الفصل الأول
لتكون زهرتك يانعة صافية البريق زاهية اللون لا بد من أن تعتني بها وتسقيها لتكون مميزة بين زميلاتها من الزهرات ، تختال بينهن برونقها ورائحتها الفواحة متباهية بكل ذلك بداية بتربتها ونهاية بـ ساقيها...!
روايتي هذه مستوحاة من واقع الكثير من الفتيات المتشبثات بحب الله في أوج الفتن و الأهواء ...!
رأيت الكثير والكثير من زهرات لم تفتح بعد ، أو أنها فقدت ربيعها ، قد سقيت بماء قد أفقدها خاصيتها حتى أصبحت شوكة بلا لون ولا رائحة ولا حتى وجدت ترابًا يحتويها لتكمل دربها ، بل قطعت من العنق استنشقها الكثير من عابري الطريق ..!
هنا في تلك الراوية زهرة جميلة ستتفتح حينما نصف تربتها سنعرف عما قليل اسمها :) ..!
الفصل الأول :
فرحتنا الأولى ...
في تلك البلدة الجميلة والفيافي الخضراء والمباني العالية ووسط ضجيج الطبيعة الجميلة يجلس أبو رامي ويأتيه أخيه الأكبر...
أبو خالد يجلس بجوار أخيه ابو رامي ..ويحادثه.. وهو يتصفح كتابًا ويدوّن ما يقرأ ،هذه عادته دائمًا..
اخيه ابو خالد : يا حج ، يا حج ،، أبو رامي ، الصيف قد أتى ولم تنوٍ تزويج ابنك ،لقد كبر ، وأصبح في ال22 من العمر ..!
أبو رامي : لم يحن بعد وابني يبحث عن شئ مميز صراحة لا اعرف ما يحب من مواصفات في زوجته المستقبلية ...!
أبو خالد : بنات الحارة كلهم يتمنوا ابنك ، ابنك وسيم وخلوق وطيب ...!
ابو رامي : ابني أحب لو يكمل دراسته الجامعية ومن ثم يفكر بالزواج ،، على كل حـال ، اليوم أنا ووالدته نفتح الموضوع ...!
أبو رامي دخل إلى البيت وكالعادة يحمل بين دفتي يديه الكتب والأوراق ،ألقى التحية: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
ام رامي : وعليكم السلام يا هلا ، نورت الدار ،اليوم طولت برا البيت ، على غير عادتك يا أبو رامي ..؟
ابو رامي : والله أبو خالد كل يوم والثاني بفتح معي موضوع ابني رامي وكل يوم يسألني متى راح تزوجوا رامي ...؟
ام رامي : طيب ابو خالد ماعنده بنات كلهم تزوجوا ، ورامي ما بدو من الحارة ....!
ابو رامي : ابو خالد بعز رامي كثير كثير وبحبه اكثر من أولاده ...!
ام رامي :ونعم المحبة ،إن شاء الله خير...طيب نحكي مع رامي ونخبره انه اهل العائلة حابين يفرحوا فيه ،،ونشوف ايش بيقول ...؟
ابو رامي : توكلنا على الله...!
ام رامي : رامي قال اليوم انه حابب يتأخر اله صديق داعيه للعشاء رب يرضى عليهم ، والله اصحابه مابقصروا معاه وبحبوه ،ومثل ماعرفت انه امهات اصحابه دايما بحكولي : انه رامي محبوب كتير ودايما بنصحهم وبدلهم عالطريق الصحيح ومؤدب والنعم عليه من شاب...!
ام رامي فرحانة من قلبها ع سمعة ابنها الطيبة وسيرته الحلوة وتحكي عنه وهي تبكي من فرحتها ...!
"رامي ما شاء الله متربي منيح ،على ايدك يا ابو رامي ،ابننا دايما متفوق ورافع راسنا وين ما كان ،الله يرزقه ببنت الحلال ، وماننسى فضل الشيخ اللي كان يحفظه القرآن ويعلمه الحديث وياخدو معاه عالمشايخ لحد ماصاروا اصحاب ،يرضى عليهم...! "
ابو رامي : الحمد لله ،الحمد لله ،ماتنسي انك ربيته منيح ، ابنك كل م اكون جنبه ماشي معي ،دايما راسو بالارض وبشعر انه غير مهتم بالدنيا وغير عن هالشباب ، لسانه حلو ونظره عفيف وكلامه لطيف...!
دايما قرايبي بمدحو فيه...! وبصراحة انا مبسوط كتير وقلبي راضي عنه...! رب يرزقه بنت الحلال اللي تستاهله
،،
ام رامي : آخ يا ابو احمد والله بنات اليوم صعب نلاقي وحدة تناسب أحمد ..ان شاء الله بس نفتح معه الموضوع ،ووافق ،ببقى اسأل صديقاتي اللي كنا نحفظ معهم القرآن بالمسجد ، في منهم زوجوا بناتهم ،يمكن نلاقي عندهم بنت حلال...!
ابو رامي : الله يجيب اللي فيه الخير ..!
