه لإني مأمنش على أُختي مع واحد بيمد إيدُه عليها..
صاحت السيدة عفاف بفزع و دون سيطرة على لسانها:- يامصيبتي..!! هو أنا أول ما أقول ياجواز أبتلي بيکِ أنتِ وأُختك كمان..!! مش كفاية عليا أنتِ..!!
نظرت لها زينب بألم وصدمة عارمة لم تخف بداية من ذلك اليوم فـ على ما يبدوا أن اليوم يوم الصدمات بالنسبة لها وصمتت لم تُجيبها وبماذا سيُفيد الحديث بهذه الحالة....
***********************************
في صباح اليوم التالي أشرقت أشعة الشمس بنورها المُتوهج لتغمُر الأرض بدفئها بالأضافة إلى دِفء هذه الحارة البسيطة التي يسود بين أهلها الحُب والمودة ولكن بالطبع لا يوجد ما هو كامل بهذه الحياة فـ ما كامل إلا رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام.. كان سعيد يسير بطرُقات الحارة بـ " التوك توك " الخاص بهِ يقل هذا وذاك حتى أوقفُه حماصة ذلك الشاب ذو السُمعة السيئة بالحارة وهتف قائلًا بنبرة عالية:- صباحك فُل ياسعيد..
ردد سعيد الصباح فهتف حماصة بتساؤل:- ها فكرت ف اللي قولتلك عليه..؟!
سعيد بفتور:- لسة بفكر..
حماصة بتبرُم:- لسة بتفكر..!! هي كيميا ياعم سعيد دي حتت سفرية جاتلك من الهوى عشان تسيب البلد الفقر دي وتلعب بالفلوس لعب..
أوقف سعيد " التوك توك " على أحد الجوانب وهتف قائلًا بجدية:- ما هو اللي أنت بتتكلم عنُه دة أسمُه هجرة غير شرعية يعني ملهاش حل من الأتنين يا الحكومة هتقفشنا ونتحبس يا البحر هيبلعنا ياصاحبي..
حماصة بشزر:- إيه ياعم الفال دة ع الصُبح..!! وبعدين هو أنا يعني هعمل فيك كدة ياسعيد دة أنت أبن حتتي ويعز عليا ألبسك ف حوار زي دة، السفرية مترتبة ومضمونة وكام يوم فـ عرض البحر وهوب هتلاقي نفسك في أيطاليا، خايف ليه بقا..!!
سعيد بتساؤل:- وأنت ضامنها أزاي إن شاء الله وبتشتغل لـ حساب مين ياحماصة..!!
حماصة بجدية:- لا ياصاحبي مانا برضُه زي ما بفيد بستفيد أُمال هسفرك كدة بالحُب ولله وللوطن ليه مخلفك وناسيك..!! أكيد طبعًا ليا نسبة على الشباب اللي بتسافر دي..
أطرق سعيد برأسُه حتى يُفكر في حديثُه ينظُر إلى حياتُه من جميع الجهات منذُ أن حصل على شهادة دبلوم الصنايع ولم يجد عمل يليق بصنعتُه ولولا ذلك " التوك توك " لكان الآن بلا عمل أو لا شئ وكُلما حاول البحث عن عمل أخر لا يجد فـ الجميع يطلُ شهادات خبرة وما إلى ذلك وإذا وجِد العمل لا يكفي المُرتب وإذا أراد العمل بأي من مصانع البلد لا يوجد أيضًا إلا إذا كان من أصحاب الوسايط وهو وسيطُه الله عز وجل فقط لا غير وها هو على أعتاب السابعة والعشرون من عمرُه ولا يعمل بوظيفة مُشرفة حتى إذا ما فكر أن يتقدم لخُطبة أحداهُن أو حتى يستطيع عملُه على " التوك توك " أعانتُه على مشاق الحياة الصعبة وغلائها فـ كُل شئ بالبلد في غلاء تام ولا زيادة في الرواتب أو حتى أختلاق فُرص عمل لمثل هؤلاء الشباب والذي بالأساس هُم عماد ومُستقبل ذلك البلد الذي لا يمنحهُم أقل حق لهُم وهو الحصول على وظيفة ولكن أتى على عقل سعيد شئ ما فهتف قائلًا بتساؤل:- بس أنا أيه يضمني إني لما أسافر هناك هلاقي شُغل..؟! مانا لو ملاقيتش شُغل هناك هتمرمط فـ مرمطة بمرمطة بقا يُبقا أتمرمط فـ بلدي أحسن..
حماصة بلؤم:- عيب عليك وهو أنا هتفوتني حاجة زي دي..!!
نظر لهُ سعيد بعدم فهم فأستأنف حماصة حديثُه قائلًا بخفوت:- أنا مرتب مع جماعة أجانب هناك، أول ما هتحُط رجلك ف البلد هتستلم الشُغلانة وأنت وشطارتك بقا..
سعيد بتعجُب:- أجانب..!! وأنت عرفتهُم أزاي الأجانب دول..!!