طيب يا ام رامي والله شكلك ناسية تحطيلنا غدا اليوم
هادا انشغلتي وانتي بتحكي عن تخطيب احمد كيف لما تفرحي فيه هتجوعينا ..؟
ام رامي : بضحكة خفيفة ونظرات جميلة ...يووه والله جاهز الغدا من ساعتين بس انت اللي تاخرت ،يلا دقيقتين ويكون الغدا عالسفرة..
ابو رامي :طيب الله يعطيكي الصحة ياحجتي..
ام رامي صارت تركض للمطبخ طايرة من الفرح عشان نوت تخطب لأحمد ..!
ابو رامي : مالك يا ام رامي طولتي صارلك ربع ساعة ،بدك مساعدة ،،؟
ام رامي : بس نسخن هالخبزات والله جابتهم النا كنتو لابو خالد والله انها بنت حلال وحبابة وطيوبة..
ابو رامي :فيهم هالخير هالجماعة هالابو خالد ايش بعزنا معزة...
وصاار الغدا جااهز وام رامي فرشت هالسفرة الطيبة من اولها لآخرها ،،
ام رامي : شفت هالملوخية اللي زرعناها ،سبحان الله مافي بعد ولا اطيب من الشغلة اللي تزرعها بايدك وتهتم فيها وتاكل منها ،،؟!
ابو رامي : كله خير وبركة والله يسلم دياتك على هالاكلة الطيبة..!
اكلو وخلصوا ، وابو رامي ضب السفرة مع ام رامي..هيك عادته ايدو ع ايدها بكل حاجة ..
صارت الدنيا قبل المغرب ، ابو رامي استطول رامي كتير ،هو ما طول رامي ، بس هو بالذات اليوم مستعجل يشوفو ..!
المهم : ابو رامي ،يلا ساويلنا كاسة قهوة من ايديكي يا ام رامي
طبعا هي كانت تجلي هالجليات ،و قالتلو صارت القهوة جاهزة ،بنشربها بالجنينة احسن...
سبقها ابو رامي عالجنينة ،، وطبعا هالجنينة مليانة ورد جوري..غزاوي ..ورد الهوا ،ورد قرنفل ،،بناطح بعضو كأنه بتكلم عن جماله ومع كل ميلة تلاقي ريحتو تفوح وتملي البيت كله..!
قاعد ابو رامي بشرب بهالقهوة وبتأمل ،وام رامي تاركاه براحته لانو هي التانية كمان خطر عبالها كلام كتير وهي بالجنينة وبتدقق بالورد وردة وردة ..!
ابو رامي : شايفة هالوردات اشي صغير واشي كبير وفي ورد مفتح وفي ورد لا ..؟
حكتلو ام رامي..اكيد انا شايفة اللي انت شايفو ،، طبعا وهي بتتأمل بتقول لابو رامي ... :
سبحان الله هالوردات دايما بشبههم بالصبايا والبنات ،،
الوردة لما تنسقي وترتوي منيح ،بتطلع غير شكل
وكل ما كبرت هالوردة بتفوح ريحتها اكتر وبصير لونها احلا ،، ..! سبحان اللي خلقها وكل وردة الها تربتها اللي تناسبها وتترعرع فيها ،،
ابو رامي : انتي ملاحظة انه الشوك بشوّه ع منظرهم
ام رامي : فتحت عيونها ،، وهي بتقول لاااا بالعكس!!
ابو رامي : مستغرب من نظراتها ،،كيف بالله م انتي شايفة كيف الشوك عامل منظر حوالين الوردة ،?!
ام رامي : ضحكت وقالت صح الورد حلو وريحتو ولونه ،بس يا ابو رامي مثلما حكتلك ،الورد بهيك حالة لازمه حماية والحماية الربانية هي الشوك ،ع اساس لو حدا بدو يقطفها ،ينشاك منها ويتأذى ،، الشوك فعلا بحمي الوردة من اي قاطف ،وبقويها من اي رياح ،لانه الورد طبيعته رقيق ،فلازم الشوك وان مابعطي منظر ،اكيد بعطيها قوة ..!
ابو رامي : مبسوط من كلامها كتير كتير ،، وبهز ب راسه وببتسم معجب بكلامها وهو يقول عندك حق ،عندك حق،كلامك صح 100% دايما بتحكي حكم يا ام رامي ،، لمين بدك تطلعي ،، للحج عمي " ابوكي " الله يرحمه واللي خلف ما مات..
ام رامي : الله يرحمه ،فعلا والدي الحج كان دايما كلامه مبطن بالحكم والعبر ، مافي ولا قعدة الا ونستفيد من كلامه اللي دايما درر
تنهدت ام رامي وشوياوراح تبكي ،، وقالت : الله يرحمك ، قديش كان نفسك تفرح ب ابني رامي الوحيد ، وكانه بتصبر نفسها وتقول ، يلا ماهو رامي ع دربك لانه قديش كان يحبك ودايما ياخدك معاه عالمسجد ،و لحد الآن انا فخورة ب رامي لانه بياخد من اطباعك ،، سرحت في الحكي كتير وضلت تحكي عن طيبة والدها الحج وتحس فيه تشابه بينه وبين ابنها حبيبها..
ابو رامي : يا حجة ،يا حجة ،،، وين سرحتي ..؟
قالت في الحج رب يرحمه وبأحمد...
اذن المغرب ،،وما قال الله اكبر كمان مرة ،الا لقينا ابو رامي بسرع بدو يتوضأ ويلحق الصلاة مع الامام باول سطر...
ام رامي ،الجلابية كويتها بتلاقيها معلقة ورا الباب ،،
ابو رامي : سلم ايديكي ،طول عمرك بتديري بالك عليا و علبسي والبيت وابننا احمد ،الله يجزيكي عنا كل خير.. !
ام رامي : بابتسامة خفيفة ، : هو انا اللي غيركم بهالدنيا ،الله لا يحرمني منكم ،،،
عادة هيك كلامهم لطيف وكل واحد بقدر التاني وبمدحه ع فضله .. وهادا من اساسيات المحبة في كل بيت !!
... كل بيت لا تجدفيه اللطف والمودة والرحمة فهو بيت تسكنه الشياطين...وتكثر فيه الخلافات والمشاكل...
البيت اللي تأسس على اللين والرفق ،دايما ربنا ببارك فيه وبأهله والبيت بيضل منارة يهتدي بها من حولهم....
وهذا حال بيت ابو رامي وام رامي...
صلى ابو رامي المغرب ،ودخل عالبيت...
ما صارله 5 دقايق الا رامي جاي ،، وكالعادة كل ما طول بغيبته عن البيت ،بركض لايد امه وابوه وبقبلهم ،ونعم الابن البار...!
ولانه هالمرة طول كتير جايب لامه وابوه كل واحد اقزازة عطر من الفاخر اللي ريحته بتضل ساعات وريحته طيبة فوق الخيال.. ..!
صارت الدنيا المسا ،وحبو يقعدو بالجنينة ،، لانها بالليل بتكون جوها غير شكل ،حتى ريحة الزرع بتجنن وبتكون المسا أقوي...مع اضواء الجنينة ببقى الجو خرافي ورمانسي كمان. !
قعدوا بهالجنينة ...وبدهم يتحدثوا وكل واحد عنه حكي كتير ،خاصة لانه رامي غاب غيبتو من الفجر للمغرب..!
وامه مستنياه تحكي معه بالخطبة...!
ابو رامي : اه يا حبيبي يا ابني...كيف اصحابك وكيف القعدة ان شالله انبسطو ..?
رامي : مبين ع وجهه الانبسااط وهو بيقول : ايييه قعدة من الآخر يابا ،للامانة الله بخلق هيك قعدات وهيك ناس... الحمد لله ،كلهم بيسلمو عليك ياحج وان شالله عن قريب بيجو عنا يزوروك لانه سامعين عنك وعن سيرتك الطيبة ..!
ابو رامي : حياهم الله ،صدر البيت الهم والعتبة النا...باي وقت بشرفونا ،.!
ام رامي : اه يا رامي....لوين وصلت بدراستك وكي اصحابك وكيف الجامع ..
" دايما ام رامي بتحب تتابعه وتسأل عن تفاصيل حياته ،واحمد مبسوط من هالاشي.. طبعا رامي ابنها الوحيد..!
رامي : والله الحمد لله والشكر والفضل ،،الجامعه يما ،، هالشهر بخلص بحث التخرج تاع كلية الشريعة والقانون ،، واصحابي الحمد لله عال العال...والجامع ماشالله يما هالشباب مابقعدو ،، خاصة انه اجازة والطلاب بحفظو والعدد كبير هادي السنة ،كلو بفضل ابويا الحج ،والمشايخ ،للامانة اخر اهتمام ودعم لهالجامع..
ام رامي : الحمد لله ،الحمد لله ،الحمد لله ،وهادا اللي بدنا اياه ،،وعنا بالمسجد بندوة الاسبوع والتحفيظ دايما العدد بزيد يوم عن يوم وهذا بفضل الله وفضل اخواتنا اللي دايما بشاركو اهل الحي مناسباتهم وبحثوهم عالخير والعلم والحفظ والتفسير حديث ،قرآن ،فقه ،عقيدة
رامي مبسوط من كلام امه ،ويردد الحمد لله الحمد لله ، هادا كان من امنيات سيدي الحج الله يرحمه والدك يما ،، من لما بنى المسجد ..!
ام رامي : طيب يا رامي ، انت مش حابب نفرح فيك ،وهالصيف اجا ،ودار عمك وصحباتي وقرايبنا بما انك صرت بهالعمر ،صار لازم نزوجك ..!
رامي : احمر وجهه من الخجل ،، قال حتى انتو فتحتو معي هالموضوع ، ايش القصة وهو بضحك ومستغرب...
ام رامي : اه يما لازم نشوفلك بنت حلال ونخطبلك اياها..