حماصة بملل:- يووووووووه، أنت أسئلتك كتير أوي ياسعيد ودة مش حلو عشانك، بُص ياأبن الناس لو موافق ع السفر فـ هو فـ ظرف شهر بالكتير ف ترُد عليا الأيام دي عشان أعمل حسابك ولو مش موافق فـ خلاص ربنا يسهلك..
ورحل دون أضافة حرف أخر تاركًا أياه يتخبط في أفكارُه غير قادر على أتخاذ قرار وما يُعيق تفكيرُه والدتُه السيدة المُسنة التي أهلك المرض جسدها ولا يوجد من يتحمل نفقات علاجها أو نوبات مرضها سواه لمن سيترُكها ومن سيرعاها من بعدُه ولكنهُ يرغبُ في الحصول على المال حتى يُعالجها من كُل ما بها فـ لا تتألم حتى لا يتألم قلبُه هو عليها تنهد وهو ينظُر إلى السماء مُتضرعًا إلى الله عز وجل:- يارب أهديني للصح، أهديني وقويني على اللي أنا فيه.....
على الجانب الأخر أستيقظت نغم على صوت صياح خارج الغُرفة التي تنام بها فأنتفضت من فراشها وأرتدت أسدال الصلاة الخاص بها وخرجت خارج الغُرفة لترى السيد منصور يقبُض على ملابس أمير وهو يُصيح بهِ بغضب فأقتربت منهُما سريعًا وقامت بتخليص الصغير من بطش والدُه وصاحت بضيق قائلة:- فـ أيه ع الصُبح بتضرب الواد كدة ليه..!!
صاح بها السيد منصور قائلًا بغضب:- وأنتِ مالك ياست نغم..!! أبني وبربيه..
نغم بغضب مُماثل:- بتربيه..!! وهي التربية ضرب..!! عملك أيه عشان تضربُه..!!
لم يُجيبها السيد منصور فألتفتت تنظُر إلى الصغير الباكي وهي تهمس برفق قائلة:- عملت أيه لـ بابا ياأمير عشان يتعصب عليك..!!
أمير ببُكاء وطفولة:- بعتني أجيب علبة سجاير من عم محمد البقال فـ مرضاش يديني عشان علينا حساب متأخر وجيت قولت لـ بابا كدة راح ضربني عشان جيت من غير السجاير..
أغمضت عينيها بغضب بالغ وهي تتلو كُل ما تحفظُه من أيات قرأنية ليأتيها الهدوء بهذه اللحظة قبل أن تتهور وتلكمُه ولكن بمُجرد أن ألتفتت لهُ ووجدت نظرة اللامُبالاة على وجهُه حتى هتفت قائلة من بين أسنانها:- طب مش تدفع اللي عليك الأول وبعدين تُبقا تضرب الواد وتربيه زي ما بتقول..!!
منصور ببرود:- وأنتِ مدفعتيش ليه وفين قبضک الشهر دة..!!
لم تُصدم من وقاحتُه فهي أعتادت على مثل هذه الأمور منهُ وهتفت قائلة بغيظ:- قبضي بيتاخد ف البيت أكتر من نصُه وزيادة كمان وبقضي بقيت الشهر بشوية ملاليم، المفروض بقا أنت اللي تنزل تشوفلك شُغلانة تسند بيها البيت معايا لإني خلاص تعبت وفاض بيا..
سحبت أمير معها إلى داخل الغُرفة وأحكمت غلق الباب خلفهُما.. ركض الصغير ليجلس على الفراش وأثار البُكاء على وجنتيه بينما جسدُه ينتفض بشدة تنهدت نغم بضيق على حالُه فـ أمير لا يعيش طفولتُه ک باقية الأطفال ممن هُم بمثل عمرُه بسبب ذلك الرجُل بالخارج المُسمى والدُه توجهت نحو حقيبة يدها وأخرجت منها شئ ما وسارت بأتجاهُه وهي مُتأكدة من أن هديتها ستُبدل حزنُه إلى فرح جلست بجانبُه وأحتضنتُه برفق قائلة بحنو:- خلاص بقا ياأمير متعيطش هو في راجل قمر كدة يعيط..!!
أمير بنشيج باكي:- أنا والله معملتش حاجة يانغم، مش عارف ليه ضربني عشان عم محمد مش راضي يديني، طب أنا ذنبي أيه..!!
تغضنت ملامحها بألم ولكنها همست قائلة بمرح مُفتعل:- أيه يعني بابا ضربك قلمين..!! هتخرب الدُنيا مثلًا..!! طب مش عايز تشوف هديتي..!!
لمعت أعيُن الصغير بحماس وتناسى سبب حزنُه وهتف قائلًا:- أكيد. عايز أشوفها..
ألتقطت نغم الهدية المُتوسطة الحجم من جانبها وأظهرتها لهُ ليصرخ فرحًا لقد أحضرت لهُ هاتف ک جميع أصدقائُه بالمدرسة وقد طلبهُ من والدُه أكثر من مرة والأخير يتجاهل الأمر ببرود مُتناهي هتف أمير بفرحة:- دة الموبايل اللي نفسي فيه..!!
*****************يُتبع****************