رامي : بياخد نظرات من والده الحج ، وقال لامه وابوه ،ابشروا ،بس نخلص هالجامعه والتدريب في المحكمة ،، ونخلص بحث التخرج ،لانه للامانة ماخد وقتي ،،،وكمان يما بس امسك شغلانة وازبط الطابق التاني ،،
حكتلو امو : طيب يا رامي... الحمد لله ربنا رازقنا والفلوس جاهزة ومن بكرا بنجيب الشغيلة ويزبطو الطابق الك ونخليه احلا مايكون..
رامي : يما... الله يرضى عليكي ،انا حابب من عرق جبيني ازبطها وانا موعود بشغل وماتقلقي..
ام رامي : لوحت بايدها قالت لا... خلص هاي هدية منا انا وابوك وانت لا تاكل هم ،،
رامي بصراحة خجل من هالكرم ،لانه اصحابه عادة ببنوا وبتزوجوا من عرق جبينهم..
وقال ان شالله خير ،ان شالله خير.. توكلوا ع الله..
وانا من هان لشهر بكون استلمت شغل وماتاكلو هم حاجة...
ام رامي وابو رامي... بصوت واحد.. "توكلنا على الله "
مر الوقت وهم بخططوا وبنسقوا وبتصلوا ع اساس من بكرا يبلشو الشغيلة يهمو ويزبطو الطابق التاني...
اذن العشاء : الله اكبر الله اكبر...الله اكبر الله اكبر..
وبسرعة البرق رامي وابوه ،اسرعو للمسجد كالعادة
عندهم قاعدة " قم للصلاة متى سمعت النداء " لو شو كان بحكو او بشتغلو ،بتركوا كل شئ وبسارعو للمسجد..!
" المسجد اساس التربية بعد الام الصالحة والصلاة اساس صلاح الدنيا وعمود الدين "
راحو للمسجد وكالعادة ابو خالد وابو رامي ورامي وخالد ومحمد ومسلم دايما باول سطر قرايب وحبايب وصحبة خير...عائلة راقية ومحافظة
مسلم بعمر رامي : شايف رامي بسبح وبستغفر قبل ماييجي موعد الاقامة ، ربت ع كتف رامي وحكاله ،بدي اشوفك بموضوع بعد الصلاة ،،
رامي وهو منشغل بالذكر ، هز براسه كناية عن الموافقة..
كانه بيقول طيب ولا يهمك يا مُسلم ،ابشر.
اقام المؤذن الصلاة... :
قد قامت الصلاة ،قد قامت الصلاة...الله اكبر الله اكبر ، لا اله الا الله.
والامام هالمرة ابو رامي.. تقدم المصلين وصلى فيهم
استقيموا وساووا الصفوف ..... )
مرت 7 دقائق وانتهت الصلاة...
قام رامي يحكي موعظة " طبعا دايما بيكون محضرها لازم وواجب عليه يلقيها بعد كل صلاة عشاء ، والناس طبعا بتحب تسمع ل رامي ،رامي محبوب ،مؤثر ،وسيم ،لابس هالعمامة والجلابية دايمل وجهه بيشع منه النور....
وتقدم ليحكي الدرس هالمرة عن الإيثار ...
الحضور منبهر كالعادة...
رامي :
فصاحة لسان ..صوت عالي...اسلوب لطيف...توزيع نظرات...جلوس ذو هيبة ووقار...يختطف نظرات من الجميع...كأنه يتكلم مع شخص واحد فقط....حتى يصل لقلبهم جميعا...
الحضور :
انتباه...انصات...اعجاب...وكأن أمامهم رجل من زمن قديم
يسرد القصة تلو القصة..موقف يتبعه موقف...وهكذا فلا يمل السامع و لا يتعب الملقي..
ابو رامي : نظرات فخر ...اعتزاز ...ثقة...
عارف حاله ربى منيح ...
يلوح بوجهه بلطف يمنة ويسرة... ويدعو الله
الله يحميك ،الله يرضى عليك...
" التوفيق ،مفتاحه رضا الوالدين "
وما ان انتهى الدرس هرع البعض لشكر رامي وبعضهم باحتضانه وبعضهم بتقبيله...كيف لا وقد انشرحت قلوبهم بما ألقى رامي من درس " خفيف ولطيف "
...عن بعد قليلا... مُسلم ينتظر رامي بان ينتهي الناس من الحديث معه...
ويقف مسلم.. يفكر طويلا....نفسي اصير مثلك ،،الله يهديني ،الله يحبب فينا الخلق...
مسلم بدأ يغار من رامي شويا شويا " غيرة محمودة "
هل ستتغير الغير من محمودة إلى خبيثة...؟
جلس مسلم على باب المسجد ويفكر كيف سيصبح مثل رامي وإلا...فلن يكون سعيدا...
تقريبا : انتهى رامي ...
ابو رامي مخاطبا ابنه : يلا الحجة بتستني فينا ..لازم نروح لانه علينا زيارة لبيت عمك ابو خالد بدنا نشوف شو بده كمان من شويا خبرني انه حابب يسضيفنا
يا دوب نلحق نخبر امك
رامي : طيب تمام ياحجي...انا ومسلم لاحقينكم توكل عالله... بنلتقي ببيت عمي...
( ترى ابو خالد كل يوم بحب رامي اكتر )
الفصل التالي : مزاج متقلب... !!
روايتي هذه مستوحاة من واقع الكثير من الفتيات المتشبثات بحب الله في أوج الفتن و الأهواء ...!
رأيت الكثير والكثير من زهرات لم تفتح بعد ، أو أنها فقدت ربيعها ، قد سقيت بماء قد أفقدها خاصيتها حتى أصبحت شوكة بلا لون ولا رائحة ولا حتى وجدت ترابًا يحتويها لتكمل دربها ، بل قطعت من العنق استنشقها الكثير من عابري الطريق ..!
هنا في تلك الراوية زهرة جميلة ستتفتح حينما نصف تربتها سنعرف عما قليل اسمها :) ..!
الفصل الأول :
فرحتنا الأولى ...
في تلك البلدة الجميلة والفيافي الخضراء والمباني العالية ووسط ضجيج الطبيعة الجميلة يجلس أبو رامي ويأتيه أخيه الأكبر...
أبو خالد يجلس بجوار أخيه ابو رامي ..ويحادثه.. وهو يتصفح كتابًا ويدوّن ما يقرأ ،هذه عادته دائمًا..
اخيه ابو خالد : يا حج ، يا حج ،، أبو رامي ، الصيف قد أتى ولم تنوٍ تزويج ابنك ،لقد كبر ، وأصبح في ال22 من العمر ..!
أبو رامي : لم يحن بعد وابني يبحث عن شئ مميز صراحة لا اعرف ما يحب من مواصفات في زوجته المستقبلية ...!
أبو خالد : بنات الحارة كلهم يتمنوا ابنك ، ابنك وسيم وخلوق وطيب ...!
ابو رامي : ابني أحب لو يكمل دراسته الجامعية ومن ثم يفكر بالزواج ،، على كل حـال ، اليوم أنا ووالدته نفتح الموضوع ...!
أبو رامي دخل إلى البيت وكالعادة يحمل بين دفتي يديه الكتب والأوراق ،ألقى التحية: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
ام رامي : وعليكم السلام يا هلا ، نورت الدار ،اليوم طولت برا البيت ، على غير عادتك يا أبو رامي ..؟
ابو رامي : والله أبو خالد كل يوم والثاني بفتح معي موضوع ابني رامي وكل يوم يسألني متى راح تزوجوا رامي ...؟
ام رامي : طيب ابو خالد ماعنده بنات كلهم تزوجوا ، ورامي ما بدو من الحارة ....!
ابو رامي : ابو خالد بعز رامي كثير كثير وبحبه اكثر من أولاده ...!
ام رامي :ونعم المحبة ،إن شاء الله خير...طيب نحكي مع رامي ونخبره انه اهل العائلة حابين يفرحوا فيه ،،ونشوف ايش بيقول ...؟
ابو رامي : توكلنا على الله...!
ام رامي : رامي قال اليوم انه حابب يتأخر اله صديق داعيه للعشاء رب يرضى عليهم ، والله اصحابه مابقصروا معاه وبحبوه ،ومثل ماعرفت انه امهات اصحابه دايما بحكولي : انه رامي محبوب كتير ودايما بنصحهم وبدلهم عالطريق الصحيح ومؤدب والنعم عليه من شاب...!
ام رامي فرحانة من قلبها ع سمعة ابنها الطيبة وسيرته الحلوة وتحكي عنه وهي تبكي من فرحتها ...!
"رامي ما شاء الله متربي منيح ،على ايدك يا ابو رامي ،ابننا دايما متفوق ورافع راسنا وين ما كان ،الله يرزقه ببنت الحلال ، وماننسى فضل الشيخ اللي كان يحفظه القرآن ويعلمه الحديث وياخدو معاه عالمشايخ لحد ماصاروا اصحاب ،يرضى عليهم...! "
ابو رامي : الحمد لله ،الحمد لله ،ماتنسي انك ربيته منيح ، ابنك كل م اكون جنبه ماشي معي ،دايما راسو بالارض وبشعر انه غير مهتم بالدنيا وغير عن هالشباب ، لسانه حلو ونظره عفيف وكلامه لطيف...!
دايما قرايبي بمدحو فيه...! وبصراحة انا مبسوط كتير وقلبي راضي عنه...! رب يرزقه بنت الحلال اللي تستاهله
،،
ام رامي : آخ يا ابو احمد والله بنات اليوم صعب نلاقي وحدة تناسب أحمد ..ان شاء الله بس نفتح معه الموضوع ،ووافق ،ببقى اسأل صديقاتي اللي كنا نحفظ معهم القرآن بالمسجد ، في منهم زوجوا بناتهم ،يمكن نلاقي عندهم بنت حلال...!
ابو رامي : الله يجيب اللي فيه الخير ..!
طيب يا ام رامي والله شكلك ناسية تحطيلنا غدا اليوم
هادا انشغلتي وانتي بتحكي عن تخطيب احمد كيف لما تفرحي فيه هتجوعينا ..؟
ام رامي : بضحكة خفيفة ونظرات جميلة ...يووه والله جاهز الغدا من ساعتين بس انت اللي تاخرت ،يلا دقيقتين ويكون الغدا عالسفرة..
ابو رامي :طيب الله يعطيكي الصحة ياحجتي..
ام رامي صارت تركض للمطبخ طايرة من الفرح عشان نوت تخطب لأحمد ..!
ابو رامي : مالك يا ام رامي طولتي صارلك ربع ساعة ،بدك مساعدة ،،؟
ام رامي : بس نسخن هالخبزات والله جابتهم النا كنتو لابو خالد والله انها بنت حلال وحبابة وطيوبة..
ابو رامي :فيهم هالخير هالجماعة هالابو خالد ايش بعزنا معزة...
وصاار الغدا جااهز وام رامي فرشت هالسفرة الطيبة من اولها لآخرها ،،
ام رامي : شفت هالملوخية اللي زرعناها ،سبحان الله مافي بعد ولا اطيب من الشغلة اللي تزرعها بايدك وتهتم فيها وتاكل منها ،،؟!
ابو رامي : كله خير وبركة والله يسلم دياتك على هالاكلة الطيبة..!
اكلو وخلصوا ، وابو رامي ضب السفرة مع ام رامي..هيك عادته ايدو ع ايدها بكل حاجة ..
صارت الدنيا قبل المغرب ، ابو رامي استطول رامي كتير ،هو ما طول رامي ، بس هو بالذات اليوم مستعجل يشوفو ..!
المهم : ابو رامي ،يلا ساويلنا كاسة قهوة من ايديكي يا ام رامي
طبعا هي كانت تجلي هالجليات ،و قالتلو صارت القهوة جاهزة ،بنشربها بالجنينة احسن...
سبقها ابو رامي عالجنينة ،، وطبعا هالجنينة مليانة ورد جوري..غزاوي ..ورد الهوا ،ورد قرنفل ،،بناطح بعضو كأنه بتكلم عن جماله ومع كل ميلة تلاقي ريحتو تفوح وتملي البيت كله..!
قاعد ابو رامي بشرب بهالقهوة وبتأمل ،وام رامي تاركاه براحته لانو هي التانية كمان خطر عبالها كلام كتير وهي بالجنينة وبتدقق بالورد وردة وردة ..!
ابو رامي : شايفة هالوردات اشي صغير واشي كبير وفي ورد مفتح وفي ورد لا ..؟
حكتلو ام رامي..اكيد انا شايفة اللي انت شايفو ،، طبعا وهي بتتأمل بتقول لابو رامي ... :
سبحان الله هالوردات دايما بشبههم بالصبايا والبنات ،،
الوردة لما تنسقي وترتوي منيح ،بتطلع غير شكل
وكل ما كبرت هالوردة بتفوح ريحتها اكتر وبصير لونها احلا ،، ..! سبحان اللي خلقها وكل وردة الها تربتها اللي تناسبها وتترعرع فيها ،،
ابو رامي : انتي ملاحظة انه الشوك بشوّه ع منظرهم
ام رامي : فتحت عيونها ،، وهي بتقول لاااا بالعكس!!
ابو رامي : مستغرب من نظراتها ،،كيف بالله م انتي شايفة كيف الشوك عامل منظر حوالين الوردة ،?!
ام رامي : ضحكت وقالت صح الورد حلو وريحتو ولونه ،بس يا ابو رامي مثلما حكتلك ،الورد بهيك حالة لازمه حماية والحماية الربانية هي الشوك ،ع اساس لو حدا بدو يقطفها ،ينشاك منها ويتأذى ،، الشوك فعلا بحمي الوردة من اي قاطف ،وبقويها من اي رياح ،لانه الورد طبيعته رقيق ،فلازم الشوك وان مابعطي منظر ،اكيد بعطيها قوة ..!
ابو رامي : مبسوط من كلامها كتير كتير ،، وبهز ب راسه وببتسم معجب بكلامها وهو يقول عندك حق ،عندك حق،كلامك صح 100% دايما بتحكي حكم يا ام رامي ،، لمين بدك تطلعي ،، للحج عمي " ابوكي " الله يرحمه واللي خلف ما مات..
ام رامي : الله يرحمه ،فعلا والدي الحج كان دايما كلامه مبطن بالحكم والعبر ، مافي ولا قعدة الا ونستفيد من كلامه اللي دايما درر
تنهدت ام رامي وشوياوراح تبكي ،، وقالت : الله يرحمك ، قديش كان نفسك تفرح ب ابني رامي الوحيد ، وكانه بتصبر نفسها وتقول ، يلا ماهو رامي ع دربك لانه قديش كان يحبك ودايما ياخدك معاه عالمسجد ،و لحد الآن انا فخورة ب رامي لانه بياخد من اطباعك ،، سرحت في الحكي كتير وضلت تحكي عن طيبة والدها الحج وتحس فيه تشابه بينه وبين ابنها حبيبها..
ابو رامي : يا حجة ،يا حجة ،،، وين سرحتي ..؟
قالت في الحج رب يرحمه وبأحمد...
اذن المغرب ،،وما قال الله اكبر كمان مرة ،الا لقينا ابو رامي بسرع بدو يتوضأ ويلحق الصلاة مع الامام باول سطر...
ام رامي ،الجلابية كويتها بتلاقيها معلقة ورا الباب ،،
ابو رامي : سلم ايديكي ،طول عمرك بتديري بالك عليا و علبسي والبيت وابننا احمد ،الله يجزيكي عنا كل خير.. !
ام رامي : بابتسامة خفيفة ، : هو انا اللي غيركم بهالدنيا ،الله لا يحرمني منكم ،،،
عادة هيك كلامهم لطيف وكل واحد بقدر التاني وبمدحه ع فضله .. وهادا من اساسيات المحبة في كل بيت !!
... كل بيت لا تجدفيه اللطف والمودة والرحمة فهو بيت تسكنه الشياطين...وتكثر فيه الخلافات والمشاكل...
البيت اللي تأسس على اللين والرفق ،دايما ربنا ببارك فيه وبأهله والبيت بيضل منارة يهتدي بها من حولهم....
وهذا حال بيت ابو رامي وام رامي...
صلى ابو رامي المغرب ،ودخل عالبيت...
ما صارله 5 دقايق الا رامي جاي ،، وكالعادة كل ما طول بغيبته عن البيت ،بركض لايد امه وابوه وبقبلهم ،ونعم الابن البار...!
ولانه هالمرة طول كتير جايب لامه وابوه كل واحد اقزازة عطر من الفاخر اللي ريحته بتضل ساعات وريحته طيبة فوق الخيال.. ..!
صارت الدنيا المسا ،وحبو يقعدو بالجنينة ،، لانها بالليل بتكون جوها غير شكل ،حتى ريحة الزرع بتجنن وبتكون المسا أقوي...مع اضواء الجنينة ببقى الجو خرافي ورمانسي كمان. !
قعدوا بهالجنينة ...وبدهم يتحدثوا وكل واحد عنه حكي كتير ،خاصة لانه رامي غاب غيبتو من الفجر للمغرب..!
وامه مستنياه تحكي معه بالخطبة...!
ابو رامي : اه يا حبيبي يا ابني...كيف اصحابك وكيف القعدة ان شالله انبسطو ..?
رامي : مبين ع وجهه الانبسااط وهو بيقول : ايييه قعدة من الآخر يابا ،للامانة الله بخلق هيك قعدات وهيك ناس... الحمد لله ،كلهم بيسلمو عليك ياحج وان شالله عن قريب بيجو عنا يزوروك لانه سامعين عنك وعن سيرتك الطيبة ..!
ابو رامي : حياهم الله ،صدر البيت الهم والعتبة النا...باي وقت بشرفونا ،.!
ام رامي : اه يا رامي....لوين وصلت بدراستك وكي اصحابك وكيف الجامع ..
" دايما ام رامي بتحب تتابعه وتسأل عن تفاصيل حياته ،واحمد مبسوط من هالاشي.. طبعا رامي ابنها الوحيد..!
رامي : والله الحمد لله والشكر والفضل ،،الجامعه يما ،، هالشهر بخلص بحث التخرج تاع كلية الشريعة والقانون ،، واصحابي الحمد لله عال العال...والجامع ماشالله يما هالشباب مابقعدو ،، خاصة انه اجازة والطلاب بحفظو والعدد كبير هادي السنة ،كلو بفضل ابويا الحج ،والمشايخ ،للامانة اخر اهتمام ودعم لهالجامع..
ام رامي : الحمد لله ،الحمد لله ،الحمد لله ،وهادا اللي بدنا اياه ،،وعنا بالمسجد بندوة الاسبوع والتحفيظ دايما العدد بزيد يوم عن يوم وهذا بفضل الله وفضل اخواتنا اللي دايما بشاركو اهل الحي مناسباتهم وبحثوهم عالخير والعلم والحفظ والتفسير حديث ،قرآن ،فقه ،عقيدة
رامي مبسوط من كلام امه ،ويردد الحمد لله الحمد لله ، هادا كان من امنيات سيدي الحج الله يرحمه والدك يما ،، من لما بنى المسجد ..!
ام رامي : طيب يا رامي ، انت مش حابب نفرح فيك ،وهالصيف اجا ،ودار عمك وصحباتي وقرايبنا بما انك صرت بهالعمر ،صار لازم نزوجك ..!
رامي : احمر وجهه من الخجل ،، قال حتى انتو فتحتو معي هالموضوع ، ايش القصة وهو بضحك ومستغرب...
ام رامي : اه يما لازم نشوفلك بنت حلال ونخطبلك اياها..
رامي : بياخد نظرات من والده الحج ، وقال لامه وابوه ،ابشروا ،بس نخلص هالجامعه والتدريب في المحكمة ،، ونخلص بحث التخرج ،لانه للامانة ماخد وقتي ،،،وكمان يما بس امسك شغلانة وازبط الطابق التاني ،،
حكتلو امو : طيب يا رامي... الحمد لله ربنا رازقنا والفلوس جاهزة ومن بكرا بنجيب الشغيلة ويزبطو الطابق الك ونخليه احلا مايكون..
رامي : يما... الله يرضى عليكي ،انا حابب من عرق جبيني ازبطها وانا موعود بشغل وماتقلقي..
ام رامي : لوحت بايدها قالت لا... خلص هاي هدية منا انا وابوك وانت لا تاكل هم ،،
رامي بصراحة خجل من هالكرم ،لانه اصحابه عادة ببنوا وبتزوجوا من عرق جبينهم..
وقال ان شالله خير ،ان شالله خير.. توكلوا ع الله..
وانا من هان لشهر بكون استلمت شغل وماتاكلو هم حاجة...
ام رامي وابو رامي... بصوت واحد.. "توكلنا على الله "
مر الوقت وهم بخططوا وبنسقوا وبتصلوا ع اساس من بكرا يبلشو الشغيلة يهمو ويزبطو الطابق التاني...
اذن العشاء : الله اكبر الله اكبر...الله اكبر الله اكبر..
وبسرعة البرق رامي وابوه ،اسرعو للمسجد كالعادة
عندهم قاعدة " قم للصلاة متى سمعت النداء " لو شو كان بحكو او بشتغلو ،بتركوا كل شئ وبسارعو للمسجد..!
" المسجد اساس التربية بعد الام الصالحة والصلاة اساس صلاح الدنيا وعمود الدين "
راحو للمسجد وكالعادة ابو خالد وابو رامي ورامي وخالد ومحمد ومسلم دايما باول سطر قرايب وحبايب وصحبة خير...عائلة راقية ومحافظة
مسلم بعمر رامي : شايف رامي بسبح وبستغفر قبل ماييجي موعد الاقامة ، ربت ع كتف رامي وحكاله ،بدي اشوفك بموضوع بعد الصلاة ،،
رامي وهو منشغل بالذكر ، هز براسه كناية عن الموافقة..
كانه بيقول طيب ولا يهمك يا مُسلم ،ابشر.
اقام المؤذن الصلاة... :
قد قامت الصلاة ،قد قامت الصلاة...الله اكبر الله اكبر ، لا اله الا الله.
والامام هالمرة ابو رامي.. تقدم المصلين وصلى فيهم
استقيموا وساووا الصفوف ..... )
مرت 7 دقائق وانتهت الصلاة...
قام رامي يحكي موعظة " طبعا دايما بيكون محضرها لازم وواجب عليه يلقيها بعد كل صلاة عشاء ، والناس طبعا بتحب تسمع ل رامي ،رامي محبوب ،مؤثر ،وسيم ،لابس هالعمامة والجلابية دايمل وجهه بيشع منه النور....
وتقدم ليحكي الدرس هالمرة عن الإيثار ...
الحضور منبهر كالعادة...
رامي :
فصاحة لسان ..صوت عالي...اسلوب لطيف...توزيع نظرات...جلوس ذو هيبة ووقار...يختطف نظرات من الجميع...كأنه يتكلم مع شخص واحد فقط....حتى يصل لقلبهم جميعا...
الحضور :
انتباه...انصات...اعجاب...وكأن أمامهم رجل من زمن قديم
يسرد القصة تلو القصة..موقف يتبعه موقف...وهكذا فلا يمل السامع و لا يتعب الملقي..
ابو رامي : نظرات فخر ...اعتزاز ...ثقة...
عارف حاله ربى منيح ...
يلوح بوجهه بلطف يمنة ويسرة... ويدعو الله
الله يحميك ،الله يرضى عليك...
" التوفيق ،مفتاحه رضا الوالدين "
وما ان انتهى الدرس هرع البعض لشكر رامي وبعضهم باحتضانه وبعضهم بتقبيله...كيف لا وقد انشرحت قلوبهم بما ألقى رامي من درس " خفيف ولطيف "
...عن بعد قليلا... مُسلم ينتظر رامي بان ينتهي الناس من الحديث معه...
ويقف مسلم.. يفكر طويلا....نفسي اصير مثلك ،،الله يهديني ،الله يحبب فينا الخلق...
مسلم بدأ يغار من رامي شويا شويا " غيرة محمودة "
هل ستتغير الغير من محمودة إلى خبيثة...؟
جلس مسلم على باب المسجد ويفكر كيف سيصبح مثل رامي وإلا...فلن يكون سعيدا...
تقريبا : انتهى رامي ...
ابو رامي مخاطبا ابنه : يلا الحجة بتستني فينا ..لازم نروح لانه علينا زيارة لبيت عمك ابو خالد بدنا نشوف شو بده كمان من شويا خبرني انه حابب يسضيفنا
يا دوب نلحق نخبر امك
رامي : طيب تمام ياحجي...انا ومسلم لاحقينكم توكل عالله... بنلتقي ببيت عمي...
( ترى ابو خالد كل يوم بحب رامي اكتر )
الفصل التالي : مزاج متقلب... !!